العراق..قتلى وجرحى بنزاع عشائري في البصرة وانهيار سدود مائية في أهوار البصرة يغرق أراضي زراعية...تحذير أميركي للعراق من نوايا إيران..روحاني يتسلم من بغداد القسط الأول من ديون الكهرباء..هل انتصرتْ إيران على أميركا في العراق؟..روحاني يشيد بـ «الحشد» ويقبل بـ «حلول وسط» مع العراقيين..روحاني يخرق العرف الدبلوماسي ويلتقي بقادة عشائر..

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 آذار 2019 - 6:01 ص    عدد الزيارات 2155    التعليقات 0    القسم عربية

        


قتلى وجرحى بنزاع عشائري في البصرة وانهيار سدود مائية في أهوار البصرة يغرق أراضي زراعية...

الشرق الاوسط....بغداد: فاضل النشمي.. أوقع نزاع عشائري في منطقة الكرمة بالبصرة، أمس، ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى. وأظهرت أفلام فيديو تداولها ناشطون، أن العشائر المتنازعة استخدمت خلال النزاع أسلحة صغيرة ومتوسطة. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس البصرة، جبار الساعدي، إن لجنته «وجهت الأجهزة الأمنية باتخاذ أقصى العقوبات لمثيري النزاعات العشائرية». ويأتي النزاع الأخير بعد أشهر من قرار أصدره القضاء العراقي يقضي محاسبة المتورطين بـ«الدكة» العشائرية (إطلاق النار على منازل مطلوبين عشائرياً بغرض التخويف)؛ استناداً إلى المادة 4 من قانون الإرهاب. من ناحية أخرى، أعلن قضاء القرنة الذي يقع شمال مركز محافظة البصرة وفيه مجموعة من آبار النفط، أمس، عن انهيار سد الجغيف في منطقة هور الحويزة الجنوبية المحاذية للقضاء؛ ما تسبب في غرق آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية. ونقل تلفزيون «المربد» البصري عن مسؤول محلي في القرنة: إن «الآليات التابعة للجهد الهندسي في الحشد الشعبي والموارد المائية والجهات الساندة التي تقوم بتدعيم السد انسحبت من الموقع نتيجة لعدم القدرة على معالجة الوضع». وتقول السلطات المحلية في البصرة: إن انهيار سد الجغيف، هو الثالث من نوعه في غضون أيام قليلة بعد انهيار سدي «الجغيف القديمة» و«أبو الفلين»، نتيجة كميات المياه الكبيرة القادمة من إيران في هور الحويزة. وكان النائب عن محافظة البصرة جمال المحمداوي، أعلن عن انهيار سد «أبو الفلين»، ودعا إلى إعلان حالة الطوارئ وتدعيم سد الجغيف الذي اعتبره «آخر أمل لإنقاذ» أراضي الفلاحين. وحمّل المحمداوي في مؤتمر صحافي بمبنى البرلمان «وزير المواردِ المائية مسؤولية انهيار سدود هور الحويزة الواحد تلو الآخر؛ ما قد يعرّض 25 ألف دونم مزروعة بالقمح للتلف، وقد حذرنا في مناسبات سابقة من انهيار السدود في هور الحويزة ووصول كميات غير مسيطر عليها إلى ناظم السويب، ومنه إلى نهرَي دجلة وشط العرب». وأشار إلى أن «على وزارة الموارد المائية تحمّل مسؤوليتها الكاملة للسيطرة على حركة المياه وتوجيهها بالاتجاه الصحيح ودفع الضرر عن الفلاحين، وأن البرلمان يحتفظ بحقه النيابي في مساءلة الوزير عن الإهمال المتعمد وتعريض الأمن الغذائي للمواطنين للخطر». وفي حين تتواصل حملة الانتقادات البصرية ضد وزارة الموارد المائية الاتحادية ويتهمونها بالتقصير، وعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون خسارة مساحات الزراعية، تنفي الوزارة ذلك، وتذهب مع خبراء في مناطق الأهوار، إلى أن السدود التي أعلن عن انهيارها في البصرة مؤخراً، غير مخصصة للوقاية من الفيضانات، إنما أنشأها العراق، خلال مرحلة حربه مع إيران (1980 - 1988) لدواعٍ عسكرية وأمنية وتسهيل حركة الجيش وتنقلاته. في هذا الإطار، يقول الخبير والمتحدث باسم وزارة المواد المائية، عون ذياب: إن «السدود التي انهارت مؤخراً ليست وقائية أو مصممة لحماية الأراضي، إنما هي طرق قديمة أنشأها العراق أثناء الحرب ضد إيران، لكن مجموعة من المزارعين قاموا بالزراعة تجاوزاً على أراضي الأهوار التي تقع خارج حدود السدود النظامية».

تحذير أميركي للعراق من نوايا إيران

بغداد: «الشرق الأوسط».. في حين يواصل الرئيس الإيراني حسن روحاني لقاءاته مع كبار القادة العراقيين فضلاً عن رجال الأعمال والاقتصاد في بغداد، وفي أول رد فعل أميركي على زيارته إلى العراق، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، في تصريح لقناة «الحرة» الأميركية، أمس الثلاثاء، إن «من المهم أن يتساءل العراقيون عن دوافع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق». وأضاف: «الحكومة الإيرانية لا تضع الإيرانيين على سلم أولوياتها؛ فلماذا سيضع روحاني رفاهية الشعب العراقي على سلم أولوياته؟!». وتابع هوك: «إذا كان الأمر يتعلق بأمن وسيادة واستقرار العراق، فإن إيران ليست الجواب». وحسب هوك، تريد إيران فتح طريق عسكرية سريعة عبر شمال الشرق الأوسط يمكن استخدامها من قبل «الحرس الثوري» لنقل الصواريخ والأسلحة والمقاتلين، مضيفاً أن إيران تريد تحويل العراق إلى محافظة إيرانية. وفي هذا السياق، قال سياسي عراقي مستقل لـ«الشرق الأوسط» إن «من الواضح أن كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وإيران تريدان أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات بينهما، وذلك من خلال ما يعلنانه من تصريحات وآراء لا يبدو أنها تعير انتباهاً لكون العراق بلداً ذا سيادة».

روحاني يتسلم من بغداد القسط الأول من ديون الكهرباء وتحذير من تحول العراق إلى مجرد سوق لدول الجوار

الشرق الاوسط..بغداد: حمزة مصطفى.. أعلن محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن طهران تسلمت القسط الأول من مستحقات تصدير الطاقة والكهرباء إلى العراق، بنحو 200 مليون دولار، وذلك في اليوم الثاني من زيارة روحاني إلى العراق. وقال واعظي الذي يرافق الرئيس الإيراني في زيارته إلى بغداد في حوار مع التلفزيون الإيراني إن «المبلغ المذكور تم إيداعه في الحساب». وأكد البنك المركزي الإيراني في بيان تسلمه المبلغ. وفي إطار زيارته، وصل روحاني إلى مدينة كربلاء، أمس، لزيارة مرقدي الإمامين الحسين وأخيه العباس، فيما التقى على انفراد عدداً من أبرز القيادات العراقية الذين زاروه في مقر إقامته وهم: عمار الحكيم زعيم «تيار الحكمة»، ونوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق وزعيم «دولة القانون»، وحيدر العبادي رئيس الوزراء السابق وزعيم «ائتلاف النصر». وجاء في البيانات التي نشرتها مكاتب هؤلاء المسؤولين عن لقاءاتهم مع روحاني أنهم بحثوا معه تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والأوضاع السياسية العامة في العراق والمنطقة. وطبقاً لبيان صادر عن مكتب العبادي، الذي عدّ في وقت سابق أن إيران هي السبب في عدم حصوله على ولاية ثانية، فإن «روحاني أشاد بقيادة العبادي للمرحلة السابقة التي تحقق فيها النصر على الإرهاب الداعشي». أما المالكي فقد دعا، طبقاً لبيان صادر عن مكتبه، إلى أن «يلعب العراق وإيران دوراً مهماً في دعم وإرساء الاستقرار في المنطقة». إلى ذلك، أعلن روحاني رفض العراق إلغاء تأشيرة الدخول (الفيزا) للزوار الإيرانيين. وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في بغداد، مساء أول من أمس، إن «الجانب العراقي يفضل في الوقت الحاضر الإبقاء على تأشيرة الدخول، ولكن من دون استيفاء مبلغ إزاء ذلك، وهو ما يشكل خطوة في مسار تسهيل العلاقات بين الشعبين». وأوضح أنه «تم التوصل إلى التوافقات اللازمة بشأن الربط السككي بين الشلامجة والبصرة بطول 35 كيلومتراً»، معرباً عن أمله في «البدء قريباً بتنفيذ المشروع». وأشار روحاني إلى أن «إيران تزود العراق بالكهرباء والغاز اللازم»، مضيفاً: «لقد أعلنا استعدادنا لتصدير مزيد من الكهرباء إلى العراق». وفي المجال المصرفي، صرح روحاني بأنه «تم التأكيد على التنفيذ السريع للاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً بين البنكين المركزيين الإيراني والعراقي». وفي لقاء له مع «الملتقى التجاري المشترك» بين العراق وإيران، أكد روحاني أن تطوير التعاون الاقتصادي بين التجار والناشطين الاقتصاديين في إيران والعراق «يخدم مصلحة الشعبين والمنطقة»، وعدّ أن إرساء الأمن والاستقرار في العراق «يأتي في سياق استقرار إيران والمنطقة وتوفير الأرضية للأنشطة التجارية والثقافية للجميع». وقال إن «الناشطين التجاريين والاقتصاديين الإيرانيين لم يقطعوا نشاطهم، ووقفوا إلى جانب الشعب العراقي حتى في أيام الخطر والاضطراب الأمني». وأكد روحاني عزم إيران على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع العراق ورفع حجم التبادل من 12 مليار دولار إلى 20 مليار دولار، عادّاً تسهيل العلاقات المصرفية وتنفيذ التوافقات في هذا المسار «فرصة تاريخية كبرى للحكومتين والشعبين والناشطين الاقتصاديين». ويقول الخبير الاقتصادي العراقي باسم جميل أنطون لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق وإيران وقعا خلال زيارة روحاني نحو 20 اتفاقية في مختلف الميادين الاقتصادية والتجارية والسياسية؛ حيث إن العراق في النهاية لا يستطيع التنصل من هذه العلاقة مع إيران»، مبيناً أن «إيران ثاني أكبر مصدر للسلع إلى العراق بعد تركيا». ودعا أنطون المسؤولين العراقيين إلى «رفع شعار (العراق أولا) حتى لا تتحول البلاد إلى مجرد سوق لتصريف بضائع وسلع الجيران». من جهته، عدّ عضو البرلمان العراقي عن «كتلة سائرون» برهان المعموري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مبدأ تبادل الزيارات بين العراق والدول المجاورة لا بد من أن تكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة بصورة عامة والعراق بصورة خاصة»، مشيراً إلى أن «هناك مصالح متبادلة بين العراق وإيران نحتاج إلى تعزيزها، لكن ليس على حساب بلدنا»....

هل انتصرتْ إيران على أميركا في العراق؟

الراي....ينهي الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم زيارة إلى العراق استمرت ثلاثة أيام جال خلالها على كل الرؤساء العراقيين وكذلك المرجعية الدينية في النجف الأشرف. أما اللافت في الأمر فهو المقارنة بين زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السرية للعراق وبين زيارة الرئيس الإيراني العلنية للبلد نفسه. والأمر الثاني هو حجم التبادل التجاري - الاقتصادي بين طهران وبغداد والذي يرسل إلى الحضيض خطة ترامب بحصار إيران اقتصادياً. فهل يعترف الرئيس الأميركي بخسارته أم يخسر كل العراق في هذا الوقت المهمّ؟.. في الأسبوع الأخير من العام 2018، حطت الطائرة الرئاسية مطفأة الأضواء في الجزء الأميركي من قاعدة عين الأسد العراقية في محافظة الأنبار. وقد أحيطت الزيارة بالسرية التامة وأطلعت رئاسة الوزراء العراقية في اليوم نفسه على برنامجها. ورفض ترامب الهبوط في الجزء العراقي من القاعدة نفسها لأن بغداد تتقاسم كل قواعدها المهمّة مع الأميركيين شرط السيادة الأميركية التامة على الجزء غير العراقي. وهذا ما دَفَعَ الرؤساء العراقيين الثلاثة (رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس الجمهورية برهم صالح) الى رفض الاجتماع مع ترامب على أراضٍ غير خاضعة للسيادة العراقية... وبالنتيجة حَضَرَ ترامب لثلاث ساعات لم يلتقِ خلالها أحدا من المسؤولين العراقيين وغادر تحت جنح الظلام وهو يردّد أن بلاده أنفقت مئات البلايين في بلدٍ يخاف المسؤولون الأميركيون على أمنهم حتى يومنا هذا. أما الرئيس روحاني فقد أعلن عن زيارته قبل أسبوع بالتنسيق مع القيادة العراقية في بغداد التي رتّبت له برنامج زيارته والوفد السياسي والاقتصادي المرافق، وجدول الأعمال المتعلّق بها. وبقى في العراق ثلاثة أيام يجول فيها بالترتيب مع الحكومة العراقية، فيما التقي المسؤولون الإيرانيون مع نظرائهم العراقيين ليرفعوا سقف التبادل الاقتصادي - التجاري إلى 20 مليار دولار. وهذا يعني أن:

1 - إيران انتصرت على أميركا في العراق لأن المسؤولين فيها يرفضون قرار الحظر الأميركي على طهران ويصرّون على التعاون معها في كل المجالات بما فيها الطاقة.

2 - ان اللواء قاسم سليماني استطاع تحقيق هدف إيران بإيجاد بيئة قيادية غير معادية لإيران مستعدّة لقطع العلاقات مع أميركا إذا فرضت عليها واشنطن أن تختار بين أميركا وإيران. وهذا أحد أسباب منْح السيد علي خامنئي وسام «ذو الفقار» وهو أعلى وسام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى سليماني لما حقّقه من نجاحات لبلاده. وكان أوّل المهنئين وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قال لسليماني: «لقد جعلتَ الشرق الأوسط أكثر أمناً». علماً انه الوسام الثاني (وسام الفتح العام 1989) الذي يتلقاه سليماني من خامنئي.

3 - ان إيران ستبيع الطاقة للعراق وسيتعامل معها بالدولار وبالعملة المحلية. وقد أوجدت الجمهورية الإسلامية طريقة اقتصادية تعود بالنفع على كل الدول التي تتعامل معها على أساس العملة المحلية. وهذا من شأنه تدوير عملية الاقتصاد الإيراني وإبقاء عجلته تعمل لتتغلب جزئياً على العقوبات الأميركية القاسية. ومما لا شك فيه أن التبادل بالعملة المحلية سيتيح للعراق الاستفادة من الاقتصاد الإيراني وشراء حاجته من دون الحاجة للجوء إلى الدولار كعملة تبادُل رئيسية. وهذا بالتالي يخفض الحاجة إلى الدولار إذا تعاملت دول عدة بالعملة المحلية. وكذلك تعتزم إيران بناء سكة حديد من إيران إلى كل العراق.

وقد أدخل حكم ترامب تعديلات جوهرية عالمية، إذ اضطرت أوروبا لإيجاد بديلٍ للتحويل المالي (السويفت)، حيث تبحث دول عدة بما فيها الصين وروسيا وبلدان أخرى قوية مثل الهند وباكستان عن تبادل نفطي تجاري مع إيران لتجاوز الدولار تماشياً مع العقوبات الأميركية. اما العراق فبدا مُنْقَسِماً على نفسه بين مُطالِب بإخراج القوات الأميركية وبين مَن يدعو إلى إخراج القوة العسكرية الفائضة وإبقاء برامج التدريب والتبادل الاستخباراتي ضد «داعش». ومن الواضح - بحسب مصادر قيادية مسؤولة - أن العراق سيُبقي على قوة أميركية تخصّصية وسيطلب إبقاء عدد قليل من القوات الأميركية على أرضه بما يُرضي الحكومة التي لا تريد ضرب العلاقة الأميركية - العراقية بالكامل بل المحافظة على علاقة جيدة من دون أن يمس ذلك العلاقة الممتازة بين بغداد وطهران. وبالتالي لم يبْقَ أمام ترامب إلا إما قطْع العلاقات مع العراق، وهذا يضرّ بمصلحة أميركا التي تريد البقاء في العراق ولا ترغب بالخروج منه لأنها لا تعلم إلى متى ستبقى في سورية، وإما الرضوخ للأمر الواقع وغض النظر عن التعامل الاقتصادي - التجاري الإيراني مع العراق وبالتالي يكون قد وقّع على إفشال خطّته بيده، وهي الخطة التي أراد منها تركيع إيران وقلْب النظام خلال أشهر بسيطة كما تمنّى هو وإدارته. وفي أيّ خيارٍ يختاره ترامب ستكون النتيجة واحدة: خسرت الإدارة الأميركية الحالية معركتها لمحاولة تركيع الجمهورية الإسلامية. وكل ما فعله ترامب هو التضييق على الشعب الإيراني ولكنه دَفَعَ بالمسؤولين لإيجاد خطط بديلة ليحصل سليماني على وسامه ويَخْرج العراق من أيدي ترامب.

روحاني يشيد بـ «الحشد» ويقبل بـ «حلول وسط» مع العراقيين

بغداد ترفض إلغاء التأشيرات وتكتفي بشطب رسومها وتؤجل مناقشة إحياء اتفاقية الجزائر

الجريدة....كتب الخبر طهران - فرزاد قاسمي.. يبدو أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أجبر على تخفيض مستوى طموحاته من زيارته الحالية للعراق، بعد أن رفض العراقيون إلغاء التأشيرات مع إيران، كما دعوا إلى تأجيل النقاش بشأن اتفاقية الجزائر ومشروع سكك الحديد. في اليوم الثاني من زيارته للعراق، التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، شخصيات سياسية عراقية، كما زار مدينة كربلاء، والتقى شيوخ العشائر ورجال أعمال ومسؤولي المحافظة. وخلال استقباله فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، مستشار الأمن الوطني الذي يعترض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على ترشيحه لوزارة الداخلية، قال روحاني، إن "محاربة الإرهابيين في العراق تحققت بتضحيات الشعب العراقي، حيث كان هذا الأمر مدعاة للفخر للمسلمين والعالم الإسلامي". وأضاف روحاني أن "فتاوى كبار العلماء في العراق وإيران أمر عظيم في مهمة محاربة الارهاب وخدمة مصالح شعوب المنطقة"، مضيفاً أن "الحشد الشعبي كان وسيكون لديه مكانة مهمة جدا في ثقافة وتعزيز الوحدة الوطنية العراقية". وأعرب عن أمله أن "يحقق الشعبان الايراني والعراقي أهدافهما فيما يخدم السلام والتنمية للمنطقة".

المالكي

من ناحيته، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خلال لقائه روحاني "إمكانية أن يلعب العراق وإيران دورا مهما في دعم وإرساء الاستقرار في المنطقة"، داعياً الى "المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين على مختلف الصعد، ولاسيما في مجالي السياسة والاقتصاد". بدوره، أكد روحاني استعداد بلاده "لتنمية علاقاتها مع العراق في جميع المجالات"، موضحا ان "استقرار العراق واستباب أمنه يحظيان بأهمية بالغة بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية". وقال مكتب المالكي، في بيان، انه "جرى خلال اللقاء بحث مستقبل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين الجارين، كما تمت مناقشة الوضع الإقليمي والتحديات التي تواجهها المنطقة".

حلول وسط

إلى ذلك، أكد مصدر مرافق لروحاني في زيارته للعراق، أن الرئيس اضطر للقبول بالحل الوسط في الاتفاقيات مع العراقيين كي لا تفشل الزيارة. وقال المصدر، إن روحاني كان يأمل أن يقبل العراقيون بإلغاء التأشيرات بين البلدين، لكن الجانب العراقي أصر على رفضه قبول هذا الطلب بسبب ظروف داخلية ودولية، خصوصا حساسية الدول العربية في الخليج لمثل هذا القرار، وعليه فقد قبل الجانب العراقي إلغاء رسوم التأشيرات. وحسب المصدر، فإن روحاني كان يصر على الغاء التأشيرات للتجار ومديري المعامل والشركات التي لديها مشاريع في العراق على الأقل في هذه المرحلة، لكن الجانب العراقي وافق فقط على إعطائهم تأشيرات متعددة. أما بالنسبة لموضوع اتفاقية الجزائر التي كانت إيران قد أبرمتها مع العراق عام 1975، والتي كان روحاني يأمل أن يقبل الجانب العراقي اعادة احيائها، فان الجانب العراقي فضل تأجيل الموضوع وبحث بعض النقاط الحساسة في ترسيم الحدود بين البلدين وتوزيع المياه والحدود المائية بين الجانبين، والتي كانت سببا لإشعال فتيل الحرب السابقة بين إيران والعراق. وقال المصدر، ان موضوع مد خط سكة حديد و"اتوستراد" سريع يمر من العراق الى سورية ولبنان أيضا لم يصل الى نتيجة، لأن العراقيين يعتبرون ان الظروف الامنية والسياسية الفعلية لا تسمح بالبت في هذا المشروع، وعليه فمن الافضل ان يتم حاليا البت في مشروع ايجاد طرقات تصل إيران إلى العراق فقط. وأكد أن العراقيين رفضوا ايضا إلغاء قرار لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي يمنع المصارف العراقية من التعامل مع الايرانيين بالدولار الاميركي، على اساس ان هذا الامر سيعرضهم لمشاكل مع الجانب الاميركي، ولكنهم اكدوا انهم مستعدون للتعامل مع ايران بالدينار العراقي، ويمكن للايرانيين تبديل الدينار بأي عملة اخرى غير الدولار الأميركي من خلال الصرافين العراقيين.

ظريف

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كتب، أمس الأول، على "تويتر"، أن روحاني التقى في اليوم الاول رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب ورجال أعمال، وأنه تم الاتفاق على محادثات أمنية إقليمية شاملة، ومجانية التأشيرات، وربط السكك الحديد، واستصلاح نهر الحدودي للمرة الأولى منذ 43 عاماً، وإقامة مناطق صناعية مشتركة، وتعاون في مجال الطاقة، وتبادل تجاري بـ 20 مليار دولار، وانشاء منطقة تجارة تفضيلية. ونقلت وسائل اعلام عراقية عن مساعد رئيس مركز رئاسة الجمهورية لشؤون الاتصالات برويز اسماعيلي، أن إلغاء رسوم تأشيرات الدخول بالنسبة للزوار والسياح الايرانيين والعراقيين يسري اعتبارا من الشهر المقبل.

قناة

في غضون ذلك، ذكر مسؤول إيراني أن العراق قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأميركية. ونقلت "رويترز" عن المسؤول قوله ان "العراق يعد قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأميركية الجائرة". ويعتمد العراق على واردات الغاز الإيرانية في تشغيل شبكة الكهرباء وطلب تمديدا للإعفاء الذي منحته له الولايات المتحدة من العقوبات ليواصل استيراد الغاز الإيراني. ودخلت العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الإيراني حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي.

عراقجي

وقارن مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي، أمس زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعراق مع الزيارة الحالية التي يجريها رئيس بلاده، معتبرا أن زيارة الأخير "العلنية أظهرت قدرة وعظمة إيران"، مشيرا الى ان ترامب زار العراق ليلا وفي قاعدة عسكرية وحل فيها دون استقبال.

هوك

واعتبر الممثل الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، أمس الأول، أنه من المهم أن يتساءل العراقيون عن دوافع زيارة الرئيس الإيراني للعراق. وفي أول رد فعل أميركي على الزيارة قال هوك إن "الحكومة الإيرانية لا تضع الإيرانيين على سلم أولوياتها، فلماذا سيضع روحاني رفاهية الشعب العراقي على سلم أولوياته؟". وأضاف "إذا كان الأمر يتعلق بأمن وسيادة واستقرار العراق فإن إيران ليست الجواب، تريد إيران فتح طريق عسكري سريع عبر شمال الشرق الأوسط يمكن استخدامه من قبل الحرس الثوري لنقل الصواريخ والأسلحة والمقاتلين، فإيران تريد تحويل العراق لمحافظة إيرانية".

العراق..روحاني يخرق العرف الدبلوماسي ويلتقي بقادة عشائر

العربية نت..المصدر: بغداد - حسن السعيدي ... تصاعد وتيرة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران يلقي بظلاله مرة أخرى على الساحة العشائرية في العراق، إذ تسعى الأخيرة بناء موقف مجتمعي من خلال تقوية الزعامات العشائرية ووجهائها، مستغلة الرخاوة السياسية وغض طرف الحكومة العراقية عن خرق النظم الدبلوماسية من خلال هذه اللقاءات والاجتماعات التي تحدث للمرة الأولى في تاريخ العراق السياسي من قبل رئيس دولة أخرى. وفي هذا السياق ندد ناشطون ومراقبون بلقاءات الرئيس الإيراني حسن روحاني مع شيوخ ووجهاء عشائر العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط خلال زيارته الرسمية التي يجريها لأول مرة منذ تسلمه رئاسة جمهورية إيران. وبحسب مصادر مطلعة اجتمع الرئيس الإيراني اليوم على قاعات فندق البارون في محافظة كربلاء مع شيوخ ووجهاء عشائر محافظات وسط وجنوب العراق بعد يوم من لقائه بشيوخ عشائر العاصمة وذلك في مقر إقامته ببغداد، بدعوة من مدير شؤون العشائر في كربلاء. وتساءل الناشطون عن ماهية هذه اللقاءات بين جهات وأطراف شعبية مع المسؤولين الإيرانيين، سيما أن قبل أسابيع كانت شهدت محافظة النجف لقاء جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشيوخ العشائر العراقية. وكان دعا روحاني خلال كلمته اليوم والتي ألقاها على الجموع الحاضرة في كربلاء إلى ما وصفه بالاتحاد الكبير لإيجاد ما أسماه بالقوة الإقليمية الكبيرة ضد الولايات المتحدة، مشيراً إلى وقوف بلاده إلى جانب العراق لمحاربة تنظيم داعش عقب سقوط الموصل بحسبه. وأوضح روحاني، بأنه في عام 2014 أي بعد سقوط الموصل على يد داعش، أصبح الإرهاب يهدد جميع العراق مبيناً أن الشعب الإيراني كان وقف في المقدمة لمحاربة التنظيم. كما وعبّر روحاني عن سعادته بما وصفها العلاقات الجيدة بين الشعبين العراقي والإيراني، شاكراً العراقيين لما يقدموه من ضيافة خلال المراسم الدينية المليونية. وكان وصل روحاني العاصمة العراقية بغداد الإثنين، في زيارة تستغرق 3 أيام التقى خلالها رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي وعدد من القيادات ورؤساء الكتل السياسية. كما ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس الإيراني غداً الأربعاء المرجع الديني الشيعي علي السيستاني، بحسب المسؤولين في محافظة النجف مقر إقامة السيستاني. وتعليقاً على اللقاء بين روحاني والعشائر في بغداد وكربلاء، بيّن المحلل السياسي ومدير المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية ماجد الخياط للعربية نت، أن زيارة روحاني إلى العراق تتجاوز الأهداف الاقتصادية والتي تعدت إلى غايات تعبوية وتوجيهية لكسب ود الشارع الشيعي في العراق من خلال اجتماعه مع شيوخ ووجهاء عشائر الوسط والجنوب، إضافة إلى استجلاء آثار العقوبات الاقتصادية على بلاده، مشيراً إلى وجوب إيضاح المواقف للحكومة العراقية من هكذا لقاء. ووصف الخياط، إن لقاء روحاني الذي تلي لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع عدد من شيوخ العشائر بأسابيع، تعد خطوة غير مسبوقة سيما أن يافطة الإعلان اللقاء المعلقة في قاعة الاجتماع كانت ترحب بالرئيس الإيراني باللغة الفارسية التي لها مدلولات سياسية لا تنسجم مع الأعراف الدبلوماسية، كونه يشكل خرقاً للسيادة العراقية، وتعتبر محاولة لتوغل إيران في العمق العشائري العراقي. وتابع الخياط، كنت أتمنى أن يلقي روحاني خطابه في إحدى الجامعات العراقية أو مراكز البحوث ويدعى إليها المختصون بالعلوم السياسية ليتم فيها الفصح عن سياسة إيران إزاء العلاقات الدولية في المنطقة واحتمالات المواجهة مع الولايات المتحدة وتطورات الشرق الأوسط وغيرها مما يرتبط بالمصالح العراقية.



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..الجيش الوطني اليمني يحقق مكاسب ميدانية في الجوف وصعدة..ميليشيات الحوثي تفتعل أزمة وقود لتمويل الحرب...الحوثيون يقصفون الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار..غريفيث يُطلع مجلس الأمن على الصعاب أمام اتفاق الحديدة..الميليشيات تصفي كبار قادة مقاومة قبائل حجور...السعودية والإمارات تشاركان بمناورة أميركية..

التالي

مصر وإفريقيا..السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لأمن السودان واستقراره..الأزهر لتعزيز وجوده الأفريقي عبر «بوابة التعليم»...تونس: دعوة لانتخابات داخلية لاختيار مرشح اليسار للرئاسة..السراج يندد بـ {تدخلات سلبية} في ليبيا..الجزائر: بوتفليقة يستنجد بالإبراهيمي لإنجاح «الندوة الوطنية»..استقالة أحد مدبري انقلاب البشير احتجاجاً.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف المغربية اليومية الصادرة الأربعاء..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,161,657

عدد الزوار: 6,758,075

المتواجدون الآن: 125