سوريا...أنقرة وواشنطن تبحثان تفاصيل «المنطقة الآمنة» في سورية..بيدرسون يؤكد الحاجة لحل سياسي للنزاع برعاية الأمم المتحدة...ترامب يخطط وسليماني يهيئ... العراق مقابل سورية.. اشتباك روسي ـ إيراني بالوكالة في حماة..وثيقة كردية تطالب موسكو بضمان اعتراف دمشق بـ «الإدارة الذاتية»..

تاريخ الإضافة الجمعة 18 كانون الثاني 2019 - 6:06 ص    عدد الزيارات 2058    التعليقات 0    القسم عربية

        


"سوريا الديمقراطية" تتعهد بتصعيد العمليات ضد داعش..

أبوظبي - سكاي نيوز عربية... تعهدت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، الخميس، بتصعيد الهجمات على فلول وخلايا تنظيم داعش، وذلك بعد يوم من هجوم أسفر عن مقتل جنديين أميركيين في شمال سوريا. وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية في بيان "بمساعدة التحالف الدولي سنصعد من عملياتنا العسكرية للقضاء على فلول تنظيم داعش وملاحقة خلاياه النائمة واجتثاثها بشكل كامل وإحلال الاستقرار والسلام في منطقتنا". وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم بقنبلة قتل فيه جنديان أميركيان ومدنيان يعملان لحساب الجيش الأميركي في شمال سوريا يوم الأربعاء، بعد أسابيع من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هزيمة التنظيم هناك، وأنه سيسحب القوات الأميركية بالكامل. والهجوم الذي وقع في منبج هو الأكبر من حيث عدد القتلى الذي تتعرض له القوات الأميركية في سوريا على ما يبدو منذ انتشرت هناك عام 2015. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المجلس العسكري في منبج شمالي سوريا اعتقل خلية تعمل بتوجيهات من المخابرات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة. ويتهم الأكراد تركيا بالوقوف وراء هذا النوع من الهجمات، لتبرير عمل عسكري يكون في ظاهره ضد داعش، لكنه سيستهدف الجماعات الكردية ويرسخ احتلالا عسكريا للأراضي التابعة لهم. وجاء الهجوم في خضم جدل بين الولايات المتحدة وتركيا، بشأن كيفية انسحاب القوات الأميركية والمحاذير التي تضعها واشنطن على أنقرة فيما يتعلق بمهاجمة الأكراد. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية نوري محمود لسكاي نيوز عربية، إن "تركيا وداعش هما المستفيدان فقط من هكذا هجوم.. تركيا تريد أن تقول أن هذه المنطقة غير آمنة لشرعنة عمليتها العسكرية في المنطقة". وحشدت تركيا آلاف الجنود والآليات وعدد كبير من الجماعات المسلحة الموالية لها حول منبج لبدء عمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية التي ينسب لها فضل هزيمة داعش ميدانيا بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

التحالف الدولي يستهدف مسجدا يستخدمه داعش في سوريا

أبوظبي - سكاي نيوز عربية ... أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، أنه قام بتدمير مركز قيادة داخل مسجد في شرق سوريا الخميس. وتعتبر الضربة مؤشرا آخر إلى أن التنظيم الإرهابي لم "يهزم" في سوريا كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي عندما أمر بسحب جنوده من هناك. وقال بيان للتحالف، إن طائرات مقاتلة "دمرت مركز قيادة وتحكم لتنظيم داعش في العراق وسوريا داخل مسجد في الصفافية". وأضاف البيان "يستمر تنظيم داعش في العراق وسوريا بخرق قواعد الاشتباك وإساءة استخدام المنشآت الخاضعة للحماية مثل المستشفيات والمساجد، مما يؤدي إلى خسارة المنشآت لهذه الصفة". ويتمركز داعش في سوريا بشكل رئيسي في مناطق من محافظة دير الزور شرق البلاد. وتسبّب تفجير انتحاري تبناه التنظيم الأربعاء بمقتل 16 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة أميركيين، وسط مدينة منبج في شمال سوريا التي يسيطر عليها مقاتلون عرب وأكراد قرب الحدود التركية. وجاء التفجير بعد أقل من شهر على إعلان ترامب سحب قواته من سوريا بعدما حققت هدفها بـ"الحاق الهزيمة" بالتنظيم.

أنقرة وواشنطن تبحثان تفاصيل «المنطقة الآمنة» في سورية..

الحياة...موسكو - سامر إلياس .. تواصل تركيا بحث إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية مع الجانب الأميركي، التي أشارت إلى أهميتها في استقرار المنطقة، إلا أن الأكراد رفضوا أي دور لأنقرة في المنطقة الآمنة المطروحة. وحدد مصدر قيادي كردي ضوابط ومحددات للموافقة على إنشائها، محذراً من «تحضير لعمل مخيف» من جانب تركيا. وغداة هجوم منبج الإرهابي الذي أوقع أكبر خسارة معلنة للقوات الأميركية منذ نشر قواتها في سورية في 2015، دانت تركيا بشدة الهجوم، وأبدت استعدادها تقديم المساعدة في التحقيقات في حال طب الجانب الأميركي منها ذلك، فيما أكدت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) عزمها «اجتثاث» وجود «داعش»، واستهدفت مع قوات التحالف المتمركزة في قاعدة حقل العمر النفطي ما تبقى من مناطق سيطرة «داعش» في ريف دير الزور الشرقي بصواريخ أرض - أرض. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «إن المنطقة الآمنة التي يدافع عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ البداية، مهمة بالنسبة إلى قضايا عديدة مثل استقرار المنطقة الشمالية لسورية، وعودة السوريين وفي مقدمهم أشقاؤنا الأكراد الذين لا يستطيعون العودة إلى بلاهم، فضلًا عن مكافحة الإرهاب». وأكد أوغلو أن أنقرة ستواصل المحادثات مع الجانب الأميركي على مستوى العسكريين ووزارة الخارجية، مشيراً إلى أن المحادثات ستحدد ما إذا كان هناك تطابق أو اختلاف في نظرة وأفكار كل من تركيا الولايات المتحدة حول طبيعة المنطقة الآمنة. وفيما كشف أوغلو أن رئيسي أركان الأركان التركي يشار غولر، والأميركي جوزيف دانفورد «بحثا في الدرجة الأولى سبل تنسيق البلدين لقرار انسحاب الولايات المتحدة في سورية» يوم الاربعاء في بروكسيل، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن روسيا ستراقب عن كثب تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سورية، وقال في تصريحات لوكالة «نوفوستي»: «نحن نراقب هذه العملية عن كثب وهذا قرار صائب من جانب الإدارة الأميركية، لأن وجود الجيش الأميركي في سورية غير شرعي وفيه انتهاك لمعايير القانون الدولي. سنرى لاحقاً، مدى سرعة تنفيذ قرار الرئيس الأميركي». وفي اتصال مع «الحياة» حذرت الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديموقراطية» (مسد) أمينة عمر من أن «انشاء منطقة امنة وفق الشكل المطروح الآن هو تحضير لعمل مخيف وخطير من قبل الدولة التركية»، وزادت أن أنقرة «تسعى من وراء هذه المنطقة إلى انهاء التجربة الديموقراطية في شمال سورية وشرقها، والسيطرة على المنطقة وفق هذا المخطط بعدما عجزت عن الاستيلاء عليها من طريق التهديد والوعيد»، وزادت أن «انشاء منطقة آمنة برعاية تركيا أمر لا يتصوره العقل والمنطق». وخلصت إلى أن «هذه المنطقة يجب أن تكون لحماية شعوب المنطقة بجميع مكوناتها والحفاظ على امنهم واستقرارهم من التهديدات التركية المستمرة». وقالت عمر إن «موقفنا في (مسد) واضح برفض المنطقة الآمنة التي ترعاها تركية، ونقبل بالمنطقة الآمنة التي تكون تحت شروط وضوابط تحمي مكونات المنطقة وأن تكون تحت رعاية دولية، على ألا تكون تركيا غير معنية بها». وأشارت عمر إلى أن «تفجير منبج الارهابي الذي أودى بحياة بعض المدنيين والعسكريين وخلف العديد من الجرحى هو دليل على ان خلايا داعش لا تزال موجودة وانه ينظم نفسه ويستعيد قوته مستفيداً من التهديدات التركية ليشكل ظهوره مرة اخرى خطورة ليست على سورية فقط وانما على العالم اجمع»، وحضت واشنطن على تبني «موقف صارم وإعادة النظر في قرار انسحابها من سورية والذي بررته بالقضاء على داعش نهائياً». وفي موضوع التسوية السياسية، أنهى المبعوث الدولي الخاص إلى سورية غير بيدرسون أمس زيارته الأولى إلى دمشق، مؤكداً الحاجة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة ينهي النزاع المستمر في البلاد منذ نحو ثمانية أعوام، وأكد المسؤول الأممي في تغريدة عزمه مواصلة النقاشات حول «مختلف جوانب عملية جنيف للسلام»، مضيفاً: «اتفقنا أن أزور دمشق في شكل منتظم لمناقشة نقاط الاتفاق وتحقيق تقدم في تناول المسائل الخلافية»، كما أعلن أنه سوف يلتقي قريباً هيئة التفاوض السورية المعارضة.

الأسد يحذّر من محاولات تقسيم كنيسة أنطاكية في سورية ولبنان... 11 شخصاً و5 مؤسسات إلى قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.. بيدرسون يؤكد الحاجة لحل سياسي للنزاع برعاية الأمم المتحدة

الراي...مواقع - أعلن مصدر أوروبي رفيع المستوى في بروكسيل، امس، أن مجلس الاتحاد الأوروبي، على مستوى وزراء الخارجية، ينوي خلال جلسته يوم 21 يناير، توسيع قائمة العقوبات ضد سورية. وأوضح أنه ستتم إضافة 11 شخصا و5 منظمات إلى القائمة الأوروبية السوداء. وفي دمشق، أشار الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إلى محاولات لتقسيم كنيسة أنطاكية في سورية ولبنان، بالطريقة نفسها التي تم فيها تقسيم الكنيسة في أوكرانيا. ونقل رئيس الوفد الروسي، ديمتري سابلين، بعد لقائه مع الأسد في دمشق، «إن محاولات تقسيم المؤمنين، تعتبر من المشاكل الهامة ليس فقط بالنسبة لكم، بل ولنا أيضا. نحن اليوم نرى محاولات لتقسيم الكنيسة على أرضنا أيضا - هناك محاولة لتقسيم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في سورية ولبنان، كما يجري الحديث عن محاولات منح الاستقلال لمطرانية لبنان. وهذه العملية قد تستمر». وشدد الأسد، على ضرورة «منع هذا التقسيم على كل الساحة الدولية». وقال: «وإلا سيكون لدينا مئات الكنائس الأرثوذكسية مع فاتيكان واحد فقط. وأضاف: «عندما نرى محاولات اصطناعية لتقسيم الناس، وتقسيم الكنيسة، كما يحدث في أوكرانيا، من المهم جدا أن نلتقي ونحصل على المعلومات مباشرة. الحرب جارية اليوم، ليس فقط على سورية، بل على العالم بأسره». وقال الأسد: «المسيحية تعني الحب والتعايش السلمي، لكننا نرى أن ذلك لا يحدث الآن، في ضوء محاولات تقسيم الناس والكنائس». ولاحظ، أن روسيا «تعايشت مع الغرب سلما لمدة 20 عاما، واليوم تجري مهاجمتها من جميع الأطراف ولن تتوقف العملية». في سياق آخر، أنهى المبعوث الدولي الخاص الى سورية غير بيدرسون، أمس، زيارته الأولى الى دمشق، مؤكداً الحاجة للتوصل الى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة. وقال مصدر في الأمم المتحدة لـ «فرانس برس»، إن بيدرسون غادر دمشق الى بيروت، بعد زيارة استمرت لثلاثة أيام وتخللها لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وفي تغريدة على حساب مكتبه على «تويتر» ليل الأربعاء، وصف بيدرسون اجتماعه مع المعلم بـ «البنّاء». وقال: «أكدت الحاجة لحل سياسي على أساس القرار الأممي 2254 الذي يشدد على سيادة سورية وسلامتها الإقليمية ويدعو لحل سياسي بملكية وقيادة سورية تيسّره الأمم المتحدة». وأكد عزمه على مواصلة النقاشات حول «مختلف جوانب عملية جنيف للسلام»، مضيفاً «اتفقنا أن أزور دمشق بشكل منتظم لمناقشة نقاط الاتفاق وتحقيق تقدم في تناول المسائل الخلافية». وينوي بيدرسون أن يلتقي «قريباً» مع هيئة التفاوض السورية، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة.

ترامب يخطط وسليماني يهيئ... العراق مقابل سورية

الراي...ايليا ج. مغناير .... ترامب سينسحب... ترامب لن ينسحب... القوات الأميركية بدأتْ الانسحاب... سنخرج من سورية وسنُبْقي على 20 ميلاً (32 كيلومتراً) كمنطقة عازلة على الحدود السورية.

كلها تصريحاتٌ أدلى بها الرئيس الأميركي عديم الخبرة في السياسة الخارجية خلال أقلّ من شهر واحد ولم يصدّقه أحد لغاية اليوم ما عدا تركيا التي هدّدها دونالد ترامب بضرب اقتصادها، ليصالِحها بعد ساعات ويطلق العنان لخطةٍ جديدة يسرّبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نيته إنشاء منطقة عازلة بمساعدة تركيا «ليحمي الأكراد»، (بحسب زعْمه)، ألدّ أعداء تركيا. من غير الضروري فهْم ما يقوله ترامب أو تحليل خطّته المقبلة لأنه هو نفسه لا يعرفها، إذ ينام على قرار ويصحو على قرار مضاد أو معدَّل. إلا ان تَقَلُّبه كتقلُّب الطقس الشتائي لم يمنع غريمه في سورية والعراق الجنرال قاسم سليماني - القائد في الحرس الثوري الإيراني - لواء القدس والمسؤول عن «حركات التحرر» في العالم ولا سيما توفير الدعم لـ «حزب الله» اللبناني وتنظيمات عراقية ويمنية وأفغانية وغيرها - من التهيؤ للتصدي لمخطط ترامب في سورية والعراق (وأفغانستان واليمن طبعاً). وتقول مصادر مطلعة، إن «الجنرال سليماني يعقد لقاءات متواصلة مع الحلفاء في الشرق الأوسط للعمل على مواجهة خطط ترامب للبقاء في سورية والعراق». وتؤكد المصادر ان إيران - وكذلك روسيا - لا تثق بما يعلنه ويتراجع عنه ترامب، وتعتقد أن أميركا لا يمكن أن تنسحب كلياً من سورية وان قواتها ستبقى إلى أمد بعيد جداً لإعادة رسم الخطط اللازمة وخصوصاً بعد أن تنتهي آخر معاقل «داعش» الموجودة شرق نهر الفرات في المناطق القريبة من الحدود السورية - العراقية. وتؤكد المصادر ان «الرئيس بشار الأسد اتفق مع مسؤول الأمن القومي العراقي فالح الفياض - أثناء زيارته الأخيرة لدمشق - على ضرورة تفعيل قوات العشائر في المنطقة التي تجمعها عشائر سورية والعراق في آن واحد». وحسب المصادر، فإن «الرئيس الأسد أعطى الضوء الأخضر للعراق لدخول قواته - ومن ضمنها الحشد الشعبي - إلى سورية لمحاربة داعش والقضاء على التنظيم في مناطق شرق الفرات ما دامت أميركا لا تريد إنهاء هؤلاء». وتعتقد ان «القوات الأميركية تستطيع ضرب القوات العراقية - كما فعلت في السابق على الحدود نفسها أو كما ضربت مرتين القوات السورية أثناء تقدمها لقتال داعش - إلا أن هذا سيجبر الحكومة العراقية، من خلال البرلمان المهيّأ لذلك، على الطلب من أميركا إخراج قواتها من القواعد العسكرية. هذا أقلّه، إذ من المحتمل أن تصبح القوات الأميركية أيضاً عرضة للضرب في بلاد الرافدين من خلال أنصار الحشد الذين لا يريدون رؤية القوات الأميركية في بلادهم وهم على يقين من أن الإدارة الأميركية هي سبب مصائب الشرق الأوسط مع حلفائها التابعين لها»، حسب المصادر. إذاً يتحضّر المحور المعادي للهيمنة الأميركية في المنطقة لمجابهة بقاء واشنطن واحتلالها لجزء من سورية ولا سيما بعدما سال لعاب تركيا على «خط الفصل» بعرض 32 كيلومتراً الذي تكلم عنه ترامب ويتحضّر الرئيس رجب طيب أردوغان لتنفيذه متسلّحاً برغبة أميركا في ذلك. وهذا من الممكن أن يقلب الطاولة على رأس الجميع. فمن ناحية سيكون هناك تحضير للعشائر العربية في المنطقة، ومن ناحية أخرى سيقترب الأكراد الموالون لدمشق من العمل العسكري ضدّ أميركا في سورية من خلال توفير البيئة الحاضنة لإنهاء الاحتلال التركي أو الأميركي (حسب خطة ترامب المستقبلية الغامضة). ومن ناحية العراق فإن ايران معروفة بمحاربتها خصومها الأقوياء من خلال حلفائها المحليين. فقد طلبت أميركا من إيران عدم مهاجمتها في أفغانستان وممارسة نفوذها على «طالبان» لوقف العمليات العسكرية ضدها. كما طلبت من العراق منْع العمليات ضدها من خلال حلفاء إيران. ولكن مقابل هذه الطلبات هناك طلبات أخرى وأهمّها الخروج من سورية... وإذا لم يحصل ذلك، فإن الشمال السوري سيكون حاراً جداً هذه السنة.

واشنطن لن توقف الانسحاب من سورية بعد «هجوم منبج».. مقاتلات أميركية على حدود العراق .. اشتباك روسي ـ إيراني بالوكالة في حماة

الجريدة...رغم الهجوم المفاجئ، الذي تبنّاه تنظيم «داعش» وسلّط الضوء على واقع ميداني مختلف، قررت الإدارة الأميركية المضي قدماً في خطة الانسحاب من سورية، في حين نشرت طائرات قتالية ونقل في قواعدها العسكرية على الحدود مع العراق. وسط أنباء عن نشرها طائرات هجومية في قواعدها العسكرية على الحدود، أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا توجد خطط لوقف قرار الرئيس الانسحاب من سورية أو التراجع عنه، خصوصاً بعد هجوم تنظيم «داعش» غير المسبوق على القوات المنتشرة في مدينة منبج، وأدى إلى مقتل 4 أميركيين هم جنديان وموظف مدني بوزارة الدفاع ومتعاقد معها، بالإضافة إلى جرح ثلاثة عسكريين آخرين. وأفاد مسؤولان كبيران بالبيت الأبيض، لشبكة «سي إن إن» أمس، بأن ترامب لايزال يؤمن أن هذا هو الوقت المناسب لعودة القوات الأميركية للوطن، لافتين إلى أن خطط الانسحاب لا تزال مشروطة ومرتبطة بالأحداث على الأرض بما في ذلك قوة «داعش» والضمانات الأمنية للأكراد. وإذ أعرب عن إدانته وترامب الشديدة للهجوم، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 آخرين، شدد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس على أن الولايات المتحدة ستمضي قدماً في خطة سحب قواتها من سورية. وقال بنس، في بيان، «بفضل شجاعة قواتنا المسلحة سحقنا داعش ودمرنا قدراته. ونحن نبدأ في إعادة قواتنا إلى الوطن. ولن نسمح أبداً لبقايا التنظيم بإحياء خلافتهم الشريرة والدموية».

قواعد أميركية

في السياق، كشف قائد المحور الغربي للحشد الشعبي قاسم مصلح عن نشر الجيش الأميركي طائرات أباتشي وشينوك في قواعده العسكرية على الحدود السورية العراقية، مشيراً إلى أن لديه أربع قواعد في المنطق تحلق باستمرار فيها مقاتلاته وتهبط وتنقل الجنود. وأوضح مصلح أن «القواعد الأميركية في العراق حالياً هي بير المراسمة ضمن منطقة الجزيرة الحدودي قرب القائم وهي تبعد عن الحدود السورية كيلومتراً واحداً، فضلاً عن قاعدة الفوسفات 10 كيلومترات عن الحدود». وأكد مصلح أن «الجيش الأميركي يعتمد بشكل كبير على قاعدة عين الأسد الأساسية إضافة إلى قاعدة الرطبة القريبة أيضاً»، مشيراً إلى أن «قواعده العسكرية كثيرة أيضاً داخل سورية قرب الحدود المشتركة». وذكر مصلح أن الأنباء عن بدء الانسحاب من سورية غير دقيقة ومازال الجيش الأميركي ينشط على الحدود العراقية السورية ولم يسحب أيّ جندي من داخل سورية». ووسط أنباء عن استعداد القوات الحكومية العراقية لعملية داخل سورية، أعلن مصلح عن قيام عزز الحشد الشعبي بتعزيز عناصره على الشريط الحدودي مقابل مناطق هجين وسوسة بمحافظة دير الزور تحسباً لأي طارئ بعد هجوم منبج.

تنسيق ومتابعة

إلى ذلك، بحث رئيس الأركان التركي يشار غولار مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، تطورات الوضع في سورية وعملية الانسحاب الأميركي في اجتماع مغلق استغرق ساعة ،أمس الأول، في مقر قيادة حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وبحسب وكالة «الأناضول»، فإن هذه الاجتماع هو الثاني بين غولار ودانفورد لتنسيق انسحاب القوات الأميركية وترتيبات ما بعده بعد لقائهما في 8 يناير في أنقرة. بدوره، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، مراقبته عن كثب تنفيذ قرار ترامب ومدى سرعته، معتبراً أن وجود نحو 2000 عسكري أميركي في سورية غير قانوني وفيه انتهاك لمعايير القانون الدولي.

حل سياسي

سياسياً، أنهى المبعوث الأممي غير بيدرسون أمس، زيارته الأولى إلى دمشق، مؤكداً الحاجة للتوصل إلى حل سياسي أساسه قرار مجلس الأمن 2254 الذي يشدد على سيادة سورية وسلامتها الإقليمية. وبعد زيارة استمرت 3 أيام وتخللها «لقاء بنّاء» مع وزير الخارجية وليد المعلم، أكد بيدرسون عزمه مواصلة النقاشات حول «مختلف جوانب عملية جنيف للسلام». وقال بيدرسون: «اتفقنا أن أزور دمشق بانتظام لمناقشة نقاط الاتفاق وتحقيق تقدم في تناول المسائل الخلافية»، مشيراً إلى لقاء «قريب» مع هيئة التفاوض، الممثلة لأطياف المعارضة في السعودية.

المنطقة الآمنة

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس أن المنطقة الآمنة مهمة للاستقرار وعودة اللاجئين السوريين ومحاربة «الإرهاب»، لافتاً إلى أنه بعد لقاء رئيسي الأركان التركي ونظيره الأميركي «ينبغي أن تظهر المحادثات المقبلة ما إذا كانت وجهات النظر متداخلة أم لا حول»، خطة الرئيس رجب طيب إردوغان، التي تتضمن ثلاث مراحل وهي منطقة حظر جوي وأخرى آمنة للمدنيين وإطلاق عملية برية مشتركة مع قوات التحالف الدولي «داعش». في المقابل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول أن أولوية باريس تحقيق نصر نهائي ومكتمل على «داعش»، مؤكدة أنها ملتزمة باستقرار شرق سورية ودعم قوات ذات الأغلبية الكردية.

دير الزور

ميدانياً، خرج أكثر من 2200 شخص بينهم 180 من مقاتلي «داعش» من المعقل الأخير للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور في الساعات ال24 الأخيرة. ووفق ما المرصد السوري، فإن قوات سورية الديمقراطية، التي تشن هجوماً أخيراً شرق الفرات بدعم أميركي، قامت بتأمين حافلات لإجلاء المدنيين والمقاتلين المحاصرين في الداخل إلى مخيمات تابعة لها بالمنطقة. وفي حماة، أفاد موقع «أورينت» عن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة بين ميليشيات «الفيلق الخامس» التابع للفرقة الثامنة المدعومة من روسيا و»الفرقة الرابعة» الموالية لإيران، مبيناً أن شرارتها انطلقت في منطقة النحل ومركز البحوث الزراعية في منطقة الحرة وتوسعت على طول الخط الأوسط في سهل الغاب الممتد من مركز البحوث الزراعية في منطقة الحرة وحواجز الكريم وقبر فضة وتل بكير وحواجز النحل القريبة من منطقة سقيلبية غربي حماة. في غضون ذلك، لبست معظم المحافظات السورية وخاصة الجنوبية الثوب الأبيض، جراء تعرضها لمنخفض جوي قطبي المنشأ، أدى لتعطيل الجامعات والمدارس. وشهدت محافظة دمشق وريفها والسويداء ودرعا والقنيطرة، تساقط ثلوج كثيفة أدت لانقطاع الكثير من الطرفات. كما أدى تراكمها في تلك المحافظات لتأجيل امتحانات الجامعات والمدارس بشكل كامل حتى إشعار آخر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن رئيس فرع جامعة دمشق منصور حذيفة.

وثيقة كردية تطالب موسكو بضمان اعتراف دمشق بـ «الإدارة الذاتية»

نصت على الشراكة بالثروات والجيش وقبول الأسد والعلم... و تنشر بنودها الـ11

الشرق الاوسط..لندن: إبراهيم حميدي.. كشفت ورقة «خريطة طريق» قدمها مسؤولون أكراد سوريون إلى «الضامن الروسي»، ونصت على 11 بندا اطلعت «الشرق الأوسط» على نصها، مطالبتهم بـ«اعتراف دمشق بالإدارة الذاتية» شمال شرقي البلاد ودستور جديد يضمن المشاركة في الثروات الطبيعية وإلغاء الإجراءات التمييزية مقابل اعترافهم بـ«الرئيس المنتخب بشار الأسد» ومركزية الدولة وحدودها وعلمها وجيشها. وقال قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤولين الأكراد سلموا الجانب الروسي «خريطة طريق» مفصلة لمبادئ كان قائد «وحدات حماية الشعب» الكردي سيبان حمو طرحها خلال زيارتين غير معلنتين إلى دمشق وموسكو نهاية العام الماضي، على أن يكون الجانب الروسي «ضامنا لأي اتفاق بين دمشق والأكراد». وبعد إعلان الرئيس دونالد ترمب نهاية العام الماضي نيته «الانسحاب الكامل والسريع» من سوريا، زار حمو حميميم ثم دمشق والتقى بحضور قادة في الجيش الروسي مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووزير الدفاع العماد علي أيوب ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. كما زار العاصمة الروسية في 29 ديسمبر (كانون الأول)، والتقى وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف ورئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان سيرغي رودسكوي. وبحسب القيادي، فإن الورقة تضمنت 11 بندا، «ستة تلبي مطالب دمشق» و«خمسة تلبي مطالب الجانب الكردي»، إذ نصت المبادئ على أن «سوريا دولة موحدة والاعتراف بحدودها الدولية وأنها دولة مركزية وعاصمتها دمشق» وأن «الرئيس المنتخب، أي الرئيس بشار الأسد، هو رئيس كل السوريين» بموجب انتخابات جرت في 2014. ونص البند الثالث على أن «الثروات الطبيعية هي ثروة وطنية لكل السوريين»، علما بأن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» عمودها الفقري ويدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تشمل ثلث مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع وتضم 90 في المائة من النفط السوري الذي كان يتضمن إنتاج 360 ألف برميل قبل 2011، وتضم مناطق شرق الفرات، أيضا نصف الغاز الطبيعي وأكبر ثلاثة سدود في البلاد، إضافة إلى غالبية الإنتاج الزراعي من القطن والحبوب، حيث كانت تخزن البلاد 3.5 مليون طن. وتناول البند الرابع الاعتراف بـ«السياسة العامة للبلاد المسجلة في الدستور»، بما يشمل السياسة الخارجية ومصدر القرار في المحافل الدولية في دمشق، عاصمة الدولة المركزية، إضافة إلى بندين يتضمن أولهما الاعتراف بـ«علم واحد» للبلاد، وهو العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية بموجب الأمم المتحدة. ونص البند السادس على اعتراف الجانب الكردي بـوجود «جيش واحد» للدولة، لكن هناك موقفاً تفاوضياً يقوم على أن تكون «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم 70 - 80 ألف مقاتل ضمن الجيش الوطني المستقبلي بموجب ترتيبات مستقبلية. وكانت واشنطن وضعت برنامجا لتدريب 35 - 40 مقاتلا جديدا لتوفير الأمن والاستقرار شرق نهر الفرات ومنبج وقرب قاعدة التنف في الزاوية السورية - الأردنية - العراقية، مناطق تحت سيطرة حلفاء أميركا. كما شجعت على تدريب عناصر شرطة محلية، إضافة إلى قوات الأمن الداخلي الكردية (أسايش). وكان المبعوث الدولي السابق ستيفان دي ميستورا قدم إلى وفدي الحكومة والمعارضة ورقة من 12 بندا سياسيا، تم إقرارها في «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي بداية العام الماضي، نصت على بند خاص بالجيش، مفاده ضرورة «الحفاظ على القوات المسلحة قوية وموحدة تحمي بشكلٍ حصري الحدود الوطنية، وتحفظ شعبها من التهديدات الخارجية، وفقاً للدستور، وعلى أجهزة المخابرات والأمن أن تركز على صيانة الأمن الوطني وتتصرف وفقاً للقانون». في المقابل، تضمنت «خريطة الطريق» التي سلمت إلى موسكو، خمسة مطالب كردية، أولها إلغاء «قانون الطوارئ» بموجب تعديل الدستور وإصلاح دستوري يؤدي إلى دستور توافقي وقانون أحزاب وقضاء نزيه ومستقل، بما يعني تعديلات في القوانين التي صدرت بعد 2011 والدستور الذي أقر في العام 2012. ونص البند الثاني على مطالبة دمشق «اعتراف بالإدارة الذاتية» شمال شرقي البلاد، إضافة إلى «إلغاء جميع إجراءات التمييز تجاه الشعب الكردي» في بند ثالث ذكر سلسلة من «الإجراءات الظالمة»، بينها الإحصاء الاستثنائي للعام 1962 وحرمان لآلاف من الجنسية السورية و«مكتومي القيد»، إضافة إلى دعوة لإلغاء «الضغط الأمني» ضد الأكراد. وتضمن البند الرابع «اعتراف» الدولة المركزية بـ«الأكراد مكونا رئيسيا من مكونات الشعب السوري» مثل باقي المكونات وتشمل الآشوريين والتركمان والعرب وغيرهم، إضافة إلى بند خامس نص على «تحديد المالية - الموازنة لكل المناطق بما فيها المناطق الكردية»، ما يعني توزيع المساهمة العادلة في الثروات الطبيعية. وكان مسؤولون في دمشق لوحوا بعمل عسكري ضد مناطق شمال شرقي البلاد في حال فشل التفاوض. وجرت سلسلة مفاوضات بين «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ودمشق ظهر خلاف جوهري بين مطالب الجانب الكردي بـ«الاعتراف بالإدارة الذاتية» واكتفاء دمشق بقبوها بـ«الإدارة المحلية» المطورة بموجب القانون 107. وشجعت موسكو أكثر من مرة الطرفين على استمرار التفاوض، وهي كانت أقرت مسودة لدستور سوري نص على «جمعية مناطق» إلى جانب البرلمان فيما اعتبر قبولاً للإدارة الذاتية واللامركزية في سوريا. كما لمح مسؤولون في وزارة الدفاع الروسية إلى قبول النموذج الروسي الفيدرالي في سوريا، فيما أشارت دمشق إلى أن «التجربة الروسية لا يمكن أن تطبق في سوريا». وعبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل أيام عن تفاؤله إزاء الحوار مع الجماعات الكردية التي تريد إبرام اتفاق سياسي مع دمشق، مشيرا إلى حدوث تقدم فيما يتعلق بالمحادثات التي توسطت فيها روسيا. وقال: «التجارب السابقة لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل».

أهالي عين العرب قلقون من «منطقة آمنة» تركية

«الشرق الأوسط» تستطلع آراء المدينة المرشحة للوقوع ضمن خطط أنقرة

الشرق الاوسط..عين العرب (شمال سوريا): كمال شيخو.. في متجره الكائن بالشارع الرئيسي في مدينة عين العرب (كوباني)، يتابع قادو الرجل الستيني نشرات الأخبار عبر شاشة مسطحة وضعت في زاوية محله. فالشريط العاجل يشير إلى أن تركيا عازمة على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا، ويقول: «في حال فرضت تركيا منطقة آمنة تكون قد أعلنت الحرب على أكراد سوريا».
قادو الذي يعمل في مجال بيع وتصنيع الأدوات الموسيقية التي توارثها عن والده وأجداده، لم يخف خشيته من التهديدات التركية، وأضاف: «تجربة عفرين ومناطق جرابلس والباب شاهدة على الانتهاكات والتجاوزات التي نسمع عنها يومياً، تركيا لا تريد مصلحة السوريين وخصوصاً أكراد سوريا». فالمنطقة الآمنة التي تطالب بها أنقرة تقع على طول الحدود مع سوريا وبعمق 30 كيلومتراً تضم مدناً وبلدات كردية تتبع ثلاث محافظات سورية وهي الحسكة والرقة وحلب، تمتد على مسافة 460 كيلومتراً، وتنظر تركيا بريبة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية وتتهمها أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً عسكرياً منذ 34 سنة. وعبر سيامند (33 سنة) الذي يعمل محاسباً في مطعم للوجبات السريعة ويقع بالسوق المركزية، عن عدم ثقته بالطرح التركي، وقال: «لا أثق بتركيا ولا بالمنطقة الآمنة، كيف ستكون هذه الدولة ضامنة وهي تهدد بعمل عسكري في مناطق شرقي الفرات، هذه المنطقة لن تكون آمنة إلا برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي». وتقع مدينة كوباني على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب، استقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتمام العالم بعد هجوم واسع نفذه تنظيم داعش في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014. وباتت محوراً للصراع في سوريا مع مشاركة طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي تشكل لقتال «داعش»، ونفذت أولى ضرباتها على المدينة الكردية، دعماً للمقاتلين الذين دافعوا عنها وألحقوا الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت 6 أشهر بين يوليو وديسمبر (كانون الأول) 2015. وتتالت هزائم التنظيم في سوريا وانحسر انتشار مقاتليه في جيب حدودي صغير شرقي سوريا. وأعرب شرطي مرور يدعى سيبان وهو في بداية عقده الثالث، عن خشيته من الهجوم التركي وإنشاء منطقة عازلة، وبينما كان يقف في تقاطع ساحة آرين ميرخان ينظم السير، تحدث قائلاً: «سنحمي المكتسبات التي حققناها خلال الأعوام الماضية، نحن لم نعتدِ على تركيا، ولا نريد أن تعتدي علينا، لكن إذا شنوا هجوماً سندافع عن أنفسنا». وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ أكراد سوريا تدريجياً في شمال سوريا، خصوصاً بعد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم نهاية عام 2012. وتمكنوا من إقامة إدارات ذاتية وتأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة وإعادة إحياء لغتهم وتراثهم، وافتتاح مدارس يتم فيها تدريس مناهج باللغة الكردية. سيلين (28 سنة) التي كانت طالبة جامعية تدرس التاريخ في جامعة حلب، ذكرت أنها لم تكمل تعليمها بسبب الحرب الدائرة في بلدها منذ 8 سنوات. تعمل اليوم مدرسة لغة كردية في إحدى مدارس كوباني، لم تخف قلقها من مجريات الأحداث المتسارعة، وقالت: «كل يوم نسمع خبراً جديداً وقراراً يزيد من مخاوفنا... حرمنا من نعمة الاستقرار»، وعن رأيها بالطرح التركي وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا، وتشمل مدينتها ، وأضافت قائلة: «لست مع قيام هذه المنطقة، تركيا من تهدد الأكراد وليس العكس، هذا سيناريو مخيف، ستدخل المنطقة برمتها في نفق طويل وكارثي». فيما أشار كوبان (47 سنة) ويمتلك محلاً لبيع الفاكهة والخضراوات يقع في الشارع الرئيسي للمدينة، إنّ تركيا ومنذ ثمان سنوات تتدخل في شؤون سوريا، «تدخلت في حلب وريفها وإدلب وريف دمشق، ماذا حدث لتلك المناطق، تم تهجير سكانها واستقدموا سكاناً جدداً من مناطق ثانية مهجرة»، واتهم تركيا بتغير ديمغرافية المناطق الكردية في سوريا، وشدّد قائلاً: «بحجة المنطقة الآمنة ستجلب قوات عسكرية موالية لها، ومستوطنين من مناطق ثانية لإسكانهم وتكرار تجربة مدينة عفرين الكردية». وإذ نقل شرفان (45 سنة)، الذي يعمل في تصليح السيارات، إنه مع قيام منطقة منزوعة السلاح، وقال: «عند الإعلان عنها تفاءلت خيراً وقلت في قرارة نفسي ستضع حداً للحرب المستعرة»، وبعد تتالي تصريحات المسؤولين الأتراك ونشر قوات عسكرية على غرار مناطق درع الفرات وعفرين، تابع شرفان حديثه بنبرة صوت صاحبها التوتر والقلق: «ستكون شرارة حرب مرتقبة، لأن الوحدات الكردية لن تقبل بالخروج من كوباني، وقدمت آلاف الضحايا بالدفاع عنها عند هجوم (داعش) قبل 5 سنوات». وتعد «وحدات حماية الشعب الكردية» أبرز التشكيلات المنضوية في «قوات سوريا الديمقراطية»، كثاني جهة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد القوات الحكومية الموالية للأسد، وتسيطر على نحو 30 في المائة من مساحة البلاد تقع في شمال شرقي سوريا تتضمن آبار نفط وحقول غاز مهمة. ويروي مامو المتحدر من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي ويبلغ من العمر 55 عاماً، كيف فر من مسقط رأسه في شهر مارس (آذار) العام الماضي بعد أن شن الجيش التركي وفصائل سورية معارضة موالية؛ هجوماً واسعاً وسيطروا عليها نهاية الشهر نفسه، وقصد مدينة كوباني وافتتح محلاً لبيع الموالح والمكسرات باسم «بزوريات عفرين» عبر عن مشاعره المشوشة بالقول: «ينطبق المثل الشعبي القائل: (البحر من أمامكم والعدو من خلفكم)، أين سأذهب بنفسي وأسرتي في حال فرضت تركيا منطقة آمنة أو شنت هجوماً، سنهرب من جديد إلى بلاد الله الواسعة»، وشدّد رفضه العيش في منطقة تخضع للنفوذ التركي، الأمر الذي دفعه للنزوح، وقال: «لن أبقى لحظة واحدة أعيش تحت راية العلم التركي».

أنقرة تعتبر «المنطقة الآمنة» مهمة للاستقرار وعودة اللاجئين وأدانت هجوم منبج... وواشنطن رفعت مستوى تحذير السفر إلى تركيا

الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق... أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أهمية المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال سوريا من أجل استقرار المنطقة وعودة السوريين وفي مقدمتهم «الأشقاء الأكراد» فضلاً عن مكافحة الإرهاب. وقال جاويش أوغلو إن فكرة المنطقة الآمنة، التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هي في الأساس مطروحة من قبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان منذ بداية الأزمة السورية. وأشار الوزير التركي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المقدوني نيكولا ديميتروف عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس، إلى أن المباحثات ستحدد ما إذا كان هناك تطابق أو اختلاف في تفكير تركيا والولايات المتحدة بشأن طبيعة المنطقة الآمنة، وأن أول مباحثات في هذا الصدد جرت أول من أمس خلال اجتماع رئيسي هيئة الأركان في البلدين بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وأضاف جاويش أوغلو: «سنواصل مباحثاتنا مع الجانب الأميركي، بين عسكريينا ومؤسساتنا الأخرى، وبالطبع على مستوى وزيري الخارجية أيضاً». وأشار جاويش أوغلو إلى الهجوم الإرهابي الذي وقع أول من أمس في مدينة منبج السورية، قائلا إن الخارجية التركية أدانته بشدة، قائلا: «نعارض جميع أشكال الإرهاب لأننا عانينا منه كثيراً، وعازمون على مكافحة المنظمات الإرهابية».
وذكر جاويش أوغلو أن الولايات المتحدة ستزود بلاده بالمعلومات اللازمة في هذه المسألة بعد جمعها... وستتضح الجهة التي تقف خلف الهجوم، متعهدا بأن تقدم أنقرة المساعدة قدر المستطاع في حال تلقيها طلباً في هذا الإطار، مضيفا أن «الإرهاب موجود في سوريا منذ البداية، وأنه ينبغي ألا تؤثر المنظمات الإرهابية على تصميمنا والقرارات التي نتخذها». وأكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، التزام أنقرة بخارطة الطريق المتفَق عليها مع الأميركيين في منبج عقب الهجوم الذي تعرضت له دورية أميركية في المدينة، أدى لمقتل وإصابة جنود أميركيين وعدد من المدنيين وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنه بحسب وكالة «أعماق» التابعة له. وقال البيان: «نؤكد من جديد على التزامنا بخريطة الطريق التي صادقنا عليها مع الولايات المتحدة بشأن منبج، وضرورة تنفيذها على جميع العناصر، وتطهير منبج من المنظمات الإرهابية وضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة». وأكدت الخارجية التركية مواصلة أنشطتها المشتركة مع الولايات المتحدة، معرِبة عن أملها في إتمام عملية تنفيذ خارطة طريق «منبج» في أقرب وقت ممكن. إلى ذلك، رفعت الولايات المتحدة مستوى التحذير من السفر إلى تركيا، إلى المستوى الثالث، بعد تفجير منبج، وجددت الخارجية الأميركية تحذيرها لمواطنيها من السفر إلى تركيا، مطالبة إياهم بإعادة النظر في خططهم للسفر إلى تركيا بسبب الإرهاب، والاعتقالات التعسفية، حسب صحيفة «زمان» التركية، اليوم الخميس. وأعلنت الخارجية الأميركية، رفع مستوى التحذير من السفر إلى تركيا إلى المستوى الثالث، والرابع عند السفر إلى المناطق الحدودية مع سوريا والعراق، وهو أعلى مستويات التحذير. وقال بيان الخارجية الأميركية إن الجماعات الإرهابية تواصل مخططاتها لشن هجمات في تركيا، وإن الهجمات قد تقع دون سابق إنذار، مشيراً إلى استهداف الهجمات للمناطق السياحية، ومراكز النقل، ومراكز التسوق، والأبنية الحكومية، والفنادق، والنوادي الليلية، والمطاعم، ودور العبادة، ومراكز الفعاليات الثقافية، والرياضية، والمؤسسات التعليمية، والمطارات، والأماكن العامة الأخرى. وتطرق البيان إلى اعتقال عشرات الآلاف في تركيا، وأميركيين، استناداً إلى مزاعم بالتورط في الإرهاب. في السياق ذاته، أعلن مجلس منبج العسكري، القبض على خلية مؤلفة من 7 أشخاص، تابعة لفصائل قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا. وذكر المجلس، في بيان أمس، أنه «خلال عملية نوعية نفذتها وحداتنا لمكافحة الإرهاب التابعة لمجلس منبج العسكري، تم القبض على خلية مؤلفة من 7 أشخاص، تابعة لفصائل درع الفرات المدعومة من تركيا، والمتواطئة مع الاستخبارات التركية». وأضاف أن التحقيقات أظهرت «أنهم كانوا يخططون لأعمال عديدة من تفجيرات وما شابه من أعمال إرهابية، بتوجيه مباشر من فصائل درع الفرات والاستخبارات التركية». وتابع البيان أنه تم «الكشف عن عدد من الأسلحة الفردية وذخيرة متنوعة، قاموا بإخفائها داخل البيوت وملحقاتها، وتم العثور عليها جميعا». من جانبه، رأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن التفجير الذي شهدته مدينة منبج، يستهدف دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التراجع عن تنفيذ قراره بالانسحاب من سوريا. وكان إردوغان، قال في وقت سابق، إن أنقرة مستعدة لتنفيذ عملية في شرق الفرات، وكذلك في منبج السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إذا لم تسحبها الولايات المتحدة من المنطقة. ورأى الأستاذ في جامعة التنباش بمدينة إسطنبول، إراي غوتشلوار، أن تركيا جادة فيما يتعلق بعمليّتها شرق نهر الفرات، قائلا إنها ستتمّ لا محالة، وإن التحرك التركي بهذا الخصوص ليس دعاية سياسية، وأن هدفه عسكري بحت. وقال الأكاديمي التركي، في تعليق حول مباحثات الجانبين التركي والأميركي المتعلقة بتفاصيل إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا بعد الانسحاب الأميركي المرتقب، إن تركيا سبق أن طلبت إنشاء المنطقة منذ سبع سنوات لكن الولايات المتحدة وقوى أوروبية رفضت المقترح. غير أنّ العمليات التي نفّذتها تركيا في جرابلس والباب وعفرين، شكّلت مناطق آمنة بحكم الأمر الواقع، وكانت نتائج هذا الأمر إيجابية. إلى ذلك، دان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض عبد الرحمن مصطفى، التفجير «الإرهابي» في منبج، وأكد على «ضرورة حفظ أمن المنطقة من خلال ملء الجيش السوري الحر والجيش التركي الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية». وقال رئيس الائتلاف الوطني على موقع «تويتر» إن «التفجير الإرهابي في مدينة منبج محل إدانة واستنكار»، وأشار إلى «ضرورة التنسيق والتعاون مع الجانب التركي والجيش السوري الحر في مواجهة الإرهاب».

 



السابق

اخبار وتقارير...استراتيجيون إسرائيليون يحذرون من حرب مع إيران وسوريا ولبنان....لماذا تباطأت خطط الانسحاب الأميركي من سوريا؟..إسرائيل «أكثر ضعفاً» بعد حرب سورية.. دمّرتْ فقط 5 في المئة من ترسانة إيران و«حزب الله» فيها..جولة بومبيو تثير جدالاً داخلياً... سوّق نفسه لمعركة رئاسية... مستقبلاً..ماي تنجو من سحب الثقة وسط ضغوط لتأجيل «بريكست»..بريطانيا تدخل المجهول قبل أسابيع من «الطلاق» ..بوتين يتهم «الأطلسي» برسم «خطوط انقسام» في أوروبا..لافروف يكشف وجود 20 أميركياً في السجون الروسية...إحباط محاولة «داعشية» لاغتيال بوتين في صربيا..

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..مجلس الأمن يناقش اليوم تقرير لجنة الخبراء حول اليمن..مقتل المطلوب رقم 19 للتحالف في عملية استخباراتية...10 أيام للرد على ملاحظات الحكومة والحوثيين حول الأسرى..الميليشيات تقصف مستشفى في الحديدة وتواصل خرق الهدنة...نجاة «جنرال الحديدة» الهولندي من نيران حوثية..الجبير: لن نسمح لأي دولة بتجاوز سيادة السعودية...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,384,692

عدد الزوار: 6,989,144

المتواجدون الآن: 60