سوريا...تواصل سوري ـــ كردي لتجنُّب عملية عسكرية تركية.. «أحرار الشام» تحل نفسها لمصلحة «النصرة»..«خريطة طريق» كردية للتفاوض مع دمشق برعاية روسية..المقداد متفائل بتقدم المحادثات مع الأكراد.. والكرملين يتوقع زيارة لإردوغان «قريباً جداً»..

تاريخ الإضافة الخميس 10 كانون الثاني 2019 - 6:16 ص    عدد الزيارات 2255    التعليقات 0    القسم عربية

        


تواصل سوري ـــ كردي لتجنُّب عملية عسكرية تركية.. • تشكيك روسي وتركي في الانسحاب الأميركي .. • «أحرار الشام» تحل نفسها لمصلحة «النصرة»..

الجريدة....كشفت حكومة الرئيس بشار الأسد، أمس، عن اتصالات مع الجماعات الكردية بشأن التدخل العسكري المحتمل لأنقرة. ووفق نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، فإن الحكومة فعّلت الاتصالات مع الأكراد في ضوء التدخل التركي، مؤكداً أنه لا بديل عن الحوار معهم. وقال المقداد: «التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة، ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سورية فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائماً بالتفاؤل». وتابع في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحافيين: «نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات»، مضيفاً أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك. وكانت موسكو أعلنت عن تلقيها اقتراحاً كردياً لنشر قوات من الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد في أجزاء من الحدود مع تركيا لتجنب هجوم تركي. وبينما واصلت موسكو نشر قوات من شرطتها العسكرية في منبج على الحدود السورية التركية لملء الفراغ الأميركي، قالت مصادر في واشنطن، إن الإدارة الاميركية تدعم الاقتراح الكردي، لأنه يجنّب المنطقة عملاً عسكرياً. وفي حين عبر المقداد عن ثقته في أن القوات الأجنبية ستغادر سورية، صعّد الأكراد لهجتهم تجاه أنقرة وأكدوا استعدادهم لمواجهة قواتها إذا دخلت شمال شرقي سورية. وقال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، شاهوز حسن: «نستعد لمواجهة تهديدات أنقرة من خلال المقاومة»، مضيفاً أن من الواضح من تصريحات إردوغان الأخيرة أن لديه خطة لغزو المنطقة. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أكد لنظيره التركي إبراهيم كالين، أن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفائها الأكراد. وقال مسؤول أميركي رفيع أن تركيا تعهدت لبولتون بعدم شن أي هجوم في سورية قبل انسحاب القوات الاميركية. وأوضح المسؤول الأميركي، الذي رافق بولتون ورئيس الأركان الجنرال ​جوزيف دانفورد ومبعوث سورية والتحالف جيمس جيفري خلال زيارة أنقرة أن بولتون لم يعتبر أن رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مقابلته تجاهلاً له لأن خطط إجراء محادثات بينهما لم يتم تأكيدها.

ضغوط وقمة

بدوره، أكد وزير الخارجية مولوود جاويش أوغلو، للبرلمان، أن «واشنطن تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية من بعض الدول وصعوبات في سحب قواتها من سورية، أهمها علاقاتها الحميمة مع وحدات الحماية الشعبية وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين»، مشدداً على أن «تركيا تدعم وحدة سورية ولا تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة في منطقة شرق نهر الفرات وستتغلب على الصعوبات الميدانية فيها». وإذ أوضح أن تطبيق الاتفاق التركي - الروسي بإدلب لا يواجه مشاكل حالياً، كشف جاويش أوغلو عن تحضيرات متواصلة لعقد قمة ثلاثية تجمع رؤساء تركيا رجب طيب إردوغان وروسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني بموسكو في إطار التنسيق الثلاثي لمسار أستانة. وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن التحضير مستمر لزيارة إردوغان إلى موسكو في القريب العاجل. وأعلنت الرئاسة التركية في وقت سابق، أنها في يناير الجاري. بدوره، شكك نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في إمكانية انسحاب واشنطن كلياً من سورية، وسط الظروف الراهنة وسعيها غير المحكوم للسيطرة على العالم، مؤكداً أن الاتصالات الروسية الأميركية لم تنقطع أبداً، وإن لم يتم الإعلان عنها دوماً، لكنها لا تشهد وقفات طويلة. وفي تطور ميداني، أعلنت حركة أحرار الشام، أبرز فصائل المعارضة، حل نفسها أمس مع تقدم غريمتها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وسيطرتها على أغلب المناطق في ريفي حماة وإدلب وريف حلب الغربي. وأشار قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير، المدعومة من تركيا، عن اتفاق لإلحاق المنطقة لحكومة الإنقاذ في محافظة إدلب الخاضعة للنصرة إدارياً وخدمياً، وتسليمها السلاح الثقيل والمتوسط وتنسيق الأعمال العسكرية على خطوط المواجهات مع القوات الحكومية تحت إشرافها. وبعد هذا الاتفاق يبقى أمام النصرة في ريف حماة مناطق سيطرة جيش العزة التابع للجبهة الوطنية. وقال مصدر في السوري الحر، إن «عملية السيطرة على مناطقه مسألة أيام وعلى الأغلب بدون قتال»، متوقعاً التوصل إلى تسوية وخروج من يرغب من عناصر العزة باتجاه عفرين ودرع الفرات. في المقابل، دعت تركيا فصائل الجبهة الوطنية في إدلب لإعادة ترتيب الصفوف والمحافظة على كيانها، وطلبت تثبيت جيش النصر وجيش العزة كفصائل جيش حر تحافظ على كياناتها في أرياف حماة.

«خريطة طريق» كردية للتفاوض مع دمشق برعاية روسية

(الشرق الأوسط).. القامشلي (سوريا): كمال شيخو.. في 24 ديسمبر (كانون الأول) نهاية العام الماضي، أقلعت طائرة من مطار القامشلي متجهة إلى القاعدة الروسية في سوريا حميميم. كان على متنها وفد كردي من الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، أكملت وجهتها إلى موسكو. ترأس الوفد بدران جيا كورد كبير مستشاري الإدارة الكردية، وعقد لقاءات مع كبار مسؤولي الخارجية الروسية. ولدى عودته إلى القامشلي، قال جيا كورد لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اللقاء تم بناءً على طلبنا، طرحنا لهم خريطة طريق لاستئناف الحوار مع دمشق مجدّداً». وتقوم خريطة الطريق المكتوبة من قبل الأكراد وسلمت للروس واطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، على أربع نقاط، تتضمن حماية القوات النظامية للحدود الشمالية مع تركيا، وضمان التوزيع العادل للموارد والثروات الباطنية الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» وإقرارها في الدستور، وفي حال تم الاتفاق سيعمل الطرفان على دمج مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» في منظومة الجيش النظامي، وإيجاد صيغة مناسبة لدمج هياكل الحكم الذاتي شمال شرقي سوريا وضمانها في الدستور، إذ يتمسك الأكراد بحسب الخريطة المقترحة على أنْ يكون نظام الحكم «لا مركزيا». واعتبر القيادي الكردي جيا كورد أنّ هذه المبادئ الأساسية طرحت على الجانب الروسي و«أكدنا لهم حرصنا على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وهذه البنود بمثابة نقاط رئيسية للتفاوض مع دمشق»، ونقل أنّ الموقف الروسي كان: «إيجابياً واستمعوا لما طرحناه، كما أبدوا استعدادهم للتوسط مع دمشق». وبعد عقود من التهميش والاضطهاد القومي، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا ومنح انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقها شمال شرقي البلاد نهاية العام 2012. إلى إعلان الإدارة الذاتية بداية 2014 ثم أعلنوا النظام الفيدرالي ربيع 2016. ويطلقون على مناطقهم تسمية «روج أفا» وتعني بالعربية «غرب كردستان». حيث تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» وتعد «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، على نحو ثلاثين في المائة من مساحة البلاد تتركز في شمال شرقي سوريا، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد قوات النظام الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وأكد جيا كورد أن أبرز الأوراق القوية في أيدي الأكراد، سيطرتهم على سدود نهر الفرات وحقول النفط والموارد الزراعية والاقتصادية والمعابر الحدودية في الشمال السوري، «ستكون عناصر رئيسية في التفاوض مع دمشق، لتضمين الحقوق القومية والسياسية والثقافية لجميع المكونات بما فيها الكرد دستورياً». وعَقَدَ ممثلو «مجلس سوريا الديمقراطية» الذراع السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مع مسؤولين أمنيين من النظام السوري محادثات رسمية منتصف العام الماضي بطلب من الأخير، وجاءت المحادثات بعد تهديدات الأسد لـ«قوات سوريا الديمقراطية»: «إمَّا الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو الحسم العسكري»، وذلك عبر مقابلة تلفزيونية بُثَّت بداية يونيو (حزيران) 2018. وطلبَ مسؤولو النظام آنذاك إدارة المعابر الحدودية، وانتشار القوات الأمنية داخل المدن، وعودة موظفي سد الفرات وإدارته، ومشاركة الأكراد في انتخابات الإدارة المحلية وفق المرسوم 107. إلا أن المحادثات تعثرت وتوقفت. وقال جيا كورد: «وقتذاك النظام الحاكم بدمشق لم يكن يمتلك مشروعا حوارياً جاداً، لرهانه على الحل العسكري ويتمسك بمشروع المصالحة الوطنية وهذا ما رفضناه»، مضيفاً أن العملية كانت عبارة عن بسط السيطرة على المنطقة عبر عمليات تسوية أمنية، ويزيد: «كان النظام يريد الاستمرار بشكله السياسي الحالي دون إجراء تغييرات في بنيته أو تغيير الدستور»، منوهاً أن روسيا لعبت دوراً في جهود الوساطة سابقاً. ويحث قادة الأكراد الذين أزعجهم قرار واشنطن الانسحاب من سوريا، روسيا وحليفتها دمشق على إرسال قوات لحماية الحدود من التهديدات التركية، والمنطقة المعرضة للتهديد تمتد لتشمل نحو ثلث البلاد، معظمها تقع شرقي نهر الفرات، إلى جانب مدينتي منبج الواقعة غربي الفرات، والطبقة وتقع جنوب الفرات. ويشعر أكراد سوريا بخيبة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ سحب قوات بلاده من سوريا، وشدّد جيا كورد أنّ الإدارة الذاتية المُعلنة، «لم تعلن بدعم أميركي أو مساندة دولية، إنما تبلورت بجهود وتضحيات جميع مكونات المنطقة»، وأوضح أن مقاطعة الجزيرة أحد أقاليم الإدارة: «تأسست قبل التدخل الأميركي في سوريا، لذلك لم نراهن أو نربط هذه التجربة الفتية بالوجود الأميركي». وتابع: «لم نشعر بخيبة أمل من الإعلان الأميركي. هذه الإدارة ستستمر لأن القرار كان مفاجئاً للجميع بما فيهم كبار المسؤولين الأميركيين، والبعض قدم استقالته على القرار»، منوهاً أنه كان يتوجب على واشنطن مناقشة القرار مع حلفائها المحليين، ويعزو السبب إلى: «لتفادي حالة الفوضى وعدم الاستقرار بالمنطقة، في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية ضد عناصر «داعش» في جيبه الأخير». ويبدو أن تركيز القيادة الكردية ينصب، بحسب مسؤولين أكراد، على إجراء محادثات مع دمشق عبّر حليفتها موسكو، وأسوأ ما تخشاه تكرار الهجوم التركي في مارس (آذار) العام الفائت على مدينة عفرين، وانتزاع السيطرة عليها وانسحاب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» لشرقي الفرات، إذ تنظر تركيا بعين الريبة لـ«وحدات الحماية» وتتهمها بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها، والأخير يشن تمرداً مسلحاً منذ قرابة 4 عقود في جنوب شرقي تركيا. بدوره قال جيا كورد: «نناقش خيارات مختلفة لدرء الهجوم التركي على مناطقنا، لنا تواصل مع روسيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي لمساعدة الإدارة الذاتية الديمقراطية».

المقداد متفائل بتقدم المحادثات مع الأكراد

دمشق - بيروت - لندن: «الشرق الأوسط».. عبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن تفاؤله إزاء الحوار مع الجماعات الكردية التي تريد إبرام اتفاق سياسي مع دمشق، مشيرا إلى حدوث تقدم فيما يتعلق بالمحادثات التي توسطت فيها روسيا. وسعت الجماعات التي يقودها أكراد وتسيطر على مناطق في شمال سوريا إلى إحياء المحادثات مع دمشق بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بسحب القوات الأميركية من مناطقهم. كما تحرص تلك الجماعات على ردع هجوم تهدد به تركيا. وهذه التصريحات التي أدلى بها المقداد للصحافيين هي الأولى بشأن المحادثات مع الأكراد الذين يطالبون دمشق بنشر قوات على الحدود مع تركيا. وردا على سؤال حول تقدم المحادثات، قال المقداد إن من الضروري دوما الحفاظ على التفاؤل، مضيفا: «التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها». كما عبر عن اتفاقه مع بيانات أصدرتها جماعات كردية في الآونة الأخيرة. وقال: «إذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل». وتابع في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحافيين، منهم مراسل «رويترز»: «نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات»، مضيفا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك. وقال سياسي كردي بارز لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن تلك الجماعات الكردية عرضت في اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة في روسيا «خريطة طريق» لاتفاق مع دمشق. وإذا أُبرم الاتفاق، فإنه سيوحد مجددا أكبر منطقتين في البلد الذي مزقته الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام، وسيترك منطقة واحدة في شمال غربي البلاد في أيدي المعارضة المسلحة المناوئة للأسد والمدعومة من تركيا. والأولوية الملحة حاليا بالنسبة للسلطات الكردية في شمال سوريا هي إيجاد سبيل لحماية المنطقة من تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية تهديدا لأمنها القومي. وأرسلت تركيا جيشها إلى سوريا مرتين لمهاجمة الوحدات، لكنها أرجأت هجوما على منطقة كبيرة خاضعة للأكراد في شمال شرقي سوريا تنشط بها قوات أميركية. وقال المقداد إنه متأكد من أن كل القوات الأجنبية ستنسحب من سوريا.

موسكو تشكك في جدية انسحاب واشنطن من سوريا وتعد لترتيبات مع أنقرة والكرملين يتوقع زيارة لإردوغان «قريباً جداً»

الشرق الاوسط..موسكو: رائد جبر.. أعلن الكرملين أمس، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيقوم بزيارة «قريباً جداً» إلى موسكو، لمواصلة بحث الملفات المشتركة، وخصوصاً على صعيد الوضع في سوريا. وكانت أنقرة أعلنت قبل أسبوعين عن مشاورات جارية لعقد قمة روسية - تركية جديدة خلال يناير (كانون الثاني)، لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن الطرفين «يواصلان الترتيب للزيارة التي ستجري قريباً جداً لكن لا يمكنني بعد إعلان موعد محدد لها». ورأت أوساط إعلامية روسية أمس، أن الملف السوري سيكون حاضراً بقوة خلال القمة المنتظرة، مع ملف العلاقات الثنائية، وخصوصاً على صعيد تنفيذ صفقة تزويد تركيا بأنظمة الصواريخ الروسية «إس400» التي اعترضت عليها بقوة واشنطن. وفي الشأن السوري رأى معلقون أن الطرفين الروسي والتركي يسعيان إلى استكمال التفاهمات على صعيد التحرك المشترك وضرورة «التعامل مع الفراغ الذي سيحصل في حال نفذت الولايات المتحدة قرار الانسحاب من سوريا». وكان وزراء خارجية ودفاع البلدين توصلا إلى تفاهمات في الأيام الأخيرة من العام المنصرم، تضمنت رؤية لتحركات مشتركة «على الأرض» بدأت ملامحها تظهر من خلال نشر الشرطة العسكرية الروسية في منبج، وبدء الحديث الروسي عن ضرورة توسيع رقعة سيطرة الحكومة السورية في المناطق التي سوف تنسحب منها القوات الأميركية. لكن موسكو بالتزامن مع ذلك، شككت أمس، في جدية خطط واشنطن لتنفيذ قرار الانسحاب. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أنه «من الصعب جداً تخيل انسحاب الولايات المتحدة بالكامل من سوريا في ظل الظروف الراهنة». وقال ريابكوف للصحافيين: «أرى أن في واشنطن موقفاً قوياً لدى أولئك الذين يعتقدون أن من الضروري الإبقاء على الوجود العسكري الأميركي غير القانوني، وانتهاك شروط القانون الدولي على أراضي الجمهورية العربية السورية». وزاد أنه «في الوضع الراهن، في حالة سعي واشنطن للسيطرة على العالم، والطموح للوجود في كل مكان وتسوية القضايا حسب الشروط المناسبة للأميركيين، لا يمكنني أن أتخيل أن الولايات المتحدة، فجأة ستنسحب عسكرياً تماماً من سوريا». وأكد ريابكوف أن الاتصالات الروسية - الأميركية بشأن سوريا «لم تنقطع أبداً». وأوضح أن «الاتصالات في مختلف أبعاد الشأن السوري لا تتوقف. لا نعلن دوماً عن هذه الاتصالات، لكن الاتصالات قائمة حول مختلف المسائل. وستكون هناك اتصالات حول مواضيع أخرى في أقرب وقت». إلى ذلك، شنت موسكو حملة جديدة على منظمة حظر السلاح الكيماوي، ورأت أن إطلاق العمل بالآلية الجديدة التي تشتمل على تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية يهدف إلى إفشال التسوية السياسية في سوريا. وقال مندوب روسيا لدى المنظمة ألكسندر شولغين إن الغرب ما زال يسعى إلى «إفشال عملية التسوية السياسية في سوريا وتغيير النظام الحاكم فيها». وأوضح شولغين في حديث صحافي نشر أمس، أنه «إذا سمينا الأشياء بأسمائها، فإن آلية تحديد المسؤولية ليست إلا أداة لتقويض العملية السياسية في سوريا»، مشيراً إلى أن «سوريا حالياً على عتبة أحداث مهمة، إذ تجري عملية سياسية من شأنها وقف الحرب وتأمين الانتقال إلى الحياة السلمية، وهو أمر لا تريده على ما يبدو واشنطن، ولندن وعدد من العواصم الغربية الأخرى، فهي لا تزال تحلم بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد». وأضاف أن البلدان الغربية تتطلع لقيام منظمة دولية مرموقة بتوجيه اتهامات مباشرة ضد القيادة السورية بارتكاب جرائم باستخدام الأسلحة الكيماوية، مما يضع التسوية السلمية بمشاركة دمشق محل التشكيك». وأكد شولغين رفض بلاده تمويل الجهاز الخاص الذي قررت المنظمة استحداثه لتنفيذ صلاحياتها الجديدة المتعلقة بتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية. وشدد على موقف بلاده المعارض لتوسيع صلاحيات المنظمة. وكانت موسكو عارضت خلال الجمعية العمومية للمنظمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إقرار بند توسيع الصلاحيات معتبرة أنه ينقل إلى منظمة الكيماوي صلاحيات توجيه الاتهامات وتحديد المسؤولين عن الهجمات، التي يجب وفقاً لموسكو أن تبقى محصورة في مجلس الأمن. وعزا شولغين موافقة كثير من الدول على توسيع صلاحيات حظر الكيماوي، لما وصفه «حملة التضليل والضغط غير المسبوقة التي شنتها الولايات المتحدة وبلدان حلف الأطلسي الأخرى»....



السابق

أخبار وتقارير..ابن معتقل لبناني بإيران: ما يفعله الحرس الثوري بأبي مذل.....سفير قطر في موسكو: لإيران مصالح مشروعة في سوريا...ضو ينتقد تنظيم مهرجان بذكرى الشيخ نمر النمر في الضاحية: من يحكم لبنان؟..تفتيش مائة ألف منزل في بلديات بروكسل التي يقطنها غالبية من المسلمين..معارك ضارية بين «طالبان» والحكومة وخسائر عالية في الأرواح لدى الطرفين..{طالبان} تلغي جولة محادثات سلام مع مسؤولين أميركيين في الدوحة..كيم ينسق مع شي قبل قمة محتملة مع ترمب..

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..الرياض: القضاء على 6 إرهابيين والقبض على آخر في عملية استباقية..سفير السعودية لدى أميركا: مستمرون في دعم اليمنيين..غريفيث: طرفا النزاع ملتزمان باتفاق استوكهولم رغم الصعوبة..الميليشيات تمهل أسرة قحطان 3 أيام لإخلاء منزله بصنعاء..توقيع 6 اتفاقيات سعودية لدعم اليمن إنسانياً..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,107,821

عدد الزوار: 6,753,148

المتواجدون الآن: 105