السقف السوري يحكم مجدّداً العلاقات بين الحلفاء في 8 آذار

ميقاتي يستغرب التصعيد والجميل لصلاحيات سليمان

تاريخ الإضافة الأحد 6 شباط 2011 - 5:38 ص    عدد الزيارات 2606    التعليقات 0    القسم محلية

        


خدمات الأنترنت تتعثر في مجال السفن الأميركية
ميقاتي يستغرب التصعيد والجميل لصلاحيات سليمان

باب الاستشارات الذي لا يزال مفتوحا في دارة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في فردان أعطى امس دليلا اضافيا على ان ولادة الحكومة العتيدة لا تزال مؤجلة. وفي الوقت عينه أرخى التصعيد الذي يواصله أركان في قوى 8 آذار الذين دعموا تكليف  ميقاتي بظلاله على المشهد السياسي ورسم علامات استفهام عن استهدافاته البعيدة اضافة الى استهدافاته القريبة التي تتجلى في رفض مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة المقبلة.
 

الجميل

وقد التقى الرئيس ميقاتي امس للمرة الثالثة الرئيس أمين الجميل الذي أكد ان هدف حزب الكتائب "ليس الحصول على حقيبة وزارية أو دخول السلطة بل الحفاظ على سلطة الدولة وتعزيز المؤسسات". ورأى "أن الحكومة الأحادية التي يسعى اليها البعض تطرح مسألة اساسية تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية ودوره".
وكان الجميل قبل لقائه ميقاتي زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا وأطلعه على المبادرة التي يقوم بها بين فريق 14 آذار ورئيس الوزراء المكلف في شأن المشاركة في الحكومة المقبلة. وقد نفى في اتصال معه بعد زيارته بعبدا، ما أشيع عن أن الكتائب حسمت خيارها بعدم المشاركة في الحكومة، وأكد "استمراره في مبادرته غير المقيدة بمهل". وأوضح انه بحث ورئيس الجمهورية "في الازمة القائمة، والاحتمالات المحيطة بالوضع الحكومي، وضرورة التنبه لعدم نشوء وضع وزاري يؤثر على الاستقرار وضرورة تذليل العراقيل التي تواجه الرئيس المكلف، حفاظا على الوحدة الداخلية"، كما قال.

 

ميقاتي

وعلمت "النهار" من اوساط الرئيس ميقاتي، ان لقاءه والرئيس الجميل كان متابعة للبحث في الافكار المتبادلة في شأن امكان تأليف حكومة جامعة وتحصين الوفاق اللبناني وتجنيب لبنان مخاطر المرحلة المقبلة، وان تكون مشاركة جميع الاطراف مشاركة مقبولة في الحكومة المقبلة. وقد اتفقا على استكمال المشاورات في لقاءات واتصالات متواصلة بينهما.
وفي مجال آخر، استغربت اوساط رئيس الوزراء المكلف المواقف التصعيدية من حيث الحصص في الحكومة المقبلة، وان تكن ترى ان تصعيد المطالب امر طبيعي قبل تأليف اي حكومة. لكن رئيس الوزراء المكلف لن ينجر الى اي سجال، وقد اخذ على عاتقه الابتعاد عن السجالات والاستمرار في نهجه التوافقي الذي سار به مع كل الاطراف.
واوضحت هذه الاوساط ان الرئيس ميقاتي حريص على ان يبقى موقع رئاسة الحكومة جامعا للتوافق الوطني، وفق روحية اتفاق الطائف الذي منح رئاسة الحكومة دورا حاضنا لكل الفئات اللبنانية.
وفي رأيها ان رئاسة الحكومة ستكون محورية في عملية التأليف ولن تكون محورا مع فريق ضد آخر، وان الحملات التي تستهدف رئيس الوزراء المكلف لن تضعف عزمه على ان يبقى هذا الموقع موقعا وطنيا جامعا، ولو حاول البعض الايحاء بقدرته على فرض مطالب محددة في عملية التشكيل وتاليا ايجاد اعراف سياسية على حساب الدستور.

 

سليمان

ونقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية متابعته الوضع في الداخل، من دون اغفال الاضطرابات المتدحرجة في المنطقة، مبديا اهتمامه بتقطيع مرحلة معقدة من خلال العمل على تأمين التوافق الداخلي، والحفاظ على علاقة متينة مع كل الاطراف، في موازاة تسهيل ولادة حكومة تؤمن اوسع مشاركة ممكنة، مع اعطائه الاولوية لحماية الاستقرار والسلم الاهلي والمؤسسات.
وفي تصريح لـ"النهار" قال الوزير جان اوغاسبيان "ان فريق الرابع عشر من آذار خطا خطوة جدية في اتجاه الرئيس المكلف، على اساس الورقة التي تقدم بها الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى ان تكون نسبة المشاركة في الحكومة تتلاءم مع حجم الكتلة النيابية في مجلس النواب.
واضاف: "لكن الواضح ان فريق الثامن من آذار لا يبدي اي استعداد لحكومة وفاق وطني، وهو ذاهب الى وضع المزيد من الشروط على رئيس الوزراء المكلف وحسب المعلومات المتوافرة انه حتى من دون 14 آذار ثمة عراقيل كثيرة امام تأليف الحكومة نتيجة الشروط التي يضعها بعض الاطراف داخل الصف الواحد".
وتساءل عن "امكان نشوء كتلة وسطية وازنة في الحكومة المقبلة بما يوضح النيات حيال موضوع المشاركة؟". ولفت الى "ان الرئيس ميقاتي اكد التزامه القرارات الدولية، ولكن ماذا سيفعل اذا تشكلت حكومة بغالبية لقوى 8 آذار واتخذت قراراً بفك ارتباط لبنان بالمحكمة الخاصة بلبنان، هل يرضى بما قررته الاكثرية الجديدة ام يستقيل؟".

 

عون

واعرب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن اعتقاده ان "التغيير الحاصل في لبنان جذري"، وقال: "لقد كانت التجربة الماضية قاسية على اللبنانيين، فـ(الرئيس سعد) الحريري هو احد اركان مجموعة شهود الزور، وبالتالي القضية اصبحت خطرة جداً، حيث ان ولي الدم هو احد شهود الزور ويجب استجوابه واستجواب شهود الزور كافة".
وفي حديث الى التلفزيون الروسي، قال عون: "نؤمن بأن مكافحة الفساد يجب ان تبدأ من الرأس الى القاعدة، ويجب ان تكون هناك محاسبة عامة حول كيفية ادارة المال العام، اضافة الى محاسبة جذرية للديون، وهذا يرتب علينا ايجاد استراتيجية للخروج من الدين... لدينا حقول غاز، وبالتالي يجب استخراج النفط والموارد الطبيعية من ماء ونفط، وهذا يسمح لنا بتحقيق فائض لمعالجة الدين".

 

نيويورك

ومن نيويورك، نقل مراسل "النهار" علي بردى عن ديبلوماسيين في الأمم المتحدة أمس أنهم "أخذوا علماً" بما قاله رئيس الوزراء المكلف من أن حكومته المرتقبة "تعتزم التمسك" بالإلتزامات الدولية، بما في ذلك التعهدات المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان.
ورأى ديبلوماسيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم أن المؤسسات اللبنانية "تعمل بصورة صحيحة حتى الآن"، مشيرين الى أن ميقاتي يعمل الآن على تأليف حكومة جديدة بعد الإستشارات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية. وإذ أكدوا أن "العملية الدستورية شأن داخلي لبناني"، توقعوا من "الحكومة المقبلة أن تتمسك بالالتزامات الدولية للبنان"، ملاحظين أن "ميقاتي أعلن أن حكومته تنوي التمسك بالألتزامات الدولية للبنان بما في ذلك المحكمة الخاصة بلبنان. ونحن نأخذ علماً بهذه التصريحات". غير أن "الجميع ينتظرون التركيبة الحكومية الجديدة التي سيؤلفها ميقاتي والبيان الوزاري" لهذه الحكومة لاتخاذ المواقف المناسبة في حينه.
ولم يشأ الديبلوماسيون التعليق على فكرة كانت قدمتها فرنسا لتشكيل مجموعة اتصال للبنان عقب انسحاب وزراء المعارضة السابقة من حكومة الرئيس الحريري، مما أدى الى انهيارها. ونشأت فكرة تشكيل مجموعة اتصال للبنان نتيجة قلق من تداعيات محتملة على النظام العام في البلاد.

 

الانترنت

على صعيد آخر، علمت "النهار" من مصادر في قطاع الانترنت ان خدماته منذ ثلاثة اسابيع وتحديداً لدى استقالة حكومة الرئيس الحريري تعاني مشاكل على صعيد الشركات الكبيرة والمصارف ابتداء من صيدا وصولاً الى الحدود اللبنانية – السورية شمالاً. وجرى تقصي الاسباب فتبين ان تعثر هذه الخدمات غير مرتبط بحركة قوات "اليونيفيل" البحرية. لكن معطيات تكشفت امس افادت ان السبب هو تداخل البث مع تحركات السفن الحربية الاميركية التي تجوب المتوسط حالياً.

 


 

السقف السوري يحكم مجدّداً العلاقات بين الحلفاء في 8 آذار

كتب بيار عطاالله:
الاختلاف على حجم الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب السيادية والخدماتية طائفياً ومذهبياً وسياسياً بين اطراف قوى 8 اذار ليس إلا ما ظهر من رأس جبل الجليد بين هذه المكونات التي لا يجمع بينها سوى صداقتها للعاصمة السورية وتالياً للادارة السورية للملف اللبناني، اضافة الى الخصومة الشديدة لقوى 14 اذار وتحديداً مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، على ما تقول اوساط قيادية في 14 اذار، والتي تعتبر ان نقاط الخلاف بين مكونات تحالف 8 اذار اكثر بكثير من نقاط التلاقي وخصوصاً بين "التيار الوطني الحر" وزعيمه العماد ميشال عون، والمكونات الحزبية الاخرى، والخلاف في رأيها لا يقتصر على المقاعد كما يجري اليوم في غمرة هجمة الاستيزار، بل يطول مسائل اساسية منها قانون الانتخاب، والهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية وصولاً الى صلاحيات رئاسة الجمهورية التي تعدّ ابرز موقع مسيحي متقدم في بنية النظام اللبناني الدستوري، وتكاد ان تشكل ضماناً للحضور المسيحي في الدولة.
يبدو الكلام على قانون الانتخاب مبكراً جداً قبل فراغ الرئيس نجيب ميقاتي من تشكيل حكومته ووضع مسودة بيانها الوزاري الذي ستحكم بموجبه خلال المرحلة المقبلة. ولكن استناداً الى الاجواء التي تشيعها اوساط قوى 8 آذار فان فك ارتباط لبنان مع المحكمة الدولية والتخلي تالياً عن كل التزاماته المالية والعدلية امر مفروغ منه ويحتل سلم الاولويات، وسيكون محط اختبار لمدى قدرة الرئيس ميقاتي على التحرك بعيداً عن خط المسار الذي تشتهيه قوى 8 اذار التي اقامت الدنيا ولم تقعدها في وجه سعد الحريري وخيّرته بين المحكمة او الاستمرار في الحكم، فكان ان اختار وحلفاءه المحكمة. لكن مشروع قانون الانتخاب ليس اقل اهمية، فمناقشة هذا الملف امر عسير ويحتاج الى مداولات وتقسيمات واعداد طويل لكي تتمكن قوى 8 اذار من تأمين الفوز في انتخابات 2013 وتالياً ازاحة قوى 14 اذار من طريقها نهائياً، مع السعي الى ابعاد ممثلي المعارضة (14 آذار) عن ساحة البرلمان.

قانون الانتخاب
لـ"التيار الوطني الحر" رؤيته ومقاربته لقانون الانتخاب، فقد عاد العماد عون بعد اتفاق الدوحة الى بيروت وقبل انتخابات 2009  ليبشّر بأنه تمكن من الفوز بالقضاء دائرة انتخابية، ونسب الفضل في ذلك الى مساعيه ونشر لوحات اعلانية "عون رجع الحق الى اصحابه"، بما معناه انه تمكن من اعتماد القضاء دائرة انتخابية، الامر الذي يشكّل مطلباً للمسيحيين الذين يشكون هضم حقوقهم في الدوائر الانتخابية الموسعة ومصادرة تمثيلهم بحيث ينتخب المسلمون السنة والشيعة نحو نصف عدد النواب المسيحيين. وقال عون انذاك جملته الشهيرة: "لقد حررنا ثماني دوائر انتخابية".  لكن موقف عون هذا كان يصح عام 2009، وما يحكى اليوم في دوائر الاكثرية الجديدة في 8 اذار يتناقض تماماً مع هذا الطرح، وقد اخذ الكلام المتداول يشير الى الرغبة في اعتماد الدوائر الموسعة التي تراوح بين المحافظات في شكلها الحالي او الاقضية الموسعة حيث يحكى عن مشاريع لتقسيم محافظة جبل لبنان دائرتين جنوبية وشمالية، واعادة بيروت دائرة واحدة ونسج تقسيمات اخرى في البقاع والشمال والجنوب بما يؤدي الى استعادة منطق المحادل واللوائح الكبرى تحت عناوين النسبية وما الى ذلك بهدف التخلص من الفارق الضئيل بين الاقلية والاكثرية وتأمين اكثرية ساحقة الى جانب خيارات 8 آذار في الانتخابات الرئاسية المقبلة. والسؤال يختصر بالبحث عما اذا كان عون لا يزال متمسكاً بخيار الدائرة الصغرى ام انه اصبح تماماً في صف الاحزاب التي ترى مصلحتها في الدوائر الكبرى تأميناً لهيمنتها، وخصوصاً ان خشية النائب وليد جنبلاط وتحفظاته عن الدوائر الكبرى تسقط حتماً المحادل جبلاً وبقاعاً وفي بيروت.

الغاء الطائفية السياسية
المسألة الخلافية الثانية بين عون وحلفائه في 8 اذار قد تكون في تشكيل الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية، وخصوصاً ان "التيار الوطني الحر" يقدم نفسه مدافعاً اصولياً شرساً عن المسيحيين، ومصالحهم الآنية والاستراتيجية، ورغم ذهاب قلة من نواب "التيار الوطني" في مسالك سياسية وعقائدية تختلف عن التوجهات المعلنة لـ"التيار الوطني" في الدفاع عن المسيحيين، سيكون العونيون في موقع صدامي مع طرح الغاء الطائفية السياسية الذي يبادر اطراف اساسيون في 8 اذار وتحديداً الرئيس نبيه بري الى التذكير به في كل مناسبة، وخصوصاً عند الحديث عن تطبيق اتفاق الطائف، بدليل ما جرى ابان الحديث عن تسوية الـ"س - س" حيث بدا ان ثمة من ادرج مشروع تشكيل الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية في بنود الاتفاق دون الاخذ برأي الطرف المسيحي الشريك في الوطن. ووجه الخشية لدى اطراف كثر ان طرح موضوع الغاء الطائفية السياسية قد يكون مدخلاً لنسف المناصفة التي نص عليها اتفاق الطائف وتشريع الباب امام المثالثة في ظل استقواء الشيعية السياسية بالسلاح واعتدادها بتفوق ديموغرافي على مكونات التنوع اللبناني الاخرى، وهو امر لم تثبت صحته حتى اليوم.
المسألة الخلافية الثالثة بين عون وحلفائه في 8 اذار ستكون على استعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية، وخصوصاً ان زعيم "التيار الوطني الحر" يطمح الى رئاسة جمهورية بصلاحيات ما قبل اتفاق الطائف الذي رفضه، وهذا ما يحظى بموافقة عدد من القوى المنخرطة في مشروع 8 اذار ومنها الوزير السابق وئام وهاب الذي صرح تكراراً انه مع استعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية. وهذه العودة الى صلاحيات الرئاسة قد تعني الكثير في حسابات "التيار الوطني" الذي لم يسقط من حساباته الوصول الى رئاسة الجمهورية تحت شعار استعادة  حقوق المسيحيين.
يبقى الكلام – الخلاصة  لاوساط 14 آذار ان كل نقاط الخلاف هذه تتوقف عند حدود الادارة السورية للملف اللبناني والتي تستعيد تدريجاً هيمنتها على مجريات الامور في لبنان، واستطراداً فإن خلافات الحلفاء في 8 اذار ومصالحاتهم ستبقى دائماً تحت المظلة السورية ورعايتها للوضع الناشئ.
 

المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,808,085

عدد الزوار: 7,043,888

المتواجدون الآن: 91