أحداث الجنوب لا يمكن فصلها عن ملف العقوبات وجهود تحريك عملية السلام

تأثير سلبي على علاقات لبنان الخارجية واهتزاز الثقة بين الأطراف الداخليين

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 تموز 2010 - 6:19 ص    عدد الزيارات 3050    التعليقات 0    القسم محلية

        


أحداث الجنوب لا يمكن فصلها عن ملف العقوبات وجهود تحريك عملية السلام
تأثير سلبي على علاقات لبنان الخارجية واهتزاز الثقة بين الأطراف الداخليين
<ما حدث في الجنوب أعطى انطباعاً واضحاً بوجود أكثر من رسالة إيرانية إلى الداخل والغرب عموماً>

بالرغم من الاجتماعات المتلاحقة والاتصالات الجارية لتطويق ذيول الأحداث التي وقعت مؤخراً بين قوات الأمم المتحدة والأهالي في جنوب لبنان، والتطمينات التي صدرت عن أكثر من جهة لتأكيد انتهاء ما حدث ومضاعفاته، يبدي المراقبون السياسيون مخاوف وقلقاً من تأثيرات وأبعاد هذه الأحداث على الواقع السياسي العام في لبنان والمنطقة عموماً، لا سيما إذا استمرت هذه الأحداث أو لم يتم تجاوز أثارها السلبية بالكامل وإعادة الثقة بين مختلف الأطراف المعنيين إلى سابق عهدها· فالمواقف السياسية التي رافقت الاحداث الأخيرة وخصوصاً من قبل مسؤولي <حزب الله> حاولت تحديد قواعد جديدة ورسمت اطاراً لتحرك قوات الأمم المتحدة في مناطق عملياتها، يراه هؤلاء المراقبون بأنه يتعارض في نواح عديدة مع نصوص القرار 1701 وتفاصيله، وهو ما يعني وجود خلاف جدي بين الطرفين قد يؤدي إلى مضاعفات وتوسيع الهوة القائمة بينهما في المرحلة المقبلة، وتأثيرات سلبية محتملة على مهمات وعمل القوات الدولية في هذه المنطقة مستقبلاً، في حال اعتمدت مفاعيل هذه المواقف المستجدة لتكبيل عمل هذه القوات استناداً الى الأمر الواقع وليس إلى نصوص القرار 1701، مع ما يؤدي ذلك من شلل فعلي في فعالية القوات الدولية لتنفيذ المهمات الملقاة على عاتقها وانكشاف الوضع الأمني في منطقة الجنوب كما كان قبل صدور القرار 1701·
 

ومع اعتراف هؤلاء المراقبين بعدم وجود متغيرات إقليمية ودولية أساسية ومؤثرة تستدعي البدء بمناوشات للتأثير على وجود القوات الدولية في جنوب لبنان، الا انها ترى ترابطاً مباشراً لما حدث مؤخراً مع ملفين اساسيين، ملف العقوبات الغربية على إيران، وملف التحركات المتسارعة في المنطقة لإعادة تحريك عملية السلام بين العرب والإسرائيليين من جديد والتي تحاول الإدارة الأميركية بذل ما في وسعها لدفع هذه العملية قدماً الى الأمام بمشاركة جميع دول المنطقة، في حين يلاحظ بوضوح عدم وجود اتصالات مع ايران في هذا الخصوص، بالرغم من التأثير الايراني القائم في لبنان وغزة والعراق على حدٍ سواء·

وفي اعتقاد هؤلاء المراقبين ان ما حدث في الجنوب اعطى انطباعاً واضحاً بوجود أكثر من رسالة ايرانية الى الداخل والغرب عموماً، ولكن حدود هذه الرسائل مرسومة، لتعذر الانتقال من مرحلة المناوشات الى مرحلة الاستفزازات والاستهدافات المنظمة كما كان يحصل من قبل لإجبار هذه القوات على مغادرة المنطقة بسبب استمرار التفاهمات الاقليمية والدولية الداعمة لوجودها وقيامها بالمهمات الملقاة على عاتقها في جنوب لبنان، ولوجود محاذير محلية ودولية تعيق حدوث أعمال مناهضة لها من اي جهة كانت في المرحلة الحالية وذلك لمنع إعطاء أي ذريعة للعدو الاسرائيلي للاعتداء على لبنان·

ويعرب هؤلاء المراقبون عن اعتقادهم بأن ضرر الاحداث والمناوشات التي حدثت بين قوات الأمم المتحدة والاهالي في جنوب لبنان، لم يؤثر على علاقة لبنان بالدول التي تشارك في هذه القوات فقط، بل أثر على العلاقة مع المجتمع الدولي الذي يدعم وجود هذه القوات منذ البداية وعلى العلاقة القائمة مع الدولة اللبنانية ككل·

كما اثرت الاحداث الجنوبية ايضاً على الواقع السياسي الداخلي وعلى علاقة الاطراف السياسيين الذين يشاركون مع بعضهم البعض في حكومة الوحدة الوطنية، خصوصا بعدما حاول بعض الاطراف الاشارة الى الارتباط المباشر لما حصل بين اليونيفل والاهالي بالمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المشتبه بهم في ارتكاب جريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتوجيه تهديدات مباشرة باستهداف قوات الامم المتحدة في حال كانت نتائج المحكمة خلافاً لما يريدون·

ويخلص هؤلاء الى القول ان المرحلة المقبلة التي تحفل بالاحداث الاقليمية والدولية المتسارعة، ستحدد مسار الاوضاع في لبنان، لانه لا يمكن فصل الواقع اللبناني عما يحدث في المنطقة ككل نظراً لوجود قوى عديدة على الساحة اللبنانية تتأثر سلباً أو إيجاباً بالمتغيرات المتسارعة في الشرق الاوسط ككل·

معروف الداعوق


المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,080,379

عدد الزوار: 6,751,856

المتواجدون الآن: 118