أخبار لبنان..الخماسية غداً بلا اتفاق على الرئيس..والقطري على الخط بقوة..برّي لـ«اللواء»: جلسات متتالية مثل انتخاب البابا.. وباسيل لرئيس يتعهد باللامركزية والصندوق..قبرص عن النزوح السوري: "إذا انهار لبنان فستواجه أوروبا كلها المشكلة"..أسبوع قطري لقائد الجيش وبري "يشاغب" بـ"الحوار".. لائحة قطرية من 4 مرشحين رئاسيين..ورهان على «حلحلة» يمنية..ريفي قال إن المعارضة ستصوت لقائد الجيش في الدورة الثانية..مفتي لبنان يبادر لإنهاء خلاف مولوي - عثمان..عودة النازحين «طبخة بحص» والاتصال اللبناني بدمشق لرفع العتب!..سوريا تربطها بإنهاء «الاحتلالين» الأميركي والتركي لأراضيها..

تاريخ الإضافة الإثنين 18 أيلول 2023 - 4:17 ص    عدد الزيارات 716    التعليقات 0    القسم محلية

        


الخماسية غداً بلا اتفاق على الرئيس..والقطري على الخط بقوة..

برّي لـ«اللواء»: جلسات متتالية مثل انتخاب البابا.. وباسيل لرئيس يتعهد باللامركزية والصندوق

اللواء...غداً، من المفترض ان يناقش وزراء خارجية «المجموعة الخماسية» التقرير الذي سيضعه على الطاولة الموفد الرئاسي جان- ايف لودريان، مع بدء الدورة الحالية لجمعية العامة للامم المتحدة، والتي تستمر حتى نهاية الشهر في نيويورك. ويترتب على قرار الخماسية مصير الجولة الرابعة التي تحدث عنها لودريان لدى مغادرته يوم الجمعة الماضي بيروت، فضلا عن موعد الدعوة الى طاولة حوارية التي لم يسقطها الرئيس نبيه بري من حساباته، ولا اجندته التي تعتمد على التنسيق او عدم التعارض مع التوجه الخماسي بشأن معالجة الازمة في لبنان. وبالتوازي، تزايد الكلام على وصول موفد قطري الى بيروت، في اطار السعي لاقناع الجهات المعترضة على وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى الرئاسة الاولى، وذلك في الايام المقبلة، خلال ما تبقَّى من الشهر الحالي. ويرجح ان يكون الموفد محمد الخليفي الذي سبق وزار بيروت والتقى رؤساء كتل نيابية. والسؤال البديهي هل اسقط النائب جبران باسيل مع بدء ولايته الرابعة الاطار الذي تصوره رئيس المجلس، عندما جدّد القول بالخروج من الحوار التقليدي، على طريقة الطاولة والرئيس، والالتفات الى حوار لا رئيس فيه ولا مرؤس، خارج طاولة مستديرة، ويمكن ان يأخذ شكل تباحث ثنائي او ثلاثي، معتبرا ان لا بأس من اقرار اللامركزية والصندوق الائتماني كأولوية للعهد الجديد، وليس من الضروري قبل انتخاب الرئيس او التزامن معه. وهذا الموقف، لم يرقَ لمصادر عن التينة، التي رأت فيه تفخيخاً وتعقيداً، ولا امكان للأخذ به. وقال الرئيس نبيه بري لـ «اللواء» انه يقصد بـ «جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، على طريقة انتخاب بابا روما، في اوضح من هيك». وكشف انه سيدعو الى الحوار في اوائل تشرين، اذا لم تحدث اي مفاجأة، ما زال الوقت امامنا، وسمعت بأن القطريين سيأتون الى لبنان بطرح ما». واكد بري: أنا سأدير الحوار، وسيكون معي نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، معربا عن ثقته من احتمال الوصول الى حل»، مشيراً «انا حريص على مشاركة الجميع فالمرحلة حساسة، ولا بد من مشاركة الجميع ليكون الحوار منتجاً ومثمراً، فلننتظر مواقف القوى النهائية لنبني على الشيء مقتضاه». وبإنتظار الرحلة الرابعة للموفد الفرنسي لودريان الى بيروت المرتقبة اواخر هذا الشهر، تتجه الانظار الى ترقب وصول موفد قطري، والى حوارات نيويورك التي يجريها الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء مجموعة الدول الخمس المعنية بالوضع اللبناني، بما قد يمهّد للحوار اللبناني الداخلي الضروري للتوافق على اسم مرشح او اكثر لرئاسة الجمهورية، سواء من الاسماء الروحة او من الاسماء المخفية في الظل وفي حقائب الدبلوماسيين العرب والاجانب. وتترقب مصادر نيابية متابعة لحركة الاستحقاق الرئاسي الموقف الاميركي الفعلي لا الاعلامي، وتقول لـ «اللواء»: ان القرار الاخير سيكون للإدارة الاميركية في حل ازمة الشغور الرئاسي، وربما كان مبنياً على مسار ومصير تطور العلاقات الإيرانية– الاميركية ومفاوضات الملف النووي، لأن الادارة الاميركية يمكن ان تضغط على الدول الاربع في الخماسية لطرح الحل الذي ترتأيه للأزمة اللبنانية وربما يكون في جعبتها اسم المرشح الذي تريد، إلّا في حال أصر العرب على ان يكون في لبنان عربيا، بموافقة ومباركة اميركية واوروبية وبخاصة فرنسية. ويبدو ان هذا الامر هو سبب تأخير الحل! ...... وترى المصادر النيابية، ان ما يراه العرب ويريدونه في لبنان مختلف الى حدّ كبير عمّا تراه وتريده الادارة الاميركية، فمصالح العرب مشتركة ومن ضمنها مصلحة لبنان، ومصالح اميركا معروفة في المنطقة. فهل يفرض العرب قرار اهم ام يلتحقوا بالقرار الاميركي في نهاية المطاف، ام ينقسموا بين بين؟..... الرهان ما زال قائما برأي المصادر النيابية على ما يمكن ان تقنع به السعودية وقطر ومصر الدول الغربية بالحل القائم على توازانات دقيقة، وعلى وصول التقارب السعودي –الايراني الى حلول نهائية سعيد لمصلحة المنطقة قبل مصالح الغرب.

حوارات نيويورك

على صعيد الحركة الرسمية، غادر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب بيروت صباح امس متوجها الى نيويورك ليلتحق بالوفد اللبناني الرسمي برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي،  للمشاركة في إفتتاح الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والنشاطات التي تقام على هامشها. وخلال وجودهما في نيويورك وعلى هامش اعمال الدورة ستكون للرئيس ميقاتي وللوزير بوحبيب  سلسلة لقاءات واتصالات لبحث قضايا لبنانية واقليمية، لا سيما مع وزراء خارجية دول مجموعة الدول الخمس المعنية بالوضع اللبناني. وفي الحركة الدبلوماسية، اكد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري خلال استقباله امس الاول رئيس تجمع «كلنا لبيروت» الوزير السابق محمد شقير على رأس وفد، «وقوف المملكة الى جانب لبنان وسعيها الدائم من أجل إستقرار الأوضاع في هذا البلد الشقيق، متمنياً توافق القوى السياسية اللبنانية لإنجاز إنتخاب رئيس للجمهورية وبدء مسيرة التعافي والنهوض». وتحدثت معلومات، أن اجتماعاً مخصّصاً بجزء كبير منه للقضيّة اللّبنانيّة تعقده أمانة سرّ دولة الفاتيكان برئاسة الكاردينال بييترو بارولين هذا الأسبوع، بمشاركة سفراء دول الأعضاء في اللّجنة الخماسيّة لبحث خارطة طريق عمليّة إنقاذّية. وان أنّ السّفير البابوي لدى الأمم المتّحدة المونسنيور غابرييل كاتشيا يتولّى مهمّة دقيقة للدّفع باتّجاه إبقاء لبنان أولويّة في مجلس الأمن الدولي.

قبرص وقنبلة النازحين

في مجال آخر، أعلنت سلطات قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي أنّها طلبت من الإتحاد مراجعة وضع سوريا، إن كانت ما زالت غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها. وقال وزير الداخلية كونستانتينوس يوانو: أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها. و رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، قال يوانو: إنه أثار أيضًا الحاجة الملحة لمساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري. وأشار إلى ان «المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان، هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة. و الأشهر الأخيرة، شهدت قبرص تدفق أعداد من طالبي اللجوء، معظمهم سوريون، يصلون عن طريق البحر من سوريا ولبنان.

«تجديد» التيار

سياسياً وتحت عنوان «تجديد الثقة»، أقيم في الربوة حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئيس التيار الوطني الحر ونواب الرئيس، بحضور مؤسس التيار الرئيس العماد ميشال عون، وتضمّن الحفل كلمات لرئيس التيار النائب جبران باسيل ونائب رئيس التيار للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي ونائب رئيس التيار للشؤون الادارية غسان خوري ونائب رئيس التيار للشؤون الوطنية ربيع عوّاد ونائب رئيس التيار للشؤون الخارجية د.ناجي حايك ونائبي الرئيس السابقين منصور فاضل الذي تم نعيينه مستشارا لشؤون التواصل الميداني والشبابي ومي خريش مسؤولة عن ملفات وطنية منها ملف الجنوب، كما تم تعيين المحامي وديع عقل مستشارا لشؤون الاصلاح. والقى باسيل كلمة اكد فيها «تثبيت الشراكة الوطنية، شراكة التوازن بين المكوّنات، شراكة البناء وليس المحاصصة. مذكّراً برفضه لكل الاغراءات بموضوع رئاسة الجمهورية». وقال: يجب ان نواجه افشال الاصلاح بفرض الاصلاح وبمواجهة شرسة للفساد، كما عملنا بموضوع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتدقيق الجنائي. المسلسل النضالي للاصلاح لا يقف عند حدّ ما، والتيّار حقّق اهم انجاز بالجمهورية اللبنانية: المحاسبة ونهاية زمن اللاعقاب، وصولاً للعقاب الفعلي. وفي الملف الرئاسي قال باسيل: لا فريق الممانعة يستطيع ان يفرض رئيسا للجمهورية لا يمثلّنا او يمثّل وجداننا وناسنا، وفي الوقت نفسه فريق المعارضة لا يقدر فرض على فريق الممانعة رئيسا يتحداه، من هنا يأتي منطق الحوار والتفاهم اذا اردنا الخروج من الفراغ والانهيار. الأولويّات الرئاسية هي خارطة انقاذ. فلنتحاور ونلتزم بما نتّفق عليه لنصل لانتخاب رئيس اصلاحي بمواصفات اصلاحية على اساس البرنامج الاصلاحي المتّفق عليه. رئيس بتجربته وسلوكه يملك مشروعا لتحديث الدولة، ويحمل رؤية وطنية. رئيس يعي اللامركزية على حقيقتها كحاجة انمائية وعدالة تنمويّة كجزء من الحل، حيث ان الحل المتكامل يعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي اداري ومالي، ويعي الصندوق الائتماني على حقيقته كطريق للخروج من الانهيار وبأنّ ممتلكات الدولة ليست للبيع بل للحفاظ عليها. ودعا باسيل «للالتزام علانيةً، لا سيما رئيس المجلس النيابي، بأن يعقد المجلس بنهاية الحوار المحدود زماناً، جلسات انتخاب مفتوحة يكرّس فيها امّا الاتفاق على الاسم، اذا حصل، أو الالتزام بالتنافس الديمقراطي للانتخاب بين المرشّحين ونقبل النتيجة حسب نصّ الدستور. وأكمل قائلا: اذا الغرب يريد ان يفرض عليكم رئيسا بخلاف الدستور، أقله خذوا منه التزاما علنيا برفع الحصار عن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين الى بلدهم.

هدوء عين الحلوة ينتظر تسليم القتلة

وفي ما خصّ الوضع في عين الحلوة، فوقف النار صمد واللاجئون الذين نزحوا بدأوا بالعودة، لكن الحذر بقي سيد الموقف، بانتظار ان يتم تسليم الاشخاص الذين اغتالوا ابو اشرف العرموشي، لتعزيز الاستقرار، وإلا فالوضع مرشح للانهيار مجددا. وفي ما خص مهمة القوة الامنية المشتركة، فهي الانتشار في أماكن قيد الاتفاق حولها. وفي ما خص النزوح السوري، اعلنت قيادة الجيش في بيان ان «وحدة من الجيش اللبناني تؤازرها دورية من مديرية المخابرات، دهمتا في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، عددًا من مخيمات النازحين السوريين في منطقة البقاع وأوقفت 43 سوريًّا، لدخولهم خلسة إلى لبنان وتجولهم من دون أوراق ثبوتية. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

قبرص عن النزوح السوري: "إذا انهار لبنان فستواجه أوروبا كلها المشكلة"

أسبوع قطري لقائد الجيش وبري "يشاغب" بـ"الحوار"

نداء الوطن...يصل اليوم الى بيروت الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني ليباشر نشاطه في أسبوع سيكون قطرياً بإمتياز، بعدما كان الأسبوع الماضي فرنسياً. ويأتي موفد الدوحة ليدفع بملف الاستحقاق الرئاسي نحو الحل بعدما فشل في هذه المهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وفيما يتطلع الوسط السياسي الى ما يمكن للدور القطري ان ينجزه رئاسياً، ظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري مغرداً خارج سرب الأحداث، وبقي متمسكاً بمبادرته الحوارية الرئاسية التي أطلقها نهاية آب الماضي، غير آبه بالرفض الذي قوبلت به، خصوصاً مسيحياً، وهذا ما ينطبق عليه المثل «عنزة ولو طارت». كيف بدت الأجواء عشية الأسبوع الحالي؟ في معلومات لـ»نداء الوطن» أن لودريان، في ذروة اتصالاته التي كانت مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اقترب من خيار «المرشح الثالث»، بما ينطبق على قائد الجيش العماد جوزاف عون. وفي جو هذا الخيار، جرت مصارحة بين لودريان والراعي، استفسر الأول خلالها عن الظروف التي نجح فيها تعديل الدستور، كما حصل في عهد الرئيس اميل لحود، فيما لم ينجح في استحقاق انتخاب الرئيس ميشال سليمان. وفي سياق متصل، علم أن «حزب الله» أصبح يملك الخطة «ب» الرئاسية، وفيها جوزاف عون، وأن ايران ليست في وارد الاعتراض على اسم قائد الجيش. أما اللقاء الأخير الذي جمع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد برئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فقد أتى بعد شعور الأخير بالاحباط نتيجة ما نشر عن لقاء رعد بالعماد عون. لذلك أكد له رعد أنه ما زال خيار «الحزب» الرئاسي، مضيفاً: «لكن الأمور ما زالت معقّدة». وبحسب المعلومات، فإن «المفاجأة» التي رافقت تقدم الدور القطري المتبني لقائد الجيش هو موقف الرئيس بري الذي «ثارت ثائرته»، فراح يتشدد في التمسك بترشيح فرنجية، وطالب «حزب الله» بأن «يعجّل بالحوار مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وأن «يتجاوب» مع مطالبه من أجل قطع الطريق على جوزاف عون. في المقابل، بدا «الحزب» متريثاً حيال ما طلبه حليفه في الثنائي الشيعي باعتبار أن ما يطالب به باسيل له صلة بالطائف مثل اللامركزية المالية، كما هو الحال مع الصندوق الائتماني الذي دونه مراحل. وكشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن عاملين أساسيين جعلا إمكانية اتمام الاستحقاق الرئاسي ليست بعيدة المنال، وهما: «النهاية الدراماتيكية للمبادرة الفرنسية، والمعطيات التي وصلت الى اكثر من جهة لبنانية عن إمساك قطر بتفويض من «الخماسية» العربية والدولية بالملف الرئاسي اللبناني». كيف يتعامل الرئيس بري مع هذه التطورات؟ أكد لقناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»حزب الله» أنه مستمر في السعي «لإنجاح الحوار، لأنه المدخل الضروري لمعالجة المأزق الرئاسي»، وقال إن مبادرته الحوارية هي «الوحيدة الموجودة على الطاولة، وما في غيرها». وأضاف ان الموفد الفرنسي «تبنّى المبادرة ودعمها». وعما إذا كان يدعو الى حوار بمن حضر، أجاب: «من جهتي سأوجه الدعوة الى حوار وفق الأصول، وآمل ان تتحلى جميع القوى والكتل بالمسؤولية الوطنية، وأن تتقي الله». وأوضح ان لودريان أبلغه انه عائد قريباً لرعاية لقاء في قصر الصنوبر في ضوء الأجوبة التي تلقاها على الأسئلة التي وجهها. وعن تأكيد بعض النواب الذين التقوا الموفد الفرنسي أن معادلة ما بعد زيارة لودريان هي: لا سليمان فرنجية ولا جهاد ازعور، أجاب: «نحن غير معنيين بما يطرحه البعض». ومن الملف الرئاسي، الى ملف النزوح السوري الذي شهد تطوراً غير مسبوق، إذ أوردت «وكالة الأنباء القبرصية» يوم الجمعة الماضي ان وزير الداخلية كونستانتينوس ايوانو، وبعد اجتماع عقده مع وفد من الحزب الديمقراطي برئاسة نيكولاس بابادوبولوس لاطلاعه على الوضع في ما يتعلق بمسألة الهجرة، قال: «إن قبرص ترى أنه يجب إعادة تقييم وضع سوريا حتى تتمكن من إعادة وترحيل المهاجرين إلى هناك». كما أشار ايوانو إلى أنه بعث برسالة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس أكد فيها «ضرورة دعم لبنان، حيث يقدّر عدد السوريين المقيمين فيه حالياً بـ 2.5 مليون سوري». وقال: «إذا انهار لبنان فإن أوروبا كلها ستواجه مشكلة». وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين قال وزير الداخلية: «إن الوضع على حاله في سوريا منذ ما يقارب 11عاماً». وأشار إلى أن قبرص ودولاً أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي «تتشارك نفس الرأي، بأنه يجب إعادة تقييم وضع سوريا». واعلن إيوانو أن هناك منطقتين تم تصنيفهما بالفعل على أنهما آمنتان من قبل وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، «لذا يجب الاعتراف بهذا على مستوى الاتحاد الأوروبي أيضاً، حتى نتمكن من ترحيل الأشخاص أو إعادتهم إلى سوريا». ورداً على سؤال، قال الوزير ايوانو: «إن قبرص حسنت علاقاتها الجيدة بالفعل مع لبنان، وأن البلدين يتبادلان المعلومات في ما يتعلق بتدفقات الهجرة».

لبنان: لائحة قطرية من 4 مرشحين رئاسيين... ورهان على «حلحلة» يمنية

الجريدة..منير الربيع .. يترقب اللبنانيون جملة تحركات دبلوماسية هذا الأسبوع في إطار المساعي لتحقيق تقدّم على خط التسوية السياسية والرئاسية. تبدأ التحركات باجتماع سيُعقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بين ممثلين عن الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، أي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، تسبقه لقاءات ثنائية بين مسؤولي هذه الدول. بالموازاة مع ذلك، تتحدث المعلومات في بيروت عن زيارة لوفد قطري ستبدأ بالتزامن مع انعقاد الاجتماع الخماسي في نيويورك، لا سيما أن هناك رهانات لبنانية على أن قطر تبقى الأقدر في لعب دور فعلي وجاد وقادر على تحقيق تقدّم انطلاقاً من قدرتها على التنسيق بين السعودية والولايات المتحدة وإيران. وبحسب المعلومات، فإن قطر تسعى إلى البحث عن التوافق على رئيس توافقي، مع حمل لائحة تضمّ 4 أسماء، تضم قائد الجيش جوزيف عون، والنائب نعمت افرام، والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، والوزير السابق زياد بارود. وفي ظل التحركين، لا تزال الرهانات اللبنانية قائمة على المفاوضات الدائرة في سلطنة عمان بين الإيرانيين والأميركيين من جهة، وبما يتعلّق بملف اليمن من جهة أخرى على ضوء زيارة وفد من الحوثيين الى المملكة، خصوصاً أن هناك أطرافا لبنانية تعتبر أن أي اتفاق حول الوصول إلى سلام شامل في اليمن، لا بدّ له أن ينعكس على الساحة اللبنانية، لا سيما بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان ولقائه السلطان هيثم بن سعيد. أمام هذه التحركات، لا تبدو باريس في وارد التراجع عن دورها، خصوصاً أن المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان ينوي العودة إلى بيروت بعد اجتماعات نيويورك ربما في نهاية الشهر الجاري، لعقد لقاءات في قصر الصنوبر مع ممثلين عن الكتل النيابية لمناقشة الإجابات عن الأسئلة التي كان قد اقترحها سابقاً حول مواصفات الرئيس والبرامج المطلوبة منه، أو التي يلتزم بها. ستأتي عودة لودريان إلى بيروت، بعد لقاء سيعقد أيضاً، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبابا فرنسيس في مرسيليا في الـ 23 من الشهر الجاري، وسيطلب ماكرون من البابا الضغط والمساعدة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، إضافة إلى التدخل مع القوى اللبنانية في سبيل الوصول إلى اتفاق في لبنان. وكان البابا فرانسيس قد أكد قبل فترة أنه يولي اهتماماً كبيراً للملف اللبناني، مبينا أنه سيزور لبنان فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وزير الإعلام اللبناني: دخلنا مرحلة فرنجية - جوزيف عون

ريفي قال إن المعارضة ستصوت لقائد الجيش في الدورة الثانية

بيروت: «الشرق الأوسط».... اقتربت المعارضة اللبنانية من تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية بدلاً من مرشحها الوزير السابق جهاد أزعور، في مواجهة رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، مرشح «حزب الله» وحلفائه. وورد اسم العماد عون اليوم (الأحد) على لسان وزير الإعلام زياد مكاري (المقرب من فرنجية) والنائب أشرف ريفي، إذ أعلن الأول «أننا دخلنا في مرحلة فرنجية - عون»، فيما قال الثاني إن المعارضة «ستقترع للعماد عون» في الدورة الثانية إذا ما اجتمع البرلمان وعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس. ولا يزال الملف الرئاسي عالقاً عند الاصطفافات السياسية وثبات القوى السياسية على مواقفها، إذ يرفض حزب «القوات اللبنانية» الحوار الذي اقترحه بري لمدة 7 أيام بحدوده القصوى، وينتهي بجلسات متتالية تنهي الفراغ، فيما يصر ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» على ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وقال مكاري: «إننا انتقلنا من مرحلة فرنجية - أزعور إلى مرحلة سليمان فرنجية - جوزيف عون، ولا مرشح سواهما، وفرنجية مرشح ثابت بدعم حلفائه وينطلق من قاعدة 51 صوتاً مرشحة للارتفاع في أي جلسة مقبلة». واعتبر أن «وصول جوزيف عون ليس مسهلاً لأنه يحتاج إلى تعديل دستوري؛ ما يحتاج إلى توافق، وهذا يتطلب موافقة الثنائي الشيعي الذي لا يزال متمسكاً بفرنجية ولم يتغير شيء حتى الآن». وأكد أن «الانسحاب ليس وارداً عند سليمان فرنجية». أما ريفي فقال في تصريح إذاعي: «الأفضلية في ملف الرئاسة لقائد الجيش في هذه المرحلة الاستثنائية». وأضاف: «فرنسا (من خلال الموفد الرئاسي جان إيف لودريان) قدمت في البداية اقتراحاً رُفض من اللبنانيين ومن قبل القوى السيادية، وبعدها خرج لودريان من هذا الطرف لأنه شعر بـ(صدمة) وبوجود عقبة مسيحية وسياسية». وتابع: «المحصلة اليوم أن لودريان يقوم بتهيئة الخيار الثالث باعتبار أننا دخلنا معركة ما بين سليمان فرنجية وجهاد أزعور وثبُت لـ(حزب الله) أن أقصى ما يمكن أن يحصل عليه هو 51 صوتاً». وأضاف: «في حال أصرّ الثنائي الشيعي للحفاظ على ماء الوجه مع سليمان فرنجية ستكون المواجهة في الدورة الأولى بين فرنجية ومرشح المعارضة جهاد أزعور، ولكن في الدورة الثانية أتصور أن العماد جوزيف عون سيكون مرشح المعارضة».

باسيل

في المقابل، طالب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل رئيس البرلمان نبيه بري بالالتزام بعقد المجلس، بنهاية الحوار المحدود زماناً، جلسات انتخاب مفتوحة يكرس فيها إما الاتفاق على الاسم، إذا حصل، أو الالتزام بالتنافس الديمقراطي للانتخاب بين المرشحين، في ظل تأزم سياسي لم تخرقه زيارة لودريان إلى بيروت في الأسبوع الماضي. وأضاف: «لا فريق الممانعة يستطيع أن يفرض رئيساً للجمهورية لا يمثلنا أو يمثل وجداننا وناسنا، وفي الوقت نفسه فريق المعارضة لا يقدر الفرض على فريق الممانعة رئيساً يتحداه، من هنا يأتي منطق الحوار والتفاهم إذا أردنا الخروج من الفراغ والانهيار». وأوضح: «الأولويات الرئاسية هي خارطة إنقاذ. فلنتحاور ونلتزم بما نتفق عليه لنصل لانتخاب رئيس إصلاحي بمواصفات إصلاحية على أساس البرنامج الإصلاحي المتفق عليه. رئيس بتجربته وسلوكه يملك مشروعاً لتحديث الدولة، ويحمل رؤية وطنية. رئيس يعي اللامركزية على حقيقتها بوصفها حاجة إنمائية وعدالة تنموية كجزء من الحل، حيث إن الحل المتكامل يعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي إداري ومالي، ويعي الصندوق الائتماني على حقيقته بوصفه طريقاً للخروج من الانهيار وأن ممتلكات الدولة ليست للبيع بل للحفاظ عليها». وطالب باسيل بري بأن يلتزم علانية بأن «يعقد المجلس في نهاية الحوار المحدود زماناً، جلسات انتخاب مفتوحة يكرس فيها إما الاتفاق على الاسم، إذا حصل، أو الالتزام بالتنافس الديمقراطي للانتخاب بين المرشحين»، مضيفاً: «نقبل النتيجة حسب نص الدستور». وتوجه إلى خصومه بالقول: «إذا كان الغرب يريد أن يفرض عليكم رئيساً بخلاف الدستور، أقله خذوا منه التزاماً علنياً برفع الحصار عن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين إلى بلدهم». ويأخذ معارضو وصول فرنجية على بري أنه يشترط الحوار، لكن مقربين منه يكررون الإيضاحات بأن الحوار غير مشروط وليس على الأسماء. ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أنّ «هناك حاجة للنقاش أو الحوار للخروج من المأزق، وعندما دعا الرئيس بري للحوار لم تكن هناك أي شروط». ووضع عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قبلان قبلان سياقاً آخر للخلافات الرئاسية، بقوله إن «الخلاف ليس على الأشخاص والموقع بل على الخط والنهج والقيم والمبادئ»، مضيفاً: «نحن نطرح الحوار فتخرج أصوات كثيرة من هنا وهناك لا تريد الحوار، ولا يحق لنا تسمية أشخاص لرئاسة الجمهورية». وسأل: «لماذا لا يحق لنا أن نشارك في صناعة تاريخ ومستقبل هذا البلد، ألسنا من حمى هذا البلد ورعاه وحرره، وألسنا من صان سيادته واستقلاله بالمعنى الصحيح؟»، وأضاف: «لماذا كل هذا العناد والجحود السياسي والإصرار على تخريب البلد، المسألة واضحة، يريدون أن تستمر الأزمة ويضغطون على الناس بحصار خارجي وبأزمات داخلية متلاحقة من أجل أن نستسلم أو ينهار البلد، وعندما ينهار يعيدون بناءه من جديد». وإزاء الشروط والاتهامات، أكّد عضو «تكتل الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني أنّ «الأمور ما زالت عالقة في مكانها وزيارة لودريان لم تحسم كل التفاصيل والملفات». وقال في تصريح تلفزيوني: «خطر طاولة الحوار أنها خرق للدستور، ووظيفة رئيس مجلس النواب فتح المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية». وأشار حاصباني إلى أنّ «انهيار البلد يحتم علينا وجود رئيس جمهورية مقبول على الأقل ولا أحد بإمكانه طعن الآخر»...

مفتي لبنان يبادر لإنهاء خلاف مولوي - عثمان

سعياً لتصحيح الخلل بالعلاقة بين وزير الداخلية ومدير قوى الأمن

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. يسعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى إنهاء الخلاف القائم بين وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بلقاء الطرفين، الاثنين والثلاثاء، مهّد لها باتصالات بهما أفضت إلى تأكيد حل الخلاف، وسحب إعلان مولوي رفع الحصانة عن عثمان، من التداول نهائياً. ووفق القانون اللبناني، يُعدّ وزير الداخلية وزير الوصاية على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وبدأ الصراع بين الطرفين على خلفية قرار اتخذه عثمان، في يونيو (حزيران) الماضي، قضى بإلحاق شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالمدير العام شخصياً، وفصلها عن وحدة الأركان التي كانت تتبع لها، حتى لا يفقد قائد الشعبة (العميد خالد حمود) منصبه، لكونه صاحب أقدمية على العميد الذي كُلّف بقيادة الأركان بالوكالة. وفي الأسبوع الماضي، أصدر عثمان برقيات عيَّن بموجبها رؤساء لوحدات في «مؤسسة قوى الأمن» بالوكالة، دون التشاور مع الوزير. وتوعّد وزير الداخلية برفع الحصانة عن عثمان، لمقاضاته في ملفات أمام القضاء. وعلى أثر انفجار الخلاف بين الطرفين، تدخّل دريان «بمبادرة شخصية منه» في أول تدخُّل من قِبله في الأزمة الناشئة، وفق ما يقول رئيس «المركز الإسلامي للدراسات والإعلام» القاضي الشيخ خلدون عريمط، مشدداً على أن الأمور «ستعود إلى طبيعتها وينتهي الخلاف كلياً». وقال عريمط، وهو مقرَّب من المفتي دريان، لـ« الأوسط»، إن المفتي سيستقبل وزير الداخلية، صباح الاثنين، على أن يلتقي اللواءَ عثمان، الثلاثاء، موضحاً أن محور اللقاءين هو «ترميم العلاقة بين الوزير والمدير العام»، مضيفاً أن التمهيد للقاءين حمل مؤشرات بإنهاء الخلاف كلياً، إذ جرى، في اتصال هاتفي بين دريان ووزير الداخلية، وتلقّى على أثره وعداً من مولوي بتوقف أي اتجاه لرفع الحصانة عن عثمان. وقال: «هناك وعد تلقّاه سماحة المفتي من الوزير مولوي بطيّ الموضوع نهائياً»، مشدداً على أن النهاية «من المؤكد ستكون إيجابية». ووفق عريمط، فإن موضوع الخلاف بين وزير الداخلية ومدير عام قوى الأمن «سيئ وله انعكاسات سلبية». وعلى أثر استفسار المفتي «أكد مولوي أن الكلام الذي حُكي في الإعلام عن السماح للقضاء باستدعاء عثمان ورفع الحصانة عنه، لا أساس له من الصحة»، وفق ما أكدع عريمط، لكن ذلك لم يخفِ الخلل في العلاقة بين الطرفين، لكنه خلل «ستجري تسويته وستُطوى الصفحة نهائياً». وقال وزير الداخلية بسام مولوي، خلال احتفال في الجامعة اليسوعية، يوم الجمعة الماضي، أمام الطلاب الذين عملوا تطوعاً في «هيئة إدارة السير والمركبات»: «لن نتراجع لحظة عن إعطاء الأذونات اللازمة التي وردتنا من القضاء المختص لملاحقة مرتكبي الفساد، وأعطينا الإذن بملاحقتهم (...) ولن نقبل بأن يبقى في لبنان فساد». وأثارت هذه الخطوة ضجة في الساحة اللبنانية؛ كونها سابقة في التجربة على الأقل، خلال العقود الثلاثة الماضية، وانتقد نواب وشخصيات محسوبة على «تيار المستقبل» التسريبات عن خطوة وزير الداخلية. ومع تأكيد عريمط أن المفتي «حريص على وحدة الصف الاسلامي كحرصه على وحدة الصف اللبناني»، شدّد على أن الشيخ دريان «يسعى مع الجهات المعنية لإخراج لبنان مما هو فيه لتعود الدولة، وتصبح مؤسساتها خيار اللبنانيين الوحيد»، مشيراً إلى أنه بادر بالتدخل «انطلاقاً من مسؤولياته الإسلامية والوطنية»، مشدداً على أن دريان «مرجعية دينية للمسلمين، ومرجعية وطنية حريصة على عودة لبنان السيد الحر المستقل الذي يضمن سيادة لبنان ومؤسساته، وخصوصاً المؤسسات الأمنية». وقال إن التدخل «يهدف لعدم تأثير أي تشويش جانبي على الاستقرار الأمني في البلاد، ولا يجوز مطلقاً أن يكون هناك أي خلل بالعلاقة بين الوزير والأجهزة الأمنية؛ لأن الجيش وقوى الأمن هما مِن آخِر ما يُبقي لبنان متماسكاً»، مشدداً على أن دريان «حريص على الجيش وقوى الأمن، ويعتبر أن أمن القوى الأمنية جزء أساسي من أمن لبنان». ولا يتضمن تدخُّل المفتي لتصحيح العلاقة بين مولوي وعثمان أي جوانب إضافية تبدد الخلاف الأساسي الذي اندلع على خلفية التشكيلات الأمنية. وقال عريمط إن أمر التشكيلات «سيُترَك لوزير الداخلية ومدير عام قوى الأمن لأنهما جهة الاختصاص، فالمفتي لا يتدخل بالقضايا التفصيلية، وهذا الأمر متروك للتوافق بين الوزير وعثمان». وأشار إلى أن دريان «حريص على أن يمارس كل منهما صلاحياته»، موضحاً أن المفتي حريص على «ألا يُهمّش المدير العام، وفي الوقت نفسه ألا يكون هناك تجاهل للوزير»، إذ «المطلوب أن يتكامل الطرفان مع بعضهما للحفاظ على قوى الأمن؛ لأنها رديف للجيش للحفاظ على أمن لبنان وسيادته وعروبته».

عودة النازحين «طبخة بحص» والاتصال اللبناني بدمشق لرفع العتب!

سوريا تربطها بإنهاء «الاحتلالين» الأميركي والتركي لأراضيها

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. سرعان ما تضاءلت الآمال المعقودة على أن الاجتماع الموعود بين وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب ونظيره السوري فيصل المقداد سيمهّد الطريق أمام وضع جدول زمني لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم كما كان يتمنى وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين الذي حاول أن يوحي مراراً بأن تعطيل عودتهم يقع على عاتق الحكومة اللبنانية التي لم تحسم أمرها بتشكيل الوفد الوزاري - الأمني للتفاوض مع الحكومة السورية لتنظيم عودتهم الطوعية والآمنة إلى بلداتهم وقراهم. فالوزير شرف الدين، كما يقول وزراء في حكومة تصريف الأعمال لـ«الشرق الأوسط»، أخطأ في تقديره لحقيقة الموقف السوري وطحش مراراً لتشكيل الوفد بذريعة أن لبنان لم يقابل بالمثل استعداد النظام السوري لاستقبالهم، من دون أن يدرك حقيقة الموقف السوري على خلفية أن دمشق تربط عودة مواطنيها إلى ديارهم بتجاوب المجتمع الدولي مع مطالبتها بإعادة إعمار ما تهدّم في سوريا، محمّلة التحالف الدولي مسؤولية ما لحق بالبلدات والقرى السورية من دمار، بحجة أنه كان وراء الحرب المدمرة التي استهدفتها. لكن إصرار الوزير شرف الدين على إعفاء النظام السوري من مسؤوليته بعدم تجاوبه مع الجهود الرامية لإعادة النازحين، لما يترتب على وجودهم العشوائي في لبنان من أثقال سياسية وأمنية واقتصادية لم يعد في مقدوره أن يتحمّلها في ظل تدهور أوضاعه على كافة المستويات، اصطدم برفض سوريا لعودتهم، وإلا لماذا قررت اللجنة الوزارية العربية التي تشكّلت بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية تجميد اجتماعاتها بالحكومة السورية نظراً لعدم تجاوبها مع خريطة الطريق التي رسمتها لإعادة تطبيع العلاقات العربية - السورية. وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» أن النظام السوري لم يقدّم التسهيلات الأمنية والسياسية المطلوبة لوقف «تصدير» الممنوعات، وعلى رأسها الكبتاغون، إلى دول الجوار من جهة، وامتناعه عن التجاوب مع المتطلبات المؤدية للانتقال بدمشق تدريجياً إلى مرحلة الدخول في الحل السياسي لإنهاء الحرب في سوريا. ولفتت المصادر نفسها إلى أن النظام السوري يسعى باستمرار إلى رمي مسؤولية عدم استقباله للنازحين على عاتق المجتمع الدولي بذريعة عدم تجاوبه مع دعوته للمساهمة في إعمار سوريا، وكشفت المصادر أن البرنامج الذي كانت أعدّته سابقاً الحكومة السورية بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين الذين لجأوا إلى لبنان، أصابته حالات من الخلل، لأن الأجهزة الأمنية السورية أصرت على التدقيق في اللوائح الخاصة بأسماء الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم، واستثنت منهم المئات لدوافع أمنية وسياسية، وقالت بأن ادعاء الأجهزة الأمنية السورية بعدم ملاحقتها للعائدين أمر طبيعي طالما أنها أخضعت اللوائح إلى تدقيق أمني وحذفت منها أسماء غير المرغوب فيهم بالعودة لدوافع أمنية وسياسية. وقالت بأن النظام السوري ليس في وارد تقديم التسهيلات للحكومة اللبنانية في مقابل حجبها عن اللجنة الوزارية العربية، رغم أن لديه مصلحة في المضي بتطبيع علاقاته العربية بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية. بدورها لفتت مصادر وزارية لبنانية إلى أنه لا مشكلة في التواصل بين بيروت ودمشق تحضيراً للزيارة التي يُفترض أن يقوم بها الوزير بوحبيب إلى دمشق على رأس وفد أمني يقتصر على المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، بعدما تقرر تقنين الوفد. وقالت بأن الزيارة في حال حصولها تأتي في سياق رفع العتب، لأنه ليس لدى دمشق الجهوزية المطلوبة، ليس لاستقبال الموجة الأولى من النازحين إلى لبنان، وإنما لوقف تدفق الموجة الثانية منهم إلى الأراضي اللبنانية عبر سلوك الألوف منهم المعابر غير الشرعية، وتحديداً من المناطق الحدودية المتداخلة بين البلدين، خصوصاً أن الإجراءات التي يتولاها الجيش اللبناني لضبط الحدود ووقف حالات التسلُّل من الداخل السوري إلى لبنان لا تكفي ما لم تلقَ التجاوب المطلوب من الجيش السوري المرابط على طول الحدود بين البلدين. واعتبرت المصادر نفسها أن لبنان يتعرض إلى موجة جديدة من «الاجتياح» السوري للبنان من خلال إبقاء الحدود السورية مشرّعة لتسهيل تسلّلهم إلى الداخل اللبناني، وقالت بأن لبنان يرزح حالياً تحت وطأة تراكم الأزمات المفتوحة على أزمة سياسية من نوع آخر تتعلق باختلال التوازن الذي يهدد تركيبته السياسية ويفتح الباب أمام اللعب بنسيجه الطائفي والسياسي، وهذا ما أخذ يشكل قلقاً قد يكون الجامع الوحيد للبنانيين، يُفترض أن يُصار إلى معالجته رغم الاختلاف الذي لا يزال يعطّل انتخاب رئيس للجمهورية. لذلك، فإن زيارة بوحبيب إلى سوريا، في حال حصولها، لن تقدّم أو تؤخّر بكل ما يتعلق بعودة النازحين السوريين في ظل ارتفاع منسوب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بالألوف من السوريين للتسلل إلى لبنان، وهذا ما يدعو للسؤال المشروع حول مصير الموجة الأولى من النازحين التي أُلحقت بها موجة جديدة عبر حالات التهريب المنظّم إلى الداخل اللبناني. وعليه، فإن المحاولات اللبنانية لإقناع النظام السوري بإعداد برنامج لاستقبال النازحين، ما هي إلا «طبخة بحص»، لأن ما تطالب به دمشق يفوق قدرة لبنان على تلبيته بعد أن ألحق مطالبته المجتمع الدولي بإعادة إعمار سوريا بنداً جديداً يشترط فيه «إنهاء الاحتلالين» الأميركي والتركي للشمال السوري.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بايدن يستقبل زيلينسكي الخميس في البيت الأبيض..«جنرال يوم القيامة» في الجزائر..صفقة عسكرية أم تلميع صورة؟..الحبوب الأوكرانية تُثير «انقسامات كبرى» بين دول الاتحاد الأوروبي..ستولتنبرغ: تهيأوا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا..كيم يستعرض قاذفات روسية نووية وصواريخ فرط صوتية..واشنطن: أسلحة بيونغ يانغ قد لا تصنع فرقاً كبيراً في أوكرانيا..هل تمت إزاحة وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو من منصبه؟..المدّعي الخاص يطلب الحدّ من تصريحات ترامب قبل محاكمته..بايدن وترامب متعادلان في الحظوظ الرئاسية ..بوادر أزمة مهاجرين جديدة: إيطاليا تلوح بـ«حل عسكري» وتتهم أوروبا بتركها وحيدة..

التالي

أخبار سوريا..السويداء تنهي الشهر الأول من الاحتجاجات بزخم متصاعد..خطة إيرانية لانسحاب تركي من سوريا..بعد رفع «الإدارة الذاتية» أسعار مادة المازوت..احتجاجات شعبية بريف مدينة الحسكة السورية..«المرصد السوري»: مقتل 4 في استهداف تركية لسيارة عسكرية شمال الحسكة..

ملف روسيا..الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد..

 الجمعة 26 تموز 2024 - 6:39 م

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد.. موسكو: «الشرق الأوسط».. لفت الكر… تتمة »

عدد الزيارات: 165,283,482

عدد الزوار: 7,417,796

المتواجدون الآن: 98