أخبار وتقارير.. اشتباكات بين "طالبان" وحرس الحدود الإيراني باستخدام أسلحة ثقيلة.... الولايات المتحدة لم تضعف... لكنّها تُجابه بمنافسين جُدد في الشرق الأوسط.. الاستخبارات البريطانية: {حزب الله} دولة داخل دولة... وإيران تمتلك برنامج اغتيالات لمعارضيها..روسيا تحذّر «الناتو» من تجاوز «الخط الأحمر» في أوكرانيا..واشنطن تؤكد لـ«طالبان» على «تعزيز المصالح» في أفغانستان و«محاربة الإرهاب»..اقتراب المشهد السياسي الفرنسي من اكتمال صورة المرشحين للحملة الرئاسية.. الصين تتهم واشنطن بتهديد السلام عبر اختلاق «أعداء وهميين»..

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 كانون الأول 2021 - 6:15 ص    عدد الزيارات 1211    التعليقات 0    القسم دولية

        


وكالة أفغانية: اشتباكات بين "طالبان" وحرس الحدود الإيراني باستخدام أسلحة ثقيلة....

روسيا اليوم... المصدر: "Aamaj News" + وكالات... أفادت وكالة "Aamaj News" الأفغانية، اليوم الأربعاء، باندلاع اشتباكات باستخدام أسلحة ثقيلة على الحدود بين أفغانستان وإيران بين مقاتلي حركة "طالبان" وعناصر حرس الحدود الإيراني. وذكرت الوكالة أن مواجهات مسلحة مكثفة تدور في قضاء كانغ بمحافظة نيمروز شمال أفغانستان، حيث طلبت "طالبان" من السكان المحليين مغادرة منازلهم. وأضافت الوكالة أن الحركة تجر حاليا عربات مصفحة، بما في ذلك من تلك التي تركتها في أفغانستان القوات الأمريكية، بينما يستخدم كلا الجانبين اسلحة خفيفة وثقيلة بما في ذلك منظومات مدفعية. ونقلت الوكالة عن مصادر لها أن مقاتلي "طالبان" سيطروا على عدة نقاط تفتيش لحرس الحدود الإيراني، كما نشرت مقاطع فيديو قالت إنها توثق الاشتباكات، فيما لم يتم حتى الآن تحديد أسباب النزاع. وبعد إعلان الولايات المتحدة، يوم 30 أبريل، بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من أراضي أفغانستان وفقا لخطة الرئيس، جو بايدن، شنت حركة "طالبان" المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع قوات الحكومة السابقة في جبهات متعددة بالبلاد. وخلال الأشهر الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 أغسطس دخل مسلحو "طالبان" إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي. وليل 16 أغسطس أعلنت "طالبان"، المكونة بالدرجة الأولى من شعب البشتون، انتهاء الحرب في أفغانستان، وأعلنت يوم 7 سبتمبر عن تشكيلة الحكومة الجديدة في البلاد تضمنت عناصر من الحرس القديم للحركة.

الولايات المتحدة لم تضعف... لكنّها تُجابه بمنافسين جُدد في الشرق الأوسط...أميركا تحاول بشراسة البقاء على كرسي الزعامة العالمية..

الراي... | بقلم - إيليا ج. مغناير |.... يكثر الحديث عن تقهقر الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بعد انسحابها من أفغانستان، وقرارها وضع حد لتواجد قواتها القتالية في العراق. غير أنّ هذا الاستنتاج لا يعني أبداً ضعف أميركا أو أنّها «فقدت مخالبها»، فالأمر يتعلق بخيارات الرئيس الأميركي وسياسته وكيفية تعامله مع الدول أو القارات الأخرى وطبيعة التدخل فيها من دون أن تتخلى واشنطن عن أهدافها بالبقاء على عرش تزعم العالم، مهما كثرت الصعاب والتحديات. وثمة من يعتقد من خصوم واشنطن، أنّ الدور الأميركي عبر العصور أتى بالحروب وعمل على قلب أنظمة وشرّع التدخلات العسكرية وأطلق سلاح العقوبات، في محاولة لفرض التغييرات، بحسب المصلحة الأميركية. وفي تقدير الخصوم، فإن أميركا تبني سياساتها على أساس علاقات المصالح فقط. وظهر ذلك جلياً إبان ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي دفع سلوكه، العديد من الدول، خصوصاً الأوروبية، لتجنب غضبه، لجهله بالسياسة ونتائج أي قرار يتخذه. غير أنّ هذه السياسة أكسبت أميركا عدداً هائلاً من الأعداء، وأبعدت الحلفاء الأوروبيين عنها، وتالياً فقد دفعت «ضريبة السياسة الهوجاء»، ليأتي الرئيس جو بايدن برؤية مختلفة عن سابقه في البيت الأبيض، ويبتعد عن خيارات «الحروب العبثية». فاتفاق أميركا - أفغانستان حصل في عهد ترامب وأخرّه بايدن لأشهر، وتالياً فان الانسحاب كان متفقاً عليه سابقاً ولا يعد تقهقراً لأميركا بل قناعة بفشل أهدافها بعد 20 عاماً من التدخل. أما اتفاق العراق، فأتى بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، حين صوّت البرلمان العراقي، في عهد ترامب - المسؤول عن عملية الاغتيال - على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء طلب المساعدة المقدم منها إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وإنهاء أي تواجد للقوات الأجنبية على الأراضي العراقية. ومرة أخرى، استطاع بايدن تأخير الانسحاب نحو سنة (إلى نهاية العام الجاري) من دون أن يكون انسحاباً كاملاً بل تغيير بعنوان الوجود الأميركي من «قوات قتالية» إلى «قوات تدريبية» أو «قوات استخباراتية مساندة». أما في سورية، ستبقى القوات الأميركية من دون نية انسحاب، بل تتغاضى إدارة بايدن عن تطور العلاقات السورية - العربية، وتعطي استثناءات للحكومة المركزية، كما فعلت بخط الغاز من مصر إلى الأردن وصولاً إلى لبنان عبر الأراضي السورية، من دون اعتراض السفن النفطية الإيرانية التي تدعم سورية ولبنان. فمن يشاهد حجم القوات الأميركية الضئيل في معبر التنف الحدودي بين سورية والعراق، يعلم أنّ واشنطن لا تحتاج إلى قوات كبيرة على الأرض لتنفيذ مهماتها وسياستها الديبلوماسية والعسكرية، بل تكتفي بقوات ضئيلة مُزودة بوسائل الاتصال بقوات الطيران وتمتلك الطائرات المسيرة والقوة النارية، لتقضي على أي تهديد كبير أو متوسط. وتزداد القناعة لدى مهتمين بالسياسة الأميركية، بأنّ واشنطن تستطيع أن تربح أي حرب تخوضها، ولكنّها تفشل في صنع السلام وتتشتت أهدافها لأنّها لا تحاول كسب عقول الشعوب وقلوبها، بل تتعامل وفق مصالحها... لذا فهي تفشل في تحقيق إنجازات من دون أن تكون ضعيفة. إلا أنّ النموذج الروسي والصيني المختلف عما قدمته أميركا للعالم في العقود الماضية، هو الذي يدفع للقول بـ«الضعف الأميركي» و«الخروج من المنطقة». من الواضح أنّ أميركا تتنازع على مكانتها وتحاول بشراسة البقاء على كرسي الرئاسة العالمية، إلا أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد موقعها، لأن الصين وروسيا تدخلان إلى منطقة النفوذ الأميركي بقوة لإنشاء تحالفات جديدة، تشكل خوفاً على الزعامة وليس ضعفاً.

الاستخبارات البريطانية: {حزب الله} دولة داخل دولة... وإيران تمتلك برنامج اغتيالات لمعارضيها

مدير {إم آي 6} قال إن التكيّف مع عالم متأثر بصعود الصين هو أولى الأولويات

لندن: {الشرق الأوسط}... أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6)، ريتشارد مور، أمس (الثلاثاء)، أن الصين وإيران وروسيا تشكل مصدراً رئيسياً للقلق لبلاده، متهماً طهران بزرع {عصابات مسلحة} تضعف دول الشرق الأوسط من داخلها. وفي كلمة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، حذّر رئيس جهاز {إم آي 6} من الدور الذي يلعبه {حزب الله} في لبنان، وقال: {حزب الله، الذي احتضنه الحرس الثوري الإيراني في لبنان، كان أول قوة تمرد أجنبية تابعة لإيران. ومنذ ذلك الوقت، نما (الحزب) ليصبح دولة داخل دولة، مساهماً مباشرة في إضعاف الدولة وفي الفوضى السياسية في لبنان. وكررت إيران هذا النموذج في العراق، حيث استغلت الانتقال الضعيف نحو الديمقراطية كي تزرع البلد ببذور عصابات مسلحة تُضعف الدولة من الداخل، وتقتل أولئك الذين يريدون حفظ القانون. هذا الشهر (أي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) نفذت واحدة من تلك العصابات التي سلحها ودربها الإيرانيون محاولة لقتل رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي). ونرصد أيضاً محاولات لسلوك مثل هذه السياسات في سوريا واليمن والخليج}. وتابع مور: {لقد بنت إيران قدرات سيبرانية هائلة استخدمتها ضد منافسيها الإقليميين وأيضاً ضد دول في أوروبا وأميركا الشمالية، وهي تحتفظ ببرنامج اغتيالات تستخدمه ضد معارضي النظام}. وشدد مدير الاستخبارات أيضاً على أن بريطانيا تواصل {معارضة تطوير إيران للتكنولوجيا النووية التي لا يمكن استخدامها للأغراض المدنية}، لكنّه أعرب عن أمله بنجاح المحادثات النووية الجارية حالياً بفيينا في التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وكشف ريتشارد مور أن الصين وإيران وروسيا تشكل مصدراً رئيسياً للقلق بالنسبة للاستخبارات البريطانية. وقال إن {التكيّف مع عالم متأثر بصعود الصين هو أولى أولويات (إم آي 6)}. وشدد على أن {جهاز الاستخبارات الصيني يمتلك قدرات كبيرة ويواصل عمليات التجسس واسعة النطاق ضد المملكة المتحدة وحلفائنا}. وحذّر من مخاطر إساءة الجانب الصيني تقدير الأمور بسبب ثقته المفرطة بقدراته. وأوضح أن قدرات التكنولوجيا الصناعية التي تمتلكها بكين تتيح لها {الحصول على المعلومات من أنحاء العالم}. وأضاف: {كما أنها تحاول استخدام النفوذ عبر سياستها الاقتصادية لمحاولة دفع الآخرين ليكونوا مثقلين بالديون وأعتقد أنهم ينجحون في ذلك أحياناً}، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. من جهة أخرى، أشار مور إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل {تهديداً كبيراً} بسبب ممارساته عند الحدود مع أوكرانيا. إلا أنه شدد على أن بريطانيا {لا نية لديها لمعاداة روسيا أو تقويضها أو محاصرتها}. وأضاف: {لكننا سنفعل كل ما يقتضيه الأمر لإبقاء بلادنا آمنة وردع كل المخاطر التي تشكّلها موسكو والتصدي لها}. وأشار مور إلى وجود العديد من القواسم المشتركة بين المخاطر التي تشكّلها روسيا وتلك التي تطرحها إيران. وحض مور وكالات التجسس الوطنية على تغيير نهج السرية المتّبع منذ زمن وتنسيق الجهود مع شركات التكنولوجيا لمكافحة الدول المعادية والمجرمين والمتطرفين. ولفت مور في كلمته أيضاً إلى أن أعداء بريطانيا يغدقون {المال ويبذلون جهوداً كبرى لإتقان قطاع الذكاء الصناعي، والحوسبة الكمومية والبيولوجيا التركيبية}، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: {لا يمكننا أن نعقد الآمال على إعادة إنتاج قطاع التكنولوجيا العالمي، لذا علينا أن نستفيد منه}. وشدد على أهمية هذا التغيير في نهج {إم آي 6} وأسلوب عملها بما أن الوكالة تعتمد بشكل أساسي على قدراتها الذاتية. وحذّر مور الذي تولى رئاسة وكالة {إم آي 6} العام الماضي، من أن التهديدات السيبرانية التي يشكّلها المجرمون والمتطرفون والدول المعادية تزداد بشكل {سريع جداً}. وقال: {قد نشهد في السنوات العشر المقبلة تقدّماً تكنولوجياً أكبر مقارنة بما شهدناه في القرن الماضي}، محذّراً من أن تأثير ذلك سيكون موازياً للثورة الصناعية.

روسيا تحذّر «الناتو» من تجاوز «الخط الأحمر» في أوكرانيا

لوحت بنشر منظومات صاروخية خارقة و«رد متكافئ»... وواشنطن تحدثت عن عواقب «خطيرة» لأي اجتياح

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر... دخلت السجالات الروسية - الغربية مرحلة أكثر سخونة أمس، بالتزامن مع عقد مجلس حلف «الناتو» اجتماعاً خاصاً على المستوى الوزاري لبحث الرد على «التهديدات الروسية» في أوكرانيا. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحلف الغربي من «تجاوز الخطوط الحمراء»، ملوحاً بقدرات قوية لبلاده للرد على المخاطر العسكرية. وحملت المخاوف من تصعيد غربي محتمل حول روسيا، بُعداً جديداً، على ضوء اجتماع «الناتو» في ريغا الذي دعيت إليه أوكرانيا وجورجيا، الخصمان الرئيسيان حالياً لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق، ما عكس طبيعة المناقشات الدائرة واحتمال اتخاذ خطوات أكثر صرامة تجاه موسكو. وعُقد الاجتماع على خلفية تأجيج قوي للموقف خلال الأسابيع الأخيرة، واتهامات غربية نشطة لموسكو بنشر قوات على طول الحدود واستعدادات لـ«غزو أوكرانيا». ووجه بوتين رسالة التحذير قبل اتضاح طبيعة النتائج التي خرجت عن لقاء الحلف الأطلسي، في رسالة هدفت كما يبدو إلى التأثير على مجريات الحوار ومنع المجتمعين من اتخاذ أي خطوات يمكن أن تطلق عملية انضمام أوكرانيا إلى الحلف، أو توسيع الحضور العسكري الغربي في هذا البلد. وقال الرئيس الروسي خلال مشاركته في منتدى حواري إن «توسيع البنية التحتية العسكرية للناتو في أوكرانيا خط أحمر بالنسبة لروسيا». وشدد على أنه «إذا ظهرت في أوكرانيا منظومات صواريخ يمكنها الوصول إلى موسكو في بضع دقائق فإن روسيا ستضطر للرد بتهديدات مماثلة». ولفت بوتين إلى أنه لا توجد إجابة معقولة على السؤال عن سبب اقتراب «الناتو» من الحدود الروسية. وزاد: «العلاقات بين روسيا والغرب كانت صافية منذ تسعينات القرن الماضي وحتى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لماذا الحاجة الآن إلى توسع الناتو قرب حدودنا؟». وفي تلويح جديد بقدرات بلاده على مواجهة التهديدات المعاصرة، قال الرئيس الروسي إنه «في المستقبل القريب ستظهر في روسيا أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بقدرة قصوى تصل إلى 9 ماخ». وأوضح أن المجمع الصناعي العسكري الروسي «اختبرها (الأسلحة) الآن بنجاح، ومن بداية العام سيظهر لدينا صاروخ بحري جديد تفوق سرعته سرعة الصوت، وستكون المدة اللازمة لوصوله إلى هدفه من لحظة الإطلاق 5 دقائق». ووجهت الخارجية الروسية تحذيرات مماثلة لـ«الناتو»، وقالت في بيان إن «الحلف الأطلسي يعرض قدرة روسيا على الدفاع عن نفسها للامتحان بإرسال سفنه وطائراته الحربية إلى الحدود». وأكدت الوزارة أن روسيا تجد نفسها مضطرة للرد على تحركات الناتو بالقرب من حدودها «بشكل متناسب ومتزن ومعتدل». وأكد البيان الصادر رداً على نشر «الناتو» مادة إعلامية تحت عنوان «أساطير عن العلاقات بين الحلف وروسيا»، أن الخطوات التي تتخذها موسكو رداً على أنشطة «الناتو» هي محض دفاعية. وزاد: «في الفترة الأخيرة نشاهد تعزيزاً جسيماً لوجود الناتو العسكري في منطقة البحر الأسود، ومما يدل على ذلك زيادة زيارات سفن حربية حاملة للصواريخ، وطلعات طائرات استراتيجية أميركية، وإجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق، بما في ذلك تدريبات غير مخطط لها مسبقاً». وأشارت الوزارة إلى إن «وسائل المراقبة الروسية ترصد أسبوعياً تحليق أكثر من 50 طائرة استطلاع وطائرة مسيرة على طول حدود روسيا». وشددت على بطلان المزاعم بشأن تضخيم «الوجود العسكري الروسي في أوكرانيا»، مشيرة إلى أن المقصود بذلك هو «نشاط روسيا العسكري في شبه جزيرة القرم، لأن هذه المنطقة تعد جزءاً لا يتجزأ من روسيا ووجود قواتها المسلحة هناك مشروع تماماً». ووفقا للبيان فإن «الدفاع الجماعي للناتو متمركز كليا في الوقت الحالي، في الجناح الشرقي، وكأن الحلف لا يواجه مشكلات أخرى، وكأن الإرهاب والتهديدات الأمنية الآتية من مناطق أخرى أقل أهمية من الخطر الروسي المزعوم». وحذرت موسكو مجددا من أن مساعي توسع الحلف جغرافياً «تتزامن مع نشر البنية التحتية العسكرية المستخدمة، كي يكون ممكناً استخدامها أيضاً لتسهيل نقل آليات عسكرية ثقيلة وأفراد الجيوش التابعة لدول الحلف إلى حدود روسيا». وبالتوازي مع لغة التهديدات والتلويح، سعى الكرملين إلى تقليل المخاوف المطروحة على أجندة الحلف، وشدد الناطق باسم الديوان الرئاسي ديمتري بيسكوف على أنه ليس لدى روسيا نية لمهاجمة أوكرانيا أو أي طرف آخر، وزاد أن «الهيستيريا التي يؤججها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لا أساس لها». وزاد تعليقاً على مطالبة زيلينسكي الرئيس الروسي بأن يؤكد علنا عدم وجود أي خطط لمهاجمة أوكرانيا: «الادعاءات بذاتها حول نية روسيا للزحف على أحد والاتهامات إليها في هذا السياق بأنها تتصرف بطريقة عدوانية بشكل أو بآخر لا أساس لها وهي غير صحيحة في جوهرها». وأوضح بيسكوف أن روسيا قلقة من أن «هذا التأجيج يمكن أن يمثل محاولة لإخفاء أوكرانيا توجهها لحل قضية دونباس بالقوة، الأمر الذي سيكون ضرباً من الجنون الكامل». وكان زيلينكسي أعلن أن روسيا حشدت نحو 100 ألف مقاتل على الحدود مع أوكرانيا. وأعلنت كييف أمس أن قواتها المسلحة ستجري خلال العام المقبل مناورات يشارك فيها آلاف الجنود من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن «الولايات المتحدة أحاطت روسيا بقواعد عسكرية من جميع الجهات وبدأت بإثارة وتضخيم الهيستيريا العسكرية على حدودنا». وجاء حديث لافروف بعد صدور تقرير أميركي حديث حول وضع الانتشار العسكري الأميركي في العالم. وفي ريغا، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء في عاصمة لاتفيا، على هامش اجتماع حلف «الناتو»، من عواقب أي «عدوان» روسي جديد على أوكرانيا، وهو تحذير تطابق مع مواقف عدة صدرت عن أطراف أخرى في حلف «الناتو»، مثل بريطانيا. وأكد بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللاتفي إدغارز رينكيفيكس أن «أي تحركات تصعيدية من جانب روسيا ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وللاتفيا وأي عدوان جديد سيكون له تداعيات خطرة». ولم يحدد بلينكن طبيعة الرد الأميركي المحتمل، مشيراً إلى أنه يريد أولاً «استشارة» حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي الثلاثاء والأربعاء في عاصمة لاتفيا. وتابع «نحن قلقون جداً بشأن التحركات التي نراها» من قبل الفرق الروسية على الحدود الأوكرانية، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «رأينا مراراً الاستراتيجية الروسية» الهادفة إلى «فبركة استفزازات» لتبرير أفعال موسكو. وشدد بلينكن على أن واشنطن تعمل، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، على فرض عقوبات جديدة على النظام البيلاروسي المتهم باستخدام المهاجرين بطريقة «وقحة» مثل «أسلحة» لزعزعة استقرار الدول الأوروبية المجاورة.

وفد أميركي يبحث مع «طالبان» التهديدات الأمنية و«حقوق الأفغان»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين».. ترأس الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست، وفداً أميركياً رفيع المستوى ضم ممثلين من وزارة الخارجية ووزارة الخزانة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمخابرات، لعقد مباحثات مع ممثلي حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، أن الاجتماع عقد يومي 29 و 30 نوفمبر (تشرين الثاني). وأفادت الخارجية الأميركية في بيان، أن الوفد الأميركي شدد على أهمية وفاء طالبان بالتزامها العلني بعدم السماح لأي شخص بتشكيل تهديد لأي دولة من أراضي أفغانستان، و«توفير ممر آمن لمواطني الولايات المتحدة والأفغان الذين لدينا التزام خاص تجاههم، وحماية الحقوق لجميع المواطنين الأفغان». كما ناقش الفريقان استجابة المجتمع الدولي الجارية والعاجلة للأزمة الإنسانية في أفغانستان، وتعهد الوفد الأميركي بمواصلة دعم جهود الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجال الإنساني لتلبية الاحتياجات الحيوية في فصل الشتاء المقبل. وأضاف البيان، أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بضمان ألا تحد العقوبات الأميركية من قدرة المدنيين الأفغان على تلقي الدعم الإنساني من الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي، مع حرمان الكيانات والأفراد الخاضعين للعقوبات من الأصول. وجددت حركة طالبان تعهدها بعدم السماح لأي شخص باستخدام أراضي أفغانستان لتهديد أي بلد. وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم إزاء استمرار وجود تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في أفغانستان.

واشنطن تؤكد لـ«طالبان» على «تعزيز المصالح» في أفغانستان و«محاربة الإرهاب»

المبعوث الأميركي التقى للمرة الأولى بعد «الانسحاب» قادة من الحركة في الدوحة

الشرق الاوسط... واشنطن: معاذ العمري.. منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان الصيف الماضي، وسقوط كابل في أيدي حركة «طالبان»، واجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة بسبب طريقة الانسحاب، والتخبط في إجلاء الأميركيين والأفغان الذين عملوا مع أميركا، إلا أنها عمدت في الآونة الأخيرة إلى مراجعة سياساتها «وترتيب الأوراق» بالعودة إلى المسار الدبلوماسي. على مدار يومين، التقى توماس ويست، المبعوث الخاص الجديد إلى أفغانستان، وفداً من قادة «طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة؛ إذ يعد ذلك اللقاء الأول بين الطرفين منذ الانسحاب الأميركي في أغسطس (آب) الماضي، مؤكداً لأعضاء «طالبان» الذين يقودون البلاد، متابعة الأولويات الأميركية في أفغانستان ورعاية مصالحها. وحددت جالينا بورتر، المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية بالإنابة، ثلاث أولويات ترعاها الولايات المتحدة في أفغانستان، الأولى، مكافحة الإرهاب، والأولوية الثانية، التأكيد على احترام حقوق الإنسان، وأخيراً، توفير «المرور الآمن» لمواطني الولايات المتحدة، وحلفائها الأفغان الذين يريدون مغادرة البلاد؛ لأن أميركا «لديها التزام خاص تجاههم». وكانت الولايات المتحدة، أكدت مرات عدة، أنها تعمل مع شركائها الدوليين، في رعاية التحالف العالمي لهزيمة «داعش»، وحرمان المجموعة الإرهابية من الحصول على غنائم وموضع قدم في أفغانستان، وكذلك «عرقلة وردع المقاتلين الإرهابيين الأجانب عن الوصول إلى أفغانستان»، ودعم الأفغان في محاربة الإرهاب. وفي مناسبة سابقة، قال نيد برايس، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن بلاده قالت باستمرار «إننا مستعدون لإشراك (طالبان) على أساس عملي وواقعي في المجالات التي تهمنا»، موضحاً أن مكافحة الإرهاب، والتأكد من عدم إمكانية استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة إطلاق لشن هجمات دولية، هي مصلحة وطنية أساسية. وأضاف «بقينا على اتصال مع (طالبان) بشأن هذه القضايا. وأستطيع أن أؤكد أن الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست سيناقش مع (طالبان)؛ فمصلحتنا الوطنية الحيوية عندما يتعلق الأمر بأفغانستان، تشمل مكافحة الإرهاب وتوفير الممر الآمن للمواطنين الأميركيين والأفغان، ويشمل كذلك المساعدة الإنسانية وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد». وخلال مناسبات عدة، أكدت وزارة الخارجية على المساعدة الإنسانية التي تعهدت بها لأفغانستان، والتي تصل إلى 474 مليون دولار خلال العام الحالي، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية إلى شعب أفغانستان، بما في ذلك إصدار تراخيص محددة وعامة. وفي سياق آخر، بعثت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، خطاباً إلى العاملين معها والمتعاقدين في أفغانستان، أبلغتهم بأن «الأموال المصرح بها سابقاً اعتباراً من 25 أغسطس لدعم سلامة وأمن الموظفين المعينين محلياً، لن يتم توزيعها بعد ذلك، وخلافاً لذلك يمكن استخدام تلك الأموال لتأمين التأشيرات أو تذاكر الرحلات التجارية المستأنفة للتو أو المساعدة المعيشية الحكومية في دولة ثالثة». وقال في الخطاب (اطلعت «الشرق الأوسط» عليه)، نديم حسين شاه، مدير مكتب الاستحواذ والمساعدة التابع للوكالة في أفغانستان، إنه «نظراً لاستمرار تذبذب الوضع الحالي في أفغانستان، سيعمل موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في أفغانستان، مع شركاء آخرين للحصول على الأموال بحسب قانون الجوائز والمكافآت»، مشيراً إلى التحول في عمليات الحكومة الأميركية في أفغانستان، منذ استيلاء «طالبان» على السلطة؛ إذ «لا تنوي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تمديد التفويضات المالية إلى ما بعد تاريخ 22 نوفمبر (تشرين الثاني)». وفي الخطاب المرسل، أوضحت الوكالة، أنه «نظراً لانخفاض السيولة للوضع الحالي في أفغانستان، سيعمل موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في أفغانستان مع شركاء، وترجع الحاجة إلى إنهاء التفويضات إلى تركيز الانتباه على مستوى الجوائز والمكافآت التي سوف تقدم، وإلى مجموعة المواقف الأخرى التي نواجهها». وعلى الرغم من هذا التغير في عمل الوكالة الإغاثية الأميركية، فإن البرامج الإنسانية لا تزال متواصلة في أفغانستان، بيد أن بعض المتعاقدين يخشون من أن هذا القرار، قد يضر بالنساء والأطفال الذين لجأوا مؤقتاً إلى بلدان أخرى، إلى العودة إلى أفغانستان «لأنهم لن يحصلوا على الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة لإعالة أنفسهم»، كما عبّر بعضهم لصحيفة «بوليتكو» الأميركية.

انفجار قنبلة على جانب طريق في كابل يوقع 5 مصابين... مقتل أو اختفاء أكثر من 100 من قوات الأمن الأفغانية

كابل - موسكو: «الشرق الأوسط»... أفادت محطة تلفزيونية في أفغانستان، أمس (الثلاثاء)، بأن انفجار قنبلة على جانب طريق بالعاصمة كابل أدى إلى سقوط خمسة مصابين على الأقل. وأضافت أنه يبدو أن الهدف من الهجوم كان سيارة مفتوحة تشبه «تويوتا هايلوكس»، لكن لم ترد تفاصيل أخرى ولا تأكيد رسمي للأرقام. إلى ذلك، ذكر تقرير صدر أمس أن حركة «طالبان» أعدمت أو أخفت قسراً أكثر من 100 من قوات الأمن الحكومية السابقة منذ الاستيلاء على السلطة في أفغانستان. ويوثق التقرير الذي صدر في 25 صفحة عمليات قتل أو اختفاء لمسؤولين أفغان سابقين من الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات والميليشيات الموالية للحكومة ممن استسلموا لقوات «طالبان»، أو احتجزتهم الحركة بين 15 أغسطس (آب) و31 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«هيومن رايتس ووتش»، التي جمعت الأدلة. وتقول المنظمة غير الحكومية إنها جمعت معلومات موثوقة عن أكثر من 100 عملية قتل أو اختفاء قسري من ولايات غزنه وهلمند وقندهار وقندوز، وهي أربع ولايات من ولايات البلاد الـ34، وعرضت قيادة «طالبان»، «عفواً عاماً» عن جميع القوات التابعة للحكومة الأفغانية السابقة قبل وبعد استيلاء الجماعة الإسلامية المسلحة على البلاد في أغسطس الماضي. وتم تسليم معظم الولايات، بما فيها العاصمة كابل، لـ«طالبان» دون قتال، واستسلمت قوات الأمن بشكل جماعي في عدة ولايات، في حين تخلى آخرون عن مهامهم وتواروا عن الأنظار. وتقول «هيومن رايتس ووتش» إن «طالبان» حصلت على سجلات التوظيف التي تركتها الحكومة السابقة وراءها وتستخدمها لتحديد هوية الأشخاص لاعتقالهم وإعدامهم. وتقول باتريشيا جوسمان، المديرة المساعدة لآسيا في «هيومن رايتس ووتش»، «إن العفو الذي وعدت به قيادة (طالبان) لم يمنع القادة المحليين من إعدام أو إخفاء أفراد سابقين في قوات الأمن الأفغانية بإجراءات موجزة». ورداً على النتائج، قال مسؤولون في «طالبان» لـ«هيومن رايتس ووتش»، إنهم أبعدوا من صفوفهم 755 عضواً ثبت أنهم ارتكبوا مثل هذه الأعمال، وشكلوا محكمة عسكرية للمتهمين بالقتل والتعذيب والاحتجاز غير القانوني. غير أن «طالبان» لم تقدم أي معلومات تؤكد هذه الادعاءات، وفقاً للمنظمة. وفي موسكو، صرح متحدث باسم السفارة الروسية في كابل، أمس الثلاثاء، بأن روسيا تعتزم إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان اليوم. وقال المتحدث لوكالة «تاس» الروسية، «نؤكد أن المساعدات الإنسانية ستصل في الأول من ديسمبر (كانون الأول)». وأرسلت روسيا في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أكثر من 36 طناً من المساعدات الإنسانية إلى العاصمة الأفغانية كابل. ورغم أن حركة «طالبان»، التي تسيطر على الحكم في أفغانستان مصنفة منظمة إرهابية في روسيا، فإن موسكو تواصل إرسال المساعدات لدعم الأسر الأفغانية الأكثر فقراً، بعد أن انهار اقتصاد الدولة إثر سيطرة الحركة على الحكم.

اقتراب المشهد السياسي الفرنسي من اكتمال صورة المرشحين للحملة الرئاسية

اليميني المتطرف إريك زيمور يعلن ترشحه ويؤكد أن المطلوب ليس إصلاح البلاد بل إنقاذها

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم... قطعاً لا ينظر إريك زيمور، الكاتب السياسي الفرنسي المتموضع في أقصى اليمين المتطرف، إلى نفسه على أنه شخص عادي أو سياسي طامح في الوصول إلى رئاسة الجمهورية؛ هو أكثر من ذلك، ومثاله الأعلى الجنرال شارل ديغول، «محرر» فرنسا ورئيسها لولاية ونصف. فقد اقتبس زيمور أمس، بمناسبة إعلان ترشحه رسمياً للرئاسة، بعض ما قام به ديغول، من حيث الديكور والأسلوب: ميكروفون قديم يذكر بخمسينات القرن الماضي، وخلفه مكتبة غير واضحة المعالم لإضفاء أجواء خاصة على ما يبدو، وكلمات تنبه سامعها إلى أن فرنسا في خطر، وأنه الرجل المنقذ الذي سيخلصها من «برابرة» العصر الحديث الذين هم المهاجرون، بعد أن أنقذها ديغول من البرابرة النازيين. لكن زيمور المنحدر من عائلة يهودية هاجرت في الخمسينات من الجزائر إلى فرنسا، أدخل جديداً على أساليب إعلان الترشح الذي جاء على شاكلة تسجيل فيديو من عشر دقائق مدروس بعناية، إذ رافقته موسيقى كلاسيكية وقراءة متأنية لإظهار مدى خطورة المرحلة التي تجتازها فرنسا. المرشح الجديد الذي حاول في الأسابيع الماضية إدخال بعض التشويق على إعلان ترشحه، صوّر فرنسا في حالة مزرية، وعد سياسييها، من غير استثناء، عاجزين تماماً عن إنقاذها. لذا، كان عليه أن ينزل إلى الميدان مستهدياً بأبطال البلاد، بدءاً من جان دراك وصولاً إلى المقاوم جان مولين. ويأمل زيمور الذي ينافس في خانة اليمين المتطرف المرشحة الرئاسية الأخرى مارين لوبن، المستندة إلى حزب قديم تنحت عن قيادته طيلة فترة الحملة الرئاسية، واسمه «التجمع الوطني» (سابقاً الجبهة الوطنية)، في أن يفضي ترشحه رسمياً إلى إعادته إلى قلب الحملة الانتخابية، بعد أن تراجعت أسهمه في الأسابيع والأيام الماضية. وبعد أن نجح زيمور من خلال طروحاته الأكثر تطرفاً بشأن الإرهاب والهجرات والإسلام، وصدور كتابه الأخير «فرنسا لم تقل كلمتها النهائية»، في التقدم على لوبن، بل الحلول في المرتبة الثانية التي تمكنه من مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون، فإن شعبيته هبطت كثيراً. فزيارته الأخيرة للندن لم تكن ناجحة، والمهرجان الانتخابي الذي أراده استثنائياً في مدينة مرسيليا التي تعرف نسبة عالية من المهاجرين انتهت بشكل كارثي، وقبلها في غرب فرنسا. وكانت النتيجة أن استطلاعات الرأي أعادته إلى نسب لا تزيد على 14 في المائة، بفارق 5 نقاط عن لوبن. ماذا جاء في إعلان ترشح زيمور؟ أولاً، عده أن المطلوب اليوم «ليس إصلاح فرنسا، بل إنقاذها»، وأنه حاول طيلة سنوات قرع نواقيس الخطر لعل أحدهم يتلقف المشعل الذي يحمله، ولكن دون طائل. من هنا، كانت خلاصته الأولى: فرنسا بحاجة إلى شخصه لأن لا أحد غيره قادر أو راغب في إنقاذها. وبعد مقدمة طويلة حول ما كانت تمثله فرنسا وقيمها، وما أعطته للعالم، وواقعها الراهن وأمراضها العضال حيث إنها «على وشك الزوال»، وحيث يشعر الفرنسيون بأنهم «غرباء في وطنهم» بسبب الهجرات والقيم المختلفة التي يحملها المهاجرون، وهم في غالبيتهم من المسلمين غير القابلين للانصهار في المجتمع الفرنسي، وتبني قيمه وأساليب حياته؛ هؤلاء في نظره يحملون مشروعاً ديموغرافياً وحضارياً عنوانه في نظره «الاستبدال الكبير». هذه المواضيع كافة شرحها زيمور في كتابه الأخير والذي سبقه، وعنوانه «الانتحار الفرنسي»، الذي يلقي فيه بالمسؤولية ليس فقط على المهاجرين، بل على الطبقة السياسية، وكل الذين يعدهم من النخبة، أكانوا مفكرين أم أدباء أم علماء اجتماع أم سياسيين أم جامعيين وسلطات روحية. باختصار، الجميع في نظره مذنبون لأنهم تركوا فرنسا لهيمنة التكنوقراطيين والقضاة الأوروبيين، وخلاصته أنه هو شخصياً لن يترك فرنسا عرضة للهيمنة والاستعمار القادم إليها من الخارج. ومع إعلان ترشحه، يجتاز زيمور عتبة كان اجتيازها منتظراً. ومعها، تبدأ الصعوبات الحقيقية التي يتعين عليه مواجهتها. وفي نظر المراقبين، فإن زيمور يخلع ثوب السياسي أو المنظر أو الصحافي، ليلبس ثوب المرشح الرئاسي؛ بمعنى أنه أصبح اليوم مسؤولاً عن كل كلمة يقولها أو مقترح يتقدم به. وثمة تحديان رئيسيان ينتظرانه: الأول، السعي لجمع ما لا يقل عن 500 توقيع لنواب وأعضاء مجلس شيوخ ومنتخبين محليين يتبنون ترشيحه، وفق ما ينص عليه القانون الفرنسي. وبحسب المعلومات المتواترة، فإن المجموعات التي تعمل لترشيحه منذ عدة أشهر لم تنجح حتى اليوم في تخطي سقف الـ250 إلى 300 توقيع. والتحدي الثاني مالي، إذ إنه لا حزب وراءه، ولا بنية سياسية يمكن أن ترفده مالياً، واعتماده سيكون على أفراد أو مجموعات. والحال أن سقف المصاريف في الانتخابات الرئاسية يصل إلى أكثر من 22 مليون يورو. والرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي أنفق 44 مليون يورو في حملته لعام 2012. من هنا، فأهمية مراقبة ردود الفعل السياسية والشعبية على إعلان الترشح علنا أن بعض أكبر مناصريه قد تخلوا عنه في الأيام الماضية، وحجتهم أنه «لا يملك خامة رئاسية». وليل أمس، كان زيمور ضيفاً على القناة الأولى للتلفزيون الفرنسي، وسيقيم أول مهرجان انتخابي رسمي يوم الأحد المقبل في القاعة المسماة «زينيت» في قلب باريس. وإلى جانب زيمور، شهد المسرح السياسي الفرنسي تطورين إضافيين: يتمثل الأول بإعلان الأحزاب السياسية الداعمة لترشح الرئيس إيمانويل ماكرون لولاية ثانية عن إطلاق تجمع يكون بمثابة «البيت المشترك» لهذه الأحزاب التي تلتف حوله، وتسعى لأن يبقى في قصر الإليزيه لخمس سنوات إضافية. وقد اختير لهذه البنية التي تضم الحزب الرئيسي لماكرون «الجمهورية إلى الأمام»، والحزب الرديف الذي دعمه منذ عام 2017 «الحركة الديمقراطية»، و3 أحزاب إضافية تحلقت حوله من الوسط واليمين المعتدل، اسم «معاً أيها المواطنون». وحتى اليوم، لم يعلن ماكرون عن ترشحه، لكن لا أحد في فرنسا تخامره الشكوك في ألا يقدم على ذلك، خصوصاً أن استطلاعات الرأي كافة تضعه في المرتبة الأولى بين المتنافسين للدورة الانتخابية الأولى (بين 25 و30 في المائة من الأصوات»، وتتوقع له فوزاً مريحاً في الدورة الثانية. وبحسب مقربين من ماكرون، فإن مصلحته الانتخابية تكمن في إعلان ترشحه في وقت متأخر، بحيث يبقى ينظر إليه بصفته رئيساً للجمهورية، وليس مرشحاً كبقية المرشحين، عند نزوله إلى الميدان الانتخابي. أما الحدث الثاني، فيعود لحزب «الجمهوريون» اليميني الكلاسيكي الذي اقترب جداً من تعيين مرشحه للانتخابات الرئاسية بالفصل بين المتنافسين الخمسة. ومساء أمس، جرت المناقشة التلفزيونية الرابعة (الأخيرة) بين الخمسة، فيما يصوت محازبو «الجمهوريون» البالغ عددهم 144 ألف منتسب إلكترونياً، بدءاً من الخميس حتى نهاية الأسبوع. وبذلك، يتم وضع نقطة نهائية لمرحلة من التنافس الداخلي، في الوقت الذي يظهر فيه أن حظوظ تمكن أي من المرشحين في التأهل للدورة الرئاسية الثانية ضعيفة. إلا أن قادة الحزب، وأولهم رئيسه كريستيان جاكوب، يرون أن اختيار المرشح الوحيد سيعني إطلاق دينامية جديدة من شأنها أن تغير المعادلات السياسية الموجودة في الوقت الحاضر، وتعيد إلى صفوف «الجمهوريون» المحازبين والأنصار والجمهور العريض الذين تخلوا عنه في السنوات الخمس المنقضية. وتجدر الإشارة إلى أن «الجمهوريون» هو وريث الحزب الديغولي القديم، لكنه خسر 3 مرات المنافسة الرئاسية بوجه الاشتراكيين فرنسوا ميتران وفرنسوا هولاند، وبوجه ماكرون. ولا شك أن مرشحه النهائي سيكون أحد ثلاثة: كزافيه برتراند رئيس منطقة شمال فرنسا الوزير السابق، وفاليري بيكريس رئيسة منطقة «إيل دو فرانس» «باريس ومحيطها الأوسع» الوزيرة السابقة، وميشال بارنيه الوزير السابق الشخصية الرئيسية في الاتحاد الأوروبي التي تفاوضت مع لندن لخروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست). وهكذا، مع ترشح زيمور، وتعيين المرشح اليميني الكلاسيكي، لن ينقص المشهد سوى إعلان ماكرون ترشحه حتى تكتمل الصورة.

الصين تتهم واشنطن بتهديد السلام عبر اختلاق «أعداء وهميين»

بكين - واشنطن - {الشرق الأوسط}:.. اتهمت بكين الولايات المتحدة الثلاثاء، بتهديد السلام من خلال اختلاق «أعداء وهميين»، بعدما أعلنت واشنطن مبادرات جديدة على الصعيد العسكري في مواجهة الصين وروسيا. وكانت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية قالت الاثنين، إن بلادها ستكثف انتشارها العسكري في مواجهة الصين وروسيا، إضافة إلى مواصلة العمل على إبقاء ردع فعال ضد إيران والجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط. واتهمت بكين واشنطن تعليقاً على هذا التصريح، باختلاق «أعداء وهميين» وبالسعي «إلى تطويق الصين ومواجهتها». وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: «ينبغي للولايات المتحدة التخلي عن ذهنية الحرب الباردة (...) والكف عن أي كلام أو فعل يهدد السلام والأمن» العالميين. وأضاف: «الأميركيون يلوحون بتهديد صيني مزعوم كحجة لزيادة إنفاقهم العسكري وتوسيع نفوذهم العسكري وسيطرتهم العسكرية. ونحن نعارض ذلك بقوة». وأوضحت المسؤولة الأميركية معلنة استكمال تقرير لوزارة الدفاع الأميركية عن الوضع العسكري الأميركي حول العالم، أن تعديل الانتشار العسكري الأميركي في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي تجري مناقشته، «لكن هذه السنة الأولى للإدارة، والوقت ليس مناسباً لإدخال تغييرات استراتيجية رئيسية».

14 قتيلاً بتحطّم مروحية عسكرية في أذربيجان

باكو - {الشرق الأوسط}.. قُتل 14 شخصاً في تحطّم مروحية عسكرية أذربيجانية في شرق البلد الواقع في منطقة القوقاز الثلاثاء، وفق ما أعلن مسؤولون. وأفاد حرس الحدود الأذربيجاني بأن «14 شخصاً قتلوا فيما أصيب شخصان بجروح نتيجة تحطّم مروحية لجهاز الحدود التابع للدولة». وأكد أن جميع الضحايا عسكريون.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... مصر وتركيا... علاقات متأرجحة بين الاستكشاف والتقارب.. السعودية تدعم الحفاظ على «حقوق مصر المائية».. مباحثات مصرية ـ إماراتية تتطرق للتعاون العسكري.. محتجو السودان يقتربون من القصر... والشرطة تفرّقهم بالغازات..السودان يفرج عن دفعة جديدة من المعتقلين السياسيين... الليبيون يتطلعون لرئيسهم المقبل... رغم خوفهم من إفشال الانتخابات..الرئيس التونسي يطالب بالحسم في «تجاوزات» انتخابات 2019.. أعيان منطقة القبائل الجزائرية يستنكرون «الملاحقة الأمنية» ضد أبنائهم.. المغرب يؤكد التزامه العمل مع الصين من أجل أفريقيا..

التالي

أخبار لبنان... اتجاه لقيام صندوق أممي لتمويل رواتب العسكريين اللبنانيين... الحدود البرية مع سورية في «العناية الدولية» وتَوَجُّسٌ من «حزب الله».. ميقاتي ربح «حكومات مصغّرة» وخسر مجلس الوزراء...لبنان يدين «إرهاب الحوثيين» وميقاتي يتريث في جمع حكومته... ميقاتي يدعو للإقلاع عن التعطيل وفرض الشروط... لقاء عون ـ ميقاتي يمدّد لحكومة تصريف الأعمال.. البطريرك الماروني يدعو المسؤولين اللبنانيين للكف عن تشويه صورة بلادهم.. ​​​​​​​230 ألف مغترب لبناني سيشاركون في الانتخابات البرلمانية.. البابا طلب مساعدة مصر للبنان... واستقالة قرداحي "في جيب" ماكرون..هل يريد ميقاتي عودة الحكومة فعلاً؟...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,043,929

عدد الزوار: 6,749,269

المتواجدون الآن: 89