المطران الراعي: بوجود المال والسلاح فإن البديل لإلغاء الطائفيّة السياسيّة هو الدولة الإسلاميّة

رأى راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي أن لا أحد "ضد إلغاء الطائفيّة السياسيّة، لكن المطالبة هي بأن يتم التفاهم على ما هو البديل، لذلك طُرح موضوع إلغائها من النفوس قبل النصوص". ولفت إلى أنّ "إلغاء الطائفيّة من النفوس يأتي من خلال تحضير النفوس ومعالجة مشكلة السلوك وتربية النشء على الولاء للوطن وليس للطائفة، وعبر بناء مؤسّسات مدنيّة مختلطة وأحزاب مختلطة وإلغاء الاحزاب الطائفيّة، وعبر تغيير الإعلام الذي يمجّد الزعيم والطائفة"، مشيرًا إلى أنّه "هكذا تُلغى الطائفية من النفوس، وهذا ما يقصده البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أما إذا بقي الوضع على هذا الحال وبوجود المال والسلاح، فسيكون البديل لإلغاء الطائفيّة السياسيّة هو الدولة الاسلاميّة".

الراعي، وفي حديث إلى قناة "nbn"، قال: "من يطرح إلغاء الطائفيّة السياسيّة اليوم عليه أن يقول ما هو البديل، وإذا كان البديل دولة مدنيّة حديثة حسبما نصّ اتفاق الطائف دون أن يلغي أحد منّا الآخر فنحن جاهزون للمشاركة في الهيئة، لكنهم يطرحون الموضوع كمن يريد أن يُدخلك في عربة ولا يقول لك إلى أين يذهب"، مضيفًا: "علينا البدء بإنشاء الدولة المدنيّة الحديثة، وبعدها نأتي من خلال هذه الدولة إلى إلغاء الطائفيّة السياسيّة، وهكذا يكون مسارنا إيجابي، إذ لا يمكن أن نسير باتجاه سلبي أي بإلغاء الطائفيّة السياسيّة من دون اقتران ذلك بإنشاء الدولة المدنيّة الحديثة".

واعتبر الراعي أن "الطوائف في لبنان تحترم بعضها البعض، في حين أنّ السياسيين هم من يستغلون الطوائف للوصول إلى غاياتهم، لاسيّما من خلال إمساكهم بمقدّرات العيش، لذلك يضطر المواطن للوقوف إلى جانبهم"، وأضاف: "لبنان عانى كثيراً ممّا حصل في العالم العربي من أحداث كالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي، ولهذا يعيش لبنان في ظل خضّات مستمرة، من هنا يجب ألا نُدخل لبنان في المحاور الاقليميّة والدوليّة، لكن مع التزامه بقضايا العرب".