كيري يُشيد من بيروت بالقيادة "الحازمة" للحريري واجتماع لقيادات 14 آذار ليلاً في "بيت الوسط"

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 تشرين الثاني 2010 - 4:15 ص    عدد الزيارات 3250    التعليقات 0    القسم محلية

        


كيري يُشيد من بيروت بالقيادة "الحازمة" للحريري واجتماع لقيادات 14 آذار ليلاً في "بيت الوسط"
   مجلس الـوزراء غـداً بلا ضمانات واحتمال الارجاء مفتوح
جنبلاط ينتقد لقاء بكركي ويحمل على جعجع ويلوم "حاضنيه"

النائب وليد جنبلاط في بعبدا. (دالاتي ونهرا)
قيادات 14 آذار مجتمعة في "بيت الوسط" مساء أمس. (دالاتي ونهرا)
اتسمت الحركة السياسية والديبلوماسية في بيروت أمس بكثافة استثنائية عكست مدى اتساع الجهود لايجاد مخرج لملف "شهود الزور"، عشية جلسة مجلس الوزراء التي حدد موعدها في الخامسة مساء غد الاربعاء في قصر بعبدا وتجنباً لتطورات غير محسوبة في هذه الجلسة من شأنها ان تفجر أزمة حكومية وسياسية كبيرة.
واذا كان تحديد موعد الجلسة رسمياً أمس قد ادى الى تنفيس جانب من الاحتقان السياسي، فان ذلك لم يخفف حجم العقبات والتحديات التي سيواجهها مجلس الوزراء والقوى الممثلة فيه غداً في ضوء تعذر الحلول او الصيغ لمخارج توافقية، مما يضع الجلسة في مهب الاحتمالات الغامضة والسلبية. فقد تبين ان كلاً من الافرقاء المعنيين سيحضر الى الجلسة بموقفه المعروف سلفاً من ملف "شهود الزور" بل ان الجلسة، اذا لم يطرأ ما يملي تأجيلها مجددا في اللحظة الاخيرة، ستنعقد وسط ثلاث "اجندات": قوى 14 آذار لا تزال ترفض احالة ملف "شهود الزور" على المجلس العدلي كما ترفض طرح الملف على التصويت. وقوى 8 آذار تتمسك بالاحالة على المجلس العدلي وتنادي بالحسم تصويتاً. ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يدفعان بقوة نحو تجنب التصويت والاستمرار في المساعي الوفاقية داخلياً والتعويل على التواصل السوري – السعودي عله يساهم في اجتراح صيغة للحل من  غير ان يحشرا في خانة الخيارات الحادة اذا وصل الامر الى التصويت.
وقد برزت هذه المعطيات مساء من طريق تأكيد مصادر مطلعة لـ"النهار" ان موعد الجلسة قد حدد ولكن من دون اي اتجاه واضح بعد حيال أي مشروع أو صيغة لمخرج محدد. وافادت مصادر وزراء "اللقاء الديموقراطي" الذين رافقوا النائب جنبلاط في زيارته أمس للرئيس سليمان ان المجتمعين عرضوا مختلف الاحتمالات التي يمكن التعامل معها في ملف ِ"شهود الزور" في جلسة مجلس الوزراء. واكدت لـ"النهار" ان الرئيس سليمان والنائب جنبلاط متفقان تماماً على انهما ضد مبدأ التصويت ويصران على ايجاد مخرج توافقي. ويبدو واضحاً انهما في وقوفهما في الوسط، لا يزالان يأملان في نتائج ملموسة عبر الخط السوري – السعودي المفتوح، بالاضافة الى الجهود الداخلية التي ستستمر اليوم وغداً قبل انعقاد الجلسة.
وعلم في هذا الاطار ان تحديد موعد الجلسة لم يأت على خلفية التوصل الى بلورة حل وانما بحكم التوافق الضمني الذي رافق الاتصالات التي سبقت تأجيل الجلسة الاسبوع الماضي. وفي ضوء عدم التوصل الى مخرج توافقي، لم تستبعد اوساط وزارية ارجاء جديداً للجلسة المقررة غداً في اللحظة الاخيرة افساحاً في المجال لمزيد من المساعي والجهود الداخلية والخارجية لانقاذ الوضع الحكومي.
وتقول هذه الاوساط انه في حال طرح الملف على التصويت خياراً قسرياً اخيراً، فان ذلك سيدفع جنبلاط الى تأييد مطلب 8 آذار والتصويت بجانبها، في حين ان وزراء رئيس الجمهورية قد يصوتون بأوراق بيض او يلجأ بعضهم الى التغيب فيما يؤيد الوزير عدنان السيد حسين احالة الملف على المجلس العدلي. ومع الاصوات المحتملة لوزراء "اللقاء الديموقراطي" الثلاثة والسيد حسين تبقى قوى 8 آذار في حاجة الى صوتين اضافيين لكسر التعادل السلبي مع 14 آذار.
وفي المقابل تعتقد اوساط قريبة من "حزب الله" ان مرحلة ما بعد جلسة مجلس الوزراء غداً وخطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الخميس المقبل في مناسبة "يوم الشهيد"، لن تشبه المرحلة الراهنة.
وقالت انه كان هناك فعلا توجه الى تأجيل "بداية الحسم" الى ما بعد عطلة عيد الاضحى، لكن عدم ورود اشارات ايجابية عن المساعي السورية – السعودية ساهم في البحث مجدداً عن تسوية داخلية، لكن هذه التسوية لم تتضح بعد وان يكن الاتفاق المبدئي على عقد جلسة الاربعاء يعتبر تقدماً في اتجاه بت ملف "شهود الزور". واكدت انه اذا استمرت المماطلة في احالة الملف على المجلس العدلي فان مرحلة جديدة ستبدأ حكما".

 

جنبلاط

في غضون ذلك، تميزت مواقف جنبلاط امس بانتقاده "المزايدات" على رئيس الجمهورية، وكذلك بانتقاده للمرة الاولى اللقاء المسيحي في بكركي من غير ان يسميه. وكرر في قصر بعبدا التشديد على "الحوار لمعالجة القرار الظني بالتضامن والتوافق وليس بالتصويت". قائلا: "ليكن التصويت آخر الادوية". ورفض "المزايدات على رئيس الجمهورية والتصريحات في حق الرئيس". وفي الوقت عينه استغرب ما وصفه بـ"القمم الكبرى" في اشارة الى اللقاء المسيحي في بكركي، ملمحاً الى ربطه "بصعود اليمين الاميركي". وافصح عن هذا الربط لاحقاً في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" اذ اشار الى تزامن "اللقاءات التي اتخذت طابعاً مذهبياً والمواقف التي صدرت مع عودة اليمين الجمهوري الاميركي وخطابه المتشدد"، وحمل على "التناغم القديم الجديد بين اليمين الاميركي وبعض اليمين اللبناني".
اما ابرز مواقفه فجاء في تصريح مقتضب لـ"النهار" ليلاً حمل فيه جنبلاط بحدة على قول رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه "اذا خيرنا بين الحكومة مقابل المحكمة الدولية فالافضل دون حكومة". وعلق على هذا الموقف بقوله: "كلام عبثي لا مسؤول يؤدي الى المجهول، ولكن لا ملامة عليه بل الملامة على الذين يؤيدونه ويحضنونه".

 

14 آذار

وتزامن هجوم جنبلاط على جعجع مع انعقاد اجتماع موسع لقيادات قوى 14 آذار مساء أمس اكتسب دلالة مزدوجة من حيث انعقاده اولا في "بيت الوسط" تحديداً وليس في قريطم مما يدل على الطابع الشخصي والسياسي الذي حرص رئيس الحكومة سعد الحريري على اضفائه على رعايته اياه ومشاركته فيه، فضلا عن استباق الاجتماع لجلسة مجلس الوزراء.
وحضر الاجتماع، الى الحريري، الرئيس امين الجميل، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الرئيس فؤاد السنيورة، الوزراء بطرس حرب وميشال فرعون وسليم وردة وجان اوغاسابيان، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النواب سامي الجميل وجورج عدوان ودوري شمعون واحمد فتفت وسيبوه قلباكيان وانطوان زهرا وطوني ابو خاطر وستريدا جعجع، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، النواب السابقون باسم السبع وسمير فرنجيه وصولانج الجميل ونائلة معوض وغطاس خوري ومنصور غانم البون والياس عطاالله، ونادر الحريري والمستشاران محمد شطح وهاني حمود.
ولم يصدر المجتمعون أي بيان.

 

كيري

وعلى الصعيد الديبلوماسي، قام أمس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جون كيري بزيارة خاطفة لبيروت قبل زيارته دمشق لاحقاً والتقى الرئيسين سليمان والحريري. وابرز كيري في تصريحاته "امتنان الرئيس الاميركي باراك اوباما والولايات المتحدة للقيادة الثابتة والحازمة التي يظهرها الرئيس الحريري في ظل هذه الظروف الصعبة". وشدد على دعم الولايات المتحدة "الحازم لعمل المحكمة الخاصة بلبنان واستقلالها"، لافتا الى ان الامر "لا يعني الرئيس  رفيق الحريري وحده وانما يتعلق بكل الاغتيالات"، مشدداً على "ضرورة ان ينتهي عهد الاغتيالات". وقال: "الرئيس الحريري او لبنان لا يملكان السلطة لتغيير المحكمة"، ولكن "ايا تكن النتائج التي ستخرج بها فلن تكون موجهة ضد مجموعة محددة، ولا ضد طائفة معينة".
وفي باريس (ي ب أ) حذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من ان لبنان مهدد وفي "خطر كبير". وقال في مقابلة مع اذاعة "أر تي ال" ان "لبنان بلد صديق وهو مهدد وبخطر كبير". ودعا الى ان يفهم اللبنانيون انه ليس عليهم الاختيار بين "وحدة الدولة والمحكمة الخاصة بلبنان". واضاف كوشنير الذي زار بيروت الاسبوع الماضي: "اتوقع ان يسير ذلك بشكل جيد ولكن كان من المهم ان اذهب لاقول ان فرنسا تقف الى جانب اصدقائها اللبنانيين من كل الطوائف". واوضح انه ابلغ الرئيس نيكولا ساركوزي نتائج زيارته وان "الرئيس يستقبل كل الاطراف اللبنانيين".
 

التقى رئيس الجمهورية والوزراء وانتقل إلى دمشق
كيري: لا يمكن لبنان تغيير طبيعة المحاكمة
وواشنطن ممتنة للقيادة الحازمة للحريري

جدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جون كيري "دعم الولايات المتحدة بحزم عمل المحكمة الخاصة بلبنان واستقلالها". ولفت الى "انه ليست لدى رئيس الوزراء سعد الحريري، ولا لبنان، السلطة لتغييرها".

في بعبدا
 

امضى كيري بضع ساعات في لبنان امس، قبل ان يتوجه الى دمشق. وكان وصل فجرا الى بيروت، آتيا من اديس ابابا، برفقة وفد رسمي. والتقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، في حضور السفيرة الاميركية مورا كونيللي. وكان "للعلاقات الثنائية بين البلدين واستمرار دعم الولايات المتحدة للبنان، اضافة الى تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط"، على ما افاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية.

 

في السرايا
 

والتقى كيري ايضا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السرايا الحكومية. "وكانت محادثات شاملة تركزت على المسائل التي تواجه الحكومة، وايضا على مواضيع متعلقة بسوريا وإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط"، على ما افاد، مبديا "امتنانه للرؤية التي شاطرني إياها الرئيس الحريري. والرئيس الأميركي باراك أوباما والولايات المتحدة الأميركية ممتنان جدا للقيادة الثابتة والحازمة التي يظهرها الحريري في ظل هذه الظروف الصعبة".
وقال: "نفهم جميعا أن هذه الحكومة تتشاطر المسؤوليات والعمل، ومن الصعب إيجاد توافق. لكننا نعتقد أن الرئيس الحريري أظهر رؤية وقيادة، ليس فقط بالنسبة الى لبنان، انما أيضا بالنسبة الى السلام والاستقرار في المنطقة. وهذا أمر مهم بالنسبة الينا جميعا. التقيت صباحا الرئيس سليمان، وهو بدوره اعرب عن قلقه حيال التوتر القائم حاليا. لذا، جددت للرئيس للحريري، باسم الرئيس أوباما والكونغرس الأميركي، دعمنا الثابت للبنان، سيدا ومستقلا ومستقرا (...).
أعلم أن الرئيس أوباما ملتزم بقوة مساعدة لبنان على أن يعود قويا، ودعم مؤسساته الديموقراطية القادرة على تمثيل مصالح الشعب اللبناني (...)".
واضاف: "كما بقية أعضاء المجتمع الدولي، تدعم الولايات المتحدة بحزم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واستقلالها. وأود أن أذكّر بأن الولايات المتحدة لم تنشئها، ولا أي كيان آخر في هذه المنطقة، بل كانت بناء على طلب لبنان واللبنانيين والشعب الذي تعب من فكرة أن الاغتيال يجب أن يكون أداة سياسية. لقد شهد لبنان الكثير من عمليات الاغتيال لعديد من القيادات، وهذا الأمر لا يعني الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحده، بل يتعلق بجميع الاغتيالات، وباعتبار الاغتيال أداة سياسية. عهد الاغتيالات يجب أن ينتهي، والأمم المتحدة قررت، بتصويت العديد من الدول، أنه آن الأوان لان يجد لبنان مستقبلا جديدا خاليا من الاغتيالات كأداة سياسية.
الأمر لا يتعلق بالشيعة أو السنة أو المسيحيين أو الدروز. ليست هناك طائفية أو أي رابط آخر بأي كيان سياسي محدد. الأمم المتحدة تبحث عن الحقيقة، وندعم كليا استقلال هذه المحكمة وقدرة لبنان على تخطي هذه الأداة العنيفة والمدمرة التي استخدمت. وكذلك أود أن أؤكد أنه ليست لدى الرئيس الحريري، ولا لبنان، السلطة لتغيير المحكمة. فالمحكمة أنشئت بناء على طلب لبنان، ولا بد من تصويت العديد من الدول لتغيير طبيعتها. لذلك، ولمن يحاولون أن يجعلوا من هذه المحكمة قضية ويعارضون عملها، عليهم التفكير مليا في حكم القانون والمؤسسات التي أنشأت هذه المحكمة والعمل الذي تحاول أن تنجزه. وهذا خارج كليا عن قدرة رئيس الحكومة للتأثير عليه".
واضاف: "انني سأتناول مع الرئيس الأسد عددا من القضايا التي طرحتها مع الرئيس الحريري اليوم. وأود أن أوضح تماما للشعب اللبناني أن أي شيء مما نبحث فيه أو نتفق عليه مع سوريا لن يأتي على حساب لبنان واللبنانيين، هذا ما أضمنه لكم".
ولاحقا انتقل كيري إلى دمشق.
 


المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,933,304

عدد الزوار: 7,048,563

المتواجدون الآن: 80