أخبار لبنان..جلسة «تبرئة الذمم».. والرئيس على همَّة التفاهمات الخارجية..أزعور يعلِّق عمله بالصندوق..وجنبلاط يصوِّت له الأربعاء..وحزب الله يحسم التردُّد بالإقتراع.. «الثنائي الشيعي» يضغط على النواب لتقليص أصوات أزعور..لودريان عاد إلى الـ «تايتنيك» اللبنانية..فرنسا «تصحّح» مقاربتها الرئاسية.... وباريس تستعجل رئيساً توافقياً..تعيين لودريان: خوف فرنسي على لبنان..هل خدع جنبلاط بري..مَن هو المجنون الذي يعمل على عزل المقاومة؟..قضية حاكم مصرف لبنان..وفد سويسري "يعتزم" زيارة بيروت..مسؤول عسكري إسرائيلي: لا بد من اجتياح بري في أي حرب مع لبنان أو غيره..الملف الرئاسي اللبناني يفاقم الخلافات بين نواب «التغيير»..انتخاب الرئيس اللبناني مستبعد في جلسة البرلمان الأسبوع المقبل..

تاريخ الإضافة الجمعة 9 حزيران 2023 - 3:46 ص    عدد الزيارات 464    التعليقات 0    القسم محلية

        


جلسة «تبرئة الذمم».. والرئيس على همَّة التفاهمات الخارجية...

أزعور يعلِّق عمله بالصندوق.. وجنبلاط يصوِّت له الأربعاء.. وحزب الله يحسم التردُّد بالإقتراع

اللواء...علَّق مرشح «التقاطع» الوزير السابق جهاد ازعور عمله في صندوق النقد الدولي، وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة حضور جلسة الاربعاء، والتصويت الى جانب المرشح المدعوم من الثنائي سليمان فرنجية، في وقت حسم فيه اللقاء الديمقراطي امره باتجاه التصويت الى جانب ازعور، الذي سبق للحزب، ورشحه من ضمن سلة من الاسماء الأخرى. وأشارت مصادر سياسية الى مؤشرين مهمين، سجلا لصالح مرشح المعارضة والتيار العوني الوزير السابق جهاد ازعور، بمواجهة مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اولهما تراجع الجانب الفرنسي عن المبادرة التي اطلقها منذ اشهر وترتكز على دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، بعدما ووجهت برفض من الكتل النيابية المسيحية الثلاث، وأطراف بالمعارضة بمعظم مكوناتها، وكانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لباريس مؤخرا، بمثابة العامل الحاسم لاسقاطها، والمؤشر الثاني اعلان كتلة اللقاء النيابي الديمقراطي بعد اجتماعها بحضور وليد جنبلاط،تأييد ترشيح ازعور، باعتباره مرشحا، لا يشكل تحديا لاي طرف بعدما كان جنبلاط طرحه من جملة اسماء من خارج الاصطفافات السياسية قبل اشهر على الاطراف السياسيين الأساسيين. وتعتبر المصادر المؤشر الأول بتحول الجانب الفرنسي عن مبادرته وتكليف الرئيس ايمانويل ماكرون، لوزير خارجية فرنسا الاسبق ايف لودريان بمهمة توافقية بين الاطراف اللبنانيين لحل الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها، التخلي عن دعم مرشح المبادرة الفرنسية سليمان فرنجية، والبحث عن مرشح توافقي، واستتباع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في قطر بعد لقاء مع بعض اعضاء دول اللقاء الخماسي، بموقف جديد، اعلنت فيه،بانه ليس لفرنسا اي مرشح للرئاسة الاولى في لبنان، ليس الاعلان الرسمي عن نعي مبادرتها، وانما بمثابة انضمام فرنسا لمواقف دول اللقاء الخماسي، بما تمثله دولهم اقليميا وعربيا ودوليا، والذين لم يؤيدوا مبادراتها سابقا، وكانوا على تباين معها. واهمية المؤشر الثاني لتأييد كتلة اللقاء الديمقراطي بتأِييد ترشيح ازعور، تكمن بأنه يراعي توجهات دول اللقاء الخماسي وتحديدا المملكة العربية السعودية، وهي الدول التي حددت مواصفات ومعايير للمرشحين الرئاسيين، ولم تدخل في التسميات، وهذا المنحى قد ينسحب على العديد من النواب السنّة المبعثرين والتغييريين المترددين، ويزيد في اصوات النواب المؤيدين لترشيح ازعور. وعليه، اتخذت جلسة الانتخاب رقم 12 لانتاج رئيس للجمهورية، مع تعيين مسؤول فرنسي رفيع هو وزير الخارجية السابق جاك - ايف لودريان، أبعادا جديدة، من دون اسقاط عناصر المفاجآت والحسابات والتأثيرات المباشرة على الكتل والتجمعات النيابية على مستوى الملتزمين او المحيرين او الرماديين. وقال مصدر نيابي لـ «اللواء» ان الجلسة المقبلة اشبه بجلسة «تبرئة الذمم»، من تهم التعطيل، لا سيما مع التوجه الفرنسي الجديد وعزم دول اللقاء الخماسي، على انهاء الشغور، وسط البلوغ بعقوبات، على ان تحسم الاتصالات الجارية بين العواصم الوجهة الاخيرة للمرشح المكتوب له ان يكون رئيساً. ومنعاً لأي تأويل، برَّر اللقاء الديمقراطي موقفه بأن الحزب او من رشح ازعور وهذا الترشيح لا يعني تموضعاً او اصطفافاً، مجددا الالتزام بالحوار من اجل التوافق، رافضا اعتبار ترشيحه كنوع من التحدي. ولاحظت مصادر دبلوماسية متابعة ان التقاء كتلة حزب الله واللقاء الديمقراطي على الحوار، وكتل اخرى، يعني ان جلسة الاربعاء المقبل، لن تكون الحاسمة في انجاز انتخاب الرئيس، انما تفتح الباب امام حوارات جديدة لبلورة وضعية من شأنها إنضاج طبخة التفاهمات، بالتزامن مع اطلاق حركة اتصالات دبلوماسية- سواء عبر اللقاء المستمر بين الجانبين السعودي والسوري، او من خلال لقاء وزيرة الخارجية الفرنسية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال اللقاءات الخليجية- الدولية حول مكافحة الارهاب. ويُنتظر ان تقوم باريس بمقاربات اخرى للملف يأخذ بالاعتبار التطورات التي حصلت بترشيح جهاد ازعور مقابل ترشيح سليمان فرنجية. فيما يفترض ان تتبلور تباعاً خلال الايام الفاصلة عن جلسة الانتخاب مواقف الكتل النيابية الحائرة او المترددة او المتأخرة عن تحديد موقف، بعد استنفاد كل الاتصالات والخيارات، وسط توجه لعدم استخدام الورقة البيضاء لدى معظم إن لم يكن كل الكتل والنواب المستقلين. فما يبدو من بعض المؤشرات والمواقف ان الامور ذاهبة الى تسوية جديدة لا احد يعرف متى تتم في ظل استمرار الاستعصاء القائم. وفي ما يبدو انه مقدمة لنشاط رئاسي علني وبدء جولة جديدة من الاتصالات مع الكتل، اعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك، «أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور علق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي، مشيرةً إلى أنه في إجازة حالياً، من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح». وعلى هذا تتجه الانظار الى ما سيحمله لودريان والى مواقف الكتل والنواب الفرادى الذين لم يحددوا او يعلنوا خياراتهم بعد، لاسيما نواب جزين صيدا شربل مسعد أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، و«الاعتدال الوطني» و«اللقاء المستقل»، وحتى موقف تكتل «التوافق» الجديد، ومجموعات «نواب التغيير» الذين يميل اغلبهم للتصويت لمصلحة ازعور ولو لم يتم الاعلان عن ذلك بعد، حيث توقعت مصادرهم تبيان وجهة كل مجموعة منهم واتخاذ القرار خلال ايام قليلة. الى ذلك، وفي حين يُرتقب زيارة لودريان الى بيروت ربما قبل جلسة الانتخاب في 14 حزيران، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي «لهزيمة داعش» المنعقد في الرياض. وحسب المعلومات «تفاهم الوزيران حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا. كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان والانتخابات الرئاسية، حيث شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها ان يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة». كما افادت الوزيرة الفرنسية عن تعيين الرئيس ماكرون لودريان موفداً الى لبنان «حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية». من جهته، أكد بوحبيب على ضرورة تأييد فرنسا للموقف اللبناني حول ملف النزوح السوري.  كما التقى الوزير بوحبيب وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، الذي «قدّم شكر القيادة السعودية وتقديرها لكافة الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المختصة في لبنان، وعلى سرعة تجاوبها في تحرير المواطن السعودي المختطف هناك». وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تناول الجانبان أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع الوزاري للتحالف ضد «داعش».  وقد دعا الوزير بوحبيب الامير بن فرحان لزيارة لبنان، «مما يعطي زخما لعودة الاخوة السعوديين لزيارة وطنهم الثاني لبنان.كما شكر المملكة على التسهيلات التي قدمتها لاجلاء اللبنانيين خلال ازمة السودان». وتناول الوزيران «اهمية الموقف العربي الاخير من الازمة السورية، والحاجة لحل عربي لها بما يعود بالفائدة على جميع الدول العربية في المنطقة، لا سيما لبنان عبر ايجاد حل لملف النزوح السوري وتداعياته. وفي هذا الاطار، اشار الامير الى انه يقوم بالجهود اللازمة مع الاوروبيين بما يراعي الهواجس اللبنانية». واكد «ان لبنان يواجه أعباء اقتصادية ولا يمكنه تحمّل كلفة بقاء اللاجئين السوريين». وفي الرياض ايضاً، أكد رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى»، مؤكداً أنّ قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد. وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّ قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني. من جانبها، اشارت كولونا الى أنّ قطر وفرنسا تعملان معا على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين. في المقابل، رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أنّ «الأمور تسير بشكل مريح بالنسبة إلى المرشح الرئاسي جهاد أزعور، من دون أن تكون المعركة قد حُسِمَت»، مشيراً إلى أنّ الاتصالات ستستمرّ حتى موعد انعقاد الجلسة.  وأكّد كرم أنّ «المواقف التي صدرت عن «التيار الوطنيّ الحرّ» في هذا الصّدد إيجابيّة ومن المنتظر أن تصبّ نسبة كبيرة من أصوات نوابه لصالح أزعور». وتوجهت كتلة «تجدد» بعد اجتماعها امس، «إلى بعض النواب المترددين في اتخاذ القرار المناسب، مطالبة إياهم، بحسم خيارهم وانتخاب المرشح الذي تقاطع على تأييده القوى النيابية كمخرج من الأزمة، وتنبه إلى أن الذرائع التي استعملت سابقاً من قبل بعض النواب، للاستنكاف عن مواجهة الوصاية على المؤسسات، أدّت إلى تصلب الممانعة في التمسك بفرض مرشحها، وشتت قوى المعارضة، وبالتالي بات يفترض بها اليوم، أن تصحح هذا الخطأ، بالتصويت في الاتجاه الذي يرفع الوصاية عن المؤسسات الدستورية وفي طليعتها رئاستي الجمهورية والحكومة». 

جلسة حكومية

على الصعيد الحكومي، من المرتقب ان يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل وعلى الارجح الثلاثاء، لبحث واقرار ورقة الحكومة اللبنانية لمؤتمر بروكسل، وزيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين الى دمشق الاربعاء او الخميس للتحضير لزيارة وفد حكومي رسمي الى العاصمة السورية للبحث فيملف عودة النازحين.

خفض تعرفة الكهرباء

معيشيا،  أعلنت مؤسسة «كهرباء لبنان»، في بيان، أنه «بناء على المداولات وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير المالية يوسف خليل في الاجتماع المنعقد في السرايا الحكومية صباح الثلاثاء الواقع فيه 6/6/2023، ونظرا لانخفاض أسعار المشتقات النفطية، وانخفاض سعر صرف الدولارالاميركي في السوق الموازية واستقرار سعر صرف الدولار على منصة صيرفة، اتخذ مجلس إدارة المؤسسة في جلسته المنعقدة عصر الأربعاء الواقع فيه 7/6/2023 القرار رقم 285 القاضي بخفض التعرفة الكهربائية لإصدار فواتير شهري كانون الثاني وشباط 2023. على النحو التالي:

-حسم نسبة 25 في المائة على الرسوم الثابتة، أي على كل من رسم بدل الاشتراك وبدل التأهيل.

-الإبقاء على سعر الشطر الأول المدعوم، أي 10 سنت أميركي لكل ك.و.س. / لأول 100 ك.و.س. استهلاك.

- تخفيض سعر الشطر الثاني إلى 26 سنتا أميركيا لكل ك.و.س. استهلاك يزيد عن 100 ك.و.س.

صندوق النقد يحذّر

أعلن صندوق النقد الدولي، «أنّ لبنان بحاجة إلى تحرك عاجل بشأن إصلاحات اقتصادية شاملة لتجنب عواقب يتعذر إصلاحها على اقتصاده». وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك للصحافيين: إن هناك حاجة لإصلاحات لوقف الأزمة الشديدة والمتفاقمة التي يواجهها الاقتصاد اللبناني.

لبنان: «الثنائي الشيعي» يضغط على النواب لتقليص أصوات أزعور

الجريدة... منير الربيع .... عملياً تراجعت فرنسا خطوة إلى الوراء في مقاربتها اللبنانية، وتقدّمت خطوتين أو أكثر باتجاه السعودية، فقد اتخذت الرئاسة الفرنسية قراراً بتعيين مبعوث شخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمتابعة الملف اللبناني، ووقع الاختيار على وزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، وهذا لم يكن وليد مصادفة، إنما له أكثر من سبب، أولاً أن لودريان يعرف الملف اللبناني جيداً، ثانياً أنه صاحب مواقف سياسية واضحة وحاسمة، وثالثاً أنه على علاقة جيدة وقوية بالرياض. وقد جاءت هذه الخطوة بعد إصابات كثيرة تعرّضت لها المبادرة الفرنسية، وقد سقطت بفعل المقاربات التي قدّمها المسؤولون عن الملف. وتشير مصادر دبلوماسية فرنسية إلى أن القرار كان يتم البحث به منذ فترة، خصوصاً في ظل تضارب الآراء ووجهات النظر بين المسؤولين في «الإليزيه»، إزاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني، لا سيما أن هناك من يؤيد خيار سليمان فرنجية، فيما مسؤولون آخرون يتحفظون عن مثل هذا الخيار. وبالتالي يفترض أن يعمل لودريان على إعداد تقرير يتضمن تقييما جديدا، وأن يقدّم مقاربة جديدة بعد زيارة سيجريها إلى لبنان في غضون أسبوعين، أي بعد 14 الجاري، موعد جلسة انتخاب الرئيس التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. التحضيرات للجلسة قائمة ومستمرة، وسط ضغوط كبيرة تُمارس على النواب الذين لم يحسموا مواقفهم حتى الآن، كما أن برّي يمارس ضغوطاً كثيفة إلى جانب حزب الله على عدد من النواب الوسطيين الذين قرروا التصويت لجهاد أزعور، المرشح المنافس لفرنجية. والمعركة الأساسية بالنسبة إلى بري وحزب الله تتعلق حالياً بتخفيض نسبة الأصوات التي سينالها أزعور، لأنّه مع تبنّي ترشيحه من قبل المعارضة، بدا أزعور أنه قريب من تحقيق 65 صوتاً، وهذا رقم يخوّله الفوز في الدورة الثانية من جلسة الانتخاب، مما دفع بري والحزب إلى تكثيف ضغوطهما. في السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن عدداً من النواب الذين أعلنوا نيتهم التصويت لأزعور قد أجريت اتصالات بهم تنصحهم بعدم الإقدام على هذه الخطوة وعدم التصويت لأي أحد. والهدف هو عدم تحقيق أزعور عددا أصوات أكبر من أصوات فرنجية، مما سيحرج الأخير، إلى جانب إحراج الثنائي الشيعي، الذي يريد أن يُظهر أن أزعور غير مؤهل لاستكمال المعركة الانتخابية. وفي حال نجح الثنائي الشيعي في تعديل آراء النواب وتخفيض أصوات أزعور، فإن الجلسة ستبقى قائمة، وتعقد بدورتها الأولى من دون تحقيق أي طرف الرقم المطلوب، أما في حال عدم نجاح الثنائي الشيعي في ذلك، فمن الممكن أن يتم تعطيل نصاب الجلسة قبل انعقادها، كي لا تظهر الأرقام بما يُحرج «الثنائي». فيما سيكون التبرير بأن التعطيل يأتي كفرصة بانتظار زيارة لودريان إلى بيروت، وإمكانية أن يحمل بعض المؤشرات التي تحفز على التوافق. إلى ذلك، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، خلال لقائها وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، في الرياض على هامش اجتماع التحالف ضد «داعش»، إنه ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل إن ما يهمها هو أن يصبح للبنان رئيس للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. وقالت الوزيرة الفرنسية إن تعيين لودريان سيسرّع في مسار انتخاب رئيس. كذلك فإن الملف اللبناني كان حاضرا في لقاء كولونا مع نظيرها السعودي فيصل بن فرحان.

«حزب الله» حسَمها..يشارك في جلسة 14 الجاري ويصوّت لفرنجية

لودريان عاد إلى الـ «تايتنيك» اللبنانية... فرنسا «تصحّح» مقاربتها الرئاسية

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ترقُّب زيارة قريبة للودريان إلى بيروت و«الممانعة» لا ترتاح إليه

تَكامَلَ إعلانُ رئيس البرلمان نبيه بري «نزوحَ» فريق الممانعة عن الورقة البيضاء لمصلحة التصويت بالاسم لمرشحه سليمان فرنجية، مع تأكيد «حزب الله» المشاركة في جلسة الانتخاب في 14 الجاري، ليشكّلا معطييْن قطعا الطريق على سيناريويْن ظلّلا هذه المحطة وقاما على احتمال مقاطعتها من الثنائي الشيعي لتطييرها من أصلها كما إمكان الاختباء خلف «الستارة البيضاء» لتمويه أي فارق في الأصوات بين زعيم «المردة» (فرنجية) والمرشح الذي ستخوض عبره غالبية المعارضة المنازلة الرئاسية بتقاطُع مع «التيار الوطني الحر» أي الوزير السابق للمال جهاد أزعور. وقَطَعَ «حزب الله» أمس الشك باليقين بعد اجتماع كتلته البرلمانية التي أكدت أنّ «أعضاءها سيشاركون في الجلسة النيابية المقرَّرة لانتخاب الرئيس في 14 يونيو، وسيصوّتون لمصلحة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية متمنّين له الفوز وللبنان الاستقرار والنهوض»، مشددة على أنّ «مصلحة الجميع تكمن في إبقاء سبل الحوار مفتوحة ودون شروط مسبقة»، ومكررِّة أن دعمها لزعيم «المردة» ينطلق من أنه «مرشح طبيعي مُطَمْئِن لفئة كبيرةٍ من اللبنانيين، ومتصالحاً مع جميع فئاتهم ودعمُه لا يشكّل تحدّياً لأحد، ويملك الأهليّة لمقاربة المعالجات المطلوبة لكثيرٍ من المسائل الشائكة والضاغطة في البلاد ومنها مسألة النازحين السوريين وتصويب العلاقة مع سورية وترميم العلاقات مع عددٍ من دول المنطقة والعالم». وبموقف «حزب الله» وقَبْله بري، تكون الأيامُ الفاصلةُ عن الأربعاء المقبل فسحةً لمحاولة «تدوير الأرقام» عبر الرهانِ على كتلة المتردّدين أو الرماديين لضمانِ عدم تبلْور فارقٍ وازن ٍبالعَشرة وما فوق بين فرنجية وأزعور الذي تشير معطياتٌ إلى أنه ينطلق من قاعدة أصوات أعلى من زعيم «المردة»، وإن مع صعوبةِ تَصَوُّر أن يفجّر مفاجأة نيْل أكثرية النصف زائد واحد (65 صوتاً) التي وإن لم تكن كافية لإعلانه رئيساً في الدورة الأولى إلا أنها ستكون تطوراً لا يمكن القفز فوقه ويحشر الثنائي الشيعي في زاوية اتهامه بحبْس الاستحقاق بحال عطّل الدورة الثانية رفْضاً لخسارة فرنجية «بالنقاط». ووفق أوساط سياسية، يشير تأكيدُ «حزب الله» حضورَ الجلسة والتصويت لفرنجية إلى اطمئنانٍ لأن مسارها سيبقى مضبوطاً تحت سقف «التوازن السلبي» الذي تعزّزه خلافات داخل تكتلات في المعارضة (مثل النواب التغييريين) أو في كتلٍ من «الحلفاء القدامى» للحزب مثل «التيار الوطني الحر» الذي تحوّلت محطة 14 الجاري اختباراً لِما إذا كان رئيسه جبران باسيل قادراً على ضمان تصويت أكثرية «النصف زائد واحد» في كتلته لمصلحة أزعور التزاماً بقراره. كما أن رهان فريق الممانعة يبقى على أن نواباً متردّدين أو يقفون في منطقة الوسط، وحتى بعض نواب كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، يمكن أن يتفادوا الوقوف على خط الصدَع الرئاسي محبّذين ترْك الباب مفتوحاً ولو مواربةً لمزيد من التشاور حول الملف الرئاسي، وسط تَوقُّف الأوساط عند إمكان لجوء عدد من النواب السنّة في المعارضة إلى اعتماد خيار التصويت لمرشح ثالث، ما قد يستقطب أيضاً أصوات نواب آخَرين ويشتّت جبهة الرفض لفرنجية ويسمح بتعادل سلبي بين الأخير وأزعور «لن يبدّل شيئاً في حسابات«حزب الله»، وفق عارفين في كواليس الملف الرئاسي لدى فريق الممانعة. وإذا كان مسار الجلسة الأولى بات شبه معلوم وسيخلص، ما لم يطرأ تطور غير محسوب، إلى لا انتخاب رئيس يُتبع بتطييرٍ مرجَّح لنصاب الدورة الثانية من قوى الممانعة، لم تُسْقِط دوائر سياسية من حسابها أن يكون حسْم الثنائي الشيعي المشاركة في جلسة 14 الجاري وإسقاط اسم فرنجية في صندوقة الاقتراع هو في سياق«تثبيت» ترشيحه «على الورقة والقلم» بمواجهةِ خلْط الأوراق الذي شكّله تعيينُ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان - إيف لودريان مبعوثاً شخصياً إلى لبنان في محاولةٍ جديدة لإنهاء الأزمة الرئاسية. ولم يكن ممكناً التعاطي مع خطوة ماكرون إلا على أنها بمثابة «تصفيرٍ» لمهمة الفريق السابق الذي كان مكلفاً من الاليزيه بإدارة الملف الرئاسي في لبنان بقيادة باتريك دوريل وايمانويل بون وبرنارد ايمييه والذي وفّر «رافعةً» لزعيم «المردة» بوصْفه «الحل الممكن» وعلى قاعدة مقايضةٍ بينه وبين موقع رئاسة الحكومة بحيث تؤول لقريب مما كان يُعرف بقوى 14 مارس هو نواف سلام، وهو الموقف الذي أثار استياءً مسيحياً كونه لا يُراعي أولاً الرفض العارم لترشيح فرنجية ثم شبه الإجماع المسيحي على دعْم ترشيح أزعور. وفيما أعلن الاليزيه، تعيينَ لودريان «من أجل التبادل مع جميع الذين يمكنهم في لبنان كما في الخارج المساهمة في إخراجه من الأزمة»، وسط ترقّب موعد زيارته سريعاً لبيروت على أن يقدّم بعدها «تقريراً ومقترحات عملية الى وزيرة الخارجية كاترين كولونا والى رئيس الجمهورية»، توقفت الأوساط السياسية عند ما نُقل عن مستشار لماكرون من أن لودريان كُلف المساعدة في إيجاد حل «توافقي وفعال» للأزمة اللبنانية، الأمر الذي تعاطى معه رافضو خيار فرنجية على أنه بداية مسارٍ تصحيحي للتموْضع الفرنسي على خط الملف الرئاسي. ورأت المصادر أن «إعادة الانتشار» الفرنسية التي أعقبت زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لباريس ولقائه ماكرون لا تعني بأي حال تعزيز التفاؤل بتقصير عمر الأزمة الرئاسية، بل على العكس قد يكون شخص لودريان محط ارتياب من فريق الممانعة الذي لا يستسيغ أداء ومواقف سابقة لوزير الخارجية الفرنسي عندما كان في منصبه، مع الإشارة إلى أن اللبنانيين انطبع في ذهنهم توصيفان للودريان للوضع في «بلاد الأرز»، أوّلهما أن الأخيرة تواجه «خطر الزوال» وقد أطلقه بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 وغياب حكومة مكتملة الصلاحيات، والثاني في ديسمير من العام نفسه حين قال «إن الانهيار السياسي والاقتصادي في لبنان يشبه غرق سفينة «تايتنك» لكن من دون موسيقى». وكان تعيين لودريان محور لقاء وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب مع نظيرته الفرنسية على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» المنعقد في الرياض، حيث أكدت كولونا أن البحث«تناول الضرورة المُلحة والطارئة لإنجاز الإصلاحات، ومهمة وزير الخارجية الفرنسي السابق الذي قد يزور لبنان سريعاً في يونيو الجاري». ونقل بوحبيب عن كولونا انه "ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمّها أن يصبح للبنان رئيس للجمهورية ولا سيما في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة»، وان لودريان «سينشط ليسرّع في مسارِ انتخاب رئيس للبنان». ورجّحت أوساط في بيروت ان يكون لقاءُ كولونا مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، في الرياض، تَناوَلَ أيضاً الملف اللبناني كون البلدين هما عضوان في «مجموعة الخمس» الدولية حول لبنان مع كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر.

استدعاؤه للإدارة المركزية بعد «قضية الاغتصاب»

«كف يد» سفير لبنان في باريس

| بيروت - «الراي» |...... أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، استدعاء السفير في باريس رامي عدوان، إلى الإدارة المركزية، وإبلاغ الخارجية الفرنسية بتولّي المستشار زياد طعان، رئاسة البعثة بصفة قائم بالأعمال اعتباراً من 8 يونيو 2023. وأوضحت الخارجية أن هذا الإجراء جاء متابعةً للملابسات المحيطة بقضية السفير، وفي ضوء انتقال لجنة التحقيق الموفدة من وزارة الخارجية إلى السفارة، حيث فُتح تحقيق بحق عدوان بعد شكويين تقدّمت بهما موظفتان سابقتان في السفارة ضدّه بالاغتصاب وممارسات عنفية متعمدة. وكانت السلطات الفرنسية طلبت رسمياً من الدولة اللبنانية رفْع الحصانة عن عدوان لملاحقته في هذه الاتهامات.

صندوق النقد: لبنان بحاجة لإصلاحات عاجلة لتجنب عواقب يتعذر إصلاحها

الجريدة...قال صندوق النقد الدولي اليوم الخميس إن لبنان بحاجة إلى تحرك عاجل بشأن إصلاحات اقتصادية شاملة لتجنب «عواقب يتعذر إصلاحها» على اقتصاده. وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك للصحفيين إن هناك حاجة لإصلاحات لوقف «الأزمة الشديدة والمتفاقمة» التي يواجهها الاقتصاد اللبناني.

مبعوث فرنسي جديد إلى لبنان للمساعدة في «حل توافقي»

بيروت: «الشرق الأوسط».. أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أن بلادها ليس لديها مرشح للرئاسة في لبنان، وما يهمها أن يتم انتخاب رئيس، خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان. وجاء كلام كولونا خلال اجتماعها مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الذي افتتح أعماله في الرياض. وأعلنت الوزيرة الفرنسية تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون، وزير خارجيته السابق جان إيف لودريان موفداً إلى لبنان. وقال مستشار للرئيس الفرنسي طالباً عدم الكشف عن اسمه إنّ لودريان، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة 5 أعوام حتى 2022، سيُكلّف بصفته رجلاً يتمتع بخبرة واسعة «في إدارة الأزمات»، المساعدة في إيجاد حلّ «توافقي وفعال» للأزمة اللبنانية. وأضاف المستشار أنّ لودريان «يخطط للذهاب إلى لبنان قريباً جداً»، مشيراً إلى أنّ ماكرون طلب منه «أن يعدّ له سريعاً تقريراً عن الوضع» في هذا البلد يتضمّن مقترحات عمل. من جهة أخرى، أكدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط تأييدها الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة، وكان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» أول من طرح اسمه ضمن سلة أسماء مرشحة للمنصب. وأشارت إلى أن تأييد أزعور لا يعني «تموضعنا في أي اصطفاف».

جهاد أزعور يتنحى مؤقتاً عن مسؤولياته في «صندوق النقد» استعداداً للرئاسة اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... تنحّى مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في «صندوق النقد الدولي» جهاد أزعور مؤقتاً عن منصبه، وفق ما أفادت به مسؤولة في المؤسسة الدولية، في خطوة جاءت بعد إعلان كتل نيابية عدة في لبنان دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية. وقالت مديرة التواصل الاستراتيجي في الصندوق جولي كوزاك: «من أجل تجنب أي انطباع عن تضارب المصالح، تنحّى مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور مؤقتاً عن مسؤولياته في (صندوق النقد)، وهو في إجازة» من المؤسسة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وجاء إعلان «صندوق النقد» قبل أيام من موعد جلسة برلمانية لانتخاب رئيس، وبعد إعلان القوى المسيحية الرئيسية ونواب آخرين تأييدهم وصول أزعور إلى سُدة الرئاسة، في مواجهة الوزير الأسبق سليمان فرنجية، المدعوم من «حزب الله» وكتل متحالفة معه. وارتفعت أسهم أزعور، الذي انضم إلى «صندوق النقد» عام 2017، وشغل منصب وزير المال اللبناني بين 2005 و2008، في الأسابيع الأخيرة على أثر اتصالات مكثفة بين كتل معارضة أبرزها حزبا «القوات اللبنانية»، الذي يحظى بكتلة برلمانية وازنة، و«الكتائب اللبنانية»، مع «التيار الوطني الحر» حليف «حزب الله» المسيحي الأبرز والرافض لوصول فرنجية إلى سُدة الرئاسة. وأعلن 32 نائباً، يوم الأحد، دعمهم ترشيح أزعور، بينهم النائب ميشال معوض، الذي كان أول من أعلن خوض السباق الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، نهاية أكتوبر (تشرين الأول). وأكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، صِهر عون، «تقاطع» حزبه مع كتل نيابية أخرى على اسم أزعور، رغم الخصومة التي تجمعه بعدد منها، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من «حزب الله» وحليفته «حركة أمل». وجدَّدت كتلة «حزب الله» النيابية، اليوم الخميس، دعمها لفرنجية «باعتباره مرشحاً طبيعياً مطمئناً لشريحة كبيرة من اللبنانيين، ومتصالحاً مع جميع فئاتهم»، معتبراً أن دعمه «لا يشكل تحدياً لأحد». ويصف نواب في «حزب الله» أزعور من دون تسميته مرشح «التحدي والمواجهة». وأزعور حائز، وفق موقع «صندوق النقد»، على دكتوراه في العلوم المالية الدولية، ودرجة عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية. ومنذ انتهاء ولاية عون، فشل البرلمان، خلال 11 جلسة، في انتخاب رئيس، وسط انقسام بين فريق مؤيد لـ«حزب الله»، وآخر معارض له، وتباينات داخل كل فريق. ولا يملك أي فريق سياسي أكثرية تخوِّله إيصال مرشحه. ويحتاج المرشح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين؛ أي 86 صوتاً للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة، إذا جرت دورة ثانية، 65 صوتاً، من 128 هو عدد أعضاء البرلمان. إلا أن النصاب يتطلب الثلثين في الدورتين.

"الثنائي" معزولاً.. وباريس تستعجل رئيساً توافقياً

تيمور حسمَها... وكرة أزعور في ملعب النواب المتردّدين

نداء الوطن...وفق ما أكدت "نداء الوطن" قبل يومين، حسم "اللقاء الديموقراطي" امس برئاسة النائب تيمور جنبلاط وفي حضور الزعيم الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، الموقف من السباق الرئاسي الاربعاء المقبل، فأعلن بوضوح تأييد مرشح التقاطع المسيحي خصوصاً والوطني عموماً جهاد أزعور. وأتى هذا التأييد ليزيل مرحلة من الغموض التي راهن فيها "الثنائي الشيعي" على ان مرشحه سليمان فرنجية سيبقى في الميدان في مواجهة مرشح لا يلقى تأييداً متماسكاً. وجعل هذا التطور الانتخابي كتلة النواب المترددين، الذين يتقلص عددهم تدريجياً، أمام محك تأييد مرشح شبه الاجماع الوطني والذي تحوّل كرة ثلج تكبر حجماً يوماً بعد يوم حتى 14 حزيران الجاري موعد الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب الرئيس العتيد. وترافق ذلك، مع تأكيد مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك امس أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور "علّق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي". ولم يكن هذا التطور معزولاً أيضاً عن تغيير نوعي في التعامل الفرنسي مع الملف الرئاسي، والذي أدى أخيراً الى تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، حيث سيواكب من بيروت إستحقاق 14 الجاري. ويعتبر تغيير الممثل الشخصي لماكرون بمثابة تغيير في سياسة باريس التي عملت لفترة طويلة على تبني خيار الممانعة الرئاسي أي فرنجية. وكل ذلك، ما كان ليتحقق لولا الموقف الحازم للفاتيكان القائل إن الكرسي الرسولي "لا يقبل ان يأتي رئيس للبنان معاد للشيعة، وفي الوقت نفسه لا يقبل ان يهزم مسيحيو هذا البلد". وبات مؤكداً تقاطع الموقفين الفرنسي والفاتيكاني مع موقف واشنطن لجهة وجوب الذهاب بسرعة الى انتخاب رئيس توافقي. وفي المعلومات، ان هناك متابعة دولية للبنان الذي يمر بـ"أيام خطرة" قبل الاربعاء المقبل، وسط تخوّف من "إنزلاقات خطرة" تطيح بالاستقرار الهش في لبنان، وهذا ما دفع بالرئيس ماكرون الى إيفاد مبعوثه لودريان على وجه السرعة الى بيروت والذي يرتقب وصوله بين يوم وآخر. في المقابل، ما زالت أجواء "الثنائي" تروّج حتى الآن ان لا تغيير في موقف باريس، وكأن تعيين لودريان لا يعني شيئاً بالنسبة اليه. وفي الوقت نفسه، بدا نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حالة تشاؤم" عندما صرّح امس ان "أفق المواجهة في انتخاب رئيس مسدود". وفي واقع الحال، ظهر "الثنائي" امس أكثر من اي وقت مضى في حالة عزلة على المستوى الوطني كونه صمم على البقاء في مربع ترشيح فرنجية الخاسر حتماً. في الرياض، وعلى هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة "داعش"، أكد رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى، لافتاً الى أنّ "قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد". وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّ "قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني". من جانبها، أشارت كولونا الى أنّ "قطر وفرنسا تعملان معاً على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين".

تعيين لودريان: خوف فرنسي على لبنان

الاخبار... تقرير هيام القصيفي ... يتعدّى تعيين جان إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان ملف الاستحقاق الرئاسي. مجرّد اختياره يعكس خشية فرنسية مستجدّة على مستقبل الوضع اللبناني، وفشل إدارة الرئيس الفرنسي، والقلق من الغموض الذي يحيط بالموقف الأميركي من لبنان.... اختيار الوزير الفرنسي السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان خبر في حدّ ذاته. فمجرّد تعيين سياسي رفيع ومحنّك، يعني أنه أكثر من تعيين موفد رئاسي فرنسي، بل يعكس حسب المعلومات خوفاً فرنسياً على الوضع اللبناني. واختيار لودريان ليس خطوة عادية في مسار الدبلوماسية والسياسة الفرنسيتين. فهو كان أول من حذّر من خطورة الوضع اللبناني، وسبق الجميع - لبنانيين وغربيين وعرباً - في التنبيه من ذلك، قبل تظاهرات 17 تشرين وانفجار مرفأ بيروت وبعده. وهو تحدّث أمام مجلس الشيوخ الفرنسي عن احتمالات سيئة للوضع اللبناني، وصولاً إلى عبارته التي اشتهرت عن أن انهيار لبنان السياسي والاقتصادي «كانهيار سفينة تايتانيك، لكن من دون موسيقى». ولودريان المخضرم والأرفع مرتبة وشأناً بين السفراء الذين كلّفهم ماكرون بإدارة ملف الرئاسة في لبنان، انتهج سياسة خارجية في ما يخص لبنان متمايزة، في شكل لافت، عن السياق الذي ذهبت إليه إدارة الرئيس الفرنسي أو خلية الإليزيه، مع كل ما شهدته من ربط نزاع مع الخارجية حتى بعد خروجه منها. والرجل الذي لم يتقاعد، بل كان اسمه مطروحاً لرئاسة معهد العالم العربي، وجرت الاستعانة به مجدداً في مهمة سياسية فوق العادة، يحمل في جعبته مجموعة من الأفكار والعناصر. وهو ليس موفداً رئاسياً ربطاً بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية والانقسام الحالي بين المرشحين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، ولا بمصير جلسة الأربعاء المقبل. ورغم مواقفه المعروفة من الطبقة السياسية وضرورة الإصلاحات، لا يأتي بخلفية الانحياز إلى فريق دون آخر، بل يحمل ملفاً ملتهباً يحفظه بدقّة منذ سنوات. وأهميته أنه يعرف جيداً كل من يفترض أن يتعامل معهم، ولا سيما أنه من الجيل السياسي الفرنسي الذي لا تزال تربطه علاقة وجدانية مع لبنان وصيغته السياسية، من دون إخفاء انتقاداته الحادة للسياسيين وشبكات الفساد في لبنان. منذ أواخر آذار الفائت، ومع أول زيارة للموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الذي شارك في اللقاء الخماسي إلى بيروت، بخلفية أميركية بحتٍ، استشعرت فرنسا محاولة لسحب البساط اللبناني من تحتها. ووصلتها رسائل واضحة بأن مساعيها تصطدم برفض مطلق لما يعدّه فريق الإليزيه في شأن الرئاسة اللبنانية. ولم يكن في قدرة باريس، بما تمثله من حضور دبلوماسي وسياسي، أن تسجل تراجعاً دراماتيكياً عن خطوات أثبتت فشلها. علماً أنه لا يمكن لأي إدارة أن تتحمل تبعات هذا التطور السلبي، فكيف الحال وإدارة ماكرون تواجه سيلاً من الانتقادات في سياستها الداخلية والخارجية. ولأن التراجع التكتيكي يحتاج إلى خطوة كبرى تغطّي الإرباك الذي وصل إلى حد مؤثر في السياسة الداخلية الفرنسية، والفشل الذي مُنيت به إدارة ماكرون لملف لبنان بدءاً من مرحلة ما بعد انفجار بيروت، اختير لودريان. يضاف إلى ذلك عنوان أكثر خطورة بالنسبة إلى لبنان، وهو أن باريس لم تتمكن من التقاط ما تريده واشنطن فعلياً من لبنان: هل تريد الولايات المتحدة استقراراً أم ترك الوضع اللبناني نحو مزيد من الانهيار؟....... كان هذا السؤال مركزياً لدى دوائر نقاش فعلي ومتابعة، خارج إطار ما فعلته الدبلوماسية في بيروت، والسفيرة آن غريو التي كانت في باريس، أو مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل. والواقع أن ما خلصت إليه هذه النقاشات والاتصالات بين باريس وأكثر من عاصمة معنية بلبنان، أفضى إلى نتيجة مقلقة، جعلت باريس خائفة على الوضع ومستقبل لبنان. ولم تعد القضية المركزية هي رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس فحسب، بل صار السؤال كيف يمكن لباريس التي أضاعت أشهراً في نقاشات عقيمة حول مبادرات رئاسية وأسماء ولقاءات دبلوماسية مع أطراف لبنانيين، أن تتحمل داخلياً وخارجياً وزر الانهيار المتوقع، وهذا كان في صلب نقاشات في مجلسي النواب والشيوخ وفي الخارجية والإليزيه. تدريجاً، توضّحت صورة المخاوف حول مستقبل لبنان، لدى من يتقدمون في الساحة الداخلية، في وقت وصل الفريق المكلّف بإدارة ملف الرئاسة إلى حائط مسدود، وترافق ذلك مع ارتفاع حدّة الانتقادات من أفرقاء وأحزاب لبنانية ضد إدارة ماكرون وأسلوبها في التعاطي مع ملف الرئاسة. أتى تعيين لودريان موفداً رئاسياً، أوسع مدى من مهمة السفير بيار دوكان المحال على التقاعد. والأخير كان حصر مهمته بالملف الاقتصادي ومفاوضات صندوق النقد، ما يفترض أن يعطي الملف اللبناني إطاراً سياسياً واقتصادياً موسّعاً. ولودريان، الآتي من وزارتي الدفاع والخارجية اللتين تسلّمهما في أوقات سياسية مهمة لفرنسا، ويملك شبكة علاقات واسعة عربية ودولية، بينها خبراته في عقود الأسلحة وفي الحضور الدبلوماسي الفرنسي في المنطقة، مخوّل بأداء دور محوري في طرح اقتراحات لمعالجة الأزمة ككل. ومن الخطأ فرنسياً، التعامل مع هذه المهمة على أنها محصورة باتجاه رئاسي حصراً، بعدما ظهر أن العوامل التي استوجبت تعيينه دقيقة وحسّاسة ومتعددة الاتجاهات. ولأنه رافق محطات وخضات لبنانية، وتقاطعها إقليمياً ودولياً، من شأن مهمته أن تفتح الباب أمام مساحة أوسع لمعالجة الأزمة ككل. ومن غير المتوقّع أن يكون لودريان مهادناً، وهو معروف بحدّة مواقفه من دون مواربة، ولا سيما إذا كان الأمر يتعلق بمستقبل لبنان الذي يكرّر دوماً حرصه على خصوصيته وضرورة الحفاظ عليه.

جنبلاط أكمل حلقة داعمي إطاحة فرنجية وجلسة 14 مجهولة النتيجة

هل خدع جنبلاط بري

الاخبار.. قبل أيام من الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، أطلق وليد جنبلاط صافرة المواجهة في معركة يخوضها كل من طرفيِ الصراع على قاعدة «يا قاتِل يا مقتول»، منذرة، ما لم يحصل اختراق «ربع الساعة» الأخير، بسقوط لبنان في المأزق الكامل الذي لطالما بدا بلوغه من المحظورات داخلياً وخارجياً. ورغم استمرار رهان مرجعيات على اعتبار ما شهدته الساعات الأخيرة من مواقف «مفاجئة» مجرد مناورات في إطار رفع سقف التفاوض، إلا أن المعنيين بالملف الرئاسي أبدوا خشية من إمكان انفلات الأمور، خصوصاً مع إعلان كتلة «اللقاء الديمقراطي» دعم ترشيح جهاد أزعور. هذا الموقف الذي أعلنته الكتلة بعدَ اجتماع ترأّسه جنبلاط نفسه، لم يكُن مفاجئاً، لكنه أعادَ خلط الأوراق، ولا سيما لدى بعض «المراهنين» بأن جنبلاط لن يذهب إلى الطلاق الكامل مع الثنائي أمل وحزب الله. وقالت مصادر متابعة إن «جنبلاط مارس خديعة بإرسال موفدين إلى عين التينة ومنهم النائب مروان حمادة الذي أبلغ بري بأن الكتلة ستصوّت بورقة بيضاء»، وقد ظهر من بيان الكتلة الذي صدر بأنه «لا يزال يراوغ»، بدعمه أزعور ومن ثم دعوة كل القوى إلى «التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت». ولم يكُن عابراً، إعلان جنبلاط ترشيح أزعور بالتزامن مع عدد من التطورات، بدءاً من باريس التي أُعلن فيها تكليف وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بإدارة الملف اللبناني، مروراً بتأكيد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا «العمل مع قطر في لبنان للتشجيع على إيجاد حلّ للعقبات السياسية والصعوبات الاقتصادية». علماً أن الدوحة لا تزال تقود حملة تسويق قائد الجيش جوزف عون، وصولاً إلى لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان على هامش اجتماع التحالف الدولي ضد «داعش» في الرياض، وقيل إن الملف اللبناني كان من ضمن الأمور التي نوقِشت. فضلاً عن اللقاءات التي عقدها نواب في كتلة جنبلاط، وتحديداً وائل أبو فاعور مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الذي عبّر عن إيجابية تجاه أزعور، وصدور بيان عن صندوق النقد يوضح أن أزعور في إجازة من عمله هذه الفترة. هذه التطورات تؤكّد انتقال الأزمة الرئاسية إلى مكان، وبأنّ ثمة قراراً خارجياً بتأزيم الداخل، وبدا من الصعب استشراف المشهد النهائي لجلسة انتخاب الرئيس التي يردّد مطّلعون بأنّها لن تفضي إلى نتيجة، سوى المزيد من الانقسام والتشنج وخلق تموضعات جديدة. وقد أكّد الرئيس برّي أمام زوّاره أن الجلسة قائمة، وأن كل الاحتمالات مفتوحة خلالها. وردّاً على سؤال حول موقف كتلة «اللقاء الديمقراطي»، أجاب بأنّه وصلت إليه أجواء يوم الإثنين أن اللقاء سيلتزم بالورقة البيضاء، ثم في اليوم التالي قال النائب وائل أبو فاعور إن اللقاء سيمنح أصواته لأزعور، مستغرباً سبب هذا الموقف. وقال إنه لا يعتقد أن أحداً من المرشحين سيحوز على الثلثين أو على 65 صوتاً في الجلسة الأولى، وإن حسابات الجلسة الأولى ستكون مختلفة عن الجلسة الثانية. وأكّد أن العديد من النواب سيصوّتون بالورقة البيضاء لإخفاء موقفهم الحقيقي، وأن الجلسة ستكشف جزءاً من اللعبة الانتخابية ومواقف الأطراف، لكنّ الجميع يعلم أن التسوية لم تنضج بعد.

رئيس المجلس: جلسة 14 حزيران قائمة وكل الاحتمالات مفتوحة

وحول الموقف السعودي، أوضح بري أنه لم يتبلّغ بأي موقف سعودي جديد، وأن الموقف الفرنسي لا يزال ثابتاً لناحية دعم التسوية التي تحمل سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا. وأشار إلى أن التغييرات التي حصلت في فرنسا إدارية ولا علاقة لها بالموقف من الاستحقاق اللبناني. وعن علاقته بالبطريرك بشارة الراعي، اعتبر بري أن توضيح البطريرك لما نُقل عنه تجاه عين التينة يقطع الطريق على التكهنات والرهانات الخاطئة على تدهور العلاقة مع بكركي. ومن المقرّر أن يستقبل بري اليوم موفد البطريرك المطران عبد الساتر. وكان لافتاً مساء أمس، انطلاق حملة إعلامية تهويلية قادتها محطة «المر تي في»، التي اعتبرت ما يجري بمثابة ضربة للثنائي أمل وحزب الله، وأعطت الأمر بعداً طائفياً من خلال الحديث عن ضربة تلقّاها الثنائي الشيعي. وهو كلام تردّد بقوة خلال الساعات الماضية في أوساط القوات اللبنانية على وجه الخصوص، إضافة إلى نواب ممن وقّعوا على عريضة تأييد أزعور وأعلنوها من منزل النائب ميشال معوض. من جهة أخرى، تبيّن خلال الساعات الماضية، أن هناك توجهاً لعدد من النواب المستقلين والتغييريين بأن يصوتوا لمصلحة الوزير السابق زياد بارود، وسط معطيات غير واضحة حول أن هناك من يعمل من خلف الكواليس، وبمن في ذلك قريبون من التيار الوطني الحر، لكي يحصل بارود على عدد جيد من الأصوات (يتجاوز العشرة) لتقديمه في المرحلة المقبلة كمرشح بديل عن أزعور.

مَن هو المجنون الذي يعمل على عزل المقاومة؟

الاخبار...ابراهيم الأمين ... لا يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه كيفما كان. يمكن للبعض استعادة تاريخه، عندما يتمسّك بأفكاره نفسها، ويعتقد أنه قادر على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. عام 2005، عند اغتيال رفيق الحريري، هبّ كل أعداء المقاومة في لبنان والخارج لمحاصرتها وتحميلها المسؤولية، وإطلاق برنامج عزلها سياسياً وطائفياً واجتماعياً، بالتزامن مع ارتفاع مستوى الحصار الأميركي والغربي والدعاية المعادية، وصولاً إلى محاولة القضاء عليها في حرب تموز 2006. خلال عام ونيّف، تصرّفت المقاومة بهدوء، وتعاملت مع الوقائع الجديدة بحكمة، وخاضت التواصل السياسي ثم التحالف الانتخابي لمنع الانفجار الأهلي. وعندما شعرت بأن هناك من يخطط لعزل قوة شعبية كبيرة كالتيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون، بادرت إلى مدّ اليد، وتوصّلت معه إلى تفاهم أفشل غالبية أهداف الفريق الآخر. ولم تكتف المقاومة بالورقة فقط، بل انطلقت في برنامج كان عنوانه مساعدة المسيحيين على استعادة حقوق ضاعت منهم بسبب غباء قيادات الجبهة اللبنانية من جهة، والسياسات التي اتبعها الفريق السياسي الحاكم طيلة 15 سنة. وأول ما قامت به كان في إبلاغ الأقربين والأبعدين بأن التيار الوطني الحر جزء حقيقي من المشهد السياسي في لبنان، فخاضت معارك دخوله إلى الحكومة بقوة. وعندما وقعت أحداث السابع من أيار 2008، لم تتصرف كمن يقود انقلاباً للسيطرة على السلطة. بل ثبّتت القواعد، وعادت إلى موقعها وحجمها المنصوص عليه في قواعد التمثيل، لكنها فرضت حصانة فعلية على تمثيل التيار الوطني الحر. واختلفت مع الأقربين والأبعدين لحفظ تمثيل التيار في حقائب أساسية داخل الحكومات. بعد اندلاع الأزمة السورية، تصرّفت المقاومة من موقع المعني بحفظ الوجود المسيحي في المنطقة، وساعدت إلى أبعد الحدود في منع عملية تهجير واسعة كان يعدّ لها الآخرون. وعندما دنت ساعة الانتخابات الرئاسية، وقفت وحدها، وواجهت الجميع داخلياً، من الحليف الأقرب نبيه بري إلى حلفاء الأمر الواقع من سعد الحريري ووليد جنبلاط، وواجهت غلوّ أعداء التيار بين المسيحيين. وعندما اجتمع كل هؤلاء، وإلى جانبهم السعودية وفرنسا والولايات المتحدة لمنع وصول العماد عون، أقفلت المقاومة الأبواب كافة، وقالت كلمة واحدة: ميشال عون أو لا أحد!.......مضت السنوات، وامتنعت المقاومة، داخل أطرها وفي بيئتها، عن أي نقاش حول آلية عمل فريق الرئيس عون في الدولة، واستسلمت لرغبته في تعيينات جوهرية، من قيادة الجيش إلى رئاسة مجلس القضاء الأعلى إلى التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وصولاً إلى عشرات المواقع والوظائف. وقبلت تحمّل اللوم من كل من يريدون منها أن تكون رأس حربة في مشروع إسقاط هذا النظام. وعندما اندلع حراك 17 تشرين، لم يقف غير السيد حسن نصرالله يتحمل بصدره عبء دعوة الناس إلى الخروج من الشوارع، فيما احتشد الآخرون خلف صبية يرددون هتافات كان عنوانها وهدفها الفعلي عزل التيار الوطني الحر وإطاحته. وعندما حان موعد الانتخابات النيابية، ضغطت لإقناع جميع الحلفاء بأن العقد السياسي مع التيار غير قابل للطعن، وساعدت بقوة في حفظ حصة التيار النيابية في أكثر من دائرة ومنطقة، وتحمّلت بصدرها الأخطاء التي حرمت فريقها السياسي مقاعد كثيرة في بيروت والجنوب والبقاع وحتى الشمال.

باسيل اليوم في موقع جنبلاط عام 2008 وأزعور ارتضى أن يكون فؤاد سنيورة ثانياً

لم تقف المقاومة عند هذا الحد، بل ذهبت حيث لها نفوذ في المنطقة، فاتحة الأبواب أمام دور إضافي للتيار الوطني الحر على الساحة العربية. وألزمت نفسها عدم التواصل مع شخصيات ومجموعات وقوى مسيحية كي لا يغضب التيار. وحتى داخل الحزب نفسه، لطالما مارس السيد حسن، شخصياً، الضغوط لوقف النقاش النقدي حول التيار وسياساته. والمقاومة تعرف وتثق بأن الوضع في لبنان ليس في خير، وأن طبيعة النظام القائم لا تسمح بأي تغيير جوهري أو إصلاح جذري، وأن قلب النظام عملية كبيرة كلفتها عالية جداً، وغير مضمونة النتائج، وهي لن تخوض مغامرة، بينما تُلقى على عاتقها المهمة الأساس المتعلقة بحفظ لبنان في وجه المطامع الإسرائيلية. وحتى عندما مارس الغرب كل أنواع الضغوط على حلفاء الحزب، كان السيد حسن، شخصياً، يعفي هؤلاء من التزاماتهم، ويقول لهم أنتم في حل من التحالف معنا، فاحفظوا مصالحكم، واذهبوا حيث ترتاحون، ونحن نتكفل بأحوالنا... فجأة، وعندما قرر الحزب الاستناد إلى المنطق نفسه الذي اعتمده لاتخاذ قرارات كبيرة، ووجد أن سليمان فرنجية هو الحليف الأنسب لمنصب الرئاسة، انقلبت الأمور رأساً على عقب، وانطلقت معركة قذرة، وها هي تطل برأسها، عنوانها هو نفسه الذي كان مطروحاً قبل نحو عقدين، أي عزل المقاومة، سياسياً وطائفياً واجتماعياً واقتصادياً إن أمكن، وتهيئة الأجواء المناسبة لعدوان جديد تعدّ له إسرائيل لمن يعرف أو لا يعرف!

فما الذي حصل؟

من هي هذه القوة الجبّارة التي أعادت وصل ما لا يمكن لحمه بين قوى وتيارات ومجموعات في معركة واحدة هدفها إطاحة فرنجية، ونتيجتها عزل المقاومة؟ وما هو السحر الذي أعاد جمع التيار الوطني الحر بكل خصومه الذين قاتلوه ولم يقفوا يوماً إلى جانبه، من القوات اللبنانية إلى الكتائب وجماعات السفارة الأميركية ورجال السفارة السعودية وحاضني «ثوار 17 تشرين» وبعض ممثليهم من النواب؟

وما هو السحر الذي أضاف على هؤلاء، وليد جنبلاط، ومن يعتقدون أنهم ورثة آل الحريري بين السنة؟ وما الذي جعل كل هؤلاء يقفون اليوم في جبهة واحدة يخوضون معركة واحدة، عنوانها إسقاط سليمان فرنجية، لكن هدفها هو نفسه: عزل المقاومة؟!

ما يحصل هذه الأيام لم يعد بالإمكان صرفه في سوق المناكفات اللبنانية التقليدية، بل يلامس حدود المؤامرة الفعلية التي يشارك فيها كل شياطين الأرض في لبنان وخارجه، سياسياً ودبلوماسياً وأمنياً ومالياً وإعلامياً ودينياً، ولم يعد يجد هؤلاء من عدو لهم سوى المقاومة، وهم يفترضون أن بالإمكان القيام بما يقود إلى عزلها ومحاصرتها وإضعافها تمهيداً لضربها.

مجنون من لم يراجع نفسه جيداً، وانتحاري من يتوهّم نفسه في موقع تغيير المعادلات الصلبة القائمة. انها ساعة الحقيقة التي تخص الجميع، داعمين وناخبين ومرشحين. أما من يريد العودة بالتاريخ الى ما سبق، فيمكن التوضيح ببساطة أن هناك مسؤولية اساسية تقع على عاتق شخصين: الأول، جبران باسيل وهو اليوم في موقع مماثل لموقع وليد جنبلاط في 5 ايار 2008، عندما قال لاحقاً انه تحمس وأخطأ، والثاني هو جهاد ازعور، الذي تحوّل الى فؤاد سنيورة ثان، وقبل بأن يكون فتيل الانفجار!

قضية حاكم مصرف لبنان.. وفد سويسري "يعتزم" زيارة بيروت

فرانس برس...سويسرا كانت أول دولة أوروبية راسلت لبنان مطلع 2021 في إطار تحقيقات حول تحويلات مالية متعلّقة بسلامة وشقيقه رجا....

تبلّغ لبنان، الخميس، من سويسرا أن وفدا قضائيا يعتزم زيارة بيروت في إطار التحقيقات المتعلقة بحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وفق ما قال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس. لكن النيابة العامة الفيدرالية في سويسرا أوضحت، مساء الخميس، أنها لا تعتزم إرسال وفد إلى بيروت قريبا. كانت سويسرا أول دولة أوروبية راسلت لبنان، مطلع عام 2021، في إطار تحقيقات حول تحويلات مالية متعلّقة بسلامة وشقيقه، رجا، ومساعدته، ماريان الحويك، ومؤسسات تابعة للمصرف المركزي، قبل أن تبدأ فرنسا ودول أخرى تحقيقات مماثلة. وقال المصدر القضائي إن لبنان "تبلغ من السلطات السويسرية بأن وفدا قضائيا سويسريا سيزور لبنان قريبا للاجتماع بقاضي التحقيق الأول في بيروت، شربل أبو سمرا" الذي يقود التحقيق المحلي وينسّق مع القضاة الأوروبيين، بهدف "الاطلاع على معلومات تخدم التحقيق السويسري". ورجّح المصدر أن "يلحق القضاء السويسري بركب الدول الأوروبية التي أجرت جلسات استماع في بيروت بالملفات المالية العائدة لسلامة ومقربين منه". وفي رسالة إلكترونية تلقتها فرانس برس شددت النيابة العامة السويسرية على أن الوفد لن يُرسل في الحال. وجاء في نص الرسالة التي وجهتها متحدثة باسم النيابة العامة السويسرية أن هذه الهيئة "لا تعتزم راهنا أن ترسل عمّا قريب وفدا قضائيا سويسريا إلى لبنان على صلة" بقضية سلامة. وكانت النيابة العامة الفيدرالية في سويسرا أعلنت، بداية عام 2021، أنها طلبت "مساعدة قضائية" من السلطات اللبنانية المختصة بشأن "تحقيق حول غسل أموال" متعلّق "باختلاس محتمل من مصرف لبنان". وتشتبه السلطات السويسرية، وفق الطلب الذي اطلعت فرانس برس على نسخة منه في حينها، بأن سلامة وشقيقه أقدما، منذ عام 2002 على "عمليات اختلاس لأموال قُدرت بأكثر من 300 مليون دولار أميركي على نحو يضرّ بمصرف لبنان". واستمع النائب العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، إثر ذلك إلى سلامة بشأن مضمون المراسلة السويسرية. وفي أبريل من عام 2021، فتح القضاء اللبناني تحقيقا محليا بشأن ثروة سلامة ومصدرها بعد استهدافه بالتحقيق السويسري. وتحقّق دول أوروبية عدة في ثروة سلامة. ويشتبه المحققون في أنه راكم أصولا عقارية ومصرفية عبر مخطط مالي معقّد، فضلا عن إساءة استخدامه أموالا عامة لبنانية على نطاق واسع خلال توليه حاكمية مصرف لبنان منذ أكثر من ثلاثة عقود. وزار محققون من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، الدول الثلاث التي جمدت قبل عام 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة قريبين منه، بيروت ثلاث مرات خلال العام الحالي. واستمعوا إلى مديري مصارف وموظفين حاليين وسابقين في مصرف لبنان، واستجوبوا سلامة في مارس. وأصدرت قاضية في باريس وأخرى في ميونيخ، الشهر الماضي، مذكرتي توقيف بحق سلامة، عُمِّمتا عبر الإنتربول. وبعد استجوابه بشأنهما في جلستين منفصلتين، صادر القضاء اللبناني جوازي سفر سلامة اللبناني والفرنسي وتركه رهن التحقيق بعد منعه من السفر. ويكرّر سلامة نفي كل الاتهامات الموجهة إليه. ويؤكد أنه جمع ثروته من أعماله الخاصة قبل تعيينه حاكما لمصرف لبنان ولم يستفد من أي مبلغ من البنك المركزي خارج راتبه الشهري.

وزيرا خارجية السعودية ولبنان يستعرضان العلاقات الثنائية

الرياض: «الشرق الأوسط».. استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، الخميس، العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في العديد من المجالات. جاء ذلك خلال لقائهما بالرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»؛ حيث قدم الأمير فيصل بن فرحان شكر القيادة وتقديرها للجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المختصة في لبنان، على سرعة تجاوبها في تحرير المواطن السعودي المختطف هناك. وناقش الجانبان المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تناولا أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع.

مسؤول عسكري إسرائيلي: لا بد من اجتياح بري في أي حرب مع لبنان أو غيره

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. في خضم التدريبات الضخمة التي يجريها الجيش الإسرائيلي وأطلق عليها اسم «القبضة الساحقة»، أعلن العقيد مئير أوحيون، القائد في لواء جولاني، أنه «لا بد من اجتياح بري في أي حرب قادمة مع لبنان أو غيره». وقال أوحيون، الذي كان يتحدث للإذاعة من موقع التدريبات، إن قواته بدأت تدريبات مسبقة منذ خمسة أسابيع وانضمت إلى التدريبات الجديدة المذكورة لإعداد الحرب القادمة، وإن «التهديدات التي تواجه إسرائيل أوصلتها إلى قناعة بأن المعركة لن تحسم إلا بالاجتياحات البرية». وكان الجيش قد أعلن أن القوات البرية التي شاركت في التدريبات ضمت 20 وحدة قتالية، سار خلالها مئات الجنود طوال خمسة أيام في أحد التمارين، لمسافة 50 – 60 كيلومتراً وهم يحملون العتاد الثقيل، فضلاً عن مشاركة المجنزرات والمدرعات الثقيلة والخفيفة. وقال أوحيون إن «القيادة السياسية هي التي تقرر أبعاد وحجم العمليات القتالية، ولكن كل الحسابات التكتيكية للجيش تؤكد أنه لا مفر من اللجوء إلى الاجتياح البري لحسم الحرب، أكان ذلك على الجبهة السورية أو اللبنانية أو في قطاع غزة». يذكر أن التدريب المذكور يقترب من نهايته (الأحد). وفي أيامه الثلاثة الأولى شارك القائد العام للقيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة في الشرق الأدنى، (CENTCOM)، الجنرال مايكل كوريلا، وقام خلاله بزيارة إلى مقر وحدة الاستخبارات 504، المكلّفة بجمع المعلومات الاستخباراتية من المصادر البشرية التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية. ولاحقاً، أقيمت ندوة عملياتية برئاسة رئيس الأركان، هيرتسي هاليفي، بحث خلالها القادة في قضايا التعاون بين الجيشين. وحاكى التمرين سيناريو القتال متعدد الجبهات جواً، وبحراً، وبراً، وعبر السبكتروم والفضاء الإلكتروني السايبر. وفيه يُختبر مدى جاهزية الجيش لخوض معركة طويلة الأمد وكثيفة يطلق خلالها آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية وتنفذ محاولات خلايا مسلحين اجتياح الأراضي الإسرائيلي وخطف جنود أو مواطنين. وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي أنه يتم فحص مدى قدرة القوات على التنسيق فيما بينها لمواجهة حرب متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية. ومنذ انطلاق هذا التمرين، لوحظت حركة عسكرية نشطة في مختلف أنحاء إسرائيل، حيث برزت حشود للمركبات العسكرية والمدرعة، وانطلقت الطائرات الحربية إلى الجو ليل نهار.

الملف الرئاسي اللبناني يفاقم الخلافات بين نواب «التغيير»

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... لا يلبث نواب «التغيير» الـ12 أن يتجاوزوا خلافاتهم وانقساماتهم في التعامل مع استحقاق معين حتى يفاقم استحقاق جديد هذه الخلافات ويؤدي لمزيد من التضعضع في صفوفهم. آخر الاختبارات التي يجتازها هؤلاء كيفية تعاطيهم مع الانتخابات الرئاسية، وبالتحديد مع الجلسة 12 التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم الأربعاء المقبل، التي يتنافس فيها بشكل أساسي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، مرشح «الثنائي الشيعي» وحلفائه، بوجه الوزير السابق جهاد أزعور، الذي تبنت ترشيحه الكتل المسيحية الرئيسية إلى جانب عدد من النواب المستقلين. وانضم 3 فقط من النواب «التغييريين» لمجموعة النواب التي أعلنت دعمها علناً لأزعور هذا الأسبوع من منزل المرشح السابق النائب ميشال معوض وهم: ميشال دويهي، ووضاح الصادق، ومارك ضو. فيما أعلن تباعاً 3 آخرون هم سينتيا زرازير، وحليمة القعقور، وإلياس جرادي، رفضهم التصويت لأزعور. ويتروى باقي النواب البالغ عددهم 6 في إعلان قرارهم النهائي، وإن كان أحدهم يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التوجه هو لصب أصواتهم كاملة لصالح أزعور»، لافتاً إلى أن إعلان القرار سيتم قبيل موعد جلسة الانتخاب وبعد تحديد كل الكتل مواقفها. من جهتها، تشير النائبة بولا يعقوبيان إلى أنه يتم العمل على «توحيد موقف أكثرية النواب حول خيار معقول وجيد في هذه المرحلة... لكن للأسف اتخاذنا للقرار يأخذ وقتاً، وهو بطيء ويحتاج للكثير من المشاورات، لأننا نعود لمجموعاتنا»، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «نحن حالياً على تواصل مباشر ومفتوح أنا وملحم خلف ونجاة صليبا وإبراهيم منيمنة وياسين ياسين وفراس حمدان. أما بقية نواب التغيير الذين أخذوا قرارهم فباتوا خارج دائرة التشاور الحالية». وتلفت يعقوبيان إلى أن «الجهد ينصب كي يكون موقف النواب الستة واحداً، لأننا بنهاية المطاف أمناء على أصوات الناس الذين صوتوا لنا وعلى مصلحة البلد وما نراه أفضل للبنانيين». ويسعى معارضو «الثنائي الشيعي» لتجميع 65 صوتاً لأزعور تمكنه من الفوز بالدورة الثانية في حال لم يعطّل نواب «الثنائي» وحلفاؤه النصاب المتمثل بـ86 نائباً. لذلك يبدو أي صوت مؤثراً في الكباش الحاصل، وهو ما دفع النائب مارك ضو للقول: «النائب يخون الوكالة المعطاة له إن (تدلَع) أو صوَت بحياد عندما يكون صوته حاسماً أو محدداً لمصير أمة أو مرحلة مفصلية في بلد منهار. كذلك فإن عدم إجادة التصويب يوم 14 يونيو (حزيران) سيرسل رسالة خاطئة أو يطلق رصاصة رحمة على حظوظ مرشح هو أفضل من سليمان فرنجية بكثير». بالمقابل، أعلنت النائبة حليمة القعقور في بيان: «إننا لسنا بوارد المشاركة في تسويات بعد التطوّرات السياسية الأخيرة، ونؤكد أننا لن نكون جزءاً من أوراق تفاوض وتسويات تبدو محلية ورأيناها اليوم تتوسع لتصبح إقليمية». وقالت القعقور: «ليس مكاننا مع الثنائيات الطائفية التي تفتت المشروع الوطني، وكما أعلنا منذ اليوم الأول، لا لمرشح الفرض سليمان فرنجية، ولا لمرشح التقاطع التسووي جهاد أزعور». وفيما لم يُعلن أي من نواب «التغيير» أنه سيصوت لفرنجية، فإن أصواتاً معارضة اعتبرت أن مجرد رفض التصويت لأزعور يعني تنفيذ أجندة «حزب الله». وشهد تكتل «التغييريين» قبل نحو أسبوعين خضة كبيرة على خلفية تسريب تسجيل صوتي للنائبة زرازير تتهم فيه زملاءها بالتبعية لجهات معينة وتقاضي أموال منها، لتعود وتعتذر دون أن يمنع ذلك إصدار النواب التغييريين الـ11 بياناً لاذعاً اتهموها فيه بـ«الافتراء، ونشر الأكاذيب والإشاعات». وللنواب الـ12 خلفيات سياسية مختلفة، وإن كانوا جميعاً من الناشطين البارزين في انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، علماً بأن وضاح الصادق وميشال دويهي كانا قد أعلنا في وقت سابق أنهما خارج تكتل «التغييريين».

انتخاب الرئيس اللبناني مستبعد في جلسة البرلمان الأسبوع المقبل

المنازلة النيابية تفتقد الشريك السني

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. الجديد في المنازلة النيابية التي تشهدها الجلسة المقررة، الأربعاء المقبل، لانتخاب رئيس للجمهورية يكمن في غياب الشريك السني باستنكاف المرجعيات السنية عن خوض الانتخابات النيابية، وهذا ما تفتقده قوى المعارضة التي تقاطعت مع «التيار الوطني الحر» على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بالتساوي مع محور الممانعة المؤيد لمنافسه زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية اللذين يتسابقان لكسب تأييد العدد الأكبر من النواب السنّة الذين يؤكدون في العلن امتناعهم عن الاصطفاف إلى جانب فريق ضد الآخر. غياب الشريك السني للمرة الأولى عن المبارزة الرئاسية منذ قيام الجمهورية اللبنانية، كان وراء تشرذم العدد الأكبر من النواب السنّة من غير المنتمين إلى الفريقين المتنافسين، والذي أدى إلى تقليل فاعليتهم في البرلمان نظراً لتوزّع معظمهم على تكتلات نيابية، ولم يكن لهؤلاء الحضور المطلوب في البرلمان؛ لافتقادهم إلى المرجعية النيابية القادرة على جمع العدد الأكبر منهم في تجمّع سياسي على غرار ما كان يحصل في الدورات الانتخابية السابقة. ولعل غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد السياسي بعد قراره تعليق العمل السياسي، كان العامل الأبرز وراء تشتت أصوات النواب السنّة الذي أفقد القوى السياسية التي تخوض المعركة الرئاسية الشريك السني، ما أوقعها في حالة من الإرباك اضطرتها لكسب تأييد هذا النائب أو ذاك بالمفرّق، رغم أن بعضها يحاول أن يوحي بأن الحريري يؤيد ضمناً مرشحها، بخلاف تأكيد مصدر قيادي في «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» أنه منقطع عن التواصل مع أي فريق، ولا يتدخل في الانتخابات الرئاسية انسجاماً مع قراره بتعليق عمله السياسي والنأي بنفسه عن التدخل في اللعبة السياسية. وفي هذا السياق، يلفت مصدر سياسي مواكب لاحتدام المعركة الرئاسية التي تعتبر الثانية بعد المنافسة التي دارت بين إلياس سركيس وسليمان فرنجية عام 1970، وأدت إلى فوز الأخير بفارق صوت واحد، إلى أنه كان للمكوّن السنّي دور بارز في حينه في ارتفاع منسوب المواجهة بينهما.

* محور الممانعة

ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن محور الممانعة يفتقد إلى الشريك السنّي الفاعل، وأيضاً إلى الشريك الدرزي والمسيحي في ضوء تموضع القوى المسيحية الرئيسة إلى جانب دعمها لأزعور، ويقول بأن قوى المعارضة تفتقد إلى الشريك الشيعي الذي يشكل رأس حربة في تأييده لفرنجية. ويضيف المصدر نفسه أن قوى المعارضة مجتمعة تفتقد الشريك السنّي القادر على تجميع العدد الأكبر من نواب السنّة في تكتل نيابي يتزعّم الحملة المؤيدة لأزعور، بخلاف محور الممانعة الذي لديه القدرة على جمع 10 نواب ينتمون إلى محوره من أصل 27 نائباً سنّياً في البرلمان يؤيدون فرنجية بلا تردد. ويكشف أن نواب صيدا - جزين (أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، شربل مسعد) يتحركون مع زملاء لهم من التغييريين والمستقلين في محاولة لتشكيل قوة ثالثة تقف خارج الاصطفافات، أكانت داعمة لأزعور أو منافسه فرنجية، ويقول بأن التواصل قائم لخوض المعركة باسم مرشح يتم التوافق عليه، وإذا تعذّر فسيقترع هؤلاء بورقة مرمّزة، وإن كان من السابق لأوانه حسم موقفهم منذ الآن. ويسأل المصدر السياسي إذا كان لدى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل القدرة لإقناع المترددين في تكتل «لبنان القوي» بالتصويت لأزعور باعتماده على الدور الضاغط الذي يقوم به رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، رغم أن مصادر قيادية في الثنائي الشيعي تؤكد أن بعضهم يميل حتى الساعة للاقتراع على طريقته، فيما تجزم بأن نواب حزب «الطاشناق» سيصوّتون لفرنجية. وتقول هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأنه لا مجال للبحث عن خطة (ب) على الأقل في المدى المنظور، وأن الثنائي الشيعي ماضٍ في خوضه لمعركة فرنجية، وهذا ما أبلغه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لموفد البطريرك الماروني المطران بولس عبد الساتر، الذي سيتبلّغ اليوم الموقف نفسه من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أبدى استعداداً لاستقباله بعد التوضيح الذي صدر عن الراعي، نافياً فيه تحميله مسؤولية عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية. وتضيف أن نصر الله أكد لعبد الساتر أنه يصنّف أزعور على خانة التحدّي بامتياز، وأن لديه من القلق ما يدعوه للتمسك بتأييد فرنجية. وتقول بأن جلسة الانتخاب الأولى ستنعقد، وأن النصاب بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان بات مؤمّناً، لكنها لن تنتهي إلى نتيجة حاسمة تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. لكن المصادر ذاتها لا تضمن أي مصير ستذهب إليه جلسة الانتخاب الثانية، وتسأل: لا نعرف من سيبادر إلى تطيير النصاب المؤدي إلى تعطيلها؟ خصوصاً أن تعداد الأصوات الذي أجريناه في الساعات الماضية يؤكد أن أحداً من المرشّحَيْن لن يحصل في دورة الانتخاب الأولى على 65 صوتاً، أي الغالبية النيابية المقبلة. ولدى سؤالها عن ردود الفعل المحلية والدولية حيال تعطيل جلسة الانتخاب الثانية، أجابت: لنرَ، ولكل حادث حديث، ونحن من جانبنا سنمضي في ترشيح فرنجية حتى لو تقدّم عليه أزعور في جلسة الانتخاب الأولى. لذلك، فإن انعقاد جلسة الانتخاب الثانية ليس مضموناً، ويبقى عالقاً، إلا إذا حصل تدخّل دولي يدفع بالأطراف مجتمعة إلى مراجعة حساباتها تحت ضغط التهديد بالعقوبات ضد من يعطلها، رغم أن محور الممانعة أعلن التعبئة العامة، وبدأ نوابه يتحركون لمنع أزعور من التقدم على فرنجية، فهل هناك من يجرؤ على تعطيلها؟ خصوصاً أن المعارضة ليست في وارد تطيير النصاب، كما تقول مصادرها، وستُبقي على الجلسات مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..6 دول «متأرجحة» ستقرر المستقبل الجيوسياسي للعالم..لكشف ملابسات تفجير سد خيرسون.. مقترح تركي بتشكيل لجنة تحقيق دولية..ميدفيديف يدعو لشن هجوم على أوكرانيا..تفجير السد يهدد بإغراق «الهجوم المضاد»..روسيا تحظى بميزة جراء تدمير كاخوفكا..وتوقعات بعرقلة الهجوم الأوكراني المضاد..الحرب تنتقل إلى المرافق الاستراتيجية.. استهداف خط أنابيب توجلياتي - أوديسا للأمونيا في خاركيف..الصين: أميركا ستمد أستراليا بمواد تكفي لصنع 80 قنبلة نووية..لندن تتخلص من كاميرات صينية..خطة أوروبية لتعزيز العلاقة مع أميركا اللاتينية ..خفر السواحل الإيطالية يعلن إنقاذ أكثر من 1400 مهاجر..ألمانيا: تفكيك شبكة دولية هرّبت مئات المهاجرين..بلينكن إلى بكين «قريباً» بعد محادثات أميركية - صينية «مثمرة»..رئيسة كوسوفو مستعدة لإجراء انتخابات جديدة في البلديات ذات الأغلبية الصربية..

التالي

أخبار سوريا..فوربس: 4 أسباب وراء نشر الجيش الأمريكي منظومة “هيمارس” في شمال شرق سوريا..استعادة المقاتلين يتصدّر ملفات التحالف الدولي ضد «داعش»..ولادة جديدة لـ«هيئة التفاوض»: نحو حوار (غير) مشروط مع دمشق..سوريا تعود إلى اجتماعات منظمة السياحة العالمية..شمال غربي سوريا يشهد حملة إصلاحات وخدمات واسعة..


أخبار متعلّقة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,077,607

عدد الزوار: 6,751,692

المتواجدون الآن: 102