لبنان....اللواء.... احد الوحدة تصعيد في وجه احد بعبدا..الساحات تمتليء وقطع طرقات...واضراب اليوم.....الاخبار....حان وقت الحقيقة: من يلعب بالبلاد؟..نداء الوطن...عون غاضب... والحريري يرفض تسمية رئيس حكومة يمثّله.... السلطة «على مأزقها» والانتفاضة على مطالبها....بيروت.. حشود من متظاهري لبنان في ساحة الشهداء...آلاف اللبنانيين يتظاهرون خارج قصر بعبدا دعما للرئيس.. وعون: «بحبكن كلكن يعني كلكن»...

تاريخ الإضافة الإثنين 4 تشرين الثاني 2019 - 4:08 ص    عدد الزيارات 2187    التعليقات 0    القسم محلية

        


اللواء.... احد الوحدة تصعيد في وجه احد بعبدا..الساحات تمتليء وقطع طرقات...واضراب اليوم....

الازمة النقدية .. المطلوب زيادة رساميل المصارف...ولا اقتطاع من اموال المودعين...

في أحد الضغط، عادت الساحات تمتلئ بجموع الشعب، التي قررت أخذ مصيرها بيدها، في معرض البحث عن مخارج للأزمة التي دفعت الطبقة السياسية البلاد إليها، جراء السياسات الرعناء، ومحاولات الاستئثار، واستباحة المال العام، وتفقير المواطنين، والدفع إلى حافة الانهيار، من دون النظر إلى العواقب.. ولعلَّ ما ميّز احتجاجات الأحد الثالث، الذي أطلق عليه منظموه اسم «أحد الضغط» ان الحركة الشعبية وجدت نفسها بدءاً من وسط بيروت، من ساحتي رياض الصلح والشهداء إلى طرابلس التي لم تُطفئ جذوة التحركات، وصيدا التي احسنت التمييز بين الحق بالحياة الحرة الكريمة، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وسائر المناطق، ان تظاهرة الدعم التي نظمها التيار الوطني الحر امام قصر بعبدا، دعماً لرئيس الجمهورية.. كانت من أبرز محركات الاحتجاجات، فضلاً عن المماطلة بتحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتأليف حكومة جديدة. على ان الأخطر في ضوء المكابرات السياسية والشروط والشروط المضادة الوضع المالي والمصرفي، المرتبط بالأزمة السياسية. وفي هذا السياق، أعربت أوساط مصرفية مطلعة عن إرتياحها لأوضاع القطاع المصرفي المتماسك رغم الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، ومرور «قطوع» يومي العمل في المصارف بشكل طبيعي، ودون ضغوط تُذكر، كما كان متوقعاً. وحذرت هذه الأوساط من مغبة التأخر في تأليف الحكومة العتيدة، وإنعكاساتها السلبية على القطاع المصرفي ومختلف القطاعات الإقتصادية الأخرى، بما في ذلك سعر صرف الليرة، حيث البلد بأمس الحاجة إلى الخطوات الجدية التي من شأنها إعادة الثقة بالدولة وقدرة السياسيين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة بأقل قدر من الخسائر. ولفتت الأوساط المصرفية المطلعة إلى أن الأزمات السياسية المتلاحقة خلال السنوات الأخيرة، تركت آثاراً سلبية موجعة على أوضاع المصارف، لا سيما التدهور الحاصل هذا العام في الأوضاع الإقتصادية، وتراجع معدل النمو إلى الصفر تقريباً، وتأثيره المدمر على الأوضاع المالية والنقدية. وإذ أبدت ثقتها بقدرة القطاع المصرفي اللبناني بالتعاون مع البنك المركزي، على تجاوز الأزمة النقدية، وماأفرزته من شح بالدولار في الأسواق اللبنانية وتراجع حجم السيولة، إعتبرت هذه الأوساط ان المصارف اللبنانية أصبحت بحاجة لزيادة رساميلها الخاصة في الفترة الراهنة، للحفاظ على نسبة ملاءة مناسبة من جهة، وتعزيزاً للثقة الداخلية والخارجية بهذا القطاع الحيوي، والمميز في أدائه إقليمياً وعالمياً. على صعيد آخر، ورداً على سؤال لـ«اللواء» أكدت هذه الأوساط أن فكرة إقتطاع نسب معينة من الودائع الموجودة في المصارف اللبنانية، سواء بالليرة أو بالدولار، غير واردة مطلقاً، وأن ما جرى إعتماده في قبرص واليونان في ظروف مماثلة قبل سنوات، من تحميل المودعين في مصارف البلدين مسؤولية سد بعض الدين العام والعجز في الميزان التجاري، لا ينفع في معالجة الأزمة الراهنة في لبنان.

عودة إلى الصفر

ولعل النتيجة السريعة لما حصل أمس الأحد للمفارقة الصاعقة بين «احد الوحدة» لانتفاضة الحراك الشعبي، و«أحد أهل الوفاء» لجمع انصار «التيار الوطني الحر» امام قصر بعبدا، دعماً لرئيس الجمهورية غداة الذكرى الثالثة لانتخابه، انها أعادت الأمور إلى النقطة التي انتهى إليها الحراك قبل استقالة الرئيس سعد الحريري، وبالتالي وضعت الأزمة امام مفصل جديد، عنوانه المباشر انقسام البلد بين شارعين، وكأن استقالة الحكومة وموضوع الاستشارات الملزمة للتكليف والتأليف باتت وراءنا، الأمر الذي من شأنه ان لا يسهم في معالجة الأوضاع، بل ان يزيدها تعقيداً، خصوصاً بعد عودة الأمور إلى التصعيد عبر قطع الطرقات وإعلان الإضراب العام اليوم حتى تشكيل الحكومة. وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان التصعيد الذي حصل الأحد، كان بسبب سوء إدارة ما يحصل على صعيد الانتفاضة الشعبية، منذ انطلاقتها قبل 18 يوماً، إذ من غير المعقول ان يلجأ العهد إلى التظاهر ضد شعبه، حسب ما يقول المتظاهرون، ولا ان يقوم حزب رئيس الجمهورية باظهار قوته امام انتفاضة شعبية تطالب بنفس ما كان يطالب به التيار العوني عندما كان خارج السلطة، الا إذا كان يريد استدراج الشارع الآخر الى النزول لإيصال الأمور إلى الصفر. لكن المصادر استبعدت هذا الأمر، على اعتبار ان الرئيس عون، في كلمته امام أنصاره الذين تجمعوا في الطريق إلى قصر بعبدا، لم يكن يرغب في ان يرى ساحة ضد ساحة أخرى، معتبراً ان تحقيق أهداف محاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وإرساء الدولة المدنية يحتاج إلى تعاون الجميع وتوحيد الساحات، وهذه الإشارة وحدها كافية لتؤكد ان الرئيس عون لم يكن راضياً على التظاهر امام قصر بعبدا، لكنه رضخ امام ضغوط قيادة التيار، التي يتزعمها الوزير جبران باسيل، وان كان رئيس الجمهورية خاطب جمهوره بعبارة: «يا شعب لبنان العظيم»، والتي فهمها المتظاهرون في ساحة الشهداء انها لم تكن تعني سوى أنصار التيار الحر وليس الشعب اللبناني كلّه، وبشارعيه، وختم كلمته بأنه يرى شعب لبنان كلّه، وقال «كلكن يعني كلكن». اما الوزير باسيل الذي كانت له كلمة مطولة، فقد لوحظ ان معظم كلامه وجهه إلى المتظاهرين في غير ساحة بعبدا للدفاع عن نفسه في وجه الاتهامات المساقة ضده بالفساد، مؤكداً انه ظلم مرتين، مرّة من رموز الفساد ومرة من ضحايا الفساد، معلناً استعداده ليكون تحت المحاسبة، إذا كان فاسداً، لكنه قال «لسنا كلنا فاسدين وزعران، فالفاسدون هم من عمروا قصورهم من مال الدولة والناس والزعران هم من ركبوا الحواجز واخذوا الخوات وذكرونا بالميليشيات وأيام الحرب». ورفع باسيل شعار: «سرية، حصانة، استرداد وطالب بإلزام كل المسؤولين والموظفين الحاليين والسابقين بقانون أو من دون قانون، ومن دون حكم قضائي بكشف حركة حساباتهم من أوّل توليهم مسؤولياتهم امام هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان، أو امام هيئة قضائية خاصة برئاسة قاض».

امتلاء الساحات

ولوحظ، انه ما ان انتهى باسيل من كلمته، حتى تدفق الألوف من المواطنين إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، تلبية للدعوة إلى «أحد الوحدة» وما هي الا بضع ساعات حتى امتلأت الساحتين على الآخر بالمتظاهرين الذين اطلقوا هتافات موحدة تدعو إلى التغيير وتنفيذ المطالب، فيما علقت امام كنيسة مار جرجس في وسط بيروت، ثلاث مشانق ترمر إلى رفض الطائفية والعودة إلى الحرب الأهلية والسرقة والتجويع، كما صدرت دعوات في كل من بيروت وطرابلس وصيدا إلى الإضراب العام اليوم، واقفال الطرقات حتى تشكيل الحكومة. وبحسب المتظاهرين، فإن أي مطلب من مطالب الحراك الشعبي لم يتحقق، حتى ان الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة لم تبدأ بعد، معتبرين ان ما يطرح من حكومة تكنو-سياسية لا تقدّم أي حل، لأن المطلوب هو محاكمة السياسيين، لا العودة إلى توزيرهم، وهذا لا يتحقق الا بحكومة تكنوقراط صافية. وتنفيذاً لهذه الدعوات، تمّ قطع طريق الشيفروليه ابتداء من السابعة مساء، ولحقها قطع طريق ضهرالبيدر بالاطارات المشتعلة، كذلك عادت التجمعات إلى كل من الذوق وجل الديب، اللتين شهدتا حشوداً لافتة، واقفلتا بالاطارات المشتعلة ليلاً، بالتزامن مع ساحة النور في طرابلس التي لم تهدأ منذ 17 تشرين الأوّل، لكن الطريق الدولية بقيت سالكة. وفي تطوّر جديد يعكس اتجاه الانتفاضة إلى التصعيد، لجأت مجموعات من المتظاهرين إلى قطع مسرب من طريق جسر «الرينغ» امام برج الغزال باتجاه الحمرا، فيما بقي المسر الآخر مفتوحاً إلى الأشرفية. واجتمعت عشائر البقاع في منزل حسن زعيتر للتشاور والتحضير لتشكيل مجموعات لحماية البقاعيين المتوجهين إلى بيروت والضاحية وحماية منتوجاتهم من الكساد. وهددت العشائر بأنها ستفتح بالقوة طريق ضهرالبيدر- بيروت. يُشار إلى انه تمّ اقفال طريق ضهر البيدر عند بوارج، وطريق قب الياس - ضهر البيدر، تقاطع بر الياس المرج، وطريق المصنع في مجدل عنجر وطريق شتورة - تعلبايا وطريق تعلبايا - سعدنايل. وعمد عدد من الشبان إلى قطع طريق دار الطائفة الدرزية- فردان، لكن القوى الأمنية حضرت وأعادت فتحها. وترددت معلومات عن اقفال المدارس والجامعات والمصارف اليوم مع بداية الأسبوع، لكن اي بيان لم يصدر لا من المصارف ولا عن وزارة التربية، وفهم ان الأمر متروك لاماكن وجود المصارف أو ا لمدارس في مناطق التوتر.

مشاورات التكليف والتأليف

في غضون ذلك، تواصلت المشاورات السياسية بين قصور بعبدا وعين التينة و«بيت الوسط» عبر وسطاء لإخراج أزمة التكليف والتكليف من عنق الزجاجة، بينما دل البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على ان الرئيس ميشال عون يتمهل في تحديد موعد للاستشارات النيابية، إلى حين نضوج الاتصالات والتوافق المسبق على كل تفاصيل عملية تشكيل الحكومة، تلافياً للوقوع في محظور نجاج التكليف وتعثر التأليف. وفيما توقع عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون ان يجري اليوم أوّل اتصال مباشر بين «التيار الوطني الحر» والرئيس سعد الحريري للتشاور في موضوع التكليف، قالت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لـ «اللواء» ان رئيس الجمهورية سيجري الاستشارات النيابية الملزمة، عندما يتيقن انه سينتج عنها تسهيل في تأليف الحكومة، وان تبعثر أو انقسام أو تشرذم ينتج عنها لن يفيد لا الدولة ولا الإصلاحات المطلوبة، ولا معالجة لأسباب الأزمة ولا تداعياتها. وأشارت مصادر رفيعة المستوى متابعة للاتصالات إلى ان كل الخيارات لازالت مفتوحة بين تكليف الحريري شخصياً أو الاتفاق على شخصية مقربة منه أو تحظى بموافقته، وبين شكل الحكومة وتوزيع القوى وتوفير التوازنات، مع مراعاة ان الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد يفرض إجراءات ومقاربات استثنائية وتضحيات أو تنازلات للخروج من المأزق.

الاخبار....حان وقت الحقيقة: من يلعب بالبلاد؟

منذ ما قبل التحركات الشعبية، كانت البلاد قد دخلت مرحلة الانهيار الاقتصادي - النقدي - المالي، الذي جرى التعبير عنه بنشوء سوق موازية للدولار، وبسعر أعلى من السعر الرسمي. اليوم، وبعدما دخلت الهبّة الشعبية أسبوعها الثالث، تبدو البلاد أسيرة سلطة مكابرة وعاجزة عن الإنقاذ، ومراهقين لا يرون أبعد من أنوفهم، ومجموعة من المتآمرين الذين يريدون الفوضى، ولو على حساب الناس المحتجين على كل واقعهم المزري..

حان وقت الحقيقة: من يلعب بالبلاد؟

منذ ما قبل التحركات الشعبية، كانت البلاد قد دخلت مرحلة الانهيار الاقتصادي - النقدي - المالي، الذي جرى التعبير عنه بنشوء سوق موازية للدولار، وبسعر أعلى من السعر الرسمي. اليوم، وبعدما دخلت الهبّة الشعبية أسبوعها الثالث، تبدو البلاد أسيرة سلطة مكابرة وعاجزة عن الإنقاذ، ومراهقين لا يرون أبعد من أنوفهم، ومجموعة من المتآمرين الذين يريدون الفوضى، ولو على حساب الناس المحتجين على كل واقعهم المزري

لم يعد من مجال سوى لقول الأمور كما هي، بلا لف ولا دوران.

السلطة قررت ممارسة المكابرة. قواها الرئيسية تتعامل مع الناس في الشارع كما لو أنهم جمهورها المطيع. ثمة من يصرّ على ألا يقرأ ما يجري. رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، يتصرّف كما لو أنه قائد المواطنين المنتفضين للأسبوع الثالث على التوالي. يريد استخدام الشارع في وجه خصومه ــ شركائه، لنيل تنازلات منهم تجعله السياسي الأوحد في حكومة من «الاختصاصيين». مقرّبون منه يؤكدون أنه لن يتمسّك برئاسة الحكومة إذا أراد «الآخرون» أن يفرضوا عليه حكومة «لا ترضي الناس». والعبارة الأخيرة ترجمتها، في نظر الحريري، إخراج جبران باسيل ومحمد شقير من الحكومة، وتلبية طلبات سمير جعجع، وإعادة الاعتبار إلى دور وليد جنبلاط في السلطة. لا همّه الناس ولا بلاده. يريد أن يستريح من عبء باسيل عليه، رغم أنه كان شريكه «المدلّل»، منذ التسوية الرئاسية. ولأجل ما تقدّم، يقضي الحريري وقته منتظراً. يدخّن السيجار الذي عاد إلى الإكثار منه، ويستمع إلى مستشاريه. يزعم أنه لم يعد قادراً على ضبط «جمهوره» الذي نزل إلى الشارع منذ استقالته، وخاصة في الشمال والبقاع، لكنّ المحيطين به يرون في هذه التحركات أداة طيّعة للضغط على الآخرين، وإجبارهم على التنازل له. بعض عارفيه يقولون إن عدم تسميته رئيساً للحكومة المقبلة سيعني انتقاله إلى ضفة الحراك!..... سمير جعجع، بدوره، عادت به الأوهام إلى حدّ اعتقاد نفسه قائداً لـ«المناطق المحررة». وهو بالفعل بات قادراً على التحكّم في قرار قطع الطرقات من فرن الشباك جنوباً إلى شكا شمالاً. حدّد أولوياته التي لا صلة لها بمطالب الناس. فهو، منذ الأسبوع الاول للانتفاضة، أبلغ من راجعوه أن هدفه تحقيق التوازن داخل مجلس الوزراء، من خلال نيل عدد أكبر من المقاعد. ترجمة ما قاله جعجع يعني أن يعود ما كان يُسمى فريق 14 آذار إلى الحصول على الأكثرية في مجلس الوزراء. وهو عندما يتحدّث عن تكنوقراط، فإنما يعني بهم غالبية وزرائه السابقين (يرى جعجع أن غسان حاصباني وكميل بوسليمان من التكنوقراط). بكلام أوضح، يريد جعجع الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وليد جنبلاط خائف. لا يرى في ما يجري سوى احتمال أن يضعف أكثر. يبعث برسله إلى حزب الله، ليؤكد أن حركته لا صلة لها بجعجع. وفي الوقت عينه، يصرّ على التنسيق مع الحريري في كل صغيرة وكبيرة. وهو، إذ يخشى «حراكاً داخلياً» في مناطق نفوذه، اتصل ببعض المجموعات من «اليسار التائب»، ليطلب منها الانضمام إلى الهبّة الشعبية. هو يظن أنه بذلك تصبح له يد في الشارع، طالما أنه يخشى نتائج التوتر الذي يمكن أن ينشأ عن مشاركته المباشرة في الحراك، فضلاً عن كونه غير مرحّب به من الناس، بصفته شريكاً في الفساد والاحتكارات. جبران باسيل بدا أمس كمن سكِر بمشهد تياره الذي لم يتفكّك. يبدو أداؤه كما لو أنه كان مصدّقاً ما يُقال عن كونه «انتهى» و«احترق»، وإذ بخطوة الخروج من دائرة التلقّي للنزول إلى الشارع تعطيه دفعاً معنوياً كبيراً، لا لتغيير الأداء، بل للتمسّك أكثر من أي وقت مضى بشروطه وخطابه وآليات عمله (كيف يمكن تفسير عودته إلى الحديث عن المادة 95 من الدستور، وهي هنا عنوان للانقسام الطائفي الذي سعّره على مدى ثلاث سنوات، وحقق بسببه نتائج مبهرة على صعيد استعداء جزء كبير من اللبنانيين، بعضهم لا يكنّون للتيار الوطني الحر أي عداء؟). ومع خطابه السابق، يتمسّك باسيل بمعادلة «لا جبران = لا سعد». فإذا أصرّ الحريري على حكومة من غير سياسيين، فهذا يعني أن هذه القاعدة تشمل رئيس الحكومة المستقيل أيضاً. الخفة التي يتعامل بها أركان السلطة مع الأزمة في البلاد تظهر أن باسيل لم يجد وقتاً في الأيام الماضية للقاء الحريري، من أجل التفاوض على شكل الحكومة المقبلة، وهو انتظر انتهاء المهرجان الذي نظّمه في بعبدا أمس، ليضرب موعداً لزيارة الحريري.

السفارة الأميركية تعمل على تجميع قوى 14 آذار لتثوير البلاد ضد حزب الله

الرئيس نبيه بري يبدو أكثر السياسيين تمسّكاً بنظرية المؤامرة. لا ينظر إلى الهبّة الشعبية سوى من هذا المنظار. في لقائه مع نواب تكتل «لبنان القوي» الأسبوع الفائت، قدّم لهم «معطيات» عمّا يدور في الشارع من الجنوب إلى الشمال. كان لافتاً ما قاله لهم، بحضور وزير الدفاع الياس بوصعب، لجهة أن «التحركات في الشمال تُدار من قبل استخبارات الجيش»! طبعاً، لم يُعلّق بوصعب الذي ساءت علاقته بمديرية الاستخبارات وقيادة الجيش ــ منذ ما قبل «الهبّة التشرينية» ــ إلى حدّ أنه يمكن أن يمرّ أسبوع من دون أن يلتقي مدير المخابرات العميد طوني منصور وقائد الجيش العماد جوزف عون. ورغم كل ما يدور في البلاد، تمرّ أيام أحياناً قبل أن يُجرى اتصال هاتفي بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش. حزب الله، الطرف الذي «أخذ بصدره» السهام الناتجة عن حماية حلفائه، وبعض خصومه، تحت عنوان «إنقاذ البلاد من الانهيار»، بات أكثر ارتياحاً من ذي قبل، بعدما تمكّن، بصرف النظر عن الكيفية، من عزل «بيئته المباشرة» عن الحراك، وعن تدخّلات القوى التي تسعى إلى الاستثمار فيه. وهو يقرأ ما يجري من زاوية ما يدور في الإقليم ككل. التقط الإشارات السياسية التي دفعته إلى الارتياب، ولم يعد يرى التحركات الشعبية بمعزل عن السياق السياسي العام. الجيش يقف «على الحياد». وهذه العبارة تعني أنه يمنح الغطاء لكل ما تقوم به القوات اللبنانية في جبل لبنان الشمالي، انطلاقاً من أمرين: الاول، المساهمة في تحطيم جبران باسيل، والثاني، الالتزام بالشروط الأميركية التي تدعو إلى «حماية المتظاهرين». طريقة تعامله أمس مع قرار قطع الطرقات في جل الديب والذوق وغزير خير دليل على ذلك. بدورها، تلتزم قوى الامن الداخلي بقرار الحريري الرافض لأي مسعى، ولو تفاوضي، لمنع قطع الطرقات الرئيسية. وبعض خصوم الحريري يتّهمونها بتحريك مجموعات بعد استقالة الحكومة، للنزول إلى الشارع والسيطرة على جزء منه. في صلب المشهد السياسي، تحضر السفارة الأميركية. اتصالاتها مفتوحة على الدوام مع غالبية القوى السياسية، وبخاصة اولئك الذين «تمون عليهم»، كما مع قيادة الجيش. الشخصيات السياسية التي التقاها مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، سرّا، في أيلول الفائت في بيروت، تنسّق مع السفارة. ما اقترحه شينكر حينذاك، على قاعدة «وجوب تجميع ما امكن من قوى 14 آذار» يجري تنفيذه حالياً، للاستفادة من الحدث الشعبي الراهن، للانقضاض على حزب الله. وتستخدم السفيرة الأميركية كل ما في حوزتها من نفوذ وأدوات، للضغط على جماعاتها (سياسيين وإعلاميين ورجال اعمال)، ودفعهم إلى استغلال الهبّة الشعبية لتطويق حزب الله وحلفائه. وهي تراهن على هؤلاء لتثوير البلاد ضد الحزب.

الجيش يغطي القوات اللبنانية وقوى الامن تحرك مجموعات في الشارع

مالياً ونقدياً واقتصادياً، البلاد دخلت مرحلة الانهيار منذ مدة. التلاعب بسعر صرف العملة يسبق الاحتجاجات الشعبية، لا بل إنه ساهم بالغضب الشعبي، وبخاصة نتيجة أزمات المحروقات والخبز والاتصالات. ورغم ذلك، لا تزال القوى السياسية الممثلة في حكومة تصريف الأعمال، تتصرّف بكثير من المكابرة. تترك البلاد أسيرة المتلاعبين بها، من الداخل والخارج، من دون أي مبادرة إنقاذية جدية. ثمة مسار انحداري يتسارع على جميع المستويات، من دون أن يخرج في السلطة مَن يتعامل مع المرحلة على قدر مخاطرها، وخاصة في مجال السياسات الاقتصادية. في مقابل السلطة، اتخذت قوى الحراك أمس خطوة العودة إلى خيار قطع الطرقات. لم يتضح بعد من اتخذ القرار، ولا كيفية اتخاذه، وخاصة أن فتح الطرقات بعد استقالة الحكومة قُدِّم على قاعدة أن المتظاهرين سينتقلون في المرحلة المقبلة إلى خيار تعطيل المرافق العامة والدوائر الرسمية، لا قطع الطرقات الذي بات مصدراً للتوتر في كثير من المناطق، ويأتي في بعضها بنتائج عكسية على الحراك نفسه. واللافت أن الأسرع في تنفيذ قرار قطع الطرقات أمس كانت المجموعات التابعة للقوات اللبنانية وحزب الكتائب، في جبل لبنان الشمالي. وإذا كان مشروعاً استخدام هذه الوسيلة للضغط على القوى السياسية من أجل تحديد موعد للاستشارات النيابية وتسمية رئيس للحكومة، فإن من حق الناس على القوى النافذة في الحراك أن تتخذ موقفاً واضحاً من استغلال بعض قوى السلطة لهذه الوسيلة، من أجل تحقيق إعادة تكليف الحريري رئاسة الحكومة، وبشروطه.

نداء الوطن...عون غاضب... والحريري يرفض تسمية رئيس حكومة يمثّله

"شارع بعبدا" يؤجّج ساحات لبنان

ما حذّر منه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مناسبة بدء النصف الثاني لولايته الخميس الماضي من رفض "شارع مقابل شارع" وقع امس على طريق بعبدا. فبدل ان تكون هذه الطريق سالكة للرئيس المكلف ليعلن حكومة "تحظى بثقة الشعب قبل البرلمان" كما قال الرئيس في الخطاب نفسه، ازدحمت امس بآلاف العونيين الذين جددوا الولاء لرئيس "التيار" جبران باسيل تحت لافتة دعم "بي الكل" و"العهد القوي". ومن طريق بعبدا، وفي ظل تظاهرة اللون البرتقالي الواحد، أنكر باسيل على الثائرين شعار "كلن يعني كلن" مستثنياً نفسه وفريقه ومصوباً الاتهامات الى كل شركائه في السلطة وخصوصاً الى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري. كذلك اطل رئيس الجمهورية في كلمة وجدانية قصيرة بدأها بمخاطبة "شعب لبنان العظيم" ولم تخلُ من رفع يديه بشارة النصر. في موازاة ذلك كانت ساحات الثورة تعج بكل الألوان في "أحد الضغط" او "أحد الوحدة". فازدحمت ساحتا الشهداء ورياض الصلح بمنتفضين اتوا من كل لبنان، من غير ان يتغير مشهد طرابلس التي كررت امس صورة الحشد الكبير الذي تعودت عليه منذ انطلاقة الثورة. وكانت تظاهرة صيدا مميزة بالعدد والاسلوب، فيما استعادت صور والنبطية وكفررمان نبضها. وعادت الاحتجاجات الى بعلبك وزحلة وامتدت الى تعلبايا وحاصبيا ومناطق عدة في البقاع وغيرها. ولوحظ ان المشهد كان ناقصاً في مكانين شكلا شرياناً اساسياً للثورة، فلم تحصل اي تجمعات في جل الديب وذوق مصبح خلال النهار. ولدى محاولة البعض التجمع ليلاً في جل الديب ووجهوا بشدة من الجيش الذي بدا وكأنه اخذ قراراً حاسماً في ما يتعلق بهذه الطريق. ومع اعلان لجان عدة في الحراك ان اليوم يوم اضراب لشل العمل في البلاد عادت مساء امس الاعتصامات وقطعت الطرق في الشيفروليه وضهر البيدر وفي مناطق شمالية عدة وجرت تجمعات عند جسر الرينغ في بيروت. وهكذا يدخل اللبنانيون اسبوعاً جديداً في ظل ازمة ناجمة عن عدم التجاوب مع المطالب الشعبية ومع عدم الاسراع في اتباع الاصول والأعراف الدستورية في تشكيل الحكومات. وباستثناء كلام حاسم وواضح للبطريرك الماروني بشارة الراعي دعا فيه الى تشكيل حكومة حيادية بأسرع وقت، فان اطراف السلطة المأزومة بدت غارقة في تبادل الاتهامات في الكواليس. وعموماً فإن الاجواء امس كانت سلبية في ما يتعلق بتشكيل الحكومة. و علقت مصادر وزارية على كلمتي الرئيس عون والوزير باسيل أمس بالقول إنهما لم توحيا بإمكان حصول خرق في حالة الجمود الحاصل في تأليف الحكومة الجديدة، خصوصا أن رئيس «التيار الوطني الحر» استخدم القصر الرئاسي في شن هجوم مضاد على القوى السياسية كافة التي طالبت بإبعاده عن أي تشكيلة حكومية. ورأت المصادر الوزارية نفسها أن عون تعاطى مع الحشد على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي كرئيس حزب وفريق، وذكر بمرحلة 1989 حين كان يعبّئ الجماهير ضد الوجود السوري ومن أجل انتخابه لرئاسة الجمهورية. واعتبرت المصادر أن باسيل كرس سقوط التسوية الرئاسية، باتهام شركاء العهد أكثر من مرة، قاصداً الرئيس سعد الحريري، بأنهم وراء فشل الإصلاح ومكافحة الفساد ورميه المسؤولية بعد أن أدى الحراك الشعبي إلى إسقاط هذه التسوية منذ 17 تشرين الأول، باستقالة الحريري، لكنه ظهر على أنه يسعى إلى تسوية جديدة بدعوته إلى اعتبار تأخير الانهيار أولوية. ولكن مصادر سياسية منخرطة في الاتصالات الجارية في الكواليس قالت لـ»نداء الوطن» إن مهرجان بعبدا يعكس قراراً لدى عون باستبعاد تولي الرئيس الحريري الحكومة المقبلة، في حال أصر على استبعاد باسيل منها، فضلاً عن غضبه من استقالته التي اعتبرها موجهة ضده. وأكدت المصادر إياها أن موقف عون السلبي حيال الحريري بلغ حد القول إنه مستعد للقبول بحكومة من غير الحزبيين والنواب والتكنوقراط، شرط أن تكون برئاسة غير الحريري. لكن أوساطاً أخرى واسعة الاطلاع أوضحت أن «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري ما زالا يحبذان عودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة، لكنهما يأخذان عليه استعجاله اشتراط عدم توزير باسيل، الذي أغضب عون في وقت يؤكد الحزب أنه لن يتخلى عن الأخير. وقالت الأوساط نفسها لـ»نداء الوطن» إن موفد بري إلى الحريري وزير المال علي حسن خليل استمزج رأي الحريري حول فكرة تسميته مرشحاً من قبله لرئاسة الحكومة إذا أصر عون على استبعاده من رئاسة الحكومة لرفضه توزير باسيل، لكن الحريري رفض الفكرة. وقالت الأوساط هذه إن التواصل بين الحريري والثنائي الشيعي لم ينقطع بحثاً عن مخارج، ولم تستبعد أن يعمل الحزب على ترتيب لقاء بين الحريري وباسيل خلال الساعات المقبلة لعله يؤدي إلى تدوير الزوايا. وأوضحت أن الرئيس بري يعتبر أن تأخير تأليف الحكومة لا يجوز لأن البلد برمته تحت ضغوط كبرى على الأصعدة كافة، ولا بد من إحداث خرق في جدار المأزق، متوقعة أن يلتقي الحريري غداً خلال الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رؤساء اللجان النيابية وهيئة مكتب البرلمان، للبحث عن مخارج.

لبنان... السلطة «على مأزقها» والانتفاضة على مطالبها

حراك القصر قال كلمته... فردّت الساحات الأخرى «كلن يعني كلن» ودعت إلى إضراب عام اليوم

الراي......الكاتب:بيروت - من ليندا عازار,بيروت - من وسام أبو حرفوش

باسيل: ليس عدلاً أن ننظلم من رموز الفساد وضحاياه

جنبلاط: كلام شعبوي فارغ يعود إلى 30 عاماً مضت

قاووق: «حزب الله» يريد حكومة قوية تسمع صوت الناس

لم يحْرف الأحد العاصِف في لبنان الأنظارَ عن السؤال المصيري الذي تتحوّل الإجابةُ عليه بدءاً من اليوم استحقاقاً لا مفرّ منه، وهو كيف ستُلاقي السلطةُ التي جاءت بجماهيرها أمس إلى القصر الجمهوري، مطالبَ الانتفاضة الشعبية التي نزلت ولليوم الـ 18 على التوالي إلى الساحات، في «أحد الوحدة»، وفي مقدّمها «كلن يعني كلن» وتشكيل حكومةٍ انتقالية من اختصاصيين، برنامج عملها تَدارُك الانهيار الاقتصادي - المالي والتحضير لانتخابات نيابية مبكّرة. كما دعت إلى إضراب عام اليوم. فرغم الحشد الشعبي الكبير لمناصري «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير جبران باسيل (حزب الرئيس ميشال عون) الذي قَصَدَ قصر بعبدا ومحاوَلة عون إظهار أبوّته للشوارع «كلن يعني كلن» في كلمةٍ ألقاها بالجموع التي جاءت لمعاودة مبايعته مع مرور نصف ولايته الرئاسية (3 سنوات)، فإن خطابَ باسيل الذي انطوى في رأي خصومِه على إنكارِ أي مسؤوليةٍ عما آلت إليه الأوضاعُ، لم يشِ بأي مَخارِجَ لكسْر المأزق بعدما اقتصر على «مضبطة اتهامٍ» للآخَرين باستثناءٍ ضمني لـ«حزب الله» الذي يَتَسَبَّبُ أقلّه بعزلةِ لبنان عن المجتمعيْن العربي والدولي. وثمة مَن يعتقد في بيروت، أن عمليةَ استنهاض الشارع الذي يقوده باسيل على النحو الذي حَدَثَ أمس على الطريق إلى القصر لن تقدّم أو تؤخّر في كسْر التوازن السلبي بعدما كان «حزب الله» حَسَمَ أساساً ومنذ اللحظةِ الأولى خطوطَه الحمر في وجه أي تعديلٍ في «قواعد اللعبة» بفعل الحِراك الذي انفجر في 17 أكتوبر، وما زال (الحزب) يُعانِدُ ومِن خلْفه «القصر» وشارعه أيّ تغيير، رغم الارتباك الذي نَجَمَ عن إسقاطِ الحكومة باستقالة رئيسها سعد الحريري. وجاءت 3 إشارات سريعة للتأكيد أن مرحلة تكليف رئيس جديد للحكومة ثم تأليفها ما زالت دونها تعقيداتُ لا يُستهان بها، وأكثر تعبيراتها وضوحاً ربْط مساريْ التكليف والتأليف على نحوٍ بدأت تتصاعد الأصوات تباعاً حيال «عدم دستوريته»، وهذه الإشارات هي:

* مُعاجَلَةُ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خطاب باسيل وكلمة عون بتعليقٍ حاد قال فيه: «عدنا إلى المربّع الأول مع كلامٍ شعبوي فارغ يعود إلى 30 عاماً مضت»، وذلك بعدما كان غرّد منتقداً بشدة رئيسي الجمهورية و«التيار الحر» من دون تسميتهما: «في أوج الأزمة السياسية التي تواجه البلاد وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية وبعدما أسقط الحراك الشعبي غالبية الطبقة السياسية إن لم نقل كلها يأتي مَن يُسْقِط الدستور تحت شعار التأليف ثم التكليف من أجل مصالح الاستبداد لشخصٍ وتيار سياسي عبثي».

* تعليق عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش على كلمة باسيل قائلاً: «بعد سماع كلام المتظاهرين في بعبدا، ومن بعدها كلام ولي العهد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إنّ الانطباع الوحيد الّذي بقي عندي هو: أن تكون في هذا التيار مرادف لقولك فالِج لا تعالج، وأنّ اسم باسيل مرادف للشعبويّة والتضليل»، داعياً الله أنّ «يحمي لبنان من الشرير».

* تأكيد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «الحزب يريد حكومة موثوقة قوية تسمع صوت الناس وتعبّر عن مطالبهم، وهو يعمل ويدعو للإسراع في مسار التكليف والتأليف، وما يحصل من تأخير في التكليف، يؤشر إلى صعوبة العقبات في الطريق، فإذا كان التكليف قد تأخّر، فكيف يكون حال التأليف، وهذا ما كنا نحذّر منه سابقاً».

وفي رأي أوساط سياسية أنه رغم المشهدية التي عبّرت عنها صورة الحشود على طريق القصر الجمهوري وما شكّلته من «ردّ اعتبارٍ» للتيار الحر ورسْم خط دفاع بشري عن العهد وباسيل، فإنّ هذا المعطى سيدْخل على خط الاستقطابات الحادة بين أطراف السلطة التي تحاول تأمين «مرْكب نجاة» من المأزق الحالي عبر مقايضاتٍ ذات صلة بالحكومة الجديدة، من دون أن يؤثّر في مسار الشارع «الهادِر» ولا سيما أن الخيار «القابل للحياة» بالنسبة إلى السلطة والقائم على حكومة تكنو - سياسية لا يلقى قبولاً من المنْتفضين المتمسكين بحكومة حيادية من مستقلين.

ويبدو واضحاً، أنه وبعد سقوط خياريْ الحكومة السياسية (لا يمكن للحريري السير بها) والتكنوقراط الصافية (لا يحتملها «حزب الله») فإن حتى خيار «التكنو - سياسية» ما زالت تعترضه صعوباتٌ فعلية، أبرزها «وزن» التمثيل السياسي فيها وسط صمود الحريري أقله حتى الساعة على رفْض عودة الأسماء «المُستَفِزّة» وبينها باسيل الذي يطرح معادلة أن بقاءه أو خروجه من الحكومة توازيه عودة الحريري إلى رئاستها أو «الخروج معاً»، وهي المعادلة التي تزداد الانتقادات لها باعتبار أنها تساوي وعلى نحو غير واقعي بين رئيس حزبٍ وبين رئيس حكومة يوازي في موقعه التمثيلي الميثاقي رئيسيْ الجمهورية والبرلمان. وإذ لم يكن ممكناً أمس تحديد موعد محتمل لبدء الاستشارات النيابية الملزمة التي يُجريها رئيس الجمهورية لتكليف رئيس الحكومة الجديدة بعد 5 أيام على الاستقالة وسط انطباعٍ بأن استمرار «احتجاز» التكليف تحت عنوان الاتفاق على مرحلة التأليف سيولّد تعقيدات ذات صلة بالصلاحيات الدستورية، وفي ظلّ ضبابية تحوط بما إذا كان سيكون متاحاً لتحالف عون - «حزب الله» القفز فوق تسمية الحريري والأكلاف التي ستترتب على مثل هذا الأمر، عَكست كلمة باسيل في تظاهرة دعْم العهد تصلباً حيال المرحلة المقبلة وآفاقها. وقال رئيس «التيار الحر» الذي حرص على اعتبار أن مطالب المنتفضين تعبّر عن حزبه: «أرى نفسي فيكم، بالغضب الطالع من حناجركم، نحن مثلكم انتفضنا على الظلم، لذلك لا نظلم أحداً. وبقدر ما شعرت بالغضب الصادق من أكثريتكم، شعرت بالظلم الذي أتعرّض له من أقلية بينكم طُلب منهم هذا الشيء بتوجيه من الخارج (...)». وأضاف: «أمامنا أيام صعبة وطويلة. كنا نسابق الزمن كي نمنع الانهيار، ولكن الفساد والهدر والدين العام سبقونا (...) وليس عدلا اننا ننظلم مرتين، مرة من رموز الفساد، ومرة من ضحايا الفساد»، داعياً «إلى إقرار قوانين رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة عن المسؤولين الذين تعاطوا بالمال العام، واسترداد الأموال المنهوبة، ونحن اليوم نرفع شعار: سرية، حصانة، استرداد». وتابع: «يا أهل الوفاء، جئنا عند الرئيس عون لنستمد منه الدعم ونشاركه بتطبيق برنامجه الذي أعلنه بنصف ولايته (...) وأمام الكرامة لا تهمّ المناصب. كرامتنا هي آدميتنا. انتم لا تقبلون ولا نحن نقبل أن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم (...) واعتقدنا أننا من خلال المصالحة، قادرون على أن نحقق الإصلاح، وأخطأنا عندما استوهلتنا فكرة أننا نصطدم بطائفة بأكملها كل مرة نمس بفساد زعيم لها أو مسؤول فيها، وخطأنا الأكبر أننا قلنا إن وحدتنا الوطنية أهم من العالم كله، وأن ثلث شعبنا ليس إرهابياً، وأننا لن نقبل بأن نَعزل أي مكوّن منا كي لا ينفجر وطننا من الداخل».

الرئيس اللبناني: رسمنا خريطة طريق من 3 محاور للمرحلة المقبلة وجنبلاط اعتبر خطاب عون «عودة للمربع الأول»..

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم (الأحد)، أن السلطات اللبنانية رسمت خريطة طريق للمرحلة المُقبلة من ثلاثة محاور، هي الفساد والاقتصاد والدولة المدنية، موضحاً أن الجميع مطالب بالتوحُّد، وعدم التفرق بين ساحة تظاهر وأخرى. وأضاف عون، أمام آلاف المتظاهرين المحتشدين دعماً له على طريق القصر الجمهوري، أن «الساحات كثيرة ويجب ألا يكون هناك ساحة ضد ساحة ومظاهرة ضد أخرى، لأن الفساد لا يضمحل بسهولة، لأنه متجذر بالأرض منذ عشرات السنين، ولن يضمحل إلا بعد جهود كبيرة»، متحدثاً عن سبل تحقيق خطته: «المحاور الثلاثة ليس من السهل تحقيقها. ولتحقيقها نريد ساحة تتألف منكم، ومن المتظاهرين، كي تدافعوا عن حقوقكم، وكثر يعرقلون، لذلك نريد جهداً كبيرا ونريدكم أن تتفقوا مع الفريق الكبير وتجاهدوا مع بعض. أقول لكم: أنا معكم، من خلالكم أرى شعب لبنان كله، وأقول لكم إنني أحبكم كلكم، يعني كلكم». وكان الآلاف اللبنانيين قد خرجوا في مظاهرة خارج قصر بعبدا الرئاسي اليوم (الأحد) دعماً للرئيس ميشال عون، بعد احتجاجات دعت إلى الإطاحة بالنخبة، وأدت إلى استقالة الحكومة. في سياق متصل، علق وليد جنبلاط، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» عبر حسابه على «تويتر»، على خطاب عون، قائلاً: «‏عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاماً مضت». وينقسم الشارع اللبناني اليوم إلى مظاهرتين؛ تدعم إحداهما الرئيس ميشال عون «وخطته الإصلاحية» التي أطلقها يوم الخميس الماضي في الذكرى الثالثة لانتخابه، فيما تشهد ساحات وسط بيروت وطرابلس تحركات موحدة تحت اسم «أحد الضغط» بهدف استكمال الحراك الداعي لـ«إسقاط النظام الطائفي». وبدأ أنصار عون بالتجمع، مساء أمس (السبت)، في ساحة الاعتصام في بعبدا، وقضوا ليلتهم فيها استعداداً للتحرك نحو بيروت اليوم. وقال وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غسان عطا الله أمس: «فلنكن كثراً في بيت الشعب لنستمد القوة من فخامة الرئيس الصلب الذي لا يلين ولا يتزحزح إيمانه». وعلى الطرف الآخر، يحشد الشارع المعارض لتزخيم الاحتجاجات اليوم في ساحات موحدة، في مسعى لاستكمال الضغط لتشكيل حكومة اختصاصيين غير مسيسة ترضي الشارع. ويتحرك هذان الشارعان المتقابلان في ظل عدم الاتفاق بعدُ على اسم جديد لرئاسة الحكومة. وأعلن القصر الجمهوري أمس أن الرئيس عون يجري الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية الملزمة لحل بعض العقد «حتى يأتي التكليف طبيعياً ما يسهّل عملية التأليف». وأكد أن «التحديات أمام الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرّعة لعملية التكليف»، مشيراً إلى أن «موعد الاستشارات سيُحدّد قريباً».

آلاف اللبنانيين يتظاهرون خارج قصر بعبدا دعما للرئيس.. وعون: «بحبكن كلكن يعني كلكن»

الراي...الكاتب:(أ ف ب) ... أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأحد، أن«كثيرين يعرقلون خارطة الطريق التي وضعناها»، والتي تتضمن الفساد والاقتصاد والدولة المدنية. وخاطب مؤيديه بالقول «بحبكن كلكن يعني كلكن»، مشيرا إلى أن الساحات كثرت ويجب ألا يجعلها البعض ساحة ضد ساحة وتظاهرة ضد تظاهرة، وهذه الساحات تحتاج الى دعم. واحتشد الآلاف من مناصري التيار الوطني الحرّ حزب الرئيس اللبناني ميشال عون، على طريق القصر الجمهوري، اليوم الأحد للتعبير عن دعمهم له قبل ساعات من تظاهرات مناهضة للسلطة الحاكمة يتوقع تنظيمها بعد الظهر في وسط بيروت. وفي منطقة بعبدا شرق العاصمة، تجمّع آلاف الأشخاص صباحاً على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي تحت شعار «يا أهل الوفاء» رافعين الأعلام اللبنانية وأعلاما برتقالية ترمز إلى حزب الرئيس، بحسب مصوّر في وكالة فرانس برس. وأفاد المصوّر أن الحشود امتدّت على مسافة تقارب الكيلومترين حيث ارتدى البعض اللون البرتقالي، فيما حمل آخرون صور الرئيس البالغ 84 عاما وأخرى لزعيم التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وهو صهر عون ووزير الخارجية.وانتقد المشاركون المتظاهرين المناهضين للسلطة الذين يطالبون باستقالة عون، لكنهم أكدوا أنهم يشاركون المحتجّين مطالبهم المتعلقة بالإصلاحات ومكافحة الفساد. ورأوا أن عون هو الوحيد الذي يمكن أن يحقق هذه المطالب. وتُنظم التظاهرات المناهضة للسلطة بعد ظهر الأحد تحت شعار «أحد الوحدة».

باسيل: «كلن يعني كلن» ينبغي أن يكون للمساءلة وليس للظلم

ودعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى عدم اتهام الجميع بالفساد، مشيرا إلى أن شعار«كلن يعني كلن» في ساحات لبنان ينبغي أن يكون للمساءلة وليس للظلم. وقال «إن وزراء ونواب التيار الوطني الحر رفعوا السرية المصرفية عن حساباتهم»، مضيفا إنه «متضامن» مع مطالب المتظاهرين.

بيروت.. حشود من متظاهري لبنان في ساحة الشهداء

المصدر: دبي - العربية.نت... بدأت تظاهرات حاشدة في ساحة الشهداء بالعاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، في وقت تجددت التظاهرات في ساحة إيليا بصيدا وكفر رمان والنبطية جنوب لبنان. وأعلنت "لحقي"، وهي حركة ناشطة، أن تظاهرة #أحد_الضغط "لنقول إن اليوم هو #أحد_الوحدة: وحدتنا - نحن الناس - بمواجهة سلطة اجتمعت لضرب مصالحنا وحقوقنا، وإن الثورة متمسكة بأهدافها لتتحقق إرادة الناس". والتظاهرة هي من ضمن سلسلةِ الاحتجاجات التي تشهدها البلاد أطلق عليها "أحد الضغط"، تمثل أطياف الشعب اللبناني، وتهدف إلى "إسقاط النظام". وعلى الجانب الآخر، احتشد داعمو الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمام القصر الرئاسي، في أول تظاهرة من نوعها بعد موجة الاحتجاجات التي عمت المناطق اللبنانية، والمطالبة بإسقاط النظام. وأطلق أنصار التيار الوطني الحر والأحزاب الحليفة على مسيرتهم اسم "أهل الوفا". وخاطب الرئيس عون أنصاره، وقال إنه يرى "شعب لبنان بأكمله من خلال مسيرات مؤيديه". وفي كلمته، قال إن "كثيرين يعرقلون خارطة الطريق التي وضعناها"، مضيفاً أنه "رسم خارطة طريق تتضمن الفساد والاقتصاد والدولة المدنية".

مطالب تعجيزية

وألقى رئيس التيار الوزير، جبران باسيل، كلمة قال فيها إن شعار "كلن يعني كلن" في ساحات لبنان "ينبغي أن يكون للمساءلة وليس للظلم"، داعيا لعدم اتهام الجميع بالفساد. وأشار إلى أن وزراء ونواب التيار الوطني الحر رفعوا السرية المصرفية عن حساباتهم. واعتبر باسيل أن بعض مطالب المتظاهرين "تعجيزية و"مدمرة للاقتصاد"، وقال: "لا ينبغي أن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل "الأوادم". فيما احتشد الآلاف مساء السبت، في العاصمة الثانية طرابلس شمال لبنان، التي سرقت، في مشهد جماهيري وصفه المراقبون بالأهم منذ بدء الاحتجاجات. ودعا المحتجون لتظاهرةٍ حاشدة اليوم في بيروت، تحت مسمى "أحد الضغط"، ستضم جميع المتظاهرين من كافة ساحات الاعتصام استكمال للحراك الداعي إلى "إسقاط النظام الطائفي"، وذلك للضغط على السلطة من أجل تنفيذ مطالبِ المتظاهرين، لاسيما تسريعُ تشكيلِ حكومة من الاختصاصيين. يشار إلى هيئة تنسيق الثورة أمهلت السلطات المعنية حتى مساء الثلاثاء لتسمية رئيس حكومة يحاكي آمال اللبنانيين، أو يبدأ العد العكسي لتعطيل الحياة بإضراب عام. في حين حظر المتظاهرون من أن أطرافاً في السلطة تحاول استخدام ورقة التفرقة المذهبية والطائفية لحرف الثورة عن مسارها.

 

 



السابق

أخبار وتقارير....لبنان.. تظاهرات حاشدة في "أحد الوحدة" ودعوات لإضراب عام...واشنطن: انتشار «داعش» يزداد عالمياً رغم هزيمته في سوريا...إيطاليا تحظر رحلات شركة إيرانية منتصف ديسمبر...درسدن الألمانية تصوّت للتصدي للعنصرية والتطرف اليميني...مقتل 3 أشخاص في انفجار غاز بناقلة نفط روسية...بلغاريا تحتج على تصريحات «مهينة» لماكرون..العثور على 31 مهاجراً باكستانياً في شاحنة بفرنسا..

التالي

العراق.. مساعي «الحل» مستمرة: الصدر في طهران..محتجون يغيرون اسم شارع «الخميني» في النجف....محتجون يرفعون علم العراق على القنصلية الإيرانية في كربلاء...كيف يحتمي المتظاهرون من "الغاز الفتاك"؟...اختطاف الناشطة صبا المهداوي... هل بدأت سياسة الترهيب ضد المحتجين في العراق؟....انقسام عراقي حول دعوات الإضراب العام....عراقيون يسخرون من اتهام خطيب طهران لهم بأنهم «شيعة الإنجليز»...عبد المهدي للمحتجين: الاضطرابات تلحق الضرر بالاقتصاد...مشروع قانون عراقي جديد للانتخابات قريباً وتحذير من «ضياع الفرصة الأخيرة»...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,164,732

عدد الزوار: 6,758,305

المتواجدون الآن: 125