أخبار لبنان.... «انفصام» حكومي..رئيس الحكومة اللبنانية: نحن أمام منزلق..الحكومة تدخل مرحلة «تصريف الأعمال» قبل استقالتها..موفد قطري في بيروت قريباً وبوحبيب يزيد الطين بلّة... 8 آذار تُفاوض "على رأس" قرداحي: ما الثمن؟.. الوسطاء العرب لميقاتي: إزاحة الوزير - العقبة مدخل الحوار مع السعودية.. ميقاتي يواصل استجداء الدعم الغربي وتخبّط رسمي.. اعتصام لأهالي موقوفي عين الرمانة: حقّ الدفاع عن النفس!..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2021 - 3:17 ص    عدد الزيارات 1993    التعليقات 0    القسم محلية

        


بوغدانوف يبحث مع السفير اللبناني التحضير لزيارة وزير خارجية لبنان إلى موسكو..

المصدر: RT + "نوفوستي".. بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار التحضير لزيارة وزير خارجية لبنان إلى روسيا. وجاء في بيان للخارجية الروسية بهذا الصدد، اليوم الاثنين: "تم التطرق إلى التفاصيل والمسائل التنظيمية لقيام وزير خارجية الجمهورية اللبنانية عبدالله بوحبيب بزيارة عمل لموسكو قبل نهاية شهر نوفمبر". وبحث بوغدانوف مع السفير اللبناني الوضع في بلاده "المثير للقلق". وأكد الجانب الروسي "تمسكه الثابت بسيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية اللبنانية الصديقة. وتم التعبير عن الدعم لعمل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، الهادف إلى تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وحل القضايا الملحة الأخرى على الأجندة الوطنية". وكانت وكالة "نوفوستي" الروسية قد نقلت عن مصادر لبنانية مطلعة، أن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سيزور روسيا يوم 22 نوفمبر الجاري.

وزير الخارجية اللبناني يرد على نظيره السعودي بشأن "هيمنة حزب الله"

روسيا اليوم...المصدر: "الجديد" + وكالات... نفى وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، ردا على التصريحات الأخيرة لنظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن تكون لـ"حزب الله" أي هيمنة على لبنان. وصرح بوحبيب، في حديث لقناة "الجديد" اللبنانية مساء اليوم الأحد: "أقول لوزير خارجية السعودية، الحزب مكون أساسي في لبنان لكنه ليس كل لبنان ولا يهيمن على لبنان". وأردف مع ذلك: "لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار". وسبق أن قال بن فرحان، في تصريح أدلى به أمس السبت لوكالة "رويترز"، تعليقا على التوتر الحالي بين البلدين: "أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي... أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مسارا للمضي قدما بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله".

لبنان: «انفصام» حكومي... وميقاتي يحذر من «منزلق كبير»

لقاءات دولية في غلاسكو للحفاظ على الاستقرار

بوحبيب يدعو إلى حوار لبناني - سعودي

الجريدة.... نال رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي جرعة دعم دولية وعربية في غلاسكو للاستقرار في لبنان، مع ضرورة معالجة الأزمة الأخيرة بين بيروت ودول خليجية، في حين يتعرّض داخلياً لضغوط كبيرة مع رفض وزير الإعلام الاستقالة وانقسام حكومته إلى معسكرين. لا يزال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يراهن على امكانية استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، لمنع تصعيد خليجي محتمل جديد بالدرجة الأولى، ثم اعطاء فرصة لفرنسا التي التقى أمس رئيسها ايمانويل ماكرون في غلاسكو على هامش قمة المناخ، للمضي في اتصالاتها التي بدأتها بالفعل مع السعودية لاحتواء الأزمة. وبعد ان حاز ما يشبه الغطاء الأميركي للحكومة، وهو ما تجسد خصوصاً في مشاركة القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان بأول اجتماع لخلية الأزمة الحكومية التي بحثت الأزمة مع الخليج، تلقى ميقاتي جرعة دعم اوروبية، واميركية في غلاسكو، بهدف المحافظة على الاستقرار، كما افادت مصادر مقربة منه لوسائل إعلام لبنانية. وأجرى ميقاتي مشاورات هاتفية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة التطورات، واطلع عون على نتائج الاتصالات التي اجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه بحث مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان «الوضع في لبنان» وذلك في لقاء عقد أمس الأول على هامش مشاركتهما بقمة مجموعة العشرين في روما. والتقى ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء أكد أمير قطر أنه سيوفد وزير خارجيته الى بيروت قريبا، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية - الخليجية، وقد شكر الرئيس ميقاتي أمير قطر "على موقفه الدائم الداعم للبنان". اجتمع ميقاتي مع رئيس الحكومة الكويتي سمو الشيخ صباح الخالد بحضور وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر. وأكد "حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوّة والتعاون". كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا التي أكدت أن "الصندوق" عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية"، واعتبرت" أن خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكّل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين، لأنها باب الحل الوحيد المتاح".

رسالة من غلاسكو

وغداة تمسك قرداحي بعدم الاستقالة مدعوماً من حزب الله الذي رفض أي «ضغوط داخلية وخارجية» لاستبعاد الوزير المحسوب على زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية، كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية المؤيدة لحزب الله، مضمون رسالة على تطبيق «واتساب» بعثتها ميقاتي من غلاسكو الى وزرائه. وجاء في الرسالة التي نشرتها «الاخبار» حرفياً: «أعزائي جميعا، الله وحده يعلم مدى سعادتي بهذه المجموعة المميزة، ويزداد سروري بجديتكم بالعمل والمثابرة من أجل انجاح مسيرتنا، ولا أخفي عليكم انني كنت ناشدت سابقا وزير الإعلام جورج قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر، ولكن هذا لم يُترجَم واقعياً، وعليه نحن أمام منزلق كبير. وإذا لم نتدارك حل هذه الأزمة سريعا، نكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا. اللهم اشهد أني قد بلغت».

«الأزمة أكبر منا»

في غضون ذلك، نفى وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، وجود خلاف بين لبنان مع كل دول الخليج، وقال في مقابلة تلفزيونية إن «عُمان وقطر أبدا لم تقطعا العلاقات معنا ولا سحبتا سفراء ولا أي إجراء، سفيرنا في الإمارات ما زال هناك والقنصل العام بالإمارات ما زال هناك، لكن الإمارات سحبت دبلوماسييها، لكن يبدو أن السعودية لديها ظروف ولها موقفها، نحن لا نتفهمها، نعتقد أن هناك قساوة علينا لأن المشاكل الخاصة بين أي دولتين تحل بالحوار أو نبدأ بحلها بالحوار، فكيف اذا كانت بين شقيقين؟!». وأضاف: «العلاقة بين المملكة ولبنان تاريخية منذ تشكل البلدين والعلاقة ممتازة بينهما لكن لم يكن حوار من دولة الى اخرى»، داعياً المملكة رلى حوار. وتعليقاً على تصريحات نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان التي اعتبر فيها أن مشكلة السعودية مع لبنان ليست تصريحات قرداحي المسيئة للمملكة بل «هيمنة حزب الله»، قال بوحبيب: «اليوم الأزمة لم تعد بين أيدينا، أصبحت أكبر منا كحكومة أو وزراء، وربما تصبح أكبر من لبنان».

انفصام حكومي

وفي لهجة تظهر «الانفصام» الذي تعيشه حكومة ميقاتي الائتلافية، شدد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، على أن «لبنان لا يمكنه أن يكون منصّة للهجوم على أي دولة شقيقة، انطلاقاً من ثوابت المصلحة الوطنية»، مضيفاً أن «ما تطلبه السعودية منا يؤمّن مصلحة الشعب اللبناني». وأعرب مولوي عن التزامه بصفته وزيراً للداخلية بـ«القيام بما يلزم لمنع تهريب المخدرات وحبوب الكبتاغون عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية، إن عبر المرفأ أو المعابر البرية». وأمس الأول، دار سجال بين وزراء في الحكومة على «تويتر»، وغرد ‏وزير الأشغال العامة علي حمية بأن «السيادة الوطنية واستقلالية القرار وكرامة لبنان تسمو على كل اعتبار، فألف نعم ونعم للندية في العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل»، معقبا: «ألف نعم ونعم لشدّ الأحزمة وعدم الخضوع للابتزاز». من جهته، قال وزير الصحة فراس الأبيض عبر حسابه: «صحيح الحياة وقفة عز، وهي أيضا وقفة وفاء، وأقولها كلبناني أقام وعمل في المملكة لسنين، مع كامل التقدير لكل ما قدمته وتقدمه دول الخليج للبنان». أما وزير البيئة ناصر ياسين، فغرد: «لا تدار الأوطان بتغريدات بطولية وأوهام الانتصارات، بل بحكمة وتروّ لمعالجة الكم الهائل من الأزمات».

القائم بالأعمال

إلى ذلك، غادر القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الكويت، هادي هاشم، أمس الكويت عائداً الى بيروت بعد طلب الخارجية الكويتية مغادرته، الى جانب سحب السفير الكويتي من بيروت تضامناً مع السعودية. وقبيل سفره، قال هاشم في بيان: «قبل ساعات قليلة من مغادرتي دولة الكويت الشقيقة، لا بدّ لي أن أشكر كل من سهّل مهمتي وساعدني على تحقيق ما استطعت إنجازه خلال سنة من الزمن، وأنوّه بفريق عمل السفارة من دبلوماسيّين وإداريّين، ومجلس العمل اللبناني في الكويت، ولجنة الصداقة اللبنانية الكويتية، وكلّ الأصدقاء من كويتيّين ولبنانيّين». وأشار، في بيان، إلى «أنّني أخص بالشكر وزير الخارجية الكويتية الشيخ أحمد الناصر، على كلّ ما قام ويقوم به من أجل لبنان، ونحن نعوّل عليه وعلى حكمته وبعد نظره ودبلوماسيّته، لإيجاد المخارج المناسبة لهذه الأزمة العابرة بين لبنان وإخوته في دول الخليج العربي»، مؤكّدًا أنّ «الكويت ساحرة، تعشق عمق ثقافة أبنائها وسعة معرفتهم، كما تنحني إجلالاً لفسحة الحرية والديمقراطية الكبيرة التي أرساها حكم آل صباح لها، وعلى رأسهم أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ومَن سبقه من أمراء هذه العائلة الكريمة، المحبّة للبنان واللبنانيّين. شكرا كويت العز، وعلى أمل اللقاء القريب».

رئيس الحكومة اللبنانية: نحن أمام منزلق... ومسار الأزمة يتخطى استقالة قرداحي

قال إن وزير الإعلام لم يتجاوب مع مناشدته لتغليب حسه الوطني

الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم.. أقر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بأن لبنان «أمام منزلق كبير إذا لم نتداركه سنكون وقعنا فيما لا يريده أحد منا»، وذلك في رسالة منه إلى الوزراء عبر المجموعة الخاصة بهم في تطبيق «واتس آب»، كاشفاً أنه ناشد وزير الإعلام جورج قرداحي بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر لكن مناشدته لم تترجم واقعياً» وخاتماً إياها بالقول: «اللهم اشهد أنني قد بلغت…». واعتراف ميقاتي بهذا المأزق بات يطرح أسئلة كثيرة أهمها، هل تكفي استقالة قرداحي لحل المشكلة المتفاقمة أم أن الأمور باتت في مكان آخر لا سيما مع إعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بشكل واضح «أن ما يحصل بين السعودية ولبنان ليس بأزمة دبلوماسية، مؤكداً أن «التعامل مع حكومة لبنان الحالية غير مثمر وغير مفيد في ظل استمرار هيمنة حزب الله على المشهد السياسي؟». وانطلاقاً من هذا الموقف ومسار الأمور في أزمة تصريحات قرداحي وطريقة تعامل لبنان والسلطات الشرعية معها، باتت هناك قناعة لدى الجميع بأن هذه الاستقالة لا تكفي للتصحيح، بل إن الأمر قد يتطلب استقالة الحكومة بأكملها أو على الأقل تغيير النهج مع سيطرة حزب الله على القرار. وهذا ما يجمع عليه كل من سفير لبنان السابق لدى واشنطن رياض طبارة ومدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر. ويقول طبارة لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن الأزمة ليست نتيجة تصريحات قرداحي إنما هي تراكمية تنطلق من سياسة لبنان ونهج السلطة مروراً بالكبتاغون المهرب إلى المملكة ومن ثم سيطرة حزب الله على هذه الحكومة وقرارها وبالتالي فإن استقالة قرداحي لن تكون إلا باباً للحل». من هنا يضيف «المطلوب اليوم حل العقد تدريجيا من آخرها أي باستقالة أو إقالة قرداحي تمهيداً لفتح باب الحل وصولاً إلى العقدة الأهم والأكبر وهي سيطرة حزب الله، وذلك عبر تغيير نهج الحكومة التي إن لم يطلب استقالتها على الأقل لا بد من اعتمادها سياسة مختلفة تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية ومن ثم تشكيل حكومة جديدة». ويرى طبارة أن طريقة تعامل لبنان ومسؤوليه مع تصريحات قرداحي فاقمت الأزمة، موضحاً «وزير الإعلام ومرجعيته السياسية لم يعترفا حتى بالخطأ ولم يعتذرا بل على العكس عادا وأكدا أنه عبر عن رأيه الشخصي رافضين كذلك تقديم استقالته، كذلك فإن رئيس الجمهورية ميشال عون، الواقع بين ناري تحالفه مع حزب الله وموقعه كرئيس دولة، لم يصدر أي موقف حاسم في هذا الإطار». ولا يختلف رأي مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «التصحيح يبدأ على الأقل باستقالة قرداحي التي باتت في يد حزب الله ووضعها على الطاولة الإقليمية»، مذكراً بأن وزير الخارجية السعودي كان واضحاً في تحميله المسؤولية لحزب الله، وبالتالي فإن استقالة قرداحي، إذا حصلت قد تكون باباً لإعادة النظر فيما وصلت إليه الأزمة. وفيما يعتبر نادر أن المطلوب من إيران اليوم خفض التصعيد ولا سيما في اليمن، يرى أن على السلطات اللبنانية أن تصدر موقفاً حاسماً ورافضاً على الأقل تجاه ما حصل والتأكيد على رسالة لبنان وانتمائه العربي وليس اللجوء إلى وسطاء بل الذهاب مباشرة إلى صاحب العلاقة أي الرياض. وعما إذا كان المطلوب اليوم استقالة الحكومة التي باتت تعتبر حكومة حزب الله، يقول نادر: «لا حكومة أفضل من أي حكومة في ظل الواقع الحالي، ومجلس الوزراء الجديد خير دليل على ذلك بحيث أظهر أنه أسوأ من حكومة تصريف الأعمال السابقة وفاقم الأزمات على مختلف الصعد الداخلية والخارجية». وعن الموقف من حزب الله الذي لطالما اعتبر المشكلة الأساسية في لبنان، يقول نادر: «على الأقل السلطة الشرعية في لبنان يمكنها أن ترفض أو تعتكف أو حتى تستقيل، مضيفاً «إما عليها اتخاذ موقف مبدئي وإما الانتقال إلى المعارضة إذا لم تكن قادرة على فعل شيء، وإلا تكون راضية أو يعني أنها تؤمن غطاءً لما يحصل». وفي سياق الأزمة نفسها، قال الوزير السابق ريشار قيومجيان، إن الأزمة اليوم أبعد من موقف لوزير وليست وليدة اللحظة بل كانت هناك تحذيرات آخرها غداة ضبط رمان الكبتاغون ولم تتخذ الدولة الإجراءات الكافية لوقف عمليات التهريب، مضيفاً في حديث تلفزيوني «الموضوع الأساسي تحويل لبنان إلى قاعدة لتدريب الحوثيين ومنصة إعلامية لهم والوجود المباشر لحزب الله في اليمن عبر مدربين وخبراء، مؤكداً «لا يستطيع الحزب أن يستمر بممارساته».

الحكومة تدخل مرحلة «تصريف الأعمال» قبل استقالتها

أجندات مكوناتها أظهرت عجزها عن اجتراح الحلول لأزمات لبنان

الشرق الاوسط.... بيروت ــ يوسف دياب... دخلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مرحلة تصريف الأعمال حتى قبل استقالتها، فالأزمات المتلاحقة التي بدأت مع إخفاقها في وضع برنامج واضح للحوار مع صندوق النقد الدولي، ثم تفجرها من الداخل نتيجة خلاف مكوناتها على التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وغيابها التام عن معالجة ذيول أحداث الطيونة، حولها إلى حلبة صراع للقوى والأحزاب السياسية، غير أن الأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام جورد قرداحي، أدخلتها بحالة الموت السريري. ومع غياب أي أفق لحل الأزمات المتراكمة، لا يبدو أن الشارع اللبناني يعول على دور لهذه الحكومة بفعل الأجندات المتضاربة لمكوناتها، خصوصاً أن أحزاباً وشخصيات في المعارضة، ترى في الحكومة جزءاً أساسياً من المشكلة التي أوصلت لبنان إلى عزله عن أشقائه العرب، إذ اعتبر عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب جورج عقيص، أن حكومة ميقاتي «لم تأتِ نتيجة توافق دولي، بل بفعل اتفاق فرنسي - إيراني عابر سرعان ما سقط عند الاختبار الأول». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «منذ تشكيل هذه الحكومة أثبتت أنها جزء من غرفة عمليات يديرها «حزب الله» في لبنان، بدليل أنه بعد شهر على تشكيلها، أعلن الحزب عن وقف اجتماعات مجلس الوزراء، فتوقفت الحكومة عن الاجتماع، ثم أبلغ من يعنيهم الأمر أنه ممنوع إقالة أو استقالة جورج قرداحي، فلا يجرؤ أحد على اتخاذ هذه الخطوة». وثمة من يستبعد ضخ الدم مجدداً في عروق الحكومة الحالية لتستأنف عملها الدستوري، إذ يشدد منسق الأمانة العامة السابق لقوى «14 آذار»، النائب السابق فارس سعيد، على أن حكومة ميقاتي «أثبتت أنها حكومة الاحتلال الإيراني في لبنان بقيادة حسن نصر الله». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة «دخلت الموت السريري، فهي غير قادرة على الحوار مع صندوق النقد الدولي، وغير حاضرة لحلحلة فاجعة أحداث الطيونة، وغير قادرة على حماية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وتغيير موقف «حزب الله» بتطيير القاضي طارق البيطار، وبالتأكيد لن تتمكن من حل الأزمة مع دول الخليج، لأنها جزء أساسي من المشكلة». وذكر سعيد أن «الحكومة في الشكل يرأسها نجيب ميقاتي، لكن قرارها في الضاحية وعند نصر الله تحديداً». لا تتوقف مخاطر الشلل الحكومي عند تعطيل البلد، ونسف أي أمل بالإصلاح فحسب، بل تتعداه إلى الخطر الأمني، ويحذر النائب جورج عقيص من «دفع البلد إلى الانفجار نتيجة هذه الممارسات»، داعياً رئيس الجمهورية (ميشال عون) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي)، إلى «اتخاذ موقف تاريخي وحاسم، وأن يعوا خطورة الأزمة مع دول الخليج حتى لا نبكي دماً نتيجة خياراتهم القاتلة»، لافتاً إلى أن «حزب الله يضع اللبنانيين أمام خيارين، إما الطلاق الكامل مع العالم العربي، وإما حماية جورج قرداحي»، مشيراً إلى أن «الضحية الأولى لهذه الحكومة ستكون الانتخابات النيابية». ولا تتوقف المعالجة عند البحث في مصير الحكومة واستبدالها بأخرى، بل تتعداها إلى الحديث عن دور رئيس الجمهورية في هذه المرحلة، ويقول فارس سعيد: «انطلاقاً من حالة الفراغ الذي تشكله هذه الحكومة، وحالة الفراغ في قصر بعبدا، فإننا أمام واقع «فالج لا يعالج»، معرباً عن أسفه «لغياب رئيس الجمهورية ميشال عون عن الأزمة، خصوصاً أن رئيس البلاد هو من يتولى إدارة الملفات الدولية، وكان يفترض به أن يتخذ المبادرة لحل الأزمة مع دول الخليج». وإذ اعترف سعيد بأن الحكومة الحالية باتت مشكلة بحد ذاتها، لأنها سلطة غير موجودة، حمل رؤساء الحكومات السابقين مسؤولية مطالبة نجيب ميقاتي بالاستقالة، كما حمل القيادات المسيحية بما فيها «القوات اللبنانية» والمرجعية الدينية (البطريرك الماروني بشارة الراعي) مسؤولية المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون». وأضاف «لا يمكننا المطالبة بحل معضلة سلاح (حزب الله)، في وجود رئيس جمهورية وحكومة يؤمنان الغطاء السياسي والدستوري لهذا السلاح».

موفد قطري في بيروت قريباً وبوحبيب يزيد الطين بلّة «المشاكل مع السعودية لا تُحلّ بإرادة الفرض»

هل «يفلت» لبنان من قطيعة خليجية كاملة؟

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- DHL: أوقفنا نقل البريد من «بلاد الأرز» إلى السعودية منذ السبت

- فادي الحسن: نتمنى عدم وقف الرحلات مع الخليج ولم نتلق حتى الآن رسالة بهذا المعنى من أيّ شركة طيران

- مغادرة البعثة الديبلوماسية الإماراتية... وهل يُعرض مقر السفارة للبيع؟

هل «يفلت» لبنان من المقاطعة الشاملة من دول الخليج فتعود علاقاته معها إلى وضعية «النأي» عن واقعه على طريقة أنه «لا يعنينا»؟ أم أن «النقطة التي أطفحت كأس» الفرص التي أهدرتْها بيروت لتصويب «بوصلة» تَمَوْضعها الإقليمي والتي شكّلتْها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي العدائية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، شرّعت الباب أمام «سحْب اليد» من الوضع اللبناني بالكامل ربْطاً بـ «هيْمنة وكلاء إيران عليه» بما يكرّس أن الأزمة الديبلوماسية باتت أكبر من «خطيئة قرداحي» ومن أن تفرمل اندفاعتِها إجراءاتٌ تأخّرت أساساً السلطات الرسمية في اتخاذها ليطبع سلوكها «مثلث قاتل» من سوء التقدير وسوء الإدارة وسوء... النية؟ سؤالان كبيران «قبضا» على المشهد اللبناني أمس وعكسا حجم المأزق الذي وجدت «بلاد الأرز» نفسها في «فمه» بعدما رفعت دول الخليج نصف «بطاقة حمراء» في وجهها على خلفية إساءات قرداحي اشتملت على طرد واستدعاء سفراء ومنْع سفر ووقف الرياض كل الواردات من لبنان، وسط خشية من أن تكتمل هذه البطاقة بإعلان القطيعة الكبرى بعدما لم تُحْسِن بيروت قراءة السطر الذي وضعت الرياض في آخره «نقطة» وتلكأتْ عن إظهار ولو «حس إدانة» لمضمون كلام وزير الإعلام واتخاذ ما يلزم لاحتواء «إعصار» ديبلوماسي يُخشى أن تكون تداعياته صارت خارج قدرة لبنان، وربما رغبة بعض أطرافه، على وقف مفاعيلها. وإذ كانت السعودية واضحةً في وضْع الإصبع على أصل المشكلة «وبلا قفازات» بإعلان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان «ان التعامل مع لبنان بات غير ذي جدوي في ظل هيمنة حزب الله عليه»، وهو ما عَكَس أن المسألة أقلّه بالنسبة الى الرياض تجاوزت ما ارتكبه قرداحي لتطاول مجمل الواقع اللبناني وانغماسه في المحور الإيراني وترْك«حزب الله»يمضي بأدوار في دعم العدوان المستمر على المملكة من الحوثيين، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع تحذّر من الإصرار على التعاطي مع العاصفة الأعتى التي تضرب علاقةَ لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي على طريقة«غضبة وتهدأ» وعدم القيام بأيّ خطوة استيعابية بمعزل عن محاولة«مقايضتها» مسبقاً بمعرفة مفعولها لدى هذه الدول. وتحذّر هذه الأوساط أيضاً من ترْك«حزب الله»يقود مسالك هذه الأزمة، راسماً خطوطاً حمر أمام إقالة قرداحي أو استقالته، ورافعاً سقف المواجهة مع السعودية تحت عنوان«التصدّي للحصار»، معتبرة أن استغراق لبنان الرسمي في قياس «منسوب التوافق الوطني»المطلوب حيال أيّ خطوة زاجرة بحق وزير الإعلام، ووضْعه لائحة«بالخسائر والأرباح»من أيّ إطاحة بالحكومة عوض بدء تدارُك الموقف وإدارة الأزمة بما يتلاءم مع«أصْلها»السياسي المتصل بإحكام الحزب سيطرته على مفاصل القرار، لن يؤدي إلّا إلى استدراج المزيد من التعقيدات على هذه الأزمة التي تبدو في سباقٍ مع إجراءاتٍ متسارعة من شأن حصولها تكريس انعزال«بلاد الأرز»وتحوُّلها غزة ثانية، مع ما يعنيه ذلك من انفتاحها في ضوء الانهيار المالي الذي تعيشه على مراحل أشدّ قسوة يُخشى أن تراوح بين الفوضى الشاملة و... الخراب.

هل يتوقّف الطيران بين الخليج ولبنان؟

ولم يكن عابراً أمس أن أنظار بيروت انشدّت إلى مساريْن:

الأوّل المخاوف من إشاراتٍ لاقتراب دول خليجية من الانتقال لإجراءات أكثر حدة حيال لبنان، قد تشتمل على وقف الطيران والتحويلات المالية وربما عقوبات على كيانات وشخصيات لبنانية ثم القطيعة الكاملة. وفي هذا الإطار، وإذ كشف موقع«النهار»أن شركة DHL وتحت سقف قرار وقف الواردات من لبنان تلقت تعليمات منذ السبت بوقف البريد من«بلاد الأرز»إلى السعودية وأنها«باشرت بإعادة البريد الذي تسلمته في لبنان لإرساله إلى المملكة إلى الزبائن»ناقلة عن الشركة أن«هذا القرار يأتي تنفيذاً للتعليمات السعودية»، أشار رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن الى أنه«حتى اللحظة لا شيء تغير بالنسبة للرحلات بين لبنان والدول الخليجية، ولم نتلق اي رسالة من ايّ شركة طيران سواء عربية او محلية بوقف الرحلات». وتمنى الحسن ألا يحصل أيّ وقف للرحلات بين لبنان ودول الخليج«لان هذه الدول هي من اكثر الوجهات التي يقصدها الركاب من بيروت». وفي سياق متصل، وبينما كانت البعثة الديبلوماسية الإماراتية تغادر لبنان أمس بكامل أعضائها، برزت تقارير نقلت عن مصدر إماراتي رفيع (لصوت بيروت إنترناشونال) أنه«سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع»، مضيفاً«لم يعد هناك ايّ ديبلوماسي او موظف إماراتي من وزارة الخارجية في لبنان، وعودتهم مرتبطه بعودة السيادة لهذا البلد».

والمسار الثاني الحركة المربكة والمرتبكة للبنان الرسمي والتي طبعتْها أمس لقاءات لميقاتي على هامش قمة غلاسكو ترافقت مع مناخات عن أنه تلقى جرعة دعم اوروبية وأميركية للمحافظة على الاستقرار ولبرنامج الحكومة مع التشديد على ضرورة معالجة تبعات أزمة تصريحات قرداحي.

وقبل أن يلتقي ميقاتي عصر أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اجتمع بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسط معلومات عن أنه خلال اللقاء أكد أمير قطر انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً للبحث في السُبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة لاسيما معالجة الازمة اللبنانية - الخليجية. كذلك اجتمع ميقاتي وفق وسائل إعلام لبنانية مع سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد بحضور وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، حيث أكد رئيس الحكومة اللبنانية«الحرص على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون». وفي حين اشتملت لقاءات ميقاتي أيضاً على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي وسط استبعاد عقد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، الذي كان لبنان الرسمي طلب وساطة بلاده مع السعودية ودول الخليج في تطورٍ تَرَكَ أصداء سلبية، فإن الأجواء في بيروت كانت بالغة القتامة حيال المخارج الممكنة من هذه الأزمة.

وزير الخارجية يزيد الطين بلة

وفيما واصل الرئيس ميشال عون اتصالاته لمعالجة تداعيات قرارات دول خليجية رداً على تصريح قرداحي وتشاور مع ميقاتي في الخطوات الواجب اعتمادها، جرى التداول برسالة من ميقاتي وصلت أول من أمس إلى مجموعة«واتساب»التي تضم وزراء الحكومة، كتب فيها:«أعزائي جميعاً، الله وحده يعلم مدى سعادتي بهذه المجموعة المميزة، ويزداد سروري بجديتكم بالعمل والمثابرة من أجل انجاح مسيرتنا. ولا أخفي عليكم انني كنت ناشدت سابقًا معالي الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أيّ أمر آخر، ولكن هذا لم يُترجم واقعياً، وعليه نحن أمام منزلق كبير. واذا لم نتدارك حل هذه الازمة سريعاً، نكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا. اللهم اشهد إني قد بلغت...». وفي موازاة ذلك، كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يدعو السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الديبلوماسية، موضحاً في موقف لم يخلُ من السلبية تجاه الرياض أن «المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلّا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية»، مضيفاً«لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط كي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة». وكان بوحبيب أعلن«حل خلية الأزمة»التي جرى تشكيلها غداة الزلزال الديبلوماسي «نتيجة فشلها لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً، وهي لن تجتمع مرة أخرى»، متحدثاً عن«قسوة سعودية لا نتفهمها في التعاطي مع لبنان فالمشاكل بين أيّ دولتين يتم حلها عبر الحوار قبل قطع العلاقات وهذا ما لم يحصل»، ومتوجهاً الى وزير الخارجية السعودي بالقول«حزب الله لا يُهيمن على لبنان ولكنه مُكون أساسي، وليس الوحيد ولا يمثل كل لبنان، وكل فريق في البلد لديه خصوصيات ولا يتنازل عنها».

استقالة ميقاتي: ما لها وما عليها

وفي موازاة ذلك، وفيما كانت إقالة قرداحي أو استقالته التي يتم التعاطي معها على أنها ستكون«رسالة حسن نية» وذلك بصرف النظر عن نتائجها على مسار الأزمة، تصطدم بإصرار وزير الإعلام حتى الساعة على عدم ترك منصبه وإقامة«حزب الله» جدار حماية حوله تحت عنوان«يطير فتطير معه الحكومة»، فإن استقالة ميقاتي التي يجري تسريب أنها«آخر الدواء»بحال أُعلنت القطيعة الخليجية الكاملة مع لبنان، ترافقت مع قراءةٍ قدمتها أوساط قريبة من ميقاتي لِما للاستقالة وعليها. ووفق هذه القراءة التي وردت في«موقع لبنان 24»(تابع لميقاتي) فإن «رئيس الحكومة حرص على «الموازنة» في مساعيه، بين الداخل «المنقسم» على نفسه، و«الخارج» حيث يعقد سلسلة لقاءات»، موضحة أن «استقالة قرادحي التي قد لا تكون نتائجها مضمونة وفق البعض»قد تجرّ نحو الأسوأ، وسط تحذيرات من أنّ استقالته لن تكون وحيدة، بل ستُستتبَع بأخرى جماعية لوزراء «حزب الله» و«أمل» و«المردة» ما قد يؤدي إلى «تطيير» الحكومة، وإدخال البلاد في «فوضى» لا تُحمد عقباها. وتوقفت عند دفْع قوى سياسية نحو استقالة الحكومة عن بكرة أبيها، في خطوة «حُسن نيّة» تجاه دول الخليج، بعد كمّ من «الرسائل» التي وصلت إلى القوى النافذة ومفادها أنّ استقالة وزير الإعلام بمفرده ليست كافية، وأن المطلوب مواجهة «هيمنة» إيران المتواصلة منذ سنوات، من خلال «ذراعها»، أي «حزب الله»، على الحكم في لبنان، ناقلة عن معارضي استقالة الحكومة «هل فعلاً تُبدَّد مثل هذه الهواجس بالاستقالة؟ ومن قال إنّ استقالة الحكومة هي أساساً مطلب دول الخليج، التي من الواضح أنّ امتعاضها يتجاوز وزير الإعلام، ولا يرتبط بالحكومة الحاليّة التي بقيت«محايدة» إزاءها»؟ ... وتساءلت «ماذا لو استقالت الحكومة؟ مَنْ سيستطيع عندها تأليف حكومة جديدة؟ وأليس التعويل المفترض لمواجهة الهيمنة، هو على الانتخابات؟ وإذا كانت هذه الانتخابات مهدَّدة أصلاً، كما يخشى كثيرون، فهل ستثبّت الاستقالة إجراءها، أم التهديد المحدق بها»؟ ... وختمت: «استقالة الحكومة تبقى خياراً وارداً على طريقة آخر الدواء الكيّ، لكن لا شكّ أيضاً أنّ«احتواء»الأزمة لا يكون عبر«خلق»أزمات جديدة، في بلدٍ بات يولّد الأزمة تلو الأزمة، فيما مواطنوه فقدوا كلّ قدرة على الصمود والمقاومة، وبالتالي فإنّ المطلوب استنزاف الفرص المُتاحة، قبل تصعيد الموقف».

لقاءات "غلاسكو": "طبطبة" على ظهر الحكومة.... 8 آذار تُفاوض "على رأس" قرداحي: ما الثمن؟

نداء الوطن... بين خبث وسذاجة وقلّة مسؤولية، تتفاوت مواقف أفرقاء السلطة في بيروت إزاء سبل معالجة الأزمة المستفحلة مع الخليج العربي، بينما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في غلاسكو يسخّر كل لقاءاته وجهوده على هامش قمة المناخ لمحاولة تشكيل "لوبي" عربي – دولي يعينه على تطويق أزمة "الاحتباس الحراري" المحتدمة مع المملكة العربية السعودية ويجنّبه تجرع كأس الاستقالة المرّة مرّةً ثانية في مسيرته الحكومية. وفي الداخل، تشكل "لوبي" مضاد رافض للتجاوب مع المساعي التي يبذلها ميقاتي لتبريد نار الأزمة تحت الأرضية الحكومية، حيث يتقاطع العهد مع "حزب الله" عند ضرورة عدم تقديم تنازلات "مجانية" للسعودية من قبيل الإطاحة بوزير الإعلام جورج قرداحي. إذ نقلت مصادر واسعة الاطلاع معلومات تفيد بأنّ "قوى 8 آذار لا توصد الباب نهائياً أمام إمكانية استقالة قرداحي في سبيل الإبقاء على الحكومة بعدما لمست جدية في عزم رئيسها على الاستقالة في حال بقي التعنت سيّد الموقف"، كاشفةً أنّ "الجهات السياسية المعنية بالتفاوض "على رأس" قرداحي بدت خلال الساعات الأخيرة منفتحة على خيار استقالته لكنها لا تزال تحجم عن تقديم هذه الورقة من دون مقابل، ليتركز البحث تالياً حول "الثمن" الذي يمكن تحصيله على طاولة الحوار مع السعودية لقاء المضي قدماً بهذا الخيار". ومن "أوراق القوة" التي يلوّح بها العهد العوني و"حزب الله"، استمرار الدعم الأميركي للتركيبة الحكومية القائمة، وهو ما تباهت به صراحةً قناة "المنار" مساءً بإشارتها إلى أنّ "الحكومة محمية بقرار أميركي – فرنسي"، بالتوازي مع تعميم موقع "التيار الوطني الحر" معلومات منقولة عن "مصادر سياسية رفيعة" تؤكد أنّ "الجانب الأميركي غير راضٍ عن الخطوات (السعودية والخليجية) المتخذة بحق لبنان"، على اعتبار أنّ "الأميركيين يبدون خشيتهم من أي فوضى في لبنان" لما لهذا الأمر من تأثير "على الاستحقاق الانتخابي وملف ترسيم الحدود" مع إسرائيل. وبالعودة إلى لقاءات غلاسكو، فلم تسفر وفق مصادر مواكبة سوى عن مجرد "طبطبة" عربية ودولية على ظهر الحكومة، من دون أن يكون لها "أي أثر مباشر باتجاه حلحلة الأزمة اللبنانية مع السعودية ودول الخليج العربي". فباستثناء الوساطة القطرية التي وعد بها الأمير تميم بن حمد آل ثاني رئيس الحكومة، مؤكداً أنه سيوفد وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن إلى بيروت قريباً "للبحث في السُبل الكفيلة بدعم لبنان ومعالجة الأزمة اللبنانية - الخليجية"، لم يرشح عن لقاءات ميقاتي مع سائر القادة الدوليين والعرب "أي وعود أو تطمينات عملية تشي بإمكانية إحراز أي نتائج إيجابية على مستوى محاولة فتح كوة في جدار الأزمة السعودية مع لبنان"، كما نقلت المصادر، مشيرةً إلى أنه "حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يجد ما يعد به ميقاتي بهذا المعنى، مكتفياً بإعادة التأكيد على حرص فرنسا وتمسكها بكل ما يؤدي إلى تحصين الاستقرار في لبنان ومنع انهياره الكامل". وفي الغضون، ينعكس التخبط الحكومي في معالجة تداعيات موقف قرداحي المؤيد للحوثيين في مواجهة السعودية والإمارات، مزيداً من التأزم في العلاقات الاقتصادية بين لبنان والسعودية. فبعد وقف الاستيراد على أنواعه من لبنان، اتخذت السعودية قراراً بإيقاف العمل مع شركات الشحن الجوي والبحري على خط بيروت ووقف الطرود بين لبنان والمملكة. وبينما سرت في الساعات الأخيرة شائعات عن منع السعودية التحويلات المالية إلى لبنان وفرضها رسماً مادياً محدداً على المقيمين الراغبين بزيارته، سارعت مصادر شركات تحويل الأموال إلى نفي تبلّغها أي قرار عن تعليق التحاويل الواردة من دول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً باتجاه لبنان، مؤكدة أن "خدمة التحاويل ما زالت سارية بشكل طبيعي وكالمعتاد حتى الساعة". غير أنّ مصادر متابعة لم تستبعد أن تتخذ الإجراءات الخليجية منحى تصاعدياً في المرحلة المقبلة في حال عدم مبادرة الجانب اللبناني باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة هادفة إلى حلحلة الأزمة، وسط مخاوف تتصل تحديداً بإمكانية تعليق الرحلات الجوية التجارية من لبنان وإليه، فضلاً عن خطر تعليق التحويلات المالية من الدول الخليجية إلى البلد بذريعة وقوعه تحت هيمنة "حزب الله" المصنف عربياً ودولياً "منظمة إرهابية". وفي هذا الشأن، تؤكد مصادر اقتصادية أنّ "التحويلات المالية للبنانيين المقيمين في دول الخليج العربي تقدر بحوالى 4.2 مليارات دولار سنوياً، وفي حال توقفها فإنّ لبنان سيخسر شهرياً تحويلات بما لا يقل عن 233 مليون دولار تتأتى عبر التحويلات المصرفية وشركات تحويل الاموال فضلاً عما ينقل من أموال نقداً مع القادمين من هذه الدول"، محذرةً من أنّ انقطاع هذه الأموال عن البلد سيدفع بسعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى "كسر أرقام قياسية دراماتيكية لا يمكن توقع أي سقف لها".

الوسطاء العرب لميقاتي: إزاحة الوزير - العقبة مدخل الحوار مع السعودية

بعبدا تنأى عن المعالجة.. والمكاسرة تهدّد الحكومة وبرنامج صندوق النقد

مرتا مرتا، تطلبين اشياءً كثيرة، والمطلوب أمر واحد؟

اللواء... هل ينطبق هذا الكلام على وضعية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي ادخلها وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي ظن للحظة انه «منظر استراتيجي، وخبير في مجريات الصراعات الكبرى، فأسقط الرهان على الحكومة، بضربة، يؤمل الا تكون قاضية، وادخلها في مأزق أضيف إلى مأزقها، كما ادخل الاقتصاد الوطني في مأزق مالي خطير، لا يكتفي بتهديد المواسم والانتاج، بعدما أقفلت الأسواق السعودية والخليجية الأبواب امام الصادرات الزراعية والصناعية، والتي وفرت دخلاً بمليارات الدولارات كانت تدخل شهرياً وفصلياً وسنوياً إلى البلد.. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الاتصالات بشأن معالجة أزمة العلاقة مع دول الخليج متواصلة لكن لا نتائج لها بعد بإنتظار الوساطات المطلوبة والقرار الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الوضع إذا أمكن. ورأت المصادر أن هناك تعويلا على بعض هذه الاتصالات على ان هناك خطوات داخلية مطلوبة لم تترجم بعد. وأوضحت هذه المصادر أن أي تأخير في الحل ستكون له تداعياته وانه إذا كانت المعالجة غبر المؤسسات فذاك يعني حكما مجلس الوزراء. وأعربت المصادر عن اعتقادها أنه فور عودة الرئيس ميقاتي من قمة المناخ يباشر مجموعة من الاتصالات واللقاءات بشأن هذا الملف. وعليه، فالذهاب إلى المكاسرة مع المملكة ودول الخليج المتضامنة معها، تجعل الحكومة مهددة وعلى طاولة الاستقالة، الأمر الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على برنامج صندوق النقد الدولي. وأشارت مصادر متابعة، الى ان المساعي والجهود تبذل على اكثر من صعيد، لحل الازمة المستجدة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. نقلت عن اوساط بعبدا، ان رئيس الجمهورية ميشال عون، يعول على اللقاءات والاتصالات التي يبذلها ميقاتي، مع رؤساء الدول والحكومة العربية والصديقة للبنان خلال مشاركته بمؤتمر المناخ في غلاسكو في اسكوتلندا، ولا سيما مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وامير قطر . واستنادا الى ما تسرب عن مضمون اللقاءات التي اجراها ميقاتي، علم ان هناك تجاوبا لطلب لبنان، لبذل مساعي للتوسط مع المملكة، وكل مايمكن من ان يؤدي إلى حلحلة الازمة القائمة، الا ان هذه المساعي، ووجهت، بمدى قدرة الحكومة اللبنانية، على تلبية الشروط والمطالب السعودية المعروفة. واضافت المصادر ان رئيس الحكومة ابدى استعداده لبحث ومناقشة المشاكل المطروحة،بروح الانفتاح والحفاظ على مصالح البلدين الشقيقيين، والعمل بكل الامكانيات المتوافرة لحلها. وبينما دخلت الازمة بين لبنان وبين دول الخليج العربي منعطفاً خطيراً، لتعذر إتخاذ الاجراءات الواجبة لطمأنة السلطات الخليجية بعدما تجاوزت الازمة موضوع المواقف التي أدلى بها وزير الاعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن ودور السعودية فيها إلى إجراءات مقاطعة قاسية يُخشى ان تتطور اذا استمر التعامل اللبناني بخفة وتردد مع الحدث، استفاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مشاركته في قمة المناخ، في غلاسكو - اسكتلندا، فعقد لقاءات مهمة مع عدد من الزعماء العرب والاجانب، وسمع عبارات دعم عربية وأوروبية وأميركية للمحافظة على الاستقرار ولبرنامج الحكومة، مع التشديد على ضرورة معالجة تبعات أزمةمواقف قرداحي. لكن الاجراءات الخليجية استمرت ضد لبنان واخرها امس، منع السلطات السعودية دخول وارسال الطرود البريدية عبر شركة dhl من لبنان الى المملكة وبالعكس. ومغادرة البعثة الدبلوماسية الاماراتية بكامل أعضائها لبنان. وتردد معلومات عن وقف رحلات الطيران من ابوظبي الى بيروت، وثمة مخاوف من وقف تحويل اللبنانيين الاموال من بعض دول الخليج الى ذويهم في لبنان عبر عنها بعض المقيمين في الخليج. وعلمت «اللواء» ان إتصالات تجري بالوزير قرداحي وحلفائه للتمني عليه «ان يأخذ مصلحة البلد بالاعتبار ويُقدِم على الاستقالة من تلقاء نفسه»، لأن إقالته غير واردة لأنها تهدد بفرط الحكومة كلها ويدخل لبنان في نفق مظلم طويل. لكن الاتصالات لم تؤدِ الى نتيجة لأن منطق حلفاء قرداحي ان المشكلة مع السعودية لا تتعلق بموقف شخصي للوزير قبل توزيره، بل بالموقف السعودي من لبنان ومن الحكومة ككل بسبب السياسات اللبنانية المتبعة، وبالتالي فإن استقالته لن تغير في الموقف السعودي ولن تفتح المجال لإستعادة العلاقات الى طبيعتها. وقد عبر الرئيس ميقاتي عن حجم الازمة وخطورتها بقوله بعد وصوله الى غلاسكو: كنت قد ناشدت الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر، لكن مناشدتي لم تترجم واقعياً. اضاف: نحن أمام منزلق كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا.

لقاءات ميقاتي

فقد أجرى الرئيس ميقاتي، في اليوم الاول لمشاركته في «مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية ، تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الازمة التي يمر بها. وفي هذا الاطار التقى الرئيس ميقاتي امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء، أكد أمير قطر انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الازمة اللبنانية - الخليجية.وقد شكر الرئيس ميقاتي امير قطر «على موقفه الدائم الداعم للبنان». كذلك اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح. واكد الرئيس ميقاتي «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون». بدوره اكد رئيس وزراء الكويت «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدد على» ان لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية». وتوج لقاءاته بإجتماعين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الظهر. وأشار مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى أن الرئيس ماكرون وخلال مباحثاته مع الرئيس ميقاتي كرّر دعمه له من أجل تحقيق وتنفيذ برنامج الإصلاحات، متمنياً أن تسمح الاحز اب اللبنانية لمجلس الوزراء بأن يجتمع على الرغم من الأزمة مع دول الخليج. ودعا ماكرون الدول الخليجية إلى الالتزام من جديد بلبنان بهدف تحقيق الإصلاحات ولاستعادة سيادة البلاد. ثم التقى مساء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا مع رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم اسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الاوروبية. كذلك اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال، وبحث معه في دعم الاتحاد الاوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد. وعقد رئيس الحكومة اجتماعا مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا شارك فيه الوزير ناصر ياسين والسفير رامي مرتضى. وفي خلال الاجتماع اكدت جورجييفا أن «صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من ازمته الحالية»، واعتبرت» ان خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب انجاحها من كل المعنيين لانها باب الحل الوحيد المتاح». كما عقد اجتماعات مع كل من ورئيس ارمينيا ارمين سركيسيان ورئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي.

عون يتواصل

من جهته تواصل رئيس الجمهورية ميشال عون امس، مع الرئيس ميقاتي، للتشاورفي الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه. كمااجرى اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات الاخرى.

بو حبيب والحوار

وعلى خط موازٍ، دعا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي. وقال بو حبيب: إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية. وأضاف: «لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط، لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة. وكانت معلومات قد ذكرت ان الوزير بوحبيب ترأس امس إجتماعاً لخلية الازمة الوزارية بحضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، لكن مصادر الخارجية نفت حصول الاجتماع،بعدما اعلن الوزير مساء امس الاول ان اللجنة لم تحقق اهدافها ولن تعود للإجتماع.

دريان واتحاد العائلات

في المواقف من الازمة، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة محمد عفيف يموت الذي قال بعد اللقاء: إن اتحاد العائلات البيروتية يجدد دعوته لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي على الفور، وفي حال رفضه ندعو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى إقالته. وتابع: ان اتحاد جمعيات العائلات البيروتية يجدد تقديره لدعم دول الخليج للبنان في أزماته، والمملكة العربية السعودية خصوصا، وهذا الدعم تجاوز الأمور الاقتصادية والسياسية، والذي أخرج لبنان من الاقتتال إلى السلم الأهلي في مراحل عديدة، خصوصاً في اتفاقي الطائف والدوحة. لبنان كان ولا يزال وسيبقى عربياً عربياً عربياً.

لأفضل العلاقات مع المملكة

وقال نائب رئيس الحكومة، سعادة الشام «نحن لسنا أمام طريق مسدود إلى حد الآن، ونريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية والخليج بشكل عام وهذا ما أكده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي». وأضاف: «الحاصل برأيي ليس أزمة بل مشكلة عابرة والعمل جاري على ايجاد حلول، اتصل بي الرئيس ميقاتي وأخبرني أن لقاءاته كانت جداً مفيدة وايجابية ورئيسة صندوق النقد الدولي أكدت له استعدادها لمساعدة لبنان بكل الأشكال». وأشار إلى أنّ «تأثّر الأزمة مع الخليج بشكل أكبر على الصادرات الزراعية والصناعية»، معتبراً انّ «التدابير الخليجية كانت قاسية إلى حدّ ما لأنها ستؤثر على جميع اللبنانيين ولكن أتفهم الوضع وردّة الفعل بظل توتر العلاقات منذ فترة». ودعا إلى «الفصل بين السياسة والاقتصاد لأن سلم الأولويات في البلد اليوم هو الأزمة المعيشية». وقال الشامي ان رئيسة صندوق النقد الدولي التي اجتمع إليها الرئيس ميقاتي ابلغته استعدادها لتقديم كل ما يلزم لمساعدة لبنان، بما في ذلك إبقاء وفد رفيع إلى بيروت، وتوقع التوصل إلى مذكرة تفاهم مع صندوق النقد قبل نهاية العام.. وإذ نفى السعي إلى تثبيت سعر صرف الدولار، بل أكّد على توحيد سعر الصرف، وكافة الأطراف اللبنانية متفقة على ذلك، بما في ذلك مصرف لبنان.

عون يلتقي أبناء الجالية

وفي واشنطن، التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون في مبنى السفارة اللبنانية في واشنطن، بحضور طاقم السفارة برئاسة القائم بالأعمال وائل هاشم، مجموعةً من الباحثين الاميركيين من أصل لبناني من مركز الشرق الأوسط للدراسات ومركز كارنيغي للشرق الأوسط ومجموعة الدعم الأميركية من أجل لبنان. وتمحور اللقاء حول وضع الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وكيفية مساعدته ودعمه لاجتيازها. وفي كلمته، أكّد العماد عون أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان أثّرت بشكل كبير في الجيش، ما اضطر القيادة إلى اتخاذ تدابير استثنائية كثيرة لمواجهتها، مشيراً بالمقابل إلى أن الجيش مستمر في أداء مهماته بكل عزيمة واصرار للمحافظة على الأمن والاستقرار ومنع الانزلاق الى الفتنة. ونوّه قائد الجيش بالدور الذي يقوم به أبناء الوطن المغتربون الذين يبذلون جهوداً لافتة لحشد الدعم الدولي لجيشهم.

السعودية تطلب إدانة «لبنان الرسمي» لحزب الله

إبن سلمان لن يفاوض إلا الأميركيين... لا فرنسا ولا بريطانيا ولا ميقاتي ولا غيرهم

الاخبار.... لم يكن الرئيس نجيب ميقاتي يحتاج إلى زيارة لندن ليعرف حقيقة الموقف. فهم مباشرة أن السعوديين ليسوا في وارد التعامل مع لبنان بطريقة مختلفة، كما هو موقفهم من ملفات سوريا والأردن وفلسطين وحتى العراق. فهم، بكل بساطة، يريدون اتفاقاً جديداً مع الإدارة الأميركية يحيي ما كان قائماً مع الإدارة السابقة. وميقاتي يعرف جيداً أن عدم مشاركة محمد بن سلمان في قمة المناخ ليس بسبب انشغاله بمتابعة خسائر قواته في اليمن، بل لتعذر تأمين قمة ذات جدول أعمال واضح مع الرئيس الأميركي جو بايدن. أما المباحثات مع الفرنسيين والبريطانيين والألمان فلا تهمّه. وهو قبل أن يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية، بعث إليه مسبقاً بألا يطلب منه ما لم يعطه للأميركيين. بل كان أكثر وضوحاً في القول إنه لا يوجد في لبنان اليوم من تهتم السعودية لأمره، وإنها تريد وضوحاً في كيفية التعامل مع ملف العلاقات الأميركية – السعودية من جهة، ومصير المفاوضات الإيرانية – الأميركية من جهة أخرى، خصوصاً أن ابن سلمان الذي سارع إلى فتح قنوات اتصال مع الإيرانيين لم يجد لديهم ما يفيده. فلا هم في وارد الضغط على الحوثيين في اليمن، ولا على حزب الله في لبنان، ولا على بشار الأسد في سوريا، ولا على حماس في فلسطين. بالنسبة لابن سلمان، صارت ساحات العمل والتفاعل ضيقة. في الأردن فشلت محاولة الانقلاب على الملك عبدالله الثاني، أو للدقة، فشلت محاولة احتواء الرجل. وفي فلسطين، لم يعد هناك من يمكنه ادعاء القدرة على مواجهة قوى المقاومة. وفي سوريا، سلّمت السعودية بأن الطرف الوحيد الموجود على الأرض محصور بحصة الأتراك والقطريين، فيما طارت كل جهود ثامر السبهان مع العشائر العربية والكرد شرق الفرات. أما في العراق، فالحصاد المفترض لنتائج الانتخابات لا يسير وفق ما تشتهيه السعودية. عملياً، لم يعد هناك من ساحة فيها من يتطوّع لخدمة المشروع السعودي سوى لبنان، فكيف ولبنان يعاني الأمرّين سياسياً واقتصادياً، ويطلب العون من أي كان؟..... هذا ما تريده السعودية الآن. تريد من حلفائها في لبنان القيام بأفعال بعدما ملّت الأقوال. وهي، بالمناسبة، لا تعفي أحداً من المسؤولية. لا فريق «المستقبل» بكل تلاوينه السياسية والدينية والإعلامية، ولا وليد جنبلاط وحزبه، ولا كل الفرق المنتشرة كالفطريات على شاشات التلفزة. لكنها تعتقد أن في إمكان القوات اللبنانية قيادة المعركة المباشرة في وجه حزب الله من جهة، وفي وجه الحليف المسيحي للحزب، التيار الوطني الحر. وبعد التطورات الأخيرة التي شهدها لبنان، خصوصاً مجزرة الطيونة، وجدت السعودية أن المناخ يسمح بتوسيع دائرة الضغوط. وهي، هذه المرة، لا تقف عند خاطر أحد بما في ذلك العواصم الغربية. عند هذا الحد، قررت المملكة شن جولة جديدة من الحرب على لبنان. وجدول أعمالها لا يتوقف عند حدود، إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة، وليس أي طرف غيرها. وما ينقل عن المسؤولين السعوديين، يتجاوز كل ما يجري تداوله حالياً من إجراءات سياسية. في بيروت، لخصت شخصيات لبنانية على تواصل مع المسؤولين السعوديين موقف الرياض بالآتي:

أولاً: تعتبر الرياض استقالة وزير الإعلام «هدية» غير كافية، بل تريد أن تجتمع الحكومة وتصدر موقفاً موحداً ضد سياسات حزب الله.

ثانياً: هناك استياء سعودي كبير من الرئيس نجيب ميقاتي الذي يستقوي بالموقف الأميركي، وهي ترفض استقباله وكل طلبات الوساطة التي يقوم بها.

ثالثاً: يتخذ السعوديون موقفاً سلبياً من قيادات كثيرة في لبنان، بما في ذلك القيادات السنية التقليدية، وحتى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لأنها تعتبر أن المواقف التي أطلقها المفتي في محطات عدة أخيراً لم تكن على قدر ما تريده المملكة.

رابعاً: يؤكد السعوديون أنهم في صدد اتخاذ إجراءات إضافية سيعلن عنها تباعاً وسيحتفظون بها للإعلان عنها في الوقت المناسب.

خامساً: يكرر السعوديون أنهم يراهنون على الانتخابات النيابية لتغيير المشهد. وللمرة الأولى بدأوا يتحدثون عن الانتخابات الرئاسية. وهم يعتبرون أن المنافسة ليست محصورة بين جوزيف عون وجبران باسيل وسليمان فرنجية، بل هناك أيضاً سمير جعجع وسامي الجميل.

ميقاتي يواصل استجداء الدعم الغربي وتخبّط رسمي

حزب الله على موقفه وبرّي ينتظر اللحظة المناسبة للتحرك وجنبلاط مع التهدئة

الاخبار.... حزب الله على موقفه وبرّي ينتظر اللحظة المناسبة للتحرك وجنبلاط مع التهدئة

اصطدمت السعودية برفض وزير الإعلام جورج قرداحي الاستقالة، كما برفض الرئيس نجيب ميقاتي الاستقالة أيضاً، مُتسلحاً بالموقفيْن الأميركي والفرنسي. أما القوى السياسية المحلية فتجري مشاورات وتدرس موقفها بتأّنٍ، بعدما بات شبه مؤكد أن الرياض تتجهّز لإطلاق مزيد من الإجراءات والدفع نحو رفع منسوب التوتّر لينعكس على كل المستويات، ووسط تخبط سياسي داخلي، وخشية من تجاوز الضغوط الإطار السياسي - الدبلوماسي والاقتصادي، إلى «تخبيص أمني». وفي ظل تعطّل الجهود الداخلية، بدأ ميقاتي جولة اتصالات على هامش قمة المناخ في اسكتلندا، البارز فيها اجتماعه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونقل رئيس الحكومة أمير قطر قراره بإيفاد وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في سُبل معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية، ما يعدّ أول خرق جدّي في جدار الأزمة. كذلك التقى ميقاتي رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح بحضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي. كما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى. و علمت «الأخبار» أن ميقاتي كرر الاتصال أمس بالرئيسين ميشال عون ونبيه بري طالباً الضغط لإقناع الوزير جورج قرداحي بتقديم استقالته. وقالت مصادر مطلعة إن عون «طلب من ميقاتي العودة سريعاً إلى بيروت لعقد جلسة لمجلس الوزراء، لكن ميقاتي أشار إلى أنه لا يريد تحميل الحكومة أكثر مما تحتمل». من جهته، لا يرى حزب الله التطورات الأخيرة خارج سياق رد الفعل السعودي وانزعاجها وقلقها من الملف اليمني، وتصرف السعوديين على أن حزب الله يقف مباشرة خلف العمليات القاسية التي مُنيت فيها القوات السعودية بخسائر كبيرة على الجبهات. لذلك، يواصل الحزب التصّرف بعقل بارد، مؤكداً تمسكه بالحكومة، وبرفضه المطلق لاستقالة قرداحي تحت الضغط.

يواصل حزب الله التصرّف بعقل بارد مؤكداً تمسكه بالحكومة ورفض استقالة قرداحي تحت الضغط

ويتقاطع موقف حزب الله مع موقف الرئيس بري الذي يعتبِر أن لا علاقة للأزمة بوزير الإعلام، وأن ما قاله قرداحي لا يستوجِب هذه الهجمة. لكن رئيس مجلس لا يذهب بعيداً في المواقف، إذ يبدو وكأنه ينتظِر هدوء العاصفة، علّ الفترة المقبلة تسمح بأن يبادر هو نفسه بلعب دور ما، وفق كلام مقربين منه، مع الكويتيين أو العُمانيين. وإن كانَ هذا الدور «لا يزال من المبكر الحديث فيه». لذلك، يبقى الجميع في انتظار ما ستؤول إليه الاتصالات مع الفرنسيين والأميركيين. أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعلى رغم إدراكه بأن الأزمة التي افتعلتها السعودية أخيراً لا علاقة لها بمواقف وزير الإعلام، إلا أنه يعتبر أن تصريح قرداحي بعدَ الأزمة كانَ يجب أن يكون أكثر حرصاً على التهدئة لا رفع السقف وإعطاء ذريعة جديدة للسعوديين. كذلك يرفض جنبلاط أيضاً استقالة ميقاتي، ويعتبر أن استقالة قرداحي لم تُعد تقدّم أو تؤخر في الموقف شيئاً. وهو يبدي اهتماماً أكثر بـ«تهدئة» الوضع داخل حزبه. وكانَ واضحاً خلال المؤتمر العام الـ 48 للحزب الذي عقد في المدينة الكشفية في عين زحلتا – الشوف، قبل أيام، أنه يريد ضبط الاندفاعة، بعدما سمِع مواقف لكوادر وناشطين ومناصرين تهاجم حزب الله وترفع السقف تعليقاً على الأزمة المستجدة مع المملكة. لذلك، أكد لهم أنه يتخذ مواقف عالية السقف ضد الحزب حين يتطلب الأمر ذلك، لكنه كان حاسماً بأنه لا يريد أن يكون هناك جو يتبنّى الهجوم الذي تريده المملكة. فهناك «ربط نزاع حصل مع الحزب في عدة محطات وهذا يجب أن يستمر»، فيما لمس الحاضرون أنه «لا يريد الانضمام إلى حملة توتير الأجواء السياسية في الداخل»، و«في النهاية لن يقف إلى جانب سمير جعجع في هذه المعركة».

المردة: القطيعة ولا المذلة

أما تيار المردة الذي وقف إلى جانب وزيره في قرار رفض الاستقالة، فهو مقتنع بأن الموقف السعودي ليس سببه تصريحاً في برنامج تلفزيوني مسجل قبيل تعيين قرداحي وزيراً، بل مجموعة تراكمات كشف عنها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عبر قوله إن الإشكالية في «هيمنة حزب الله». من هذا المنطلق، رفض فرنجية تقديم قرداحي فدية رافضاً «التعامل بدونية مع أحد أو التزلف لأي طرف». وأكد النائب طوني فرنجية لـ «الأخبار» أن تيار المردة «يضع المصلحة الوطنية قبل كل شيء، لذلك لو رأى أن استقالة وزير الإعلام توقف الأزمة ولو أنه لم يخطئ كان سيتشاور معه ربما، علماً أن قرداحي غير ملتزم بالتيار ويتمتع باستقلالية في الأداء والرأي. وأضاف: «إذا كان المطلوب إضافة المذلة فوق الجراح بمعنى استمرار القطيعة بكل الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضل القطيعة لا المذلة، ونحن إلى جانب قرداحي في كل ما يفعله»، لافتاً إلى أن الاستقالة «هي أهون الشرور. وبإمكاننا الانسحاب والتفرج. إلا أن المصلحة الوطنية تقود موقفنا الذي لا يفترض أن يكون ضعيفاً وجباناً حتى يخدم لبنان. فمن يخضع مرة يخضع مئة مرة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأننا لا نتصرف كدولة واحدة بتعاضد».

اعتصام لأهالي موقوفي عين الرمانة: حقّ الدفاع عن النفس!

الاخبار.... بضعة كيلومترات تفصل بين دوار الطيونة، مكان سقوط أول ضحايا جريمة الرابع عشر من تشرين الأول الماضي، والمحكمة العسكرية التي «تحتضن» منذ نحو 16 يوماً موقوفين متّهمين بالتسبّب فيها. أهالي عين الرمانة، ممن «تداعوا» صباح أمس للاعتصام أمام المحكمة احتجاجاً على توقيف أبناء من المنطقة، مرّوا بموقع الجريمة الذي زنّرته آليات الجيش اللبناني تحسّباً لأي توتر غير متوقّع. اعتاد أهالي الموقوفين، ومعهم أهالي عين الرمانة والشياح والمنطقة المحيطة، على مشهد انتشار آليات الجيش والمخابرات منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، وهنا «مكمن الغصّة» وفق والدة أحد الموقوفين، «فلو كان هذا العديد هنا يوم التظاهرة، ولو أدى الجيش عمله ما كنا اليوم هنا». الاعتصام أمام المحكمة العسكرية جاء احتجاجاً على توقيف «المعتدَى عليهم بدلاً من المعتدين». أهالي الموقوفين أكّدوا أن أبناءهم كانوا في «حالة دفاع عن منطقتهم التي تعرّضت لهجوم من أناس يُشوّهون سمعة الشيعة». إحدى الأمهات قالت بصوت مرتفع أمام الكاميرات: «شبابنا في عين الرمانة من خيرة الشباب، وليس من شيمهم أن يتفرّجوا على تعرّضهم للاستفزاز والهجوم من قبل مسلّحين»، فيما أقرّ آخر، وهو عسكري متقاعد من قاطني المنطقة، بأن «في كل بيت من عين الرمانة، سلاحاً فردياً للحماية الشخصية والدفاع عن النفس». المشاركون في الاعتصام شدّدوا على «الحق في الدفاع عن النفس»، وأن «الآخرين» كانوا يحملون السلاح «المتوسط والثقيل أيضاً»، ولم يدخلوا إلى المنطقة «بالورود». وعليه، المطلوب «العدالة والمساواة، يعني كما تم إطلاق سراح الموقوفين من الشياح، نريد إطلاق سراح الموقوفين من عين الرمانة»، وفق أحدهم.

محامي الموقوفين يهدّد بالتصعيد و«التركيع»!

رغم ذلك، حرص الأهالي على «تكحيل» الأمور وإرساء خطاب «عقلاني» و«مدروس» يركز على «وحدة الحال» بين أهالي الشياح وعين الرمانة والحرص على تحقيق عادل يراعي أصول المحاكمات «ويهدف إلى التوصل إلى الكشف عن المتورّطين الحقيقيين والمستثمرين في الدم»، محاولين نزع تهمة تنفيذ أوامر حزب القوات «لأن عين الرمانة مسيحية ومش بس حزب القوات». غير أن وكيل الموقوفين المحامي أنطوان سعد «أعماها» تماماً، عندما توعّد بـ«تصعيد من أهالي عين الرمانة ما لم يُعَد مسار التحقيق إلى السكة الصحيحة»، وبـ«تركيع» الطرف الآخر، معتبراً أن ما يحصل هو بمثابة «تصفية حسابات مع المعتدى عليهم». وختم تصريحه بخطاب تجييشي يُشير فيه إلى «أننا لا نريد أن تكون عين الرمانة مكسر عصا، أو سيدة نجاة ثانية، وكرامتها من كرامة شويا وعرب خلدة». يُذكر أن جمعية تجار الشياح – كرم الزيتون وعين الرمانة وفرن الشباك دعت أمس، بالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية جميع التجار إلى إقفال محالّهم من الثامنة صباحاً حتى الـ12 ظهراً.



السابق

أخبار لبنان... مكتب ميقاتي: أمير قطر سيوفد وزير خارجيته لبحث سبل تسوية الأزمة اللبنانية الخليجية.. وزير خارجية لبنان يدعو السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الدبلوماسية.. ميقاتي يناشد قرداحي بأن يغلب «حسه الوطني» على أي أمر آخر.. قائد الجيش يغادر إلى واشنطن لبحث سبل استمرار الدعم الأميركي..

التالي

أخبار سوريا.. تل أبيب قصفت دمشق بـ«صاروخ سري وفتاك».. إردوغان يتوقع تراجعاً في الدعم الأميركي لـ«قسد» شمال شرقي سوريا... البنتاغون يؤكد على شراكة واشنطن المتينة مع "قسد"..أنقرة في موقف "معقد" بين واشنطن وموسكو..موسكو تكشف تفاصيل عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق...لقاء إردوغان - بايدن بلا نتائج | موسكو لأنقرة: غرب الفرات «حصّتنا» أيضاً..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,796,803

عدد الزوار: 6,915,476

المتواجدون الآن: 77