لبنان: قلق واسع من صواريخ الجنوب وواشنطن تحمل بشدة على «حزب الله»

تاريخ الإضافة الخميس 29 تشرين الأول 2009 - 6:05 ص    عدد الزيارات 3649    التعليقات 0    القسم محلية

        


واشنطن - جويس كرم، نيويورك، بيروت - «الحياة»

فيما تتجه الاتصالات لتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة الى حصر الاقتراحات للخروج من عنق الزجاجة الذي علقت فيه على مدى 4 أشهر، قفز الى الواجهة مجدداً أمس الوضع الأمني في جنوب لبنان بعد إطلاق صاروخ كاتيوشا على الأراضي الفلسطينية ليل أول من أمس، وبعد اكتشاف 4 صواريخ أخرى معدة للإطلاق في منزل قيد الإنشاء في بلدة حولا الحدودية صباح أمس من قبل قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) والجيش اللبناني إثر حملات التفتيش التي قاما بها عقب إطلاق الصاروخ ليل الثلثاء.

في هذا الوقت، عبرت واشنطن على لسان مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان عن «قلقها البالغ» من نشاطات «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية وخارجها «في مصر وأذربيجان» وعرقلته «العملية الديموقراطية وايقاده التشنجات الطائفية»، واستعجل تأليف الحكومة اللبنانية مشيدا برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما أكد أن ادارة الرئيس باراك أوباما «تنتظر أن تتعامل سورية مع المسائل المقلقة في سياساتها الاقليمية» مثل دعم «حزب الله».

وفي جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب الأميركي، أكد فيلتمان أن واشنطن «تأمل بحل سريع للتحديات التي تواجه عملية تشكيل الحكومة اللبنانية» وتمنى أن تصح التوقعات بأن تتشكل الحكومة في «الأيام المقبلة». ووضع فيلتمان «حزب الله» في صلب السياسة الأميركية حيال سورية ولبنان، مشيرا الى أن الوصول «الى علاقات بناءة وايجابية بين الولايات المتحدة وسورية... يحتاج الى تعامل سورية مع المسائل التي تقلقنا حول بعض سياساتها الاقليمية مثل دعم منظمات ارهابية مثل حزب الله وحماس».

وإذ أكد الجيش اللبناني في بيان صدر عنه أمس إطلاق الصاروخ واكتشاف الصواريخ الأربعة الأخرى التي قام بتفكيك صواعقها، أشار الى قيام «العدو الإسرائيلي بالاعتداء على لبنان برمي 9 قذائف من عيار 155 ملم من دون وقوع إصابات».

ودانت السفير الأميركية ميشال سيسون إطلاق الصاروخ واعتبرت أنه انتهاك واضح للقرار 1701، مشيرة الى سلسلة حوادث منها انفجار مستودع ذخيرة لـ «حزب الله» في 14 تموز (يوليو) الماضي وغيره من الحوادث، داعية الى بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية ونزع سلاح الميليشيات.

وفيما سيّرت إسرائيل دوريات على الحدود مع لبنان، دعت فرنسا الى «الالتزام التام بوقف الأعمال الحربية» على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو (فرانس برس) إن باريس «تدين إطلاق الصاروخ» الذي يشكل «انتهاكاً للقرار 1701» الصادر عن الأمم المتحدة، مؤكداً «وجوب بذل كل المساعي لتفادي أي تصعيد جديد للعنف قد يهدد استقرار المنطقة الذي تتمسك به فرنسا في شكل خاص».

وهاجمت كتلة «الوفاء للمقاومة اللبنانية» (حزب الله) مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في شأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 تيري رود لارسن واصفة إياه بـ «الموظف غير المرحب به». واعتبرت الكتلة التقرير حول هذا القرار الذي أشار الى أن سلاح «حزب الله» ينتهك القرار الدولي، «فضيحة وانحيازاً وقحاً».

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحافي أمس أن «مبعوثي الخاص لقرار مجلس الأمن 1559 يتمتع بثقتي الكاملة وأنا أثق به وهو سيستمر في مهماته» كمبعوث خاص مكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559. وأضاف لارسن أن «جميع المبعوثين والممثلين الخاص، يقومون بمهماتهم بالتنسيق مع دوائر (الأمم المتحدة) ذات الصلة ومع الحكومات المعنية، تحت رعايتي وبتعليمات مني».

وأكد بان أن هناك خروقات للقرارين 1701 و1559 وأن تنفيذ هذين القرارين «بشكل كامل يشكل المبدأ الأساس لضمان الاستقرار والسلام والازدهار ليس فقط للبنان وإنما للمنطقة».

وسيتلقى مجلس الأمن تقرير الأمين العام عن تنفيذ الـ 1701 مطلع الأسبوع المقبل ويبحثه في 10 تشرين الثاني (نوفمبر).

وقال بان في مؤتمره الصحافي إن التحقيق الأولي للجيش اللبناني ولـ «يونيفيل» يفيد بأن «خروقات واضحة للقرار 1701 وقعت خلال الأسبوع الماضي». وأصدر مكتب الناطق باسم الأمين العام بياناً في أعقاب المؤتمر الصحافي، جاء فيه أن بان كي مون «يدين إطلاق القذائف ضد إسرائيل من جنوب لبنان في 27 تشرين الأول (اكتوبر)»، وأن القذيفة أطلقت من منطقة حولا على قرية شمونا «وقامت قوات الدفاع الإسرائيلي برد النار بالمدفعية باتجاه موقع إطلاق القذيفة».

وفي الموضوع الحكومي، تركز البحث في سلة الحقائب التي ترضي زعيم «التيار الوطني الحر»، ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، على تطوير أو تعديل الاقتراح الأخير الذي نقله النائب سليمان فرنجية إليه من الرئيس المكلف سعد الحريري، وهو يقضي باحتفاظه بحقيبة الاتصالات ولكن لغير الوزير جبران باسيل مع إسناد حقائب المهجرين، السياحة والثقافة إضافة الى وزير دولة، لحصته الخماسية.

وفيما أكدت مصادر في المعارضة لـ «الحياة» أن عون أبلغ حلفاءه في المعارضة أنه رفض هذا الاقتراح، وأنه يرى وجوب إسناد حقيبة أساسية ثانية إضافة الى الاتصالات وبديلاً من إحدى الحقائب الثلاث الأخرى، فإن مصادر المعارضة نفسها أشارت الى أن عون يفضل تواصلاً مباشراً من قبل الرئيس الحريري معه، من دون وسطاء مع ترحيبه بأي جهد من أجل تقريب وجهات النظر، خصوصاً أن الحريري على صلة مباشرة معه.

وكان الوسط السياسي اللبناني عاش أجواء تميل الى اقتراب إنضاج الطبخة الحكومية الجديدة نتيجة الاندفاعة القائمة في اتصالات تذليل العقبات، في ظل توقعات بعقد اجتماع قريب جداً بين الحريري وعون. وذكر مصدر في «تيار المردة» الذي يتزعمه النائب سليمان فرنجية لموقع «ناو ليبانون» الإلكتروني ان الاجتماع قد يكون ثلاثياً في حضوره وخلال ساعات. وقال الرئيس سليمان أمس إن مسألة تشكيل الحكومة أصبحت «أزمة إدارية أكثر منها سياسية» وإن النقاش «بات حقيبة أو حقيبتين والبدائل منهما.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,159,486

عدد الزوار: 6,757,934

المتواجدون الآن: 140