باريس لمست حرص الأسد على استقرار لبنان وتعوّل على دمشق لمرحلة ما بعد القرار الاتهامي

تاريخ الإضافة الأحد 12 كانون الأول 2010 - 6:17 ص    عدد الزيارات 2858    التعليقات 0    القسم دولية

        


باريس لمست حرص الأسد على استقرار لبنان وتعوّل على دمشق لمرحلة ما بعد القرار الاتهامي
السبت, 11 ديسيمبر 2010
باريس - رنده تقي الدين

أكد مصدر فرنسي مطلع على مضمون القمة التي جمعت الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والسوري بشار الأسد في باريس أول من أمس، ان الجانب الفرنسي استنتج من المحادثات «بوضوح»، ان سورية لا تريد انفجار الوضع في لبنان وزعزعة الاستقرار فيه، «بل بالعكس تبدو قلقة جداً من احتمال تدهور الوضع الأمني فيه بما يؤدي الى تدهور أكبر قد يدخل اسرائيل على الخط، ولا يُعرف الى أين تذهب الأمور إذا حصل ذلك».

وقال المصدر ان ساركوزي قال لضيفه «ما يردده دائماً وباستمرار حول المحكمة الدولية من انها ستستمر في عملها الى النهاية وستصدر القرار الاتهامي لا أحد يعرف متى... وعلى الجميع أن يدركوا ذلك»، لافتاً الى ضرورة عدم تحول القرار المذكور مادة تداول سياسي واعلامي يومي. وأوضح المصدر ان ساركوزي يدرك ان صدور القرار الاتهامي قد يولد فترة توتر، «ولكن اتهام الأشخاص ينبغي الاّ يتحول الى اتهام حزب أو طائفة».

ووفق المصدر ذاته، ركز الأسد حديثه على كيفية انشاء المحكمة «بقرار يناقض الدستور اللبناني» وأن موقف «حزب الله» المعارض لها مبني على أن «قرارها غير دستوري وعملها يرتكز على شهود الزور». وزاد ان الأسد لفت في هذا السياق الى تسريبات موقع «ويكيليكس» حول قضاة المحكمة الدولية، «ما دفع الرئيس ساركوزي الى ان يقول له ما يكرره من دون انقطاع من أن لا أحد بإمكانه التأثير على المدعي العام دانيال بلمار، وينبغي أن يفهم الجميع أنه حتى لو اتصل شخصياً ببلمار طالباً منه توقيف القرار فهذا غير ممكن ويكون بمثابة تدخل في أعماله ويؤدي ربما الى رد فعل عكسي بإسراع المدعي العام لإنهاء تحقيقه واصدار القرار، ومن هذا المنطلق ينبغي في نظر الرئيس الفرنسي ادارة الأمور على الأرض في لبنان كي يسود الهدوء وتتمكن الحكومة من العمل لأن القرار الاتهامي سيتهم أشخاصاً وليس حزباً أو طائفة». وأوضح المصدر ان الجانب الفرنسي مقتنع بأن «لسورية هامش تحرّك للعمل على تهدئة الأمور أو بالعكس لتركها تشتعل، كما ان هناك لاعباً آخر له تأثير ومنطق خاص على الساحة اللبنانية، وهو إيران، وان كان ثمة قرار ذاتي لحزب الله».

وشدد المصدر الفرنسي على ان سورية يمكن ان «تتحرك سورية كي تساهم في ازالة التعطيل في الحكومة اللبنانية... والأيام المقبلة والتطورات ستظهر ما إذا كانت الأمور ستتحسن على الصعيد السياسي على رغم ان الرئيس السوري لم يعط أي التزام على هذا الصعيد، لكن حديثه أعطى انطباعاً واضحاً للجانب الفرنسي بأنه غير راغب في تدهور الأمور في لبنان».

ونفى المصدر وجود مبادرة فرنسية بنقاط محددة ليوم صدور القرار الاتهامي، «لأن ذلك يمثل وصفة للفشل، فالأمور لا تسير وفق ما ترسمه الدول خصوصاً في لبنان، فما تفعله باريس منذ أيلول (سبتمبر) هو ادارة مستمرة شبه أسبوعية للثورات التي تخيّم على لبنان كي يسود الهدوء لأنه لا يمكن أن تكون سورية غير مبالية بما يحصل على صعيد الملف النووي الإيراني، ولا على مستوى تطوّر ملفها النووي عالمياً، وقد أشار الرئيس ساركوزي الى هذا الأمر بشكل سريع عندما ذكر ان قضية المحكمة وقضية الملف النووي السوري في وكالة الطاقة الذرية هما أمام سورية». واعتبر المصدر انه «لا يمكن أن تكون سورية غير مبالية بتقلب علاقاتها مع السعودية... وأشار الأسد في حديثه مع ساركوزي الى ان التنسيق والمحادثات جيدة مع السعودية حول لبنان».

لكن المصدر الفرنسي قال ايضاً: «في نظر السعودية وبحسب ما تقوله لنا، هناك أمور ينبغي تحسينها في هذا التنسيق مثل جعل الحكومة في لبنان تعمل من دون تعطيل أصدقاء سورية لها، وأيضاً سحب مذكرات التوقيف القضائية الـ 33 وأيضاً العمل على ألا يستخدم السلاح الفلسطيني على الأرض اللبنانية لزعزعة الاستقرار».

وأكد المصدر ان الرئيس ساركوزي سيستقبل كلاً من الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل.

وعن المسار السوري - الإسرائيلي المتوقف، أعرب الرئيس السوري، وفق المصدر ذاته، عن رغبته في أن تستمر فرنسا في السعي الى احيائه، خصوصاً أن نتائج المبادرة الأميركية على صعيد المسار الإسرائيلي - الفلسطيني «سيئة ومذهلة جداً، والتشدد الأميركي ازاء سورية لا يعطي الثقة في قدرة أميركية على ايجاد الحل والتعامل مع هذه القضية». وزاد المصدر ان الرئيسين «توافقا تماماً في ملاحظتهما الفشل المحزن والمؤسف للإدارة الأميركية على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي».


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,801,409

عدد الزوار: 6,915,711

المتواجدون الآن: 77