أخبار سوريا.. قصف جوي إسرائيلي يستهدف مرفأ اللاذقية في غرب سوريا.. سوريا تأمل بمزيد من الانفتاح العربي عليها.. وزير خارجيتها شدد على «العلاقة الاستراتيجية» مع إيران.. "حركة غير بريئة".. ماذا تريد إيران من البنك المشترك في سوريا؟.. النظام يفرض حظرا على الدراجات النارية في درعا.. عبد اللهيان: طهران مستعدة لاستضافة قادة قمة أستانا..«نيويورك تايمز»: ازدهار «إمبراطورية» المخدرات في سوريا.. مقاتلات روسية تستهدف مواقع «داعش» في بادية دير الزور.. «روج» ريف الحسكة... متطرفات يرهبن «غير الملتزمات» بالنيران والتهديد.. يومٌ في مناطق «الإدارة الذاتيّة»: سباقٌ مع «الأسايش»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 كانون الأول 2021 - 5:29 ص    عدد الزيارات 1316    التعليقات 0    القسم عربية

        


قصف جوي إسرائيلي يستهدف مرفأ اللاذقية في غرب سوريا..

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... استهدف قصف جوي إسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، في ضربات نادرة من نوعها على المرفق الحيوي في البلاد. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إنّه «حوالي الساعة 1.23 من فجر اليوم (23.23 بتوقيت غرينتش) نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدّة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري». وأدّى القصف وفق المصدر ذاته إلى «اشتعال عدد من الحاويات التجارية» من دون وقوع خسائر بشرية، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأفادت «سانا» عن تصدّي الدفاعات الجوية السورية للقصف الإسرائيلي في أجواء اللاذقية. وأظهرت مجموعة من الصور ومقاطع فيديو نشرتها «سانا» اندلاع النيران وسط عشرات الحاويات. وبعد وقت قصير، أفادت الوكالة عن أنّ فرق الإطفاء «تمكّنت من إخماد النيران التي اشتعلت في ساحة حاويات المرفأ نتيجة العدوان الإسرائيلي». وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وخصوصاً أهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

المقداد من طهران: زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق كانت خطوة شجاعة.. «نأمل أن تحذو دول أخرى في المنطقة حذو الخطوة الإماراتية»..

الجريدة... المصدر رويترز... قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم الاثنين إن زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى دمشق الشهر الماضي كانت «خطوة شجاعة». وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي في طهران مع نظيره الإيراني، قال المقداد إنه يأمل أن تحذو دول أخرى في المنطقة حذو الخطوة الإماراتية.

سوريا تأمل بمزيد من الانفتاح العربي عليها.. وزير خارجيتها شدد على «العلاقة الاستراتيجية» مع إيران

دمشق - طهران: «الشرق الأوسط»... شدد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس (الاثنين) على أن علاقات بلاده مع إيران «استراتيجية»، متمنياً، في الوقت ذاته، أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات بالتواصل المباشر مع حكومة دمشق. وفيما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكد خلال استقباله المقداد، أمس، «أهمية احترام سيادة سوريا»، نقلت وسائل إعلام إيرانية عنه تشديده على ضرورة احترام سلامة الأراضي السورية، قائلاً إن «تجاهل السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول أمر غير مقبول من أي دولة، ومن المؤكد أن الشعب السوري لن يتسامح مع ذلك». وبعدما وصف العلاقات الإيرانية - السورية بأنها «استراتيجية»، دعا إلى «تعزيز الأسس المتينة للعلاقات بين البلدين خصوصاً في المجالين الاقتصادي والتجاري». وطالب رئيسي أيضاً بوضع «خطة طويلة الأمد وشاملة لتنمية العلاقات وتعميقها بين طهران ودمشق». واعتبر أن استمرار الوجود «غير الشرعي للقوات الأجنبية» في المنطقة وعلى الأراضي السورية «يشكل خطورة على أمن واستقرار المنطقة»، مكرراً الموقف الإيراني الذي يعتبر تنظيم «داعش صناعة أميركية». أما المقداد فقد وجه، من جهته، دعوة للرئيس الإيراني لزيارة سوريا، مؤكداً أن بلاده تعمل على «توظيف كل طاقات التعاون لدعم العلاقات المتنامية بين طهران ودمشق في إطار المصالح المشتركة للشعبين». وقال إن «سوريا لن تنسى أبداً دعم ومساعدة إيران وتؤكد على استمرار العلاقات المستدامة والقوية» بين البلدين. ولاحقاً، أكد المقداد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، «أن العلاقات بين سوريا وإيران استراتيجية». ونقلت عنه «سانا»: «أجرينا مباحثات غنية حول مختلف القضايا وخصوصاً تعزيز العلاقات الثنائية»، مشدداً على أن سوريا «تتطلع إلى استمرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتعميقها بما يخدم مصلحة شعبيهما». وعن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف سوريا، قال المقداد إن «انتصارات» بلاده على «تنظيمات إرهابية» تدعمها إسرائيل، حسب قوله، جعلت الدولة العبرية «تلجأ للعدوان المباشر». وأضاف «ردنا عليه (القصف الإسرئيلي) يكون بملاحقة فلول هذه التنظيمات». ودان العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على سوريا، معتبراً أنها «غير شرعية وتتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان»، لافتاً إلى أن حكومة بلاده «ترحب بكل الجهود التي تقود إلى إنهاء العقوبات المفروضة على الشعب السوري». وبشأن زيارة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد إلى دمشق أخيراً، قال المقداد إن «هذه الخطوة جيدة ونأمل أن تبادر دول عربية أخرى إلى خطوات مماثلة». أما عبداللهيان فشدد، من جهته، على ضرورة تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات بين سوريا وإيران «استراتيجية ومتميزة». وأضاف أن إيران «ترفض الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السورية وتؤكد ضرورة خروج هذه القوات»، مكرراً أن بلاده «مستمرة بدعم سوريا في مكافحة الإرهاب حتى دحره نهائياً». ومعلوم أن إيران تدعم قوات النظام السوري دعماً عسكرياً مباشراً وأيضاً من خلال ميليشيات شيعية عديدة تعمل بالتنسيق مع استخباراتها. وتتعرض مواقع إيران وميليشياتها باستمرار لغارات تشنها إسرائيل.

"حركة غير بريئة".. ماذا تريد إيران من البنك المشترك في سوريا؟

الحرة... ضياء عودة – إسطنبول.... طهران ركّزت مؤخرا على ضرورة دخولها في الأسواق السورية

على مدى الأشهر الأربعة الماضية خرج مسؤولون إيرانيون بتصريحات "لافتة" أبدوا فيها توجسا من حجم التبادل التجاري مع سوريا، واعتبروا أن الأمر يسير ببطء ودون المأمول، وهو ما أكده أيضا، قبل أيام، وزير الاقتصاد في حكومة النظام السوري، سامر الخليل، في حديث لوكالة "تسنيم" الإيرانية. وفي أواخر أغسطس الماضي، قال نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية- السورية، علي أصغر زبرداست، إن العلاقات التجارية بين إيران وسوريا منخفضة، لكن هناك قدرة زيادة العلاقات. وأضاف في مقابلة مع وكالة "أنباء إيلنا" أن "الفوائد الاقتصادية لسوريا تذهب لروسيا، وكذلك دول أخرى، بينما علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع سوريا بطيئة". وبعد هذه الكلمات قال محمد أمير زاده، نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية، إن "حصتنا من التجارة السورية 3 في المئة، بينما تركيا 30 بالمئة". وأكد وزير الصناعة الإيراني، رضا فاطمي أمين، قبل زيارته إلى العاصمة السورية، دمشق، مطلع الأسبوع الماضي، أنه "رغم العلاقات الثقافية القوية للغاية، فإن علاقاتنا الاقتصادية مع سوريا ضعيفة للغاية وتحتاج إلى التحسين".

"ظروف قاهرة"

تعتبر طهران من أبرز حلفاء النظام السوري إلى جانب روسيا، وخلال السنوات الماضية قدمت له دعما عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وعلى الرغم من الكم الكبير من الاتفاقيات التي أبرمتها، "لقاء تدخلها" بحسب محللين وباحثي اقتصاد، إلا أن التصريحات المذكورة تشير إلى "حركة ما تحدث خلف الكواليس". وعلى هامش زيارته الأخيرة لدمشق كان وزير الصناعة الإيراني قد أعلن إبرام اتفاقيات اقتصادية جديدة، وافتتح أيضا المركز التجاري الإيراني في المنطقة الحرة بدمشق، بعد أكثر من سنتين على إعلان إنشائه. وأعلن المدير العام لمنظمة تنمية التجارة في إيران، علي رضا بيمان باك، الذي كان أحد أعضاء الوفد الذي وصل لدمشق، أن بلاده بصدد تأسيس بنك مشترك مع النظام السوري، في خطوة "لتسهيل التجارة بين البلدين". ورغم أن الحديث الإيراني عن البنك المشترك ليس جديدا، إلا أن سياق التوقيت الذي جاء فيه يطرح عدة تساؤلات، لا سيما أنه يتزامن مع التصريحات المتوجسة للمسؤولين الإيرانيين بشأن حجم التبادل التجاري مع سوريا. وتعود فكرة تأسيس البنك لأعوام عديدة، إلا أنها لم تنجح رغم الترخيص بتأسيسه في عام 2009، على شكل شركة مساهمة سورية باسم "مصرف الأمان"، ومقره الرئيسي في دمشق برأسمال قدره 1.5 مليار ليرة سورية. وشارك في المصرف السوري الإيراني (الذي كان مزمع تأسيسه) رجال أعمال من الجانبين، قبل أن تنسحب الجهات السورية من الشراكة، وتبقى الجهات الإيرانية وحدها مستحوذة على 49 في المئة من رأسماله، على أن يتم طرح النسبة المتبقية للاكتتاب العام. وكان من المقرر طرح أسهم المصرف للاكتتاب العام في سوريا، خلال يوليو عام 2011، إلا أن هذا الاكتتاب تأجل لظروف "قاهرة"، وفق ما ذكره رئيس "مجلس الأعمال السوري الإيراني"، حسن جواد، لموقع "الاقتصادي" المحلي سابقا.

"الحركة ليست بريئة"

بعد "الظروف القاهرة" التي حدثت في عام 2011، غاب الحديث كليا عن تأسيس المصرف، ليتردد لاحقا في مطلع عام 2019، على لسان رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، وفي الوقت الحالي أيضا. وقال همتي في ذلك الوقت لوكالة "فارس" إنه وقع اتفاقا مع حاكم مصرف سوريا المركزي السابق، حازم قرفول، بشأن إنشاء وتطوير وإقامة علاقات الوساطة المصرفية بين البلدين. وتحدث أيضا عن إصدار رخصة إنشاء بنك مشترك بين إيران وسوريا في دمشق، مشيرا إلى أن "البنوك المركزية في البلدين ستبدأ عبر افتتاح الحساب بالتبادل المصرفي على أساس العملة الوطنية للبلدين، وتوفير إمكانية استخدام البطاقات المصرفية بين طهران ودمشق". ويرى الباحث الاقتصادي، خالد تركاوي، لموقع "الحرة" أن "القطاع المصرفي في سوريا يشهد منذ مدة محاولات لإعادة هيكلة من قبل الجانب الإيراني". ويضيف تركاوي "طهران تريد أن يكون هذا القطاع تحت جناحها، لا سيما أنها تعرف جيدا كيف تخرج عن العقوبات وتتهرب منها. المهم لها الآن توسيع الإمكانيات في هذا المجال". ويوضح الباحث السوري أن إيران، وفي حال توغلها في القطاع المذكور "ستضمن بذلك ثمن البضائع التي تطرحها في الأسواق، سواء المسموحة أو الممنوعة، كالمواد الأولية أو النفط والمخدرات وحتى السلاح". ويتابع: "نقل الأموال يحتاج إلى شبكة مصرفية، ويفترض أن تكون بين أيديهم. في هذا السياق تأتي محاولة الدخول في مختلف المصارف في القطاعين العام والخاص. هذه الحركة ليست بريئة". وتنشط إيران في مختلف القطاعات الاقتصادية بسوريا، وكانت قد ركّزت مؤخرا على ضرورة دخولها في الأسواق السورية. وفي يونيو الماضي ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن وفدا من مؤسسة "إتكا" الإيرانية أجرى سلسلة جولات للأسواق السورية، في مسعى لتوقيع اتفاقيات وشراكات تبادل تجاري. وتتبع "إتكا" لوزارة الدفاع الإيرانية، ويديرها عيسى رضائي، وهو مدير مخضرم للشركات التي يملكها "الحرس الثوري" الإيراني، بحسب تقارير لوسائل إعلام أجنبية. وقال مدير عام "المؤسسة السورية للتجارة"، أحمد نجم، لصحيفة "الوطن"، في السادس من الشهر ذاته: "المناقشات مع إتكا تدور حول إمكانية إنشاء شركة سورية إيرانية تجارية مشتركة معها، لتبادل المنتجات وإحداث مركز تجاري في دمشق لعرض المنتجات الإيرانية".

"إدارة دين"

في غضون ذلك يقرأ مدير "منصة اقتصادي"، يونس الكريم، الإعلان المرتبط بتأسيس البنك الإيراني- السوري على أنه يندرج في عدة سياقات وأهداف، أولها "إدارة الدين السوري- الإيراني". ويقول الكريم لموقع "الحرة": "إيران تحاول إدارة أموالها سوريا مع وجود مشاريع استثمارية لها، وتريد إدارتها من خلال ضخ السيولة. بالتالي فإن التحويل من وإلى سيكون بشكل صامت، بعيدا عن شركات الحوالات ونوعا ما عن البنك المركزي السوري". إضافة إلى ذلك يشير الاستشاري الاقتصادي السوري إلى أن "طهران تريد شرعنة وجودها سوريا، وتحويل ذلك من الوجود العسكري على الأرض إلى الوجود الاقتصادي"، معتبرا أن "هذا البنك هو أولى إشارات شعور إيران بأن الحل في البلاد وإعادة تعويم الأسد وإعادة الإعمار بات قريبا". من جهته، يرى كرم شعار، الباحث السوري معهد "الشرق الأوسط" بواشنطن، حامل درجة الدكتوراة في الاقتصاد، أن إيران تحاول مؤخرا إنشاء غرف تجارية مشتركة مع حكومة النظام السوري ومعارض ومراكز تجارة لها. ويضيف شعار لموقع "الحرة" أن طهران "تحاول قدر الإمكان إبقاء العلاقة بين التجار والصناعيين على الضفتين سلسة. هذا الأمر يحفز التعامل التجاري لكن المشكلة أعمق ذلك بكثير". وعند النظر بالصورة الأوسع، تشعر إيران الوقت الحالي بأنها استثمرت على نحو أكبر من روسيا ببشار الأسد ونظامه، لكن الاستثمارات السيادية ذهبت بعيدا عنها وخاصة المتعلقة بالغاز والنفط. ويوضح شعار: "سوريا لا يوجد لديها أي شيء لتصديره إلى طهران. المنتجات الزراعية وإرسالها لبلد بعيد أمر غير مجد اقتصاديا، ولهذا السبب فإن العلاقات التجارية محدودة للغاية باستثناء النفط". وبحسب الباحث الاقتصادي، يرى الإيرانيون "أنهم يستحقون أكثر من ذلك. النظام عوّض الروس بشكل أكبر، لكن هناك فارق أن الروس لديهم مقدرات تقنية إلى جانب المقدرات العسكرية والسياسية، بينما المقدرات الإيرانية المجالات الكبيرة محدودة جدا".

"التحويل من وإلى سيكون بشكل صامت، بعيدا عن شركات الحوالات ونوعا ما عن البنك المركزي السوري"

"لخرق العقوبات"

ويتراوح حجم التجارة السنوية بين إيران وسوريا بين 170 و180 مليون دولار، بحسب تقديرات إيرانية رسمية. في المقابل وبينما تخضع المصارف الإيرانية لعقوبات أميركية، طبّق الأمر ذاته قبل عامين على مصرف سوريا المركزي، والذي خضع أيضا لعقوبات من وزارة الخزانة الأميركية. ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية، سامي حمدي، إن فكرة تأسيس المصرف المشترك (الإيراني- السوري) قديمة، لكن طهران تسعى من خلالها الآن لـ"فتح منفذ لخرق العقوبات". وترى طهران في دمشق "حليفا استراتيجيا مهما، وفي ذات الوقت معزولا عن الدول الغربية ودول الخليج". ويضيف حمدي لموقع "الحرة" أن إيران "تريد أن تستغل هذه العزلة لتوسع دائرة العلاقات مع دمشق. سواء السياسية أو العسكرية والاقتصادية". ويربط الباحث بالشؤون الإيرانية موقف طهران في الوقت الحالي، سواء بتصريحات مسؤوليها أو الاتفاقيات المعلن عنها حديثا بـ"الجو العام" الذي تشهده سوريا، ومحاولات إعادتها إلى الحاضنة العربية. ويوضح ذلك بالقول إن "مساعي الدول العربية لإعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري قد تجعل بشار الأسد يتردد لتعزيز العلاقات مع طهران. هذا الأمر من المنظور الإيراني". ويعتقد حمدي أن يكون إعلان تأسيس البنك المشترك نوعاً من "إبداء حسن النية. إيران تريد أن تأخذ جزاءها وفرصها في الاقتصاد السوري، وأن تستغل هذه الفترة من العزلة قبل أن يفكر الأسد ربما في تقليص أو وضع حد لعلاقاته معها". وكان وزير الصناعة الإيراني، رضا فاطمي أمين، قال في أثناء زيارته لدمشق إن "سوريا تشهد الآن عملية إعادة إعمار، وإنه بالإمكان توظيف استثمارات جيدة بهذا المجال". وأضاف "سوريا أيضا على أعتاب العودة للجامعة العربية، ولو تمكنا من تدشين صناعات تجميع فيها يمكن الاستفادة من التجارة الحرة بين الدول العربية لتوسيع صادراتنا، لتشمل مصر والأردن".

سوريا.. النظام يفرض حظرا على الدراجات النارية في درعا

الحرة – دبي... ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، أن النظام السوري قد فرض حظرا على الدراجات النارية في عدد من بلدات ومدن الريف الشرقي لمحافظة درعا جنوبي البلاد. وقال المرصد إن المخابرات الجوية التابعة للنظام، قد فرضت حظرًا للتجوال على الدراجات النارية، مساء الأحد، في مدن وبلدات الحراك والمليحة الغربية والصورة بريف درعا الشرقي، عقب هجوم مجهولين على عناصر من القوات الحكمية، أسفر عن مقتل أحد العناصر على الطريق الواصل بين مدينة الحراك وبلدة المليحة الغربية بريف درعا الشرقي. وكان هجوما قد وقع ظهر أمس ونفذه مسلحون مجهولون قد طال ضابطا وعنصر من "اللواء 52" بقوات النظام، بين مدينة الحراك وبلدة المليحة الغربية بريف درعا الشرقي، حيث كانا يستقلان دراجة نارية، ما أدى إلى مقتل العنصر وإصابة الضابط بجراح خطيرة. وتأتي هذه التطورات رغم التسويات التي تمكن النظام السوري من فرضها على معظم مناطق محافظة درعا، والتي لا تزال تشهد عمليات قتل واغتيال، إذ تشير إحصائية حصل عليها موقع "الحرة" من "مكتب "توثيق الشهداء في درعا" التابع للمعارضة" إلى مقتل 40 شخصا في مناطق متفرقة بالمحافظة، خلال شهر نوفمبر الماضي فقط. ومن بين القتلى مدنيون وعسكريون، كانوا سابقا ضمن تشكيلات المعارضة، وآخرون من الجنود النظاميين في الجيش السوري والأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري. وجاء في الإحصائية أنه تم توثيق، خلال شهر نوفمبر الماضي، 48 عملية ومحاولة اغتيال، وانقسمت على ريف درعا الغربي (32 عملية)، والريف الشرقي (16 عملية).

عبد اللهيان: طهران مستعدة لاستضافة قادة قمة أستانا حول سوريا في نسختها المقبلة

روسيا اليوم...المصدر: وسائل إعلام إيرانية... أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الاثنين استعداد بلاده لاستضافة قادة قمة أستانا حول سوريا في نسختها المقبلة. وقال أمير عبد اللهيان خلال لقاءه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في إشارة إلى آلية أستانا باعتبارها الهيكل الحالي الوحيد الفعال لحل القضايا السياسية المفروضة على سوريا، "إن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لاستضافة قادة قمة أستانا في طهران العام المقبل". وشدد وزير الخارجية على أن إيران ترفض رفضا قاطعا لوجود القوات الخارجية داخل الأراضي السورية دون التنسيق مع الحكومة المقتدرة والقائمة على إرادة الشعب. كما أعرب عن ارتياحه لقرار بعض الدول العربية والغربية التي أعادت النظر في سياساتها الخارجية مع سوريا، وقامت بإعادة فتح سفاراتها. وأشار أمير عبد اللهيان إلى مرحلة إعادة إعمار سوريا، مصرحا بأن هناك برامج شاملة قد أعدت في مختلف المجالات الفنية والهندسية بمشاركة القطاع الخاص لهذا الغرض. وتطرق خلال اللقاء إلى العدوان الإسرائيلي الواسع ضد سوريا، مؤكدا أن تل أبيب تشكل العنصر الرئيس والجذري للفلتان الأمني في منطقة غرب آسيا، ولا شك أن سوريا التي تقف بالخط الأمامي لمحور المقاومة لم ولن تتراجع عن حماية أمنها الوطني وسيادة أراضيها. وشدد على أن التساوم مع إسرائيل لا يصب في مصلحة السلام والاستقرار وأمن المنطقة.

«نيويورك تايمز»: ازدهار «إمبراطورية» المخدرات في سوريا

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»... أشار تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» إلى إن بعض المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد ينتجون مخدر الكبتاغون ويبيعونه، وأن نسبة كبيرة من هذه التجارة تشرف عليها الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش السوري التي يقودها الأخ الأصغر للرئيس السوري، وأحد أقوى الرجال في سوريا ماهر الأسد. وبحسب التقرير، نمت صناعة المخدرات على رماد 10 سنوات من الحرب في سوريا، إلى عمليات تدر مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية السورية ومحولة البلد إلى أحدث مصدّر للمخدرات في العالم. ويقول التقرير إن المنتج الرئيسي هو الكبتاغون، وهو عقار أمفيتامين غير قانوني، يسبب الإدمان. وتنطلق صناعة تلك الحبوب في سوريا من ورش تصنيع ومصانع تعبئة حتى تصديرها عبر شبكات التهريب ونقلها إلى الأسواق في الخارج. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، استند إلى معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول وعشرات المقابلات مع خبراء في عالم المخدرات دوليين وإقليميين، وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات ومسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة، إن من بين اللاعبين الرئيسيين في انتاج وتجارة الكبتاغون رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، وبجماعة حزب الله اللبنانية وأفراد من عائلة الرئيس، بما يضمن لهم الحماية من الأنشطة غير القانونية. ولفت التقرير، الى اكتشاف مسؤولين في إيطاليا 84 مليون حبة كبتاغون مخبأة في لفات ضخمة من الورق والتروس المعدنية العام الماضي. واكتشفت السلطات الماليزية أكثر من 94 مليون حبة داخل عجلات عربة في مارس (آذار). واشار التقرير، الى قول خبراء المخدرات إن هذه المضبوطات ربما لا تمثل سوى جزء بسيط من الكميات المهرّبة. فقد تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن هذا العام، أي أكثر من 18 مرة الكمية التي تم ضبطها قبل أربع سنوات. ويقول مسؤولو الأمن الإقليمي أن أكثر ما يثير قلق الحكومات في المنطقة، هو أن الشبكة السورية لتهريب الكبتاغون بدأت نقل مخدرات أكثر خطورة، مثل الكريستال ميث. قال جويل رايبيرن، المبعوث الأميركي الخاص لسوريا خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب: «إن فكرة الذهاب إلى الحكومة السورية لطلب التعاون في هذا الموضوع هي فكرة سخيفة، لأن الحكومة هناك هي التي تصدّر المخدرات». وأضاف التقرير، أن مختبرات الكبتاغون تنتشر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، والأراضي التي يسيطر عليها حزب الله قرب الحدود اللبنانية، وحول مدينة اللاذقية الساحلية، وفقًا لسوريين في المناطق التي يتم فيها إنتاج المخدرات. ويجري إخفاء الحبوب الجاهزة في حاويات الشحن، وعبوات الحليب والشاي والصابون، وشحنات العنب والبرتقال والرمان. ثم يجري تهريبها برا وبحرا وجوا.

قصف متبادل بين قوات النظام والمعارضة شمال غربي سوريا... مقاتلات روسية تستهدف مواقع «داعش» في بادية دير الزور

إدلب: فراس كرم لندن: «الشرق الأوسط»... أفيد أمس بإصابة عدد من المدنيين بقصف لقوات النظام على منطقة «خفض التصعيد»، شمال غربي سوريا، ترافق مع غارات نفذتها مقاتلات روسية. وقال ناشطون إن قصفاً مدفعياً وصاروخياً مصدره مواقع قوات النظام المتمركزة في محيط مدينة معرة النعمان جنوب شرقي إدلب، استهدف قرى وبلدات البارة والفطيرة وفليفل وكنصفرة في جبل الزاوية جنوب إدلب، ما أسفر عن إصابة 4 مدنيين (عمّال)، بينهم امرأة، بجروح بليغة، وجرى إسعافهم إلى مستشفيات قريبة. وتزامن ذلك مع قصف مماثل طال منطقة الزيارة وقسطون في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي. وترافق القصف مع غارات نفذتها مقاتلات روسية على مدينة البارة ومحيطها، متسببة في خسائر مادية فقط. وقال الناشط المعارض أحمد الشهابي إن قوات النظام المتمركزة في منطقة أورم الكبرى استهدفت بشكل مكثف بقذائف المدفعية والصواريخ قرى كفرتعال وتديل غرب حلب، ما أسفر عن إصابة طفل بجروح، وخسائر في ممتلكات المدنيين. وأضاف أنه منذ بداية الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بمساندة جوية روسية، منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي، على منطقة «خفض التصعيد» في محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة واللاذقية وحلب، قُتل أكثر من 223 شخصاً؛ بينهم 81 طفلاً و33 امرأة و5 عاملين في المجال الإنساني، فيما جرى توثيق إصابة نحو 290 شخصاً بإصابات متفاوتة، جراء القصف بقذائف مدفعية وغارات جوية روسية بصواريخ فراغية شديدة الانفجار. وقال قيادي في فصائل المعارضة السورية المسلحة إن فصائل «غرفة عمليات الفتح المبين» استهدفت بقذائف المدفعية نقاطاً وتجمعات تابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها على محور مزارع الآربيخ بريف إدلب الشرقي وأورم الكبرى وقرية السعدية بريف حلب الغربي، أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام. وأضاف أن 5 عناصر وضابطاً برتبة ملازم أول من قوات النظام قُتلوا على محور الدار الكبيرة جنوب إدلب بصاروخ موجه أطلقته فصائل المعارضة، بالتزامن مع قصف بقذائف المدفعية استهدف معسكراً لقوات النظام في منطقة حنتوتين بمحيط مدينة معرة النعمان ومواقع أخرى في منطقة الملاجة جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح 4 عناصر للأخيرة. وأوضح أن قصف فصائل المعارضة مواقع النظام والميليشيات الموالية لها بما فيها المواقع الإيرانية، يأتي رداً على قصفها المناطق المأهولة بالسكان ضمن منطقة «خفض التصعيد» الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية والقوات التركية. وأشار إلى أن رتلاً عسكرياً تابعاً للقوات التركية دخل الأراضي السورية خلال الساعات الماضية عبر معبر باب الهوى الحدودي شمال سوريا. ويضم الرتل عدداً من الآليات العسكرية بينها عربات مصفحة وأخرى مدرعة وناقلات جند، وجرى توزيعها على عدد من النقاط العسكرية التركية في جبل الزاوية جنوب إدلب. يأتي ذلك في وقت أجرت فيه القوات التركية عملية تمشيط واسعة على مدار يومين متتاليين للطريق الواصلة بين مدينة إدلب وباب الهوى شمالاً، وجولة استطلاعية على عدد من المواقع العسكرية التركية في محيط مطار تفتناز ونقطة الترنبة وأفس شرق إدلب، عقب جولة مماثلة على نقاط أخرى في جبل الأربعين وأريحا والمسطومة جنوب إدلب. وفي سياق آخر، أشار ناشطون إلى مقتل 6 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين بهجوم مباغت نفذته مجموعات تابعة لتنظيم «داعش»، في منطقة السخنة شرق حمص (وسط البلاد)، فيما نفذ التنظيم هجوماً مماثلاً استهدف سيارات عسكرية تابعة لقوات النظام على طريق أثريا - خناصر جنوب حلب. وجرت اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لأكثر من ساعة، ما أدى إلى مقتل وجرح عناصر في صفوف الطرفين. ودفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى منطقة خناصر لإجراء عملية تمشيط للمنطقة بحثاً من فلول تنظيم «داعش» ودعم الحواجز والمواقع العسكرية في المنطقة لصد هجمات جديدة قد يشنها التنظيم. في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 3 مقاتلات روسية تناوبت على قصف مواقع يعتقد أن مجموعات من «داعش» تتحصن فيها بمنطقة الشولا في بادية دير الزور، في وقت تصاعدت فيه هجمات مقاتلي التنظيم على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية («لواء فاطميون» و«لواء القدس») في البادية السورية. إلى ذلك؛ رصد «المرصد» توجه 6 عربات أميركية من نوع «برادلي» إلى قواعد التحالف بريف دير الزور، عبر طريق الخرافي، موضحاً أنها استخدمت هذه الطريق للمرة الأولى بعدما خرجت من قاعدتها في منطقة رميلان بريف الحسكة. وتزامن ذلك مع تسيير القوات الأميركية دورية في حي غويران بمدينة الحسكة. ونقل «المرصد» في تقرير آخر عن ناشطين في دير الزور أن مسلحين يستقلون دراجات نارية اقتحموا مبنى مجلس بلدية الشعب ومجلس المرأة في مدينة البصيرة الخاضعة لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» بريف دير الزور الشرقي، حيث قاموا بتكسير الأثاث المكاتب وهددوا الموظفين في حال عادوا للدوام بالقتل بعد طردهم. ولفت إلى أن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، وعلى وجه الخصوص ريف دير الزور، تشهد نشاطاً كبيراً لخلايا تنظيم «داعش» التي باتت تظهر بشكل شبه علني وفي وضح النهار، رغم الحملات الأمنية التي تجريها «سوريا الديمقراطية» والتحالف الدولي ضد خلايا التنظيم. وأوضح «المرصد السوري»، أمس، أن القوات الروسية برفقة نظيرتها التركية سيّرت صباح الاثنين دورية مشتركة في ريف مدينة عين العرب (كوباني) الغربي، وهي الدورية المشتركة الحادية والثمانون بين الجانبين في المنطقة منذ الاتفاق الروسي - التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا. وذكر أن الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية، انطلقت برفقة مروحيتين روسيتين من قرية آشمة الواقعة غرب كوباني، وجابت قرى جارقلي فوقاني، وقران، وديكمداش، وخورخوري، وبوبان، وسفتك، ومنطقة الإذاعة، وجول بك، وصولاً إلى تل شعير. وعادت الدورية بعدها إلى نقطة الانطلاق في قرية آشمة، مروراً بقرى سوسان، وقولا، وقره قوي، وبيندر، ومشكو، وجبنة، وجارقلي فوقاني. وفيما عادت العربات العسكرية التركية أدراجها من البوابة القريبة من قرية آشمة، رجعت العربات العسكرية الروسية إلى مركزها قرب بلدة صرين جنوب كوباني. في شأن مختلف، شهد مخيم الركبان الواقع ضمن «منطقة الـ55» قرب قاعدة التنف عند المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، اعتصاماً للأهالي، لليوم الثاني على التوالي، مطالبين قوات التحالف الدولي بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية لنحو 11 ألف نازح سوري يوجدون ضمن المخيم الواقع في البادية السورية. وأشار «المرصد» إلى أن المعتصمين يطالبون التحالف الدولي بوصفه «سلطة أمر واقع» بتأمين الطبابة والدواء واللقاح، وتأمين الغذاء بوصفه حقاً من حقوق السكان، وبتأمين التعليم لكل الأطفال في سن التعليم الأساسي، وتأمين فرص عمل، والعمل على دعم الاستقرار في المنطقة في مجالات الحياة الاجتماعية والخدمية والزراعية والصناعية.

«روج» ريف الحسكة... متطرفات يرهبن «غير الملتزمات» بالنيران والتهديد

(الشرق الأوسط)... مخيم روج (القامشلي): كمال شيخو... في مخيم «روج» الخاص بنساء وعائلات مقاتلين سابقين حاربوا إلى جانب «تنظيم داعش» الإرهابي، اندلع حريقان خلال أسبوع واحد الشهر الماضي، وسادت حالة من الخوف والتوتر بين قاطنيه. وسارعت قوى الأمن الداخلي الخاصة بحراسة المخيم إلى توجيه أصابع الاتهام إلى نساء متطرفات بافتعال الحرائق والهجوم على أخريات بحجة عدم الالتزام بقوانين التنظيم الصارمة؛ حيث ترفض المتشددات التقيّد بقوانين إدارة المخيم، وتكررت حالات تهجمهن واعتدائهن على عناصر الأمن. ويقع مخيم «روج» بريف بلدة المالكية، أو ديريك بحسب تسميتها الكردية، التابعة لمحافظة الحسكة الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا. وهو يضم نحو 800 عائلة أو نحو 2500 نسمة، جميعهم من النساء والأطفال، بما في ذلك لاجئات عراقيات ونازحات سوريات، إضافة إلى نساء أجنبيات متزوجات من «دواعش» يتحدرن من جنسيات غربية وعربية، ومن دول الاتحاد الروسي. وهذا المخيم هو الجزء الثاني أو المشابه لمخيم الهول في الحسكة أيضاً، وقد ظهرت خلال السنوات الماضية صور نساء متشحات بالسواد، ومنتقبات لا يظهر منهنّ شيء سوى عيون حائرة ونظرة تشاؤمية، تحمل كثيراً من الأسئلة حول المستقبل؛ بينما يختلف المشهد في «روج» بعد تحول كثير من النساء فيه ليظهرن دون نقاب يرتدين غطاء رأس ممزوجاً بالألوان وملابس زاهية. وتحدثت 4 سيدات مقيمات بالمخيم عن كيفية تعرضهن للمضايقات والتهديدات من نساء متطرفات. ولدى حديثها إلى مراسل «الشرق الأوسط»، قالت سارة البالغة من العمر 34 عاماً، والمتحدرة من المغرب، إنها تعيش في المخيم منذ 4 سنوات وقررت خلع السواد والنقاب بإرادتها، لكنها تتعرض باستمرار للمضايقات والتهديدات. وأضافت: «اندلع حريق بخيمة، وكنا نعرف أن نساء نفذن وعيدهنّ. ثم عاد الوضع لطبيعته. وبنفس الأسبوع شهدنا حريقاً ثانياً الشهر الماضي، الأمر الذي نشر حالة من الذعر والخوف». وذكرت السيدة المغربية التي كانت ترتدي فستاناً أزرق اللون وغطاء رأس وارتسمت علامات الحيرة على وجهها، أن المخيم شهد في الأشهر الماضية حوادث مماثلة، من حرق الخيام والاعتداء على قوى الأمن. وأضافت أنها وغيرها من اللواتي يرفضنّ قوانين التنظيم الصارمة وتطبيق تعليماته: «حقيقة أخشى على حياة أطفالي وحياتي لأنني أسمع تهديدات باستمرار. يقولون إنه إذا تعرضت خيمتي للحرق أو الضرب فلن يساعدني أحد وسيأتي يوم أندم على تركهم». وأضافت: «أكدت (مناصرات داعش)، في كثير من المرات، أن دولة التنظيم ستعود، وسيتم الانتقام من كل الذين خرجوا عن قوانينها». وتروي زكية، المواطنة الألمانية وأصلها من كوسوفو، كيف طلبت ترحيلها وأطفالها من مخيم «الهول» بعد رفضها ارتداء النقاب والخمار الأسود، ليتم الإتيان بها إلى مخيم «روج»، لكنها تعرضت هنا أيضاً لأحداث مشابهة لما عايشته سابقاً. وتقول في سياق حديثها: «تعبت من هذه الحالة، فلقد أمضيت سنة في (الهول)، وهنا في (روج) أمضيت سنتين، والتهديدات لا تزال تلاحقني. متى سيتم إعادتنا لبلداننا، أريد العودة لألمانيا وأن أعيش حياة طبيعية». وعن نوعية التهديدات التي تتلقاها، كشفت زكية أن النساء يلجأن إلى حرق الخيام بهدف نشر الرعب والقلق. لكنها تابعت: «هؤلاء الناس لن يقرروا لي حياتي، وكيف يجب تربية أطفالي والتحكم بملبسي ومظهري، فأنا سيدة نفسي، ولا سلطان آخر يتحكم بإرادتي».

منع لبس النقاب والخمار

وتشرح مديرة المخيم نورة عبدو أن المخيم مقسم إلى قسمين؛ الأول، وهو المخيم القديم، تأسس سنة 2015. يضم عائلات عراقية وسورية وبعض أفراد العوائل الأجنبية الذين استسلموا لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في معاركها ضد «داعش»، شرق الفرات. ويضم القسم الثاني، وهو منطقة التوسُّع، نحو 400 خيمة يسكنها أكثر من 300 عائلة تم استقبالها من مخيم الهول المكتظ. وتقول المسؤولة الكردية إن جميع النساء القاطنات في هذا القسم هن اللواتي حاولن الهرب، والمتشددات اللاتي اعتدين على نساء أخريات، «واللواتي شاركن في حوادث فوضى، وافتعلن حالات شغب، الأمر الذي دفع الإدارة لوضع قوانين صارمة، بحيث تمنع لبس النقاب والزي الأسود». وكثير من النساء في المخيم تخلين طواعية عن ارتداء النقاب والخمار الذي يغطي الوجه والكفين، وهو الأمر الذي يجعلهن عرضة للتهديدات في ظل ارتفاع معدلات الجريمة والعنف. ويكافح المسؤولون عن إدارة مخيمات الإيواء لاحتواء ما يقولون إنه التأثير المتزايد لفكر وعقيدة التنظيم المتشدد. من جهتها، اعتبرت حفيظة، وهي مواطنة هولندية، أن أطفالها يشعرون بالخوف الشديد من النوم ليلاً في المخيم. وهذه السيدة ظهرت ببنطال جينز وبلوزة فاتحة بدون أن تغطي رأسها، قائلة: «وجود الأطفال هنا في هذا المعسكر أمر صعب، نطلب من حكومتنا أخذ هؤلاء الأطفال لتأمين مستقبلهم، أما أنا فلم أعد أكترث بالبقاء هنا أو ترحيلي لبلدي». بينما وصفت رحمة، وهي مواطنة مصرية تبلغ من العمر 40 سنة وتنحدر من العاصمة القاهرة، حياتها بـ«الكابوس». وأشارت إلى أن آلة الزمن عادت بها وأطفالها الخمسة للسنوات الأولى التي قضوها في مناطق سيطرة «تنظيم داعش» قبل دحره والقضاء عليه ربيع 2018. وقالت: «أخاف كثيراً على بناتي وأبنائي، لقد نجونا من موت محقق، لكن يبدو أن هذا الموت يطاردنا في هذا المخيم، نحن نعيش في حال خوف رهيبة».

يومٌ في مناطق «الإدارة الذاتيّة»: سباقٌ مع «الأسايش»

الاخبار... زهراء فارس ... مرّ نصف يوم ونحن عالقون على معبر أبو عاصي، قرب مدينة الطبقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي، من دون أيّ مؤشّرات إلى احتمال أن يسمح لنا المسؤولون عن الحاجز بالعبور. نحن فريق صحافي مكوّن من ثلاثة شبّان وأنا، توجّهنا أواخر شهر تشرين الأوّل، إلى مناطق «الإدارة الذاتية» الكردية، بعدما حصلنا، بصعوبة بالغة، على موافقة «مديرية الإعلام» في المجلس التنفيذي لـ«الإدارة الذاتية»، لتصوير حلقة حول حقبة «داعش» في المنطقة. عند المعبر، تنتشر كاميرات المراقبة في كلّ زاوية. لا أحاديث زائدة. يخاطب عناصر الأمن والشرطة الأكراد بعضهم البعض بنداء «هافال»، الذي يعني «الرفيق». في اليوم الثالث، مُنحنا إذن الدخول عند النقطة الرقم صفر، وفي النقطة الرقم واحد جرى تفتيشنا ومنحنا بطاقات تمكّننا من الدخول إلى «إقليم الرقّة» والبقاء فيه لمدّة ثلاثة أيام فقط. ثم انتقلنا إلى النقطة الأخيرة على المعبر، وهي الجمارك، حيث صرّحنا عمّا معنا من معدّات. بعد العبور باتجاه الطبقة، أوّل ما تشاهده هو صوامع القمح الضخمة المعروفة بـ«صوامع البوعاصي»، ثمّ سدّ تشرين ومحطّات توليد الكهرباء، وجسورٌ دمّرها طيران «التحالف الدولي». في المساحات الشاسعة الممتدّة أمام أنظارنا، خِيَم ومنازل متباعدة، انزرعت كشواهد القبور. وعلى جانبَي الطريق، أعلام ولافتات ترحّب بنا في «إقليم الرقة». هنا الرقّة إذاً، عاصمة السياسة الكردية، وعُقدة أقاليمها السبعة. أعلام «الإدارة الذاتية» في كلّ مكان، والساحات والمدارس تحمل أسماء وصور فتياتٍ كرديّات قُتلن خلال الحرب. أمّا عناصر «الأسايش»، فهم ملثّمون على المعابر، وكذلك داخل المدينة. ورغم حصولنا على إذن مسبق من «مديرية الإعلام»، إلا أن ذلك لم يكن كافياً تماماً لتجاوب العسكريين في الداخلية معنا. لا أحد هنا مستعدّ لأن يتحمّل مسؤولية المساهمة بتسهيل عملنا. الجميع يخافون من «الأسايش»، فهي بحسبهم «لا تعترف بالموافقات الممنوحة، وقد تقرّر في أي لحظة إحالة الجميع إلى التحقيق أو حتى الاعتقال المفتوح».... أخيراً، وبعد أخذ ورد، وقُبيل ساعتين من حلول الليل، سُمح لنا بمباشرة العمل. تجوّلنا في شوارع الرقّة، وكنا نخفض الكاميرات والهواتف المحمولة، عند كل نقطة لـ«الأسايش». في المدينة، كان الدمار الكثير يقابله ورشات إعمار وإعادة تأهيل كثيرة أيضاً. لكن رغم كل الجداريات الضخمة والإعلانات الطرقية المفعمة بالألوان، ورغم أن المدينة تعيش اليوم أجواء ذكرى تحريرها من تنظيم «داعش»، إلا أن ذلك لا يعكس سوى انفصال متعمّد عن الواقع الذي تعشيه المدينة وأهلها، حيث ترتدي معظم النساء النقاب، ويطلق معظم الرجال لحاهم. في حين تأسرك نظرات القلق والترقّب الظاهرة على وجوه الجميع، وكأنما ثمّة خطراً تحسّه وشيكاً، لكنك لا تراه. تعيش المدينة ليلاً في شبه استنفار أمني. وفي تلك الليلة التي قرّرنا أن نقضيها في المدينة، كان الجوّ بارداً. سهرنا مع ثلاثة شبان من الرقة، تبادلنا أحاديث في السياسة والحرب ومستقبل البلاد، وتفاصيل حياتيّة مجهولة لشبّان خبِروا جولات طويلة من المعارك. توقفت المعارك المباشرة اليوم، لكنّ حمَلات التجنيد والخدمة الإلزامية المستمرّة، ضمن صفوف «قسد»، أثقلت كاهل الجميع هنا. وبينما نحن نتحادث مع الشبان الثلاثة، الذين يعبّرون عن إرهاقهم مما آلت إليه أحوال المنطقة، وعن تشوّقهم لرؤية بقية المدن السورية، وخصوصاً دمشق التي غابوا عنها منذ بداية الحرب، تخرق المسامع أصوات الحفلات الليلية الصاخبة بأغانٍ تحيّي «الديموقراطي» (الحزب الديموقراطي الكردستاني)، مع مؤثّرات صوتية صاخبة لأصوات تفجيرات ورشاشات الدوشكا!...... مع شروق شمس اليوم التالي، أُبلغنا بأن تحقيقاً فُتح بخصوصنا من قبل جهة لم يسمّها أحد. تحقيق أوّل، ثم تحقيقٌ ثانٍ، ثم أُبلغنا بأنّه لن يسمح لنا بالعمل مجدداً، وأنه كان يتعيّن علينا المغادرة منذ أمس. لاحقاً، طُلب منا أن لا نتحرّك مطلقاً من مقر إقامتنا، وأن «العين باتت علينا». في تلك اللحظة، أخذنا قرارنا بضرورة المغادرة فوراً وسرّاً. وخلال لحظات قليلة، كنا ننزل إلى الشارع، وأوقفنا أوّل سيارة أجرة صادفناها، مباشرة: «نحو المعبر»! بعد انطلاقنا، أُبلغنا بأن وحدة من «الأسايش» في طريقها إلينا حيث كنا نقيم. مرّت بضع دقائق ونحن في سباق؛ سيارتنا نحو المعبر والدورية باتجاه الفندق. وحين تبيّن للأخيرة أننا قد غادرنا، بدأت الاتصالات تنهال على هواتفنا، والجميع يسألون عن وجهتنا. كان الخوف قد تملّكنا بشكل كامل. ومن دون توقّف، كنا نسير نحو المعبر. وصلنا معبراً ينفذ من الطبقة باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري. سارت إجراءات المغادرة بسرعة عند المعبر وبلا تفتيش. في خلال دقائق، اجتزنا النقطة الأخيرة من مناطق سيطرة «قسد»، نحو أوّل نقطة للجيش السوري. كان عبورنا إفلاتاً من مصير مجهول ينتظرنا. وأيّ مصير؟ إذا كان الشبان الذين التقيناهم في الرقة يعيشون المعاناة، فكيف بنا إذا ما كنا «غرباء» ومحتَجزين؟!....هو يوم واحد قضيناه في منطقة الشرق الشاسعة. لكنه كان يوماً طويلاً بلا شكّ، تلمّسنا فيه بأنفسنا السطوة البالغة للجناح العسكري والأمني (المرتبط بالقوات الأميركية) على المدنيّين (الأكراد والعرب)، والمؤسّسات المدنية والرسمية. كذلك، كان واضحاً سوء التنسيق بين الإدارات، والذي سببه الأساسي النظام الفيدرالي المشوّه، والاستقلال الذاتي للمديريات والأقاليم والإدارات. ورغم أن مناطق «الإدارة الذاتية» تُظهر انسجاماً ظاهرياً، إلا أنها تنطوي على ديناميات قابلة للتفجّر، كخلافات وصراعات كردية ــــ كردية، وكردية ــــ عربية، وأخرى قبلية وعرقية ودينية وثقافية. لا تزال تجربة «الإدارة الذاتية» تثبت هشاشتها. فلا هي قادرة على دفع الاجتياح التركي للأراضي التي تسيطر عليها، ولا على دفع المخاطر عن أهلها. كما هي ليست قادرة على إقناع المكونات كافة الموجودة هناك بـ«حقّها» في الاستقلال عن الدولة السورية. كذلك، هي غير قادرة على التخلّص من السطوة الأميركية التي تمنعها من الاتفاق مع الحكومة السورية. في الخلاصة، إن كل أسباب بقاء «الإدارة»، وصمودها حتى الساعة، هي أسباب غير عضوية، تتلخّص في بقاء الاحتلال الأميركي. وعند زواله، ربما لن يبقى للإدارة أيّ أثر.



السابق

أخبار لبنان.. بري يقدّم {كل التسهيلات} لإجراء الانتخابات منعاً للفراغ... لئلا ينسحب التمديد للبرلمان على رئيس الجمهورية.. لبنان يبدأ خطوات تحمي السعودية: ضبط المعابر ومنع التهريب.. رئيس صندوق النقد في بيروت لبحث «إطار التفاهم».. و البطاقة التمويلية بعد أربعة أشهر.. أجواء ديبلوماسية "رمادية" مع الخليج: "ما زلنا في المربع الأول"... مقرّرات جدّة "ممنوعة من الصرف" وعون يريد "استيضاح" ماكرون!.. البيان المشترك يُعيد الإصطفاف: مَن مع ومَن ضد؟.. في حسبان حزب الله ان البيان الفرنسي ـ السعودي أخرج باريس عن حيادها ...

التالي

أخبار العراق.. الكاظمي: لا أحد فوق قرار الدولة ولا سلاح خارج سيطرتها.. قوات عراقية وكردية تستعيد قرية شمالية من مقاتلي «داعش»..مقتل أربعة من البيشمركة بهجوم في العراق نسب لتنظيم «داعش»..بغداد تلوّح بـ{يد من حديد» وأربيل تخشى «تغييراً ديموغرافياً».. «الإطار الشيعي» العراقي... بين لقاء الصدر وانتظار قرار «الاتحادية»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,052,999

عدد الزوار: 6,750,148

المتواجدون الآن: 114