أخبار وتقارير... فلاديمير بوتين: سنواصل الحوار إذا كانت واشنطن مستعدة.... ألمانيا غير مستعدة للتماثل الاستراتيجي... الهجرة العالمية تُحرك الديمقراطية حول العالم... حقيقة الصين المؤلمة... اليابان: نوايا الصين العسكرية "غير واضحة"..الرئيس الإيراني «المرتقب» على محك الاقتصاد لا... النووي.. «رؤى مشتركة» بين بينيت وبايدن حول «النووي» الإيراني.. بايدن يرفض عرض بوتين «فوائد» مصالحة الأسد..البيت الأبيض: بايدن "تحدى بوتين بشكل مباشر بشأن العديد من القضايا"..الخارجية الروسية: الوضع في جنوب شرق أوكرانيا يدعو للقلق..

تاريخ الإضافة الجمعة 18 حزيران 2021 - 4:44 ص    عدد الزيارات 1500    التعليقات 0    القسم دولية

        


فلاديمير بوتين: سنواصل الحوار إذا كانت واشنطن مستعدة....

الرئيس الأميركي جو بايدن يهوّن من شأن روسيا كـ«منافس مباشر» ويتعرّض لهجوم جمهوري عنيف «لمنحه المسرح لموسكو»...

الجريدة....بعدما انعقدت قمة جنيف وسط ظروف تمر بها علاقات البلدين بأسوأ مراحلها، وبحث الجانبان الأميركي والروسي فيها قضايا عدة على رأسها الأمن السيبراني، وملفات أمنية وسياسية واقتصادية متنوعة هي محل خلاف بين موسكو وواشنطن، جدّدت روسيا استعدادها لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة إذا كانت لدى الأخيرة النية لذلك. غداة أول قمة جمعته بنظيره الأميركي جو بايدن في جنيف، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، استعداده لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة؛ إذا كانت واشنطن مستعدة لذلك. وخلال لقاء مع خريجي كلية لكبار الكوادر الروس بثه التلفزيون، علّق بوتين على نتائج القمة، ووصف أجواءها بأنها "كانت ودية"، مضيفاً أنه ونظيره الأميركي جو بايدن "تمكنّا من فهم مواقف بعضنا بعضاً بشأن القضايا الرئيسية". وقال:"اننا مستعدون لمواصلة الحوار مادام أبدى الجانب الأميركي استعداداً لذلك". وأضاف بوتين:"روسيا عرضت على الولايات المتحدة منذ سنوات بدء حوار حول الأمن السيبراني، لكن الجانب الأميركي رفض، واتهمنا بارتكاب كل الذنوب". وتابع:"من الأفضل توحيد جهود الدول في مكافحة الجرائم الإلكترونية بدلاً من التلاعب بالمعطيات، والبحث عن الجناة". واعتبر بوتين أن "صورة الرئيس الأميركي كما تُصورها الصحافة لا تمت بصلة للواقع"، مشيراً إلى أن بايدن "يبدو نشيطاً، وهو ملم تمام بتفاصيل المواضيع". وشدّد على أن "بايدن محترف، وعليك العمل معه بحذر شديد، كي لا يفوتك شيء"، لافتاً إلى أن "الرئيس الأميركي يدرك تماماً ما يريده، ويتصرّف بمهارة شديدة"، متمنياً أن يُسمح لبايدن "بالعمل بسلام".

بيسكوف

وبعد يوم على قمة جنيف والاتفاق على عودة السفراء وإطلاق حوار شامل رغم الخلافات، رجح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن يعود السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف إلى مقر عمله خلال الأيام المقبلة. وكان أنطونوف، ورئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في موسكو جون سوليفان، عادا إلى بلديهما في وقت سابق لإجراء مشاورات. وخلال القمة أمس الأول، تم الاتفاق على عودتهما إلى مقري عمليهما. وفيما يتعلّق بالملف السوري، قال الناطق باسم الكرملين، "لقد تم بحث المسألة السورية، لن أتطرق إلى التفاصيل لأن جلسة المفاوضات كانت مغلقة". وأضاف: "رغم أن العلاقات الثنائية تمر بفترة صعبة جداً فإن القوات الروسية والأميركية مستمرة في الحوار، وهذا حوار مهم جداً من وجهة نظر عدم التضارب". من ناحية أخرى، أعلن بيسكوف أن قمة جنيف كشفت عن استحالة تقريب وجهات نظر واشنطن وموسكو إزاء التطورات في بيلاروسيا، وحذر في الوقت نفسه من أن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي "ناتو" يشكل خطاً أحمر لموسكو. كما رحّب الناطق باسم الكرملين بعودة الولايات المتحدة إلى "المنطق" غداة التزام الرئيسين حواراً حول "الأمن الاستراتيجي" ونزع السلاح النووي. ووقّع بوتين وبايدن بالأحرف الأولى نصاً قصيراً أكدا فيه عزمهما إقامة "حوار حول الاستقرار الاستراتيجي" لاسيما مسألة ضبط الأسلحة النووية في حين انسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب من معاهدات ثنائية ومتعددة الأطراف. وقال بيسكوف: "النص قصير جداً، لكنه وثيقة مشتركة حول الاستقرار الاستراتيجي يظهر مسؤولية خاصة لبلدينا ليس فقط حيال شعوبنا بل أمام العالم بأسره". وأبدى بيسكوف قناعته بضرورة أن تنطلق مفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي والرقابة على التسلح بين روسيا والولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن. من ناحيته، وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف احتمال قيام حوار حول نزع السلاح النووي ورفض الحرب الذرية بأنه "إنجاز فعلي". وقال إن موسكو تتوقع أن تبدأ محادثات الحد من التسلح مع الولايات المتحدة في غضون أسابيع. وتمتلك روسيا والولايات المتحدة أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم على ما جاء في تقرير صادر عام 2020 من "معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام".

هجوم جمهوري

الترحيب الروسي قابله هجوم عنيف على الرئيس الديمقراطي شنّه أعضاء الحزب الجمهوري، يتقدّمهم الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ قالوا إن بايدن لم يواجه نظيره الروسي، بل كافأه بعقد هذه القمة لتشريع أنشطته. وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، قال ترامب، أن الولايات المتحدة لم تحقق أي شي في القمة، معتبراً أن موسكو فازت بهذا اللقاء. أضاف: "أعطينا المسرح لروسيا ولم نحصل على شيء". من ناحيته، اعتبر كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية مايك مكول، أن "إدارة بايدن افتقرت للحسم مع روسيا رغم إصدارها مواقف كثيرة تدين أنشطة بوتين واعتداءاته". كما اتهم بايدن "بالتغاضي عن محاسبة بوتين على التصعيد العسكري الروسي تجاه أوكرانيا"، منتقداً عدم فرض إدارة بايدن عقوبات مرتبطة بـ "نورد ستريم 2" الذي سيعزز نفوذ الكرملين في أوروبا. وقال لينزي غراهام عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، الذي كثيراً ما ينتقد بايدن، إنه انزعج لسماعه أن الرئيس أشار إلى أن بوتين تقلقه نظرة الدول الأخرى له. وقال غراهام السيناتور عن ساوث كارولاينا "من الواضح لي أن بوتين لا يهتم على الإطلاق بنظرة الآخرين له، وبصراحة، هو يستمتع بسمعة أنه قادر على التدخل بنجاح في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". ومن الملفات الأخرى أيضاً التي اتهم الجمهوريون بايدن بالتساهل فيها، عمليات القرصنة الإلكترونية التي تتهم واشنطن موسكو بالقيام بها، إضافة لقضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، إذ قال الجمهوريون إن "بايدن بعث برسالة مفادها أن واشنطن غير مستعدة للرد بحزم على انتهاكات حقوق الإنسان، فضلاً عن الدور الروسي الداعم لنظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في بيلاروسيا".

بايدن

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، سعى في أولى جولاته الخارجية، للتأكيد على أن روسيا ليست منافساً مباشراً لبلاده، بل مجرد لاعب ثانوي في عالم تنشغل فيه واشنطن بشكل متزايد بالصين. ويقول مساعدون إن بايدن يريد توجيه رسالة مفادها أن بوتين يعزل نفسه على الساحة الدولية بتصرفاته بدءاً من التدخل في الانتخابات والهجمات الإلكترونية على دول غربية إلى معاملته للمعارضين في الداخل. وذكر بعض المراقبين أن بايدن قد يعمل في خط مواز محاولا وقف تدهور العلاقات الأميركية ـــ الروسية ودرء خطر نشوب صراع نووي مع الاستمرار في التهوين من شأن روسيا. وسعى بايدن للتأكيد على أن موسكو ليست منافساً مباشراً للولايات المتحدة، مكرراً بذلك نهج الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي وصف روسيا بأنها "قوة إقليمية" بعد ضمها لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014. وقال بعد اجتماعه مع بوتين إن روسيا "تستميت كي تظل قوة كبرى". وأضاف قبل أن يستقل طائرة الرئاسة عائدا من جنيف "روسيا في وضع صعب جداً الآن. الصين تُضيق عليها بشدة". وقال ساخراً، إن الروس "لا يريدون أن يوصفوا بأنهم، كما قال بعض المنتقدين كما تعرفون، فولتا العليا بسلاح نووي". وكان يشير إلى المستعمرة الفرنسية السابقة في غرب إفريقيا التي غيرت اسمها إلى بوركينا فاسو. وأشار بايدن كذلك إلى مشكلات الاقتصاد الروسي وانتقد بوتين بسبب اعتقال روسيا لاثنين من الأميركيين وتهديدات لإذاعتين تمولهما الحكومة الأميركية هما "إذاعة أوروبا الحرة" و"إذاعة الحرية". وقال ماثيو شميت، الأستاذ المساعد بجامعة نيو هيفن والمتخصص في الشؤون الروسية والأوروآسيوية إن بايدن يسعى لتقويض دور بوتين على الساحة الدولية. أضاف:"الاستراتيجية ببساطة هي استفزاز بوتين ولكن ببعض الحقائق الواقعة...الضربة المضادة ستحدث على أي حال بصرف النظر".

ألمانيا غير مستعدة للتماثل الاستراتيجي

الجريدة....كتب الخبر بوليتيكو.... تلوح أزمة مزدوجة في الأفق بسبب الصين وروسيا بدءاً من السنة المقبلة، لكن السياسيين الألمان الذين يتنافسون على منصب أنجيلا ميركل لم يقدّموا أي أجوبة عن أبرز الأسئلة الشائكة، حتى أنهم لا يعترفون بضرورة وضع استراتيجية طويلة الأمد. لنتخيل أننا انتقلنا إلى تاريخ 5 مايو 2022 حيث تحصل الأحداث المحتملة التالية: يوشك العالم على مواجهة فوضى عارمة مجدداً. مرّ شهران منذ أن أدى هجوم إلكتروني قوي ضد مقر "شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات" إلى تجميد قطاع الإنتاج، وفي حين توشك إمدادات أشباه الموصلات العالمية على الانهيار، تواجه جميع قطاعات الاقتصاد الألماني مشاكل كبرى، وتأثّر مصنّعو الهواتف الذكية وأجهزة التوجيه والسيارات والثلاجات بتباطؤ الإنتاج وإعاقة عمليات التسليم، وشهدت الأسعار ارتفاعاً هائلاً، وتُعتبر خسائر الإنتاج في شركة الرقائق التايوانية العملاقة مسيئة إلى القطاع، ويدعو رؤساء أبرز شركات السيارات والإلكترونيات في ألمانيا مكتب المستشار الألماني إلى التحرك لإنقاذ الوضع. في واشنطن، يتّهم الكونغرس الصين بتنظيم اعتداءات إلكترونية ضد "شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات" لفرض إعادة توحيد الجزيرة مع بر الصين الرئيسي، وتنكر بكين هذه الادعاءات بقوة وتُسلّط الضوء من جهتها على "الوجود غير القانوني" للقوات البحرية الغربية في مضيق تايوان، وإذا لم تنسحب تلك القوات فوراً، فسيضطر خفر السواحل الصينيون لممارسة حقهم في الدفاع عن نفسهم، وتشارك فرقاطة ألمانية في التدريبات البحرية الغربية. في الوقت نفسه، يلوح وضع خطير آخر في الأفق على حدود بولندا الشرقية، فبعد وفاة الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في توقيت غير متوقّع، بدأت موسكو تحشد آلاف الجنود على طول حدودها مع بولندا وليتوانيا، واستُعمِلت معدات ثقيلة في المنطقة الروسية العسكرية الغربية في المعزل الروسي في "كالينينغراد"، حيث يبرر الرئيس فلاديمير بوتين الحشد العسكري الذي ينفذه بلده، فيزعم أن بيلاروسيا باتت مُعرّضة لـ"ثورة ملوّنة" مدعومة من الغرب، وتشعر الحكومات في وارسو وتالين وفيلنيوس وريغا بقلق شديد بسبب توسّع الوجود العسكري الروسي على حدودها، وخوفاً من أن تغزو موسكو ممر "سوالكي" البولندي الذي يفصل منطقة البلطيق عن بقية دول حلف الناتو، ينوي الحلفاء في الجناح الشرقي اقتراح تفعيل المادة الخامسة رسمياً، أي "بند الدفاع الجماعي" في الحلف، خلال اجتماع خاص وعاجل في مجلس شمال الأطلسي. كيف يُعقَل أن تتعامل حكومة الائتلاف المُنتخَبة حديثاً في برلين مع هذا النوع من السيناريوهات المحتملة؟ هل ستوافق على تفعيل بند المساعدات المتبادلة في ميثاق حلف الناتو وتقرر تحديث الوحدة الألمانية في ليتوانيا؟ وما الخيارات التي تملكها لفرض ضغوط سياسية على الصين، ومنع أي تصعيد عسكري محتمل في مضيق تايوان، وتخفيف العواقب الاقتصادية لأي نقص في الرقائق الدقيقة؟ وما التوقعات التي يُفترض أن تحملها برلين من الاتحاد الأوروبي وشركائها في الناتو؟

الأفكار الألمانية قيد التشكيك

لكل من يريد تحديد مسار ألمانيا السياسي وضمان وصوله إلى منصب المستشار الألماني، ثمة حاجة إلى مناقشة سيناريو "التماثل الاستراتيجي" بجدّية.

أولاً، قد يصبح هذا التمرين العقلي مفيداً جداً للتأكد من الرأي الذي يحمله كل طرف حول اثنتَين من كبريات القوى القارية في العالم وأهدافهما الوطنية وقدراتهما، فهل سيقيّم قادة ألمانيا المستقبليون طموحات روسيا والصين العالمية على المدى الطويل مقارنةً بالطموحات الغربية بطريقة منطقية وواقعية؟ وهل يدرك المرشحون الألمان أن الديمقراطيات الغربية باتت مضطرة، للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، للتكيف مع منافستَين استراتيجيَتين قويتَين، لا منافِسة واحدة؟...... لا يمكن مقارنة التحديات الاستراتيجية بتهديدات أمنية أخرى مثل الإرهاب أو زعزعة الاستقرار على الحدود الخارجية لأوروبا، كما تعارض الصين وروسيا بكل وضوح النظام الليبرالي الديمقراطي الغربي، فأعلنت الصين رسمياً أنها تسعى إلى التفوق على الولايات المتحدة في مجالات أساسية من سلطة الدولة خلال العقدين المقبلين، وفي المستقبل المنظور، قد تنافس القدرات العسكرية الصينية المتزايدة مكانة واشنطن كقوة عظمى، يُفترض أن يعتبر صانعو السياسة الألمان طبيعة مهام جيش التحرير الشعبي الصيني جرس إنذار لهم، لا سيما سعيه إلى حماية المصالح الاقتصادية الوطنية في الخارج، بما في ذلك داخل أوروبا. في المقابل، لا تملك روسيا بقيادة بوتين المستوى نفسه من القوة الصلبة والناعمة لتحقيق أهدافها الوطنية، لكن بدعمٍ من القوى التقليدية المستحدثة والترسانة النووية وتزامناً مع زيادة اتكال أوروبا عليها في مجال الطاقة، نجحت موسكو في ترجيح الميزان الاستراتيجي داخل أوروبا لصالحها خلال العقد الماضي، ومن وجهة نظر الكرملين، أثبت استعمال الوسائل الهجينة لزعزعة استقرار الدول الغربية المجاورة فاعليته تزامناً مع البقاء تحت عتبة الاشتباك العسكري المباشر. في السنوات الأخيرة، أصبحت الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين وثيقة أكثر من أي وقت مضى، بحيث تتماشى سياسة "استرجاع العَظَمة الروسية" التي طرحها بوتين مع شعار الرئيس الصيني شي جين بينغ حول "تجديد الأمة الصينية العظيمة، وهو أعظم حلم لدى جميع الصينيين في العصر الحديث"، ومن المتوقع أن يصبح التنسيق بين المصالح الاستراتيجية للبلدَين القاعدة المعتمدة مستقبلاً، مما ينذر بظهور عواقب متعددة الأوجه على مستوى استقرار النظام الدولي.

ثانياً، يجب أن يدرك المرشحون الألمان أن تصريحاتهم السياسية وتحركاتهم الملموسة تخضع لتحليل دقيق في موسكو وبكين، وتهتم روسيا والصين تحديداً بتقييم قدرة الحكومة الجديدة على التفكير والتخطيط واتخاذ خطوات استراتيجية، فما الأفكار التي ينوي الشركاء المحتملون في حكومة الائتلاف تنفيذها على المدى الطويل لحماية المصالح الألمانية والأوروبية؟ وإلى أي حد سيكونون مستعدين سياسياً للتحرك بطريقة سريعة وحاسمة؟ وما الأدوات والقدرات التي سيستعملونها على الأرجح لتحقيق الأهداف الألمانية الاستراتيجية ونشر القيم الأوروبية؟........ تستطيع الأطراف التي تبحث عن أجوبة عن هذه الأسئلة في موسكو وبكين أن تسترخي لأن أبرز الأحزاب الألمانية لم تُطوّر حتى الآن أي نوع من العقلية الاستراتيجية، وعملياً، تعهد الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر بالالتزام بالشراكة العابرة للأطلسي، ورغم وجود بعض الاختلافات البسيطة في مواقف الأحزاب، تدعو هذه الأطراف كلها إلى زيادة قدرات أوروبا وتعزيز تماسكها، لكن لا تزال الحلول الملموسة التي تسمح بتحقيق هذه الأهداف عشوائية وغير واضحة.

جاهزية الحزب الاشتراكي الديمقراطي للحوار

في البيان الانتخابي الخاص بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي اختار وزير المالية، أولاف شولتس، مرشّحاً عنه في السنة الماضية، تَقِلّ المراجع الملموسة حول زيادة التوتر بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، وتتعرّض تصرفات الصين في هونغ كونغ وضغوطها المتزايدة على تايوان للنقد، ويُسلَّط الضوء أيضاً على القمع الصيني لمسلمي الإيغور وانتهاكات أخرى يرتكبها البلد في مجال حقوق الإنسان. من وجهة نظر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يجب أن "تبدي أوروبا استعدادها للتحاور مع الصين حول التعاون والمنافسة بطريقة بناءة ونقدية في آن"، لكن لم يتّضح بعد المعنى الدقيق لهذه العبارة. في ما يخص روسيا، يتمسك الحزب الاشتراكي الديمقراطي عموماً بفلسفة الانفراج التقليدية، فيذكر في بيانه الانتخابي: "رغم جميع الانتقادات الضرورية، نحن ملتزمون بالمشاركة في الحوار والتعاون مع روسيا"، ويُفترض أن يكون التواصل مع المجتمع المدني وتسهيل إجراءات التأشيرة لفئة الشباب مفيدَين في هذا المجال، ويمكن اعتبار التواصل الشخصي إيجابياً في جميع الحالات، لكن من المستبعد أن تثني هذه الخطوات الكرملين عن طموحاته الاستراتيجية، كذلك، تطرح الرسائل التي يوجّهها قادة بارزون في الحزب الاشتراكي الديمقراطي إشكالية كبرى، فهي لا تدعم صراحةً وحدة الغرب التي يتكلم عنها الجميع، ويمكن إيجاد هذه الرسائل مثلاً في مواقف رئيسة وزراء ولاية "مكلنبورغ فوربومرن"، مانويلا شفسيغ، التي قبلت مساعدات مالية كبرى من شركة "غازبروم" الروسية والمملوكة للدولة كي تتمكن من متابعة بناء خط الأنابيب "نورد ستريم 2"، كذلك، دعا نظيرها مايكل كريتشمر من الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية "ساكسونيا" الرئيس فلاديمير بوتين إلى زيارة "دريسدن". لقد تراجعت أهمية مقولة شائعة تنذر باستحالة الفوز في الانتخابات بناءً على مسائل السياسة الخارجية والأمنية في عصر العولمة الراهن، ومن المتوقع أن تزيد روسيا والصين الضغوط على الغرب مستقبلاً، فردياً وجماعياً، باعتبارهما "ثنائياً استراتيجياً"، في حين تُقدّم لهما المجتمعات الغربية المنفتحة والديمقراطية أهدافاً قيّمة، وخلال السنوات المقبلة، سيضطر الغرب للسيطرة على علاقته الصدامية مع موسكو والتحكم بالاضطرابات الناجمة عن الخصومة الاستراتيجية وزيادة الاتكال على بكين. أصبحت العناصر الأساسية من أي استراتيجية طويلة الأمد تجاه روسيا والصين واضحة، وهي تشمل اكتساب قدرة استراتيجية كبرى على استباق الأحداث تزامناً مع إجراء تدريبات منتظمة، وتحديد مخاطر الأمن القومي الناجمة في المقام الأول عن تنامي التأثير الاقتصادي والتكنولوجي الصيني في ألمانيا، وتعزيز المرونة في أهم المجالات والبنى التحتية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، وتحديث القدرات العسكرية الوطنية بطريقة مستهدفة، وإثبات استعداد البلد للدفاع عن القيم الديمقراطية ومتابعة التحاور والتعاون، طالما تتماشى هذه المقاربة مع المصالح الألمانية والأوروبية. تتعلق أول خطوة مهمة في هذا المجال بأن يفهم قادة الأحزاب الألمانية حاجة ألمانيا العاجلة إلى هذا النوع من الاستراتيجيات على المدى الطويل.

الهجرة العالمية تُحرك الديمقراطية حول العالم

الجريدة....كتب الخبر فوراين أفيرز... هجرة العمال من الدول ذات المداخيل المنخفضة إلى دول ذات مداخيل مرتفعة... لطالما كانت التحويلات المالية التي يرسلها المهاجرون إلى عائلاتهم في وطنهم الأم محركاً أساسياً للتنمية في الدول الفقيرة، حيث يقدّر الجميع تلك المنافع الاقتصادية، لكن لا يلتفت الكثيرون إلى تداعياتها السياسية: تُعتبر التحويلات المالية من أقوى الأسلحة ضد الأنظمة الدكتاتورية، حيث يستفيد المواطنون في المجتمعات المنغلقة من التمويل الخارجي ويتراجع اتكالهم على الحكومات الاستبدادية ويصبحون أكثر ميلاً إلى المطالبة بالإصلاح. كذلك، تسمح الأموال التي يرسلها المهاجرون للشعوب بممارسة الضغوط، مما يُمهّد لإحداث تغيير ديمقراطي. بلغت التحويلات المالية حول العالم نسبة قياسية ووصلت إلى 548 مليار دولار في عام 2019، فأصبحت بذلك أكبر مصدر للأموال الخارجية في الدول النامية وتجاوزت حجم المساعدات الدولية بثلاثة أضعاف، وأثبتت هذه التحويلات قوتها في زمن كورونا أيضاً، فوفق أحدث التقديرات، تراجعت التحويلات العالمية الإجمالية بنسبة 1.6% فقط في عام 2020، وقد حققت نتائج أفضل من الاستثمارات الخارجية المباشرة أو المساعدات التنموية على مر الأزمة. لقد أصبح دور التحويلات المالية في الربط بين الهجرة والتنمية واضحاً، فحين يهاجر العمال من الدول ذات المداخيل المنخفضة أو المتوسطة إلى دول ذات مداخيل مرتفعة، هم لا يسعون بذلك إلى كسب أجور متزايدة فحسب، بل يرسل عدد كبير منهم مكاسبه مباشرةً إلى أفراد عائلاتهم في وطنهم الأم. نتيجةً لذلك، يرتفع مستوى الاستهلاك وتتوسع الاستثمارات في الرأسمال البشري والسلع العامة في تلك المجتمعات، وتنتج الهجرة إذاً منافع اقتصادية عدة لمن يهاجرون ومن يبقون في بلدهم. يتراجع الإجماع حول التداعيات السياسية للهجرة، وفي الدول المضيفة ذات الدخل المرتفع، يظن الخصوم والمشككون أن الهجرة تُضعِف القيم المشتركة وتعوق توفير السلع العامة، وهم يستعملون هذا النوع من الادعاءات لتأجيج مشاعر القومية وكره الأجانب وتقوية القادة المعادين للديمقراطية، لكن من خلال التركيز بشكلٍ شبه حصري على آثار الهجرة في العالم الغني، يتجاهل الجدل السياسي التقليدي قدرة المهاجرين على تحديد النتائج السياسية في بلدهم الأم. لقد أصبحت نتائج الهجرة واضحة: تسهم التحويلات المالية التي يرسلها العمال في إرساء الديمقراطية، وفي المجتمعات المنغلقة سياسياً، غالباً ما تكون تلك التحويلات المصدر الوحيد للمداخيل الخارجية التي تتجاوز سطوة الحكومات، ولا تصل هذه الأموال إلى الدولة، بل تُسهّل تنظيم الاحتجاجات وتُضعِف التكتيكات الاستبدادية، مما يؤدي إلى ترجيح ميزان القوى لمصلحة المواطنين الذين يسعون إلى إحداث تغيير ديمقراطي. باختصار، قد تكون الهجرة العالمية واحدة من أقوى محركات الديمقراطية الدولية حين تسمح للناس بالتنقل والعمل وتقاسم أموالهم بكل بساطة.

تمويل الديمقراطية

كانت الدول الغنية تتوق إلى تحرير تدفق الرساميل في العقود القليلة الماضية، لكنها حافظت على ضوابط صارمة للسيطرة على حركة اليد العاملة عبر الحدود، ومع ذلك، ارتفع عدد المهاجرين الدوليين بدرجة كبيرة في آخر عقدَين، من 173 مليونا في عام 2000 إلى 272 مليونا في بداية أزمة كورونا، وفق معطيات الأمم المتحدة. يقيم نصفهم تقريباً في دول ذات دخل مرتفع، فقد يترافق تبادل الأفكار الذي يحصل حين يستقر المهاجرون في أنظمة ديمقراطية متقدمة مع تسهيل إرساء الديمقراطية في دول المنشأ. تحمل المجموعات التي تعود إلى وطنها الأم القيم التي اكتسبتها حديثاً إلى بلدانها، حتى أن الفئات التي تبقى في الخارج تنقل مواقفها السياسية إلى عائلاتها وأصدقائها، حيث تقوّي هذه "التحويلات الاجتماعية" القيم الديمقراطية وتعزز مشاركة الناس، حتى وسط المواطنين الذين لا يغادرون وطنهم مطلقاً. تكشف الأبحاث أن تبادل الأفكار المباشر ليس العامل الوحيد الذي يربط بين الهجرة وإرساء الديمقراطية، بل يتأثر الوضع أيضاً بتبادل الأموال، وتصل التحويلات النقدية إلى الأفراد والجماعات مباشرةً، وتتجاوز الحكومات الاستبدادية بطريقة تعجز عنها المساعدات والاستثمارات الخارجية، حتى الأرباح المالية المشتقة من التجارة الدولية تتدفق عموماً إلى خزائن الحكومة أو تصل إلى جهات داخلية موالية للنظام. تسمح التحويلات المالية بتقوية المواطنين الذين يطالبون بالديمقراطية في بلدان المنشأ، ويحصل ذلك عبر توفير الموارد اللازمة لتنشيط المعارضة السياسية، فقد يكون تنظيم التظاهرات أو تخصيص الوقت للمشاركة فيها عملية مكلفة، لا سيما في الأماكن التي يستفحل فيها الفقر والقمع السياسي. تسهم الأموال الخارجية في تقليص العوائق التي تمنع مشاركة الناس، إذ يفترض المشككون أن المناطق التي تميل إلى تأييد المعارضة قد تجذب تحويلات مالية إضافية وتشكّل بيئة خصبة للمعارضة العلنية من دون وجود رابط سببي بين العاملَين، لكن هذا النمط استمر بعد تحليل السلوكيات السياسية داخل المنطقة نفسها، وزادت المنافع لمصلحة جماعات المعارضة لكن لم تحرك التحويلات المالية الرأي العام في معاقل الأنظمة الحاكمة. تأكدت هذه النتائج عند توسيع التحليلات وإعطائها طابعاً عالمياً، وبعد تقييم 130 نظاماً استبدادياً في 84 بلداً خلال العقود الأربعة الماضية وجمع المعلومات من البيانات المرتبطة بالحركات الاحتجاجية حول العالم، تبيّن أن توسّع نطاق الاحتجاجات المعادية للحكومات بفضل التحويلات المالية كان يساوي النتيجة المسجلة خلال سنوات الانتخابات مقارنةً بالسنوات الأخرى، وفي الوقت نفسه، أدت التحويلات المالية إلى تراجع الحركات الموالية للحكومات والقادرة على تقوية الأنظمة الاستبدادية. عملياً، موّلت حركة الهجرة العالمية النشاطات السياسية الأكثر ميلاً إلى إرساء الديمقراطية سلمياً في آخر ربع قرن. لكنّ تسهيل الاحتجاجات ليس الطريقة الوحيدة التي تسمح للتحويلات المالية بإضعاف سيطرة الأنظمة الاستبدادية، بل تُضعِف تلك التحويلات الاستراتيجيات التي تضعها الحكومات غير الديمقراطية للتمسك بالسلطة، وفي الأنظمة التي تدخل في خانة الدول الاستبدادية الانتخابية أو التنافسية، يفوز المسؤولون في الانتخابات، أو حتى في استحقاقات حزبية خالية من التزوير نسبياً، من خلال شراء الأصوات، وتستهدف هذه الجهود الناخبين في المناطق المتأرجحة لزيادة نسبة المشاركة لمصلحة الحكومة، ويمكن رصد هذا النوع من "الزبائنية" في دول متنوعة مثل ماليزيا والمكسيك والسنغال وزيمبابوي. على صعيد آخر، تؤدي المداخيل المشتقة من التحويلات المالية إلى تراجع اتكال المواطنين على دعم الحكومة، مما يعني قطع العلاقات بين الأنظمة الاستبدادية الانتخابية والناخبين من أصحاب المداخيل المنخفضة، وتكشف دراسة حول الدول الاستبدادية الإفريقية أن التحويلات المالية لا تؤثر بقوة في مشاركة الناخبين في المناطق المحسوبة على المعارضة، لكنها تُخفّض نسبة المشاركة بمعدل يتراوح بين 4 و6% في المناطق المتنازع عليها، وقد يكون هذا الوضع كافياً لترجيح الكفة لأحد المنافسين السياسيين، فقد كشفت التحليلات العالمية أيضاً أن التحويلات المالية تُضعِف الدعم الانتخابي الذي يحظى به أي حاكم استبدادي في السلطة، ويحصل ذلك مع أن زيادة المداخيل المشتقة من التحويلات المالية في زمن الانتخابات تقوي الاقتصاد الوطني، وتصبّ هذه النزعة عموماً لمصالح المسؤولين الذين يشغلون أعلى المناصب في السلطة، إذ يميل الناخبون إلى مكافأتهم على تحسّن مستوى معيشتهم. هذا الخليط من تحسّن موارد الخصوم وتراجع الاتكال على الحكومة وسط مناصريها كفيل بزعزعة استقرار الأنظمة الاستبدادية، وفي أنحاء العالم، ترتبط زيادة التحويلات المالية بتقوية المجتمع المدني وتوسيع استقلالية المعارضة، وترسم هذه العمليات نمطاً عالمياً يربط بين المداخيل الخارجية وإرساء الديمقراطية منذ فترة السبعينيات، وقد أسهمت الاستقلالية السياسية المرتبطة بالتحويلات المالية في إطلاق عمليات انتقالية ديمقراطية، وهذا ما حصل مثلاً عند إنهاء حُكم الحزب الواحد في السنغال في عام 2000، وعند هزيمة رئيس غامبيا المفاجئة في انتخابات عام 2016 بعد وجوده في السلطة طوال عشرين سنة.

نحو إبطاء مسار الاستبداد؟

تقدّم حركات الهجرة والتحويلات المالية طريقة جديدة للتفكير بكيفية ردم الهوة بين العولمة وإرساء الديمقراطية، ولا تتكل هذه الطريقة على قدرات التكامل الاقتصادي المشبوهة أو مبادرات السياسة الخارجية الغربية لتغيير تصرفات أي حكومة استبدادية، وعلى عكس أشكال أخرى من التمويل العابر للحدود، تكون التحويلات المالية لا مركزية، حيث يسيطر الأفراد على الموارد في نهاية المطاف، وسرعان ما يبدأ المواطنون الذين يقيمون في الدول ذات المداخيل المنخفضة والمتوسطة بتلقي الأموال من أقاربهم المهاجرين بمقاومة الأنظمة الدكتاتورية وإحداث تغيير ديمقراطي. من الواضح أن النزعة الاستبدادية تتخذ منحىً هجومياً اليوم حول العالم، لكن قد تؤدي الهجرة دوراً محورياً لإبطاء مسارها، ويجب أن يبدأ صانعو السياسة في الدول التي تستقبل المهاجرين وتدافع عن الديمقراطية في الخارج بالتعامل مع هاتين المسألتَين باعتبارهما متداخلتَين، ومن المتوقع أن تتسارع الضغوط التي تدفع الناس إلى التحرك خلال العقود المقبلة، وقد يؤدي النمو السكاني غير المتكافئ (استمرار الزيادة السكانية في إفريقيا وأجزاء من آسيا مقابل استقرار العدد السكاني أو تراجعه في أوروبا والأميركيتَين) إلى إطلاق موجة من الهجرة الجماعية، حتى أن تداعيات التغير المناخي والصراعات المسلحة قد تدفع المزيد من الناس إلى مغادرة أوطانهم وبدء حياتهم في بلد جديد، لكن حين يرسل هؤلاء المهاجرون الجدد الأموال إلى عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم، قد يسمحون للمواطنين أيضاً بالدفاع عن الديمقراطية في الأماكن التي غادروها.

حقيقة الصين المؤلمة

الجريدة....كتب الخبر فوراين أفيرز... يخوض شي جين بينغ سباقاً مع الزمن، فقد بدأت مظاهر الانتعاش الاقتصادي الذي حققته الصين سابقاً ونجاحها في احتواء فيروس كورونا تتلاشى، وفي الوقت نفسه، تحتفل وسائل الإعلام الدولية اليوم بفاعلية اللقاحات ومعدلات التلقيح وقد بدأت اقتصادات أخرى تسجّل معدلات نمو قوية، لكن الرئيس الصيني من جهته يتابع إلقاء خطابات حول "استثنائية" الصين وتفوّقها على غيرها. لكن وراء خطابات النصر هذه تكمن حقيقة مؤلمة أخرى: بدأ المجتمع الصيني يتصدّع بطرق معقدة وشائكة، وتستفحل هناك مظاهر التمييز على أساس الجنس والانتماء العرقي، ويترسّخ هذا الوضع بفعل المواقف القومية المتزايدة والمليئة بالكره على شبكة الإنترنت، وفي حين يسعى شي جين بينغ إلى تعزيز الابتكارات الأصلية والاستهلاك المحلي، سيتوقف نجاحه على الدعم الفكري والاقتصادي الذي يقدمه الناخبون الذين يزدادون حرماناً بسبب سياساته، وإذا لم يسارع الرئيس الصيني إلى معالجة هذه التصدعات، قد يبقى طموحه بإعادة إحياء الوطن الصيني مجرّد حلم. يتكلم المسؤولون الصينيون دوماً حول الانقسامات العرقية التي تشوب الولايات المتحدة، لكنهم لا يتكلمون بالصراحة نفسها عن الانقسامات المتزايدة داخل بلدهم، لا سيما على المستويات العرقية والجغرافية، فقد حاول هؤلاء القادة تجريد عدد كبير من المناطق المستقلة (شينجيانغ، التِبَت، وبدرجة أقل منغوليا الداخلية) من ممارساتها الدينية والثقافية وأخضعوها لمستويات استثنائية من المراقبة والتدابير الأمنية الصارمة في محاولة منهم للحفاظ على الاستقرار السياسي، وفي 2019، أنفقت الصين 216 مليار دولار على أمنها العام المحلي، بما في ذلك أمن الدولة، والشرطة، والمراقبة المحلية، والميليشيا المدنية المسلحة، أي ما يساوي أكثر من الإنفاق الحكومي قبل عشر سنوات بثلاث مرات وأكثر من المبالغ المخصصة لجيش التحرير الشعبي بمعدل 26 مليون دولار. على صعيد آخر، لم يكن تعامل شي جين بينغ مع النساء إيجابياً بأي شكل، حيث تحتل امرأة واحدة منصباً مرموقاً في أعلى قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي يشمل 25 عضواً من المكتب السياسي التابع للحزب ولجنته الدائمة، كذلك، تشكّل النساء 4.9% فقط من أقوى 204 أعضاء في اللجنة المركزية، وتقتصر نسبة النساء بين أعضاء الحزب الشيوعي الصيني (يصل مجموعهم إلى 90 مليون عضو) على 27.9%..... يقيّم تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي التفاوت بين الرجال والنساء بناءً على مجموعة من المعايير الاقتصادية والسياسية والتعليمية والصحية، وقد صنّف الصين في المرتبة 107 من أصل 144 دولة في 2021، بعدما كان البلد في المرتبة 69 في 2013 الذي شهد وصول شي جين بينغ إلى السلطة، كذلك تراجعت نسبة مشاركة النساء في اليد العاملة بوتيرة متسارعة، وفي هذا السياق، يكشف تقرير صادر عن "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" أن الفجوة بين الجنسين على مستوى اليد العاملة في الصين زادت من 9.4% في 1990 إلى 14.1% في 2020، وتكسب المرأة الصينية دخلاً أقل من الرجل بنسبة 20% تقريباً. كذلك، يعترف أكثر من 80% من الطالبات الجامعيات بمواجهة مظاهر التمييز على أساس الجنس عند البحث عن الوظائف، وغالباً ما تطلب الوظائف الرجال حصراً أو تفرض على المرأة أن تكون متزوجة ولديها أولاد كي لا تضطر للتوقف عن العمل بسبب الحمل. أصبح الخطاب الوطني المرتبط بهذه المسائل أكثر انقساماً من أي وقت مضى، فغالباً ما تُقابل التعليقات النسوية بهجوم قومي شرس، وقد اتّهم مذيع الأخبار باي جي الناشطات النسويات بالتسلل إلى البلد وافتعال صراع بين الشعب والحكومة وتنفيذ أجندتهنّ المعادية للصين، وفي شهر أبريل أغلقت شبكة التواصل الاجتماعي "دوبان" حسابات خاصة بعشر مجموعات نسوية على اعتبار أنها تطرح أفكاراً متطرفة، علماً أن بعض أعضائها يدافع عن حق المرأة بالامتناع عن الزواج والإنجاب أو إقامة علاقات مع الرجال. كذلك، أغلقت أكبر منصة صينية للرسائل النصية، "ويبو"، حسابات ناشطات نسويات لأنهن ينشرن "معلومات مسيئة وغير قانونية". أخيراً، تكلم وانغ غوفي، الرئيس التنفيذي لمنصة "ويبو"، عن هذا الموضوع شخصياً فزعم أن النسويات يحرّضن على الكره والتمييز بين الجنسين. مع ذلك، لم تستسلم الناشطات النسويات الصينيات، بل قرر عدد منهنّ مقاضاة منصة "ويبو" واسترجع بعضهنّ حساباته وحقّق هاشتاغ "تضامن النساء" حوالى 50 مليون مشاهدة عند تداوله على موقع "ويبو"، وفي وقتٍ سابق من هذه السنة، ابتكرت مجموعة من الفنانات موقعاً حيث امتلأت إحدى التلال بأكثر من ألف رسالة مسيئة على الإنترنت كانت قد تلقّتها الناشطات النسويات، وحمل المشروع اسم "متحف عنف الإنترنت"، لكن الكثيرين يعتبرون امتناع الحكومة عن التصدي للسلوكيات الخطيرة عبر شبكة الإنترنت دعما ضمنيا لهذا الخطاب. في هذا السياق، تقول الصحافية الأميركية ليتا هونغ فينشر إن المرأة التي تعلن عدم رغبتها في الزواج أو الإنجاب تُعتبر معادية لمصالح الدولة الصينية التي تدعم حملة الإنجاب بكل قوة في ظل تراجع معدلات الولادات بنسبة كبيرة.

نسختان من الصين

تعامل قادة الصين مع النمو الاقتصادي المستمر وكأنه نتيجة حتمية، فقد حققت الصين طبعاً مستويات مبهرة من النمو الاقتصادي في آخر أربعة عقود، حتى أنه فاق عتبة العشرة في المئة خلال 16 سنة من هذه الفترة، وفي شهر فبراير الماضي، أعلن شي جين بينغ انتصار بلده بعد التخلص من الفقر المدقع (أي الفئة التي تكسب 28$ شهرياً كحد أقصى). لكن قبل فترة غير طويلة، صَدَم رئيس الوزراء لي كه تشيانغ المواطنين الصينيين حين كشف أن أكثر من 600 مليون شخص (أي 40% من مجموع السكان) يكسبون 140$ شهرياً كحد أقصى، وبغض النظر عن مزاعم شي جين بينغ، عجزت بكين عن معالجة مظاهر اللامساواة المستمرة في المشهد الاجتماعي والاقتصادي الداخلي. باختصار، يتألف البلد فعلياً من نسختين صينيتَين. تكشف تحليلات صندوق النقد الدولي أن اللامساواة تنجم عن التفاوت في مستوى التعليم واستمرار ممارسات الحد من حرية التنقل، فضلاً عن التغيرات التكنولوجية التي زادت أجور العاملين الأكثر مهارة. وقد طرح الخبير الاقتصادي في جامعة "ستانفورد"، سكوت روزيل، تفاصيل حول فشل بكين في توفير الفرص التعليمية المناسبة لعدد كبير من سكان الأرياف الصينية كي يتمكن هؤلاء من المشاركة في الثورة التكنولوجية الناشئة والمتسارعة داخل الصين، وتبدو تداعيات هذا الوضع على المدى الطويل هائلة: قد يؤدي ارتفاع مستوى اللامساواة في المداخيل إلى الحد من النمو الاقتصادي ومظاهر الاستدامة، وإضعاف الاستثمارات في قطاعَي الصحة والتعليم، وإبطاء الإصلاح الاقتصادي. قد تبدو تكاليف هذا الحرمان السياسي والاقتصادي في قطاعات مهمة من المجتمع الصيني سلسة اليوم، لكنها ستصبح أكثر عمقاً على المدى الطويل. من خلال رفض معالجة التحديات التي تواجهها النساء وحرمانهنّ من القدرة على اختيار مسارهنّ، تجازف بكين ببلوغ مستقبل تشوبه مشاكل مثل تراجع الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض معدل الولادات، وتوسّع الصراعات الاجتماعية، كذلك يحدّ استمرار اللامساواة في المداخيل من قدرة المسؤولين الصينيين على ترسيخ الاستهلاك والنمو المحلي بطريقة سليمة، وتجازف المطالبة بولاء أيديولوجي دائم باستمرار هجرة الأدمغة لفترة طويلة، ويكشف أحد الاستطلاعات أن 57.5% من سكان هونغ كونغ بين عمر الخامسة عشرة والثلاثين يريدون أن يهاجروا إذا سنحت لهم الفرصة، ويذكر استطلاع مختلف حول الراشدين في هونغ كونغ أن 42.3% من المشاركين يفكرون بالهجرة أيضاً. في عام 2019، غادر أكثر من 50 ألف شخص هونغ كونغ لأسباب سياسية، ومن المتوقع أن تتدهور قدرة بكين على جذب المهارات العلمية والفكرية اللامعة لأن الأجانب يراقبون حتماً الاعتداءات التي يتعرض لها كبار العلماء ورجال الأعمال في الصين. تترافق الانقسامات المحلية التي تشهدها بكين أيضاً مع تداعيات على علاقاتها مع الدول الأخرى، وسيؤدي تعامل البلد القمعي مع النساء إلى إضعاف قوة الصين الدبلوماسية وكبح أي مفهوم مرتبط بالنموذج الصيني المثالي الذي يستطيع الآخرون الاقتداء به، وفي غضون ذلك، دفعت انتهاكات حقوق الإنسان في "شينغيانغ" بالشركات المتعددة الجنسيات إلى البحث عن مصادر بديلة لسلاسل التوريد، وشجّعت حملة القمع السياسي في هونغ كونغ الشركات الأجنبية على نقل عملياتها إلى مواقع آسيوية أخرى مثل سنغافورة. كذلك، فرضت كندا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة العقوبات على أفراد يُعتبرون مسؤولين مباشرةً عن تلك السياسات وعلى الشركات التي تتكل على السخرة في "شينغيانغ"، وأعلن الاتحاد الأوروبي بدوره أنه لن يفكر بتمرير "الاتفاقية الشاملة للاستثمار" مع بكين ما لم يرفع المسؤولون الصينيون العقوبات المضادة. في الوقت نفسه، تلاشت أي آمال كان يحملها شي جين بينغ حول تكرار نجاح الألعاب الأولمبية التي نظّمتها الصين في عام 2008 من خلال استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2022 نتيجة توسّع الإجماع بين الدول حول مقاطعة هذا الحدث، ولو جزئياً. إذا لم يصحح الرئيس الصيني هذا المسار فقد يتحول حلمه الصيني الكبير إلى كابوس حقيقي.

هونغ كونغ: الشرطة تداهم مقر صحيفة

الجريدة.... الشرطة تداهم مقر صحيفة "آبل ديلي" المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ... اعتقلت شرطة هونغ كونغ، أمس، 5 مسؤولين في صحيفة "آبل ديلي" المؤيدة للديمقراطية، بينهم رئيس تحريرها، في عملية دهم هي الثانية خلال أقل من عام. وتشكل هذه الاعتقالات باسم قانون الأمن القومي الصارم، الضربة الأخيرة ضد صحيفة قطب الإعلام جيمي لاي المسجون حاليا لمشاركته في بعض التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في 2019. وشارك أكثر من 500 شرطي في عملية الدهم المرتبطة، حسب الشرطة، بمقالات نشرتها الصحيفة "تدعو إلى فرض عقوبات" على هونغ كونغ والقادة الصينيين.

اليابان: نوايا الصين العسكرية "غير واضحة"

روسيا اليوم...المصدر: "رويترز"... اعتبرت اليابان، اليوم الخميس، أن نوايا الصين العسكرية غير واضحة، وأن "التوسع السريع لقواتها المسلحة يثير قلقا بالغا". وأشار وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي، للجنة الفرعية للأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، إلى أن "الصين تعزز قدراتها العسكرية بسرعة كبيرة ولسنا واثقين في نواياها". وتابع: "نشعر بقلق بالغ إزاء هذا الوضع". وأوضح كيشي لأعضاء البرلمان الأوروبي أن "الصواريخ الباليستية الصينية، وقرارها زيادة ميزانيتها الدفاعية إلى أربعة أمثال ميزانية اليابان، وعسكرة الجزر في بحر الصين الجنوبي تحتاج جميعا إلى مراقبة دقيقة من أجل الحفاظ على السلام". وكان قادة حلف الأطلسي قد قالوا الاثنين الماضي للمرة الأولى، إن "صعود الصين يكشف عن تحديات ممنهجة"، في حين انتقدت بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي حلف الأطلسي وأكدت أنها "ملتزمة بسياسة دفاع ذات طبيعة دفاعية".

الرئيس الإيراني «المرتقب» على محك الاقتصاد لا... النووي..

الرأي.. ايليا ج. مغناير.. إيران على موعد مع الانتخابات الرئاسية، اليوم، حيث يتنافس أربعة مرشحين على كرسي الرئاسة في دورتها الثالثة عشرة بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور (المسؤول بحسب الدستور عن الموافقة على أسماء وبرامج وسيرة المرشحين) عدداً من المرشحين، ما تسبب بانتقادات كثيرة داخلية. وتبدو هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها، إذ يتوقع أن يتدنى مستوى المشاركة فيها إلى ما هو أقل أو أكثر بقليل من 50 في المئة. وإذا حصل ذلك، فإنه سيكون الإقبال هو الأدنى في تاريخ البلاد الانتخابي، علماً أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بلغت 73 في المئة. ومع ذلك، فإن النسبة المئوية في أي انتخابات رئاسية في كل أنحاء العالم لم تكن أبداً مؤشراً جيداً أو سيئاً، ولا سيما في إيران، حيث كان المجتمع مستقطباً سياسياً منذ عام 1980. علاوة على ذلك، هناك مرشح متشدد رئيسي واحد (إبراهيم رئيسي) وإصلاحي لكلا المعسكرين للتصويت واختيار الرئيس المقبل لإيران. ويلاقي هذا الاستحقاق تساؤلات كثيرة في الغرب، الذي يبدي اهتماماً كبيراً لكل الأحداث في إيران، حتى قال بعض «الخبراء» إن «الدولة العميقة» هي المقررة وأن «النظام يريد رئيسي» لأنه يتحضر لمنصب أعلى مستقبلياً كخليفة لولي الفقيه السيد علي خامنئي. إلا أن من الواضح محدودية معرفة العالم بما يجري في الكواليس الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية، لأن القرار الإستراتيجي يحكمه الدستور، بينما الرئيس المقبل وحكومته لهما وظائف محددة بحكم القانون، منذ ألغي مركز رئاسة الوزراء في عهد مير حسين موسوي، وتعديل الدستور قبل رحيل الإمام الخميني، وتالياً فإن الملف النووي ومصيره لا علاقة له بالانتخابات بتاتاً أو بالعلاقة مع الولايات المتحدة. في عام انتصار الثورة والاستفتاء على حكم إيران و«الجمهورية الإسلامية» التي دعا إليها الإمام الخميني عام 1979، أقيمت الرئاسة الأولى التي تبوأها أبوالحسن بني صدر عام 1980. وحينها لم يدعم انتخابه الخميني، ولكنه لم يعلن ذلك لكي لا يؤثر على نتيجة الانتخابات... «لا علاقة لي بمن سيصبح رئيساً للجمهورية وهذا ليس من شأني. أنا شخصياً لدي صوت واحد وسوف أمنحه لمن أرغب من المرشحين، وأنتم أيضاً على الشاكلة نفسها»، هذا ما قاله أيضاً الإمام الخميني في انتخابات الرئاسة عام 1985 حين انتخب السيد علي خامنئي كرئيس للجمهورية، بعد ما أقال البرلمان بني صدر في أعقاب 17 شهراً من انتخابه وبعد صعود محمد علي رجائي مكانه والذي اغتيل في طهران. ولمزيد من الدلالة على عدم تدخله، صرح خامنئي حينها بأنه لم يكن يرغب بالترشح، قائلاً «لقد أمرني الإمام الخميني وقال لي إن الأمر لازم ومؤكد بعنوان الحكم الشرعي وواجب أن تترشح للانتخابات الرئاسية. إلا أنني لم أفصح عن ذلك قبل الانتخابات لكي لا يؤثر قولي على النتائج». في العهد الأول للرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي برز انضمامه للمخيم المتشدد حينها، أعطى خامنئي الإذن له بالتفاوض مع أميركا حول الملف النووي لرفع العقوبات... مفاوضات أكملها الشيخ حسن روحاني ولم يتوصل لإنهائها، لأن واشنطن أرادت الإبقاء على عدد كبير من العقوبات التي تعتبرها طهران غير متعلقة بالملف النووي. إيران لديها رأي مختلف وتفترض أنه لا يوجد فرق حتى الآن بين الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن. أراد ترامب التفاوض، لكن طهران رفضت عرضه، وقبلت التفاوض غير المباشر مع إدارة بايدن التي لا ترغب في رفع كل عقوبات الإدارة السابقة. من هنا، فإن هوية الرئيس المقبل لا علاقة لها بالتعامل مع أميركا التي تعتبر عدوة لنظام «الجمهورية الإٍسلامية» بشقيه، حتى ولو تم توقيع اتفاق يرفع العقوبات عنها. فطهران سترفض دائماً الهيمنة الأميركية وستعمل على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من الشرق الأوسط وجزء من غرب آسيا. وليس بجديد وجود إصلاحيين ومتشددين في إيران، إذ انقسم السياسيون منذ الأيام الأولى للثورة تحت مسمى «الحزب الجمهوري»، بشقيه اليميني واليساري. وبدأ الصراع بين القطبين حيث لا اختلاف على مبادئ الثورة بل كانوا جميعاً، كما قال الإمام الخميني «مؤمنين محمديين مخلصين للثورة ولكن بآراء مختلفة». ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين منذ 40 عاماً. «هؤلاء الذين ينعتون رجال الدين والعلماء من دون استثناء بالإسلام الأميركي يمضون في طريق خطر جداً سينتهي بكسر شوكة الإسلام المحمدي الأصيل»، أعلنها الخميني عام 1987 بانتقاده الطرفين المتناحرين. وقال عن بعضهم أنهم «أصبحوا ثوريين أكثر من الثوريين الحقيقيين». وتالياً، فإن الخلاف في وجهة النظر وإدارة الأمور ليس بجديد. فقد تفوق اليساريون على اليمين المحافظ في أول انتخاب لمير حسين موسوي كرئيس للوزراء وفي عهد الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي انتخب رئيساً للجمهورية (1989 - 1993). واستلم أول رئيس إصلاحي هو السيد محمد خاتمي مرتين (1997 - 2005). ولكن المتشدد يستطيع تبديل سياسته كما حصل مع أحمدي نجاد في ولايته الثانية ومع روحاني (2013 - 2021) الذي سار على سياسة اتبعها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بتصديق وعود الغرب التي نبذها ترامب وأكمل الطريق عينها بايدن والذي لم يرفع العقوبات بعد أكثر من 148 يوماً من انتخابه. كان ظريف يؤمن بوعود الغرب، بل إنه حاول جر البلاد إلى سياسة خارجية أراد تأسيسها بغض النظر عن قرار ولي الفقيه (عندما قال ظريف إن كل خطوة إيجابية من الولايات المتحدة ستقابل بمثل هذا الموقف. تحرك إيراني لكن تم تنبيهه عندما قرر السيد خامنئي أن وزير الخارجية يتبع توجيهات صانعي القرار وليس لديه سياسته للتنفيذ). نتيجة للثقة المفرطة لظريف في الغرب، دمر ترامب الاتفاق النووي، ولم تفعل أوروبا شيئاً للتعويض. أما عن مجلس صيانة الدستور، الذي يقرر من يخوض الانتخابات من عدمها، فله الحرية المطلقة وقواعده التي لا يفصح عنها ولا يرد على المعترضين الذين رفض أهليتهم. وكان المرشح الأبرز في السباق الحالي علي لاريجاني قد أبعد من قبل المجلس وتدخل السيد خامنئي بنفسه بالإعراب عن رأيه، مطالباً بالإنصاف بحق لاريجاني، من دون تسميته بالاسم. أما القول إن المتشددين لم يرغبوا بالمخاطرة بمجيء لاريجاني وخسارة رئيسي مقابله بسبب شعبية الطرفين، فهو كلام استنتاجي غير دقيق لأن خوض أكثر المرشحين المتشددين يشتت الأصوات في ما بينهم ليعطي حظوظاً أكبر للمرشح الوسطي بالصعود. وانخفض العدد الأربعاء إلى أربعة فقط، مع انسحاب ثلاثة مرشحين هم الإصلاحي محسن مهر علي زاده، والمحافظان المتشددان سعيد جليلي وعلي رضا زاكاني، اللذان أيدا رئيسي. وبالنسبة لرفض أحمدي نجاد كمرشح، فكان متوقعاً، خصوصاً بعد قضية لنائبه الأول للرئيس اسفنديار رحيمي مشائي، وتصريحاته حول السعي إلى التقارب مع إسرائيل. حينها رفض نجاد إقالته من منصبه رغم رسالة خامنئي التي طلب فيها إقالة مشائي. خلال الولاية الأولى لأحمدي نجاد، الذي برز في انضمامه إلى المعسكر المتشدد، سمح له خامنئي بالتفاوض مع الولايات المتحدة حول الملف النووي لرفع العقوبات. كما فشل روحاني، في التوصل إلى اتفاق نهائي مع بايدن. في الأسبوع الماضي احتشد عشرات الآلاف في أكبر تجمع انتخابي على مستوى المرشحين الحاليين في منطقة الأهواز، دعماً لرئيسي كدليل على شعبيته. وتالياً فإنه يعتبر المرشح الأوفر حظاً لينفذ برنامجه الاقتصادي الذي وعد به. والسبب بتصاعد شعبية المتشددين، هو تراجع قواعد الإصلاحيين نتيجة أخطائهم في السياسة الاقتصادية، من دون أن يعني ذلك أن دورهم انتهى، بل على العكس، سيحاولون في المستقبل بعد تجميع صفوفهم. لقد فشل محمد رضا مهدوي كني، بمنصب رئيس الوزراء، وهو المتشدد، وتسلم الحكم حسين موسوي عام 1981، وهو اليساري والإصلاحي. وفشل ناطق نوري المتشدد أمام رفسنجاني، الذي حصل على توافق اليمين واليسار في انتخابات عام 1989. وتالياً فإن عملية ربح أو خسارة فريق على آخر، هي عملية كر وفر سياسي ما دام هناك نائب يذهب إلى الانتخابات ويؤمن بالنظام الإسلامي. وتالياً، فإن الرئيس المقبل يجابه تحديات كبيرة في ظل إدارة أميركية تريد إدخال عناصر تفقد إيران قوتها لتصبح «قرشاً من دون أسنان»، مثل القوة الصاروخية و«محور المقاومة». وسيجابه الرئيس الجديد تحدي الاقتصاد والأمن والتحالفات الإقليمية وترميم العلاقة مع السعودية ودول المنطقة والتموضع مع الصين وروسيا، بهدف إلغاء «السيطرة الأحادية» الأميركية في العالم، والأهم من ذلك القوة الشرائية للعملة المحلية وإعادة الحياة للاقتصاد. وقد شاهد العالم المتابع للانتخابات، المناظرات التلفزيونية التي جرت بين المرشحين والذين قدموا برامجهم الانتخابية لعام 2021 ونظرتهم للتعامل مع الاقتصاد والسياسة الداخلية ودور المرأة ووضع العملة المحلية والاعتماد على الصناعة والزراعة والإنتاج المحلي وهواجس الناس ومطالبهم. ولم يتطرق أحد من المرشحين إلى السياسة التي يجب اتباعها بما يخص الملف النووي والعلاقات الخارجية لأن ولي الفقيه قد رسمها وحددها لتسير في ضوئها الحكومة الحالية والمستقبلية إلى حين صعود ولي فقيه آخر وإبداء رأيه القاطع. لن تؤثر الانتخابات الرئاسية على الملف النووي، بل على الاقتصاد ككل إذا ما وافقت أميركا على رفع كل العقوبات، وهذا أمر مستبعد. وتالياً فإن إيران على موعد مع استحقاق انتخابي يؤكد مبادئ «الثورة الإسلامية» بغض النظر عن اسم الرئيس المقبل. القول بان الطريق فتحت أمام رئيسي، مبالغ فيها للغاية، لأنه إذا تم اختياره، سيواجه تحديات داخلية وخارجية هائلة: إذا فشل الرئيس المتشدد، فقد يستفيد الإصلاحيون من الانتخابات الرئاسية المقبلة. أما إذا نجح رئيسي في نقل إيران إلى مستوى اقتصادي أكثر ازدهاراً، فسيكون الشعب، الإصلاحي والمتشدد، الرابح الأكبر.

أميركا: بايدن وأردوغان لم يتوصلا إلى حل للخلاف في شأن صفقة «إس 400» الروسية..

الرأي.. قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، اليوم الخميس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لم يتوصلا إلى حل للخلاف القائم بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شأن شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400»، وذلك خلال اجتماعهما في وقت سابق من الأسبوع. وأضاف في إفادة للصحافيين أن الجانبين ملتزمان بمواصلة الحوار في شأن المسألة.

«رؤى مشتركة» بين بينيت وبايدن حول «النووي» الإيراني... والتعامل المرحلي مع القضية الفلسطينية..

الرأي.. محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة .. قرّرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اتباع إستراتيجية حذرة لبناء علاقتها مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، عبر الامتناع عن طرح قضايا خلافية من شأنها أن تؤدي إلى صدام سريع بين الجانبين، بحسب ما نقل موقع «واللا»، عن مسؤول أميركي رفيع المستوى. وكان رئيس الحكومة الجديدة نفتالي بينيت، أشار إلى أنه ينوي المضي بحذر شديد في تشكيل العلاقات مع واشنطن وتجنب المواجهة المبكرة في ما يتعلق بقضايا خلافية على غرار الاتفاق النووي مع إيران أو الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، في نهج يتماشى مع مقاربة إدارة بايدن لتعزيز العلاقات الثنائية. ويتبنى بينيت آراءً متشددة للغاية في شأن المشروع النووي والقضية الفلسطينية، حيث يؤيد تكثيف الهجمات على المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، ويعد من المتحمسين لمخطط الضم الإسرائيلي وفرض السيادة على المناطق (سي) في الضفة الغربية. ومع ذلك، ذكر تقرير «واللا» أن «التنوع في الائتلاف الحكومي الذي تشكلت حكومة بينيت على أساسه سيمنعه من تطبيق أفكاره على أرض الواقع، إذ بات يبحث عن أجندة سياسية أقل إثارة للجدل وتتوافق مع سياسة واشنطن». من جانبه، أظهر بايدن، بإسراعه بتهنئة بينيت، ارتياحاً لرحيل بنيامين نتنياهو من السلطة، إذ كان الرئيس الأميركي، أول زعيم عالمي تعهد العمل مع حكومة بينيت، في بيان صدر بعد نصف ساعة فقط على منح الكنيست الثقة لائتلافه الحكومي، ثم من خلال مكالمة هاتفية أجراها معه. وبحسب ما نقل التقرير عن مستشاري بينيت، فإن الأخير كان سعيداً جداً باتصال بايدن، كما أن البيت الأبيض كان راضياً أيضاً عن المحادثة، التي شدد بايدن خلالها على نيته «العمل الوثيق مع حكومة بينيت»، وعبر عن «تفاؤله من إمكانية التعاون معه». ونقل التقرير عن مسؤول في إدارة بايدن ان «البيت الأبيض يريد إجراء اتصالات منتظمة ومشاورات مكثفة مع بينيت وطاقمه، واستعراض وجهات النظر بشفافية، في نهج يحترم الخلافات في الرؤى والرغبة في العمل على تعزيز الاستقرار والأمن»، مشيراً إلى تقديرات بأن يوجه البيت الأبيض دعوة لبينيت لزيارة واشنطن والاجتماع مع بايدن في يوليو أو سبتمبر المقبلين. ولفت التقرير إلى أن بينيت قد يعيد تشكيل رؤيته المتعلقة بالتعامل مع الفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة، بناء على أفكار المؤرخ الإسرائيلي ميخا غودمان، مؤلف كتاب «فخ 67»، الذي يدعو فيه إلى تعامل مرحلي متدرج مع الصراع. ويجادل بأن عدم إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة بين الطرفين في المستقبل المنظور، تستوجب على إسرائيل اتخاذ خطوات عملية «لخفض الصراع». وبحسب التقرير، فإن بينيت قرأ كتاب غودمان ولفتته بعض الأفكار التي طرحت فيه، حيث ردد الفكرة المركزية التي وردت في الكتاب في خطابه بالكنيست، عند تناول القضية الفلسطينية، إذ قال إن «على الفلسطينيين تحمل مسؤولية أفعالهم وإدراك أن العنف سيقابل برد حاسم، من ناحية أخرى، فإن الهدوء الأمني والانشغال بالشأن المدني سيؤديان إلى تحركات في المجال الاقتصادي وتقليل الاحتكاك وخفض حدة الصراع». واعتبر التقرير أن الأفكار التي يطرحها غودمان وتستميل بينيت، «متطابقة تقريباً مع الكيفية التي ترى من خلالها إدارة بايدن سبل التعامل مع انسداد أفق التوصل إلى حل سياسي للصراع، ففي الوقت الذي لا يعتقد فيه الرئيس الأميركي أنه من الممكن التوصل إلى تسوية دائمة في الوقت الراهن، إلا أنه ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، صرحا في أكثر من مرة، بأنهما معنيان بدفع خطوات عملية على الأرض من شأنها تحسين الحرية والأمن والازدهار الاقتصادي للفلسطينيين والإسرائيليين». في سياق ثان، يزور وفد إسرائيلي، القاهرة، لبحث ملف قطاع غزة، وتثبيت اتفاق وقف النار، وملف عملية تبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل. على صعيد آخر، تخلى الأردن نهائياً عن فكرة مشروع «قناة البحرين»، رغم التأكيد الإسرائيلي بالوصول لتفاهمات بغية البدء بالمشروع المتعثر منذ خمس سنوات، بحسب ما ذكرت إذاعة «كان» أمس. ونقلت الإذاعة عن مصادر في عمان ان «الأردن قرّر بشكل نهائي التخلي عن مشروع قناة البحرين، بينه وبين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». وأكدت مصادر أردنية، أنه لم تكن هناك رغبة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي لتنفيذ المشروع. ميدانياً، شيّعت حشود كبيرة، ظهر أمس، جثمان الفتى أحمد زاهي بني شمسة (16 عاماً)، الذي قتل متأثراً بإصابة في الرأس، في بلدة بيتا جنوب نابلس، شمال الضفة. عسكرياً، دمرت الدبابات الإسرائيلية موقعاً للجيش السوري قرب القنيطرة شمال هضبة الجولان ليل الأربعاء - الخميس. وأفادت صحيفة «يديعوت احرونوت» بأن القصف لم يوقع إصابات الذي استهدف المبنى الذي كان يستخدمه «حزب الله». ولفتت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تمت زيارة الموقع من قبل مسؤولي «حزب الله»، مضيفاً أن هذا هو الهجوم الأول في الشمال بقيادة حكومة بينيت. واشنطن تُرتب مع السلطة الفلسطينية تشكيل وفد تفاوض جديد وصل رئيس الاستخبارات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، إلى واشنطن الإثنين الماضي، لتعزيز التنسيق الأمني، والقضايا المتعلقة بذلك، مع الأجهزة الأمنية الأميركية، خصوصاً مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إي) الجديد بيل بيرنز. وحسب مصادر مطلعة أطلقت إدارة الرئيس جو بايدن بداية الأسبوع جهوداً جديدة حثيثة لإعادة إطلاق مفاوضات في أعقاب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وأن ذلك يشمل تشكيل وفد تفاوض فلسطيني جديد. وقال مصدر إن «نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية - الإسرائيلية هادي عمرو، هو الرجل الرئيسي في أيّ جهد يتعلّق بإعادة الحياة إلى ملف التفاوض، وهو المحاور الرئيسي لإدارة بايدن في ما يتعلّق بأيّ مبادرة ترعاها الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات المحتملة». وأضاف أن «عمرو لعب دوراً رئيسياً في مايو الماضي خلال القتال بين إسرائيل وحركة حماس، وهو دور أكبر بكثير مما هو معترف به، أولاً لنزع فتيل التوترات بين الولايات المتحدة والفلسطينيين وإسرائيل، وثانياً لاستعادة الزخم للولايات المتحدة بعد أربع سنوات من فك الارتباط الأميركي مع الفلسطينيين». ولفت إلى أن «وزارة الخارجية وإدارة بايدن، تشعران أن عمرو يمكنه متابعة الجهود لاستئناف المحادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، ووزير الدفاع بيني غانتس». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، أعلنت الثلاثاء، أن المسؤولين الفلسطينيين شكّلوا فريقاً جديداً من المفاوضين، لاستئناف محادثات السلام. وأضافت أن المطالب ستشمل منع الجيش الإسرائيلي من دخول المنطقة (أ) في الضفة الغربية، الخاضعة للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، وتوسيع صلاحيات السلطة - بما في ذلك في القضايا الأمنية - في المنطقتين (ب) و(سي)، حيث إن هناك سيطرة مدنية مفترضة في المنطقة (بي) في حين أن السيطرة الأمنية لإسرائيل، التي تحتفظ بالسيطرة على كل الشؤون المدنية والأمنية في المنطقة (ج).

بايدن يرفض عرض بوتين «فوائد» مصالحة الأسد..

الرأي.. حسين عبدالحسين.. كشفت مصادر مطلعة في الإدارة الأميركية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على نظيره الأميركي جو بايدن، أثناء قمة جنيف، الأربعاء، أن تقوم موسكو بوساطة بين الرئيس السوري وواشنطن، بما في ذلك «طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة». وتعهد أن يقوم بشار الأسد بتنفيذ كل ما يتم التوصل إليه في الاتفاق مع واشنطن، بما في ذلك «الإصلاحات السياسية». وقالت المصادر إن بوتين حاول إقناع بايدن بـ«فوائد» انفتاح الولايات المتحدة على الأسد ونظامه، وأعلن أنها متعددة الجوانب، يتصدرها الأمني، إذ «يمكن للأسد أن يلعب دوراً محورياً في الحرب العالمية ضد الإرهاب». وأكدت أن بوتين أوحى لبايدن أنه من دون الأسد، ستسيطر ميليشيات إسلامية متطرفة على سورية، وسيصبح «أمن حلفاء الولايات المتحدة وأمن حدودها في خطر»، في تلميح صريح إلى أن الأسد يمكنه أن يضمن أمن وسلامة الحدود السورية الجنوبية مع إسرائيل. وقال الرئيس الروسي إن «للأسد تاريخاً مؤكداً في ذلك». وأضاف بوتين أن الأسد يمكنه أيضاً أن يستعيد مناطق شرق الفرات، حيث تنتشر الميليشيات الإسلامية على أنواعها، منها «داعش»، ومنها ميليشيات موالية عراقية وأفغانية موالية لإيران. حتى أن الأسد، بحسب بوتين، «كان قادراً على ضبط نوعية وكمية الأسلحة، التي كان يتم شحنها الى الميليشيات في عموم المنطقة»، في تلميح روسي ثان إلى أنه يمكن للأسد أن يسيطر على نوعية وكمية السلاح الإيراني الذي يصل إلى حزب الله اللبناني. أما بعد اندلاع الحرب السورية، فبات الأسد غير قادر على ذلك، وراحت الميليشيات تتسلّح بسلاح نوعي كثيف. وانتقل بوتين في تسويقه الأسد لدى الرئيس الأميركي من الأمني إلى السياسي، وقال إن دول المنطقة تعاني من نفوذ وهيمنة على بعضها البعض. ولم يسمّ الرئيس الروسي، إيران بالاسم، لكنه ألمح إلى أن ما يقصده هو أن التعاون مع الأسد يبعده عن طهران ويعيده إلى الصف العربي، وهو ما يضعف حكماً النفوذ الإيراني شرق المتوسط. ثم بعد الأمني والسياسي، حاول بوتين إقناع بايدن بأن التوقعات الاقتصادية تشير إلى أن نسبة النمو في سورية ستتعدى الـ 20 في المئة في حال توقفت الحرب وأنهت الولايات المتحدة وأوروبا عزلة الأسد، ورفعت عقوباتها عنه، وأن هذا النمو يفتح الأبواب أمام شركات عالمية، منها روسية وأميركية، للاستثمار في سورية، وتحصيل أرباح كبيرة. كما أشار إلى أن التقديرات تعتبر أن الشاطئ السوري قد يتمتع بمخزون من الغاز، وكذلك البادية الجنوبية، وأنه يمكن لكونسورتيوم نفطي دولي تطوير هذه المناطق النفطية بما يعود بالفائدة على شركات الطاقة الدولية الروسية والأميركية. وبعدما أنهى بوتين مطالعة دامت أكثر من عشر دقائق تحدث فيها عن الأسباب الاستراتيجية التي دفعت روسيا الى إنقاذ الأسد «من مخالب الإرهاب»، رد عليه بايدن بأن «الأسد خسر ثقة العالم، وفي طليعته الولايات المتحدة، وأن لا واشنطن ولا أي من عواصم العالم مستعدة أن تتعامل مع رئيس قصف مواطنيه بأسلحة كيماوية». وقال بايدن إن تقارير الوكالة الدولية لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، التابعة للأمم المتحدة، أكدت بشكل قاطع قيام الرئيس السوري باستخدام غازات محظورة دولياً لقصف المدنيين، وأن لا مكان في العالم لزعماء من هذا النوع. ولم يفنّد بايدن النقاط التي استعرضها بوتين حول فوائد إنهاء عزلة الأسد ورفع العقوبات عنه وعن نظامه، واكتفى بالإشارة إلى أن ما فعله الأسد أفقده ثقة العالم، وأن التعامل معه «لم يعد جائزاً أخلاقياً». في هذا السياق، قال آرون ستاين، مدير الأبحاث في «معهد أبحاث السياسة الخارجية» في واشنطن، إن إدارة بايدن بدأت مراجعة سياستها تجاه الأسد منذ توليها الحكم في يناير الماضي، وأن المراجعة «سعت إلى طي صفحة سياسات إدارة (الرئيس السابق دونالد) ترامب، التي حوّلت أولويات الولايات المتحدة في سورية من الهدف الضيق المتمثل في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية إلى توسيع المهمة بمواجهة إيران وحماية النفط السوري من الأسد». وأضاف أن «النظام السوري هش وغير كفء، لكنه يحظى بدعم روسيا وإيران، كما صمد في وجه التمرد لمدة عشر سنوات، وهو لا يسيطر على البلاد بالكامل، لكن المعارضة أضعف من أن تشن عمليات هجومية لاستعادة أي أراض». وتابع ستاين أن سورية تواجه «كارثة اقتصادية ناجمة عن انهيار القطاع المصرفي اللبناني، وتأثير فيروس كورونا، والعقوبات الأميركية، والجفاف الشديد الذي قلّص من المحاصيل الزراعية، والبنية التحتية المدمرة». على أن الوضع السوري المتردي لا يؤثر في سياسة أميركا، التي تتمحور الآن حول هدفين هما «زيادة المساعدة الإنسانية والاحتفاظ بالوجود العسكري لمحاربة داعش» شرق سورية. وأشار الباحث الأميركي إلى أن إدارة بايدن أفرجت عن 50 مليون دولار كمساعدة لتحقيق الاستقرار، والتي كان تم تجميدها في زمن ترامب، والتي تُنفق بشكل أساسي في شمال شرقي سوريا. هذا التمويل، يضاف إلى 600 مليون دولار للتمويل الإنساني لكل سورية، بما في ذلك للاجئين في الدول المجاورة. ويختم ستاين أن إدارة بايدن قرّرت «الاحتفاظ بقوات برية والدعم الجوي لقوات سورية الديموقراطية (قسد)، القوة الشريكة التي تصدرت محاربة داعش، وهي الأولوية الثانية للإدارة»، وهو أمر يزعج بوتين بلا شك. ويبدو أن محاولات بوتين إقناع بايدن بالتنازل في سورية، أو على الأقل مقايضتها حتى يتسنى للرئيس الروسي الإفادة من الاستثمار الكبير العسكري والمالي له في سورية، لم تثمر، على الأقل في عهد هذا الرئيس الأميركي.

بوتين: الأميركيون يعتقدون أنهم الأهم على الإطلاق..

الشرق الأوسط.. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الخميس)، أنه مستعد لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة إذا كانت واشنطن مستعدة كذلك، غداة أول قمة جمعته بنظيره الأميركي جو بايدن في جنيف. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، أعلن بوتين، خلال لقاء مع المتخرجين في كلية لكبار الكوادر الروس بثه التلفزيون: «إننا مستعدون لمواصلة الحوار ما دام الجانب الأميركي أبدى استعداداً لذلك». وأمس (الأربعاء)، عقد الرئيسان الروسي والأميركي أول قمة بينهما منذ تولي الثاني سدة الرئاسة، في لقاء استضافته جنيف، بهدف تخفيف التوترات بين موسكو وواشنطن اللتين تدهورت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة. وقال بوتين إن أجواء اللقاء كانت «ودية»، متطرّقاً إلى «فهم متبادل» للقضايا الرئيسية. ولدى سؤاله: كيف يصف بايدن؟ قال بوتين إن الصورة التي يعطيها الإعلام عن الرئيس الأميركي «بعيدة كل البعد عن الواقع»، وتابع: «بايدن محترف، عليك أن تكون في غاية الانتباه في العمل معه لكي لا يفوتك شيء». وأضاف: «ما المشكلة إن كانت تختلط عليه الأمور أحياناً. فالمتحدثة باسمه شابة ومثقفة وجميلة ودوماً ما تختلط عليها الأمور»، في إشارة إلى المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي. وأوضح بوتين: «ليس السبب في ذلك أن ثقافتها ضعيفة أو أن ذاكرتها ضعيفة، كل ما في الأمر هو أن الناس حين يعتقدون أن أمراً ما ثانوي لا يعطونه الاهتمام الكافي»، مضيفاً: «يعتقد الأميركيون أنهم الأهم على الإطلاق».

مجلس النواب الأميركي يؤيد إلغاء تفويض الحرب الممنوح للرئيس..

الشرق الأوسط.. أيد مجلس النواب الأميركي، اليوم (الخميس)، إلغاء تفويض استخدام القوة العسكرية الممنوح للرئيس منذ عام 2002 والذي سمح بشن الحرب في العراق، في إطار مساعي النواب لاستعادة سلطة إعلان الحرب من البيت الأبيض، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء. وجاءت نتيجة التصويت بواقع 268 مؤيدا لسحب التفويض مقابل اعتراض 161. وانضم 49 جمهوريا على الأقل إلى صفوف الديمقراطيين في تأييد إلغاء التفويض. ومن أجل تفعيل الإلغاء، يجب أن يحظى الإجراء بتأييد مجلس الشيوخ حيث الاحتمالات أكثر غموضا، ويجب أيضا أن يوقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونا، علماً أن بايدن سبق أن قال إنه يدعم الإلغاء. ويمنح الدستور الأميركي الكونغرس سلطة إعلان الحرب، لكن هذه السلطة تحولت إلى الرئيس بعد إقرار الكونغرس قوانين غير محددة بأجل تعطي الإذن باستخدام القوة العسكرية، مثل التشريع الخاص بالعراق الصادر عام 2002، وتشريع آخر يسمح بالحرب على تنظيم «القاعدة» والجماعات التابعة له بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وقال النائب غريغ ميكس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وهو يحث على دعم إلغاء التفويض «أتطلع إلى اليوم الذي لا يجلس فيه الكونغرس في مقاعد المتفرجين عندما يتعلق الأمر ببعض القرارات الأشد أهمية التي يمكن أن تتخذها أمتنا». ويشعر المعارضون للخطوة بالقلق من أن يحد الإلغاء بشكل خطير من سلطات الرئيس ويرسل رسالة يُفهم منها أن الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط. ويحتاج إلغاء التشريع إلى موافقة 60 عضوا على الأقل بمجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو، والمقسم بالتساوي بين الحزبين، وهو ما يعني دعم عشرة على الأقل من الأعضاء الجمهوريين. ويبحث بعض أعضاء الكونغرس أيضا إلغاء تشريع تفويض استخدام القوة العسكرية لعام 2001 الذي صدر من أجل حرب أفغانستان.

البيت الأبيض: بايدن "تحدى بوتين بشكل مباشر بشأن العديد من القضايا"..

روسيا اليوم.. صرح مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك ساليفان، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن "تحدى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر بشأن العديد من القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان". وأضاف ساليفان خلال مؤتمر صحفي له اليوم الخميس: "نعتقد أننا اختتمنا هذه الجولة باستراتيجية مشتركة مع حلفائنا، وحددنا لروسيا الحدود وقدراتنا إن لم تتخذ إجراءات ضد المجرمين الذين يشنون الهجمات السيبرانية على مواقع بنيتنا التحتية". وأشار ساليفان إلى أن واشنطن ترى إمكانية للتعاون مع روسيا في سوريا، وأوضح أن الرئيسين "تطرقا للوضع في سوريا وركزا على مسائل نقل المساعدات الإنسانية"، وأن بايدن لفت لنظيره الروسي إلى "وجود ملايين الجياع في شمال شرقي وشمال غربي سوريا، وإلى أن وجود الممرات الإنسانية برعاية الأمم المتحدة، وخاصة الممر المفتوح حاليا الذي يجب تمديد عمله في يوليو، أمر بالغ الأهمية". وأضاف أن الرئيس الروسي لم يقطع على نفسه أي التزامات بشأن تصويت روسيا على قرار الأمم المتحدة بهذا الشأن في يوليو، وتابع: "لكننا نعتقد أن هناك فرصا للعمل المشترك بين الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى النتيجة الإيجابية، ليتم تبني القرار والحفاظ على الممر". وتابع: "قد تتخذ هناك إجراءات أخرى لتخفيف معاناة الشعب السوري بالتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا". وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتابع خلال الأشهر القريبة مدى التقدم في العمل مع روسيا حول العديد من القضايا، ولا تستبعد اتخاذ إجراءات إن لم يتم تحقيق ذلك. وقال إن "هناك 3 أو 4 مجالات يمكن أن نرى خلال الأشهر القادمة ما إذا سنتمكن من إحراز التقدم فيها، أو نبتّ في مدى ضرورة أن نتخذ خطوات ما لحماية مصالحنا"، موضحا أن تلك المجالات تشمل الأمن السيبراني وتسوية النزاعات الإقليمية والاستقرار الاستراتيجي وعمل البعثات الدبلوماسية للبلدين.

كوساتشيف: تقييم ترامب لقمّة بوتين بايدن وجهة نظر لسياسي متقاعد..

روسيا اليوم.. اعتبر نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن واشنطن لم تحصل على أي شيء من قمة جنيف، ليس إلا وجهة نظر شخصية لسياسي متقاعد. وقال: "أعتبر تصريحات ترامب وجهة نظر شخصية لسياسي متقاعد، يعمل على تصفية الحسابات مع خصومه المنتصرين". وأضاف: "وجهة النظر هذه متحيزة وذاتية، وبالتالي لا تستحق الاهتمام". وصرح ترامب بأن "واشنطن لم تحصل على أي شيء من القمة مع روسيا، وبالنسبة لموسكو فقد سار الاجتماع بشكل جيد". وشدد على أن "الولايات المتحدة غير قادرة على تعطيل مشروع "السيل الشمالي 2"، وهو أمر مهم". وعقدت أمس في جنيف قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن كانت الأولى بينهما، بحثا خلالها جملة من القضايا والملفات الثنائية والدولية.

البنتاغون يحذر من تهديدات وشيكة لواشنطن وحلفائها..

روسيا اليوم.. قال كبار القادة العسكريين الأمريكيين إن التنظيمات المتشددة كالقاعدة، قد تشكل تهديدا للولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في غضون عامين. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال جلسة استماع في الكونغرس: "قد يستغرق الأمر عامين حتى يطوروا تلك القدرة". وأضاف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي إنه يتفق مع أوستين حول الجدول الزمني، مشيرا إلى وجود خطر متوسط في الوقت الحالي. وقال: "إذا حدث انهيار للحكومة أو حل قوات الأمن الأفغانية، فمن الواضح أن هذا الخطر سيزداد".

بنيت يدعو ميركل لزيارة إسرائيل..

الشرق الأوسط.. أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم (الخميس)، اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بنيت لتهنئته بتشكيل الحكومة الإسرائيلية وتوليه منصب رئيس الوزراء، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وذكرت صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي على موقع «فيسبوك»، أن بنيت شكر ميركل، وتحدث معها عن «الروح الجديدة التي تسود في إسرائيل والفرص لتعزيز العلاقات بين الدولتين». وعبر بنيت عن تقديره لالتزام ألمانيا بأمن إسرائيل، بما في ذلك تعبير برلين عن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها خلال المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وفصائل قطاع غزة، ووجه إلى لميركل دعوة لزيارة إسرائيل.

فرنسا: الادعاء يطلب سجن الرئيس الأسبق ساركوزي 6 أشهر نافذة..

الرأي.. طلب ممثلو الادعاء، الخميس، تسليط عقوبة السجن لمدة عام واحد، ستة أشهر منها نافذة، بحق الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الذي يحاكم في باريس على خلفية تجاوز سقف الإنفاق في حملته الرئاسية عام 2012. وفي نهاية لائحة الاتهام، شدد ممثلو الادعاء على «الإهمال التام» لرئيس الدولة الأسبق في إدارة الشؤون المالية لحملة كلفت ما يقرب من ضعف الحد الأقصى المسموح به، وطالبت بفرض غرامة عليه قدرها 3750 يورو. ويخضع ساركوزي الذي تغيّب عن الجلسة للمحاكمة منذ 20 مايو. وقد طُلبت أحكام بالسجن تتراوح بين ثمانية عشر شهرا وأربع سنوات مع وقف التنفيذ ضد المدانين الثلاثة عشر الذين يحاكمون مع نيكولا ساركوزي بسبب تجاوز سقف الإنفاق في حملته للانتخابات الرئاسية التي انهزم فيها. وطالب ممثلو الادعاء بسجن نائب مدير الحملة جيروم لافريلو، وهو الشخص الوحيد الذي اعترف بالتلاعب، لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 50 ألف يورو. كما طالبوا بتسليط عقوبة السجن لثمانية عشر شهرا مع وقت التنفيذ على ثلاثة مسؤولين سابقين في «بيغماليون»، الشركة المسؤولة عن اجتماعات نيكولا ساركوزي، بعد اقرارهم بقبولهم إنشاء نظام فواتير مزيفة. وفي بداية شهر مارس، أصبح نيكولا ساركوزي أول رئيس سابق منذ عام 1958 يُحكم عليه بالسجن النافذ، إذ حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، تم وقف تنفيذ اثنتين منها، بتهمتي الفساد واستغلال النفوذ، وقد قدم استئنافا في الحكم.

برلمانيون فرنسيون يستنكرون احتمال تولي مسؤول إماراتي رئاسة الإنتربول..

روسيا اليوم.. استنكر 35 برلمانيا فرنسيا احتمال وصول مسؤول كبير في الشرطة الإماراتية إلى رئاسة منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، في حين تستهدفه شكوى في فرنسا بتهمة تعذيب ناشط حقوقي. وأرسل النواب، وهم أعضاء في البرلمان ومجلس الشيوخ من الأغلبية والمعارضة، كتابا إلى الرئيس إيمانويل ماكرون طالبوا فيه باريس بمعارضة ترشيح اللواء أحمد ناصر الريسي للمنصب. وقال البرلمانيون إن أحمد ناصر الريسي في طريقه ليتم انتخابه على رأس المؤسسة الدولية ومقرها في مدينة ليون، شرق فرنسا، في حين أن "سجله الثقيل يجب أن يبعده عن مثل هذه المسؤولية". ومن المقرر انتخاب رئيس جديد لمنظمة الشرطة الجنائية في نوفمبر المقبل. وأضاف النواب في رسالتهم أن الريسي "مسؤول بشكل مباشر عن أجهزة الشرطة في بلاده التي تعمل بإفلات شبه كامل من العقاب"، واتهموه بلعب "دور مركزي في الاعتقال التعسفي والانتهاكات التي عانى منها العديد من نشطاء حقوق الإنسان". والمسؤول الإماراتي مكلف بإدارة القوات الأمنية في الدولة الخليجية، وهو مندوبها في اللجنة التنفيذية للإنتربول. وقدمت بداية الأسبوع الماضي منظمة "مركز الخليج لحقوق الإنسان" غير الحكومية شكوى في فرنسا ضد أحمد ناصر الريسي بتهمة "تعذيب" المعارض الإماراتي أحمد منصور المعتقل في الحبس الانفرادي منذ أربعة أعوام. وكان الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان قد اعتقل في 2017 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات في العام التالي لأنه قام بحسب السلطات الإماراتية، بانتقاد السلطة وتشويه صورة بلاده على مواقع التواصل الاجتماعي. ووفق الشكوى، يحتجز منصور في أبوظبي "في ظروف شبيهة بما ساد في القرون الوسطى وترقى إلى التعذيب". وسبق أن حكم على منصور حائز جائزة "مارتن إينالز" التي تحمل اسم الأمين العام السابق لمنظمة العفو الدولية، بالسجن ثلاث سنوات في 2011 في بداية "الربيع العربي" بسبب "استخدامه الإنترنت لشتم قادة الإمارات". وأطلق سراحه في السنة نفسها بموجب عفو رئاسي لكنه حرم من جواز سفره ومنع من السفر إلى الخارج، قبل أن يعتقل مرة أخرى.

روسيا مستعدة لإطلاق صواريخ فضائية معدّلة لعمليات الإطلاق التجارية..

روسيا اليوم.. أعلنت مصادر في مؤسسة "روس كوسموس" أن روسيا مستعدة لإضافة بعض التعديلات على الصواريخ الفضائية التي ستستخدم في عمليات الإطلاق التجارية. وفي حديث صحفي أجراه مؤخرا قال الرئيس التنفيذي لشركة Glavkosmos الروسية لشؤون الفضاء، دميتري لوسكوتوف: "عمليات الإطلاق الفضائية التجارية التي تشرف عليها حاليا لا تحتاج لصواريخ سويز معدلة، لكن الخبراء الروس جاهزون لإضافة بعض التعديلات على الصواريخ في حال رغبة العميل". وأضاف "لا يمكن إضافة أي تعديلات على صواريخ سويز إلا من قبل الشركة المصنعة لها، أي من قبل شركة بروغريس الروسية، والشركة مستعدة لإضافة بعض التعديلات على هذه الصواريخ إذا أراد العميل، وهذا الأمر سيكون مقابل رسوم مادية إضافية.. كسوة الصاروخ الخارجية تعتمد على رغبات العميل، فإذا أراد الأخير تغيير لون الصاروخ أو إضافة شعارات إضافية مرسومة عليه فنحن مستعدون لتلبية رغباته". وتجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت قد أطلقت من قبل العديد من الصواريخ الفضائية التي حصلت على بعض التعديلات الخارجية كتعديلات في الألوان على سبيل المثال، ففي مارس الماضي أطلقت صاروخا من نوع Soyuz-2 إلى الفضاء، كانت قد لونته باللونين الأبيض والأزرق لتذكّر من خلاله بصاروخ "فوستوك" الذي استخدم لنقل غاغارين في أول رحلة فضائية مأهولة في التاريخ.

الخارجية الروسية: الوضع في جنوب شرق أوكرانيا يدعو للقلق..

روسيا اليوم.. أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا لا يزال يثير القلق، في ظل تكثيف الجيش الأوكراني أنشطته التخريبية. وقالت: "لا يزال الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا يدعو للقلق، حيث لا يزال من غير الممكن البدء في التنفيذ الكامل لاتفاقيات تعزيز وقف إطلاق النار الموقعة في 22 يوليو 2020". وأشارت إلى أن "الأنشطة التخريبية للجيش الأوكراني ازدادت في انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه في مجموعة الاتصال في يوليو من العام الماضي حول إجراءات إضافية لتثبيت وقف إطلاق النار". من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقاء القمة مع نظيره الأمريكي جو بايدن في جنيف، إن "روسيا لديها التزام واحد فقط تجاه أوكرانيا، وهو تسهيل تنفيذ اتفاقيات مينسك".

سلاح البحرية الكندي يستعد لاستلام غواصة قتالية مطوّرة..

روسيا اليوم.. أعلن موقع Naval News المختص بالشؤون العسكرية أن سلاح البحرية الكندي يستعد لتسلم غواصة قتالية تم الانتهاء من عمليات تحديث وتطوير معداتها العام الجاري. وأشار الموقع إلى أن غواصة Corner Brook من فئة Victoria التي ستلسلم للجيش الكندي قريبا نقلت مؤخرا إلى أحد المستودعات الصناعية بعد أن انتهت عملية إصلاحها وتحديث معداتها، ومن المفترض أن تنزل إلى الماء قريبا. وأشار الموقع إلى أن الغواصة المذكورة كانت تعمل سابقا لصالح قوات البحرية الكندية، لكنها تعرضت عام 2011 لحادث جنحت خلاله عن مسارها وارتطمت بقاع البحر على عمق 45 مترا، ما تسبب بأضرار في مقدمة هيكلها، وأرسلت بعدها لتخضع لعمليات إصلاح، وعام 2014 قررت كندا تطوير هذه الغواصة وتحديث معداتها لتعيدها إلى الخدمة عام 2017، لكن عمليات التحديث لم تجر ضمن الخطة وتأخرت حتى عام 2019، وفي ذلك العام وأثناء تواجد الغواصة في أحد أحواض إصلاح وتطوير المركبات البحرية تعرضت لحريق ما تسبب بتأجيل عملية تسليمها حتى العام الجاري. وتبعا للمعلومات الواردة عن سلاح البحرية الكندي فإن الغواصة وخلال عمليات تحديث المعدات حصلت على منظومات سونار حديثة من فئة BQQ-10، وعلى معدات توجيه جديدة. ويبلغ طول هذه الغواصة 70.3 م، وعرضها 7.6 م، ومقدار إزاحتها للمياه يعادل 2455 طنا، ويمكنها الغوص إلى أعماق تصل إلى 200م، ونقل طاقم مكون من 47 شخصا، والحركة بسرعة 20 عقدة بحرية، فضلا عن أنها مسلحة بمنظومات لإطلاق طوربيدات من عيار 533 ملم.

لافروف يدعو بريطانيا إلى "إزالة الأنقاض" في العلاقات مع موسكو..

روسيا اليوم.. دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لندن في حديث مع نظيره البريطاني دومينيك راب، إلى "إزالة الأنقاض" في العلاقات بين البلدين. وجاء في بيان مقتضب عن وزارة الخارجية الروسية، أن لافروف بحث مع نظيره البريطاني خطة العمل المشتركة الشاملة، والوضع في بيلاروس وأوكرانيا. وأضاف البيان: "تبادل الوزيران وجهات النظر حول التعاون في مكافحة جائحة فيروس كورونا، كما تم تحديد الحالة غير المرضية لمستوى العلاقات الثنائية، التي تقع مسؤولية تدهورها بالكامل على عاتق لندن". وشدد الجانب الروسي على ضرورة "نأي الجانب البريطاني عن الاتهامات التي لا أساس لها والخطاب الاستفزازي في الحوار بين الدول الذي لا تدعمه حقيقة واحدة، وضرورة عودة لندن إلى التواصل المبني على الاحترام والندية". ولفتت الوزارة إلى أن "لافروف أشار إلى الطبيعة الانتقائية للاتصالات التي يمارسها البريطانيون والمتعلقة بالقضايا التي تهم بريطانيا حصرا، المرفوضة في الممارسة الدبلوماسية العادية". وجاء في بيان الخارجية الروسية أن "لافروف دعا الجانب البريطاني إلى تعاون مسؤول على أساس الاعتبار المتبادل للمصالح، وصياغة أجندة إيجابية للتعاون الروسي البريطاني".

روسيا والصين تعرضان خطة إنشاء محطة على القمر..

روسيا اليوم.. عرضت روسيا والصين في المؤتمر الدولي لاستكشاف الفضاء GLEX-2021 المنعقد بمدينة بطرسبورغ، خارطة طريق لإنشاء محطة علمية دولية على القمر. وتخطط موسكو وبكين لإنشاء مجمع علمي للبحوث العلمية والتجارب المختلفة على سطح القمر وفي مداره، بما فيها تشغيل البنية التحتية بتقنيات غير مأهولة، مع احتمال وجود الإنسان مستقبلا لفترة طويلة على القمر . ويتضح من العرض، أن المحطة العلمية الروسية الصينية ستكتمل في عام 2035 على مرحلتين: خلال أعوام 2021-2025 يخطط لإجراء استكشاف مناطق القمر، بإرسال خمس محطات أوتوماتيكية: ثلاث روسية واثنتان صينيتان. وبعد ذلك تبدأ عمليات البناء. ومن أجل ذلك ترسل المحطة الأوتوماتيكية الروسية "لونا-28" والصينية "Chang'e-8"، ومن ثم تجري عملية تطوير البنية التحتية باستخدام ثلاث محطات روسية وثلاث صينية. والمرحلة الثالثة تتضمن التشغيل الكامل للمحطة العلمية.

رئيس الوزراء السويدي يقول إنه سيستقيل أو يدعو للانتخابات إذا خسر التصويت بحجب الثقة..

روسيا اليوم.. قال رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين اليوم الخميس، إنه إما سيستقيل أو يدعو إلى انتخابات مبكرة إذا خسر التصويت البرلماني بحجب الثقة يوم الاثنين المقبل. ولفت في مؤتمر صحفي إلى أنه "لديه خياران إما الدعوة لانتخابات جديدة أو الاستقالة." وتابع لوفين أن "هذا طريق خطير في وضع نحتاج فيه إلى مزيد من التعاون". وكانت اللجنة الدستورية بالبرلمان السويدي قالت مطلع هذا الشهر، إن حكومة الأقلية من تيار يسار الوسط أخفقت من عدة جوانب في التعامل مع جائحة فيروس كورونا. واختارت السويد عدم فرض إجراءات الإغلاق معتمدة بدلا من ذلك على الإجراءات الطوعية بشكل كبير. وسجلت عدد وفيات أعلى من الدول المجاورة لكنه أقل من معظم الدول الأوروبية التي اختارت فرض الإغلاق العام.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... القاهرة: سد النهضة قضية دولة وتحركاتنا لوضع «علامة حمراء»..رسالة دعم من السيسي.. رئيس المخابرات المصرية يلتقي حفتر قائد الجيش في بنغازي.. الأحزاب التونسية تبحث مقترحات الرئيس لإنهاء الأزمة السياسية..تحركات أممية لتقريب المواقف بين الحكومة السودانية وفصيل الحلو..الانتخابات التشريعية تفشل في إطلاق «جزائر جديدة» وعد بها تبون.. آلاف المهاجرين ما زالوا في سبتة بعد شهر من الأزمة بين إسبانيا والمغرب..

التالي

أخبار لبنان... «خراطيم التأليف» ترتفع .. وتحذير أوروبي من «إدارة الفوضى»...عون - برّي: الجولة المتأخّرة خمس سنوات... توجّه دولي لإطلاق برنامج متكامل للاستجابة الإنسانية للأزمة اللبنانية..تحقيق يتهم مجموعة مصارف لبنانية بـ"ابتلاع" أموال المساعدات الأممية للاجئين.. إسرائيل تعلن إحباط "محاولة تهريب أسلحة من لبنان".. إحباط عمليّة تهريب دولارات مزيّفة عبر المطار..إحباط تهريب كبتاغون إلى السعودية..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..دولية..بايدن يدرس طلب تمويل حجمه 100 مليار دولار يشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا..الرئيس الفرنسي: «الإرهاب الإسلامي» يتصاعد في أوروبا ..واشنطن تنقل صواريخ «أتاكمز» وذخائر عنقودية «سراً» إلى أوكرانيا..بايدن سيطرح «أسئلة صعبة» على نتنياهو..ويأمر بجمع معلومات حول مذبحة المستشفى..بولندا: تأكيد فوز المعارضة رسمياً في الانتخابات..تحالف بوتين وشي يعكس مصالح مشتركة..لكن المؤشرات تدل على تعثره..مع اقتراب الانتخابات الرئاسية..الكرملين: بوتين وحده لا منافس له..أرمينيا مستعدة لتوقيع معاهدة سلام مع أذربيجان بنهاية العام..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,758,475

عدد الزوار: 6,913,337

المتواجدون الآن: 108