متمنيًا "إستئناف الحوار بين بكركي وحزب الله لتجنب أي توتر" ومقترحًا "لجنة خبراء لبتّ "شهود الزور" والإفراج عن الحكومة"

المطران الراعي:"المواطنية" ضمانة جوهر لبنان ومواجهة القرار الظني لا تكون بالبلبة والتهديد

تاريخ الإضافة الأحد 26 كانون الأول 2010 - 7:21 ص    عدد الزيارات 3076    التعليقات 0    القسم محلية

        


غادة حلاوي،

 

أبادي زار المطران مطر: موقف خامنئي لا يتعارض مع المسعى السوري السعودي

 

البطريرك صفير: الشرق موطن السيد المسيح.. لكن هناك صعوبات وعدد المسيحيين يتناقص

 

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عددًا من المهنّئين بعيدي الميلاد ورأس السنة، فالتقى وفداً من الرؤساء العامين والرئيسات العامات في الرهبانيات، أمِل أمامهم أن تكون السنة الجديدة "خيراً من السنوات التي سبقتها"، وأضاف: "إن ظروفنا كما تعلمون صعبة، وإننا نتألم منها كما تتألمون، لكننا نحن نعيش تحت نظر الله وسيدنا يسوع المسيح الذي ما خذلنا يوماً منذ ان جاء على الارض حتى اليوم".

وتابع صفير: "إن هذا الشرق هو موطن السيد المسيح في الدرجة الأولى ومن بعده انتشرت المسيحية الى كل اصقاع الارض، ولكن هناك صعوبات تعرفونها وتعيشونها كل يوم، وإن عدد المسيحيين يتناقص فيذهبون شرقاً وغرباً، وربما غرباً اكثر من شرق، ولكن الرسل كانوا 12 رسولاً وقد اكتسحوا العالم بأجمعه، إذاً ليس بالكثرة وحدها انما بالنوعية، والنوعية موجودة بحمد الله، وانتم تقومون بما عليكم من واجب".

إستقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية غضنفر ركن آبادي الذي قال بعد اللقاء: "نحن في رحاب السنة الميلادية الجديدة، وكان من واجبنا أن نقوم بزيارة شخصيات ومرجعيات روحية مسيحية، وفي هذا الاطار زرنا اليوم سيادة المطران بولس مطر وقدّمنا تهنئة الشعب الايراني للشعب اللبناني عموما والمسيحيين خصوصا بحلول السنة الميلادية الجديدة وميلاد سيدنا المسيح عليه السلام".

ورداً على سؤال عمّا اذا تم التطرق الى مواضيع سياسية خلال اللقاء، أجاب أبادي: "طبعاً تطرقنا الى آخر التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط عموما ولبنان خصوصا، وأكدت لسيادته أن موقف سماحة الامام خامنئي لا يتعارض مع المسعى السوري السعودي، بل بالعكس فإن سماحة الامام أكد الاخلاق والحكمة لدى كل الاطراف وأنه من الضروري التعامل على أساس هاتين الصفتين من أجل تجاوز هذه المرحلة الحساسة".

وبشأن "الانفتاح اللافت" لقوى 14 آذار على إيران، قال أبادي: "إن الوقوف إلى جانب المظلوم وصاحب الحق والعدل والعدالة هو في صلب دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية، بغض النظر عن الطائفية والمذهبية والانتماءات السياسية".

 

دخلت البلاد أجواء الأعياد التي فرضت، على جاري العرف والعادة، انكفاءً قسريًا ليوميات مسلسل التجاذب السياسي اللبناني المستديم.. وفي خضمّ ظروف استثئناية حساسّة على صعيد المشهد اللبناني العام، يحلّ الميلاد هذا العام تحت وطأة الإنقسام الحاصل بين الأفرقاء السياسيين حيال مسألة المحكمة الخاصة بلبنان وقرارها الإتهامي المرتقب، أما على صعيد المشهد المسيحي في هذه المرحلة فقد اختصره راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي في حديث خصّ به موقع “NOW Lebanon” عشية عيد الميلاد بالإشارة إلى أنّ مسيحيّي لبنان "مجمعون على الجوهر ومختلفون على الآلية"، موضحًا أنّ هناك "إجماعًا مسيحيًا على المحافظة على لبنان– الرسالة والنموذج في العيش المشترك المسيحي–الإسلامي، وفقاً للميثاق الوطني الذي ارتضوه عام 1943، ولصيغة المساواة في الحقوق والواجبات، وفي المشاركة في الحكم الإداري، على أساس الديموقراطية التوافقية، والحريات العامة، وحكم المؤسسات الدستورية، والفصل بين السلطات"، وأضاف: "المسيحيون مجمعون كذلك على حماية وتعزيز الدور المسيحي في الحياة العامة، لما لهم من تأثير على ميثاقه وصيغته، لكنهم مختلفون حول الآلية، أي حول الخيار السياسي، إذ إنّ الفريق المتحالف مع 14 آذار يرى ان التحالف مع السنّة يضمن حماية الجوهر المذكور، والفريق المتحالف مع 8 آذار يرى أنّ التحالف مع الشيعة هو الذي يضمن حماية الجوهر، بينما الفريق الحيادي يعتبر ان جوهر لبنان، في ميثاقه وصيغته، مضمون إذا تحالف المسيحيون والمسلمون اللبنانيون انطلاقاً من مواطنيتهم المشتركة ومصيرهم الواحد، وهذا ما تدعو اليه بكركي، لكنه يقتضي، لكي يتحقق، حسن النوايا عند الجميع والتحرر من الارتباطات الخارجية والتجرّد من المصالح الفردية والفئوية على حساب الخير العام".

المطران الراعي، وردًا على سؤال عن العلاقة بين بكركي و"حزب الله" لا سيما في ضوء الموافق الأخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والتي أبدى فيها توجسًا من احتمال قيام الحزب بانقلاب للاستيلاء على الحكم في لبنان، تمنى "أن تعود لجنة الحوار الثنائي بين بكركي وحزب الله إلى استئناف عملها من أجل تجنّب أي سوء فهم أو توتر"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "الحوار المباشر والتشاور والاستيضاح في كل الأمور العامة، يبقى الوسيلة الفضلى للتفاهم والتعاون وتوحيد الرؤية، إذا سلمت النوايا ووُضعت مصلحة لبنان وشعبه فوق كل مصلحة أخرى".

وفي معرض تقويمه الشلل المؤسساتي الحاصل في البلد، وصف المطران الراعي ربط انعقاد مجلس الوزراء وإنجاز أعماله بحل مسألة "شهود الزور" بأنه "ربط غير جائز وغير مبرر"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "المؤسسات الدستورية، مثل مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية، تعلو على الجميع وفوق كل اعتبار وبالتالي لا يجوز ان يستمر في لبنان هذا المنحى المتمادي الذي يعطّل عمل المؤسسات الدستورية في كل مرة ينشب خلاف سياسي بين الاطراف السياسية".

وإذ لفت إلى كون "قضية شهود الزور مسألة قضائية بحتة تندرج في إطار أصول قانونية تختص بالمحاكمات من حيث الصلاحيات والطرق في النظر والتحقيق والقرار"، إقترح المطران الراعي "تكليف لجنة من الخبراء في القانون والقضاء لبتّ مسألة شهود الزور، بحيث تعطي هذه اللجنة جواباً على نقطتين: أي محكمة هي ذات الصلاحية للنظر في هذه المسألة، ومن هي الجهة ذات الصلاحية التي تحيل هذه المسألة على المحكمة المعنية"، وأضاف: "هكذا تنتهي القضية، ويُفرج عن مجلس الوزراء المقيّد بسلاسل الخلاف السياسي".

وردًا على سؤال عن الهواجس المتداولة من تداعيات القرارات الإتهامي المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية على الإستقرار في لبنان، لفت المطران الراعي الإنتباه إلى أنّ "القرار الاتهامي لا يُواجه بالبلبلة العامة والتهديد بزعزعة الاستقرار، بل بالطرق القانونية أي الاعتراض عليه وممارسة حق الدفاع عن النفس وفقاً لاصول المحاكمات".

وفيما خصّ هيئة الحوار الوطني، لجهة تعليق جلساتها والرأي القائل بعدم فعاليتها، شدد المطران الراعي على أنّ "كل حوار داخل المؤسسات الدستورية المعنية وذات الصلاحية والقدرة على إصدار القرار هو الأفضل والأجدى والأنفع، لأن في هذه المؤسسات يتمثل شرعياً كل الشعب اللبناني بمختلف ألوانه"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "الحوار على طاولة القصر الجمهوري هو أفضل من عدمه، لكنّ نجاح أي حوار يقتضي من المتحاورين الرغبة في البحث عن الحقيقة الموضوعية الجامعة، والتخلي عن المشاريع والآراء المسبقة التي ترفض أي رأي معاكس لها، ولا تنوي إجراء أي تعديل فيها".

وتوجه المطران الراعي مختتمًا حديثه بالتهنئة "إلى جميع اللبنانيين بعيد ميلاد السيد المسيح، كلمة الله الذي صار بشراً، ليخلص البشر اجمعين بكلام الحياة، ويفتديهم ويكفّر عن خطاياهم بموته على الصليب، ويحييهم لحياة جديدة بالروح القدس بقيامته من بين الاموات. التهنئة صلاة الى الطفل الالهي ليفيض عليهم نعم السماء والخير والبركة والسلام، والدعاء بأن يكوّنوا عائلة بشرية واحدة، يشعر فيها الجميع انهم ابناء لله بالابن الوحيد، واخوة بعضهم لبعض، وعلى هذا الاساس يبنون حياتهم الاجتماعية والوطنية.. وُلد المسيح، هللويا!".

 


المصدر: موقع لبنان الأن

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,956,876

عدد الزوار: 6,973,127

المتواجدون الآن: 83