في محادثات شرم الشيخ.. أميركا جددت رؤيتها للحل على أساس الدولتين «يهودية وفلسطينية»

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 أيلول 2010 - 6:25 ص    عدد الزيارات 3133    التعليقات 0    القسم دولية

        


ميتشل: الفلسطينيون والإسرائيليون اتفقوا على استمرار المفاوضات وسريتها

في محادثات شرم الشيخ.. أميركا جددت رؤيتها للحل على أساس الدولتين «يهودية وفلسطينية»

أبو مازن وكلينتون ونتنياهو في حديث ضاحك قبل إطلاق الجولة الثانية من المفاوضات في شرم الشيخ أمس (أ. ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شرم الشيخ: «الشرق الأوسط»
بينما جددت أميركا رؤيتها لحل الصراع في الشرق الأوسط، أمس على أساس حل الدولتين، دولة يهودية، إلى جانب أخرى فلسطينية، اختتمت الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر في مصر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برعاية وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وبمشاركة مبعوث السلام الخاص جورج ميتشل.

وأعلن ميتشل عقب انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات، أنه تم الاتفاق بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، على استمرار المفاوضات و«سريتها».

يأتي هذا في وقت جدد فيه الفلسطينيون قولهم أمس: إن يهودية الدولة والاستيطان يشيعان جوا غير مريح، إذ قالت مصادر مشاركة في المفاوضات إنه لا توجد بعد توقعات ذات شأن بإمكانية التجميد المؤقت للبناء الإسرائيلي في الضفة الغربية أواخر سبتمبر (أيلول) الحالي.

وكانت إسرائيل قد قررت تجميد البناء في المستوطنات لمدة عشرة أشهر تنتهي في 26 سبتمبر الحالي، بضغط من الولايات المتحدة بهدف التيسير لعقد المفاوضات المباشرة، إذ هدد الفلسطينيون بعد استئنافها في وجود النشاط الاستيطاني الواسع في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وحمل ميتشل الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، مسؤولية ضمان استمرار المفاوضات بشكل بناء، وقال عقب الجلسة الثانية من المفاوضات إن الأطراف الآن اتفقت على أن نجاح هذه المفاوضات يعتمد على المحافظة على سريتها بشكل كامل والتعامل معها بحذر، موضحا أن ما سيتم الكشف عنه هو القليل من التفاصيل. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أنه، بعد لقاء القادة في القدس الغربية، المقرر له اليوم فإن.. «مفاوضيهم سوف يلتقون خلال الأيام المقبلة للاستمرار في المفاوضات وللتمهيد للجولة المقبلة من المفاوضات على مستوى القادة».

وردا على سؤال بشأن موقف الإدارة الأميركية من إقامة دولتين لشعبين في ظل مناداة رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن تكون الدولة الإسرائيلية يهودية، قال ميتشل: «نحن أكدنا أن رؤيتنا تقوم على أساس حل الدولتين، وذلك يعني دولة إسرائيلية يهودية ديمقراطية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية ذات سيادة مترابطة الأراضي، إلا أن ذلك واحدة من القضايا الحساسة التي على الطرفين أن يقوما بحلها، وذلك هو الغرض من المفاوضات». وأضاف أن المفاوضات المباشرة أمر حاسم للطرفين لبناء وتدعيم الثقة، و«أن الولايات المتحدة تتعهد بدعمها الكامل للأطراف المعنية في هذه المفاوضات وسنكون شركاء فاعلين نلقي بثقلنا الكامل لإنجاحها».

وأعرب ميتشل عن تقديره العميق للرئيس مبارك لدعمه المستمر لرؤية الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوصل إلى سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط، قائلا في مؤتمر صحافي إن الأطراف المعنية بدأت خلال أمس سلسلة من المناقشات حول قضايا أساسية، وأن الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، أكدا نيتهما في دخول المفاوضات بجدية وإخلاص، وأنهما جددا تنديدهما بجميع أنواع العنف التي تستهدف المدنيين الأبرياء، وتعهدا ببذل الجهود للمحافظة على الأمن.

وتابع ميتشل قائلا: إن الأطراف المعنية أكدت ضرورة التوصل إلى سلام شامل ودائم وعادل، مشيرا إلى أن الهدف المشترك يبقى في إقامة دولتين لشعبين، والالتزام بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وكل القضايا، مشيرا أيضا إلى أن الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو مستمران في الاتفاق على أن هذه المفاوضات التي هدفها حل جميع القضايا الأساسية يمكن أن تحسم خلال عام. وجدد ميتشل ما سبق وقاله مؤخرا في واشنطن من أن الأطراف اتفقت على أن تبدأ أولا في العمل على التوصل إلى اتفاق إطاري للوضع النهائي، حيث قال في مؤتمر أمس إن هذا العمل جار على قدم وساق.

وردا على سؤال بشأن حدوث أي تقدم في قضية الاستيطان خلال المفاوضات المباشرة، قال المبعوث الأميركي: «إن موقفنا واضح بالنسبة لقضية الاستيطان، ولم يتغير». وتابع بقوله: «كما قال الرئيس أوباما، نحن نعتقد أنه من المنطقي أن يستمر تجميد الاستيطان لكي تستمر المفاوضات بشكل بناء».

وقبيل مأدبة الغداء التي أقامها تكريما للوفود المشاركة في المفاوضات، التقى الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس، مع الضيوف، كل على حدة. وقالت مصادر الرئاسة إن مبارك بذل جهودا مكثفة خلال اجتماعاته التي سبقت جولة المفاوضات لتشجيع الطرفين على إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات يفضى إلى سلام عادل ودائم في المنطقة ويقر الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وهيمنت مشكلة المستوطنات على المفاوضات، وبدا ذلك واضحا بعد عدة لقاءات تشاورية ثنائية بين الأطراف المصرية والأميركية والإسرائيلية والفلسطينية، استبقت الانعقاد الرسمي للاجتماع.

وقالت مصادر الرئاسة المصرية إن اجتماع مبارك ونتنياهو تناول الجهود التي يمكن أن تؤدي لإنجاح المفاوضات، وصولا إلى تحقيق حل الدولتين، مضيفة إنه جرى أيضا تناول رؤية مصر الداعية إلى ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتمت العودة لإطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن قبل نحو أسبوعين، بعد توقف دام أكثر من 20 شهرا.

واستقبل مبارك أيضا وزيرة الخارجية الأميركية واستعرض معها رؤية مصر للجهود الرامية إلى إنجاح المفاوضات. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، أن الدور المصري لن يقتصر على استضافة المفاوضات، بل ستتواصل الاتصالات اللازمة مستقبلا للدفع باتجاه إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، موضحا أنه مأمول من الطرف الإسرائيلي الاقتناع بالوقف التام للاستيطان، لأنه سيكون له تأثير سلبي كبير على المفاوضات المباشرة.

وكان الرئيس الفلسطيني قد استقبل كلينتون في مقر إقامته بشرم الشيخ. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن المباحثات بينهما تناولت سبل إنجاح المفاوضات المباشرة.

من جانبه وصف ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، لقاء عباس مع كلينتون أمس بأنه كان إيجابيا، مشيرا إلى «أن الجانب الفلسطيني مستعد للدخول في مفاوضات مكثفة حول القضايا الجوهرية»، وهي الحدود والأمن وبقية القضايا الرئيسية بما يشمل القدس واللاجئين وغير ذلك من المواضيع، موضحا أن الموقف الفلسطيني معروف ومقبول لدى الجانب الأميركي. وقال «أبدينا رغبة جدية في أن تبدأ المفاوضات المباشرة على هذه الأسس». كما أكد محمد أشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، أن إسرائيل أمام اختبار كبير، وهو الالتزام بوقف الاستيطان، موضحا أن التزامها هذا لا يعني تقدما في المفاوضات، بل تقدم في بناء الثقة، «لأن تجميد الاستيطان ليس موضوعا تفاوضيا، بل إزالة الاستيطان هي الموضوع التفاوضي».

وكان الدكتور نبيل شعث، مفوض العلاقات الدولية في اللجنة المركزية لحركة فتح عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، قد قال قبيل بدء اجتماعات أمس إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين خلال اليومين الماضيين حول يهودية الدولة والاستيطان تشيع جوا غير مريح، إلا أنه أردف قائلا: «ومع ذلك فنحن، كجانب فلسطيني، مستمرون في المفاوضات طالما ظل الاستيطان متوقفا.. أما إذا أعاد الجانب الإسرائيلي عمليات الاستيطان فلا نستطيع أن نستمر فيها».

وكان نتنياهو قد استقبل في مقر إقامته في شرم الشيخ أمس كلينتون، في إطار اللقاءات التشاورية التي جرت قبيل الجولة الثانية من المفاوضات، وتم خلال اللقاء بحث الجهود التي تبذل من أجل تذليل العقبات أمام المفاوضات وعملية السلام، خاصة فيما يتعلق بوقف الاستيطان.

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,110,016

عدد الزوار: 6,753,266

المتواجدون الآن: 115