أخطار تهدد "اليمن غير السعيد"

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 تشرين الثاني 2010 - 6:06 ص    عدد الزيارات 3791    التعليقات 0    القسم عربية

        



 

أخطار تهدد "اليمن غير السعيد"

ثمة أخطار عدة تهدد اليمن. غير أن خطراً واحداً يدفعه الى واجهة الإهتمام العالمي ويتمثل في تحوّله شيئاً فشيئاً معقلاً رئيسياً لتنظيم "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" ومنطلقاً لهجمات تستهدف الغرب، وتالياً جبهة رئيسية في الحرب الدولية على الإرهاب.
ثمة أسباب جعلت اليمن أرضاً خصبة جديدة للجهاد وفقاً للمفاهيم "البن لادنية"، كمسار طبيعي لتراكم الأزمات وتلاحقها في بلد يعاني تمرداً من الحوثيين في شماله، ويخيّم شبح الإنفصال مجدداً على جنوبه، فضلاً عن المشاكل الإقتصادية والإجتماعية في أوساط المجتمع اليمني. بيد أن تزايد القلق الأميركي مما يحصل في اليمن مع نهاية 2009، حين حاول عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة متجهة الى ديترويت، وتضاعف هذا القلق مع اقتراب 2010 نتيجة الطرود المفخخة التي أرسلت من اليمن الى دول غربية، وكذلك بسبب التهديدات المباشرة التي يطلقها رجل الدين اليمني الأصل الأميركي المولد أنور العولقي ضد الولايات المتحدة. لكن التخوف الأكبر لواشنطن يتمثل أيضاً في احتمالات انهيار الأوضاع في اليمن، مما قد يهدد المصالح الأميركية عند مدخل البحر الأحمر في باب المندب، وقد يؤدي الى تدفق ملايين اللاجئين وخصوصاً الى السعودية.
يعاني اليمن فقراً مدقعاً يجعل أوضاعه أقرب الى حال الصومال وغيره من الدول الأفريقية المعدمة بدل أن يكون مماثلاً لدول الخليج العربي. لأنه يواجه أزمة غذاء خطيرة بسبب التراجع الحاد في موارده الزراعية والحيوانية، وأزمة مياه أخطر يتوقع أن يكون أبرز معالمها نضوب المياه كلياً بحلول سنة 2025 في صنعاء، لتصير العاصمة الأولى تواجه القحط في العالم. ويشير تقرير التنمية البشرية؟ أنه بين السكان البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة، يبلغ معدل البطالة نحو 40 في المئة ومعدل الأمية نحو 50 في المئة ويعيش زهاء عشرة ملايين يمني على دولارين يوميا. وتفيد التوقعات أن عدد السكان سيتضاعف في السنوات الـ15 المقبلة، علماً أن المخزون المتواضع للنفط في البلاد، والذي يوفر نحو 70 في المئة من واردات الحكومة اليمنية، سينضب في غضون عشر سنين. أما مؤشر الفساد، فحدث ولا حرج عن وجود اليمن في الدرجة الـ146 على السلم العالمي.
لم يغيّر التعدد الحزبي والنشاط المدني شيئاً من نتائج الإنتخابات الدورية في بلاد يتحكم فيها منطق العشائر والقبائل. وتعطلت في 2007 كل محاولات الإصلاح والإنفتاح المتواضعة التي بدأتها حكومات الرئيس علي عبد الله صالح، لتتقدم محاولات الإمساك بالوضع الأمني في ظل تعاظم احتجاجات "الحراك الجنوبي" على الحرمان السياسي والإقتصادي من منافع الدولة منذ الوحدة، الى تزايد أخطار انتفاضات الحوثيين الشماليين في صعدة. مع هذه التهديدات الآتية من كل حدب وصوب، لم يجد علي صالح ملاذاً سوى العودة الى القبائل في محاولة لإنقاذ البلاد من الإنهيار.
في الإجتماع الأخير للدول الـ22 من "أصدقاء اليمن" في الأمم المتحدة، صدرت تحذيرات مختلفة من أن الإكتفاء بمعالجة الأوضاع الأمنية ومواجهة المتطرفين، على غرار ما يحصل حالياً على أرض الواقع، سيكون قاصرا عن إخماد الحرائق الكبيرة التي يمكن أن تشتعل في الدول المحيطة بسبب الجمرات اليمنية. لا بد من خطوات سريعة لمعالجة الحاجات الآنية لليمنيين العاديين، الى استراتيجية لحل القضايا المتعلقة بالتنمية الضرورية، ومنها انعاش الإقتصاد اليمني وإصلاح الحياة السياسية وإشاعة حكم القانون، وأولاً وأخيراً اقناع اليمنيين أنفسهم بمشروعية السلطة التي تحكمهم، قبل الإستعانة بمساعدات الدول المانحة.
في "اليمن غير السعيد"، يبدو كأن السلطة تفيد من هوس الغرب بالإرهاب لتأجيل تحمل مسؤولياتها حيال مواطنيها.
علي بردى
(كاليفورنيا)

المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,674,660

عدد الزوار: 6,907,958

المتواجدون الآن: 100