الأسد يطلب والمالكي يتجاوب: حكومة وحدة تمثّل جميع الأطياف

تاريخ الإضافة الجمعة 15 تشرين الأول 2010 - 7:23 ص    عدد الزيارات 3418    التعليقات 0    القسم عربية

        


دمشق وبغداد تريدان علاقات استراتيجية متميزة
 

الأسد يطلب والمالكي يتجاوب: حكومة وحدة تمثّل جميع الأطياف

 

الأسد والمالكي في دمشق أمس (أ ب)
   
   
 

 

 
زياد حيدر
دمشق:
تجاوزت دمشق خلافها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لتوجه أنظارها نحو تعاون استراتيجي مع بغداد وبقية دول المنطقة، يلبي تطلعات شعوبها ويخدم أمنها واستقرارها.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد المالكي في دمشق أمس، مشددا على أن دمشق تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين، وتؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة الأطياف التي شاركت في الانتخابات. ونقلت مصادر سورية مسؤولة عن المالكي تجاوبه معه، فيما بدا واضحا أن
رغبة دمشق في التقدم نحو الأمام، تنبعث بقوة من رؤيتها في تحقيق رابط إقليمي اقتصادي وتجاري مع جيرانها يمكن البناء عليه سياسيا في المستقبل.
وقالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان، تعليقا على الزيارة لـ«السفير»، إن «السياسة تتضمن هبوطا وصعودا، إلا أن المهم هو أن تبقى الرؤية واضحة والهدف واضحا». ورأت أن هدف سوريا هو «أمن العراق واستقراره ومصلحة الشعب العراقي ومصلحة العلاقات السورية العراقية التي تشكل الهدف الأساسي».
وكان الأسد والمالكي بحثا «علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي، وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين، وتخدم مصالحهما المشتركة».
وأوضح البيان أنه «تم التأكيد خلال المباحثات على أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة، وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولا إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها». كما «تناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، حيث جدد الأسد موقف سوريا الداعي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي، ووقوف سوريا على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق الشقيق».
بدوره، شكر المالكي الرئيس السوري على مواقف دمشق تجاه بغداد، وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الأمن والاستقرار فيه، والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا، مؤكدا حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سوريا على جميع الصعد، بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التي تربط أبناء سوريا والعراق.
وجرى اللقاء بحضور رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ومعاون نائب الرئيس محمد ناصيف ووزير الخارجية وليد المعلم وشعبان ووزير النفط سفيان علاو ومدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية غازي الذيب، وسفير سوريا لدى العراق نواف الفارس، ومن الجانب العراقي وزير النفط حسين الشهرستاني والوفد المرافق للمالكي وسفير العراق لدى سوريا حسين الجوادي.
وفي بغداد، نقل بيان عن المالكي تأكيده للأسد أن «ما بين العراق وسوريا متميز، وهما لا يستغنيان عن بعضهما وعلاقات البلدين يجب أن تسير بانسيابية وثبات حتى تبلغ مرحلة التكامل. إن ما يربط العراق وسوريا متميز عن العلاقات مع بقية الدول».
وأضاف المالكي «قطعنا شوطا مهما في القضاء على الطائفية ولم يتبق أمامنا أمور كثيرة في هذا الجانب». وتابع إن «الحكومة لا بد أن تتشكل على أسس صحيحة، ونحن نسعى إلى أن تكون حكومة متوازنة يشعر الجميع بانتمائه إليها، والأمور بدأت تسير باتجاه المشاركة الحقيقية لجميع الكتل، وان التحالفات بدأت تنفتح في حواراتها مع الآخرين» مؤكدا أن «العراقيين هم وحدهم المسؤولون عن قرار تشكيل الحكومة ومطلبنا من الأشقاء الدعم والمساندة في هذه المرحلة».
من جهته، بحث عطري مع المالكي «علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تفعيلها وتطويرها في مختلف المجالات». كما تم بحث التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية، والتأكيد على أهمية تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين سوريا والعراق، وتطوير منظومة النقل البري والمنافذ الحدودية، وتشكيل شركات مشتركة بين رجال الأعمال السوريين والعراقيين، وذلك بما يؤدي إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة وتسهيل انسياب السلع وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. ووقع علاو والشهرستاني مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي في مجال النفط والغاز.
بدورها، وصفت شعبان لـ«السفير» أجواء الزيارة، ولاسيما بعد قطيعة عام، «بالجيدة»، مشيرة إلى أن «سوريا تتفاعل مع قضايا وأوطان، وفي السياسة هناك صعود وهبوط، ولكن المهم هو أن تبقى الرؤية واضحة، وهي مصلحة البلدين والشعبين وهو ما يمثل الرؤية السورية».
وأضافت شعبان أن هدف الزيارة «هو الحديث في العلاقات الثنائية والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة العراقية، كما تم بحث النقاط التي تم الاتفاق عليها العام الماضي حول التعاون الاستراتيجي بين البلدين».
وأوضحت أن هدف سوريا الأساسي من الانفتاح على الأطراف العراقية هو» تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع أطياف الشعب العراقي»، مؤكدة أن «دمشق على مسافة واحدة من الجميع».
ورأت شعبان، ردا على سؤال، أن الجانب السوري لمس لدى المالكي «رغبته في أن تتمثل في الحكومة جميع الأطراف التي فازت في الانتخابات». وقالت إن «المشكلة هي في التمثيل والمواقع». واعتبرت أن دور دول جوار العراق يقتصر على النصح وإبداء الرأي، مضيفة أن هذا «شأنهم هم»، مؤكدة حرص دول الجوار على أمن العراق واستقراره. وتابعت أن دول الجوار «تدفع باتجاه المصالحة الوطنية على أن تعالج هذه المشاكل بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية».
وحول ما إذا كان من ضمانات أن لا تتكرر الأزمة ذاتها التي اندلعت بين البلدين قبل عام، قالت شعبان أن زيارة المالكي تبرهن على أن «ذلك الموضوع كان نشازا ومن المفترض أن لا يتكرر، ونفترض أن هذا لن يتكرر».
وعما إذا تم الاتفاق على لقاءات أخرى، أعلنت أن الجانبين اتفقا على ضرورة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى، لكن من دون أن يكون واضحا موعد اللقاء المقبل لهذا الغرض.
من جهة ثانية، قال زعيم «القائمة العراقية» إياد علاوي، في مقابلة مع التلفزيون المصري بثها أمس، إن «المشهد السياسي العراقي الراهن معقد بشدة بعد الانتخابات»، مكررا «رفضه التدخلات الإيرانية في شؤون العراق». وأضاف إن «قائمته أعلنت بوضوح كامل أنها لن تشارك في حكومة يشكلها المالكي».
وقالت المتحدثة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي، لوكالة الأنباء الألمانية، أن المفاوضات بين «العراقية» و«المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» بزعامة عمار الحكيم وحزب «الفضيلة» قطعت مراحل متقدمة لتشكيل تحالف جديد لتشكيل الحكومة. وأضافت أن الأنباء التي ترددت عن تسمية عادل عبد المهدي مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة «غير دقيقة لكن المفاوضات قد تتوصل إلى تشكيل تحالف مع المجلس الأعلى والفضيلة».
وأعـــلنت مصادر أمنيـــة عراقية إصابة 28 شخصا، بينــهم سبعة زوار إيرانيين، في سلسلة تفجيرات في بغداد وديالى.

 

 

 


المصدر: جريدة السفير

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,917,512

عدد الزوار: 7,048,033

المتواجدون الآن: 65