لبنان على حافة «الخريف» وتلويح بـ... الآتي الأعظم

تاريخ الإضافة الأحد 25 تموز 2010 - 8:01 ص    عدد الزيارات 3075    التعليقات 0    القسم محلية

        


حركة إقليمية في اتجاه بيروت لـ «فرملة» الانزلاق نحو الانفجار
 
لبنان على حافة «الخريف» وتلويح بـ... الآتي الأعظم
 
بيروت - «الراي»|

دخل لبنان المأزوم نفقاً من الصعب التكهن بطبيعة نهاياته بعدما اعلن «حزب الله» ما يشبه «البلاغ رقم واحد» لحرب استباقية متوالية الفصول ضد المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، يتولاها شخصياً امينه العام السيد حسن نصرالله عبر اطلالات مبرمجة، ستتواصل تباعاً وعلى نحو شبه اسبوعي الى حين صدور القرار في سبتمبر او اكتوبر.
وبدا ان «حزب الله» يتجه الى استخدام كل «أسلحته» في الحرب التي بدأها على المحكمة الدولية، استباقاً للقرار الظني، الذي يَعتقد انه جرت «فبركته» على النحو الذي يبرئ سورية ويوجه اصابع الاتهام الى عناصر منه، لذا فان سهامه الاولى طالت رئيس الحكومة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، انطلاقاً من رواية نصرالله عن ان الحريري سبق ان ابلغ اليه فحوى القرار الاتهامي.
ولم يتردّد المحيط السياسي - الاعلامي لـ «حزب الله» في الايحاء بان «الآتي اعظم» في اطار هذه الحرب، التي يكشف نصرالله عن «مفاجآتها» تباعاً خلال اطلالاته المبرمجة، والتي تهدف الى نسف صدقية المحكمة ونزاهتها ووقف التعاون معها والسعي لـ «اسقاطها» في موازاة «فتح النار» على قوى «14 مارس» التي امهلها اجراء مراجعة لن تجريها، وممارسة ضغط سياسي - نفسي على خصومه وجمهورهم، اضافة الى الاكثار من «الرسائل الملموسة» للمجتمع الدولي.
غير انه رغم الاجواء التي توحي بأن البلاد تندفع نحو «حافة الهاوية» مع العد التنازلي لـ «الخريف اللاهب»، فان اوساطاً مراقبة تعتقد ان احداً لن يكون طليق اليد في اشعال فتيل الانفجار في لبنان، بدليل حركة الاتصالات الكثيفة التي بدأت طلائعها مع تحرك تتداخل فيه الادوار السعودية والسورية والتركية وسواها، ومن المتوقع ان تتحول «كرة ثلج» في اطار العمل على تبريد الاجواء الساخنة في بيروت، خصوصاً في ضوء حركة الزيارات الـ «فوق العادة» التي سيشهدها لبنان، بدءاً من الاسبوع الطالع.
فبيروت تتهيأ لمجموعة من المحطات البارزة بينها زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للبنان أيام 30 و31 الجاري والأول من اغسطس.
وفي حين اشارت تقارير الى ان الرئيس السوري بشار الأسد قد يزور بيروت في الأول أو الثاني من اغسطس، برزت المعلومات التي كشفت ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سيزور بيروت ودمشق في طريق عودته من المغرب، وسط اجواء تفيد ان زيارته المفاجئة تصب في خانة الدعوة الى تعزيز الاستقرار في البلاد ونزع ألغام الفتنة الداخلية.
وكان مسار «الاشتباك» حول المحكمة الدولية والقرار الاتهامي المرتقب سجّل تطورين مهمين من جانب رئيس الحكومة وتياره الذي تولى «الهجوم المضاد» عبر الردّ على مواقف الأمين العام لـ «حزب الله»، الذي يطلّ اليوم في مناسبة تكريم شهداء المقاومة، على ثلاث «جبهات» هي: نفي ان يكون الحريري ابلغ الى نصر الله في آخر لقاء بينهما ان القرار الظني سيتهم عناصر من «حزب الله»، تأكيد ان التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري أخذ في الاعتبار في مراحل معينة فرضية ان تكون اسرائيل وراء الجريمة، والتشديد في معرض الردّ على دعوة «السيّد» فريق «14 مارس» الى اجراء مراجعة للمرحلة السابقة على ان «المستقبل» تولى المراجعة بما فيها اعادة «ترتيب العلاقات اللبنانية ذ السورية «وبات المطلوب من الفريق الآخر اجراء مراجعة لاحتلاله وسط بيروت ومحاصرته السرايا وغيرها من الاحداث التي هددت مصير الوطن»، مع التمسك «باتفاق الدوحة والاصرار على التهدئة لمصلحة لبنان».
فعلى «الجبهة» الأولى، ابلغ الرئيس الحريري لنواب «كتلة المستقبل» خلال اجتماعها يوم الجمعة انه في لقائه الأخير مع نصر الله، كان يتحدث وفقاً للسيناريوهات المطروحة في وسائل الاعلام، وانه لم يقل انه يعرف مضمون القرار الاتهامي. وأضاف انه كان يسعى الى الحوار مع الأمين العام لحزب الله من أجل البحث في السبل الآيلة الى تجنيب لبنان المخاطر «اذا صحّت هذه السيناريوات».
واكد النائب عمار حوري (من كتلة الحريري) ان الحريري بادر خلال اجتماع الكتلة الى القول بـ«عدم صحة» ما نسبه اليه نصرالله من «ان القرار الظني سيتهم أفرادا من حزب الله»، وقال: «أوضح لنا رئيس الحكومة انه تكلم مع نصر الله في المعطيات المتداولة اعلامياً عن القرار الظني، وغير صحيح انه أبلغه بمضمونه».
ونقل حوري تأكيد الحريري «ان الهم الاساسي» لديه هو مواجهة «التوتر السني - الشيعي»، مؤكدا انه «اذا لم يكن هناك دليل قاطع في القرار الظني فنحن من سيرفضه».
وقد سارع نائب «حزب الله» حسن فضل الله الى الردّ على الحريري وحوري اذ قال في تصريح له: «ان ما أورده بعض نواب المستقبل حيال ما أبلغه الرئيس الحريري لسماحة الأمين العام لحزب الله عن القرار الظني غير صحيح على الاطلاق، وهو ما عكسته ادعاءاتهم في رواياتهم المرتبكة التي لن تجدي نفعا في حرف انظار الرأي العام عن حقيقة هذا الأمر الذي يعرفه الرئيس الحريري جيدا، وهو يأتي في سياق معلوماته المؤكدة عن القرار الظني وحيثياته ومواقيته».
اما على خط أخذ التحقيق الدولي بفرضية وقوف اسرائيل وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ابلغ رئيس الحكومة الى النواب في كتلته ان احتمال تورط اسرائيل في جريمة 14 فبراير 2005 «لم يغب عن التحقيق، وهذا ما فعله المحقق السابق سيرج برامرتس حين درس فرضية اطلاق صاروخ جو - أرض على موكب الرئيس رفيق الحريري بما يعني اسرائيل، لكن هذه الفرضية لم تثبت».
وفيما واصل الأمين العام لـ «حزب الله» استقبال أطراف في «8 مارس» كان آخرهم الوزير السابق وئام وهاب، برزت سلسلة مواقف من المحكمة بينها لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي حذّر من ان «الآتي قد يكون أعظم وقد يكون أسهل اذا لم تستفحل الحكمة في عقول القيمين على البلاد».
ورأى «اننا»على مشارف مرحلة دقيقة جدا من تاريحنا»، وقال: «لو طالبتُ بمحكمة دولية عندما قُتل كمال جنبلاط (العام 1977) فماذا كان حصل؟ وآنذاك قتل الظلم والجهل عشرات المسيحيين في الجبل، فهل كانت المحكمة لتغير شيئا في هذا الموضوع؟ قطعا لا»، مضيفا: «أقول كلامي للعبرة».
واعتبر رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية «ان اي قرار ظني يصدر عن المحكمة الدولية ويتهم حزب الله هو قرار لفتنة داخلية وليس لكشف من قتل الرئيس الحريري».
ولفت الى ان «اي قرار ظني عن المحكمة الدولية يتهم حزب الله باغتيال الحريري سيؤدي الى كارثة في لبنان شيبهة بحرب العام 1975»، معتبراً ان «من تدبّر القرار الظني تدبّر سيناريو كاملا وليس قراراً ظنياً فقط، وهم يعرفون أن قيادات حزب الله وعناصره لن يذهبوا الى لاهاي».
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,100

عدد الزوار: 6,759,293

المتواجدون الآن: 128