القاهرة اتهمت "جيش الإسلام" في غزة بالتخطيط والتنفيذ للاعتداء على الكنيسة

القاهرة اتهمت "جيش الإسلام" في غزة بالتخطيط والتنفيذ للاعتداء على الكنيسة

اتهمت الحكومة المصرية أمس تنظيم "جيش الاسلام" الفلسطيني المرتبط بتنظيم "القاعدة" بالاعتداء على كنيسة القديسين للاقباط في الاسكندرية الذي أوقع 23 قتيلاً ليلة رأس السنة، وجدد المخاوف على مسيحيي الشرق.
الا أن الناطق باسم التنظيم  في غزة أبو مثنى نفى "اية علاقة من قريب او بعيد بالهجوم على الكنيسة القبطية في الاسكندرية بمصر". وقال ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد اليهودي هو المسؤول" عن هذا الاعتداء. وطالبت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" مصر بالتعاون مع حكومتها لكشف ملابسات الاعتداء، واتهمت كذلك "الموساد" بانه وراءه. وصرح الناطق باسمها فوزي برهوم:"نطالب الحكومة المصرية بالتعاون مع الحكومة في غزة مممثلة بوزارة الداخلية لكشف كل ملابسات هذه الجريمة". وبعدما شدد على أن "لا وجود لتنظيم القاعدة في غزة اطلاقاً"، اضاف ان "الموساد الصهيوني يقف وراء هذه الجريمة على الكنيسة في الاسكندرية".
 

وكان وزير الداخلية المصري حبيب العادلي قال في احتفال بعيد الشرطة: إن "ظن عناصر تنظيم جيش الاسلام الفلسطيني المرتبط  بتنظيم القاعدة أنهم قد تخفوا وراء عناصر تم تجنيدها، ولكن تأكد بالدليل القاطع تورطهم الدنيء في التخطيط والتنفيذ" لاعتداء الاسكندرية.
وأفاد مصدر أمني مصري أن خمسة مصريين اعتقلوا قبل عشرة ايام في الاسكندرية  لصلتهم بالاعتداء على كنيسة القديسين، و"اثناء استجوابهم، قال أعضاء هذه المجموعة ان التخطيط للعملية تم في الخارج".
ويعتقد ان "جيش الإسلام" تأُسس في غزة عام 2006 ويتزعمه ممتاز دغمش. وكما يعتقد أنه شارك في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت مع "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" و"لجان المقاومة الشعبية".
وعام 2008، بدأت "حماس" هجوماً واسعاً على هذا التنظيم ، واقتحمت معاقله وقتلت 13 من أعضائه. ومذذاك، تراجعت حركته على نحو كبير. والعام الماضي، قتلت اسرائيل ثلاثة من أعضائه في غارات جوية منفصلة، بحجة أن هؤلاء خططوا لمهاجمة أهداف اسرائيلية وأميركية في سيناء.
ووصف العادلي التفجير امام كنيسة القديسين بأنه "عمل ارهابي خسيس راح ضحيته شهداء على ارض مصر التي قدمت آلاف الشهداء من أبنائها دفاعاً عن القضية الفلسطينية".
 

ووجه الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة القاها خلال الاحتفال عينه، الشكر الى الشرطة. وقال ان "ما استمعنا اليه الان من السيد وزير الداخلية يشفي صدور جميع المصريين ويضع وساماً جديداً على صدور رجال الشرطة".
وشدد على "أننا لن نتردد قط في اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها، سوف نتصدى لدعاة الفتنة ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها وسوف نتصدى للارهاب ونهزمه، سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج ولن يفلتوا أبدا من العدالة". ولفت الى أن "الطائفية تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة على المجتمع المصري".
وحذر أيضاً من أنه لن يتسامح "مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب المصري والوقيعة بين الأقباط والمسلمين"، كما لن يتهاون "مع أية تصرفات ذات أبعاد طائفية من الجانبين على السواء"، وسيتصدى لمرتكبيها "بقوة القانون وحسمه".
ووجه كلامه الى من وصفهم بـ"دعاة الاستقواء بالأجنبي"، قائلا: "إن دعواهم مرفوضة وتأباها كرامة مصر أقباطا قبل المسلمين". وانتقد بشدة أيضاً من "يطالبون في بعض الدول الصديقة بحماية أقباط مصر"، قائلاً ان "زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلى غير رجعة". وأضاف: "اقول لهم اننا لا نقبل ضغوطاً او تدخلاً في الشأن المصري من أحد أيا كان، وأقول لهم إننا أولى منكم بأقباطنا، فهم مصريون قبل أي اعتبار آخر وحماية المصريين، جميع المصريين. هي مسؤوليتنا وواجبنا".
وكانت القاهرة اعلنت قبل اسبوعين استدعاء سفيرتها لدى الفاتيكان احتجاجاً على تصريحات البابا بينيديكتوس الـ16  الذي دعا الى حماية مسيحيي الشرق.
كذلك، قرر الازهر الخميس تجميد الحوار مع الفاتيكان الى اجل غير مسمى، اعتراضا على ما وصفه مسؤولون في الازهر بأنه "انحياز" البابا ضد الاسلام.
وكانت السلطات المصرية قالت مطلع كانون الثاني الجاري ان مجهولا كان يمسك بعبوة متفجرة نفذ الاعتداء على كنيسة القديسين بينما كان المصلون يخرجون منها بعد قداس رأس السنة.
  الى ذلك، انتقدت وزارة الخارجية المصرية جلسة استماع للكونغرس الاميركي ناقشت "التمييز" الذي تتعرض له الاقليات الدينية في الشرق الاوسط وخصوصاً في  مصر والعراق.

(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ)