إستعادة <التيار>من العونيين

<الإنتظار اللبناني> يئن تحت وطأة إدخال التسوية في التجاذبات الخارجية

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 كانون الأول 2010 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2566    التعليقات 0    القسم محلية

        


سليمان إلى الجنوب اليوم: رسالة تطمين لدول اليونيفيل بأن الإستقرار خط أحمر
<الإنتظار اللبناني> يئن تحت وطأة إدخال التسوية في التجاذبات الخارجية
إيران تقود الحملة ضد المحكمة وتطالب دمشق بالعمل لعدم إضعاف حزب الله

صعّد المحور الايراني - السوري من الحملة على المحكمة، بالتزامن مع حملة اميركية - اوروبية لعدم التشجيع على تسوية تسمح باستيعاب تداعيات القرار الاتهامي الذي يكاد الرأي العام يتفق على انه سيحمّل عناصر من <حزب الله> وربما اشخاصاً غير لبنانيين مسؤولية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

إستعادة <التيار>من العونيين
أكّدت مصادر قريبة من <الحكماء الأربعة>، الذين خرجوا من <التيار الوطني الحرّ> منتصف العام الأول، أنّ التحرّك الذي كانوا يؤجّلونه منذ أشهر بات وشيكاً، وأنّ عدداً كبيراً من كوادر التيار، ومن المحيطين بالحكماء الأربعة، سيعلنون موقفا حاسما وحازما في مطلع العام2011، يضعون خلاله النقاط على الحروف، ويبدأون مسيرة تنظيمية جديدة· وقالت المصادر إن الوقت حان لاستعادة <التيار الوطني الحرّ> من قبضة <التيار العوني> الذي بات عبارة عن مزرعة من الفساد والقرابة والزبائنية البعيدة كل البعد عن <مقاصد وقيم واحدة من أنقى الحركات النضالية الوطنية في تاريخ لبنان الحديث>، على حدّ تعبير أحد هؤلاء الأربعة· 

إيران تقود الحملة ضد المحكمة وتطالب دمشق بالعمل لعدم إضعاف حزب الله

ويأتي هذا التصعيد في وقت كشف فيه السفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون ان القرار سيصدر في وقت ليس ببعيد، وانه سيذكر بالاسم مسؤولين سوريين وعناصر من حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ملمحاً الى اعتقاده بأن هذا القرار سيتسبب بحرب على غرار ما حدث في العام 2006 ومن الممكن ان تنضم اليها سوريا.

ومع ان اوساط المعارضة في تقييمها لما اعلنه بولتون، تأخذ بعين الاعتبار انه لا فعالية له ولا دور فعلياً لا في الادارة ولا خارجها، فضلاً عن ان مواقفه تختلف كلياً عن ادارة الرئيس باراك اوباما، باعتباره احد المحافظين الجدد الذين منيوا بضربة موجعة مع رحيل جورج بوش وتهاوي مشروعه في منطقة الشرق الاوسط، لكنها في الوقت نفسه لا تستخف بما اشار اليه من معلومات، الامر الذي حمل المستشارة الاعلامية والرئاسية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان الى وصف المحكمة الدولية بأنها ليست نزيهة، ولو كانت نزيهة وعادلة لما اعترض عليها احد، مضيفة، في حديث لصحيفة <الرياض> السعودية ان مسار المحكمة ينبئ الى اليوم انها مسيسة وانها تقع ضمن ادوات المخطط الذي يهدف الى شرذمة العرب وضرب مواقع اتفاقهم وتضامنهم ليصبحوا لقمة سائغة للكيان الصهيوني واطماعه. معتبرة ان العلاقات السعودية - السورية مهمة لامن المنطقة واستقرارها ومن بينها لبنان.

ومن مراجعة البيان الذي صدر عن الخارجية الإيرانية، يتبين أن التوصيف هو نفسه، بما في ذلك رؤية الدولتين سوريا وإيران لأهداف المحكمة.

وحسب مهما نبرست الناطق باسم الخارجية فان المحكمة تحوّلت إلى أداة سياسية تستغل، ولذلك فانها تفقد شرعيتها، معتبراً أن دعم الولايات المتحدة للمحكمة هو الذي يكشف انها سياسية.

لكن الجديد في الإعلان الإيراني الرافض للمحكمة بعد موقف المرشد علي خامنئي، هو اعتبار أن المحكمة تهدف إلى <زرع الخلافات بين الدول الإسلامية وإضعاف تيّار المقاومة>، وأن <المستفيد من هذا الوضع هو الكيان الصهيوني الذي لديه مطامع في الشرق الاوسط>.

والموقف نفسه عبّر عنه معاون رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي باقري بعد محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، من أن <الاستقرار في لبنان رهن بتعزيز تيّار المقاومة والوحدة الوطنية>، مشيراً إلى انه بإمكان هذا التيار أن يُساعد في استتباب الاستقرار والهدوء، لافتاً إلى ان سوريا وإيران تعتبران أن دعم تيّار المقاومة هو السبيل الوحيد لحل القضايا>.

وتخوفت مصادر دبلوماسية أوروبية من المستوى الذي بلغه التنسيق بين إيران وسوريا و <حزب الله>، والذي يعكس خطة جدية لمواجهة المحكمة، ما لم تظهر إلى النور المسودة السعودية - السورية التي تضمنت مجموعة من الأفكار، تتصل بكيفية مواجهة تداعيات القرار الاتهامي.

وفيما رجحت هذه المصادر أن تكون الأطراف الثلاثة تلعب لعبة <عض الاصابع> مع الولايات المتحدة، قبل لقاء اسطنبول المخصص لبحث الملف النووي الإيراني، وغيره من ملفات عالقة بين كل من طهران ودمشق وواشنطن أعربت في الوقت عينه عن مخاوفها من رهن موعد صدور القرار ومضمونه والإفراج عن مسعى التسوية في خضم هذه اللعبة، الأمر الذي يبقي الوضع اللبناني يعيش حالة من الانتظار القاتل، أو العجز عن كسر حلقة التعطيل واستئناف العمل الرسمي على مستوى المؤسسات، سواء في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب، وهو ما رفضته أوساط رئيس الجمهورية لـ <اللواء>، مشيرة الى أن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل الجمود والشلل، وبالتالي لا بد من العمل الى إعادة إحياء جلسات الحكومة، ولو من دون بند شهود الزور.

سليمان يثبت خياراته وبانتظار عودة الرئيس سعد الحريري من نيويورك، يواصل الرئيس ميشال سليمان تثبيت خياراته السياسية المتعلقة بسياسته الرافضة لأي موقف ينعكس سلباً على الاستقرار أو يضاعف من الأزمة السياسية.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر بعبد الـ <اللواء> إن بعض من يصرّون على التصويت على ملف شهود الزور في مجلس الوزراء يسعون الى تفجير التسوية التي يعدّها المسعى السوري - السعودي، مشيرة الى أن الرئيس سليمان الذي حرص على توجيه رسالة واضحة من بكركي في الميلاد، سيمضي في مواقفه لجهة التشديد على التوافق عنواناً أساسياً للمرحلة في ضوء ما تفرضه طبيعة الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.

وبحسب اعتقاد رئيس الجمهورية فإن المناخ الوفاقي يمهد الأرضية الصالحة لإرساء التسوية التي يعمل عليها التفاهم السعودي - السوري، بحيث تشكل مدخلاً لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة ووضع حد للشلل القائم مع مطلع العام المقبل الذي كان أشار الرئيس سليمان من بكركي الى انفراجات قد تلوح في بداياته.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس سليمان اليوم بزيارة الى الجنوب لتفقد قوات الجيش اللبناني و<اليونيفل>، جرياً على عادته كل سنة، عشية رأس السنة الجديدة، حيث سيزور اللواء الخامس المنتشر جنوبا وقيادة <اليونيفل> العاملة هناك، يرافقه قائد الجيش العماد جان قهوجي وكبار الضباط.

وقالت مصادر مطلعة ان الزيارة الرئاسية الى الجنوب تتسم بأهمية مزدوجة لتزامنها مع معطيات ومستجدات ذات صلة بالتطورات الاخيرة، ومن بينها القرار الاسرائيلي بالانسحاب من الجزء الشمالي لبلدة الغجر، وما يمكن ان يستتبعه من تداعيات، اضافة الى طبيعة العلاقة التي تحكم بين قوات الطوارئ الدولية والجنوبيين بعد جملة حوادث وقعت في الآونة الاخيرة، وقد حرص قائد الجيش خلال زيارة التهنئة الى القصر الجمهوري امس على الاشارة الى التنسيق القائم على اكمل وجه بين الجيش واليونيفل وازدياد العلاقة بين هذه القوات والجنوبيين رسوخاً يوماً بعد يوم.

وشدد سليمان امس، على اهمية عمل المؤسسات والقيام بدورها بحيث لا تتأثر اوضاع المواطنين جراء اي تجاذب سياسي، متمنياً ان يكون العام المقبل عام انطلاق الورشة الداخلية آملاً في تجاوز الواقع السياسي الراهن، وداعياً الاجهزة العسكرية والامنية الى مضاعفة جهودها لصيانة الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي. عودة الخليلين

وفيما لم تستبعد اوساط الرئيس الحريري ان تطول اقامته في نيويورك الى ما بعد عيد رأس السنة وان يجري مشاورات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تتناول آخر ما توصل اليه المسعى السعودي - السوري، توقفت الأوساط المراقبة عند اللقاءات التي اجراها في دمشق المسؤول الإيراني علي باقري مع المعاونين السياسيين لكل من رئيس مجلس النواب علي حسن خليل، والأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والتي جاءت بناء لطلب باقري، وفي اطار التواصل القائم مع القيادة الإيرانية، والجهود المستمرة للحفاظ على استقرار الوضع في لبنان.

وأوضح مصدر مطلع لـ <اللواء> ان محادثات الخليلين اللذين عادا الى بيروت مع المسؤول الإيراني، تناولت موضوعاً مختلفاً كلياً عن المحكمة والتسوية السورية - السعودية، لم يشأ الكشف عنه، لكنه لفت الى انه تم التطرق الى المحكمة على ضفاف المحادثات الأصلية، مشيراً الى ان التواصل السوري - السعودي ما زال قائماً ولد هاتفياً بين الرئيس الأسد والملك عبد الله، إلا أن لا جديد على صعيد التسوية.

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,405,032

عدد الزوار: 6,990,091

المتواجدون الآن: 58