أخبار العراق.....الحكومة العراقية تواجه تحدي أزمة انقطاع الكهرباء... توقع «زيارة قريبة» يقوم بها الكاظمي للسعودية...إغلاق الحدود بسبب الجائحة يُنعش قطاع الزراعة في العراق..حنين عراقي إلى العهد الملكي....

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 تموز 2020 - 5:00 ص    عدد الزيارات 1797    التعليقات 0    القسم عربية

        


الحكومة العراقية تواجه تحدي أزمة انقطاع الكهرباء... وجّهت بتوزيع الوقود مجاناً لأصحاب المولّدات الأهلية....

الشرق الاوسط....بغداد: فاضل النشمي.... مع التصاعد المتواصل في ارتفاع درجات حرارة الطقس وتجاوزها أحياناً سقف خمسين درجة مئوية في بعض مناطق العراق، استعادت أزمة الكهرباء حضورها المزعج والمعتاد في التداول العام، سواء على مستوى الحكومة أم مستوى المواطنين، مثلما حدث في فصول الصيف خلال السنوات الماضية. وحيال تحدي الكهرباء الذي ورثته الحكومة الحالية من الوزارات والعهود التي سبقتها، يسعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تدارك ما يمكن تداركه عبر اتخاذ خطوات من شأنها التقليل من حدة الأزمة في ظل العجز عن حلها، في مسعى لامتصاص نقمة السكان الناجمة عن النقص الحاد في إيصال التيار إلى منازلهم والذي يصل في بعض الأحيان إلى أقل من 10 ساعات فقط في اليوم. وفي إطار هذا المسعى، وجّه الكاظمي، أول من أمس، خلال اجتماع عقده مع وزيري الكهرباء والنفط وخصص لمعالجة أزمة الكهرباء الحالية، بتفعيل مشاريع الكهرباء كافة، سيما الاتفاق المبرم مع شركة «سيمينز» الألمانية. وطبقاً لبيان صادر عن مكتب الكاظمي، شدد الأخير على أن «ملف الكهرباء يعد من أهم التحديات التي تواجه عمل الحكومة الحالية». وأضاف أن «الفترات الماضية شهدت إنفاق مليارات الدولارات على هذا القطاع، وكانت تكفي لبناء شبكات كهربائية حديثة، إلا أن الفساد والهدر المالي وسوء الإدارة حالت دون معالجة أزمة الطاقة الكهربائية في العراق، لتستمر معاناة المواطنين التي تتفاقم في أشهر الصيف». ووجه الكاظمي أيضاً انتقادات مبطنة لوزارة الكهرباء في الحكومة السابقة التي «لم تقم بالمشاريع الخاصة بصيانة الكهرباء، الأمر الذي فاقم من مشكلة الكهرباء، لا سيما في هذا الظرف الاقتصادي والمالي الذي يعيشه العراق بسبب انهيار أسعار النفط عالمياً نتيجة تداعيات جائحة (كورونا)». لكنه أكد عزم حكومته على «معالجة هذا الملف (الكهرباء) من خلال تنفيذ الخطط الكفيلة بتطوير قطاعات الإنتاج، وأيضاً الوقوف عند المفاصل التي تقف عقبة أمام النهوض بواقع الكهرباء، وسد جميع منافذ الفساد في هذا القطاع الحيوي المهم». ومن بين المعالجات العاجلة التي اتخذتها الحكومة لسد النقص في إمدادات الطاقة، ذكر البيان أن الكاظمي «وجّه وزارة النفط بتزويد الوقود مجاناً إلى أصحاب المولدات الأهلية، مقابل تخفيض أسعار الاشتراك وزيادة ساعات التجهيز». وغالباً ما أدى النقص الكبير في تجهيز الطاقة الكهربائية إلى خروج تظاهرات احتجاجية غاضبة في محافظات وسط البلاد وجنوبها. ومع انخفاض معدلات التغذية بالتيار الكهربائي للمنازل حالياً، يرى كثيرون أن المخاوف الناجمة عن تفشي مرض «كوفيد - 19» حالت حتى الآن دون انطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات. وقد خرجت بالفعل بعض المظاهرات المحدودة والغاضبة خلال الأيام الأخيرة في بغداد ومناطق أخرى في جنوب البلاد وشرقها. ووضعت مشكلة الكهرباء المتفاقمة منذ سنوات الحكومات العراقية المتعاقبة في حرج كبير أمام مواطنيها الذين يحمّلونها مسؤولية الإخفاق في الانتهاء من هذا الملف الشائك نتيجة سوء التخطيط والفساد المالي والإداري الذي ارتبط بملف الكهرباء منذ 17 عاماً. وتجد حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نفسها اليوم، أمام ذات التحدي الذي واجهته الحكومات السابقة بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على توليها مهام عملها. ورغم حديث وزارة الكهرباء المتكرر عن تجاوز سقف إنتاجها الـ17 ألف ميغاواط، خلال شهر يوليو (تموز) الجاري والأشهر التي سبقته، لكن معاناة المواطنين العراقيين ما زالت متواصلة، نظراً إلى مشاكل البنى التحتية التي يعاني منها قطاع الكهرباء، في ظل الطلب المحلي السنوي المتزايد على الطاقة. وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى أول من أمس: «بصراحة، لا نستطيع مواكبة النمو في الطلب وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية ونحن بحاجة لتخصيصات مالية لشراء المواد الحاكمة». وتحدث موسى عن مجموع الأموال التي خصصت لوزارة الكهرباء منذ عام 2003، وذكر أنها «لا تتجاوز 62 مليار وليس 400 مليار كما يشاع». وتابع أن الوزارة «خسرت 12 مليار دولار بين العامين 2017 - 2018، في المناطق المحررة (من داعش)». بدورها، أكدت لجنة الطاقة النيابية، أمس، أن قرار توزيع الوقود مجاناً لأصحاب المولدات الأهلية لمدة شهرين سيسهم بتعويض نقص ساعات التجهيز، وأن العملية سترافقها رقابة عالية لضمان تخفيض تسعيرة المولدات. وقال عضو اللجنة صادق السليطي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إن «مجلس الوزراء قرر تجهيز المولدات الأهلية بالوقود مجاناً لمدة شهرين، شرط أن يكون صاحب المولّد لديه الإجازة». ولفت إلى أن «جميع أصحاب المولدات سيتسلمون كميات من الوقود بشكل مجاني، وسيكون هذا القرار داعماً للمواطنين من خلال تخفيض التسعيرة الخاصة بالمولدات الأهلية». وأضاف أن «التسعيرة الخاصة بالمولدات الأهلية ستتم إعادة النظر بها مجدداً، كون البلاد تمر بظروف اقتصادية تؤثر في المواطنين، وأن تزويد المولدات الأهلية بالوقود مجاناً هو أحد القرارات الحكومية الهادفة لتخفيف الضغط الاقتصادي على المواطن».

توقع «زيارة قريبة» يقوم بها الكاظمي للسعودية.... اتفاق على تفعيل مذكرات تفاهم واتفاقات ثنائية

الرياض: عبد الهادي حبتور - بغداد: «الشرق الأوسط».... أعلنت الحكومة العراقية عن اتفاق مع الجانب السعودي على إعادة تفعيل مذكرات تفاهم واتفاقات ثنائية تم توقيعها بين البلدين في وقت سابق. جاء ذلك فيما تحدث قحطان الجنابي، السفير العراقي لدى السعودية، عن زيارة «قريبة جداً» يُرتقب أن يقوم بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للسعودية. وقال الجنابي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المؤكد حرص دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على زيارة المملكة}، مضيفاً أن السعودية هي من الدول الأولى التي ستكون ضمن برنامجه». وتحفّظ السفير على تحديد موعد الزيارة، مكتفياً بالقول: «ستكون في القريب العاجل إن شاء الله». ولفت السفير العراقي إلى أن العلاقات العراقية - السعودية كبلدين متجاورين عربيين ومسلمين «من الطبيعي أن تكون علاقات وثيقة»، مشيراً إلى الامتداد الجغرافي والتاريخي والعشائري، إضافةً إلى المصالح المشتركة. وتابع: «في نهاية المطاف العلاقات ستكون متميزة لأنها تخدم مصلحة الطرفين، والحكومة العراقية وقيادة المملكة العربية السعودية تسعيان جاهدتين لتعزيز هذه العلاقة وجعلها في مستوى الطموح، ونحن متفائلون. البلدان والشعبان أشقاء وأهل وإخوة». وأضاف قحطان الجنابي: «نحن ماضون في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها وتفعيل المذكرات التي تم توقيعها من قبل الحكومة السابقة ومن ضمنها فتح منفذ عرعر، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وتسهيل الزيارات والتنقل، وتفعيل القضايا الثقافية والتعليمية والصحية والاستثمارية والزراعية وفي المجالات كافة خصوصاً الطاقة». وتابع أن «ملفات كثيرة ستشهد في القريب العاجل نهضة كبيرة في جميع المجالات». وفيما يخص منفذ «عرعر» وموعد إعادة فتحه، قال السفير: «المنفذ لم يتم تحديد وقت محدد (لفتحه)، ولكن النية لفتحه في أقرب وقت. وهناك حرص على ذلك من البلدين، وبلا شك أن جائحة (كورونا) أخّرت الموضوع كثيراً. لكن الآن مع التعايش مع (كورونا) بحذر وعودة الحياة إلى طبيعتها، من الضروري أن يعاد النظر في فتح المنافذ ومنها منفذ (عرعر) الذي يربط العراق مع السعودية وهو شريان رئيسي والمنفذ الوحيد في الوقت الحاضر، ونطمح إلى أن تكون هناك منافذ أخرى في المستقبل». كما كشف السفير العراقي لدى الرياض أن المسؤولين العراقيين حسموا موضوع المدينة الرياضية وتحديد مكانها وأن المخططات ستسلَّم للجانب السعودي قريباً. وقال: «مشروع المدينة الرياضية كان متوقفاً على تحديد مكانها، والآن المسؤولون في العراق حسموا الأمر. تم اختيار المكان وقريباً جداً سيتم تقديم المخططات وكل ما يتعلق بالمشروع للإخوة والأشقاء في السعودية». كان وزير المال العراقي عبد الأمير علاوي، قد قال في بيان أمس، إن «التعاون بين العراق والمملكة العربية السعودية مستمر في المجالات كافة ومن بينها فتح أبواب الاستثمار وتفعيل الاتفاقات الثنائية الموقّعة التي تُعنى بقطاعات النفط والطاقة والصناعة والزراعة والتبادل التجاري». من جهته، استعرض الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي حميد الغزي «الأولويات المقترحة لعمل المجلس بعد إعادة تشكيله من لدن رئيس مجلس الوزراء»، مشدداً على «ضرورة قيام الوزارات المعنية بمتابعة عمل اللجان الفرعية المشكّلة، لمتابعة تنفيذ الاتفاقات الموقَّعة». وأكد رغبة الجانب السعودي في تفعيل الاتفاقات بين البلدين «بعد أن قطعت أشواطاً كبيرة». وفيما يخص إنشاء المدينة الرياضية المهداة من الجانب السعودي، طالب الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي وزارات الشباب والرياضة والتخطيط والتعليم العالي والبحث العلمي بضرورة الإسراع لإنجاز توصيات اللجنة الفنية المشكّلة، لاختيار الموقع المناسب لإنشاء المدينة، تمهيداً لإبلاغ الجانب السعودي استعداداً للمباشرة بإنشائها. كما ناقش المجلس «آليات افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين البلدين الذي قام الجانب السعودي بتأهيله والمباشرة بعملية التبادل التجاري بين البلدين». وفي سياق أهمية تفعيل الاتفاقات بين العراق والسعودية، قال يحيى المحمدي عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تطوير العلاقات بين دول الجوار والعراق لا سيما الجوار العربي وفي المقدمة منه المملكة العربية السعودية... أمر في غاية الأهمية وخطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح». وأضاف أن «أي جهد أو مسعى لتطوير العلاقات في أي منحى أو اتجاه أو مفصل، أمر مهم ويمكن أن تكون له فوائد كبيرة للطرفين». وقال المحمدي إن إعادة فتح معبر «عرعر» الحدودي سيكون «خطوة كبيرة» لأنه يعد شرياناً اقتصادياً وسينعكس بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي في العراق عموماً وفي محافظة الأنبار خصوصاً، كونها محافظة حدودية مع المملكة العربية السعودية.

الكاظمي يُرقي رئيسا أركان الجيش ومكافحة الإرهاب إلى رتبة فريق أول ركن

المصدر: RT.... أمر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، بترقية ضباط وزارة الدفاع من مستحقي الترقية. وذكر بيان حكومي، أن "القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أصدر أمرا ديوانيا بترقية ضباط وزارة الدفاع من مستحقي الترقية في جدول 14 يوليو لسنة 2020". وأضاف أن "الكاظمي أصدر أيضا أمرا ديوانيا بترقية رئيس أركان الجيش، الفريق الركن عبد الأمير يار الله، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إلى رتبة فريق أول ركن". وأصدر الكاظمي، أمس الاثنين، أوامر ديوانية بترقية ضباط وزارة الداخلية وهيئة المنافذ وجهاز مكافحة الإرهاب المستحقين.

حنين عراقي إلى العهد الملكي

هل الأوضاع في العراق كانت أفضل خلال الملكية أم الجمهورية؟ جدل عراقي في ذكرى ثورة 14 تموز 1958

بغداد: «الشرق الأوسط»..... مرّت أمس الذكرى الـ62 لـ«ثورة 14 تموز» عام 1958 في العراق على أيدي الضباط الأحرار بزعامة عبد الكريم قاسم، في ظل انقسام عراقي غير مسبوق بشأن ما إذا كان ما حصل صبيحة ذلك اليوم ثورة غيّرت الأوضاع في العراق نحو الأفضل، أم مجزرة ارتُكبت في قصر الرحاب بحق العائلة الهاشمية المالكة؟..... ومع أن الجدل حول أيهما أفضل للعراق، النظام الملكي أم الجمهوري، ليس جديداً، لكنه تدرج بشكل طردي بدءاً من ستينات القرن الماضي حيث كانت الموجة الناصرية، ومن بعدها البعثية، هي المهيمنة في المنطقة، مع ما تمثله من أهداف وشعارات ضد «الاستعمار والإمبريالية»، طبقاً لمطلقي تلك الشعارات ومناصريهم. في مقابل ذلك، كان دعاة الإبقاء على الملكية أقلية يتقدمهم الإقطاعيون والعوائل الكبيرة الأرستقراطية والبورجوازية وما يدخل في نطاق الطبقة الوسطى في العراق. وبعد وصول حزب البعث إلى السلطة في العراق، عام 1968، وبروز ظاهرة صدام حسين منذ مطلع السبعينات، استمر إطلاق شعارات مناهضة الحكم الملكي السابق والاستعمار والإمبريالية. ومن الناحية العملية، شهد عقد الثمانينات مراجعات فكرية وسياسية لحقبة «ثورة 14 تموز» قادتها مراكز أبحاث ومجلات رصينة وسياسيون ومفكرون كبار في العراق بحيث كُشفت حقائق وأسرار ارتبطت سواء بالحقبة الملكية أم بما حصل بعدها على أيدي من عُرفوا بـ«الضباط الأحرار». وبعد إطاحة صدام عام 2003 برز اسم المعارض العراقي الشريف علي بن الحسين الذي كان آخر من بقي حياً من أفراد العائلة المالكة صبيحة مجزرة قصر الرحاب، فقد كان يسكن آنذاك خارج القصر، فضلاً عن أنه كان طفلاً صغيراً. وسعى الشريف علي آنذاك إلى تحقيق استفتاء على ما إذا كان العراقيون يفضلون العودة إلى الملكية أم البقاء على النظام الجمهوري، لكنه فشل حتى في الوصول نائباً في البرلمان العراقي بعد إطاحة حكم «البعث». لكن الأمر يبدو الآن مختلفاً قياساً على نسبة الجدل الدائر بين العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل تسجيل حنين واضح للحقبة الملكية حين كان العراق ينعم بالأمن والاستقرار فضلاً عن إطلاق مشاريع كبرى، بحسب ما يقول مؤيدو الحقبة الماضية. كما برز انقسام واضح بين العراقيين بخصوص عبد الكريم قاسم. فمنهم من حمّله مسؤولية مقتل العائلة المالكة، ومنهم من جادل بأن «زهده ونزاهته» من الممكن أن يكونا كافيين للتكفير عن خطيئته بشأن الانقلاب الذي فتح أبواب المجهول على العراق منذ أكثر من 60 عاماً. وتصدر على موقع «تويتر» في العراق أمس عنوان «انقلاب تموز الأسود» كما انتشر وسم آخر هو «عبد الكريم قاسم زعيم الأمة».....

إغلاق الحدود بسبب الجائحة يُنعش قطاع الزراعة في العراق

بغداد: «الشرق الأوسط».... يحمل المزارع العراقي أحمد محسن كيساً، ويجمع البطيخ مع شقيقه وأبنائه من مزرعتهم في محافظة الديوانية (جنوب بغداد)، لطرحها بوفرة في السوق التي تغيب عنها البضائع الإيرانية والتركية بفعل إغلاق المنافذ الحدودية جراء فيروس «كورونا»، بحسب ما جاء في تحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس. ويمتلك العراق أكثر من 32 منفذاً حدودياً مع دول الجوار، منها على الجانب الإيراني والتركي وسوريا والأردن، ولكن المنافذ والبضاعة الإيرانية كانت هي الأقل سعراً والأكثر انتشاراً في الأسواق المحلية العراقية، ما أدى إلى خسائر كبيرة للبضائع المحلية. وفي بلد يعيش ثلث سكانه على إيرادات الزراعة، فإن الواردات تغطي 50 في المائة من الاحتياجات الغذائية. يقول محسن، وهو مهندس زراعي يبلغ من العمر 32 عاماً، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الزراعة في العراق باءت بالفشل والخسارة للمزارعين العراقيين خلال السنوات الماضية بسبب انعدام الدعم» من الدولة. أما على الجانب الآخر من الحدود، فإن إيران تحقق أرباحاً بنحو 3 مليارات دولار، وتركيا 2.2 مليار سنوياً، عن طريق تصدير المنتجات الزراعية والغذائية إلى العراق. لكن مع تفشي وباء «كوفيد-19»، كان على السلطات إغلاق الحدود. ولذا، يشير محسن إلى أن الحكومة «كانت مجبرة، وليس دعماً للفلاح. وهذا ما جعلنا أمام تحدٍ لإثبات أن المزارع العراقي يستطيع أن يوفر السلة الغذائية للعائلة العراقية». وتمتاز مدينة عفك، بمحافظة الديوانية، التي ينحدر منها محسن، بزراعة البطيخ ذات الرائحة والطعم الجيد، ويعرف في العراق باسم «شوجي عفك»، ويسوق إلى جميع المحافظات العراقية بآلاف الأطنان يومياً خلال الصيف، على ما جاء في تحقيق الوكالة الفرنسية. وتعدُ محافظة الديوانية من المدن الزراعية، وقد حققت الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الاستراتيجية من الحنطة والشعير خلال الموسم الزراعي الحالي، وتتميز بزراعة أرز «العنبر» الذي يعدُ من أجود أنواع الأرز في العالم. لكن المناطق الزراعية أو الحرجية في العراق، لا تشكل سوى 9.3 مليون هكتار فقط، وهي مساحة قليلة مقارنة بإيران مع 45.9 مليون هكتار، أو سوريا 13.9 مليون هكتار. ويكشف رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية العراقية في الديوانية، محمد كشاش، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه في عام 2020، تمكن العراق، للمرة الأولى منذ زمن، من تحقيق اكتفاء ذاتي في 28 منتجاً. فعلى سبيل المثال، ارتفع إنتاج البيض من 11 مليوناً في يناير (كانون الثاني) إلى 17 مليوناً في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) ويونيو (حزيران)، وفقاً لوزارة الزراعة. وليس ببعيد عن محسن، يقول المزارع هاني شعير، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «غلق الحدود هذا الموسم وفر فرصة ذهبية للفلاح العراقي لتسويق المنتج المحلي» من الخضراوات والفواكه، كالبطيخ والشمام والباذنجان والخيار والطماطم وغيرها، ويضيف: «لا نطلب من الدولة الكثير، بل نطلب أموراً بسيطة لدعم العملية الزراعية، والمنتوج المحلي الذي يعد أجود من المستورد، وأقل سعراً» بسبب انعدام المنافسة. ويُعرف الفلاح خشان كريز (70 عاماً)، في محافظة الديوانية، بامتلاكه لمئات الدونمات التي يزرعها بأجود أنواع الحبوب. وعادة، في بلد لا يزال إرث نظام صدام حسين حاضراً فيه، مع اقتصاد تسيطر عليه الدولة بالكامل تقريباً، يبيع كريز إنتاجه بسعر أعلى من السوق إلى تعاونيات الدولة التي تبيع بدورها تلك المحاصيل. لكن كريز يبين أن «الحكومة العراقية لا تدعم المزارع العراقي (...) ويقدم المزارع خلال الموسم كثيراً من الجهد والوقت. وبالنتيجة عند التسويق، يبقى ينتظر لأيام أمام مراكز التسويق، وبعدها لا يعطى حقه، وتتأخر الدولة بدفع مستحقاته المالية لأشهر، وبعض الأحيان لسنوات، ما يسبب لنا خسائر». وقد باع كريز محصوله هذا العام مباشرة في أسواق الجملة للمرة الأولى، بسعر أقل ولكن أسرع، والدفع مباشر.



السابق

أخبار سوريا.....أنباء عن سلسلة انفجارات في مدينة الرقة السورية....هجوم يستهدف دورية روسية ـ تركية شمال غربي سوريا..تصاعد «حرب اغتيالات» في جنوب سوريا....سياسة أميركا في سوريا.. تفاصيل خطة تطبق منذ أشهر....شبكة غسل أموال روسية - سورية ساعدت الأسد على بناء «الكيماوي»....

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي.....«غسيل بنيدر» مرتبطة بـ «حزب الله»...حشود حوثية باتجاه مأرب والشرعية تسخر من تهديد قادة الجماعة....اتهام حقوقي للانقلابيين باختطاف وتعذيب 157 امرأة يمنية....تصعيد انقلابي على وقع الضغط وأزمات إيران... السعودية تسجل أعلى معدل يومي للتعافي من «كورونا» ....«الأحوال الجوية» تؤجل إطلاق المسبار الإماراتي إلى المريخ....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,122,729

عدد الزوار: 6,754,665

المتواجدون الآن: 99