أخبار لبنان..«جسُّ نبض» رئاسي اليوم قبل عطلة الجلسات ونهاية العام..فرنجية "يسوّق نفسه" في باريس..وباسيل طرح 3 أسماء بديلة على الفرنسيين..«مبادرة» باريس الرئاسية: لا تقدّمَ فرنسياً ولا تغييرَ سعودياً..«دومينو» الانهيار في لبنان يستظلّ دينامية فراغٍ..مديد..جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم تمديد لـ«مسرحية التعطيل»..المفتي دريان لإنهاء الشغور في مواقع المفتين بمختلف المناطق..

تاريخ الإضافة الخميس 24 تشرين الثاني 2022 - 4:07 ص    عدد الزيارات 911    التعليقات 0    القسم محلية

        


«جسُّ نبض» رئاسي اليوم قبل عطلة الجلسات ونهاية العام....

بوشكيان لـ«اللواء» : الدولار الجمركي يحمي الصناعة.. وزيادة التغذية بالكهرباء على السكة بعد مناقصات الفيول

تنعقد الجلسة السابعة لانتخاب رئيس الجمهورية عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، وسط حوارات لم ترتقِ الى درجة يمكن التعويل عليها، وخلافات تنذر بتفاقم التباعد، وظروف اقليمية محتدمة بالقتل والدمار في غير نقطة ساخنة في المنطقة. على ان السباق بين اجراءات انقاذ الخزينة من جولة تضخم جديدة، وارتفاع اسعار لا يبقِي ولا يذر، مع بدء العمل باستيفاء الضرائب والرسوم على السلع والبضائع المستوردة، على أساس 15 ألف ليرة لبنانية للدولار الاميركي الواحد اعتباراً من الخميس المقبل 1/12/2022، استمرت تحت انظار المخاوف، ومعرفة امكانية السير بسلة من الاتفاقات المالية من تمويل مناقصة الفيول لزوم كهرباء لبنان، لتوفير تغذية بالكهرباء لثماني او عشر ساعات الى التمويل التعليمي وتوفير المستلزمات المطلوبة للتعليم الرسمي من حقوق المتعاقدين الى الداخلين في الملاك الى المتقاعدين، فضلاً عن دخول العمل بالرواتب الجديدة، المضروبة بثلاثة اضعاف رواتب ما قبل موازنة العام 2021، حيز التنفيذ، بدءاً من الشهر الماضي والشهر الحالي، وصولاً الى شهر نهاية السنة اي ك1 المقبل. وقال وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشيكيان لـ«اللواء» أن الدولار الجمركي يحمي الصناعة ويدعم الصناعيين ويشكل محفزا للأستثمار، ولفت إلى أن هناك الكثير من المواد التي تم تصفيرها في وقت سابق بالنسبة إلى الدولار الجمركي ولاسيما تلك التي لا تصنع في لبنان وتعد أساسية . واكد الوزير بوشيكيان أن رسما جمركيا بنسبة عشرة في المئة سيفرض على المنتوجات التي يصنع لها مثيل في لبنان، لافتا إلى ان البعض منها ولاسيما غير المصنع في لبنان لا يخضع للجمرك ، إذ أن ثمة اتفاقات مع لبنان ولاسيما اتفاقية التيسير العربية وتلك التي مع أوروبا . واعتبر أن الدولار الجمركي بطبق على الكماليات مثل الألكترونيات وكذلك السيارات ، وكرر القول ان الدولة بحاجة إلى ايرادات لتغذية رواتب موظفي القطاع العام ، كاشفا أنه يراقب أي احتكار يحصل ويلاحق المخالفين. وكشف أن بعض التجار بدأ منذ ثلاثة أشهر بتسعير المواد وفق تبدل سعر الصرف في السوق السوداء، مشيرا إلى أنه سيطل على الأعلام قريبا لشرح بعض التفاصيل المتعلقة بالدولار الجمركي. وعشية الجلسة استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المرشح النائب ميشال معوض، بعد ساعات قليلة من جلسة حوار بين ممثلين لبكركي وآخرين لحزب الله، على قاعدة استئناف الحوار بين الطرفين. وبصرف النظر عن الاهداف القريبة او المباشرة للحوار، او غير المباشرة، عند صديق مشترك او في بكركي، فإن المعلومات المتوافرة تؤكد ان لا حلحلة على صعيد تقريب المواقف فرئاسياً بكركي لا تزال تطالب فريق حزب الله - التيار الوطني الحر، باعلان المرشح الذي يدعمونه، سواء أكان النائب السابق سليمان فرنجية او سواه، لتكون مناقشة في الجلسات، وينتخب رئيس بصورة ديمقراطية، اذا ما تعذر الاتفاق حوله. وكان معوض استقبل السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، الذي غرّد لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رينيه معوض عن الطائف والشاهد والشهيد. لكن مصادر سياسية استبعدت حدوث اختراق جدي في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية في غضون الايام المقبلة وحتى نهاية العام الحالي على الاقل،في ظل الوقائع السائدة، وموازين قوى الاطراف السياسيين، التي لا تعطي افضلية لاي تحالف منها، لحسم الانتخابات الرئاسية لصالحه، ما يؤدي إلى إطالة امد المراوحة وتعطيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الى حين، تبدل المواقف، وتحقيق الحد الادنى من التقارب، والتنازل عن الشروط والشروط المضادة، لكل الاطراف من دون استثناء. ووصفت المصادر المرحلة الحالية، بانها مرحلة جس نبض واستكشاف حقيقة مواقف الاطراف من المرشحين المطروحة أسماؤهم للرئاسة، وما يخفي كل طرف على الاخرين وقالت: هناك قناعة بأن استمرار كل الاطراف بمواقفها كما هي حتى الساعة، لن يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولذلك لا بد من البحث عن تصور للخروج من مأزق تعطيل الانتخابات الرئاسية، وطرح مخارج مقبولة تؤدي لانتخاب الرئيس الجديد، لان استمرار الفراغ يزيد من ضغط الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا. واعتبرت المصادر ان تريث حسم موضوع الانتخابات الرئاسية في الوقت الحاضر، مرده الى سببين اثنين، الاول غربلة المرشحين المطروحة أسماؤهم من كلا الفريقين، وهذا ما يحصل بالتدرج، بعدما عجز كل فريق عن انتخاب مرشحه للرئاسة في جلسات الانتخاب، والسبب الثاني انتظار بعض الاطراف المؤثرين الذين يتزعمهم حزب الله مسار التطورات الاخيرة بالمنطقة، وفي ايران ومدى تاثير ما يحصل على نفوذه في لبنان. واشارت المصادر إلى ان الضجيج السياسي المتصاعد وحملات التراشق والتصعيد اسفرت عن محاولة حرق اسماء مرشحين جديين للرئاسة، كما يفعل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لاخراج خصمه السياسي اللدود سليمان فرنجية من السباق للرئاسة، مقابل تجاهل حزب الله تبني ترشحه كما فعل سابقا عندما تبني ترشيح العماد ميشال عون، اما لعجزه عن فرضه بالقوة اوتامين الحد الادنى من مقومات نجاحه،في حين لم يعد بالامكان للاطراف المعارضة في تحقيق زيادة مضطردة لعدد اصوات مرشحها ميشال معوض، مايعني ضمنا انه لن يستطيع الاستمرار بالمواجهة والفوز اذا بقي الوضع السائد على حاله. وتوقعت المصادر ان تنحسر حدة مواقف الاطراف السياسيين بالمرحلة المقبلة، وان تتجه معظمها للبحث عن مخارج، ترتكز إلى ماقاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى اخفاء الامام الصدر عن مواصفات رئيس الجمهورية المقبل،مايعني حتما اخراج كل الاسماء المتداولة من السباق للرئاسةاولا، وهذا ما يحصل حاليا،بينما يتقدم المرشح الذي يحظى على مثل هذه المواصفات دون غيره الى سدة الرئاسة الاولى، وان كان ظهوره على الإعلام، ما يزال مقننا حتى الان. رسمياً، تلقى الرئيس نجيب ميقاتي رسالة تهنئة بعيد الاستقلال من البابا فرنسيس وكذلك برقيات من الملك الاردني عبد الله الثاني، وملك بريطانيا تشارلز وملك بلجيكا فيليب. وتمنى البابا فرنسيس ان يستعيد لبنان الوئام والاستقرار، وان يحافظ اللبنانيون على وحدتهم من اجل المصلحة الوطنية. دبلوماسياً، تبلغ الرئيس نجيب ميقاتي من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان ان مجلس الأمن سيعقد جلسة في 28 تشرين الثاني الحالي في نيويورك في شأن تطبيق القرار 1701، وقالت من السراي: سأقدم في الجلسة معلومات عن التطورات في لبنان واقتراحات حيال بعض المسائل. وفي الاطار النيابي - التشريعي، وفي حين دعا الرئيس نبيه بري اللجان الى جلسة مشتركة الثلثاء والاربعاء لاستكمال البحث في الكابيتال كونترول، التأمت جلسة اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، وحضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، وهيئة ادارة قطاع البترول ودرست اقتراحات قوانين الصندوق السيادي اللبناني. بعد الجلسة، قال كنعان: نعمل على دمج ٤ اقتراحات قوانين ومنها استقلالية الصندوق التي يجب أن تكون متصلة بمؤسسات الدولة الدستورية مع الحفاظ على الادّخار ومنفصلة عن موازنات الدولة. اضاف: تقدمنا في الجلسة بشكل ملحوظ ووصلنا الى المادة العاشرة وأُقرّت المواد كلها المتعلقة بإنشائه وتعديله. واردف: ليست هناك محاصصة في الصندوق السيادي وفي حال لن يكون الصندوق سيادياً «خلي النفط بالبحر».

مناقصات الفيول

وعلى صعيد الكهرباء، كشف الوزير فياض ان الوزارة انجزت مناقصة الفيول بانتظار توقيع عقد الكفالة من مصرف لبنان. فبعد اكتمال كل الملفات في وزارة الطاقة وفتح غلافات الاسعار فازت شركة Coral energy dmcc بمناقصة شراء الغاز اويل لزوم تشغيل شركة كهرباء لبنان.كما فازت شركة «فيتول» في مناقصتي فيول a و b لزوم تأمين الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان. وفي السياق، اكد رئيس هيئة الشراء العام جان العلية نجاح مناقصات الفيول اويل (أ) و(ب) والغاز اويل لزوم مؤسسة كهرباء لبنان؛ في أول مناقصة تجري في المديرية العامة للنفط بإشراف ومتابعة مباشرة من قبل هيئة الشراء العام. واعرب عن تفاؤله بقرب تأمين الكهرباء من خلال رفع ساعات التغذية تدريجيا، مشيدا باداء لجنة التلزيم ومراقبة هيئة الشراء العام ومثمّنا الموضوعية والحيادية اللتين طبعتا عملهما.

كوليرا: 586 اصابة

كورونا: 53 اصابة

اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس عن حالات الكوليرا في لبنان، انه لم يتم تسجيل اي اصابة جديدة، واستقر العدد التراكمي على 586 اصابة، كما لم تتم تسجيل اي حالة وفاة، وسجل العدد التراكمي للوفيات 20. وعلى صعيد فايروس كورونا، اعلنت الصحة في تقريرها امس تسجيل 53 اصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة.

فرنجية "يسوّق نفسه" في باريس... وباسيل طرح 3 أسماء بديلة على الفرنسيين

الرئاسة إلى 2023: "حزب الله" ينتظر التسوية الخارجية!

نداء الوطن... تحت سقف الطابع الفولكلوري الذي أسقطه تحالف 8 آذار و"التيار الوطني الحر" على جلسات الانتخاب الرئاسي، تستأنف مسرحية "الورقة البيضاء وتطيير النصاب" فصولها اليوم على خشبة الهيئة العامة لتعيد تكرار السيناريو التعطيلي نفسه للاستحقاق في المجلس النيابي، تأكيداً على استمرار حالة التنازع بين مرشحي محور الممانعة، مقابل استمرار ائتلاف كتل المعارضة الحزبية والسياسية في ترشيح النائب ميشال معوّض، واستمرار أغلبية نواب التغيير في لعبة تضييع البوصلة والوقت. وفي المحصلة، تختصر مصادر واسعة الاطلاع الأجواء الرئاسية في كواليس قوى الثامن من آذار بعبارة "الرئاسة مؤجلة إلى العام 2023"، موضحةً أنّ الملفّ الرئاسي "خرج من اللعبة الداخلية ولذلك فإنّ "حزب الله" لا يستعجل حرق المراحل والأسماء ويتريث في إعلان اسم مرشحه سليمان فرنجية رسمياً بانتظار ما ستحمله رياح التسوية الخارجية التي تتولى فرنسا راهناً مهمة تدوير الزوايا الحادة فيها على مستويات مثلثة الأضلاع، أميركية – سعودية – إيرانية". وفي هذا السياق، كشفت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ "الثنائي الشيعي كان قد أوفد وسيطاً إلى باريس في الآونة الأخيرة ليُعلم الجانب الفرنسي بشكل غير رسمي أنّ فرنجية هو مرشح "الثنائي" لكنّ العقبة الأساس التي تعترض طريق إعلان ترشيحه تكمن في معارضة جبران باسيل لهذا الترشيح، ومن هذا المنطلق جاء قرار استقبال الفرنسيين لباسيل بتزكية قطرية للاستماع إلى وجهة نظره حيال الاستحقاق الرئاسي"، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين الفرنسيين سرعان ما لمسوا أنّ باسيل "ليس لديه ما يطرحه سوى محاولة "بيع" الإدارة الفرنسية بعض الأسماء والأفكار التي تتقاطع في أهدافها عند نقطة وحيدة تتمحور في جوهرها حول هاجس قطع الطريق الرئاسي على فرنجية". ولهذه الغاية، نقلت المصادر أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" سعى إلى إقناع الفرنسيين بالسير بمجموعة أسماء طرحها عليهم من "باب المقايضة وتبادل الخدمات" وهي مقاربة لم تلقَ استحساناً من الجانب الفرنسي خصوصاً وأنّ باسيل وضع هذه الأسماء على طاولة النقاش من زاوية التوجّه إلى المسؤولين الفرنسيين بالقول: "هذه الأسماء قريبة منكم وأنا مستعد للسير بها"، ما أوحى وكأن باريس تعمل على "البيع والشراء في السوق الرئاسي اللبناني"، كاشفةً أنّ الاسماء التي طرحها باسيل في فرنسا تشمل "جهاد ازعور، زياد بارود وجورج خوري"، متعهداً بأن يؤمن لأي منهم "الميثاقية المسيحية" التي يفتقر إليها فرنجية نظراً لرفض الكتل المسيحية انتخابه. وفي المقابل، نقلت معلومات موثوق بها لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس "تيار المردة" يقوم على خط موازٍ بعملية "التسويق لنفسه لدى الفرنسيين"، بحيث كان قد أوفد إلى العاصمة الفرنسية موفداً من قبله لمحاولة استمالة التسوية الرئاسية التي تعمل عليها باريس لمصلحة ترشيحه تحت عنوان أنه "الأقدر على تأمين تقاطعات إقليمية ودولية في سدة الرئاسة الأولى"، غير أنّ موفد فرنجية لم يسمع "جواباً إيجابياً ولا سلبياً من الفرنسيين إنما مزيداً من التأكيد على أن باريس معنية بدعم كل ما يمكن أن يؤمن التوافق اللبناني الداخلي حيال الاستحقاق الرئاسي". وبانتظار ما ستسفر عنه اتصالات الجانب الفرنسي مع الدول المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي لا سيما منها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وإيران، أكدت المعلومات أنّ فرنجية يواصل تفعيل قنوات تواصله المفتوحة مع القيادة الروسية منذ زيارته الأخيرة لموسكو، خصوصاً وأنّه "سمع دعماً روسياً صريحاً لترشيحه مع وعد بأن تعمل الديبلوماسية الروسية ما بوسعها للدفع باتجاه تعزيز حظوظه الرئاسية مع الدول الحليفة والصديقة".

«مبادرة» باريس الرئاسية: لا تقدّمَ فرنسياً ولا تغييرَ سعودياً

الاخبار... تقرير هيام القصيفي....لا تقدم في الملف الرئاسي فرنسياً، ولا تغيير في الموقف السعودي، رغم كل ما يحاول الفرنسيون الإيحاء به. ما يجري بين بيروت وباريس والرياض أعطى الفرنسيين اقتناعاً بفتح أبواب باريس لمن يرغب، علّ ذلك ينتج حلاً.... بخلاف بعض الانطباعات الأخيرة حول حركة الدبلوماسية الفرنسية في بيروت وباريس، لا يبدو أن الملف اللبناني خطا أيّ خطوة متقدّمة. إذ تتحدث معلومات فرنسية عن بعض ما خلصت إليه المرحلة الأخيرة من التحرك الفرنسي الذي اصطدم، مرة جديدة، بحائط مسدود، على خطى كل المبادرات الفرنسية السابقة التي لم تؤت ثمارها. فالحركة الرئاسية عموماً على طريق التراجع الى الوراء، رغم كل الضغوط التي تمارس داخلياً وخارجياً، لأسباب مختلفة، والكلام الخارجي يتحدث عن فترة طويلة من الشغور الرئاسي. لكن، رغم كل هذه الضبابية التي يراد أن يعتادها اللبنانيون، تسعى باريس الى أن تكون محركاً لحوارات ومفاوضات داخلية وخارجية لم تصل بعد الى أي نقطة إيجابية. إلا أن محاولاتها خرق الجمود الحالي، من حين الى آخر، وتقديم نموذج مختلف عن تعاطي دول معنية بالوضع اللبناني، لم تنجح في تغيير الصورة التي تركها أداؤها بأن ثمة تخبّطاً في إدارة ملف لبنان الرئاسي. ويعزز هذا الانطباع أن نشاطها اصطدم، مرة أخرى، في صورة لا لبس فيها بحسب المعلومات الفرنسية، بموقفين سعودي وأميركي. وساهمت تطورات الأسبوع الماضي بين بيروت وباريس والرياض في جعل المعنيين بالملف الرئاسي فرنسياً يقتنعون بوجود تعثّر في التقدم خطوة الى الأمام. فالاتصالات الفرنسية مع السعودية، سواء على مستوى الصف الأول أو الثاني، أكدت مجدداً للرئيس إيمانويل ماكرون أن الرياض لا تزال عند سقف البيان الثلاثي الذي صدر من نيويورك بتوقيع أميركي وفرنسي وسعودي. وكل ما تبلغته باريس مجدداً، وأكثر من مرة، أن السعوديين غير معنيين بأيّ محاولات فرنسية في الملف الرئاسي، ولا بأيّ تسويات ترتسم حول توزيع أدوار بهدف الإيحاء برضى سعودي عن أي شخصيات مرشحة لتسويات خارجية مطروحة حالياً. وما عدا سقف بيان نيويورك، لا كلام سعودياً حول لبنان، إلا ما يتعلق بتنفيذ القرارات الدولية والتمسك باتفاق الطائف. ويعني السعودية كذلك أن واشنطن لا تزال متمسكة بالسقف ذاته، وأنها لم تعدّل نظرتها الى انتخابات رئاسة الجمهورية بحيث تسمح بفتح باب التأويلات حول مواقف وتسميات مرشحين، سواء لرئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة. وهذا ما سمعته باريس بوضوح. والمشكلة أن هناك محاولة فرنسية من بعض الدوائر لتأويل مواقف الرياض، وسحبها في اتجاهات لا ترضى السعودية عنها. لذا سعت باريس، بعد تبلغها الموقف السعودي الواضح بعدم الاهتمام بالملف اللبناني عموماً والرئاسي خصوصاً، الى تدوير الزوايا، بإعادة تعويم ملف المساعدات الإنسانية الذي دعمته السعودية، لأسباب اجتماعية وإنسانية فحسب. وتريد باريس من خلاله إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، علّ ذلك يؤدي لاحقاً الى تفعيل التواصل رئاسياً.

رغم كل الضغوط، الكلام الخارجي يتحدث عن فترة طويلة من الشغور الرئاسي

إضافة الى ذلك، فإن ما حصل بين بيروت وباريس وسبق أو ترافق مع زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لفرنسا، زاد من اقتناع مسؤولين فرنسيين معنيين مباشرة بالملف اللبناني بأن الحركة الفرنسية في بيروت لم تنجح في كسر حلقة الجمود، وأن ما جرى لم يعُد كونه لعباً في الوقت الضائع ولن يوصل وفق المسار المعتمد الى انتخابات رئاسة الجمهورية. وما رافق زيارة باسيل فرنسياً أكد بوضوح أن الملف اللبناني بات عالقاً أكثر. لذا تبلور اقتناع لدى باريس بأن تفتح أبوابها لكل القوى السياسية ممن تريد زيارتها لإجراء حوارات حول الرئاسة اللبنانية، ومن الشرائح السياسية كافةً. وهذا التوجّه يعني في مكان ما العمل على إحداث توازن بين الحركة الفرنسية في بيروت، التي تعترض عليها بعض القوى المعارضة، كونها حتى الآن شرّعت أبواب الحوار أمام حزب الله وقوى 8 آذار وعوّمت حزب الله منذ انفجار الرابع من آب، وبين سعي الإدارة الفرنسية في باريس، تحت ضغط داخلي، الى الحفاظ على تواصل مع القوى السياسية كافةً وعدم الظهور بمظهر الاصطفاف الى جانب أي طرف، والحفاظ على قنوات الاتصال مع السعودية استباقاً لأيّ تسويات يمكن أن تحصل حين تنضج ظروفها. مع العلم أن باريس التي نشأت بينها وبين طهران أخيراً إشارات توتر ربطاً بالوضع الإيراني الداخلي، تضاعف من تناقضاتها في أكثر من ملف إقليمي وأوروبي، كما في علاقتها مع روسيا وأوكرانيا. وفي ما يتعلق بلبنان، لا تزال ترى أن لديها فرصة للنفاذ عبر تسوية فيه، كي تطلّ على دور متقدم. لكنها مرة أخرى تتعثر. ومساوئ تعثّرها أن تخبطها الدبلوماسي لبنانياً وخارجياً وإصرارها على إظهار ما ليس واقعياً في الموقفين السعودي والأميركي يضاعف خيبات الأمل اللبنانية في إنتاج حل سريع للأزمة الراهنة وتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية. فيما فرنسا تدرك أن الوقت الضائع لبنانياً يضاعف من حجم التفسخ الداخلي أكثر فأكثر، بما يجعل من الصعب إنتاج حلول قد تكون صالحة اليوم، لكنها حكماً لن تصلح غداً ولا بعده.

المونديال يخطف وهج «مسرحية» الانتخاب الرئاسية في فصلها السابع اليوم

«دومينو» الانهيار في لبنان يستظلّ دينامية فراغٍ... مديد

المصرف المركزي لن يموّل شراء الفيول للكهرباء من الاحتياطي

| بيروت - «الراي» |

- «عيدية» اللبنانيين: استيفاء الدولار الجمركي بزيادة 10 أضعاف ابتداء من 1 ديسمبر

- سريان تعديل السعر الرسمي لليرة تجاه الدولار مطلع فبراير... أسئلة وأكثر

لم يتطلّب الأمر أكثر من 23 يوماً في كنف الشغور الرئاسي ليشتدّ السباقُ المحموم في لبنان بين دينامية الفراغ الذي تتحكّم بمجرياته ومآلاته عواملُ سياسية داخلية وخارجية وبين عصْفِ الانهيار الشامل و«موجاته العاتية» التي ترتفع كلما تآكل الهيكل المالي - النقدي - المصرفي - المعيشي والتي لن يكون ممكناً لجْمها إلا بحلٍّ متكامل على ضفّتيْ السياسة والمال. وبدأت أوساطٌ مطلعة تُبْدي خشيةً من الانحسار المخيف للاهتمام بالاستحقاق الرئاسي وجلسات الانتخاب «المسرحيّة» التي تشهد فصلَها السابع اليوم، في مقابل انفلاش العنوان المالي بكل أبعاده بما يُنْذِر بإمكان أن يتحوّل «لغماً» في مجمل الواقع اللبناني، وسط ملاحظة أن ثمة «برنامجاً» بجدول زمني محدّد بدأ تمريره في سياق المعالجات العشوائية للانهيار الكبير ويستظلّ مرحلة الفراغ الرئاسي وشلل عمل السلطة التنفيذية مع حكومة تصريف الأعمال الحالية في موازاة معاندة رئيس البرلمان نبيه بري محاولةً قد تنجح لمنْع مجلس النواب من التشريع قبل انتخاب رئيس. وفي هذا الإطار، وفيما كانت عيون اللبنانيين، أو مَن كان بينهم مقتدراً أو قادراً على ارتياد المطاعم والمقاهي، مسمّرة على شاشات مونديال قطر 2022، كانت «جيوبهم الفارغة» تتلقى أهدافاً جديدة «تسلّلت» من تصريحات وقرارات عكست انتقال «بلاد الأرز» إلى مرحلة نقدية جديدة مع بدء اعتماد سعر الصرف الرسمي المعدّل عند مستوى 15 ألف ليرة لكل دولار، والذي يماثل نحو 10 أضعاف السعر السابق، وذلك تحت عنوان تقليص اتساع الفجوات بين تشكيلة أسعار الصرف المتنوعة التي تتوزع بين 1515 ليرة كسعر رسمي معتمد في مجالات محدودة ولا سيما في احتساب واردات الخزينة العامة، وبين 40 ألفاً كسعر واقعي يشمل مجمل المبادلات النقدية وتسعير أبواب الاستهلاك كافة. وبدت المبادرات الظرفية والطارئة التي يتخذها البنك المركزي في الميدان النقدي والمنسّقة مع وزارة والمال، كشهادة إثبات لعجز سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية عن التقدم أكثر في ملف خطة التعافي وما تستلزمه من قوانين لازمة، وبما يضمن الشروع بالاصلاحات الهيكلية، وبلوغ مرحلة الجهوزية للانتقال من صيغة الاتفاق الأوّلي المعقود مع بعثة صندوق النقد الدولي على مستوى الموظفين الى اتفاقية - برنامج نهائية تكفل الضخّ الفوري لتمويل بقيمة 3 مليارات دولار، والأهم فتح النوافذ الموصدة أمام تدفق المساعدات والتمويلات الدولية الموعودة. فبعد يومين على تحديد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة موعد سريان تعديل السعر الرسمي لليرة في أوّل فبراير المقبل، كشف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، أمس، عن إرسال كتاب رسمي من وزارة المال إلى مصرف لبنان «ليتم اعتماد سعر صرف العملات الأجنبية على أساس 15 ألف ليرة لبنانية للدولار الأميركي الواحد بالنسبة للرسوم والضرائب التي ستستوفيها إدارة الجمارك على السلع والبضائع المستوردة اعتباراً من 1-12-2022». وفي موازاة الانعكاسات التضخمية الكبيرة لهذا القرار الذي اعتبر الخليل أنه «سيساعد في الحد من فروقات الأسعار والخسائر التي تتكبدها الخزينة»، فإنه من شأن التعديلات النقدية المستجدة، بحسب مصادر مالية معنية، أن تحدّد نقاط خريطة الطريق للانتقال لاحقاً إلى هدف إعادة توحيد أسعار الصرف، وهي مهمة سياسية بامتياز يفترض أن تتولاها السلطة التنفيذية، وبما يشمل تحصينها بتشريعات جديدة أو تعديلات على قوانين نافذة، وهو ما يمكن متابعته ورصده من خلال القواعد والأنظمة الموائمة التي يفترض اعتمادها في إعداد مشروع موازنة العام المقبل. وقد أبقى البنك المركزي الباب موارباً من خلال التنويه إلى أن العمل بالتعاميم الصادرة عنه سابقاً سيبقى سارياً إلا إذا تمّ إقرار قانون الكابيتال كونترول، فعندها سيتم الإلغاء التلقائي لمفاعيل هذه التعاميم والاحتكام للمقتضيات المدرَجة في قانون تقييد السحوبات والرساميل. علماً أن هذا المشروع لا يزال يتعثر منذ 3 أعوام، من دون بروز توقعات بتبدُّل الأحوال ولا سيما بعدما دخلت البلادُ في مرحلةِ الشغور الرئاسي وما تُسَبِّبه من صعوباتٍ في إصدار القوانين التي تحتاج الى توقيعٍ من رئيس الجمهورية. وتعزز خلاصات تجربة إدارة الدولة على مدار محطات الأزمات المتفجّرة والتي دشنت للتو عامها الرابع هذه القناعة المتشائمة. فهي، في رأي المصادر عينها، لا تعكس أي إشارات جدية لتبدّلٍ ما في السلوكيات السياسية أو في منهجيات السعي للتخفيف من سرعة الانحدار المتولد من التداعيات الكارثية التي ضربت بقسوةٍ مفاصل الاقتصاد والقطاع المالي وكامل منظومة العيش والاستهلاك. بل ان تقييمات المؤسسات الدولية وفي طليعتها البنك الدولي لم تتردّد في اتهام المنظومة العامة بتعمّد الكساد وتعظيم مواردها الخاصة عبر «اقتصاد الزومبي» على حساب المال العام ومدخرات الناس. من جانبه، أوضح سلامة «أننا نحاول من خلال التعاميم إدارة الأزمة التي كانت تواجه تحديات ايضاً خارجة عن نطاق مصرف لبنان. وأهمّ حدثٍ حصل هو التوقف عن دفع السندات اللبنانية الخارجية التي عزلت لبنان بشكل كبير من الأسواق المالية وصعبت دخول الدولارات الى لبنان». وكشف «اننا تحملنا كل الدعاية السلبية من أجل عدم إفلاس المصارف وإنقاذ ودائع المودعين. والمطلوب لإعادة الودائع هو تأمين السيولة وإيجاد حركة اقتصادية لإعادة تسديد الودائع. وهذا ما يسمونه خطة التعافي التي يفترض أن تقوم بها الدولة. ومصرف لبنان فعل كل شيء للمحافظة على الودائع من خلال عدم إفلاس البنوك». وأشار الى أن «المصرف المركزي سيبدأ العمل بسعر 15 ألف ليرة مقابل الدولار ابتداء من أول فبراير 2023. وسيصبح التعميمان 151 و 158 (حول السحوبات للودائع الدولارية) على هذا السعر بدل 8 آلاف و12 أالف ليرة المعتمدين حالياً. وبذلك سيصبح لدينا السعر الجديد وسعر منصة صيرفة (نحو 30 ألفا و300 ليرة حالياً) أما توحيد سعر الصرف، فلا يمكن تحقيقه ضربة واحدة، لذلك ستكون هذه المرحلة الأولى لغاية ما تصبح صيرفة هي من يحدد السعر». وعما إذا كان هذا الإجراء سيؤدي إلى رفع أو خفض سعر الصرف، قال «إن السوق عندها هو الذي يحدد حسب العرض والطلب، ولكن مصرف لبنان سيكون بالمرصاد. مثلاً اليوم هناك في السوق 70 تريليون ليرة لبنانية ونحن بإمكاننا لمّ كل الليرات عندما نقرر، فالأسواق تعرف هذا الشيء، وإذا قررنا يمكننا وضع مليار دولار لتجفيف السوق من الليرات». واعتبر سلامة، أن سعر الصرف اليوم يعتبر محرَّراً «فالعمليات تحصل بأسعار متقلبة وحتى سعر البنزين يتبع سعر السوق. ولكن حتى لو أصبح السعر متقلباً فممنوع أن نشهد تقلبات كبيرة». وعن تمويل زيادات رواتب موظفي القطاع العام ثلاثة أضعاف، ذكر «أن هذه مسؤولية الدولة وليس مصرف لبنان، فإذا لجأ مصرف لبنان الى الطبع فإنه بذلك يخلق تضخماً أكبر من التضخم الناتج عن تراجع سعر صرف الليرة، لذلك فإن المطلوب خطوات إصلاحية بداية وتأمين مداخيل للدولة لتمويل هذه الزيادات. قبل الزيادة كانت الرواتب تساوي تريليون و300 مليون ليرة وأصبحت تساوي 3 تريليون و300 مليون، اي أن مصرف لبنان سيضخ خلال الأشهر الـ 3 المقبلة مع المفعول الرجعي 340 مليون دولار». وأكد سلامة، في مقابلته التلفزيونية، أنه «لن يمول شراء الفيول للكهرباء (لتوفير تغذية بين 8 و10 ساعات يومياً) من احتياطات المصرف المركزي وأن الحكومة تدرس إمكان فتح اعتمادات مع تسديد لاحق بعد ستة أشهر، وستتفق معنا على كيفية تأمين الدعم لهذه الاعتمادات على ألا يكون مصدرها احتياطات المصرف المركزي. وهذه المبالغ يمكن تأمينها من خلال الجباية، ونعتقد أن بإمكانهم جباية ما يساوي 300 مليون دولار».

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم تمديد لـ«مسرحية التعطيل»

الشرق الاوسط... (تحليل إخباري).... بيروت: محمد شقير... يتوهّم من يراهن منذ الآن على أن حلول العام الجديد سيؤدي إلى تبدُّل في المشهد السياسي ينهي تمديد مسرحية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية بذريعة إمكان ظهور معطيات جديدة مصدرها إنضاج الظروف الإقليمية والدولية لإخراج التعطيل من الدوران في حلقة مفرغة، رغم أن كل المؤشرات الخارجية تستبعد حصول تدخّل يرعاه المجتمع الدولي ويفتح الباب لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يحاصر النواب بعد أن طغى على الجلسات الهزل والسخرية من جراء تخلي النواب عن واجبهم بانتخاب الرئيس لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية. فالجلسة النيابية السادسة المقررة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية ستنضم إلى سابقاتها من الجلسات التي انتهت إلى تعطيل الانتخاب في ظل انقطاع التواصل بين الكتل المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوّض، ومحور «الممانعة» المنقسم على نفسه، والذي لا يجرؤ حتى الساعة على تبنّي ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ما دام رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل يصر على عدم التناغم مع حليفه الأوحد «حزب الله»، ويستمر في التغريد وحيداً رافضاً رفع الفيتو عن ترشيح فرنجية، وهذا ما أبلغه إلى الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وكأن استمرار انقطاع التواصل بين القوى المؤيدة لمعوّض ومحور «الممانعة» لا يكفي، ليأتي استمرار رفض معظم النواب المنتمين إلى قوى «التغيير»، باستثناء عدد قليل منهم، الالتحاق بهذا المحور أو ذاك بذريعة أنهم يريدون التموضع خارج الاصطفاف السياسي للقوى التقليدية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن النائب ملحم خلف سعى في مطلع الأسبوع الحالي لإعادة لملمة صفوف زملائه النواب في قوى التغيير، وتمكّن من إقناعهم بعقد لقاء تشاوري عن بُعد عبر تقنية الفيديو، لكنه انتهى إلى تكريس الانشقاق بين فريق مؤيد لترشيح الأستاذ الجامعي عصام خليفة وآخر داعم لمعوض. وكشفت المصادر النيابية عن أن خلف هو من أدار اللقاء عن بُعد من منزله في حضور النائبين ياسين ياسين وميشال الدويهي الذي كان أعلن سابقاً انفصاله عن زملائه النواب من دون أن ينقطع عنهم نهائياً، مكتفياً بالتشاور معهم في كل ما يتعلق بالتشريع في المجلس النيابي. ولفتت إلى أن اللقاء كرّس الانشقاق بين النواب الأعضاء في تكتل قوى «التغيير»، وتوقّعت أن يرتفع تأييد معوّض، وإنما بعدد لا بأس به للالتحاق بزميلهم وضّاح الصادق الذي كان تفرّد إلى جانب زميل له بتأييدهما له في جلسة الانتخاب السابقة. وقالت إن خلف يحاول من حين لآخر الإبقاء على قنوات التواصل بين زملائه النواب، وهو يحاول تدوير الزوايا ولا يبادر إلى الامتناع عن التواصل مع النواب الذين هم على تباين معه وآخرين ممن يفضّلون عدم الالتحاق بأي من المحورين التقليديين، ويصرّون على دعم مرشح خاص بهم لرئاسة الجمهورية، وكان آخرهم خليفة. ورأت المصادر بأن الوضع بين النواب السُّنّة من غير المنتمين إلى محوري المعارضة التقليدية ليس أفضل من وضع النواب التغييريين، خصوصاً بامتناع ثلاثة منهم عن تأييد معوض بعد أن كانوا أيّدوه في دورة الانتخاب الأخيرة، وقالت بأن عزوفهم عن تأييده يعود إلى رغبة النواب المستقلين في التموضع في الوسط بين المعارضة و«الممانعة»، كشرط للعب دور وازن في انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أن الانقسام العمودي بين هذين المحورين من شأنه أن يعزز الحاجة إليهم؛ كونهم يشكّلون بيضة القبّان لترشيح كفة المرشح الرئاسي الذي يحظى بتأييدهم. وأكدت المصادر نفسها أن النواب الذين يقدّمون أنفسهم على أنهم من المستقلين يلتقون أسبوعياً بدعوة يتناوب عليها النواب الأعضاء، وإن كان يشارك من حين لآخر نائب أو أكثر من الطائفة السنّية من المنتمين إلى القوى التغييرية. وقالت بأن الرأي بين النواب المستقلين وجميعهم من الطائفة السنّية ليس موحداً؛ لأن من بينهم من هو عضو في كتلة نيابية، إضافة إلى أن بعضهم كان اقترع سابقاً لمعوض قبل أن يبدّل موقفه في جلسة الانتخاب الأخيرة. وكشفت بأن الجامع الوحيد بين النواب السنّة المستقلّين المطعّمين بنواب من كتل أخرى، يكمن في إصرارهم على إجراء الانتخابات الرئاسية، فيما هم على خلاف حول ضرورة تشريع الضرورة والذي بدأ يظهر للعلن بين فريق مؤيد، مشترطاً ألا يكون مفتوحاً على مشاريع واقتراحات قوانين يمكن تأجيلها، وآخر يرفض في المطلق التشريع بذريعة أنه يمكن أن يؤدي إلى تمديد الشغور في رئاسة الجمهورية. لذلك، فجلسة اليوم لن تحمل أي جديد سوى تظهير الخلاف إلى العلن بين الثنائي الشيعي وبين باسيل الذي كان صارح نصر الله، ومن ثم رئيس المجلس النيابي بري، برفضه إخلاء الساحة لفرنجية وإصراره على موقفه بالاتفاق على مرشح رئاسي بديل، وكان جوابهما قاطعاً بإقفالهما الباب أمام البحث باقتراح من هذا القبيل. فباسيل يتصرّف في العلن بأنه ليس مرشحاً لرئاسة الجمهورية، لكنه في المقابل يقدّم نفسه في الداخل وفي الخارج على أنه الأقوى ويتمتع بحيثية نيابية وبشعبية مسيحية يفتقد إليهما فرنجية، وبالتالي يحق له المطالبة بالتوافق على مرشح بديل، وهذا ما أبلغه إلى عدد من النواب الفرنسيين الذين التقاهم في باريس. وعليه، فإن الجامع الوحيد بين محوري الممانعة والمعارضة يكمن في أن الأول لا يزال يتخبّط ويدور في حلقة مفرغة، بعد أن عجز حتى الساعة عن إقناع باسيل بإخلاء الساحة لمصلحة فرنجية الذي لن يحرق المراحل بإعلان ترشُّحه رسمياً، وإن كان هناك من يقول في الثنائي الشيعي بأنه يتحفّظ على ترشيحه، ولن يفرج عن قراره إلا عندما يتأكد بأن الطريق أصبحت سالكة لانتخابه. وفي المقابل، فإن المعارضة التقليدية تواجه صعوبة حتى الساعة في تجاوز أو في التخفيف من أضرار تتعلق بعدم قدرتها على تسجيل اختراق في صفوف النواب المستقلين من الطائفة السنّية بعد أن تراجع ثلاثة منهم عن انتخاب معوض، مع أنهم يتصرّفون وكأنهم في صلب المعارضة، فيما نجحت في فتح قنوات للتواصل مع عدد من النواب التغييريين، وهذا ما سيحمله اليوم صندوق الاقتراع من أصوات لنواب منهم. ويبقى السؤال: هل كان باسيل مضطراً لحرق المراحل بإعلان رفضه تأييد فرنجية وما يترتّب عليه من تداعيات تؤثر سلباً على علاقته بـ«حزب الله»؟ وهل كان مضطراً للتمايز عن الحزب كممر إجباري للتواصل بطريقة أو بأخرى مع الإدارة الأميركية طلباً لرفع العقوبات المفروضة عليه؟ خصوصاً أنه يدرك صعوبة أن يكون له الخيار الفاعل للمجيء برئيس يؤمن استمرارية الإرث العوني من جهة، ويقطع الطريق على ما يتهدّده داخل «التيار الوطني الحر» من مفاجآت لن تأتي لمصلحته من جهة أخرى.

لبنان: المفتي دريان لإنهاء الشغور في مواقع المفتين بمختلف المناطق

الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب.. حدّد مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، موعداً لانتخاب مفتي المناطق، وإنهاء الشغور المستمرّ فيها منذ عقود طويلة، قاطعاً بذلك الطريق على معضلتين: الأولى الفراغ الذي يضرب المؤسسات الدينية ويعطّل عملها. والثانية حالات التكليف والتعيين والتمديد التي تحصل. ودعا دريان الهيئات الناخبة لاختيار المفتين في كلّ من طرابلس وعكار (شمال لبنان)، وحاصبيا ومرجعيون (جنوب لبنان)، وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل (البقاع). وتتشكّل الهيئات الناخبة من النواب والوزراء السنّة والقضاة العدليين والإداريين والشرعيين، والمدرسين الشرعيين وأئمة المساجد ورؤساء البلديات، بحيث يقترع كلّ ناخب من هؤلاء في منطقته وللمرشح الذي يراه الأفضل. ويعدّ مفتي المنطقة رئيس المجلس الإداري للأوقاف الإسلامية، والمشرف على صندوق الزكاة وكلّ المؤسسات الدينية؛ بما فيها المساجد، حيث يواكب عملها وأداء رسالتها من خلال دائرة الأوقاف، ويبقى المفتي المنتخب في منصبه حتى يبلغ الـ70 من عمره ويحال إلى التقاعد. وعدّ مصدر بارز في دار الفتوى اللبنانية، أن «استحقاق انتخابات المفتين في المناطق يعدّ إنجازاً كبيراً، بعد تعطيل الانتخابات منذ عقود طويلة، واستبدال التكليف أو البقاء على الشغور بها». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المفتي دريان «أبلغ من يعنيهم الأمر أنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وكلّ منطقة تتحمّل مسؤولية خيارها، فمن ينجح نؤيده وندعمه، ومن يفشل فلا يعني أن دار الفتوى تتحمل مسؤولية فشله»، مشيرة إلى أن دريان «سيتعاون مع كل المفتين الذين يفوزون في الانتخابات ويقدّم الدعم لهم بما يخدم دورهم ومناطقهم». ومع انتهاء مهلة تقديم الترشيحات؛ بدأ المرشحون اتصالاتهم لحشد التأييد، وأظهر ارتفاع عدد المرشحين أن الأمور متجهة إلى معارك قويّة في جميع المناطق، لكنّ المعطيات تفيد بأن انتخابات عكار تكتسب أهمية خاصّة، باعتبار أن المفتي وإلى جانب أنه الرئيس المباشر للمؤسسة الدينية، يعدّ موقعاً سياسياً ومرجعاً لمنطقته، مما يعني أن المواجهة ستكون محتدمة بسبب المنافسة القوية بين مرشحيها، خصوصاً المفتي السابق الشيخ زيد زكريا، والمفتي الأسبق الشيخ القاضي أسامة الرفاعي. وحتى الآن لم تنجح محاولات التقريب بين زكريا والرفاعي لينسحب أحدهما للآخر، أو للاتفاق على مرشح آخر. وشدد الشيخ القاضي خلدون عريمط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة أن «تبقى المؤسسة الدينية بعيدة عن التطرّف والغلوّ، وأن تتمتع بالوسطية والانفتاح». ويأمل عريمط في «توافق في الانتخابات في كلّ المناطق؛ خصوصاً في عكّار، بالنظر للانقسام العائلي والمناطقي الذي أحدثه ترشّح الشيخين زيد زكريا وأسامة الرفاعي». ورأى أن «المنافسة في عكّار أخذت نوعاً من الصراع العائلي بين المرشحين المذكورين، ومن الواضح أن الشيخ أسامة الرفاعي يلتفّ حوله الناخبون القريبون من الصوفيّة، لأنه يمثّل النهج الصوفي في عكّار، أما الشيخ زيد زكريا فيمثّل السلفية المعتدلة، فيحشد له من يمثّل هذا الفكر»، مشيراً إلى أن «الانقسام انسحب على عائلتي المرشحين وعلى بلدتي ببنين (مسقط رأس أسامة الرفاعي) وفنيدق (مسقط رأس زيد زكريا) وهما كبرى البلدات في عكار، ولا مصلحة للمنطقة في مثل هذا الانقسام». ودعا عريمط إلى «التوافق على شخصية تكون الأقدر على النهوض بمؤسسة الإفتاء في عكار وبالجهاز الديني الذي يعمل فيه نحو 850 موظفاً، ويشرف على نحو 450 مسجداً في المنطقة، وعلى خدمة أبناء عكار، بغض النظر عن (اسمها)، وأن يكون قادراً على التحاور مع الجميع، ولديه علاقات بالجالية اللبنانية في الاغتراب؛ خصوصاً اللبنانيين الموجودين في دول الخليج». ولا تقتصر المنافسة في عكار على زكريا والرفاعي؛ بل ينضم إلى قائمة المرشحين الشيخ زيد الكيلاني (عضو المجلس الشرعي الإسلامي)، والشيخ الدكتور عبد الرحمن الرفاعي (مدير كلية الشريعة - فرع عكّار)، والشيخ ناجي علوش (له برامج تلفزيونية على قناتي «الرسالة» و«المجد»)، والشيخ حسن البستاني (مدرس الفقه الإسلامي في جامعات طرابلس وبيروت). ويتنافس على منصب المفتي في مدينة طرابلس كل من: أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، والشيخ القاضي سمير كمال الدين، والشيخ القاضي وسام سمروط، والشيخ مظهر الحموي، وشيخ القرّاء الشيخ بلال بارودي، والشيخ أحمد المير، والشيخ أحمد كمّون. وفي راشيّا الشيخ الدكتور وفيق حجازي، والشيخ أيمن شرقية، والشيخ جمال حمّود. أمّا في زحلة، فالمنافسة محتدمة بين عدة مرشحين هم: الشيخ الدكتور علي الغزاوي (شيخ قرّاء البقاع)، والشيخ القاضي طالب جمعة (صهر المفتي الراحل الشيخ خليل الميس)، والشيخ الدكتور خالد عبد الفتّاح، والشيخ القاضي عبد الرحمن شرقية، والشيخ يحيى عراجي، والشيخ خالد الحسن. ويتنافس على منصب المفتي في منطقة بعلبك - الهرمل كلّ من: رئيس دائرة الأوقاف في بعلبك - الهرمل الشيخ سامي الرفاعي، والشيخ علي حسن، والشيخ حسان محيي الدين، والشيخ الدكتور عبد الناصر الصلح، والشيخ بكر الرفاعي. أما المرشحون في منطقة حاصبيا العرقوب، فهم: الشيخ القاضي حسن دلي، والشيخ فادي نصيف، والشيخ ميلاد الخطيب، والشيخ عماد الخطيب.

عصابة إيرانية تسلب ضحاياها بـ«التنويم المغناطيسي»

بيروت- «الراي»... وقع مواطن إيراني في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية لمشاركته من ضمن عصابة سرقة بتنفيذ عمليات سلب بقوة... التنويم المغناطيسي. وفي التفاصيل، فقد أوقفت عناصر من المكتب الإقليمي في أمن الدولة في صيدا (الجنوب) أحد أفراد عصابة إيرانية ويدعى «ع. م.» (إيراني الجنسية)، تقوم بعمليات سلب من محلات تحويل الأموال عن طريق التنويم المغناطيسي. وبحسب التحقيقات فإن الموقوف اعترف بأنه فرد من عصابة قامت بعمليات سلب عدة، ولا سيما في منطقة عبرا (شرق صيدا) وسلبت أخيراً أحد أصحاب هذه المحلات في عبرا مبلغا وقدره 2800 دولار بعد تنويمه مغناطيسياً. وسُلِّم الموقوف الى فرع التحقيق في أمن الدولة في بيروت، فيما يتم البحث عن باقي أفراد العصابة



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بوتين لم يتسلم مسودة اتفاق سلام مع أوكرانيا ..إسقاط مسيرتين في القرم.. وقتلى في روسيا على حدود أوكرانيا..مؤتمر دولي في باريس لتمكين مولدوفا من مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا..أوكرانيا للمدنيين: غادروا المناطق المحررة قبل الشتاء..أوربان يظهر بـ «خريطة المجر العظمى» وأوكرانيا تنتقد تصرفاته..إلى متى تستمر حرب أوكرانيا مع استخدام روسيا المكثف لذخائرها؟..لندن تعد استهداف أوكرانيا ميناء نوفوروسيسك تحدياً استراتيجياً لأسطول روسيا..الولايات المتحدة تسعى لتعزيز علاقاتها بالفلبين وإندونيسيا..وزير الدفاع الأميركي يلتقي نظيره الصيني في كمبوديا..«البنتاغون» قلق بشأن «السلوك الخطير» للطائرات العسكرية الصينية..خفر السواحل اليوناني: عملية لإنقاذ مركب يقل نحو 500 مهاجر..استخبارات سيول تكشف معلومات جديدة عن «أميرة بيونغ يانغ»..خطة أوروبية جديدة للحدّ من تدفقات الهجرة عبر المتوسط..

التالي

أخبار سوريا..مقتل عقيد في «الحرس الثوري» الإيراني بانفجار قرب دمشق..تركيا قصفت 471 هدفاً في سورية والعراق..قصف تركي شمال سورية يستهدف قاعدة روسية ومواقع نفطية..أكراد سوريون يخشون أن تكون إدارة بايدن «باعتنا»..أميركا ترفع الغطاء عن «قسد»: تركيا نحو عملية برّية..تركيا تلوّح بعملية برية لـ«اجتثاث الإرهابيين» في عين العرب ومنبج وتل رفعت..مسيرات تركية تستهدف قوات أمن «الهول»..«حرب كبتاغون» في جنوب سوريا..اغتيالات وتصفيات..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,449

عدد الزوار: 6,750,381

المتواجدون الآن: 107