أخبار لبنان..الكنيسة تتعارض مع صقور الموارنة: لتلبية دعوة برّي..جعجع: مستعدّون لتحمُّل الفراغ و"عَ بعَبدا ما بيفوتوا"..ضباط اليونيفل خائفون: نلتزم التنسيق مع الجيش..حملات لـ «حزب الله» تجعل «اليونيفيل» تعمل في «بيئة غير صديقة»..تقاطع بين بكركي وباسيل بشأن الحوار وحزب الله يتحفظ على اللامركزية..جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك..بري لحوار ببند وحيد يؤمن انتخاب رئيس للبنان و«نقطة على السطر».. باسيل يُواصل إحكام قبضته على «الوطني الحر» بقوة عون..

تاريخ الإضافة الإثنين 4 أيلول 2023 - 5:01 ص    عدد الزيارات 522    التعليقات 0    القسم محلية

        


الكنيسة تتعارض مع صقور الموارنة: لتلبية دعوة برّي..

جعجع للتعايش مع فراغ لسنوات والجميِّل للمواجهة.. واحتضان مصرفي عربي لمنصوري..

اللواء..بين دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تلبية دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار في المجلس النيابي، ومسارعة حزب «القوات اللبنانية» الى اعلان موقف تصعيدي، تدخل الساحة الداخلية، والمسيحية على وجه التحديد في مخاض جديد يكرّس الانقسام، وربما يمدّد الأزمة. وذهب رئيس الحزب سمير جعجع الى تفضيل الفراغ لأشهر وسنوات، معلناً الاستعداد: «لتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمل فسادهم وسرقاتهم وسوء ادارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية». مؤكدا: «لن نرضى الا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا، فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد». ولئن نأى التيار الوطني الحر عن الرد على اتهامات جعجع له بصفقات مع حزب الله، فإنه في الوقت نفسه لم يبدِ حماساً قوياً لمبادرة بري، بانتظار اسئلة لديه، تنتظر اجابات اما عبر الوسطاء او الاعلام. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رفع السقوف الكلامية من قبل فريق المعارضة يوحي بأن طرح الحوار لن يشق طريقه كما هو مأمول وأكدت أن الأجوبة على فكرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قد وصلت اصداءها وبالتالي سيتضح مصيرها في أقرب وقت ممكن. وأعربت عن اعتقادها أن ما من مساع جديدة في الاستحقاق الرئاسي وليس واضحا ما إذا كانت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان ستحمل معها أي طرح مغاير للحوار بأعتبار أنه نال تحفظات من بعض الأفرقاء على إجرائه واعتبرت أن الأفكار التي تطرح حاليا قد يطلق عليها عنوان «أفكار لملء الوقت الضائع». إذاً، دخل لبنان مرحلة انتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بعدما إكتملت ردود النواب الراغبين بالرد على سؤاليه حول مواصفات رئيس الجمهورية والبرنامج الاصلاحي الممكن تنفيذه، وقد باتت معروفة الكتل التي ارسلت الردود وتلك الرافضة او التي تعاملت بسلبية مع الرسالة الفرنسية ومع مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الحوارية التي اطلقها في مناسبة تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. وقد كان آخر تأكيد من الرافضين امس موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شن حملة عنيفة على محور الممانعة وحزب الله تحديداً مؤكداّ استمرار المعارة عل مواقفها، ومنتقدا المبادرة الفرنسية التي وصف مسعاها للحوار بأنه صفقة. وتميزت كلمة جعجع في قداس شهداء «القوات اللبنانية» بعد ظهر امس بهجوم شرس على ما أسماه بمحور الممانعة وحزب الله، وقال: حادثة الياس الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ اشهر وأشهر، فيدعونك الى حوار لخنقك وقتلك، وخنق قناعاتك وحريتك وفريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز. وقال جعجع: نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى «الجمهورية التي يحلم بها كل لبناني، وانطلاقا من هنا تأكدوا من امر واحد «قد ما جربوا وقد ما حاولوا». وفي انتقاد لاذع للتيار الوطني الحر، قال جعجع: على الرغم من كل ما تقدم ما زال البعض مصرًّا على اجراء صفقات مع حزب الله، ولتغطية هذه الصفقات يطرح عناوين جدية مهمة، وتضرب مصالح اللبنانيين، كما صفقة مارمخايل. واضاف جعجع: «نقول لـ «حزب الله» لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك»، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني... وبرغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و«كأنو ما صار» في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة». وقبيل موقف جعجع قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب محلم رياشي في حديث تلفزيوني: «ان الاتجاه سلبي لناحية تلبية دعوة الرئيس برّي للحوار، والنقاش بشأن ذلك سيحصل خلال اجتماعنا (اليوم) لاتخاذ الموقف. وممكن أن يؤدي التدخل الدولي والحوار إلى رئيس، وهناك ضغط جدّي خلال هذا الشهر لانتخاب رئيس واحتمال نجاح ذلك وارد، ولكن المهمّ ألا يكون هناك مبالغة لأن في السياسة يجب أن نكون واقعيين». وحتى الان ردت على رسالة لو دريان وايدت مبادرته ودعوة الرئيس نبيه بري للحوار في مجلس النواب، كتل: التنمية والتحرير، والوفاء للمقاومة، وتكتل لبنان القويّ، واللقاء الديمقراطي، والاعتدال الوطني واللقاء المستقل، وتيار المردة، والطاشناق، والتوافق الوطني وعدد غير قليل من النواب المستقلين، وبعض نواب التغيير. وقال عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه على منصة» X» : مبادرتي التي أطلقُتها من الديمان ليست بعيدة عن دعوة برّي، لكن بوصلتها مختلفة، حيث نذهب جميعا إلى جلسة إنتخاب من دون تعطيل ونقيم الحوار بين الدورات وممكن دعوة لودريان للحضور والوساطة. لنبق 7 دورات بدل 7  أيام وننتج رئيساً. في المواقف، خلال زيارته امس الاول، المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، في دارته في الجاهلية، بحضور الوزير السابق وئام وهاب، رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، أن الأزمة السياسية في لبنان ستكون طويلة الأمد. وجاءت الزيارة في إطار تهنئة جنبلاط للشيخ أبو ذياب بالعمامة المكولسة، وكان هناك بحث بالأمور المعيشية التي تهمّ المواطن. وحسب العديد من مواقع الاخبار والتواصل، فخلال اللقاء، تطرّق جنبلاط إلى الأزمة السياسية في البلد، وقال: «شكلها مطولة». ورداً على سؤال عن فرصة قائد الجيش العماد جوزيف عون بالوصول إلى سُدة الرئاسة، أجاب جنبلاط: «جبران باسيل بدوش ياه… وأنا بديش ياه». وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان لراعي: «ان الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل برغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان. لكن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب غياث يزبك رد على البطريرك كاتباً في منصة «اكس»: عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس. وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة ميس الجبل الجنوبية: البلد اليوم في معركة خيارات، وخيارنا لبنان بطبعة الإمام موسى الصدر، ومعركتنا وطنية بامتياز مع اللعبة الدولية التي تنشط لاستنزاف الدولة والكيان وتمزيق الطوائف، بخلفية تحويل لبنان إلى مستنقع، فيما عين (الموفد الاميركي) هوكشتاين على مصالح تل أبيب لا على مصالح لبنان. ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى مواجهة حزب الله بكل الوسائل السلمية، عبر المؤسسات وغيرها من سياسية وشعبية.

منصوري في الرياض

وفي اول اطلالة له على الخارج، غادر الوفد برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة د.وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة د.محمد ابو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان «الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة»، والذي ينعقد في فندق هيلتون – الرياض برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي أيمن بن محمد السياري إضافة إلى حضور صانعي القرار الاقتصادي والمالي،  ومحافظي بنوك مركزية عربية ورؤساء مؤسسات مالية عربية ودولية، و رئيس وأعضاء مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية، وأصحاب المصارف السعودية والإعلام السعودي . وصدر بيان صباح امس في افتتاح الاجتماع، رحب بـ»مشاركة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مؤتمره المصرفي السنوي الذي يعقده في الرياض، برعاية محافظ البنك المركزي السعودي أيمن بن محمد السيّاري وحضوره، وأشار البيان إلى أن «هذا المؤتمر  يأتي في إطار سعيه الدائم إلى مساعدة كل الدول، إضافة إلى دعم البنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني ومساندتهما»، موضحا «التزام الاتحاد مساندة مصرف لبنان، في ظل إدارته الجديدة، ووضع كل علاقاته وامكاناته في تصرفه  لإنجاح مهامه في إنقاذ الوضع النقدي في لبنان» . وذكر البيان أن «الامين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح قام بتنسيق التواصل بين منصوري والقيادات المصرفية في المملكة، وعلى رأسها محافظ البنك المركزي السعودي» . وأشار إلى أن «لقاءات منصوري مع محافظ البنك السعودي  والقيادات المصرفية في المملكة العربية السعودية اتسمت بالإيجابية والاتفاق على التعاون ودعم المملكة للبنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني لما فيه خير للبنان والشعب اللبناني». وغداة مغادرة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان استقبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأمين العام لحركة ‏الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي ‏لحركة حماس الشيخ صالح العاروري أمس، يهدف إلى إيصال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنّ هناك تنسيقاً أمنياً يومياً بينهم وأنّ محور المقاومة قوي وموحد. ورأى الاعلام الاسرائيلي ان هذا اللقاء يهدف الى ايصال رسالة الى اسرائيل مفادها ان تنسيقاً أمنياً يومياً، بينهم وأن محور المقاومة قوي وموحد.

"حزب الله" يتعهّد بـ"تحالف" مع "أمل" يأتي برئيس "لا يطعن المقاومة"

جعجع: مستعدّون لتحمُّل الفراغ و"عَ بعَبدا ما بيفوتوا"

نداء الوطن...«عا بعبدا ما بيفوتوا»، هذه العبارة كررها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مراراً في الكلمة التي ألقاها أمس في قداس «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب. والدلالة المباشرة لهذه العبارة، هي أن طريق الاستحقاق الرئاسي لن يكون سالكاً أقله في أيلول الحالي حيث يصل قريباً الى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. من الواضح أنّ المقصود بـ»ع بعبدا ما بيفوتوا»، هم فريق الممانعة، بالإضافة الى «التيار الوطني الحر»، إذ قال جعجع: «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع «حزب الله»، و»كأنو ما صار» في كحّالة وعين إبل وعين الرمانة و 7 أيار، وكبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة». والى»هذا البعض» أضاف: «من الحرام أن تستخدم عناوين جدية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل إبرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين في العمق، تشبه نتيجة صفقة «مار مخايل» التي اوصلتنا الى هذه الحالة، ما يعني أن إجراء اي صفقة مماثلة «بطّيرنا من الوجود وبيقبع لبنان من الجغرافيا». وتابع: «نحن مستعدون أن نتحمّل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمّل «تقالة دمّن» بالدرجة الأولى، وفسادهم وسرقاتهم وسوء إدارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية». وطال جعجع بالانتقاد «بعض السياسيين المنتخبين من الشعب الذي لا يرغب في الاعتراف بالحقيقة... هؤلاء السياسيون يذكّروننا بمتلازمة استوكهولم». وخاطب فرنسا، من دون ان يسميها، قائلاً: «الى اصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته: بكل صراحة ومحبة، كنّا ننتظر منهم مساعدة اكثرية اللبنانيين (...) بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطوراً بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطّي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم حوار». وأكد ان «لا خلاص للبنان من دون معارضة واسعة وواضحة، لا تساوم». في المقابل، إنبرى قادة الصف الأول في «حزب الله» الى التصويب على أهداف خارجية وداخلية معاً. فمن التصويب على المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، ورفض «المواعظ التي يقدمها الى اللبنانيين في كيفية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، الى انتقاد «التصويت على قرار التمديد لقوات «اليونيفيل»، والتعجب من مواقف الدول «التي كانت تفترض أن لبنان له الحقّ في أن تتعهد «اليونيفيل» بالتنسيق في حركتها مع حكومته وجيشه، إلّا أنها بسحر ساحر وإنقلاب في ليل مظلم تبدّل موقفها»، وصولاً الى القول إنه «من الممكن للعدو الإسرائيلي أن يمرر القرارات التي يشاء في مجلس الأمن، لكنه سيبقى عاجزاً عن تحقيق أي أهداف على أرض الجنوب». أما داخلياً، فلاقت مواقف «حزب الله» مبادرة الرئيس نبيه بري الأخيرة بالقول: «نتحالف تحالفاً وثيقاً في رؤيتنا وفي مسارنا مع إخواننا في حركة «أمل» من أجل أن نصل إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي، بحيث يكون لدينا رئيس جمهورية نستطيع أن نأمن منه بأن لا يطعن المقاومة». وفي اسرائيل، ظهر اهتمام اعلامي بلقاء الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي زياد النخالة». ولفتت صحيفة «ازمنة إسرائيل» الى أن هذا الاجتماع جاء بعد أسبوع تقريباً من تحذير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رداً على تهديدات بالتصعيد في نهاية الأسبوع الماضي من قبل العاروري المقيم في لبنان.

ضباط اليونيفل خائفون: نلتزم التنسيق مع الجيش

مداولات نيويورك كشفت تورّط أبو ظبي في الدور القذر خدمة للعدو

الاخبار...ابراهيم الأمين ... فيما لا تزال تداعيات قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب محلّ متابعة، محلياً وإقليمياً ودولياً، تبلّغت دول أعضاء في هذه القوات من المقاومة، بطرق مختلفة، بأنها لن تسمح لأحد بالتعدي عليها أو على الناس في مناطق عمل اليونيفل. علماً أن المقاومة غير مهتمّة أساساً بوجود القوات الدولية أو بقائها أو رحيلها، بعدما بات واضحاً أنها تعمل حصراً في خدمة العدو. لذلك، تبدو قيادة القوات الدولية وضباطها الأكثر قلقاً من تداعيات القرار. وقد تعمّد قائد القوات نفسه وضباط كبار، خلال الأيام القليلة الماضية، عقد لقاءات مع رؤساء بلديات ومخاتير قرى، وإبلاغهم بأن اليونيفل تلقّت تعليمات من نيويورك تطلب الاستمرار في آلية العمل المعمول بها سابقاً، بالتنسيق الكامل مع الجيش. كما طلبت قيادة اليونيفل من قواتها خفض عدد الدوريات إلى الحد الأدنى الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع، فيما يجري الإعداد لاجتماعات مع الجيش اللبناني لتنسيق الخطوات اللاحقة. ويراقب «الأهالي» كيفية تعامل القوات الدولية مع التطورات في المرحلة المقبلة، بعد القرار، خصوصاً في ما يتعلق بثلاث خطوات:

أولاً: هل ستعمد القوات الدولية إلى تسيير دوريات من دون التنسيق مع الجيش وتحاول الوصول إلى أماكن معيّنة بناءً لطلبات العدو؟

ثانياً: كيف ستترجم القوات الدولية العبارة الواردة في قرار التجديد بأن لها الحق في القيام بدوريات غير معلنة وغير منسّقة مع الجيش؟ وهل ستلبّي طلبات عاجلة للعدو من بينها القيام بعمليات دهم لمناطق في الجنوب من خلال دوريات مموّهة أو دوريات أمنية غير عسكرية؟

ثالثاً: كيف ستتصرف القوات الدولية مع المستوعبات والأبراج الموجودة في عدة نقاط على الحدود، وهل ستعمل على رفع وتيرة الاحتكاك والتصعيد لتثبيت مضمون ما ورد في توصيات مجلس الأمن لناحية اعتبار هذه المستوعبات عامل إعاقة وعنصرَ خطرٍ على القوات الدولية؟

حتى الآن، تبدو الأمور في حالة هدوء، ويُتوقع أن تكون قيادة القوات الدولية أكثر عقلانية من مجانين نيويورك. لكن، قد يحدث أن تقدم هذه القوات، أو قوة منها، على مغامرات معينة بحجّة أنها تطبّق القرار كما صدر... وعندها سيكون الجميع أمام معطى جديد، وأمام حديث آخر. في غضون ذلك، تكشّف المزيد من المشاورات التي سبقت قرار التجديد الأسبوع الماضي، خصوصاً أن مجموعة الضغط التي عملت لمصلحة العدو لم تكن عادية هذه المرة، إذ انضم إليها، بصورة علنية، طرف عربي يُفترض أنه يمثل مصالح المجموعة العربية في مجلس الأمن. فقد لعبت مندوبة دولة الإمارات العربية في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة «الدور الأقذر» في سياق المفاوضات والمداولات، وهي الوحيدة التي شنّت في كلمتها العلنية حملة على حزب الله، محاولة تحميله مسؤولية أي خلل يحصل في عمل القوات الدولية. وبحسب المعلومات التي تجمّعت بعد انتهاء الجلسة، فإن أحداً لم يكن ليُفاجَأ بمواقف الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، كما لم يكن متوقّعاً أن تشهر فرنسا تأييدها لإسرائيل بطريقة تستفزّ لبنان، علماً أنها تحاول الإيحاء بالتوازن سعياً إلى لعب دور في رسم مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي. لكن ما فاق التوقّعات هو دور الإمارات في خدمة إسرائيل. وكشفت المداولات أن نسيبة، وهي من أصول فلسطينية، نسيت أنها تمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن كما يفترض العرف، وتحوّلت إلى شريكة في العمل لمصلحة العدو، وقادت حملة ضد المقاومة، وأبلغت السفراء الغربيين أنها ترفض إدخال أي تعديل يحدّ من حركة القوات الدولية، وأن تفهّمها ينحصر فقط بمطلب لبنان تعديل تسمية الجزء الشمالي من بلدة الغجر إلى خراج بلدة الماري، لكنها اعتبرت أن هذا البند ليس ذا أولوية ولن تخوض معركة من أجله. وأثناء لقاء وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مع السفراء العرب، تهرّبت نسيبة من الدخول في أي نقاش، كما تهرّبت من محاولات بو حبيب اللقاء بها، قبل أن توافق على عقد اجتماع معه بمفرده، في مكان غير مخصّص للقاءات من هذا النوع. وكرّرت أمامه أنه سيكون من الخطأ أن يتحدّث لبنان عن سحب طلب التجديد للقوات الدولية، وأبلغته بأن التعليمات التي وصلتها من أبو ظبي تطلب منها الضغط لضمان أكبر هامش حرية لتحرّك القوات الدولية، وأنها لن تدعم طلب لبنان إخضاع الحركة لتنسيق مسبق مع الحكومة اللبنانية ممثّلة بالجيش. وتولّى دبلوماسي غربي عرض ما أسماه «موجز ما يحصل في مقر الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الإمارات كانت تقاتل إلى جانب إسرائيل، ولم نشعر بأن الوفد اللبناني مارس ضغطاً كافياً لتعديل موقف أبو ظبي». وتساءل: «كيف نقاتل من أجل لبنان فيما لا يحظى أصلاً بدعم مندوبة المجموعة العربية؟».

التخاذل لا يقتصر على الحكومة ووزارة الخارجية بل يتعداهما إلى أجهزة أمنية لبنانية تقدّم خدمات للإمارات

الأكثر خطورة تمثّل في ما كُشف عنه في التصويت على النسخة الأخيرة من مسوّدة القرار. إذ تبيّن أن الإمارات كانت شريكة للولايات المتحدة وبريطانيا برفض ما اعتُبر صياغات فرنسية تناسب حزب الله. وحاولت نسيبة منع إضافة العبارة الخجولة التي تشير إلى التنسيق مع الحكومة. وعندما تمّ الاتفاق على الصيغة الأخيرة، بعد إلغاء تسمية الماري، والإشارة إلى مستوعبات «جمعية أخضر بلاد حدود»، حاولت سفيرة الإمارات التدخل لإزالتها. ووصل بها الأمر إلى حدّ المطالبة بالتصويت ليس على مجمل المسوّدة، بل على هذه الفقرة التي تخصّ التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وكانت تأمل إسقاطَها. المتابعة الإضافية تبيّن أن الجانب الإماراتي يخوض ممثّلاً بسفيرته الفلسطينية الأصل، كل المعارك التي تستهدف قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، وكشفت الإمارات عن حقد غير مفهوم ليس ضد الإسلاميين فقط، بل ضد فكرة المقاومة. وفيما كان وزير حرب العدو يؤاف غالانت يحمل معه إلى نيويورك «تفاصيل خرق حزب الله الكامل للقرار 1701»، ما يتطلب أن تكون القوات الدولية أكثر حزماً وقساوة، تبيّن أن لدى الجانب الإماراتي معطيات إضافية. ويجري الحديث عن أن المخابرات الإماراتية تحصل من جهات في لبنان، سياسية وأمنية، على معطيات كثيرة، من بينها ما يخصّ حزب الله في الجنوب، وليس فقط معلومات تتعلق بلبنانيين يعملون في الإمارات وتنظر إليهم حكومة أبو ظبي بشك. يبدو أن التخاذل لا يقتصر على الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية فقط، بل يتعداهما إلى أجهزة أمنية لبنانية رسمية تقدّم خدمات لدولة الإمارات، مقابل توفير الأخيرة دعماً مالياً لهذه الأجهزة. وربما لا ينبغي أن يستغرب أحد، إن خرج علينا غداً مسؤول لبناني يشكر دولة الإمارات على دورها في مجلس الأمن!

عبداللهيان لبو حبيب: لماذا لا تزورنا؟

كشف مصدر دبلوماسي غير لبناني أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي زار لبنان الجمعة الماضي وجّه، للمرة الخامسة، دعوة إلى نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب لزيارة إيران، فيما قدّم الأخير اعتذاراً بطريقة مواربة كما فعل في المرات السابقة. وقال المصدر إن الوزيرين عقدا لقاءات كثيرة، خصوصاً أن عبداللهيان يزور لبنان والمنطقة بصورة متكررةـ وأنه في كل مرة يلتقي فيها عبد اللهيان بو حبيب، يسأله عن سبب عدم تلبيته الدعوة التي أُرفقت بعرض جدول أعمال يتضمن برامج تعاون غير سياسي، خصوصاً الشق المتعلق باستعداد إيران لتقديم مساعدات للبنان في مجال الطاقة على وجه التحديد، مع الإشارة إلى أن إيران تتعاون مع تركيا والعراق وأفغانستان في مجال الطاقة الكهربائية والغاز، وأن هذه الدول نجحت في الحصول على استثناءات من العقوبات الأميركية، فلماذا لا يفعل لبنان ذلك؟ ..... وأضاف المصدر أن بو حبيب شرح مرات عدة لنظيره الإيراني بأن العقوبات الأميركية هي من يحول دون التعاون المباشر بين لبنان وإيران، وأن الأمر لا يرتبط بموقف وزير أو جهة وحدها. ونقل الدبلوماسي عن وزير الخارجية قوله بأنه شخصياً يرغب بزيارة إيران. لكنّ قرار الزيارة يبقى مرتبطاً بموقف صادر عن مجلس الوزراء. وأوضح أن الحكومة الحالية في وضعية تصريف أعمال، وهو لا يحضر جلساتها بسبب الانقسام السياسي في البلاد. وبحسب المصدر، فإن الجانب الإيراني، قرّر إيفاد السفير في بيروت مجتبى أماني إلى رئاسة الحكومة، والطلب إلى الرئيس نجيب ميقاتي إبلاغ بو حبيب بموافقته على السفر، رغم أن الجميع يعرف أن بو حبيب ليس في وارد القيام بذلك لأسباب مختلفة، بينها تقديره بأن الخطوة قد تؤثّر على علاقاته مع الأميركيين بشكل خاص.

جعجع لـ «الممانعة»: لن نساوم وسنواجه و«عا (قصر) بعبدا ما بيفوتوا»...

«المتاريس» السياسية ترتفع في لبنان و«الحوارات» تتهاوى

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

ترتفع «المتاريس» السياسية أكثر في الواقع اللبناني على ضفتيْ فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله»، ومُعارضيه، بما يجعل من الصعب تَوَقُّع إمكانٍ اجتراح «مَخرج طوارئ» في أمدٍ قريبٍ يتيح إنهاءَ الأزمة الرئاسية بما لا يجعل هذا الاستحقاق في مآلاته تمديداً لـ«قواعد الاشتباك» الداخلي بامتداداته الإقليمية، وبما يعيد «ربْط» لبنان بـ «حزام الأمان» العربي - الدولي الذي غاب منذ أن «زحلت» البلادُ نحو «المحور الإيراني» في إطار الصراع على النفوذ وترسيمه في المنطقة. ومع انقضاء عشرة أشهر على الشغور الرئاسي الذي بدأ في 1 نوفمبر الماضي، انطلق أسبوعٌ لبناني ينطبع بتطوريْن بارزيْن:

- الأول الـ لا الكبيرة التي عاجلتْ بها قوى وازنة في المعارضة مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري الذي أَخْرَجَ «أرنباً» عنوانه «حوار الأيام السبعة» حول الملف الرئاسي ونقاطه الخلافية وبعده جلسات انتخابٍ متتالية، بحيث ردّت عليها بأنها «من خارج النص والدستور» الذي لا يجيز «الرشى السياسية» بمقايضةٍ مرفوضة بين الحوار (تصرّ عليه الممانعة) والدورات المفتوحة (تطالب بها المعارضة)، وهو الموقف نفسه الذي قابلت به هذه القوى طرْح الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان ورسالته التي طلب فيها الإجابة عن سؤاليْن (حول مواصفات الرئيس وأولوياته) توطئة للقاء موسع يسبق فتْح «جلساتٍ تسلّم جلسات»، فأعيدت له ممهورةً بـ «مرتجع مع الشكر».

ومع إحباط غالبية المعارضة مقترح لودريان، قبل أن يسدّد له طرْح بري «الالتفافي» ما بدا ضربةً عشية عودته المنتظرة إلى بيروت، بالتوازي مع سحْب إيران «البساط من تحت أقدام فرنسا» ودورها في لبنان الذي تم «رخي الحبل» له عندما كان متماهياً مع «الممانعة» في مَسارِها لإيصال مرشحها سليمان فرنجية قبل أن تنضوي باريس تحت سقف «مجموعة الخمس حول لبنان» ويوجّه الرئيس ايمانويل ماكرون إشارة بالغة السلبية حيال دور إيران غير الإيجابي في الشأن اللبناني، جاء «اندثار» مبادرة بري التي اعتُبرت بمثابة «بالون اختبار» - لم يكن ممكناً الإحاطة بكل خفايا إطلاقه - ليضع الواقع اللبناني أمام انسدادٍ أكبر في الملف الرئاسي ما لم تحصل اختراقات مفاجئة لا يبدو أن ظروفها توافرتْ بعد داخلياً ولا خارجياً. واستحضرت أوساط سياسية في هذا الإطار ما رافق جلسة التمديد لقوة «اليونيفيل» يوم الخميس الماضي من تَشدُّد دولي - عربي حيال «حزب الله» خصوصاً وهو ما لا يمكن نفي إسقاطاته على أي جنوحٍ في الملف الرئاسي نحو مرشح «من جناح الممانعة»، وسط توقُّفٍ بإمعان عند عبارةٍ وردت في كلمة السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للبعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن إذ أكدت أن «ما من تسوية قادرة على تغيير حقيقة أن الشراكة مع حزب الله بغية إحراز تقدمٍ في لبنان لم ينجم عنها سوى خيبة الأمل والأسى، لا سيما للشعب اللبناني». وكانت نسيبة نوّهت إلى «مسؤولية حزب الله في إثارة التوترات على طول الخط الأزرق، والتي بلغت مستويات لم تشهدها منذ حرب عام 2006، بما يشمل استمرارهم في انتهاك قراري مجلس الأمن (1559) و(1701)»، متطرقة إلى دور الحزب «في إطالة أزمات لبنان وعرقلة التحقيقات في شأن انفجار مرفأ بيروت في عام 2020».

والتطور الثاني كلمة السقف الأعلى لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (من أركان المعارضة) في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» مساء أمس، إذ أجرى تشخيصاً دقيقاً لمكمن الأزمة في «بلاد الأرز» ولمسار «المواجهة المفتوحة بالسياسة والصمود والصلابة» مع «الممانعة» ومشروعها بما هو «اغتيالات وفساد وكوارث وتدمير لبنان»، في مقابل «مشروعنا السيادي ولبنان سويسرا الشرق والثقافة والحياة»، وصولاً لاعتبار الانتخابات الرئاسية مفصلاً «ولن نتركهم يضعون يدهم على الدولة بدءاً من الرئاسة لنكون أمام 6 سنوات إضافية من الانهيار... و عَا بعبدا ما بيفوتوا».

وبعد القداس الحاشد الذي حضره ممثلون لقوى معارضة، قال جعجع، الذي استذكر الاغتيالات من الرئيس رفيق الحريري (2005) إلى المسؤول القواتي الياس الحصروني (قُتل في بلدة عين ابل الجنوبية قبل نحو شهر) وتوجّه لـ«الممانعة»، بأن "هذه الجريمة لن تمرّ، مستعدون أن نتحمّل الفراغ لأشهر وسنوات، ولكن لسنا على استعداد لتحمُّل فسادهم وسرقاتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا، ولن نرضى إلاّ برئيس يجسّد ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا ويكون على مستوى مهمة الإنقاذ التي يحتاج إليها البلد». وأضاف «لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل للجمهورية التي يحلم فيها كل لبناني. وتأكّدوا، مهما حاولوا وضغطوا واغتالوا، في نهاية المطاف: عا بعبدا ما بيفوتوا». وحذّر من «الحل السهل» في الاستحقاق الرئاسي «وهو موجود ولكنه انتحار ولن ننتحر، وهذا الحل بأن نرضخ لمحور الممانعة ونذهب لننتخب مرشحهم، وهذا غير وارد عندنا لا الأمس، ولا اليوم ولا غداً وبعده، الى أبد الآبدين. فـ عا بعبدا ما بيفوتوا». وتابع «أمّا الحل الفعلي فهو ألّا نرضخ وأن نتمسّك بتطلّعاتنا وقناعاتنا وألّا يرفّ لنا جفن رغم كل الصعوبات إلى أن يتأكّد محور الممانعة أنّه لن يستطيع أن يفرض علينا شيئاً ولا أن يتخطانا مهما طال الزمن، وساعتئذ سيضطر لأخذ الحقائق اللبنانية التاريخية في الاعتبار ويتصرّف بعقل ومنطق وواقعية». وأكد «ما نطلبه أن يكون لدينا دولة تتحمّل مسؤوليتنا، لا أن يكون مصيرنا بأيادٍ مجهولة، أيادٍ خارج الدولة، خارج الدستور، وخارج كل قانون، بالإضافة الى انّها أيادٍ مجرمة»، وأضاف:«لن نسكت أو نستكين، لن نضعف أو نساوم ولن نخاف وسنمضي بمواجهتنا حتى نصل ونوصل شعبنا إلى واقع أفضل للبنان». وتابع «بخلاف ما يعتقد محور الممانعة الذي لا يعترف إلاّ بالقوة الغشيمة، نحنا أقوياء، طبعاً لا بالاغتيالات ولا بالإجرام، ولكن بإرادتنا وتصميمنا وصلابتنا، بسلاح الموقف وتأييد أكترية اللبنانيين».

«بلا أحكام مسبقة أو إرادة بفرض الأفكار»

الراعي حدّد مقتضيات «الحوار إذا حصل»

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن «الحوار المدعو إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلاً المجيء إليه من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي اعتبار للآخرين». وقال في عظة الأحد: «ويقتضي الحوار (إذا حصل) ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، وثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد»....

وصف قرار التمديد لها بأنه «إسرائيلي» وصوّب على الموقف الرسمي

حملات لـ «حزب الله» تجعل «اليونيفيل» تعمل في «بيئة غير صديقة»

| بيروت - «الراي»... أسقط «حزب الله» بمواقف متزامنة لقادةٍ ونواب فيه كل ما حاول لبنان الرسمي التعمية عليه من أبعاد بارزة انطوى عليها قرار التمديد لقوة «اليونيفيل» في مجلس الأمن والذي كرّس حرية حركتها «من دون إذن مسبق» وحقّها بالقيام بـ «دوريات معلَنة وغير معلَنة» في منطقة عملياتها (جنوب الليطاني) في «أرض القرار 1701». وبعدما أشاعت مواقف رسمية مناخاً بـ «إنجازٍ تَحَقَّقَ» عبر إدراج «التنسيق مع الحكومة» في قرار التمديد، الذي بدا وكأنه صيغ «بلغة الفصل السابع» كما أوحت مندوبة لبنان جان مراد، شنّ «حزب الله» هجوماً «متعدد المحور» على مجلس الأمن والقرار «الذي شكّل إمعاناً في امتهان الكرامة الوطنية والسيادة»، وعلى لبنان الرسمي على خلفية أدائه بملاقاة جلسة التمديد ومفاوضاتها الشاقة، وهو ما اعتُبر بمثابة «إشارةٍ» ومناخ سيظلّل عمل «اليونيفيل» في «بيئةٍ غير صديقة» في منطقة عملياتها التي يطغى فيها نفوذ الحزب. فرئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد قال أمس: «بالنسبة للسياسات الغربية عندما يصِل الأمر إلى ما يمسّ الإسرائيلي يتخلّى الغربيون عن كلّ ادعاءاتهم وكلّ قِيَمهم والتزاماتهم وكلّ وعودهم لنا ويَعمدون إلى تنفيذ ما يحقّق مصلحة الإسرائيلي، وذلك ما لاحظناه أثناء التصويت على قرار التمديد لـ اليونيفيل». وتَعَجَّبَ من مواقف الدول «التي كانت تَفترض أن لبنان له الحقّ في أن تتعهد اليونيفيل بالتنسيق في حركتها مع حكومته وجيشه، إلّا أنها بسحر ساحر وانقلابٍ في ليل مظلم تَبَدَّلَ موقفها، وحتى الذي كان يؤيّد التعديل أصبح ضدّ التعديل، لأنّ الوضع الإسرائيلي الآن مفتّت ومترهّل ويريدون أن يُحصّنوا الإسرائيلي بمزيد من قوة الحماية بالقرارات الدولية حتى يحفظوا له شيئاً من التوازن في مواجهة مَن يقف له بالمرصاد». بدوره، أعلن عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «مجلس الأمن فضح نفسه مجدداً وانحاز للعدو الإسرائيلي وهذا ليس مفاجئاً، ورَفَضَ أن يسمي احتلال العدو للغجر الشمالي بأنه احتلال بل قال تَواجُد إسرائيلي. كلمتنا واحدة هي أن القرارات الدولية التي يراد منها تحقيق ما عجز عنه العدو في العام 2006 لن يكون لها أي أثر على معادلات الواقع في أرض الجنوب». وأضاف: «من الممكن للعدو الإسرائيلي أن يمرّر القرارات التي يشاء في مجلس الأمن، لكنه سيبقى عاجزاً عن تحقيق أي أهداف على أرض الجنوب. بالأمس القريب كان مجلس الأمن الدولي منهمكاً بخيمة حزب الله وعلى مدى أيام يبحثون في هذه الخيمة وعواصم الدول الكبرى منشغلة أيضاً بخيمة المقاومة التي باتت عنواناً صارخاً لعجز العدو. إسرائيل العاجزة أمام خيمة تستعين وتستقوي بقرارات دولية علها تعوّض هذا العجز». أما النائب حسن فضل الله فصوّب على لبنان الرسمي، وقال «خلال نقاشات مجلس الأمن رأينا بعض السلوك السياسي الداخلي على مستوى المرجعية الرسمية المعنية، وعلى مستوى الأداء في الأمم المتحدة، وسمعنا شيئاً في الإعلام، ولكن في الأداء كان الموضوع مختلفاً. ونحن الآن لسنا في صدد فتح سجال إعلامي، لأن المقاومة وأهلها يعرفون كيف يبنون القدرات وعناصر القوة، وكيف يمنعون أي مساس بهم»...

تقاطع بين بكركي وباسيل بشأن الحوار وحزب الله يتحفظ على اللامركزية

الجريدة....منير الربيع ... تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري جرعة دعم للحوار الذي دعا إليه ليُعقد الشهر الجاري، من البطريرك الماروني بشارة الراعي. ويمثّل موقف الراعي في دعوته النواب للذهاب إلى الحوار متحررين من كل حساباتهم المصلحية، تغيّراً في موقفه، إذ إنه كان قد عارض هذا الحوار الأسبوع الفائت، وحث على الاستمرار في عقد جلسات الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مادام هناك مرشحون يتنافسون. عملياً، موقف الراعي من شأنه إحراج بعض القوى المسيحية التي كانت تستند إليه في رفضها للحوار، على قاعدة التكامل حول مسألة استكمال الجلسات، علماً بأن الراعي كان قد تبنّى بشكل أو بآخر ترشيح جهاد أزعور الذي حصل عليه تقاطع بين أفرقاء المعارضة. الموقف الجديد للبطريرك الماروني يتقاطع مع موقف رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، الذي يعتبر أن تحديد برّي مهلة للحوار والتعهد بعقد جلسات متتالية، يمثّل تلبية لما كان قد طالب به «التيار»، وهو اقتراح كان قد أبلغه باسيل للفرنسيين أيضاً، بأن يكون الحوار مشروطاً ومحدداً بمدة زمنية معيّنة، بعدها يتم فتح أبواب المجلس النيابي. لكن لم يرُق موقف الراعي وباسيل للأحزاب المسيحية الأخرى، وخصوصاً القوات اللبنانية، بعد أن رفع زعيمها سمير جعجع السقف عالياً جداً تجاه كل ما يُطرح من صيغ للحوار، معتبراً انها مجرد وصفة لكسب الوقت وتضييع القضية الأساسية، وهي انتخاب رئيس. ووفق ما تشير مصادر متابعة، فإن دعوة بري للحوار كانت منسقة مع فرنسا وإيران وحزب الله، كما أنه طلب من الأميركيين مساعدته في إقناع حلفائهم بضرورة الذهاب إلى طاولة المفاوضات. في المقابل، لا يزال هناك رهان لدى برّي وحزب الله على تحقيق خرق في الحوار السعودي ـ الإيراني المفتوح، والذي تناول أخيراً الملف اللبناني، وهو ما انعكس على لسان وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، وسط معلومات تشير في لبنان إلى بذل المزيد من المساعي الإيرانية لأجل فتح قناة مباشرة أو غير مباشر بين الرياض وحزب الله. ويواصل بري اتصالاته اللازمة لأجل توفير ظروف إنجاح مبادرته، وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإنه يتواصل مع عدد من النواب والكتل في سبيل إقناعهم بالمشاركة على قاعدة أنه لا بديل عن الحوار، في ظل عدم وصول المساعي الفرنسية إلى النتائج المطلوبة، وهو يصرّ على أن الحوار سيكون لبنانياً - لبنانياً، وليس برعاية باريس، بعد رفض قوى عديدة للاقتراح الفرنسي. يأتي ذلك في ظل الحديث عن احتمال تأجيل زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى نهاية الشهر الجاري، وتحديداً إلى ما بعد انعقاد اجتماع عن ممثلي الدول الخمس في نيويورك، والذي قد يصدر عنه موقف واضح تجاه لبنان. في موازاة حوار بري، يستمر الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، وقد دخل في التفاصيل، وهو ما يحتاج إلى وقت طويل، خصوصاً أن المعلومات تفيد بأن حزب الله قد رفض الصيغة المقترحة من باسيل حول كيفية تطبيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، كما رفض منح امتيازات تشريعية لكل قضاء «لا مركزي»، إضافة إلى رفضه أن يتمتع كل قضاء بقوى أمنية خاصة به...

جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك

تحدث عن «محاولة جدية لتغيير كل شيء في لبنان»

جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك

بيروت: «الشرق الأوسط»... وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الممانعة («حزب الله» وحلفاءه) بـ«الفريق الإجرامي»، راداً على دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الأخيرة للحوار بالقول: «يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك ويجبروك أن تفعل ما يريدون». جاءت مواقف جعجع في الاحتفال والقداس السنوي الذي يقيمه «القوات» إحياء لذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، حيث جدد التأكيد على أن «محور الممانعة يعرقل الانتخابات الرئاسية لأنه عاجز عن إيصال مرشحه ولا يقبل بمرشح غيره»، متحدثاً عن «محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا كي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا إلى إيران، بينما نحن نؤيد لبنان الذي يسعى إلى بناء أوثق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية في مواجهة لبنان سوريا الأسد وإيران».

في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية"هناك محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا كي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا إلى إيران. إن بعض السياسيين المنتخبين من الشعب لا يرغب بالاعتراف بالحقيقة كما هي، ويتجاهل الواقع أمامه، ولهذا البعض أقول: مهما حاولت الهروب من...

وأضاف: «محور الممانعة و(حزب الله) في لبنان يتصرفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور وبعيداً من رأي جميع اللبنانيين الآخرين». وتوجه لهم بالقول: «إذا كان لباطل الإجرام جولة فسيكون لحقنا في الحياة والحرية ألف جولة وجولة»، مؤكداً أن «الوقت حان ليتخذ اللبنانيون القرار؛ فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟». وعبَّر جعجع عن أسفه لـ«تحول لبنان من بلد الثقافة والتقدم والتطور والكرامة إلى بلد التخلف والانحطاط والإجرام وتصنيع المخدرات وترويجها وبلد الفقر والجوع و(الشحادة) والموت على أبواب المستشفيات، فانتقل من دولة وُصفت في وقت من الأوقات بـ(سويسرا الشرق)، وعن حق، إلى دولة فاشلة (لا يقبل أحد بأن يتعامل معها)». وتوجه إلى «حزب الله»، قائلاً: «إذا كنت قادراً على أن تأكلنا فكلنا ونحن واقفون». وقال جعجع إنه «لا مشكلة لدى (القوات اللبنانية) مع (حزب الله) أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أن المشكلة الكبرى تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصورها عقل إنسان». في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية"لا مشكلة لدى "القوات اللبنانية" مع "حزب الله" أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثّل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أنّ المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة... وأضاف: «نسمع محاضرات دورية من قياديي (حزب الله) ومحور الممانعة حول العفة والطهارة والاستقامة في وقت هم أنفسهم مَن دعم جماعة الفساد في العقد الماضي للحصول على وزارات الخدمات الأساسية التي كبَّدت الدولة عشرات مليارات الدولارات ومَن عطَّل تشكيل الحكومات لتأمين وزارتي الطاقة والأشغال وغيرها لحلفائه». ورأى أن «محور الممانعة استطاع القيام بكل هذه الموبقات والفساد وتعطيل القانون من خلال عمليات الاغتيال والعنف والتهديد والتخويف وعبر منظومة أمنية - عسكرية كلياً خارج الدولة والقانون وكل منطق للعيش المشترك، ورغم كل هذه الشنائع والفظائع والفساد، إلى حد إفلاس كل بيت ومؤسسة في لبنان (يعود ويدعوك إلى الحوار)». وانتقد «التيار الوطني الحر» من دون أن يسميه، قائلاً: «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع (حزب الله)... فهذا البعض يطرح عناوين طويلة عريضة لم يؤمن بها يوماً ولم يعمل من أجل تحقيقها في صلب السلطة، وله نقول: من الحرام أن تستخدم عناوين جدية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل إبرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين بالعمق، تشبه نتيجة صفقة (مار مخايل) التي أوصلتنا إلى هذه الحالة». وأضاف: «علاوة على كل ما حدث، يحاولون منذ سنة تقريباً إيصال مرشح تابع لهم إلى سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد أسلوبهم التعطيلي؛ فهم يصرحون ليلاً ونهاراً بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات إما من خلال عدم الدعوة إلى جلسة أو السعي إلى فضّها عبر انسحابهم، بحجة التعادل السلبي في المجلس. لنسلم جدلاً بأن هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد؛ فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة... وعاشرة، عندها سنرى إذا كان هذا المجلس سينجح في إنهاء الفراغ». في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية"توقّفنا عند كل هذه التفاصيل لأن الحقيقة العارية فقط تنقل الفكرة الأوضح عن الفريق الآخر. هذا هو محور الممانعة، وهذا مثال الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون بها يوميا، وهذا هو الحوار الذي يدعونا اليه، فريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز. وسأل عن «سبب دعوتهم إلى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي»، مضيفاً: «لو كان محور الممانعة يملك 65 صوتاً لمرشحه؛ أكان دعا إلى الحوار؟ الجواب بسيط: هذا المحور غير قادر على إيصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره». وإلى «أصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته، خصوصاً مَن يتمتعون بتاريخ طويل من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ووجود دولة فعلية وحسن سير مؤسساتها»، قال جعجع: «كنا ننتظر منهم مساعدة أكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءاً من انتخاب ديمقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعاً لما يقتضيه الدستور. هذا ما كنا ننتظره منهم بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطوراً بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم (حوار)، هذه الخزعبلات التي كانت أصلاً سبباً في هلاك لبنان في السنوات العشر الماضية». في ذكرى شهداء "المقاومة اللبنانية"هناك محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا كي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا إلى إيران. إن بعض السياسيين المنتخبين من الشعب لا يرغب بالاعتراف بالحقيقة كما هي، ويتجاهل الواقع أمامه، ولهذا البعض أقول: مهما حاولت الهروب من... وخصص جعجع جزءاً من كلمته للحديث عن جريمة اغتيال المسؤول السابق في «القوات» الياس الحصروني، الذي تشير المعلومات إلى أنه تم خطفه وتصفيته في منطقة الجنوب لأسباب سياسية، وسبق لجعجع أن اتهم «حزب الله» باغتياله. وقال: «حادثة قتل الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ أشهر... يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك أو ليخنقوا مبادئك وقناعاتك وحريتك، ويجبروك على أن تفعل ما يريدون».

بري لحوار ببند وحيد يؤمن انتخاب رئيس للبنان و«نقطة على السطر»

ابتدع صيغة توفيقية لتجاوز الخلاف حول الأولويات

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... يرصد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ردود الفعل النيابية على دعوته للحوار لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من المراوحة التي يدور فيها، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه. ويتمنى بري أن تلقى دعوته، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، استجابة من جميع الكتل النيابية، وتحديداً من تلك التي سارعت إلى تسجيل تحفّظها على الدعوة، برغم أن الحوار يبقى محصوراً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي لقطع الطريق على من يحاول توظيفه للدخول في أمور تتجاوز إنجازه إلى المس بـ«اتفاق الطائف» الذي يُفترض أن يبقى في منأى عن التجاذبات السياسية. وتؤكد المصادر النيابية أن الحوار يبقى الخيار الوحيد للعبور بانتخاب الرئيس إلى بر الأمان. وتقول إن انتخابه هو الآن موضع تجاذب بين طرحين؛ الأول يتمسك بالحوار كشرط لإخراج إنجاز الاستحقاق الرئاسي من دوامة التعطيل، والآخر يرى عكس ذلك ويصر على انتخابه قبل الحوار.

صيغة بشرطين

وتلفت إلى أن بري بتجديده الدعوة للحوار ابتدع صيغة توخى من خلالها إدراج الشرطين في سلة واحدة تراعي مطلب الفريقين، ويُفترض أن يلقى تأييداً من جميع الكتل النيابية لتفادي الانقسام حول الأولويات. وتقول إن عملية الدمج تقوم على حوار يستمر لأسبوع لانتخاب الرئيس، تليه الدعوة لعقد جلسات متتالية أو مفتوحة لانتخابه. وتؤكد أن بري أدرج انتخاب الرئيس كمادة وحيدة على جدول أعمال الحوار لقطع الطريق على استدراج العروض للبحث في أمور لا طائل منها الآن سوى إضاعة الوقت. وتنقل عنه قوله إن لا شيء مطروحاً غير انتخاب الرئيس ونقطة على السطر، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته في إنهاء الشغور الرئاسي. وتضيف؛ يمكن أن يؤدي الحوار إلى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وفي حال تعذّر التفاهم، نذهب إلى البرلمان بمرشحَيْن أو أكثر ونحتكم في النهاية إلى تصويت النواب، مع أن مجرد التوافق يعني حكماً أن الطريق ستكون معبّدة أمام تسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة ليأتي بحكومة جامعة تأخذ على عاتقها الانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى التعافي، مدعومة برزمة من الإصلاحات التي تؤهلها لإعادة إدراج اسم لبنان على لائحة الاهتمام الدولي. وتكشف المصادر النيابية أن دعوة بري للحوار تنسجم مع إصرار المجتمع الدولي وعلى رأسه اللجنة الخماسية على ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي اليوم قبل الغد، لأنه من غير الجائز أن يتحول لبنان إلى دولة منكوبة من دون أن يبادر المجلس النيابي إلى التحرك لملاقاته في منتصف الطريق. وتقول إن الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر لم تنفك عن دعوتنا لانتخاب الرئيس، لأن من دونه لا يمكن أن نعيد الانتظام إلى المؤسسات الدستورية.

لا التفاف

وتنفي أن تأتي دعوة بري للحوار في سياق الالتفاف على المهمة التي أوكلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موفده الخاص إلى لبنان وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان. وتقول إنه لا شيء يمنع من تطرية الأجواء استباقاً لعودته إلى بيروت في النصف الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، مع أن رسالته إلى النواب بخصوص سؤالهم عن المواصفات التي يفترض أن يتحلى بها رئيس الجمهورية العتيد وأولويات المرحلة المقبلة، أدت إلى انقسام في الإجابة عليها. وتقول إن بعض الكتل النيابية التي أجابت على رسالة لودريان، ومنها كتلة «اللقاء الديمقراطي» برئاسة تيمور وليد جنبلاط، أجابت برسالة مماثلة لم تأتِ على ذكر سؤاليه للنواب، وركّزت على تأييدها للحوار المؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وتؤكد المصادر النيابية أن بري يترك للنواب فرصة للإجابة على دعوته، ليقرر لاحقاً طبيعة الخطوة التي يتبعها. وتقول إنه لا مجال للتريث بذريعة استيضاحه حول جملة من الأمور ذات الصلة المباشرة بدعوته للحوار طالما أن جدول أعماله سيكون محصوراً ببند وحيد يتعلق بانتخاب الرئيس، من دون إلحاقه ببنود أخرى تأخذ الحوار إلى مكان آخر يتعارض والهدف المرجو منه. وتوقعت أن بري لن يكون مقيّداً بدعوة النواب، ممن تسلّموا الرسالة التي أودعهم إياها لودريان، للمشاركة في الحوار، لأن مجرد جلوس 38 نائباً بين رؤساء الكتل النيابية والمستقلين إلى طاولة الحوار يعني أنه سيتحول إلى حوار للطرشان لوجود صعوبة في تبادل الآراء على خلفية حصرها بانتخاب الرئيس.

15 مدعواً

وترى أن بري يفضّل، في حال حسم أمره بتوجيه الدعوة للحوار، أن تبقى الدعوات محصورة بـ15 مدعواً يمثلون رؤساء الكتل والنواب المستقلين. وتقول إنه سبق له أن نصح لودريان، قبل أن يوجّه رسالته إلى النواب، بضرورة حصر الدعوة بعدد يسمح بالتفاعل بين المدعوين بعيداً عن لجوئهم إلى المزايدات الشعبوية، لأنه لا مصلحة أن يكون العدد فضفاضاً طالما أنه لا مانع من تقليصه من دون أن يؤدي إلى خفض تمثيل المستقلين أو إحداث خلل يعطي الأرجحية في الحضور لفريق على آخر. لذلك، فإن دعوة بري للحوار تلقى تجاوباً من قبل كتل نيابية ومستقلين من غير المنتمين إلى محور الممانعة، وكان لافتاً الاستعداد الذي أبداه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بتلبية دعوته للحوار، مع أن رئيس المجلس كان خصّه دون سواه بحملة من الانتقادات في خطابه الذي ألقاه في الذكرى الـ45 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر. ويبقى السؤال؛ كيف سيتصرف بري في حال أن الذين رفضوا التعاطي بإيجابية مع رسالة لودريان هم أنفسهم من يعترضون على دعوته للحوار، رغم أن الميثاقية النيابية مؤمّنة بمشاركة «التيار الوطني» و«اللقاء الديمقراطي» وبفائض غير مسبوق من النواب السنّة، فهل يفعلها رئيس المجلس؟ أم أنه يفضّل التريث مكتفياً بتسجيل نقطة في مرمى المعارضة على خلفية عدم قدرتها على كسب تأييد نواب من خارج محورها لوجهة نظرها؟..

لبنان: باسيل يُواصل إحكام قبضته على «الوطني الحر» بقوة عون

معارضوه رفضوا خوض معركة «غير متكافئة» لرئاسة التيار

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. بسيناريو مماثل لعامي 2015 و2019، فاز رئيس «التيار الوطني الحر» النائب اللبناني جبران باسيل مؤخراً بالتزكية برئاسة «التيار» بغياب أي منافسة، فكل الاعتراضات الداخلية على أدائه وقراراته، وخصوصاً المرتبطة بدعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، لم تُترجم بتقديم خصومه الحزبيين ترشيحاتهم بوجهه. وفيما رأى مناصرو باسيل أن هذا دليل قوته وبأن لا حيثية حقيقية لمعارضيه، أكد الممتعضون من أدائه أنه ما دام مؤسس «التيار» رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون يدعم باسيل فلن تكون هناك أي قدرة على تحقيق أي خرق أو تغيير على مستوى قيادة «الوطني الحر». ولم يعد خافياً أن هناك كتلة من نواب «التيار» تشكل نواة لا تحبذ أداء باسيل، خصوصاً انفراده باتخاذ القرارات الأساسية. وأبرز النواب الذين اعترضوا مؤخراً على تقاطعه مع قوى المعارضة على خيار جهاد أزعور كانوا: إبراهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا، أسعد درغام وإلياس بو صعب. ولم يكن واضحاً مَن مِن هؤلاء التزم بقرار التصويت لأزعور ومن خالفه. ويجري التداول بأن الخلافات المتنامية بين عدد من هؤلاء وباسيل قد تدفعه لاتخاذ قرارات بالفصل من «التيار»، كما فعل في وقت سابق مع النواب السابقين زياد أسود وحكمت ديب وماريو عون. لكن النواب الممتعضين من باسيل قرروا عدم خوض مواجهة «كسر عظم» من خلال الترشح بوجهه لرئاسة «التيار». وقال أحد معارضيه الذين لا يزالون ينضوون بصفوف «التيار» لـ«الشرق الأوسط»: «ما دام العماد ميشال عون يدعم باسيل ويريده رئيساً ووريثاً للحزب فستكون أي معركة نخوضها غير متكافئة، كما أنها قد تعطي دفعاً له؛ لأنه عندها سيقول إنه خاض معركة ديمقراطية وفاز بها بفارق كبير من الأصوات». وأضاف: «باسيل أخذ فرصاً في التيار لم يأخذها أي شخص آخر، وكانت له أيضاً الكلمة الأساس في عهد العماد عون... فماذا كانت النتيجة؟». وكان باسيل قد استعان مؤخراً بالرئيس السابق ميشال عون لاستيعاب الخلاف المتنامي داخل تكتل «لبنان القوي» على خلفية دعم أزعور، وقد وجّه كلاماً لاذعاً لمعارضيه الحزبيين أكثر من مرة في الأشهر الماضية، إذ أكد في يوليو (تموز) الماضي أن «التيار أكبر من الجميع، ومن يعتقد أنه أكبر منه بحجمه، فليخرج منه وسيكتشف كم هو مخطئ. إمّا يرحل عن التيار أو ينضبط. ما حدا أهم من حدا بالتيار ولا حدا أهم من التيار». وبخطاب ترشحه لولاية ثالثة لرئاسة «التيار»، دعا «من يرى في نفسه القدرة أو الأهلية أو إذا لم يكن راضياً على أداء قيادة التيار للترشح». ورأى أحد القياديين العونيين الموالين لباسيل أن «فوزه بولاية ثانية بغياب أي منافسة، دليل قوة وشعبية، لأنه لو كان لأخصامه الحزبيين تأييد واسع لخاضوا المعركة بوجهه. أما إحجامهم عن ذلك فلأنهم يعرفون أن نتيجة أي مواجهة كانت ستُظهر حجمهم الطبيعي مقارنة بحجم التأييد الحزبي له». وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «باسيل عاد عملياً لولب الحياة السياسية في لبنان خصوصاً بطرحه مؤخراً مقايضة رئاسة الجمهورية باللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني. هو الوحيد الذي يقترح ويعمل ويحاول فتح كوة في جدار الأزمة، أما البقية فلا يقومون إلا بالتنظير». وإذا كانت ولاية باسيل الأولى قد مرت بسلاسة خصوصاً أنه تخللها انتخاب عون رئيساً للجمهورية، كانت الولاية الثانية الأصعب كونها قد شهدت الانهيار المالي وأزمات متعددة. وهو يحاول اليوم أن ينطلق بولاية جديدة بمقايضة مع «حزب الله» يرى أنها «لو تمت يكون قد حقق إنجازاً كبيراً للبلد وبالتحديد بموضوع اللامركزية الموسعة». وبدأت الأزمة داخل «التيار» في عام 2013، واستفحلت عام 2015 جراء ما يقول معارضو باسيل، إنها ضغوط مورست على الراغبين بالترشح لمنصب رئيس «التيار» لتخلو الساحة لباسيل والذي هو صهر العماد ميشال عون مؤسس «التيار». وهم يرون أنه جرى تعيين باسيل خلفاً لعون لا انتخابه ديمقراطياً، ويؤكدون أنه ومنذ استلامه رئاسة «التيار» سعى إلى إقصاء معارضيه، ومعظمهم ممن يعرفون بـ«القدامى والمؤسسين». وطوال السنوات الماضية، جرى فصل عدد كبير من هؤلاء القياديين لمخالفتهم قرارات حزبية، وانضم إليهم آخرون قرروا الاستقالة احتجاجاً على سياسة قيادة «التيار». ويرى أحد الخارجين من صفوف «التيار» من المؤسسين أن «هذا التيار لم يعد يشبه بشيء الكيان الذي أسسناه. أردناه تياراً وطنياً حراً، فحولوه لتيار عوني واليوم لتيار باسيلي»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كل الاعتراضات الحالية داخل التيار صوتية لا طعم لها، ولا تقدم أو تؤخر؛ إذ ما دام العماد عون يقف سداً منيعاً بوجه أخصام باسيل الحزبيين فسيبقى الآمر الناهي. أضف أنه أحكم قبضته على «التيار»، وسيبقى رئيساً له لأجل غير مسمى؛ لأنه وريث عون السياسي ما يجعل حالة التيار شبيهة تماماً بأحوال بقية الأحزاب القائمة على الوراثة السياسية».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..«مُسيّرات كرتونية» تضرب العمق الروسي..«الشيطان 2» إلى الواجهة مجدداً..إسبانيا تتصدّر دول الغرب في تجنيد المرتزقة لصالح أوكرانيا..هل تغيّر ذخائر اليورانيوم الأميركية مسار حرب أوكرانيا؟.."ممر مؤقت خاص بنا".. زيلينسكي: سفن حبوب عبرت البحر الأسود..قواعد بحرية ومنشآت تجسس..الصين تتطلع إلى أبعد من حدودها.."احذروا الحرب".. كوريا الشمالية تجري محاكاة لهجوم نووي..ماكرون يدعو للحزم بحظر العباءة عشية بدء المدارس..إيطاليا: الانضمام لـ «الحزام والطريق» لم يأت بثماره ..

التالي

أخبار سوريا.. واشنطن تضغط لوقف حرب «قسد» والعشائر..السفارة الأميركية: اتفاق على وقف أعمال العنف بين "قسد" والعشائر العربية في دير الزور..توتر في مناطق خفض التصعيد بإدلب وحلب عشية لقاء إردوغان وبوتين..بعد إعدام الآلاف.. الأسد ينهي العمل بمحاكم الميدان العسكرية..استمرار المظاهرات في السويداء لليوم الخامس عشر..بدء العام الدراسي في سورية على وقع أزمة اقتصادية خانقة..تداعيات الزلزال تتكشّف: 13 ألف بناء مهدّم و90 ألف وظيفة ضائعة..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,766,373

عدد الزوار: 7,042,377

المتواجدون الآن: 97