الجنوب مستمرة وواشنطن تدعـو إلى الحـوار

صنعاء – من أبو بكر عبد الله:
تدخل تظاهرات الاحتجاج واعمال العنف العاصفة بالمحافظات الجنوبية اليمنية اسبوعها الثاني، وسط مخاوف من توسّع رقعة المواجهات بين المحتجين وقوات الجيش، فيما ارتفع عدد الضحايا الى تسعة قتلى واكثر من 35 جريحاً في سبعة ايام من التظاهرات، التي تتبناها الفاعليات السياسية الجنوبية في ذكرى الحرب الاهلية.
وامس قتل مدني وجرح اربعة في انفجار قنبلة يدوية خلال تظاهرات جابت مدينة الضالع. وقطع خلالها المحتجون الطرق الرئيسية، الى احراقهم عدداً من إطارات السيارات.
وتشهد مناطق عدة في محافظة لحج حال توتر نتيجة تواصل التظاهرات والهجمات على دوريات الجيش. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية ان 20 جندياً اصيبوا بجروح مختلفة في لحج خلال الايام الاخيرة، بيما افاد سكان محليون ان حال توتر شديد تسود مناطق عدة في المحافظة وخصوصاً بعد تعرض بعض قراها لقصف بالمدفعية.
ويسيطر مسلحون مدنيون على مدينة الحبيلين منذ ايام، وسط مواجهات متقطعة وخصوصاً بعد استحداثهم نقاط تفتيش لمنع دخول قوات الجيش الى المدينة وقالت السلطات المحلية ان عشرات من المسلحين تدفقوا من محافظات اخرى الى المدينة استعداداً على ما يبدو لمواجهات محتملة.
وقال وكيل محافظ لحج قاسم لبوزة: "ان العناصر التخريبية التي تقاطرت على مدينة الحبيلين تتحصن بمنازل المواطنين وتتخذ الاسر دروعاً بشرية، في حين تطلق النار على قوات الامن والجيش"، مشيراً الى ان السلطات "لا تزال متحلية بضبط النفس على رغم الاستفزازات حفاظاً على سلامة المواطنين".
وتبادلت السلطات اليمنية واحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة احزاب سياسية من اليسار والاسلاميين)، الاتهامات في شأن الاوضاع المضطربة في المحافظات الجنوبية، غداة دعوة المعارضة السلطات الى "الكف عن اللجوء الى العنف واعمال القمع والملاحقات والاعتقالات وعسكرة الحياة المدنية"، التي قالت انها "لن تؤدي إلا الى تفاقم المشكلات وتصعيدها وخروجها عن السيطرة".
ونددت المعارضة بـ"احداث الشغب التي نالت من الممتلكات الخاصة والعامة"، ودعت صنعاء الى "التعامل مع القضية الجنوبية في اطارها الوطني وعبر اساليب الحوار"، فيما اتهمت صنعاء احزاب المعارضة "بتشجيع العناصر التخريبية على التمادي في اعمالها ونشاطاتها الهدامة"، وبأنها لم تضطلع بمسؤوليتها الوطنية في مواجهة تلك العناصر الخارجة على الدستور والقانون وادانة اعمالها التخريبية والفوضوية".

 

ومع ايعاز الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتأليف لجنة للبحث في تداعيات القضية الجنوبية برئاسة وزير الادارة المحلية السابق عبد القادر علي هلال، دعت الادارة الاميركية الحكومة اليمنية والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين "الى المشاركة في حوار يحدد ويعالج الشكاوى الشرعية"، مشيرة الى ان القضايا لا يمكن ان تحل بالعنف وان العنف لا يخدم الا مصالح اولئك الذين يسعون الى تعميق الانقسامات والاضرار باستقرار اليمن".
وجاء في بيان صادر عن السفارة الاميركية في صنعاء ان واشنطن "تؤمن بأن الوحدة اليمنية تعتمد في قدرتها على ضمان المساواة بين جميع المواطنين وفقاً للقانون والحصول على فرص المشاركة المتساوية في الحياة السياسية والاقتصادية".
وكانت تظاهرات تأييد تواصلت امس في محافظتي إب ولحج دعت اليها السلطات لمواجهة "عناصر التخريب ودعاة التجزئة والتشطير".

 

على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع اليمنية ان القيادي في تنظيم "القاعدة" انور محمد احمد الطغيشي قتل امس في انفجار عبوة ناسفة.
وأوضحت ان "الارهابي لقي حتفه في منطقة الوضيع بمحافظة ابين الجنوبية اثناء تجهيزه عبوة ناسفة لاستخدامها في تنفيذ عملية ارهابية، الا ان العبوة انفجرت به واودت بحياته على الفور".
وتقول صنعاء ان الطغيشي كان ضمن قائمة المطلوبين لدى اجهزة الامن والذين يلاحقون بتهمة الانتماء الى "القاعدة" والتخطيط للقيام بعمليات ارهابية.
الى ذلك، قالت وزارة الداخلية اليمنية ان اجهزة الامن اعتقلت احد المتورطين في الهجوم الانتحاري الفاشل الذي استهدف وفداً امنياً كورياً جنوبياً في العاصمة. واضافت ان القبض على المدعو ع. م. العامري (22 سنة) تم في محافظة الحديدة الساحلية"، مشيرة الى ان المتهم كان ملاحقاً في مختلف محافظات الجمهورية لتورطه في "جريمة التفجير الارهابية التي استهدفت الوفد الامني الكوري".
وذكرت ان العامري "كان على علاقة بالمدعو خالد عبدالله الضياني منفذ الهجوم الارهابي الفاشل الذي استهدف الكوريين ولقي مصرعه في الهجوم، الى علاقته بقاسم الريمي والذي تعتبره الاجهزة الامنية من العناصر الارهابية الخطرة في تنظيم القاعدة".