تعثر مفاوضات جنيف وتحذير من «تفسخ» سورية..المعارضة: الجولان سوري وسيبقى سورياً إلى الأبد..الجعفري: مصير الأسد لن يناقش لا بجنيف ولا بطوكيو ولا بكازاخستان

المعارضة: من يقتل المدنيين لا يمكن أن يكون شريكاً.. مجزرتان أسديتان تدكّان «جنيف..»...67 قتيلاً وعشرات الجرحى في مجازر مروّعة للنظام في أسواق إدلب تهدّد الهدنة

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 نيسان 2016 - 5:32 ص    عدد الزيارات 1783    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تعثر مفاوضات جنيف وتحذير من «تفسخ» سورية
موسكو - رائد جبر لندن، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
قررت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة أمس الانسحاب تدرجاً من مفاوضات جنيف، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات شنها الطيران السوري على غوطة دمشق وريف ادلب، بالتزامن مع تحذير الرئيس الأميركي باراك اوباما من تعرض سورية الى «التفسخ السريع» اذا استمر التصعيد العسكري والجمود السياسي.
وقال أوباما إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الاثنين أن سورية «تتفسخ بسرعة أكبر» وأنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس» امس: «لن يخدم هذا مصالح أي منا».
وكان المنسق العام لـ «الهيئة» المعارضة رياض حجاب قال أمس: «سأسافر اليوم (أمس)، قسم من الإخوة سافروا أول من أمس، وقسم آخر سيسافر تباعاً حتى الجمعة»، موضحاً ان بعض أعضاء «الهيئة «والوفد سيبقون في جنيف للمشاركة في نشاطات «مبرمجة» مسبقاً.
وأضاف أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا «عرض ان يأتي خبير شارك في (صياغة) تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في بيان جنيف الى الفندق وقلنا له أهلاً وسهلاً، وهو سيقابل كفنيّ زملاءنا القانونيين في الوفد».
وإذ جدد الإشارة الى أن الوفد جاء الى جنيف «من أجل انتقال سياسي مبني على القرارت الدولية التي تقول جميعها بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للمجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد»، أعلن رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري انه مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الأسد، متهماً وفد «الهيئة» المعارض بـ «المراهقة» في العمل السياسي. وشدد حجاب على «اننا لم نأتِ الى جنيف لننتج نظام بشار الأسد بل جئنا لننهي هذا النظام».
في موسكو، أكد الكرملين انه «لا يمكن السماح للارهابيين» بالسيطرة على مناطق في سورية، ودعا الى مواصلة المفاوضات في جنيف، بينما حملت موسكو المعارضة مسؤولية تعثر جولة المفاوضات بسبب «غلبة متطرفين على الهيئة العليا للتفاوض». وحذر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أن موسكو تأخذ في الاعتبار أن الوضع ليس سهلاً في المسار التفاوضي، لكن «لا يمكن ايضاً تجاهل صعوبة الوضع على الأرض او التوقف عن محاربة الارهابيين الذين يسعون للتمدد في مناطق عدة». ودعا إلى متابعة المفاوضات لأن «الحوار هو الشرط الأساسي للتسوية». لافتاً الى ان «التركيز على ضرورة متابعة الحوار والحفاظ على نظام وقف إطلاق النار، كان جوهر الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بوتين وأوباما».
ميدانياً، ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في قصف جوي الثلثاء على سوقين شعبيتين في محافظة ادلب في شمال غربي سورية، الى 44 وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان». وقتل 37 شخصاً، بينهم طفلان، في قصف طاول سوقاً للخضار في مدينة معرة النعمان وحدها، وسبعة آخرون في غارات استهدفت سوقاً للسمك في كفرنبل. وأشار «المرصد» الى ان عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى. كما قتل وجرح آخرون في قصف على الغوطة الشرقية لدمشق. واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، المتحالف مع «الهيئة»، هذه الغارات «تصعيداً خطراً».
المعارضة: من يقتل المدنيين لا يمكن أن يكون شريكاً.. مجزرتان أسديتان تدكّان «جنيف»
المستقبل.. (المرصد السوري، أورينت نت، السورية نت، الائتلاف، رويترز، أ ف ب)
انفلت إجرام نظام الأسد من عقاله أمس مرتكباً مجزرتين دمويتين، إحداهما في ريف إدلب حيث دمرت سوقين شعبيتين وقلبتهما على روادهما من النساء والأطفال والرجال، وثانيهما في ريف دمشق حيث حولت طائرات بشار الأسد عرساً إلى مأتم جماعي.

ووسط المشهد الدموي هذا، قالت المعارضة السورية إن من يقتل المدنيين لا يمكن أن يكون شريكاً في عملية انتقالية، في إشارة إلى تعليقها المشاركة في اجتماعات جنيف التي لم تثمر عن أي نتيجة حتى الآن، في ظل تحذير للرئيس الأميركي باراك أوباما من أن الهدنة في سوريا تتهالك بسرعة.

ففي مجزرتين نفذتهما الطائرات الحربية التابعة لنظام الأسد باستهدافها مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل الواقعة بريفها، سقط أمس 44 مدنياً بينهم 4 نساء و3 أطفال تأكد استشهادهم حتى مساء أمس في حصيلة قابلة للزيادة، حيث استشهد 37 مواطناً من ضمنهم طفلان اثنان و4 مواطنات في الأولى، فيما استشهد 7 بينهم طفل في الثانية، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع حسب المرصد السوري لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود أشلاء ومعلومات عن شهداء آخرين، فيما قال موقع «أورينت نت» إن عدد الشهداء في المجزرتين بلغ 60 شهيداً و200 جريح.

وكانت طائرات النظام شنت أول من أمس غارات جوية على مدينة جسر الشغور وقرية البشيرية بالريف الغربي لإدلب، كما شنت غارة على قرى بالريف الجنوبي، وغارة على مدينة بنش وأطراف مدينة إدلب في الريف الشمالي.

وفي ريف دمشق، ارتكبت طائرات النظام مجازر عدة خلال ساعات راح ضحيتها 9 شهداء وعشرات الجرحى في بلدة بالا في الغوطة الشرقية. وطاول قصف بالصواريخ سيارة لعروسين كانا في طريقهما إلى حفلة زفافهما ما أدى لاستشهادهما، كما سُجل من بين الشهداء امرأتان وطفل رضيع بالإضافة الى 20 جريحاً بينهم 4 حالات بتر.

وشن طيران النظام غارتين على مدينة عربين، وفي الغوطة الغربية تعرضت مزارع مخيم خان الشيح لقصف مدفعي.

وكانت قوات النظام ارتكبت أخيراً مجزرة في بلدة دير العصافير بريف دمشق الشرقي راح ضحيتها 40 شهيداً بينهم اثنا عشر طفلاً وثماني نساء، حيث أُصيب العشرات بجراح من جراء استهداف طائرات النظام الحربية مدرسة ومشفى في دير العصافير.

وفي حمص، أفاد ناشطون باستشهاد ثلاثة مواطنين بينهم امرأة وجرح 10 آخرين في منطقة الحولة بريف المدينة الشمالي المحاصر من قبل النظام، مؤكدين أن حصيلة الشهداء قابلة للازدياد.

وفي المواقف، قال بيان للائتلاف الوطني السوري المعارض، إن هذه المجازر تُضاف إلى سلسلة الجرائم الرهيبة والخروق المستمرة التي ارتكبها نظام الأسد منذ بداية الهدنة، كما أنهما تمثلان تصعيداً خطيراً من خلال العودة إلى استهداف الأسواق الشعبية المكتظة بالمدنيين كفعل إجرامي همجي.

وأكد الائتلاف أن مجازر اليومين الماضيين دلائل إضافية على أحقية ومشروعية قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها وتأجيل المشاورات، حيث لا يمكن تهيئة مناخ حقيقي لأي عملية سياسية في ظل استمرار آلة القتل والإجرام إلا بإيقاف تلك الآلة ووضع حد نهائي لجرائم الأسد بحق المدنيين، كما لا بد للمجتمع الدولي أن يفهم بأن من يقتل المدنيين لا يمكن أن يكون شريكاً في أي عملية انتقالية.

ودعا رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية القوى الكبرى للاجتماع لإعادة تقويم الهدنة التي قال إنها لم تعد مطبقة، مضيفاً أنه لا يمكن إجراء محادثات سلام مع استمرار معاناة الشعب السوري.

وقال حجاب للصحافيين «نحن لن نقبل بمفاوضات وشعبنا يعاني. لن نقبل أن نكون هنا في جنيف وشعبنا يموت من الجوع ومن القصف. ولن نكون طرفاً في عملية تضيع حقوق شعبنا وتزيد من معاناته«.

وأضاف حجاب «أطالب باجتماع لمجموعة وزراء خارجية مجموعة الدعم الدولية من أجل النظر وإعادة تقويم الإجراءات الإنسانية وأيضاً لتقويم عملية الهدنة التي انتهت«. وأشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات باتت خارج المحادثات على الرغم من أن بعض الخبراء من الهيئة سيبقون في جنيف لعقد اجتماعات، ومضى حجاب يقول «لا يمكن أن يكون هناك حل في سوريا وبشار الأسد موجود في السلطة إطلاقاً، إنه يحلم»، مشيراً إلى أنه وغيره من المسؤولين في المعارضة يخططون لمغادرة جنيف.

وقال ديبلوماسي غربي بارز إن فكرة عقد اجتماع للقوى الكبرى قيد النقاش. وأضاف «هناك سؤال عما إذا كنا بحاجة لإعادة التأكيد على معايير وقف الأعمال القتالية في مرحلة ما قريباً.. وما إذا كان ينبغي إجراء مزيد من النقاش من جانب المجموعة الدولية لدعم لسوريا.. لكننا لم نتخذ قراراً بهذا الشأن بعد«.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن القوات الحكومية السورية هي التي نفذت على الأرجح ضربات جوية قتلت نحو 40 شخصاً في سوق مزدحمة للخضراوات بمنطقة تسيطر عليها المعارضة.

وعلى الرغم من قصف السوق بمعرة النعمان في محافظة إدلب قال كيربي إن الولايات المتحدة تعتقد أن ما يسمى باتفاق وقف الأعمال القتالية لا يزال صامداً إلى حد بعيد لكنه هش.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه أبلغ نظيره الروسي في مكالمة هاتفية أن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة وبالتالي يتعين على دولتيهما العمل معاً لكي يتحرك الوضع هناك إلى الأمام. وأوضح أوباما في مقابلة مع محطة «سي.بي.إس» التلفزيونية الأميركية بثتها أمس «بدأنا برؤيتها (الهدنة في سوريا) تتهالك بسرعة أكبر، وإذا لم تكن الولايات المتحدة وروسيا متناغمتين حيال الحفاظ عليها وتحريك مسار (الحل) السياسي و(المرحلة) الانتقالية، سنعود إلى الوضع الذي كنا عليه قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع». وأضاف «لن يخدم هذا مصالح أي منا».

واتفق أوباما وبوتين في المكالمة الهاتفية التي وصفها البيت الأبيض بأنها «محادثة مكثفة» في إثر انهيار مفاوضات جنيف أول من أمس، على التنسيق بين أجهزة المخابرات ووزارتي الدفاع في البلدين بشكل أكبر.

وقال المبعوث الروسي لمباحثات السلام السورية أليكسي بورودافكين إن قرار الهيئة العليا للمفاوضات عدم حضور المفاوضات الرسمية «خطأ» لأن أي تسوية سياسية لا تتم إلا من خلال التفاوض. لكن بورودافكين أضاف أن ذلك لا يشير لانهيار العملية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إنه ينبغي للمبعوث الدولي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أن يبرز مسؤوليات كل فريق في المحادثات، وبخاصة مسؤوليات النظام وداعميه.

وأضاف الوزير في رسالة إلى المبعوث الدولي أنه يتعين عليه «مطالبتهم بممارسة الضغوط اللازمة للمساعدة في دعم العملية السياسية». وقالت الرسالة أيضاً إن الحكومة السورية انتهكت قرارات الأمم المتحدة بعد عملياتها العسكرية بما فيها تلك التي نفذتها في حلب.

وجاء في الرسالة «على مدى السنوات الأربع الماضية دأب النظام على استخدام عمليات الحصار لتسجيل نقاط سياسية. من المهم أن تواصل الأمم المتحدة دورها كرادع في هذا الشأن«.

وفي العاصمة الأردنية، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن قلقه من ازدياد تدفق اللاجئين السوريين الى الأردن بسبب التعثر الذي تواجهه المفاوضات، متعهداً بدعم المملكة في قضية اللاجئين ومكافحة الإرهاب.

وقال هولاند عقب محادثاته مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «ما يحدث في جنيف له أهمية كبرى بالنسبة للأردن، تعليق المفاوضات مثير للقلق«.
المعارضة: الجولان سوري وسيبقى سورياً إلى الأبد
 (الائتلاف)
اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض نعسان آغا، أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها «لن نتخلى عن مرتفعات الجولان»، مؤكداً أن «الجولان سوري وسيبقى سورياً إلى الأبد».
وأكد نعسان أغا، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يستطع أن يقنع أحداً في العالم، «كي يقر له بامتلاك ما سرقه من الأراضي العربية، عبر عدوانه المتكرر»، مشددا أن العالم كله يقر بشرعية كون الجولان سورياً.
وفد المعارضة يغادر جنيف وأوباما يُبلغ بوتين ضرورة أن يكون موقفاهما «متناغمين»
67 قتيلاً وعشرات الجرحى في مجازر مروّعة للنظام في أسواق إدلب تهدّد الهدنة
 («اللواء» - وكالات)
قتل ٦٧ مدنيا وأصيب عشرات آخرون امس، في قصف جوي لمناطق تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، بالتزامن مع تعثر مفاوضات السلام في جنيف، ما يجعل هذه المحادثات والهدنة المعمول بها منذ نهاية شباط مهددة بالانهيار اكثر من اي وقت.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ظهر امس، عن قصف جوي عنيف نفذته «على الأرجح طائرات تابعة للنظام السوري» على سوقين شعبيين في معرة النعمان وكفرنبل في محافظة ادلب، اسفر عن مقتل 44 مدنيا بينهم ثلاثة اطفال.
ووصف المرصد الغارات بـ«المجزرتين»، مشيرا الى مقتل 37 شخصا في مدينة معرة النعمان وحدها، والى ان عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى.
وأظهرت صور دمارا كبيرا في سوق الخضر في معرة النعمان، وتناثرت الخضر ارضا قرب ركام محال منتشرة على جانبي الطريق الضيقة، فيما طاول القصف على كفرنبل سوقا للسمك.
ولكفرنبل ومعرة النعمان اهمية رمزية كبيرة بالنسبة الى المعارضة. فقد كانت كفرنبل من اولى البلدات «المحررة» في ادلب وعرفت بتظاهراتها الضخمة، وينشط ابناؤها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم من اشد المعارضين للنظام السوري. وسيطر مقاتلو المعارضة على معرة النعمان بعد معارك عنيفة، وكانت محاطة بقواعد عسكرية ضخمة خسرها الجيش السوري تباعا.
ويسيطر «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل اسلامية على رأسها جبهة النصرة واحرار الشام، منذ صيف 2015 على كامل محافظة ادلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
الى ذلك، افاد المرصد السوري عن مقتل «ثلاثة اطفال جراء سقوط قذائف صاروخية اطلقتها الفصائل الاسلامية على بلدة كفريا» ذات الغالبية الشيعية في ريف ادلب الشمالي الشرقي.
وفي بلدة بالا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، اسفر قصف لقوات النظام، وفق المرصد، عن «مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفل، واصابة نحو عشرة آخرين بجروح». ويستثني اتفاق وقف الاعمال القتالية المعمول به منذ 27 شباط جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية، الا ان مشاركة جبهة النصرة في تحالفات واسعة مع فصائل اخرى مقاتلة مشمولة بالهدنة، تهدد هذا الاتفاق.
وكانت فصائل سورية مقاتلة، غالبيتها اسلامية بينها «احرار الشام» و«جيش الاسلام»، اعلنت الاثنين بدء معركة اطلقت عليها اسم «رد المظالم» في ريف اللاذقية الشمالي، ردا على «انتهاكات» قوات النظام للهدنة.
وتبدو الهدنة في سوريا اليوم مهددة اكثر من اي وقت مضى. وتدور اشتباكات عنيفة، يرافقها قصف جوي، بين قوات النظام السوري والفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي.
وأحرزت قوات النظام في هذه المنطقة، وفق المرصد، تقدما في تلال ومرتفعات بلدة كباني الاستراتيجية التي تتميز بارتفاعها، ما يجعل الفصائل الموجودة فيها تشرف على مناطق واسعة في محيطها وعلى سهل الغاب في محافظة ادلب التي لا تبعد سوى كيلومترات الى الشرق من البلدة.
  وتسعى قوات النظام الى استعادة كباني لتتمكن من بسط سيطرتها على كامل ريف اللاذقية الشمالي.
واعلنت فصائل سورية مقاتلة، غالبيتها اسلامية بينها «احرار الشام» و«جيش الاسلام»، الاثنين بدء معركة اطلقت عليها اسم «رد المظالم» في ريف اللاذقية الشمالي.
المعارضة تغادر جنيف
 ويأتي هذا التصعيد غداة اعلان الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف المعارضة السورية، تعليق مشاركتها في المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف احتجاجا على عدم ادخال مساعدات انسانية الى المناطق السورية المحاصرة وانتهاكات اتفاق وقف الاعمال القتالية التي تحمل النظام مسؤوليتها.
ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «المجزرتين» في ادلب. وقال انهما تضافان إلى «سلسلة الجرائم الرهيبة والخروقات المستمرة التي ارتكبها نظام الأسد منذ بداية الهدنة».
واعتبر ان ما حصل يمثل «تصعيداً خطيراً (...) كفعل إجرامي همجي تجاه تمسك وفد الهيئة العليا المفاوض بحقوق الشعب السوري وثوابت ثورته»، ويؤكد «أحقية ومشروعية قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها وتأجيل المشاورات».
وبدأ اعضاء من وفد الهيئة العليا للمفاوضات امس مغادرة جنيف. وقال المنسق العام للهيئة رياض حجاب في مؤتمر صحافي في جنيف «سأسافر اليوم، قسم من الاخوة سافروا امس (الاثنين)، وقسم اخر سيسافر اليوم وتباعا حتى الجمعة»، موضحا ان بعض اعضاء الهيئة والوفد سيبقون في جنيف للمشاركة في نشاطات «مبرمجة» مسبقا.
وبين هذه النشاطات «لقاءات مع الجهة المعنية بالقضايا الانسانية، وندوات ستعقد حول المعتقلات والقضايا الانسانية وجرائم الحرب التي حصلت في سوريا».
كما اشار الى لقاء سيعقد بين الموفد الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا وقانونيين في وفد المعارضة في الفندق لا في مقر الامم المتحدة، سيتناول مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي.
وبدأت جولة المحادثات الحالية في جنيف الاربعاء وتصطدم بتمسك الطرفين بمواقفهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال حجاب ان وفد المعارضة جاء الى جنيف «من اجل انتقال سياسي مبني على القرارات الدولية التي تقول جميعها بانشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للمجرمين وعلى راسهم بشار الأسد».
وانتقد حجاب امس اداء المجتمع الدولي والدول الراعية للعملية السياسية، وعلى راسها الولايات المتحدة، متسائلا «من ليس قادرا على ادخال علبة حليب (الى المناطق المحاصرة) هل قادر على ان يسيّر عملية سياسية وانتقال سياسي في سوريا؟». واضاف «لن نكون في هذه العملية طالما لم تتخذ اجراءات لفك الحصار واطلاق سراح المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية ووقف القصف على المدنيين».
وشدد حجاب على «اننا لم نأت الى جنيف لننتج نظام بشار الاسد بل جئنا لننهي هذا النظام».
واتهم روسيا، ابرز حلفاء النظام السوري. بالعمل «على اعادة انتاج هذا النظام» بدل القيام «بدور حيادي وراع للعملية السياسية وتثبيت وقف اطلاق النار الذي تساهم بخرقه عبر امداد النظام بالسلاح والمساهمة بشكل مباشر في عمليات القصف والقتل».
كما دعا حجاب القوى الكبرى إلى الاجتماع سريعا لإعادة تقييم هدنة قال إنها لم تعد قائمة. وأضاف أنه لا يمكن أن تكون هناك محادثات مع استمرار معاناة الشعب السوري.
وتابع للصحفيين «أطالب باجتماع لمجموعة وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل النظر وإعادة تقييم الإجراءات الإنسانية وأيضا لتقييم عملية الهدنة التي انتهت».
وسجل حجاب «عتبا كبيرا على الاصدقاء الاميركيين»، معتبرا ان «الحفاظ على الهدنة لا يكون من خلال منع السلاح عن الثوار ومنعهم من الدفاع عن انفسهم».
في المقابل، اعلن رئيس وفد النظام الى المفاوضات بشار الجعفري ان وفده مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الأسد.
 وقال «مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا.. وهذا الموضوع يقرره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان». واضاف الجعفري «شرحنا لدى ميستورا ان ولايتنا تتوقف عند حدود الانتهاء من مسألة الحكم، اي انشاء حكومة وطنية موسعة»، مشددا على ان «تشكيل حكومة وحدة وطنية هو موضوع النقاش الاساسي».
واعتبر ان قرار وفد المعارضة تعليق مشاركته في جنيف «ليس (عملا) دبلوماسيا او سياسيا ناضجا، بل اسلوب طفولي مراهق في عالم الدبلوماسية والسياسة».
وقال إن المحادثات في جنيف يمكن أن تستمر مع فصائل معارضة أخرى رغم إعلان الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية تعليق مشاركتها.
واضاف إن المعارضة ليست حكرا على الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكلت في السعودية. وتعتبر الهيئة التكتل الرئيسي الممثل للمعارضة.
وقال ايضا «إذا كانوا يريدون المقاطعة يمكنهم ذلك. لن يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأنهم ليسوا الممثلين الوحيدين للمعارضة السورية».
أوباما يبلغ بوتين
في هذا الوقت، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية يوم الاثنين بأن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة وبالتالي يتعين على دولتيهما العمل معا لكي يتحرك الوضع هناك إلى الأمام.
وقال أوباما في مقابلة مع محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأميركية بثتها امس «بدأنا برؤيتها (سوريا) تتهالك بسرعة أكبر وإذا لم تكن الولايات المتحدة وروسيا متناغمتين حيال الحفاظ عليها وتحريك مسار (الحل) السياسي و(المرحلة) الانتقالية سنعود إلى الوضع الذي كنا عليه قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع». وأضاف «لن يخدم هذا مصالح أي منا».
واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على تعزيز التنسيق بينهما حيال سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ نحو خمس سنوات.
واتفق أوباما وبوتين في المكالمة الهاتفية التي وصفها البيت الأبيض بأنها «محادثة مكثفة» على التنسيق بين أجهزة المخابرات ووزارتي الدفاع في البلدين بشكل أكبر.
وتأتي هذه المكالمة في الوقت الذي تهدد فيه محادثات السلام في جنيف بالانهيار مع دعوة قوى المعارضة الرئيسية السورية يوم الاثنين إلى تعليقها. ودعا الكرملين في وقت سابق امس إلى استئناف المحادثات.
وقال أوباما في المقابلة التلفزيونية إن الولايات المتحدة نظريا لا تعترض على إصرار روسيا على أن تحتفظ الدولة السورية بهيكليتها.
وأضاف «ما كنا نتناطح بشأنه باستمرار - وهذا كان صحيحا على مدى ست سنوات - هو إصراره (بوتين) أنه لا يمكنه أن يدعم (قرارا) أحادي الجانب بإزاحة الأسد ولأن هذا القرار يتعين على الأسد والسوريين أن يتخذوه».
الجعفري: مصير الأسد لن يناقش لا بجنيف ولا بطوكيو ولا بكازاخستان
السياسة..جنيف – ا ف ب:
أعلن رئيس وفد النظام السوري الى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، أمس، أن وفده مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل رئيس النظام بشار الاسد، متهماً وفد المعارضة بـ”المراهقة” في العمل السياسي، غداة تعليق مشاركته الرسمية في المحادثات.
وقال الجعفري، خلال مقابلة مع وكالة “فرانس برس” في جنيف، قال الجعفري ان الاقتراح بشأن بقاء الأسد رئيساً بصلاحيات محدودة مع تعيين ثلاثة نواب له من المعارضة “لم يناقش” مع دي ميستورا، و”لن يناقش في اي جلسة مقبلة، لانه ليس من ولاية المحاورين في جنيف”.
وأضاف ان “المبعوث الخاص لم يقترح علينا مثل هكذا اقتراح، وأنا أنفي نفيا قاطعا اننا تحدثنا عن هذا الامر بأي شكل من الاشكال او تجاوبنا مع ما طرحه، حقيقة الامر انه تطرق الى هذه المسألة بشكل سريع وسطحي”.
وقال الجعفري “شرحنا لدي ميستورا ان ولايتنا تتوقف عند حدود الانتهاء من مسألة الحكم، اي انشاء حكومة وطنية موسعة. ان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو موضوع النقاش الاساسي، مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا”.
وتابع “هذا الموضوع يقرره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان”.
وتعليقاً على إعلان المعارضة تعليق مشاركتها في محادثات جنيف، قال الجعفري “هم لا يفقهون شيئا في علم الديبلوماسية الا كلمة الانسحاب، هذا ليس (عملا) ديبلوماسياً أو سياسيا ناضجا، بل اسلوب طفولي مراهق في عالم الديبلوماسية والسياسة”، على حد زعمه.
واضاف “هم لا يريدون ان يشاركوا، هم احرار، لكنهم غير قادرين على مصادرة حق بقية المجموعات في الاستمرار في الحوار السوري – السوري من دون تدخل خارجي وشروط مسبقة”.
اوباما أبلغ بوتين ان سورية «تتفسخ بسرعة»
الحياة...واشنطن، موسكو، بكين - رويترز، أ ف ب 
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية الاثنين أن سورية تتفسخ بسرعة أكبر وأنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس» الثلاثاء: «لن يخدم هذا مصالح أي منا».
وفي موسكو، قال الكرملين الثلثاء أن روسيا تؤيد تماماً استمرار مفاوضات السلام السورية في جنيف في تعليق على قرار المعارضة السورية تأجيل المفاوضات إلى أجل غير مسمى.
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في مؤتمر هاتفي مع الصحافيين: «نعتقد أن (محادثات السلام) حالة ضرورية». وأضاف: «تم التأكيد (أول) من أمس على الحاجة إلى استمرار الحوار والمحافظة على نظام وقف إطلاق النار خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين بوتين وأوباما».
وقال الكرملين في بيان أن «الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سورية وأكدا خصوصاً عزمهما على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار في هذا البلد والناجم عن مبادرة روسية - أميركية، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية».
وأردف الكرملين أن بوتين شدد على ضرورة أن تنأى المعارضة «المعتدلة» بنفسها من متطرفي تنظيم «داعش» وجبهة النصرة، كما دعا إلى إغلاق الحدود بين سورية وتركيا، حيث «يستمر تزويد المتطرفين بالأسلحة».
ودخل وقف لإطلاق النار تم التفاوض في شأنه بين الولايات المتحدة وروسيا حيز التنفيذ في 27 شباط (فبراير)، وأحيا الأمل بالتوصل إلى اتفاق في جنيف لوضع حد لإراقة الدماء.
لكن المعارك تجددت في محافظة حلب الأسبوع الماضي، ما دفع عشرات آلاف الأشخاص إلى الفرار وحمل المعارضة على طرح تساؤلات حول التزام الرئيس بشار الأسد إيجاد حل سياسي لنزاع ساهم في تهجير نصف السكان وقتل أكثر من 270 ألفاً.
وقال الكرملين أن بوتين وأوباما شددا على «أهمية» محادثات جنيف، واتفقا على زيادة التعاون بين أجهزتهما الأمنية ووزارتي دفاعهما حول سورية.
وتابع: «لتحقيق هذه الغاية سيتم بحث تدابير إضافية للتحرك بسرعة في مواجهة أي خرق لوقف إطلاق النار».
وقال البيت الأبيض أن أوباما «دعا مجدداً الرئيس بوتين إلى استخدام نفوذه على نظام الأسد لكي يحترم الأخير هذه التعهدات».
وزاد الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش إرنست: «للأسف رأينا أن وقف الأعمال القتالية لا يزال هشاً وهو مهدد أكثر فأكثر بسبب انتهاكاته المتكررة من قبل النظام».
ولفت الكرملين في بيانه إلى أن أوباما شكر لبوتين مساعدة روسيا في الإفراج عن الأميركي كيفن دوز الذي كان محتجزاً في سورية.
وكان الشاب البالغ الـ33 من العمر، والذي قال مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) أنه مصور مستقل، خطف في 2012 بعد عبوره الحدود من تركيا.
وقالت موسكو أن نظام الأسد احتجزه «لدخوله سورية بصورة غير شرعية».
في بكين، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلثاء أن المبعوث الصيني الجديد الخاص بالأزمة السورية شي شياو يان سيزور سورية والسعودية وإيران وروسيا في إطار أحدث مسعى ديبلوماسي صيني في المنطقة للتوصل إلى حل سلمي للصراع.
وتعتمد الصين على المنطقة للحصول على إمدادات النفط، لكنها تميل إلى ترك ديبلوماسية الشرق الأوسط للدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
لكن الصين تحاول أن تعزز دورها بما في ذلك استضافة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وشخصيات من المعارضة أخيراً وإن كان ذلك يحدث في مواقيت مختلفة.
وقالت هوا تشون ينغ الناطقة باسم الخارجية الصينية في إفادة صحافية مقتضبة، أن شي وهو سفير سابق للصين في إيران وعين مبعوثاً خاصاً لسورية الشهر الماضي، يشارك حالياً في محادثات السلام في جنيف.
وأضافت أنه سيتوجه إلى سورية والسعودية وإيران وروسيا بمجرد أن ينتهي من المحادثات.
وتابعت من دون أن تقدم تفاصيل أخرى أن شي «سيجري تبادلاً عميقاً لوجهات النظر مع الأطراف المعنية في سبيل حل سياسي للأزمة السورية».
وأثنى شي هذا الشهر على الدور العسكري الروسي في الحرب. وقال أنه يتعين على المجتمع الدولي تعزيز العمل المشترك لهزيمة الإرهاب في المنطقة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,376,314

عدد الزوار: 7,066,209

المتواجدون الآن: 63