أخبار سوريا..أردوغان: طلبنا الدعم الروسي في سوريا..ولا ننتظر الإذن..بعد تعليقها بسبب تركيا..واشنطن تستأنف الدوريات مع قسد..أنقرة تُجمّد «الاجتياح» مؤقّتاً: إشارات ودّ متجدّدة تجاه دمشق..موسكو متفائلة بجهودها: بداية تسوية «شَمالية»..تشاؤم تركي بالمصالحة: إردوغان والأسد ليسا مستعجلَين..الخدمة العسكرية الإلزامية تزيد هجرة شباب جنوب سوريا..«داعش» يقطع طريق دمشق ـ دير الزور..

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 كانون الأول 2022 - 3:14 ص    عدد الزيارات 638    التعليقات 0    القسم عربية

        


أردوغان: طلبنا الدعم الروسي في سوريا.. ولا ننتظر الإذن..

الرياض- العربية.نت... قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن تركيا طلبت دعم روسيا وناقشت اتخاذ خطوات مشتركة معها في شمال سوريا، حيث تسعى أنقرة لتنفيذ عملية برية. وأضاف أردوغان للصحافيين في أنقرة "طلبنا دعمه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لاتخاذ قرارات مشتركة وربما العمل معا لاتخاذ خطوات معا هنا (في شمال سوريا)"، مضيفا أن تركيا لن تطلب الإذن من أحد.

ممر أمني

وكان الرئيس التركي قد دعا إلى إنشاء ممر أمني بطول 30 كلم على الحدود التركية مع سوريا، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب ما أعلن مكتب أردوغان، الأحد الماضي. وفي إشارة إلى المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، أكد أردوغان مجدداً "أهمية وإلحاح" إنشاء الممر في شمال سوريا وفقاً لاتفاق 2019 بين تركيا وروسيا.

"تطهير الحدود"

وشدد الرئيس التركي على "أولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا من الإرهابيين بعمق 30 كلم في المرحلة الأولى بموجب اتفاق سوتشي". جاء الاتصال بعد ثلاثة أسابيع من شن تركيا ضربات جوية ومدفعية في سوريا والعراق بعد هجوم بقنبلة في اسطنبول في 13 نوفمبر الماضي، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات.

هجوم بري

وألقت الحكومة التركية باللوم في التفجير على حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري "وحدات حماية الشعب". نفت الجماعتان ضلوعهما في الهجوم. وهدد أردوغان بمتابعة الضربات على شمال سوريا بهجوم بري. وتوقف التوغل التركي المخطط له في وقت سابق من هذا العام وسط معارضة من الولايات المتحدة وروسيا، وكلتاهما لهما مواقع عسكرية في المنطقة.

بعد تعليقها بسبب تركيا.. واشنطن تستأنف الدوريات مع قسد

البنتاغون: الجيش الأميركي استأنف الدوريات مع قسد بعد تعليقها بسبب الضربات التركية

دبي - العربية.نت.... قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء إن الولايات المتحدة استأنفت بالكامل الدوريات المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، وذلك بعد تعليقها بسبب ضربات جوية تركية في المنطقة. أتى ذلك بعد ثلاثة أسابيع من شن تركيا ضربات جوية ومدفعية في سوريا والعراق بعد هجوم بقنبلة في اسطنبول في 13 نوفمبر الماضي، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات.

هجوم بري

وألقت الحكومة التركية باللوم في التفجير على حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري "وحدات حماية الشعب". نفت الجماعتان ضلوعهما في الهجوم. وهدد أردوغان بمتابعة الضربات على شمال سوريا بهجوم بري. وتوقف التوغل التركي المخطط له في وقت سابق من هذا العام وسط معارضة من الولايات المتحدة وروسيا، وكلتاهما لهما مواقع عسكرية في المنطقة. وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة ساعدت في هزيمة تنظيم داعش في سوريا.

أنقرة تُجمّد «الاجتياح» مؤقّتاً: إشارات ودّ متجدّدة تجاه دمشق

الاخبار... علاء حلبي ... يبدو مبرَّراً تجديد أنقرة حديثها عن رغبتها في الانفتاح على دمشق

بعد أيام من سلسلة اجتماعات عقدها المسؤولون الروس مع نظرائهم الأتراك في إسطنبول، وبعد بضع ساعات من اتّصال هاتفي بين الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، أعاد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الحديث عن انفتاح بلاده على إعادة العلاقات مع دمشق، واضعاً قضية اللاجئين السوريين في مقدّمة القضايا التي ترغب بلاده في حلّها. وجاء ذلك في وقت أعاد فيه إردوغان التذكير بموقف بلاده الرافض للسياسة الأميركية في سوريا، مجدّداً اتّهام واشنطن بـ«دعم الإرهاب»، في ما يبدو متساوِقاً والأرضية التي وضعتها موسكو للتقارب بين أنقرة ودمشق، والمتمثّلة في رفْض الوجود الأميركي في سوريا وسحْب ورقة اللاجئين من طاولة المفاوضات. وعلى رغم التشاؤم الذي يسود الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا في شأن إمكانية المصالحة مع سوريا، وأيضاً العقبات التي لا تزال تعترض طريق تطبيق الخطّة الروسية البديلة من العملية التركية البرّية في الشمال السوري، إلّا أن التطوّرات الأخيرة تنبئ بأن موسكو استطاعت تجميد النيّة التركية مؤقّتاً، وأن طريق أنقرة - دمشق (السياسية) ليست مغلَقة تماماً.... على الرغم من الهدوء النسبي في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، والذي أعقب التصعيد الجوّي التركي ضدّ مواقع تُسيطر عليها «قسد»، لا تزال تدور شكوك حول إمكانية إقدام أنقرة على شنّ عملية برّية محدودة، تستهدف بشكل أساسي تل رفعت، ومِن بَعدها منبج وعين العرب (كوباني). وممّا يعزّز تلك الشكوك استمرار تعنّت «قسد»، وعدم وفائها بتعهّدات عديدة سابقة، آخرها، وفق ما توضحه مصادر كردية تحدّثت إلى «الأخبار»، قبولها بسحب قوّاتها من المناطق الثلاث، والإبقاء على قوات الأمن الداخلي التابعة لها (الأسايش) فيها، ودخول قوات الجيش السوري إليها وعودة الدوائر الحكومية السورية للعمل فيها، وفق العرض الذي قدّمته موسكو لأنقرة كبديل من العملية البرّية. وتَكشف المصادر أن ثمّة إشارات عديدة وصلت إلى قيادات «قسد» تُفيد بتراجع تركيا، في الوقت الحالي، عن تنفيذ تهديداتها، مستدرِكةً بأن حالة الهدوء النسبي قد تعود إلى الاشتعال في أيّ وقت نتيجة الاستفزاز الأميركي الذي يبدو متعمَّداً لأنقرة، في محاولة واضحة لضرب الخطة الروسية، مُبيّنةً، في هذا السياق، أن واشنطن أعادت نشْر قوّاتها في نقاط عديدة انسحبت منها في وقت سابق، بالإضافة إلى تقديمها أسلحة نوعية لمقاتلي «قسد» تحت عباءة «محاربة داعش»، أبرزها مدافع «هاوتزر M777» من عيار 155 ملم، ما قد يفسّر النبرة الحادّة التي تحدّث بها أخيراً الرئيس التركي ضدّ واشنطن. وأمام تصعيد الولايات المتحدة الميداني غير المباشر، ورفضها العلني أيّ تقدّم برّي في عين العرب ومنبج، من دون التطرّق إلى تل رفعت، يسود الأوساطَ الكردية اعتقادٌ بأن الخطّة التي تَقدّمت بها موسكو، من الممكن أن تنفَّذ في تل رفعت فقط، في حال موافقة تركيا عليها، علماً أن الأخيرة لم تُعطِ أيّ إجابة حتى الآن. كذلك، تدور نقاشات قيادات «قسد» المتطرّفة في مُوالاتها لواشنطن، وتلك المنفتِحة على موسكو ودمشق، حول إمكانية الوفاء بهذا الالتزام من عدمه، في ظلّ محاولة مَن باتوا يُعرفون بـ«صقور واشنطن» المستمرّة للربط بين ملفّ الوساطة الروسية وقضية «الإدارة الذاتية»، عبر إدراج الاعتراف بالأخيرة شرطاً للانخراط في تسوية مع الحكومة السورية.

ثمّة اعتقاد في الأوساط الكردية بأن خطّة موسكو يمكن أن تُنفَّذ في تل رفعت فقط

وفي ظلّ هذه التعقيدات، يبدو مبرَّراً تجديد أنقرة حديثها عن رغبتها في الانفتاح على دمشق، ومحاولتها تحقيق مكاسب سريعة في ملفّ اللاجئين السوريين، وخصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا والمقرَّرة في شهر حزيران من العام المقبل، وهو ما أعاد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، التذكير به، عبر تصريحات تحدّث من خلالها عن نقاشات أمنية بين بلاده وسوريا حول ملفّ اللاجئين وسُبل عودتهم. وإذ تمّ تفسير كلام أوغلو على أنه مستجدّ، إلّا أن النقاش المُشار إليه دار في وقت سابق خلال لقاءات أمنية استمرّت يومَين في العاصمة التركية، وفق ما أكّدت مصادر تركية حينها. على أن عودة العلاقات مع سوريا، والتي ربطها الوزير التركي بـ«واقعية يجب على دمشق أن تتعامل وفقها»، تُواجَه بمجموعة من المعوّقات، أبرزها الموقف السوري الواضح تجاه الانفتاح على أنقرة، والمشروط بتوافر أسس تَعتبرها دمشق مبدئية، أبرزها إخراج تركيا قوّاتها من سوريا، ووقف دعمها الفصائل المسلّحة، وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) التي وسّعت خلال الشهرَين الماضيَين، بمباركة تركية، دائرة سيطرتها لتشمل مناطق في ريف حلب (عفرين)، إلى جانب إدلب. والظاهر أن تركيا تحاول إعادة ترتيب أولويات الحوار، بشكل تستطيع من خلاله تحقيق أقصى مكاسب ممكنة من دون الانسحاب من الشمال السوري في الوقت الحالي، ما قد يتطلّب مزيداً من النقاش مع السوريين، في ظلّ الرغبة الروسية الكبيرة في فتح الأبواب المغلَقة بين البلدَين، بالإضافة إلى تقديم دفعة لملفّ اللاجئين الذي تعمل موسكو على سحبه بشكل تدريجي من طاولة المفاوضات السياسية. ميدانياً، ذكرت مصادر كردية أن تعميماً جديداً وزّعه قادة «قسد» على مسؤولين أكراد، يقضي بضرورة الاستمرار في اتّباع قواعد التنقّل الآمنة، في ظلّ استمرار التهديد الجوّي التركي. وجاء ذلك بعدما أبلغ مسؤولون أميركيون، «الإدارة الذاتية»، بأن تحرّكات الطائرات التركية لن تتوقّف في الوقت الحالي، الأمر الذي يعيد الأوضاع إلى ما قبل إعلان أنقرة عمليّتها «المخلب - السيف» في شهر تشرين الثاني الماضي، إثْر التفجير الذي وقع في ساحة عامة في إسطنبول. ومع هذا، يظلّ الخطر قائماً في ما يتعلّق بالتقدّم البرّي في تل رفعت، في حال فشل المساعي الروسية، وهو ما يبدو أن واشنطن تريده لضرب المسار الروسي.

موسكو متفائلة بجهودها: بداية تسوية «شَمالية»

الاخبار.... أيهم مرعي ... وتشي التحرّكات على الأرض بدخول الاتّفاق الروسي - التركي، حيّز التنفيذ بخطواته الأولى

الحسكة | مع تراجُع القصف التركي، بشكل لافت، منذ أكثر من أسبوع، بدأ المشهد الميداني في الشمال السوري يتّخذ منحى تثبيت التهدئة، في ظلّ مؤشّرات آتية من موسكو حول اقتراب نجاح الجهود الديبلوماسية في ثَني تركيا عن إطلاق عملية برّية جديدة، مقابل انسحاب «قسد»، كمرحلة أولى، من مناطق انتشارها في كامل ريف حلب، مع الاحتفاظ بـ«الأسايش» الكردية فيها، وإعادة المؤسّسات الحكومية السورية إليها. وينبئ التفاؤل الروسي بموافقة تركية مبدئية على الخطّة الروسية، وهو ما ظهر من خلال تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي أكّد أن «روسيا تُواصل إقناع الجانب التركي بعدم البدء بعملية عسكرية برّية في سوريا»، مضيفاً أن «هنالك نجاحات في هذا الاتجاه». وتشي التحرّكات على الأرض بدخول الاتّفاق الروسي - التركي، بالفعل، حيّز التنفيذ بخطواته الأولى. إذ تَتابع وصول تعزيزات إضافية للجيش السوري من عناصر «الفرقة 25» إلى ريف حلب الشمالي. والظاهر أن انتشار عناصر هذه الفرقة في منطقة واقعة تحت سيطرة «قسد»، جاء بعد تفاهم بين موسكو وأنقرة، يقضي بانسحاب المقاتلين الأكراد من كامل تلك المنطقة، كشرط تركي أوّلي لمنع وقوع العملية البرّية. ويعدّ هذا الانتشار الأوّل من نوعه لعناصر «الفرقة 25» الذين يتمركزون على خطوط التماس مع الجيش التركي والفصائل الموالية له في ريفَي إدلب وحلب، ليكونوا قوّات داعمة لـ«حرس الحدود» المنتشر منذ نحو ثلاث سنوات هناك، عقب عملية «نبع السلام» التركية.

ينبئ التفاؤل الروسي بموافقة تركية مبدئية على الخطّة

وفي هذا السياق، تشير مصادر مطّلعة، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الهدوء النسبي الذي تعيشه أرياف حلب الخاضعة لسيطرة قسد، مردّه إلى انتشار مزيد من وحدات الجيش السوري في المنطقة، تطبيقاً لتفاهم روسي - تركي غير معلَن، لمنع حصول عدوان تركي جديد». وتلفت المصادر إلى أن «المؤشّرات تتصاعد حول إمكانية نجاح روسيا في منع وقوع العدوان على مناطق منبج وتل رفعت وعين العرب». لكنها تبدي حذراً في الجزم بوضعية المنطقة مستقبلاً، إذ إن «نجاح الجهود الديبلوماسية الروسية، مرهون بمدى التزام قسد بالخطّة، لجهة الانسحاب الكامل من ريف حلب، وإدخال مؤسسات الدولة السورية إليها، لتشارك في إدارتها، من دون أيّ اعتراف حكومي بالإدارة الذاتية، وفق ما تحاول قسد فرضه خلال التفاوض». وفي وقت تمضي المبادرة الروسية في طريقها إلى التطبيق، عمدت الولايات المتحدة إلى تسيير دورية مشتركة مع «قسد» على امتداد طريق الحسكة - الرقة القديم، للمرّة الأولى منذ عملية «نبع السلام». والراجح أن واشنطن أرادت، من وراء هذه الخطوة، رفع معنويات حليفتها «قسد»، وإقناعها بأن التهديدات التركية بدأت تتبدّد، في ظلّ الموقف الذي تُبديه واشنطن ضدها. وتأكيداً لذلك، أدخل «التحالف الدولي» شحنة جديدة من الأسلحة والمعدّات، تُعتبر الثانية من نوعها خلال أسبوع واحد، إلى مناطق سيطرة «قسد»، قادمة من العراق عبر معبر الوليد الحدودي، متضمّنةً نحو 90 شاحنة وآلية. واللافت أنه بعد عدّة أيام من دخول الدفعة الأولى، أعلنت «قسد» تمكّنها من إسقاط طائرتَين مسيّرتين تركيتين في كلّ من أبو رأسين وتل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي، ما قد يُعتبر مؤشّراً حول وصول أسلحة أميركية نوعية إلى أيدي المقاتلين الأكراد.

تشاؤم تركي بالمصالحة: إردوغان والأسد ليسا مستعجلَين

الاخبار... محمد نور الدين ... يرى محلّلون أن السلام يجب أن يكون أولوية مطلقة لأنقرة بعيداً عن استغلاله في السياسة الداخلية

بعد تذكير الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قبل يومَين، بضرورة تطبيق «اتّفاق سوتشي 2019»، وانسحاب المقاتلين الأكراد إلى عمق 30 كيلومتراً عن الحدود التركية، كشف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن اللقاءات مع سوريا مستمرّة على مستوى الاستخبارات. ولكنه قال إنه «إذا سلك النظام (السوري) بواقعية، فنحن مستعدّون للعمل سويّاً في مكافحة الإرهاب، ومواصلة العملية السياسية، وإعادة اللاجئين». وأضاف أوغلو، في مطالعة أمام البرلمان، أنه «إذا كانت الظروف مناسبة للمفاوضات نتفاوض، وإذا كانت الظروف مسدودة فالكلمة للميدان». وتأتي هذه المواقف في غمرة استمرار المناوشات السياسية بين أطراف الأزمة، ولا سيّما بين أنقرة من جهة وكلٍّ من واشنطن وموسكو من جهة أخرى، حيث لا تزال الأولى تضغط لنيل «موافقة ضمنية» من روسيا للقيام بعملية عسكرية برّية تستهدف «تنظيف» مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني). إلّا أنه من غير الواضح إلى الآن ما إن كانت موسكو سوف تتوصّل إلى «مخرج» يتيح لتركيا القيام بعملية برّية محدودة، تكون بديلاً من العملية الواسعة التي يعارضها الروس والإيرانيون. أمّا موقف واشنطن من أيّ عملية من هذا النوع في مناطق التواجد العسكري الأميركي في شرق الفرات، فيبدو حاسماً في الرفض. في هذا الوقت، يسود الأوساطَ السياسية والإعلامية التركية تشاؤمٌ في شأن إمكانية تحقيق تقدّم في مسار المصالحة مع سوريا، وهو ما عبّر عنه دبلوماسيون سابقون وكتّاب. وفي السياق، يقول آخر سفير تركي في سوريا، عمر أونهون، في حوار صحافي، إن «تركيا تريد من العملية العسكرية البرّية، أوّلاً: منع التنظيمات الإرهابية من تشكيل بنية تكون جارة لها، وثانياً: إنشاء منطقة آمنة هناك لوقف القصف على الداخل التركي، وثالثاً: إنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين». وينتقد أونهون ازدواجية الولايات المتحدة وروسيا؛ «فالأولى تقول إنها مع حق تركيا في الدفاع عن نفسها، ولكنها تعارض عملية تركية برّية بحجة محاربة داعش، أمّا الثانية فتروّج لتقارب بين إردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، فيما هي تعمل على التقريب بين الأسد والوحدات الكردية». ويستبعد انتقال المفاوضات بين تركيا وسوريا إلى المستوى السياسي في وقت قريب، قائلاً إن «الأسد متريّث وتركيا أكثر استعداداً. يقال إن الأسد لا يريد أن يساعد الحكومة التركية في مجال الأمن واللاجئين قبل الانتخابات الرئاسية. بالإجمال لا يوجد تقدّم. وإذا لم تكن المعارضة السورية جزءاً من الحلّ السياسي فلا يمكن إيجاد حلّ». ويرى أنه «لا يمكن القول إنه تم التخلّي عن العملية التركية، ولا إنها ستَحدث مئة في المئة»، مشيراً إلى أن «العمليات السابقة حقّقت معظم أهدافها، لكن لا تزال هناك فجوات، وروسيا لم تطبّق اتفاق سوتشي عام 2019 ولم تنسحب وحدات الحماية الكردية من مناطق تل رفعت ومنبج».

يستبعد مراقبون أتراك انتقال المفاوضات بين تركيا وسوريا إلى المستوى السياسي في وقت قريب

ويَعتبر أن «النظام السوري حاول قمع المعارضة بشدّة، ولم يغيّر نهجه حتى الآن، وفي ظلّ هذا المناخ لن يتغيّر شيء كثير»، متابعاً أن «الأسد ينطلق من قاعدة: "نحن المنتصرون ونحن الذين نحدّد معايير" الحلّ السياسي، لكن هذا مضلّل، لأن هناك مناطق كثيرة خارج سيطرة الدولة مثل شرق الفرات وغربها، وهناك أحداث في درعا والسويداء، والوضع الاقتصادي سيّئ للغاية». ويلفت إلى أن «هدف الولايات المتحدة هو عدم إحياء داعش ومواجهة إيران؛ أمّا روسيا، فكان يجب أن تخرج نهائياً من الشرق الأوسط بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لكنّ الربيع العربي مَنحها الفرصة للعودة والقول إن لها كلمة في شؤون المنطقة»، خالصاً إلى أن «روسيا انشغلت في أوكرانيا وتضرّرت هيبتها، لكن لا أعتقد أن الوجود الروسي في سوريا سينخفض». بدوره، يكتب تشيتينير تشيتين، في صحيفة «خبر تورك»، عن «أزمة الثقة التي لا يمكن تجاوزها مع سوريا»، معتبراً أن «عملية التطبيع ستكون صعبة للغاية»، قائلاً إن «موقع تركيا الجغرافي مهمّ جدّاً، وعدم إدراك هذه الأهمية جعل الدولة العثمانية تخسر مناطقها في وقت مبكر. ومع أن تركيا تتمتّع بعلاقات متعدّدة الأبعاد مع الدول المحيطة بها، لكن سوريا هي المثال الأوضح والأكثر فاعلية للعلاقة بين الجغرافيا والسياسة». ويشير الكاتب إلى أن «إردوغان أعرب مراراً عن رغبته في لقاء الأسد، لكنّ دمشق تفضّل الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية»، معتبراً أن «روسيا تريد تأمين الحدود الأكثر أهمّية لسوريا، وهي الحدود مع تركيا، وهي قادرة على التنسيق مع الأردن ولبنان والعراق وإسرائيل»، مضيفاً أن «الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد جمْع إردوغان والأسد في كانون الثاني أو شباط المقبلَين، لكنّ الزعيمَين يريدان لعِب أوراقهما حتى اللحظات الأخيرة». ويرى تشيتين أن «دمشق تتباطأ. ولكن يجب ألّا يطول الانتظار كثيراً، لأن التوازنات في المنطقة يمكن أن تتغيّر»، لافتاً إلى أن الموضوعات التي تتعلّق بالأمن القومي التركي، وهي «حزب العمّال الكردستاني» و«داعش» وأنشطة إيران في سوريا واللاجئون وإدلب، «يتمّ تجاهلها من جانب دمشق، وهي موضوعات لا يمكن تركها لمصيرها». ويُعرب عن اعتقاده بأن «لدى دمشق قناعة بأنه يتعيّن الانتظار لمعرفة مَن سيَحكم تركيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن هذه موضوعات لن تتغيّر بتغيُّر الحاكم في أنقرة ما دام ثمّة خطر على الأمن القومي التركي». ويتابع أن «المسألة لم تَعُد مَن يحكم تركيا، بل هي مسألة دولة»، معتبراً أنه «هذه المرّة، روسيا منشغلة في أوكرانيا، والولايات المتحدة تدرك أهمّية تركيا لدخول السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، كما أن المسيّرات التركية ودعم نظام كييف عسكرياً سيجعلان واشنطن أقلّ استعداداً لإحداث صعوبات أمام أنقرة». وينهي تشيتين مقالته بالقول إن «القضية السورية هي مسألة حياة أو موت لكلا البلدين، ويجب أن يكون السلام أولوية مطلقة لأنقرة بعيداً عن استغلاله في السياسة الداخلية قبل الانتخابات الرئاسية». وإذ ينبّه إلى أن «المشكلة الكبرى هنا هي انعدام الثقة»، فهو يؤكد أن «العيون كلّها على الميدان، فهل ستنجح موسكو في إقناع الأكراد بالانسحاب من كوباني وتل رفعت ومنبج؟ وهل ستوافق دمشق على الحلول محلّ الأكراد؟»، معتبراً أن «على دمشق أن تأتي وتحلّ محلّ القوات الكردية لطمأنة أنقرة، وإلّا فإن عمل القوات التركية سيكون حتمياً».

الخدمة العسكرية الإلزامية تزيد هجرة شباب جنوب سوريا

«سوق سوداء» للحصول على جواز السفر سريعاً

الشرق الاوسط... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... يحتفظ الجنوب السوري في درعا والسويداء بمناطق ما زالت خارجة عن السيطرة الفعلية لقوات النظام، وهو أمر سهّل لكثير من الشباب الانسحاب إليها هرباً من التجنيد الإجباري الذي تفرضه السلطات السورية. وقد حاول النظام «الاستثمار» في هذا الجزء المعطّل من الشعب السوري، فأصدر في أبريل (نيسان) 2021 قانوناً يختص بمحافظة درعا يمنح بموجبه الشباب المستنكف عن الخدمة الإلزامية مهلة سنة واحدة ينالون فيها «تأجيلاً إدارياً» بدءاً من تاريخ التسجيل لدى السلطات المعنية. وتبعت ذلك قرارات متضاربة مثل قرار بمنع السفر، في 23 مايو (أيار)، تلاه قرار جديد يسمح بالحصول على «إذن سفر» من مراكز التجنيد. ويقول أحد أعضاء لجان التفاوض في درعا لـ«الشرق الأوسط» إن هناك جانباً مادياً وراء القرارات الخاصة بالسفر، مشيراً إلى حصول النظام على كميات من المداخيل، بطرق مباشرة أو غير مباشرة، بعد تدافع آلاف الشباب للحصول على جوازات سفر. وأدى ذلك إلى أزمة غير مسبوقة، حيث نشأت، كما هي العادة في سوريا، سوق سوداء قادت لاستشراء الفساد في إدارة الهجرة والجوازات. ولجأ الشبان الراغبون في الحصول على جواز سفر إلى دفع ملايين الليرات السورية لاستصداره في أسرع وقت ممكن بغية اللحاق بركب المهاجرين أو المسافرين إلى خارج البلاد. وفي الإجمال، لا يملك الشباب غير الراغب في الخدمة الإلزامية والمطلوب عسكرياً أو احتياطياً ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و42 سنة، أكثر من خيارين؛ الهروب خارج البلاد بأساليب مختلفة سواء أكانت قانونية عن طريق الحدود أو غير شرعية بعمليات تهريب البشر، أو الفرار إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقال أحد شباب ريف درعا، الرافضين للالتحاق بالخدمة العسكرية، إن ظاهرة الانشقاق أو العزوف عن الخدمة العسكرية بدأت مبكراً مع بداية الأحداث السورية في درعا، ولم تكن حكراً على الأفراد المكلفين بخدمة العلم، وإنما ظهرت في بدايتها بين صفوف الضباط ممن رفضوا إطاعة الأوامر في قمع الاحتجاجات. لكنه أضاف أن دوافع العزوف والفرار الآن عن الخدمة العسكرية «تبدو مختلفة عما كانت في بداية الثورة، فدخول الشباب إلى الخدمة الإلزامية يعادل رميه بنفسه إلى المجهول. وستمضي سنوات طوال من عمره دون مستقبل يتطلع إليه. فخدمة البعض امتدت لتطاول 10 سنوات وهي الخدمة الإلزامية مع إضافة الاحتياطية. ومن هذا المنطلق، يمكن فهم حالة الضياع التي يشعر بها الشباب. فلا مستقبل ينتظرهم ولا أفق للخلاص بعد التسريح من الخدمة، هذا إذا بقوا على قيد الحياة». ويحتاج الشباب إلى مبلغ مالي يقدر بين 10 و16 ألف دولار أميركي للوصول إلى دول اللجوء. وبعض الراغبين في ترك سوريا غامر ببيع عقارات وأرض وسيارات وبيوت في سبيل الحصول على مال يسدد به تكاليف رحلة الهجرة. ويرى ناشطون سوريون في السويداء أن مسألة التجنيد الإجباري التي يقودها النظام خلقت حالة من الصدام بين السلطة من جهة والمجتمع من جهة أخرى، وصلت في مناطق بعينها في الجنوب السوري (بمحافظتي درعا والسويداء) إلى حد وقوف بعض المجموعات المسلحة في مواجهة أي قوة للنظام تحاول إجبار الشباب على الخضوع للخدمة الإلزامية. ويقولون إن بعض القوى الناشطة في جنوب البلاد ما زالت حتى اليوم ترفض سحب الشبان للخدمة العسكرية الإجبارية، منها «حركة شيوخ الكرامة» في السويداء وقوات «اللواء الثامن» في درعا.

«داعش» يقطع طريق دمشق ـ دير الزور

مقاتلوه سيطروا لـ«يوم كامل» على بلدة في بادية السخنة

لندن: «الشرق الأوسط»... في مؤشر جديد لسعي تنظيم «داعش» إلى إحياء نشاطه في البادية السورية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير أمس (الثلاثاء)، بأن عناصر من تنظيم «داعش» تمكنوا من السيطرة على طريق دير الزور – دمشق لعدة ساعات، بعدما استغلوا أجواء الضباب في المنطقة وخاضوا اشتباكات مع قوات النظام. كما تمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة «لمدة يوم كامل» على بلدة الكوم الواقعة في بادية السخنة شرق حمص، قبل أن ينسحب عناصره منها باتجاه عمق البادية، بحسب «المرصد» الذي أشار في تقرير أول من أمس إلى مقتل 6 عناصر من قوات النظام والدفاع الوطني في هجوم مباغت شنته خلايا «داعش» على موقع عسكري في منطقة الشولا بريف دير الزور الجنوبي. وفي 7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قُتل 11 شخصاً في مواجهات شهدها شرق سوريا وهم: عنصر من قوات النظام، و8 من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات سورية وأفغانية، و2 من تنظيم «داعش». في المقابل، واصلت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، عبر وحدات وحدات أمنية تابعة لها وبالتعاون مع قوات «التحالف الدولي»، ملاحقة خلايا «داعش» ضمن مناطق شرق الفرات في دير الزور والحسكة، حيث تمكنت من اعتقال قيادي بارز في التنظيم، بحسب «المرصد السوري». ونفذت قوات «قسد» 3 عمليات ضد خلايا «داعش» في كل من دير الزور ومخيم الهول بريف الحسكة وتل حميس (40 كلم جنوب القامشلي)، وتمكنت فيها من إلقاء القبض على قيادي «داعشي» بارز مع عنصرين آخرين وضبطت بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة، حيث كانوا مسؤولين عن تزويد الخلايا بالأسلحة لتنفيذ عمليات في مخيم الهول والسجون التي تضم عناصر التنظيم. وفي السياق ذاته، نفذت وحدات أمنية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بمساندة طيران «التحالف الدولي» عملية مداهمة لمنزل في بلدة الزغير بريف دير الزور الغربي واعتقلت أحد الأشخاص المتهمين بالانتماء لـ«داعش»، على ما جاء في تقرير «المرصد». ويأتي ذلك في إطار استمرار التنسيق بين «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» لملاحقة خلايا «داعش» شرق الفرات. ويوم الأحد الماضي، قال الجيش الأميركي إنه قتل اثنين من قادة «داعش» خلال ضربة جوية شرق سوريا. وقالت القيادة المركزية الأميركية في تامبا إن أحد القتيلين يدعى أنس، وهو مسؤول إقليمي في «داعش» تورط في «عمليات التخطيط والتسهيل المميتة» للتنظيم شرق سوريا. وأضافت القيادة أنه «تم التخطيط المكثف لهذه العملية من جانب واحد لضمان نجاحها... وتظهر التقييمات الأولية أن العملية لم تسفر عن سقوط أي مصابين أو قتلى بين المدنيين».



السابق

أخبار لبنان..لاءات مسيحية تعطّل الحوار والمجلس والحكومة..مواكبة أميركية لتطوُّر الانهيار..و«الأمن الحزبي» لإدارة المناطق..إجهاض الحوار ولا مبادرة خارجية..بيان إيراني في بيروت يصوّب على ميقاتي و«الإذن الأميركي»..«القوات» و«التيار» يرفضان دعوة بري للحوار حول انتخابات الرئاسة..باسيل يستعين بعون لتعويم تحالفه مع «حزب الله»..حزب الله يرفض محاولة ميقاتي عقد جلسة جديدة للحكومة..تقدم الكلام عن قائد الجيش: رئيس ستاتيكو..ماكرون إلى الجنوب "معايداً" وفرنجية "لن يستسلم" لباسيل!..مخاوف في لبنان من انعكاس عدم الاستقرار السياسي على الوضع الأمني..التضخم يسابق انهيار الليرة في ظل التأزّم السياسي..

التالي

أخبار العراق..هيئة النزاهة العراقية تطلق حملة وطنية لـ«الإبلاغ» عن الفساد..بغداد وأربيل تبحثان آلية ضبط حدود العراق مع إيران وتركيا..عملية أمنية مشتركة في ديالى لملاحقة فلول «داعش»..البنك الدولي: العراق بحاجة إلى نموذج تنمية أكثر اخضراراً..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,179,078

عدد الزوار: 6,939,091

المتواجدون الآن: 113