تفاهمات سرية أميركية - إسرائيلية على القدس الشرقية: رفض علني لوقف الاستيطان بموازاة تحجيمه على الأرض

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 نيسان 2010 - 4:34 ص    عدد الزيارات 3671    التعليقات 0    القسم دولية

        


الناصرة - أسعد تلحمي
 
ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل والولايات المتحدة توصلتا أخيراً إلى تفاهمات سرية تتعلق بمسألة البناء في مستوطنات القدس المحتلة، على أن تبقى طي السرية التامة ويتم نفيها بشدة في حال تسريب خبر عنها إلى وسائل الإعلام «لتفادي التسبب في مشاكل لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو داخل ائتلافه اليميني، وأساساً داخل حزبه ليكود».

وكتب المعلق السياسي في الصحيفة بن كسبيت أنه خلافاً للتبجح الإسرائيلي، فإن رد نتانياهو على مطالب الرئيس باراك أوباما وقف الاستيطان في القدس «لم يكن لا، لكنه أيضاً لم يكن نعم، إنما هو أقرب من تعليق البناء». وأضاف أن الترجمة الأفضل لهذا الرد هي «نعم، ولكن». وتابع أن التوصل إلى هذه التفاهمات تم بعد سلسلة طويلة من النقاشات واللقاءات بين الجانبين الإسرائيلي بقيادة المستشار الخاص لرئيس الحكومة اسحق مولخو، والأميركي برئاسة مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو.

ووفقاً للمعلق، فإنه تم الاتفاق على عدم إعلان إسرائيل تجميدها البناء في القدس، بل على العكس، أن يتاح لنتانياهو إعلان أنه رفض التجميد، على أن يلتزم على أرض الواقع إرجاء مشروع بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال القدس الشرقية لسنوات، وهو المشروع الذي كشف عنه خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل قبل أقل من شهرين وفجّر الأزمة بين واشنطن وتل أبيب، وعدم نشر عطاءات بناء جديدة في مستوطنات القدس.

وأوضح أن نتانياهو تعهد أيضاً «أن يمارس نفوذه وصلاحياته طبقاً لما يتيح له القانون لمنع أي نشاط إسرائيلي لا لزوم له في الأحياء العربية في القدس الشرقية، لكن هذا الالتزام لا يشمل مشاريع بناء يهودي في هذه الأحياء تم الشروع فيها في السابق مثل البناء في محيط فندق شبرد في حي الشيخ جراح» في قلب القدس الشرقية. وزاد المعلق أن ثمة تفاهماً آخر يقضي بأنه في حال تعرض نتانياهو لأزمة ائتلافية حادة أو ضغوط كبيرة من شركائه في اليمين على خلفية تعليق البناء في القدس الشرقية أو في حال تم تسريب التفاهمات إلى الإعلام، «سيتاح له تنفيذ أعمال بناء رمزية، بالتنسيق الهادئ مع الولايات المتحدة، كي لا يظهر كمن انحنى أمام الضغوط الأميركية أو خنع لها».

وأشار إلى أن أعضاء «المنتدى الوزاري السباعي» أبدوا استعداداً «لتجرع» هذه التفاهمات التي تعني عملياً «أن تقول لا لأميركا وتتصرف خلاف ذلك». وأضاف أن هذه التفاهمات «في حال لم تقع مفاجآت في اللحظة الأخيرة»، ستتيح للولايات المتحدة الإعلان قريباً عن استئناف المفاوضات «التقريبية» غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، «وعندها سيكون في وسع الأميركيين أن يشيروا إلى أول إشارة نصر بالادعاء أنهم نجحوا في التقريب بين الطرفين، لكنهم سرعان ما سيكتشفون أن الأسوأ ما زال أمامهم، ذلك أن نتانياهو يأمل في أن تكون هذه المفاوضات وسيلة لنسف العملية السلمية لا لدفعها إلى أمام».

ونقلت وكالة «أسوشيتدبرس» عن النائب عن حزب «كديما» المعارض روني بار - اون تأكيده امام الكنيست ان الحكومة جمدت بهودء الموافقة على البناء اليهودي في القدس الشرقية، وقال: «انا اتكلم عن حقائق. لقد تحريت عنها. كل اعمال لجنة التخطيط لمنطقة القدس جمدت كلياً، ما عدا البناء في الاحياء القديمة» التي وصفها بأنها المناطق التي كانت خاضعة للسيطرة الاسرائيلية قبل سيطرتها على القدس الشرقية عام 1967. ووجه كلامه الى نتانياهو قائلاً: «لم لا تقول لنا الحقيقة كاملة يا رئيس الحكومة».

في الوقت نفسه، قال مسؤولون في البلدية الاسرائيلية للقدس ان الحكومة جمدت عملياً البناء الاستيطاني في القدس. وأوضح مئية مارغليت من حزب «ميرتسط اليساري ان مسؤولين عن مشاريع البناء في البلدية اخبروه ان مكتب نتانياهو امر بتجميد البناء بعد اندلاع الخلاف مع اميركا. وأضاف: «لا يقتصر الامر على ان البناء توقف، بل ان اللجان التي تتعاطى مع هذه المسألة لم تعد تجتمع». وأكد موظف البلدية مئير تورجمان ان اللجنة لم تجتمع منذ زيارة نائب الرئيس جو بايدن بعد ان كانت تجتمع مرة في الاسبوع.

غير ان الناطق باسم رئيس الحكومة مارك ريغيف نفى وجود تغيير أساسي في سياسة الحكومة بالنسبة الى البناء في القدس، وقال: «لقد وضعنا آلية تمنع وقوع حوادث كما حدث خلال زيارة بايدن»، في اشارة الى الاعلان عن قرار بناء 1600 وحدة سكنية في القدس.

وفي واشنطن، قال مسؤولون اميركيون انهم علموا بأمر تجميد البناء، وانهم على اتصال مع الحكومة الاسرائيلية للحصول على ايضاحات.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزير الداخلية ايلي يشاي الذي اتُهم بالوقوف وراء النشر عن مخطط البناء الكبير في مستوطنة «رمات شلومو» إبان زيارة بايدن، يضغط على «لجنة التخطيط والبناء» لاستئناف اجتماعاتها لإقرار مخططات بناء جديد في القدس الشرقية. وأضافت أن وكيل وزارة الداخلية القريب شخصياً من يشاي بعث برسالة إلى رئيسة اللجنة روت يوسف يطالبها فيها «بدفع مخططات البناء المطروحة على طاولة اللجنة كما كان متبعاً في الماضي»، لكنه طالبها أيضاً بأن تحوّل له «قرارات ذات وزن تخطيطي كبير» قبل اتخاذها «للحيلولة دون حصول تطورات ليس مرغوباً فيها».

يذكر أنه بعد العاصفة التي أحدثها قرار البناء في «رمات شلومو» على صعيد العلاقات الإسرائيلية - الأميركية، تم اشتراط حضور ممثل عن مكتب رئيس الحكومة اجتماعات لجنة التخطيط حين بحثها إقرار خطط جديدة للبناء، وعملياً لم يتم منذ زيارة بايدن إقرار أي مخطط بناء كبير في القدس المحتلة.

نتانياهو و «ليكود»

من جهة أخرى، يكرّس رئيس الحكومة جهوده في الأيام الأخيرة لإقناع أعضاء مركز حزبه «ليكود» بالتصويت الخميس المقبل ضد اقتراح المعسكر الأشد عنصرية داخل الحزب برئاسة المتطرف موشيه فيغلين القاضي بانتخاب لجنة مركزية للحزب خلال أسابيع. ويسعى نتانياهو إلى إرجاء الانتخابات تسعة اشهر على الأقل ليتاح له خلالها ضم أعضاء جدد من «اليمين المعتدل» يحول دون سيطرة فيغلين ومعسكره على الحزب.

وأفادت مصادر صحافية إن حديث نتانياهو الأسبوع الماضي للتلفزيون الإسرائيلي الذي أعلن فيه رفضه تجميد البناء في القدس، وُجِّه أساساً لآذان أعضاء اللجنة المركزية في «ليكود» في مسعى منه إلى إقناعهم بأن «برنامجه اليميني» لم يتغير، وفي محاولة لقطع الطريق على تزايد شعبية فيغلين وخطه الأكثر تشدداً. وأشارت الصحف الإسرائيلية أمس إلى أن نتانياهو يصل الليل بالنهار في إجراء اتصالات شخصية مع آلاف أعضاء «ليكود» أو إرسال رسائل نصية إلى هواتفهم المحمولة يحضهم فيها على تأييد إرجاء انتخابات اللجنة المركزية الجديدة.


المصدر: جريدة الحياة

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,373,759

عدد الزوار: 6,889,365

المتواجدون الآن: 81