أخبار وتقارير.... مشاورات أميركية إسرائيلية بشأن الاتفاق النووي الإيراني...موسكو تطلب توضيحات من واشنطن.... 90 مدينة روسية تلبّي دعوة نافالني للتظاهر....إدارة بايدن تبدأ «انقلاباً» على سياسات ترامب الخارجية...بايدن لخفض التوتر مع كندا والمكسيك...محاكمة ترمب تنطلق 8 فبراير في «الشيوخ»... تقارير تتحدث عن بحث الرئيس السابق إطلاق حزب جديد...باريس متمسكة بـ«الاستقلالية الاستراتيجية» مع الحفاظ على المظلة الأطلسية... ارتياح وترقب سمة الموقف الفرنسي من الإدارة الأميركية الجديدة........

تاريخ الإضافة الأحد 24 كانون الثاني 2021 - 5:03 ص    عدد الزيارات 1726    التعليقات 0    القسم دولية

        


مشاورات أميركية إسرائيلية بشأن الاتفاق النووي الإيراني...

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يبحث مع نظيره الأميركي ملفات إقليمية على رأسها الملف الإيراني...

دبي - العربية.نت.... بحث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شابات، مع نظيره الأميركي جيك سوليفان، ملفات إقليمية، على رأسها الملف الإيراني، وذلك خلال اتصال هاتفي، السبت. وفي سياق متصل، من المنتظر أن يلتقي رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، الشهر المقبل في واشنطن برئيس المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، والرئيس الأميركي جو بايدن، لنقل تفاصيل الموقف الإسرائيلي من العودة الأميركية المتوقعة للاتفاق النووي مع إيران، ولائحة التعديلات التي تقترحها تل أبيب لتعديله.

محادثات مع إيران

يذكر أن المسؤولين في إدارة بايدن كانوا بدأوا بإجراء محادثات هادئة مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقد أُطلِعت إسرائيل على هذه المحادثات، بحسب ما أفادت "القناة 12" الإخبارية الإسرائيلية، يوم 16 يناير، وأكدته صحيفة The Time of Israel...... كما لفت بايدن إلى رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي، وقال إنه إذا عادت إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي، فسوف تنضم واشنطن مرة أخرى له، وتلغي العقوبات الاقتصادية على طهران. يأتي هذا بينما تضغط إسرائيل من أجل فرض قيود جديدة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، والسعي لوقف دعم طهران للإرهاب وزعزعتها الاستقرار في جميع أنحاء العالم. يشار إلى أن موقع "والا نيوز" الإسرائيلي كان ذكر في وقت سابق من يناير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يقوم بتشكيل فريق لوضع استراتيجية للمحادثات الأولى مع إدارة بايدن بشأن البرنامج النووي الإيراني. وذكر التقرير نقلاً عن مصادر لم يسمها في مكتب نتنياهو، أن الفريق سيضم مسؤولين يمثلون وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والجيش والموساد ولجنة الطاقة الذرية.

تحذيرات وقلق

يذكر أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان وقّع الاتفاق النووي الإيراني مع إيران وعدة قوى عالمية في عام 2015. وانسحبت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق في عام 2018، وضغطت على إيران بفرض عقوبات اقتصادية وإجراءات أخرى عليها. إلى ذلك أثار احتمال إعادة التواصل بين الولايات المتحدة وطهران تحذيرات وقلقاً في إسرائيل من نتنياهو وحلفائه.

واشنطن تندد بـ"الأساليب العنيفة" لموسكو في قمع مظاهرات تأييد نافالني...

فرانس برس.... قوات الأمن الروسية واجهت المحتجين بعنف.... نددت الولايات المتحدة، السبت، بلجوء موسكو إلى "أساليب عنيفة" بحق عشرات آلاف المتظاهرين في أنحاء روسيا طالبوا بالإفراج عن المعارض أليكسي نافالني. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة استخدام أساليب عنيفة ضد المتظاهرين والصحافيين نهاية هذا الأسبوع في مدن في مختلف أنحاء روسيا". واعتقل أكثر من 2500 متظاهر السبت وفق منظمة "او في دي انفو" المتخصصة. وأضاف برايس "نحض السلطات الروسية على الإفراج عن جميع الموقوفين لأنهم كانوا يمارسون حقوقهم الأساسية وعلى الإفراج فورا ومن دون شروط عن أليكسي نافالني". وتابع المتحدث أن "المحاولات الدائمة لقمع حق الروس في التجمع سلميا وقمع حرية التعبير واعتقال المعارض أليكسي نافالني، إضافة إلى قمع التظاهرات التي أعقبت ذلك، هي مؤشرات مقلقة إلى فرض قيود جديدة على المجتمع المدني والحريات الأساسية". والتجمعان الأساسيان كانا السبت في موسكو وسان بطرسبرغ، حيث بلغ عدد المشاركين في كل منهما نحو عشرين ألف شخص، وفق مراسلي فرانس برس. وتأتي الاحتجاحات بعد دعوة من نافالني الذي اعتقل بمجرد عودته من ألمانيا حيت كان يعالج جراء محاولة تسميمه. وأجج تحقيق نشره نافالني وفريقه يتهم الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، بالفساد الغضب في عدد من مدن روسيا. ويؤكد التحقيق أن الرئيس الروسي يمتلك من خلال أسماء مستعارة، عقاراً كبيراً وقصراً هائلاً قرب مدينة غيليندجيك على ضفاف البحر الأسود.

نشرت مسارات التظاهرات.. موسكو تطلب توضيحات من واشنطن....

الخارجية الروسية للدبلوماسيين الأميركيين: "تعالوا لتقديم توضيحات"....

دبي - العربية.نت.... اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن على سفارة الولايات المتحدة في موسكو تقديم توضيحات حول نشر معلومات على موقعها تحدد "مسارات" التظاهرات التي نظمها معارضون السبت في روسيا، لافتة إلى أنها ستستدعي الدبلوماسيين الأميركيين. وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على فيسبوك "ماذا يعني ذلك، (هل يعني) التأثير أو إعطاء تعليمات (للمتظاهرين)؟"، مضيفة أن "على الزملاء الأميركيين أن يحضروا إلى ساحة سمولينسكايا (مقر الخارجية الروسية) لتقديم توضيحات". إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن في روسيا السبت أكثر من ألفي شخص خلال تظاهرات مؤيدة للمعارض اليكسي نافالني، وفق منظمة "او في دي-انفو" غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات في البلاد. وأفادت المنظمة قرابة الساعة 16,13 ت غ أنه تم اعتقال 2131 شخصا على الأقل بينهم 795 في موسكو، حيث تجمع نحو عشرين ألف شخص في وسط المدينة بحسب مراسلي فرانس برس.

اعتقال زوجة نافالني

من جهتها، أعلنت يوليا زوجة نافالني، السبت، أنه تم توقيفها من قبل الشرطة الروسية في موسكو خلال تظاهرة دعم لزوجها المسجون. وقالت بنبرة سخرية على صفحتها على إنستغرام حيث نشرت صورة سيلفي التقطتها في عربة الشرطة "اعذروني على رداءة نوعية (الصورة)، الضوء سيئ في عربة نقل المساجين". كانت قد اندلعت احتجاجات في أكثر من 60 مدينة روسية، السبت، للمطالبة بالإفراج عن زعيم المعارضة أليكسي نافالني، أبرز خصوم الكرملين.

اشتباكات في موسكو

في موسكو، تجمع حوالي 5000 متظاهر في ساحة بوشكين في وسط المدينة، حيث اندلعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة، واقتاد ضباط مكافحة الشغب عددا من المتظاهرين إلى حافلات الشرطة وشاحنات الاحتجاز. وكانت زوجة نافالني، يوليا، من بين المعتقلين. امتدت الاحتجاجات عبر الأراضي الروسية الشاسعة، من مدينة يوغنو-ساخالينسك الواقعة شمال اليابان ومدينة ياكوتسك في شرق سيبيريا، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر ، إلى المدن الأوروبية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في روسيا. وأظهر النطاق الواسع للاحتجاجات كيف نجح نافالني وحملته في مكافحة الفساد في بناء شبكة واسعة من الدعم على الرغم من القمع الحكومي الرسمي وتجاهل وسائل الإعلام الحكومية لتلك الاحتجاجات بشكل روتيني.

اعتقالات مساعدي نافالني

كما اعتقلت شرطة موسكو يوم الخميس ثلاثة من كبار مساعدي نافالني، وسجن اثنان منهم في وقت لاحق لفترات من تسعة إلى عشرة أيام. دخل نافالني في غيبوبة عندما كان على متن رحلة داخلية من سيبيريا إلى موسكو في 20 أغسطس/ آب. ونُقل من مستشفى في سيبيريا إلى مستشفى في برلين بعد يومين.

90 مدينة روسية تلبّي دعوة نافالني للتظاهر

اعتقال العشرات وأنصار بوتين يتهمونهم بنشر «كورونا» وزعيم الشيوعيين يصفهم بالفاشيين

الجريدة.....رغم تهديد الشرطة بقمعهم، ورغم ضغوط من السلطات، خرج أمس، أنصار المعارض أليكسي نافالني في تظاهرات في جميع أنحاء روسيا، تلبية لدعوة منه للمطالبة بالإفراج عنه، وتعبيراً عن الغضب من قمع الدولة، ما أدّى الى اعتقال المئات. ومن موسكو إلى فلاديفوستوك، نشر فريق الناشط الشهير في مكافحة الفساد، والعدو الأول لسيد الكرملين، والذي كان ضحية تسميم مفترض خلال الصيف الماضي، دعوات إلى التجمع في 90 مدينة روسية. وفي العاصمة موسكو، تجمع المحتجون في ساحة بوشكين، حيث اعتقلت شرطة مكافحة الشغب التي كانت منتشرة بأعداد كبيرة العشرات، ووضعتهم في حافلات السجن. وانضمّت يوليا نافالنايا، زوجة نافالني الى المتظاهرين في موسكو، من أجل زوجها الذي "لا يستسلم أبدا". وجرت احتجاجات في أقصى شرق روسيا، حيث خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في فلاديفوستوك وخاباروفسك، بينما نشرت قوات كبيرة من الشرطة. وشارك ناشطون لقطات فيديو لضباط شرطة يضربون المتظاهرين في خاباروفسك، ويدفعونهم إلى داخل حافلة صغيرة. كما تم اعتقال حاكم المدينة السابق الشهير سيرغي فورجال. ورغم ظروف البرد الشديد، نزل مئات المتظاهرين إلى الشوارع في فلاديفوستوك وإيركوتسك، ورددوا هتافات مثل "نحن الأقوياء"، و"بوتين كاذب". ولم يتم منح تصاريح للمظاهرات، التي تم إعلانها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمهور من المشاركة في احتجاجات غير مصرح بها. وتم حظر التظاهرات لعدة أشهر بسبب اللوائح الرامية إلى السيطرة على جائحة "كورونا"، كما قامت السلطات أيضا بقمع مساعدي نافالني وأنصاره، واعتقلت العديد من مساعديه بمن فيهم السكرتيرة الصحافية كيرا يارمش. وكانت الشرطة وعدت بأن "تقمع بلا تأخير" أي تجمع غير مصرح به تعتبره "تهديدا للنظام العام". من جهته، دان رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين التظاهرات "غير المقبولة" في أوج انتشار "كورونا"، متهماً المتظاهرين بالمساعدة في نشر الوباء. بدوره، دان زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زيغانوف، من يحرض الشباب على الخروج بحملات احتجاجية غير مرخص بها، وقال إن هؤلاء المحرضين بمنزلة "الفاشيين" ووصف نافالني بأنه مستفز. وكانت تجمعات كبرى للمعارضة في موسكو صيف 2019 شهدت اعتقال آلاف المتظاهرين السلميين. وصدرت بحق العديد منهم أحكام بالسجن بتهم القيام بأعمال عنف ضد الشرطة، رغم احتجاج منظمات غير حكومية. ونافالني (44 عاما) موقوف حتى 15 فبراير المقبل على الأقل، واعتقل عند عودته الأحد الماضي من ألمانيا، حيث أمضى خمسة أشهر في رحلة علاج من التسميم. وكان أصيب في أغسطس الماضي بمرض خطير في سيبيريا، وتم نقله إلى مستشفى بحالة طوارئ في برلين، بعد تعرضه على حد قوله لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية. وأكدت ثلاثة مختبرات أوروبية إصابته بتسمم، لكن موسكو تنفي بشدة ذلك وتتحدث عن مؤامرة. ومع أنه يدرك أنه قد يعتقل، جازف نافالني بالعودة إلى روسيا مع زوجته.

اليونان عن المحادثات مع تركيا: سيادتنا غير قابلة للتفاوض

دبي- العربية.نت.... قبل يومين من استئناف المحادثات الاستكشافية بين الطرفين، شدد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، على أن بلاده تقدم على المحادثات مع تركيا بحسن نية وبروح بناءة لا استفزازية، إلا أنه أكد أن سيادة اليونان غير قابلة للتفاوض. وقال في تصريحات اليوم السبت، بحسب ما أفادت الوكالة اليونانية الرسمية: "نأمل أن تفضي المحادثات إلى تهدئة التوترات وأن يشارك الجانب التركي في المفاوضات بروح مماثلة."

الحدود البحرية حصرا

كما أوضح أن "المفاوضات المحتملة مع تركيا يجب أن تركز على ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الحصرية والجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط وفقا للقانون الدولي". وكان تركيا أعلنت في وقت سابق اليوم على لسان وزير دفاعها، خلوصي آكار أنها "تنتظر من اليونان احترام حقوقها في بحر إيجه وشرقي المتوسط وتجنب الخطوات التي قد تسبب سوء فهم." وقال: "نأمل أن نتوصل إلى حل الخلافات مع اليونان في إطار الحقوق والقانون والإنصاف.

الجولة الـ 61 من المحادثات

يذكر أن المحادثات الاستكشافية بين البلدين العضوين في الناتو تستأنف في إسطنبول الاثنين بعقد جولتها الـ61. وكانت العلاقات بين البلدين شهدت تصاعدا حادا في التوتر خلال الأشهر الماضية، على خلفية التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، إلا أن الهدوء النسبي عاد مؤخرا بعد وساطة الناتو والاتحاد الأوروبي بجهود ألمانية، والاتفاق على استئناف المفاوضات بين الطرفين. وأجرت أنقرة وأثينا 60 جولة من المحادثات بين عامي 2002 و2016، لكن خطط استئنافها العام الماضي تعثرت بسبب سفينة المسح التي أرسلتها تركيا إلى المياه المتنازع عليها، فضلا عن وجود خلافات حول المواضيع التي يجب تناولها. ولا تزال تلك النقطة الأخيرة دون حل، ففي حين تود اليونان مناقشة ترسيم حدود المناطق البحرية في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط فحسب، تؤكد تركيا أنه يجب مناقشة جميع القضايا، بما في ذلك المجال الجوي ووضع بعض جزر بحر إيجه.

إدارة بايدن تبدأ «انقلاباً» على سياسات ترامب الخارجية

الرئيس الأميركي يرسم صورة قاتمة للأزمة الصحية والاقتصادية... وتعييناته تمر بسلاسة

الجريدة.... بسرعة قياسية بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراجعة تبدو شاملة للسياسات الخارجية المثيرة للجدل، التي اعتمدها الرئيس السابق دونالد ترامب، وبينها قضايا اعتبرت الإدارة السابقة أنها حققت فيها إنجازات مثل أفغانستان وكوريا الشمالية. بدأت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ما يشبه "الانقلاب" على السياسات الخارجية للرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك في الأسبوع الأول من تسلم الرئيس السلطة، في خطوة تظهر نية سيد البيت الأبيض مسح إرث ترامب الخارجي بأسرع وقت ممكن. في هذا السياق، أبلغت إدارة بايدن السلطات الأفغانية رغبتها في مراجعة الاتفاق الموقع في 20 فبراير الماضي بين واشنطن وحركة طالبان، خصوصا بهدف "تقييم" احترام المتمردين الإسلاميين لتعهداتهم. وقالت إيميلي هورن، المتحدثة باسم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في بيان، إن سوليفان اتصل بنظيره الأفغاني حمد الله مهيب، و"أبلغه بوضوح" نيته مراجعة الاتفاق. وأضافت أن سوليفان طلب من مهيب خصوصا "تقييم ما إذا كانت طالبان تفي بالتزاماتها قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية، وخفض العنف في أفغانستان، والدخول في مفاوضات هادفة مع الحكومة الأفغانية وشركاء آخرين". وينص الاتفاق الموقع في الدوحة، ولم تصادق عليه حكومة كابول، التي لم تشارك في المفاوضات، على أن تسحب الولايات المتحدة كل قواتها من أفغانستان بحلول مايو 2021، مقابل تعهد "طالبان" بعدم السماح لمجموعات إرهابية بالعمل من المناطق التي تسيطر عليها. في المقابل، أكدت حركة طالبان أنها ما زالت مصممة على الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق الموقع مع واشنطن، وقال محمد نعيم، المتحدث باسم الجناح السياسي للحركة، ومقره قطر، "نتوقع أن يبقى الطرف الآخر ملتزما باحترام الاتفاق". وكان وزير الخارجية في إدارة بايدن أنتوني بلينكن أكد خلال جلسة تثبيته الثلاثاء في مجلس الشيوخ: "نريد إنهاء ما يسمى الحرب الأبدية"، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة "حماية التقدم الذي تحقق للنساء والفتيات بأفغانستان في السنوات العشرين الأخيرة". من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أفغانستان كانت في صلب أول محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الجديد لويد أوستن والأمين العام لحلف شمال الأطلسي. في الإطار نفسه، قال متحدث باسم الخارجية الاميركية إن الوزارة بدأت مراجعة قرار تصنيف جماعة الحوثيين اليمنية "منظمة إرهابية"، مضيفا أنه رغم ذلك فإن الخارجية "تؤمن بقوة بضرورة تغيير أنصارالله سلوكهم"، وحملهم مسؤولية كبيرة لـ "الكارثة الإنسانية والفوضى اللتين يشهدهما اليمن". وأكد المسؤول الأميركي أن بلاده ستدعم جهود المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، لحث أطراف النزاع على التوصل إلى اتفاق سياسي لحل الأزمة. وكان بلينكن، في جلسة استماعه في الكونغرس، الثلاثاء، ذكر أن بلاده ستوقف دعم الحملة السعودية في اليمن، لكنه أكد في الوقت نفسه أن واشنطن ستناقش هذا الأمر مع شركائها في الرياض. من ناحيته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس إن المملكة متفائلة بأن علاقتها بإدارة بايدن ستكون "ممتازة"، مضيفا أنها ستواصل التفاوض مع واشنطن بخصوص الاتفاق النووي الإيراني. إلى ذلك، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بأن الولايات المتحدة لا تزال لديها مصلحة حيوية في ردع كوريا الشمالية، وانها ستبدأ مراجعة شاملة لسياستها في الوضع الحالي وستعمل مع الحلفاء في هذا الشأن. وفي أول اتصال هاتفي يجريه مع زعيم دولة أجنبية منذ توليه مهامه على رأس الولايات المتحدة، تحدث بايدن أمس الأول مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بشأن عدد من الموضوعات ووضع خططا لمواصلة المشاورات الشهر المقبل. وخلال المحادثة التي قالت أوتاوا إنها استمرت نحو 30 دقيقة، بحث ترودو وبايدن في كل القضايا، من وباء كوفيد 19 الذي أدى إلى إغلاق الحدود بين البلدين، إلى إجراءات حماية البيئة. بدوره، ذكر الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور انه ناقش الهجرة وجائحة "كورونا" والتعاون في مجال التنمية خلال اتصال هاتفي مع بايدن، مبينا أن الاتصال بينهما كان "لطيفا وساده الاحترام"، وإن كل شيء يشير إلى أن العلاقات بين المكسيك والولايات المتحدة ستكون جيدة وستفيد البلدين. وفي بكين، نفت الصين تقريرا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن دفعها نحو لقاء عالي المستوى لتخفيف التوترات مع الولايات المتحدة. وقالت السفارة الصينية بواشنطن، في بيان أمس، "لم يكتب الجانب الصيني أيا من الرسائل المذكورة في تقرير وول ستريت جورنال"، مضيفة: "العلاقة المنطقية بين الصين وأميركا تخدم المصالح الأساسية للشعبين، وترتقي للتطلعات العامة للمجتمع الدولي، والصين تتمنى أن يعمل الجانب الأميركي مع نظيره الصيني لإيجاد حل وسط، وإعلاء روح اللاصراع، واللامواجهة، والاحترام المتبادل والتعاون الذي يحقق المكاسب للطرفين، والتركيز على التعاون، ومعالجة الاختلافات وتحقيق النماء المنطقي والمستقر في علاقاتهما الثنائية". جاء ذلك، بينما قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 8 طائرات من قاذفات القنابل، و4 مقاتلات صينية توغلت أمس في الركن الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة، مضيفة أن القوات الجوية في تايوان تراقب التوغل.

صورة قاتمة

الى ذلك، رسم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن صورة قاتمة للأزمة الاقتصادية والصحية "المتفاقمة" في الولايات المتحدة، ووقع أول الأوامر التنفيذية، واعدا بتقديم مساعدة فورية لملايين الأميركيين العاطلين من العمل. وقال بايدن إن الولايات المتحدة "تُعاني"، حاضا الديمقراطيين والجمهوريين على "التحرك سريعا"، متوقعاً أن يُسفر كوفيد-19 عن أكثر من 600 ألف وفاة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً في العالم بسبب الجائحة، وأضاف: "العائلات تُعاني الجوع. الناس معرضون لخطر إخلاء منازلهم. خسارة الوظائف ترتفع مجدداً. علينا التحرك". ووقع سلسلة قرارات تستهدف مكافحة الأزمة الغذائية التي تطال ملايين الأميركيين. وطرح الرئيس الأميركي سبل معالجة أحد أبرز تجليات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كوفيد-19 وهي الأزمة الغذائية، عبر التعهد بمساعدات فورية لملايين الأميركيين العاطلين من العمل وغير القادرين على تأمين لقمة العيش، والذين تكتظ بهم بنوك الطعام. وبانتظار تصويت "الكونغرس" على خطة المساعدة الهائلة الطارئة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار، والتي كشف عنها الأسبوع الماضي، سيصدر الرئيس الديمقراطي مرسومين؛ الأول يهدف إلى زيادة المساعدة الغذائية في البلاد لمواجهة إحدى أسوأ الأزمات في تاريخها الحديث، والثاني يستهدف تعزيز الحقوق الاجتماعية للعاملين في وكالات فدرالية. ولا يملك حالياً 12 مليون طفل ما يكفي من الطعام في الولايات المتحدة، حيث توفر المدارس وجبات يومية للتلاميذ المتحدرين من عائلات فقيرة. ومن شأن المرسوم الثاني الذي سيصدره بايدن تحسين الشروط الاجتماعية للعاملين في الوكالات الفدرالية. وسيصدر بايدن مرسوماً "في الأيام المئة الأولى" من ولايته يرغم المتعاقدين الخاصين على دفع راتب بقيمة 15 دولاراً في الساعة حدا أدنى، وأن يضمنوا لموظفيهم "عطلة طارئة مدفوعة". ومن بين التدابير الاقتصادية العاجلة، أصدر بايدن مرسوماً بفرض إرجاء المهل النهائية لطرد مستأجرين لم يدفعوا مستحقات المنازل التي يقطنونها. ويعيش نحو 18 مليون أميركي على إعانات البطالة. ويفترض تمديد العمل بهذه التدابير حتى سبتمبر، إضافة إلى إمكان أخذ عطلة مرضية مدفوعة حال الإصابة ب"كوفيد - 19". وفي ديسمبر، ارتفعت البطالة إلى نسبة 6.7 بالمئة، أعلى بكثير من نسبة 3.5 بالمئة التي سجلت العام الماضي قبل ظهور الوباء.

تعيينات

الى ذلك، وبعد يومين على تنصيبه، يواصل الرئيس الأميركي إبراز أولوياته عبر قرارات رئاسية. وفي الأيام الثلاثة الأولى لولايته، اتخذ بايدن المصمم على المضي سريعا في العمل، نحو 30 قراراً. وثبت مجلس الشيوخ أحد أبرز أعضاء حكومته؛ وزير الدفاع لويد أوستن الذي دخل التاريخ عندما أصبح أول وزير دفاع أميركي أسود . وبعد أداء اليمين ، تلقى أوستن البالغ (67 عاما) أول إحاطة من المخابرات كوزير للدفاع. وقالت "البنتاغون" إنه رأس فيما بعد اجتماعا بشأن جائحة فيروس كورونا مع كبار قادة وزارة الدفاع الذي انضم كثيرون منهم للاجتماع بشكل افتراضي. وكانت أول مكالمة لأوستن مع زعيم أجنبي كوزير للدفاع مع الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، مما يؤكد الأهمية التي توليها إدارة بايدن للتحالف. وبانتظار التصديق على تعيين وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وافقت لجنة المالية بمجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على تعيين جانيت يلين في منصب وزيرة الخزانة، لتصبح أول امرأة تتولى هذه الحقيبة. وتشير موافقة لجنة المالية إلى أن يلين ستفوز بسهولة بموافقة مجلس الشيوخ بكامل أعضائه غدا. وقال البيت الأبيض إن بايدن كلف إدارته إعداد تقييم شامل لخطر الإرهاب المحلي، وإن مكتب مدير المخابرات الوطنية سيتولى إعداد التقييم بالتعاون مع مكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. آي) ووزارة الأمن الداخلي.

مسؤولون أفغان يرحبون برغبة بايدن في مراجعة اتفاق السلام مع طالبان

الراي.... رحب مسؤولون كبار في الحكومة الأفغانية السبت بإعلان إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن رغبتها في مراجعة الاتفاق الموقع في 20 فبراير الماضي بين واشنطن وحركة طالبان وخصوصا ان المتمردين كثفوا هجماتهم في الأشهر الماضية. وقالت إيميلي هورن الناطقة باسم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في بيان إن سوليفان اتصل بنظيره الأفغاني حمد الله مهيب و«أبلغه بوضوح» نيته «مراجعة» الاتفاق. وأضافت أن سوليفان طلب من مهيب خصوصا «تقييم ما إذا كانت حركة طالبان تفي بالتزاماتها قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية وخفض العنف في أفغانستان والدخول في مفاوضات هادفة مع الحكومة الأفغانية وشركاء آخرين». وينص الاتفاق الموقع في الدوحة والذي لم تصادق عليه حكومة كابول التي لم تشارك في المفاوضات، على أن تسحب الولايات المتحدة كل قواتها من أفغانستان بحلول مايو 2021 مقابل تعهد طالبان عدم السماح لمجموعات إرهابية بالعمل من المناطق التي تسيطر عليها. وعبر سوليفان عن «رغبة الولايات المتحدة في أن ينتهز جميع القادة الأفغان هذه الفرصة التاريخية للسلام والاستقرار». وأكد أيضا نية أميركا دعم محادثات السلام الجارية «مع جهود ديبلوماسية كثيفة على المستوى الإقليمي». وينص الاتفاق أيضا على إطلاق مفاوضات سلام مباشرة بين طالبان والسلطات الأفغانية، بدأت في سبتمبر في الدوحة، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن.

عنف يومي

عبر الوزير الأفغاني لشؤون السلام بالانابة عبد الله خنجاني السبت عن ارتياحه للإعلان الأميركي. وفي شريط فيديو وزع على الصحافيين، طالب بان تؤدي «مراجعة (الاتفاق) الى وقف فوري لأعمال العنف التي يطالب بها الشعب الأفغاني وكذلك إلى سلام دائم في أفغانستان». وفي حين لم تؤد مفاوضات السلام بين كابول وطالبان حتى الآن الى أي نتيجة ملموسة فان المتمردين يواصلون شن هجمات يوميا ضد القوات الأفغانية. في المدن تتكرر عمليات اغتيال صحافيين وشخصيات سياسية ومدافعة عن حقوق الإنسان، تنسبها كابول وواشنطن الى حركة طالبان. واذا كان المتمردون يعلنون مسؤوليتهم عن الهجمات ضد القوات الأفغانية، فانهم ينفون ضلوعهم في الاغتيالات المحددة الأهداف التي تستهدف بعض أفراد المجتمع المدني. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أكدت حركة طالبان أنها ما زالت مصممة على الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق الموقع مع واشنطن. وقال محمد نعيم الناطق باسم الجناح السياسي للحركة ومقره قطر «نتوقع أن يبقى الطرف الآخر ملتزما احترام الاتفاق». ومنذ توقيع الاتفاق أوقف المتمردون هجماتهم على القوات الأميركية.

دعوات إلى هدنة دائمة

أثارت تصريحات الناطقة باسم سوليفان ارتياح السلطات الأفغانية التي كانت تنتظر بقلق الموقف الذي ستتخذه إدارة بايدن من الاتفاق. وقال حمد الله محب بعد المحادثة الهاتفية مع سوليفان «اتفقنا على مواصلة العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار وسلام عادل ودائم في أفغانستان ديموقراطية قادرة على الحفاظ على مكاسب العقدين الماضيين». وأضاف «سنواصل هذه المناقشات الوثيقة في الأيام والأسابيع المقبلة». أما وزير الداخلية الأفغاني صديق صديقي، فقد انتهز الفرصة لينتقد الاتفاق بين حركة طالبان والولايات المتحدة. وكتب أن «الاتفاق لم يحقق حتى الآن الهدف المنشود المتمثل في إنهاء عنف طالبان والتوصل إلى وقف لإطلاق النار»، مؤكدا أن «طالبان لم تف بالتزاماتها». وكان وزير الخارجية في إدارة بايدن أنتوني بلينكن أكد خلال جلسة تثبيته في منصبه الثلاثاء في مجلس الشيوخ «نريد إنهاء ما يسمى الحرب الأبدية». لكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة «حماية التقدم الذي تحقق للنساء والفتيات في أفغانستان في الأعوام العشرين الأخيرة». وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أعلنت في 15 يناير خفض عديد الجيش الأميركي في أفغانستان إلى 2500، وهو أدنى مستوى منذ 2001.

تايوان: توغل كبير لطائرات الجيش الصيني

الراي.... قالت وزارة الدفاع التايوانية إن ثماني طائرات من قاذفات القنابل وأربع مقاتلات صينية توغلت، اليوم السبت، في الركن الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة وإن القوات الجوية في تايوان أرسلت صواريخ «لمراقبة» التوغل. وخلال الأشهر القليلة الماضية، نفذت الصين، التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، طلعات جوية شبه يومية فوق المياه الفاصلة بين الجزء الجنوبي من تايوان وجزر براتاس التي تسيطر عليها تايوان في بحر الصيني الجنوبي. ومع ذلك لم تشمل هذه الطلعات سوى طائرة أو طائرتين للاستطلاع. لكن من غير المعتاد أن يشارك هذا العدد الكبير من الطائرات القتالية الصينية في مثل هذه المهمة التي قالت تايوان إنها ضمت ثماني قاذفات قنابل من طراز إتش-6 كيه القادرة على حمل رؤوس نووية وأربع مقاتلات من طراز جيه-16. وأظهرت خريطة نشرتها وزارة الدفاع التايوانية أن سرب الطائرات الصينية، الذي ضم أيضا طائرة من طراز واي-8 المضادة للغواصات، حلّق فوق المنطقة نفسها من المياه التي أجرت فيها الصين معظم مهماتها الأخيرة بالقرب من جزر براتاس، لكنه ظل رغم ذلك بعيدا جدا عن البر الرئيسي لتايوان. وأضافت الوزارة أن القوات الجوية التايوانية وجهت تحذيرا لسرب الطائرات الصيني ونشرت صواريخ لمراقبته. ولم يرد تعليق فوري من الصين، التي قالت في الماضي إنها تقوم بتدريبات للدفاع عن سيادة البلاد وأمنها. وظلت بكين تراقب بحذر متزايد دعم الولايات المتحدة المتنامي للنظام الديموقراطي في تايوان، خاصة خلال فترة إدارة دونالد ترامب التي انتهت يوم الأربعاء. وقالت إيميلي هورن، الناطقة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، إن التزام الولايات المتحدة تجاه تايوان راسخ بشدة، وذلك بعد أن حضرت هسياو بي-كيم، السفيرة الفعلية لتايوان في واشنطن، مراسم أداء الرئيس الأميركي جو بايدن اليمين الدستورية يوم الأربعاء.

بايدن لخفض التوتر مع كندا والمكسيك.... سوليفان يتواصل مع الحلفاء في أوروبا وآسيا

الشرق الاوسط....واشنطن: علي بردى.... أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن أولى مكالماته الهاتفية مع الزعماء الأجانب، فتحدث أولاً مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ثم الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في لحظة متوترة لعلاقة الولايات المتحدة مع جيرانها في أميركا الشمالية. بينما باشرت إدارته إجراء مراجعتين لاتفاق السلام الموقع مع حركة «طالبان» الأفغانية ولتصنيف جماعة الحوثي المدعومة من إيران كجماعة إرهابية، علماً بأنهم «يتحملون المسؤولية الرئيسية على الكارثة الإنسانية وانعدام الأمن» في اليمن. واتفق الزعيمان الأميركي والكندي على عقد أول اجتماع بينهما الشهر المقبل «من أجل دفع العمل المهم لتجديد الصداقة العميقة والدائمة بين كندا والولايات المتحدة». وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه سيكون هناك «بعض الوقت» قبل أن يقوم بايدن بأولى رحلاته الخارجية. ولكنها لم توضح أيضاً ما إذا كان ترودو سيزور الولايات المتحدة، وما إذا كان الاجتماع سيحصل بصورة شخصية أو عبر منصة إلكترونية.

- محادثات ثنائية

وجاء اتصال بايدن بترودو بعدما أعرب الأخير عن خيبته من قرار تنفيذي أصدره الرئيس الأميركي لوقف بناء خط أنابيب «كيستون إكس إل» النفطي، الذي كان سينقل نحو 800 ألف برميل يومياً من ألبرتا الكندية إلى خليج تكساس، مروراً بمونتانا وساوث داكوتا ونبراسكا وكانساس وأوكلاهوما. وكشف مسؤول في أوتاوا أن بايدن أبلغ ترودو بأنه يفي بوعد قطعه خلال حملته لوقف بناء خط الأنابيب. وأكد البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي أقر بخيبة أمل رئيس الوزراء الكندي. ويؤكد منتقدو المشروع أن العمليات المتزايدة في المشروع تزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتهدد أنهار وغابات ألبرتا. ويكرر دعاة حماية البيئة الأميركيون التعبير عن مخاوفهم من أن يؤدي خط الأنابيب إلى تعريض طبقة أوغالالا للمياه الجوفية، أحد أكبر مصادر المياه العذبة الجوفية في العالم، للخطر. لكن مؤيدي المشروع يقولون إنه سيوجد آلاف الوظائف على جانبي الحدود. كما تحدث الزعيمان على نطاق واسع عن قضايا تتعلق بجائحة «كوفيد - 19» والتجارة والدفاع والمناخ. أثار ترودو أيضاً مسألة كنديين اثنين مسجونين في الصين، في رد فعل واضح لاعتقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة «هواوي» بمذكرة اعتقال أميركية. كذلك، تحادث بايدن مع لوبيز أوبرادور الذي كان اتهم إدارة مكافحة المخدرات الأميركية بتلفيق تهم تهريب المخدرات ضد وزير الدفاع المكسيكي السابق الجنرال سلفادور سينفويغوس، الذي اعتقلته السلطات الأميركية قبل أشهر في لوس أنجليس ثم أطلقته لاحقاً. ولم يكشف البيت الأبيض طبيعة النقاش بين الزعيمين، علماً بأن لوبيز أوبرادور أفاد بأن المحادثة كانت «ودية ومحترمة»، وتطرقت إلى مسائل الهجرة، وجائحة «كوفيد - 19»، وقضايا أخرى. ورجحت ساكي أن يجري بايدن اتصالات مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا خلال الأسبوع الحالي. اختلف الرؤساء السابقون في الوقت الذي قاموا فيه برحلات خارجية بعد انتخابهم. وسافر الرئيس السابق باراك أوباما إلى كندا في فبراير (شباط) 2009، أي بعد نحو شهر من أداء اليمين الدستورية. وقام الرئيس السابق دونالد ترمب بأول رحلة دولية له إلى السعودية في مايو (أيار) 2017. ونظراً إلى الظروف الاستثنائية التي رافقت الانتخابات في الولايات المتحدة، وأبرزها التفشي واسع النطاق لفيروس «كورونا»، يرجح أن يركز بايدن خلال الأشهر الأولى في منصبه على أجندته المحلية، حيث تتعامل إدارته مع الجائحة والأزمة الاقتصادية التي أحدثها. ومع ذلك، فقد أكد أنه يخطط لإعادة بناء التحالفات الأميركية والعمل مع الشركاء الأجانب لمواجهة «كوفيد - 19» وغيرها من القضايا العالمية.

- الحلفاء الأوروبيون والآسيويون

وعلى رغم البطء في مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان مكالماته الأولى مع نظرائه في كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان، وغيرهم عبر العالم. وأفادت الناطقة باسم المستشار، أميلي هورن، بأن سوليفان أجرى «مكالمات تمهيدية منفصلة» مع المستشار الدبلوماسي الفرنسي إيمانويل بون، ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، ومستشار السياسة الخارجية الألماني يان هيكر، ورئيس سكرتارية الأمن القومي الياباني شيجيرو كيتامورا. وقالت إن سوليفان «أكد مع الشركاء الأوروبيين على نية إدارة بايدن تعزيز التحالف عبر الأطلسي، وأكّد استعدادنا للعمل عن كثب مع الحلفاء الأوروبيين في شأن مجموعة من الأولويات المشتركة، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالصين وإيران وروسيا». وأضافت أنّه شدد في مكالمته مع كيتامورا على أهمية التحالف بين الولايات المتحدة واليابان، ورغبة الإدارة الجديدة في معالجة التحديات التي تمثلها الجائحة والصين وكوريا الشمالية. كذلك، تحدث سوليفان مع مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله مهيب. وأبلغه بأن الإدارة الجديدة تعتزم مراجعة الاتفاق الموقع بين إدارة ترمب و«طالبان»، مع «تقييم ما إذا كانت طالبان تفي بالتزاماتها قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية، للحد من العنف في أفغانستان، والدخول في مفاوضات هادفة مع الحكومة الأفغانية وأصحاب المصلحة الآخرين».

محاكمة ترمب تنطلق 8 فبراير في «الشيوخ»... تقارير تتحدث عن بحث الرئيس السابق إطلاق حزب جديد

واشنطن: «الشرق الأوسط»..... أعلن القادة الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي أن محاكمة دونالد ترمب ستبدأ في الأسبوع الثاني من فبراير (شباط)، بعد نقل لائحة اتهام الرئيس السابق إلى رئيس المجلس مطلع الأسبوع المقبل. وستسمح مهلة الأسبوعين بين تسليم لائحة الاتهام وبدء المناقشات، بألا تحتكر المحاكمة جلسات مجلس الشيوخ في بداية ولاية الرئيس جو بايدن. وبهذه الطريقة يمكن لمجلس الشيوخ عقد جلساته لتأكيد تعيين أعضاء الحكومة، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذي سيحاكم ترمب بتهمة «التحريض على التمرد»، مساء أول من أمس (الجمعة): «فور صياغة الملفات سيبدأ عرض حجج الأطراف في الأسبوع الذي يبدأ في الثامن من فبراير». وكان شومر قد أوضح قبل ذلك لزملائه أن لائحة الاتهام «ستُرسل إلى مجلس الشيوخ، الاثنين». وأكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في بيان بعد ذلك، أن «المدعين العامين لدينا مستعدون للدفاع عن قضيتهم أمام أعضاء مجلس الشيوخ المائة الذين سيعملون قضاة خلال المحاكمة». عملياً، هؤلاء «المدعون» الديمقراطيون المنتخَبون في مجلس النواب، ويقودهم جيمي راسكين، سيعْبرون (الاثنين) أروقة الكونغرس لتقديم لائحة الاتهام في قاعة مجلس الشيوخ حيث سيتلونها على أعضائه. وتشكل هذه المرحلة الافتتاح الرسمي للمحاكمة، لكن المناقشات حول الأسس الموضوعية لن تبدأ إلا بعد أسبوعين. وكان شومر قد أوضح أنّه بحث مع زعيم الغالبية الجمهورية ميتش ماكونيل، «الجدول الزمني» للجلسات و«مدتها». وأضاف: «ستكون هناك محاكمة في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة وتصويت حول ما إذا كان الرئيس مذنباً». وماكونيل اقترح الانتظار حتى منتصف فبراير لبدء المناقشات. وقال إن «لائحة الاتهام التي أعدها مجلس النواب كانت أسرع ومختصرة بشكل غير مسبوق، والمرحلة التالية لا يمكن أن تكون محاكمة غير كافية في مجلس الشيوخ». وأضاف: «نحن بحاجة لمحاكمة كاملة وعادلة يتمكن فيها الرئيس السابق من الدفاع عن نفسه، ومجلس الشيوخ من النظر في كل قضايا الوقائع وتلك القانونية والدستورية». وحتى الآن، امتنع جو بايدن عن التدخل في هذه القضية، معتبراً أنه يعود إلى الكونغرس تحديد طرق محاكمة الرئيس السابق. واتّهم مجلس النواب الرئيس السابق بتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني)، فيما كان أعضاء الكونغرس مجتمعين للمصادقة على فوز بايدن. وقد صرّح لأنصاره قبل وقت قصير من مهاجمة مبنى الكونغرس (الكابيتول) حيث زرعوا العنف والفوضى: «لن تستعيدوا بلدكم أبداً، وأنتم ضعفاء. يجب أن تُظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء». وقُتل خمسة أشخاص خلال الاعتداء. وبعد أسبوع واحد من الحادثة، أصبح دونالد ترمب أول رئيس أميركي يُتّهم مرتين من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بهدف عزله. كانت محاكمته الأولى في المجلس قد جرت في نهاية 2019 بعدما طالب أوكرانيا بالتحقيق بشأن نجل جو بايدن، لكن مجلس الشيوخ الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون قام بتبرئته. وهذه المرة، يبدو بعض الجمهوريين المنتخبين أكثر ميلاً لانتقاده. حتى ميتش ماكونيل الذي كان أحد أقوى حلفائه خلال فترة رئاسته، أعلن أنه لا يستبعد إدانته. لكنّ الدستور يفرض تحقيق أغلبية الثلثين لإدانة رئيس، أي إنه ينبغي أن ينضم 17 سيناتوراً جمهورياً في مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين الخمسين لتحقيق تلك الأغلبية المؤهلة، وهو أمر غير مؤكد في هذه المرحلة. وإذا ثبتت إدانة دونالد ترمب، فلن تتم إقالته لأنه غادر البيت الأبيض فعلياً، لكنه سيصبح غير مؤهل ليُنتخب، بعدما طرح فكرة ترشحه مجدداً للرئاسة في 2024. وفيما يستعد فريق ترمب الدفاعي لمحاكمة مجلس الشيوخ، بدأت تتكشف تفاصيل جديدة عن جهود الرئيس السابق لمحاولة قلب نتائج الانتخابات، فيما تحدّثت تقارير عن نيّته إطلاق حزب جديد يُدعى «وطنيون». وزعمت تقارير إعلامية أن ترمب فكّر في تغيير وزير العدل بالإنابة آنذاك، جيفري روزن، بمحام في وزارة العدل، بإمكانه مساعدته على إجبار مسؤولي جورجيا على إلغاء نتيجة الانتخابات في الولاية. وذكرت «نيويورك تايمز» أن ترمب لم يتراجع عن الخطوة إلا بعدما تم إبلاغه بأن جميع كبار المسؤولين في وزارة العدل سيستقيلون بشكل جماعي إذا مضى قدماً في الخطة. وخسر ترمب بفارق ضئيل ولاية جورجيا، في عملية انتخابية أصرّ -من دون تقديم أدلة واضحة- على أنها كانت مزوَّرة. ووصفت التقارير امتعاض ترمب المتزايد من رفض روزن تدخل وزارة العدل في نتيجة الانتخابات. ووضع خطة مفترضة بالاشتراك مع جيفري كلارك، وهو محامٍ في وزارة العدل أيّد ادعاءات ترمب بشأن عدم صحة نتيجة الانتخابات، لاستبدال كلارك بروزن. لكن في مواجهة استمرت ثلاث ساعات انخرط فيها الثلاثة وأوردتها «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين، تراجع ترمب بعدما قيل له إن الخطوة ستشعل موجة استقالات واسعة. ونفى كلارك بشكل قاطع أن يكون وضع أي خطة للإطاحة بروزن، وأشار إلى عدم دقة التقارير الإعلامية.

ارتياح وترقب سمة الموقف الفرنسي من الإدارة الأميركية الجديدة...

باريس متمسكة بـ«الاستقلالية الاستراتيجية» مع الحفاظ على المظلة الأطلسية...

الشرق الاوسط.....باريس: ميشال أبونجم..... منذ ما قبل فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ولاحقاً تنصيبه يوم الأربعاء الماضي، كثرت التساؤلات في باريس عن هوية الرئيس الذي «يناسب» المصالح الفرنسية: بايدن أم دونالد ترمب؟ واستدعت الإجابة إجراء مراجعة لما عرفته فرنسا، ومعها الاتحاد الأوروبي، من معاناة في التعاطي مع الرئيس الجمهوري الذي انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، ومن الاتفاق النووي مع إيران، وفرض رسوماً مرتفعة على صادرات أوروبية إلى بلاده، وتعامل بفوقية مع الاتحاد الأوروبي والأعضاء الأوروبيين في الحلف الأطلسي، ورفض الإدارة الجماعية لمشكلات وشؤون العالم، وشجع بريطانيا على «بريكست»؛ طبق شعار «أميركا أولاً». وتطول لائحة «الإهانات» التي وجهها للأوروبيين، على رأسهم المستشارة الألمانية التي اتهمها بـ«تغذية روسيا» من جهة، وطلب الحماية منها من جهة ثانية والامتناع عن رفع مساهمتها في ميزانية الحلف الأطلسي. وفي باب المآخذ الفرنسية على سياسة ترمب، أن الأخير «غض النظر» عن ممارسات تركيا في سوريا وليبيا ومياه المتوسط وناغوني قره باغ، وانحاز انحيازاً كاملاً إلى جانب اليمين الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين، وسعى إلى دفن حل الدولتين. وفي لبنان، تعتبر باريس أن إدارة ترمب «قوضت» بشكل ما جهود ماكرون لإخراج وضعه الكارثي من عنق الزجاجة، بسبب العقوبات التي فرضها على قياديين في «حزب الله» وعلى متحالفين معه. وباختصار، فإن ترمب اعتمد سياسة تأخذ بعين الاعتبار مصالح واشنطن كما يراها، تاركاً جانباً نصائح ومصالح حلفائه الأوروبيين. لذا، لم تكن مفاجأة أن يتسابق هؤلاء، من بينهم فرنسا، في الترحيب الحار بانطلاق ولاية الديمقراطي بايدن. فرئيسة المفوضية الأوروبية رأت أن «صديقاً لأوروبا» سيشغل البيت الأبيض، فيما دعاه رئيس المجلس الأوروبي «رسمياً» للمشاركة في قمة أوروبية قادمة من أجل «ميثاق تأسيسي جديد» بين الطرفين. أما الرئيس ماكرون، فقد غرد بالإنجليزية معبراً عن «أمنياته الطيبة» للرئيس ونائبته، وعن غبطته بقرار بايدن العودة إلى اتفاقية المناخ، وتوقعه بالعمل معاً «بشكل لم يسبق له مثيل حتى اليوم». ومن دواعي الارتياح الرئيسية اعتبار أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض من شأنه أن يمكن من إصلاح العلاقات عبر الأطلسي، وإحياء التعددية التي أصيبت بأربع سنوات من الهجمات الممنهجة من قبل دونالد ترمب. كما ستكون هناك عودة إلى العديد من الاتفاقيات الدولية والهيئات الرئيسية، التي أغلق ترمب الباب أمامها، الأمر الذي يسر فرنسا التي تدافع عن التعددية.

- مقاربة «واقعية»

تقول الأكاديمية المتخصصة بالشؤون الأميركية ماري ــ كريستين بوزوم، إنه «من الطبيعي أن يعبر الأوروبيون عن بهجتهم في البداية بشكل غير مسبوق إزاء انتخاب بايدن. ولكن هذه البهجة لن تدوم، لأن كل طرف سيعود للدفاع عن مصالحه». وتضيف الباحثة أن «بايدن، قبل كل شيء، هو رئيس الولايات المتحدة، وسيكون همه الأول الدفاع عن مصالح أميركا، والعمل من أجل أولوياتها الاستراتيجية، التي هي اليوم الصين وآسيا». وبرأي الباحثة، فإن بايدن سيبقى في إطار الخط الذي بدأه الرئيس الأسبق باراك أوباما وعمقه ترمب بالاستدارة نحو آسيا، حيث يرى التحديات الكبرى. لكن خطاب بايدن ومساعديه يعكس تمسكاً بحلفاء واشنطن ورغبة في التشاور، ما لا يلغي الاستدارة نحو آسيا. ولذا، فإن التوجه العام في باريس، رغم شعور الارتياح المسبق إزاء الرئيس الجديد، عنوانه التحلي بـ«الواقعية». وتنصب الدوائر المعنية على دراسة المتغيرات التي يمكن أن تظهر في الأسابيع والأشهر المقبلة في مقاربات بايدن، أكانت السياسية أو الاقتصادية، مع شعور عام بالارتياح لما تراه من عودة واشنطن إلى سياسة «تقليدية»، ورغبة في التعاون والتشاور مع الحلفاء. ومن دواعي ارتياح باريس وصول وجوه معروفة لديها إلى مناصب رئيسية، أهمها تعيين أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية. والأخير أمضى جزءاً من حياته في فرنسا، وكان تلميذاً في باريس، وله صداقات منذ الفترة التي عمل فيها داخل إدارة أوباما. وما لاقى أصداء إيجابية تصريحات الأخير أمام مجلس الشيوخ، في إطار الموافقة على تعيينه، حيث شدد على عزم إدارة بايدن «تمتين» التحالفات. ومما جاء في شهادته: «معاً، سنكون في وضع أقوى من أجل مواجهة التهديدات التي تطرحها روسيا وكوريا الشمالية وإيران، ومن أجل الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان... إن القيادة الأميركية (للعالم) ما زالت قائمة». وما يهم باريس بالدرجة الأولى العلاقة الأميركية المزدوجة بالاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي. وتفيد الأوساط الفرنسية بأن باريس ماضية في الترويج لمبدأ «الاستقلالية الاستراتيجية»، ولكن من غير التخلي عن المظلة الأطلسية. والشعور العام أن وصول بايدن وإعادة تمسكه بالحلف والحلفاء قد يدفع عدداً من البلدان الأوروبية إلى التراجع عن البحث عن هذه الاستراتيجية المستقلة، والعودة إلى الانضواء تحت المظلة الأطلسية الأميركية ما من شأنه إضعاف موقف باريس المتمسك بها.

- إيران

تنظر باريس بعين الرضا لعزم بادين العودة إلى الاتفاق النووي، ولرغبته في فتح ملفين إضافيين مع إيران، هما برامجها الصاروخية والباليستية، وسياستها الإقليمية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، من الخليج إلى لبنان. لكن الأوساط الفرنسية تنتظر للتعرف إلى تفاصيل ما تسعى إليه واشنطن ونهجها في مقاربة هذا الملف. باريس دافعت دوماً عن الاتفاق النووي، وحثت إدارة ترمب على البقاء داخله مع إطلاق مفاوضات مع إيران لاستكماله لما بعد عام 2025، إضافة إلى الملفين السابقين. لكن ما لا تريده حقيقة، وفق العديد من المصادر والمحللين، رغم وحدة الأهداف، أن تشهد «تراخياً» في الموقف الأميركي يمكن أن تستغله طهران. وجاءت تصريحات وزير الخارجية جان إيف لودريان بخصوص إيران بالغة التشدد، إذ اعتبر أنها «بصدد بناء قدرات نووية (عسكرية)»، مضيفاً أن العودة إلى اتفاقية فيينا «ستتطلب محادثات صعبة». وما لا تريده باريس هو أن تفرط واشنطن بأوراق الضغط التي بين يديها، على رأسها العقوبات دون التأكد من التوصل إلى أهدافها. وتجدر الإشارة إلى أن باريس كانت الأكثر تشدداً في 2015 إزاء بنود الاتفاق، لا بل إن وزير خارجيتها لتلك الفترة لوران فابيوس كشف لاحقاً أن نظيره الأميركي جون كيري كان «مستعجلاً» في التوصل إلى الاتفاق بضغط من أوباما. وفي الأيام القليلة الماضية، أطلقت باريس جولة من المشاورات بشأن هذا الملف. وحسب معلومات متداولة في باريس، فإن محادثات أميركية ــ إيرانية تمهيدية انطلقت في نيويورك. وجاءت تصريحات بلينكن أمام مجلس الشيوخ للموافقة على تعيينه في منصبه، لتكون بمثابة رد جزئي على المخاوف لدى أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب أو لدى حلفاء واشنطن في أوروبا والخليج، إذ قال إن العودة إلى الاتفاق «ستكون نقطة انطلاق لنعمل مع حلفائنا وشركائنا للتوصل إلى آفاق أقوى وأكثر ديمومة». هل سيكون ذلك كافياً لطمأنة باريس؟

- تركيا

من دواعي ارتياح باريس توقعها لسياسة أميركية أكثر تشدداً إزاء تركيا، التي ساءت علاقاتها بباريس «والاتحاد الأوروبي» بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب أنشطة أنقرة في سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط. وتعتبر الأوساط الفرنسية أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض وتلويح الأوروبيين بعقوبات على أنقرة، دفع الأخيرة لانعطافة قوية بغرض «تطبيع» علاقاتها مع الاتحاد، لا بل عدم تردد الرئيس التركي بمراسلة نظيره الفرنسي بعد أن كال له خلال شهور طويلة أسوأ النعوت. من هنا، فإن هناك تلاقياً بين باريس وواشنطن جاءت شهادة بلينكن لتؤكده. فقد اتهم الأخير في الشهادة المشار إليها تركيا بأنها «لا تتصرف كحليف»، كما أنه لم يستبعد أن تفرض عليها بلاده عقوبات إضافية بسبب شرائها منظمة الصواريخ «إس - 400» روسية الصنع. يضاف إلى ذلك أن تصريحات سابقة للرئيس بايدن شددت على تمسكه بمحاسبة تركيا بسبب ملف حقوق الإنسان، لا بل إنه دعا في مقابلة شهيرة المعارضة التركية للإطاحة بإردوغان عبر صناديق الاقتراع، مقترحاً مد يد المساعدة لها.

- الملف الفلسطيني - الإسرائيلي

أما في السياق الشرق أوسطي، فإن باريس وواشنطن سوف تتلاقيان فيما يخص الملف الفلسطيني ــ الإسرائيلي، إذ إن باريس انتقدت دوماً خطط ترمب و«صفقة القرن»، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري. وترى باريس أن إدارة بايدن ستعود إلى الالتزام بالمواقف التقليدية الأميركية «حل الدولتين»، وهو ما أعاد بايدن التأكيد عليه في اتصال هاتفي بملك الأردن عبد الله الثاني في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. لكن من غير المتوقع أن تتراجع إدارة بايدن عن ملف القدس أو السفارة. وبالمقابل، فمن المرجح أن يعاود بايدن المساهمة في ميزانية الأونروا ويعيد التواصل مع الجانب الفلسطيني. لكن تبقى هناك علامة استفهام حول الدور الذي ستلعبه نائبة الرئيس كامالا هاريس المعروفة بدعمها الشديد لإسرائيل. وفي سياق مواز، تنظر باريس بارتياح إلى تصريحات وزير الدفاع الأميركي الجديد الجنرال لويد أوستن، لجهة التأكيد على الاستمرار في محاربة الإرهاب وإعادة النظر في قرارات ترمب سحب القوات الأميركية من عدة ميادين، منها العراق. كثيرة الملفات التي تريد فرنسا أن تناقشها مع الإدارة الجديدة، وأحدها يرتدي أهمية خاصة، إذ يتناول المساعدة التي تقدمها واشنطن إلى قوة «برخان» الفرنسية في مالي. وما لا تتمناه باريس أن تعمد القيادة الأميركية إلى إغلاق قاعدة جوية تشغلها في النيجر، ومنها تنطلق الطائرات المسيرة (درون) التي تحتاج باريس لمعلوماتها الاستخبارية الإلكترونية ولصورها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في منطقة شاسعة. وكل ذلك يشكل مادة دسمة لملفات سيلاحقها الطرف الفرنسي بانتظار أن تكشف واشنطن عن مخططاتها المستقبلية.

مادورو مستعد لفتح "صفحة جديدة" مع إدارة بايدن

فرانس برس... واجهته اتهامات أخرى تتعلق باستقدام مقاتلين من حزب الله إلى فنزويلا لعمل المخدرات ... مادورو يدعو لتأسيس "مسار جديد" مع إدارة جو بايدن....أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، السبت، عن استعداده لفتح صفحة جديدة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، داعياً إلى التأسيس لـ"مسار جديد" بعد سنوات من العلاقات المتأزّمة مع الرئيس السابق دونالد ترامب. وقال الرئيس الاشتراكي أمام أنصاره "نحن على استعداد لسلوك مسار جديد في علاقاتنا مع حكومة جو بايدن يستند إلى الاحترام المتبادل والحوار والتواصل والتفهّم"، مضيفاً أنّه "على استعداد لقلب الصفحة" مع الإدارة الأميركيّة الجديدة. كانت إدارة ترامب فرضت عقوبات اقتصاديّة عدّة على فنزويلا، تشمل حظراً نفطيّاً لا يزال سارياً منذ عام 2019، في محاولة لإطاحة نظام مادورو الاشتراكي الذي تصفه الولايات المتحدة بالمستبدّ. وبعد برود في العلاقات بين البلدين استمرّ سنوات، انقطعت العلاقات الدبلوماسيّة نهائيّاً بين كراكاس وواشنطن في 23 يناير 2019 إثر اعتراف واشنطن بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً موقّتاً لفنزويلا. وبعد فوز بايدن في الانتخابات الأميركيّة، هنّأ مادورو السياسيَّ المخضرم، قائلاً إنّ فنزويلا "مستعدّة للحوار والتفاهم الجيّد مع شعب الولايات المتحدة وحكومتها"، مكرّراً ذلك في ديسمبر. ويعتقد محلّلون أنّ إدارة بايدن ستتّخذ موقفاً أكثر اعتدالاً حيال فنزويلا وستدعم الوساطات الدوليّة من أجل الانتقال نحو حكومة جديدة في هذا البلد.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.... السيسي للمصريين: أخبار تحديد النسل إيه؟.. «أثر الحوار في مكافحة التطرف» أمام مؤتمر ديني بالقاهرة...سرقات ومشردون و70 ألف نازح.. دارفور تستنجد... اتفاق «الحوار الليبي» في بوزنيقة على «المناصب السيادية»...الجيش الأوغندي يقتل 189 عنصراً من «حركة الشباب» في الصومال..تونس: «شبهات فساد» تحوم حول وزراء في التعديل الحكومي...العثماني يرفض «التخوين» لتوقيعه «التطبيع» مع إسرائيل...

التالي

أخبار لبنان.... بايدن وماكرون: تنسيق حول إيران ولبنان.. و متابعة سويسرية لملف التحويلات... تجميد حسابات مصرفية للبنانيين في الخارج..التمديد للبرلمان اللبناني أمر واقع... وعون يخطط لملء الفراغ....باسيل - عون: معركة الرئاسة بين الطائف وتغيير النظام...ضرب بسبب «بوست» ضد ميناء بري...شاحنات إيرانية في لبنان.. والأهالي "لسنا دويلة للفقيه"....حليب الأطفال مقطوع في لبنان.. مسح إسرائيلي لمنطقة داخل الأراضي اللبنانية...«الكتائب» يبلور ورقة سياسية لجبهة معارضة...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,735,548

عدد الزوار: 6,911,110

المتواجدون الآن: 102