سليمان: لن نسمح للفتنة أن تمر تحت ستار إسرائيلي أو أي ستار آخر

تاريخ الإضافة الخميس 30 كانون الأول 2010 - 5:17 ص    عدد الزيارات 3125    التعليقات 0    القسم محلية

        


ضياع لبناني في التعاطي مع المسعى السعودي - السوري ··· ولا مقايضة قبل معرفة الحقيقة
سليمان: لن نسمح للفتنة أن تمر تحت ستار إسرائيلي أو أي ستار آخر
عون يهاجم رئيس الجمهورية ··· وجعجع يدافع ويطالب بعدم انتظار س-س
  الرئيس سليمان والجنرالان قهوجي وأسارتا يستعرضون ثلة من القوة الدولية في الناقورة أمس (تصوير: دالاتي

أدخلت المواقف المتناقضة من حقيقة ما بلغه المسعى السعودي - السوري ازاء احتواء تداعيات القرار الاتهامي، البلاد في حلقة جديدة من الغموض والتشويش بانتظار جلاء الصورة على نحو اكثر وضوحاً، والتي باتت مرتبطة بمجرى المفاوضات المعلنة وغير المعلنة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي وغيرها من الملفات المتصلة باوضاع المنطقة ومشاكلها الساخنة.

واذا كان الرئيس ميشال سليمان اعلن بالصوت والصورة، ومن الجنوب، اثناء لقاء قيادة وضباط اللواء الخامس انه لا علم لديه بقرار ظني وهو رئيس للجمهورية، نافياً ان يكون ثمة صحة لما يتردد عن قرارات، وهذا ما يثير العجب، فإن الاوساط المقربة من 14 آذار فوجئت بحجم ما سرب عن اتفاق سعودي - سوري والمطالب التي يتردد انها توفر حماية من الفتنة عبر اسقاط المحكمة الخاصة بلبنان؟!

واعتبرت هذه الاوساط ان ما نسب الى الرئيس بشار الاسد يعني تبني دمشق لمطالب المعارضة اللبنانية، وهذا ما لا يمكن السير فيه او تبنيه او الاقدام عليه، لا سيما اعتبار المحكمة مسيسة، او سحب القضاة اللبنانيين منها، او توقف التمويل.

ولاحظت مصادر نيابية ان التزام الصمت ازاء ما تردد عن مبادرة تم التوصل اليها، وتشبيه التخلص من المحكمة باسقاط اتفاق 17 ايار، يحمل في طياته اكثر من دلالة لجهة تفسير الاهداف الكامنة وراء توقيت وضع هذا الملف وبهذه الطريقة في الاعلام.

ولعل ابلغ موقف على ما جاء في الاعلام قول مستشار رئيس الحكومة للشؤون الدولية الوزير السابق محمد شطح، انه لا يمكن لاي طرف لبناني او غير لبناني ان يدخل في مقايضة تُسقط المحكمة الدولية.

وأكد ان <التقدم الذي نسمع عنه (بشأن ايجاد حل للوضع القائم) يفرحنا، ونتمنى ان نسمع عن خطوات اخرى>، لافتاً الى ان هناك جهوداً سعودية وسورية موازية يمكنها ان تتخذ لتأمين تضامن اللبنانيين ومواجهة التعطيل القائم حالياً، ولكن ذلك لن يكون تسوية على حساب العدالة، مشيراً، في حديث لقناة MTV الى انه بعد صدور القرار الاتهامي سيكون هناك متسع من المجال لاسقاطه، ولكن هذا لا يعني أن نطلق النار عليه، فذلك ممكن من خلال وجود بيانات تدحض ما يرد فيه من اثباتات>.

وفيما رأى وزير الدولة جان اوغاسبيان أن هناك مبالغة في توقع إنجاز التسوية السورية - السعودية، وابلاغ المسؤولين اللبنانيين بها، داعياً إلى حراك داخلي يواكب المساعي الخارجية، ومنها مساعي رئيس الجمهورية الهادفة إلى إيجاد مخارج، من خلال تسيير أعمال مجلس الوزراء والمشاركة في هيئة الحوار الوطني، ذهب رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع إلى إبداء انزعاجه من انتظار السين - سين، وكأن الحلول تأتي من السماء، مشيراً، بعد زيارة تهنئة قام بها للبطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، الى أن هم الاخوان في المملكة العربية السعودية منصب على ان يبقى الاستقرار قائماً في لبنان، وألا يمس، لافتاً الى ان السعودية تستعمل كل علاقاتها وثقلها لتقول لكل الافرقاء المعنيين بالأزمة اللبنانية بأن أحداً لن يمس الاستقرار في لبنان.

وقال: الكثيرون من الفريق الآخر يتحدثون عن حل، فليتفضلوا هناك رئيس جمهورية موجود ويدعو كل يوم إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، وإذا كنتم لا تريدون مجلس وزراء فهناك طاولة حوار قاطعتموها>، مؤكداً أن الحل أو التسوية لن تأتي الا على طاولة الحوار أو في مجلس الوزراء.

في المقابل، لفت مصدر في المعارضة إلى أن المساعي العربية قطعت خلال اليومين الماضيين شوطاً كبيراً على صعيد المشاورات والاتصالات بين الرئيس الأسد والملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيراً إلى أن الملك نجح في إقناع الأميركي بتأجيل القرار الاتهامي، لكنه لم يتمكن حتى اللحظة من اقناعه بالتنازل عن المحكمة وقرارها، مما يعني ان البلاد ستبقى في حالة جمود بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات الأميركية - السعودية، لان الاثمان التي تريدها واشنطن على حساب المحكمة الدولية اكبر من قدرة السعودية ودمشق وطهران على التسديد.

اما الرئيس عمر كرامي، فقد تبنى بعد لقائه السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن ابادي، كلام الرئيس الأسد من أن الاتفاق السعودي - السوري بلغ مراحله النهائية، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري ذهب الى نيويورك ليتبلغه، الا انه قال ان هذا الاتفاق محدود لجهة الاشخاص الذين يعلمون عنه، فلا احد يملك التفاصيل وادنى المعلومات، مرددا القول المأثور: <استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان>.

ولاحظ مصدر بارز في المعارضة لـ <اللواء> ان دمشق باتت تتعاطى مع تداعيات القرار الاتهامي على لبنان كالخطر الذي شكله اتفاق 17 ايار مع الاسرائيليين، وبالتالي فإن الموقف السوري متقدم على موقف حزب الله وايران من موضوع لاشرعية المحكمة ليطالب باسقاط تلك المحكمة وقرارها الاتهامي.

واوضح ان اي تسوية مستقبلية ستفرض انعقاد مجلس الوزراء لاعلان رفض الحكومة اللبنانية للمحكمة وقرارها الاتهامي ضمن الصيغة القانونية والدستورية التي تضعها التسوية السورية - السعودية.

ورأى المصدر في زيارة الرئيس الحريري الى نيويورك للقاء الملك عبد الله اشارة ايجابية، معتبرا ان الزيارة لم تكن لتحصل لولا الموافقة السعودية من جهة، ولولا وجود تطورات ايجابية متقدمة على صعيد المسعى السوري - السعودي والذي يتطلب لقاء مباشراً مع رئيس الحكومة لوضعه في اجواء الحوار السوري - السعودي.

وقال المصدر ان زيارة الحريري في هذا الوقت بالذات تعني أن الملك عبد الله قد تتأخر عودته الى المملكة، مع العلم أن معلومات سابقة أفادت انه من المرجح ان يعود في الخامس من الشهر المقبل.

سليمان في الجنوب في غضون ذلك، خرقت مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المناخ الداخلي المحكوم بسيف هدنة الاعياد، وشكلت زيارته الجنوب أمس، عنواناً عريضاً للمرحلة وللحراك السياسي في موازاة كلامه الأخير من بكركي، والذي كان موضع ثناء من الأكثرية وانتقاد من المعارضة، ولا سيما من نواب تكتل الاصلاح والتغيير ومن العماد ميشال عون شخصياً، معتبراً ان من لا يستطيع أن ينحاز الى جانب الحق لا يستطيع أن يكون حاكماً، وفي ذلك ردّ مباشر على الرئيس سليمان، مشيراً الى انه عندما طرح موضوع التصويت في مجلس الوزراء اردنا تطبيق الدستور لا نزع الصلاحيات، موضحاً انه قصد دعمه بصلاحياته، لانه هو الذي اقسم اليمين على الدستور وحمايته، واليوم أصبح هناك خلل في تطبيقه، وموضحاً أيضاً أن من صلاحيات الرئيس المحافظة على الدستور وذلك من خلال تطبيق المادة 65 من الدستور التي تقول ان القرارات تؤخذ بالتوافق واذا تعذر فبالتصويت.

الا ان الاوساط السياسية توقعت عند حملة نواب عون على مواقف الرئيس لا سيما لجهة الصلاحيات، مستغربة كيف ان الفريق نفسه كان حتى الامس القريب من اشد المطالبين باعادة الصلاحيات الى رئاسة الجمهورية متساءلة عما اذا كان وراء الأكمة ما ورائها في الهجوم المسيحي على الرئيس التوافقي؟

اما الرئيس سليمان الذي جال في الجنوب فيما يشبه الرسالة التطمينية لدول قوات <اليونيفل> على عتبة صدور القرار الاتهامي، فقد ابتعد عن السجال في موضوع الصلاحيات، معتبراً ان المعلومات المتداولة من القرار الاتهامي تبصير في الفنجان، فأنا رئيس دولة لم يقل لي شيئاً عن القرار الظني.

وشدد الرئيس سليمان انه لن يسمح للفتنة بأن تمر، مشيراً الي انه اتفقت على هذا الأمر مع القيادتين السورية والسعودية، مؤكداً من تجاوز هذه الفتنة، لكنه تساءل: هل سنسمح لها بالدخول تحت ستار اسرائيلي أو ستار آخر؟ داعياً إلى العمل الجاد والمنتج والمفيد لاستكمال تطبيق اتفاق الطائف وعدم الخوف من إلغاء الطائفية السياسية.

وختم داعياً إلى وضع استراتيجية وطنية دفاعية ترتكز على القدرات الوطنية والدبلوماسية والعسكرية وعلى قدرات المقاومة لردع الاعتداءات الاسرائيلية على المياه والنفط وعلى شبكات الاتصالات والتجسس، ولتأكيد العزم على استرجاع الأراضي المحتلة وتحريرها.

 

الإتصالات بين السعودية وسوريا لم تنقطع والملك استقبل 3 موفدين سوريين
معلومات عن رفض الرياض سلة شروط سورية لوقف تمويل المحكمة وإعلانها مسيسة
كشفت مصادر واسعة الإطلاع أن الإتصالات السورية ? السعودية لم تستأنف من خلال الإتصال الذي اجراه الرئيس السوري بشار الأسد الأحد الماضي بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للإطمئنان الى صحته بعد ابلاله من العملية الجراحية التي اجراها الشهر الماضي في واشنطن واستعادته حركته العادية· وهي التي ادت الى الزيارة المفاجئة والعاجلة للرئيس سعد الحريري للولايات المتحدة قبل يومين للقاء الملك عبد الله والمقربين منه·

وقالت المصادر ان الإتصالات بين الطرفين لم تنقطع وقد استقبل العاهل السعودي في مشفاه طيلة الأسابيع القليلة الماضية موفدين سوريين ثلاث مرات على الأقل وان نجله ومستشاره الأمير عبد العزيز بن عبدالله كان من الحاضرين دائما ومن المتابعين لحركة الإتصالات التي جرت لحظة بلحظة وعلى حد قولها <مشية السلحفاة> نظراً الى الإشكاليات التي انتجها الطرح السوري الذي تبنى ضمنا مطالب المعارضة في لبنان وخصوصا تلك المتصلة بالشروط التي يرغبون في فرضها على رئيس الحكومة سعد الحريري ومن خلاله على حلفائه ولا سيما ما يتصل منها بامور اساسية لا يمكن الإقدام عليها· ومنها:

- وقف تمويل المحكمة الدولية من الجانب اللبناني وسحب القضاة اللبنانيين منها والعمل على تقويضها·

- اقرار رئيس الحكومة اللبنانية بان المحكمة مسيسة ولم تعد تعني لبنان حكومة وشعبا وكولي للدم والطلب باسترداد الملف الى المحاكم اللبنانية·

- العمل على اعادة النظر بالتركيبة القضائية اللبنانية بعد احالة ما سمي بـ <ملف الشهود الزور> الى المجلس العدلي وإجراء التشكيلات القضائية التي يستدعيها طرح هذا الملف على القضاء اللبناني والعمل على البحث والتثبت مما سمي <قرائن السيد نصرالله> الأمين العام لحزب الله الذي اتهم اسرائيل بإرتكاب الجريمة·

وقالت المصادر، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء المركزية، ان المملكة العربية السعودية ابلغت الى القيادة السورية بداية أنها لا يمكنها القبول بسلة الشروط هذه، والتي وإن تم اللجؤ اليها سيؤدي مسارها الى تقويض الحكومة اللبنانية وتغيير التحالفات السياسية التي بنيت عليها بمنطق الأكثرية السابقة والتي لم تتبدل الى اليوم في شأن عمل المحكمة تحديدا ما دام ان النائب وليد جنبلاط ما زال يوافق رئيس الجمهورية على البقاء في الوسط بين الطرفين وبعدم التصويت على ملف الإحالة الى المجلس العدلي ما يجعله صامدا الى اليوم الى جانب الأكثرية الرافضة لهذا التوجه·

وقالت المصادر ان المملكة العربية السعودية ابلغت الى الجانب السوري استحالة اللجؤ الى مخاطبة الرأي العام الدولي ومجلس الأمن الدولي في شكل خاص والتدخل لتأجيل صدور القرار الظني او إلغائه· واعتبروا أن اللجؤ الى مثل هذه الخطوات من سابع المستحيلات ليس لسبب تمنعها بل لإستحالة الخطوة بعدما عملت لسنوات من اجل تسهيل قيام المحكمة الدولية واصدار القرار الظني وأنها لا تستطيع بين ليلة وضحاها مخاطبة الراي العام الدولي بهذه اللغة التي لا يمكن ان تتوافق مع اي من الظروف والأسباب التي ادت الى ولادتها ومباشرة اعمالها·

كما ان المجتمع الدولي قال كلمته ولا يمكنه التراجع عنها ولعل في المبادرات التي اطلقتها فرنسا والمانيا وايطاليا والولايات المتحدة الأميركية برفع مساهماتها في تمويل المحكمة خير دليل على المواجهة المقدرة بين من يسعى الى التدخل في عمل المحكمة ودور هذه الدول في حمايتها من اي تدخل خارجي·

ولفتت المصادر الى ان اللقاءات التي شهدتها العاصمة السعودية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين اثناء وجود اقطاب قوى 14 آذار في الرياض تلبية للدعوة التي وجهت اليهم لحضور حفل زفاف الأمير عبد العزيز بن فهد تناولت كل هذه العناوين وإن لم تكن اللقاءآت قد سمحت بالدخول في الكثير من التفاصيل·

وذكرت الوكالة ان بعضاً من هؤلاء القيادات الذين التقوا المسؤولين السعوديين في الرياض بقوا في العموميات ذلك ان الفريق القريب من الملك السعودي هو الذي يملك مفاتيح الإتصالات ويمكنه الغوص في الكثير من التفاصيل التي ليست في حوزة المسؤولين الآخرين وإن كانوا على اطلاع على العناوين الأساسية· وقد سبق ان كان لهم راي فيها قبل خضوع الملك للعلاج في الولايات المتحدة الأميركية

· ولفت احد القياديين السعوديين بعض المسؤولين اللبنانيين الى انهم لا يأملون خيرا من نجاح المساعي في اعادة ضبط الموقفين السوري والإيراني من ملف المحكمة الدولية طالما ان في اعتقادهما فرض شروط على الطرف الآخر في ضؤ ما شهده العراق من انتصارات ايرانية وسورية على حساب الأطراف الآخرين، والتقدم الذي احرزته ايران في ملفها النووي وقدرتها على مخاطبة المجتمع الدولي من السقف العالي عدا عن قدرة السوريين على تحريك الساحة اللبنانية والتصرف بها مما يهدد سلامة المؤسسات الدستورية وتجنيب البلاد مواجهات لن تكون بين اطراف لبنانيين بقدر ما ستكون بين سلاح غير شرعي والمؤسسات الأمنية اللبنانية·

ولذلك كله تتركز المساعي في الأيام المقبلة على توفير الظروف التي يمكن من خلالها ان يسجل السوريون والإيرانيون تراجعا مهما في مواقفهما من المحكمة بغية اعادة البحث في الحلول والمخارج الوسطية إن وجدت، قبل صدور القرار الظني عن المحكمة والتي باتت تتحكم به مواعيد مفترضة وغير ثابتة منها عودة المدعي العام الدولي دانيال بالمار الى مقر عمله في لاهاي في السادس من الشهر المقبل او عودة الملك السعودي الى بلاده قبيل منتصف الشهر المقبل على اقصر تقدير إن لم يكن في نهايته او بداية شباط بعدما طلب اليه امضاء فترة النقاهة التي ستستمر ما بين سبعة و عشرة اسابيع على الأقل لإستعادة عافيته كاملة·

وعليه تقول المصادر التي شاركت في سلسلة الإتصالات هذه ان المواجهة الدولية على الساحة اللبنانية مستمرة وان المساعي المبذولة الى اليوم لا تطمئن سوى انها نجحت في ترسيم حدود المواجهة السياسية بين اطراف الصراع من دون اللجؤ الى الشارع في اي ظرف من الظروف او ان يتوجه احدهم الى الآخر بما يثير النعرات الطائفية والمذهبية، وهو ما عده البعض انتصارا مقبولا الى اليوم ولا يمكن التخفيف من آثاره الإيجابية على الحياة اليومية في لبنان·

وختمت المصادر بالإشارة الى مفارقة سياسية بعيدة المدى ربطت بين الموقف الإيراني الأخير للمرشد الإمام خامنئي من المحكمة ودعمها للحوار السوري ? السعودي وما يمكن ان يصدر عنه·

وقالت ان هذه المعادلة ممكنة لو لقيت المواقف الإيرانية من اعلى مرجعياتها ردة الفعل اللبنانية الإيجابية التي عبر عنها الرئيس الحريري وحزب الله مع موقف القيادة السعودية التي شككت بها الى النهايات السلبية للموقف الإيراني·

 


 

 لبنان في مرحلة الانتظار ولا حل قريبا في الأفق
دمشق ترفع سقف التسوية الى مرحلة المطالبة باسقاط المحكمة
منال زعيتر: قراءة معمقة للاستراتيجية السورية في التعاطي مع موضوع المحكمة الدولية والقرار الاتهامي تكشف النقاب عن سقف التسوية التي تريدها دمشق للمضي قدما في مشروع التفاهم العربي لا سيما السوري-السعودي وبالتالي تطرح اكثر من علامة استفهام حول الالتزامات التي ستفرض على الرئيس سعد الحريري من اجل قطع الطريق على التدخلات الاميركية التخريبية على خط مساعي الرياض-دمشق·

وبينما تنشط الحركة السياسة اللبنانية في محاولة ايجاد حلول لملف شهود الزور،وفي قراءة وفهم خلفيات تصريح المرشد الاعلى الايراني علي الخامنئي حول لاشرعية المحكمة الدولية جاءت الاخبار من قصر المهاجرين نقلا عن الرئيس السوري بشار الاسد لتقطع الشك باليقين حول الموقف السوري الرافض لتلك المحكمة جملة وتفصيلا في خطاب وتشبيه تجاوز الخط الأحمر الذي رسمه حزب الله والخامنئي في <فصل الخطاب الخاص بالمحكمة وتداعياتها>

ومن منطلق كلام الرئيس الاسد حول مقاربة النجاح في مواجهة القرار الاتهامي المسيّس ولجم تداعيات المحكمة الدولية على الوضع في لبنان بالإنجاز الذي يوازي في نوعيته وأهميته حدث إسقاط اتفاق 17 ايار فإن مصدراً بارزاً في المعارضة أكد لـ>اللواء> أن السوري يتعاطى مع خطر تداعيات القرار الاتهامي على لبنان كالخطر الذي شكله اتفاق 17 ايار مع الاسرائيليين وبالتالي فان الموقف السوري متقدم على موقف حزب الله وايران من موضوع لا شرعية المحكمة الدولية ليطالب باسقاط تلك المحكمة وقرارها الاتهامي·

ولان الموقف السوري حيال اعتبار المحكمة الدولية محاولة اميركية-اسرائيلية لالحاق قوى الممانعة في المنطقة بركب <المسلّمين> بالوجود الاسرائيلي فإنه وبعيدا عن التكهنات يمكن الاستنتاج بان سوريا لن ترضى بأي تسوية تحت سقف <اسقاط تفاهم 17 ايار المشؤوم>مما يعني <اسقاط المحكمة الدولية>وهذا يطرح السؤال حول خلفية زيارة الرئيس الحريري الى نيويورك وما يمكن أن يسر به الملك السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز للحريري حول الخطوات المقبلة الواجب عليه اتخاذها للمضي قدما في المساعي العربية، خصوصا لجهة اعادة احياء مؤسسات الدولة أهمها انعقاد مجلس الوزراء بشكل طبيعي إذ أن أي تسوية مستقبلية ستفرض انعقاد المجلس الوزاري لاعلان رفض الحكومة اللبنانية للمحكمة وقرارها الاتهامي ضمن الصيغة القانونية والدستورية التي تضعها التسوية السورية - السعودية

· وبالمناسبة فإن البنود التفصيلية للتسوية محصورة بعدد قليل جدا جدا من الأشخاص وضمن دائرة ضيقة ·

ولفت المصدر الى ان المساعي العربية قد قطعت خلال اليومين الماضيين شوطا كبيرا على صعيد المشاورات والاتصالات بين الاسد والملك عبد الله ومما يبدو فإن الملك نجح في اقناع الأميركي بتاجيل القرار ولكنه لم يتمكن حتى اللحظة من اقناعه بالتنازل عن المحكمة الدولية وقراراها الاتهامي مما يعني ان البلاد ستبقى في حالة جمود بانتظار ما يمكن ان تسفر عنه هذه المرة الاتصالات الاميركية-السعودية لان الأثمان التي تريدها اميركا على حساب المحكمة الدولية اكبر من قدرة السعودية ودمشق وطهران على التسديد·

وفي ظل جو التفاؤل الذي تشيعه اكثر من جهة عربية ولبنانية في ما يختص بنتائج التسوية العربية ونتائج الزيارة الحريرية الى نيويورك للقاء العاهل السعودي، لفت المصدر الى ان العلاقة بين الحريري ودمشق ليست بأحسن حال ويمكن القول انه لا يوجد تواصل حقيقي بين الطرفين·

وهذا الواقع سيستمر الى ما بعد إنجاز التسوية العربية، لان دمشق لمست عند الحريري ترددا معينا وعدم التزام حيال بعض القرارات والمواقف·

وقد اكدت هذه المعطيات جهات مقربة من دمشق لـ<اللواء> بالقول ان ابواب دمشق مفتوحة امام الجميع وبيد الحريري المفتاح للدخول مجددا الى سوريا، وعسى زيارته الى نيويورك تعود بالخير على المسعى العربي والوضع الداخلي اللبناني، وبكل الأحوال فإن كل المساعي محكومة بالتوافق ومن الضروري أن نلمس النتائج الإيجابية في القريب العاجل·

وبالعودة الى لبنان وسيناريوهات ملف شهود الزور فقد اكد المصدر على ان لبنان في مرحلة انتظار الى <أجل> مرتبط بتقدم المساعي العربية ولا يبدو أن الأمور الداخلية اللبنانية في ما يختص بملف شهود الزور تتجه نحو حل قريب منفصل عن <التسوية <لأن اقتراح الرئيس نبيه بري لا تقبله الموالاة ولا يمكن ان نتنازل كمعارضة عن اولوية بت ملف شهود الزور، وإذا كان رئيس الجمهورية محرج من <قرار التصويت> فاننا كمعارضة نتفهم موقفه ولكن لتتخذ الأمور في مجلس الوزراء سياقها الديمقراطي من اجل الانتهاء من هذا الملف والانتقال الى معالجة الشؤون الحياتية·

 


 


المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,449,937

عدد الزوار: 6,951,097

المتواجدون الآن: 66