الحريري: لا عودة لتدوير الزوايا ولن نقبل أن ينقضّ السلاح على الديمقراطية

تاريخ الإضافة السبت 19 شباط 2011 - 7:23 ص    عدد الزيارات 3653    التعليقات 0    القسم محلية

        


تطيير الموعد المبدئي إلى نهاية الشهر··· وسليمان لن يتنازل عن الداخلية
ميقاتي يستعجل التأليف وينتظر حلحلة العُقد العونية
الحريري: لا عودة لتدوير الزوايا ولن نقبل أن ينقضّ السلاح على الديمقراطية
  الرئيس الحريري يتحدث الى اعضاء مجالس منسقية بيروت في تيار المستقبل

من المرجح ان تمضي عملية الكر والفر في تأليف <حكومة الضرورة> الى الاسبوع المقبل، والى ما بعد الجمعة في 25 من الشهر الحالي، ليكتمل هلال التكليف شهره الاول من دون بروز مؤشرات تسمح بتوقيع ما هو ايجابي على صعيد انهاء الشق السياسي من الازمة المستفحلة، منذ ان قررت قوى 8 آذار نسف التسوية والذهاب الى العراك، من دون ان تدري ان الغليان الجاري في منطقة الشرق الاوسط، وفي الدول العربية تحديداً سيرمي بثقله على الجهود الرامية الى تأليف حكومة تكون ولو بالحد الادنى قادرة على مواجهة التداعيات المتساقطة في اكثر من مجال·

وبحسب مصادر مراقبة، فإن اكثر من مأزق يواجه المعنيين بتأليف الحكومة العتيدة، لعل في مقدمها مأزق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اللذين يرغبان بصدق، بالإتيان بحكومة شراكة وطنية تجمع مختلف الاطياف السياسية، لكنهما يواجهان عقداً مستعصية من الفريقين الرئيسيين، بالاضافة الى عنصر الوقت الذي لم يعد يعمل لمصلحتهما، اذ كلما تأخر في اصدار المراسيم، كلما ازدادت في وجههما العقد، فضلاً عن <تفريخ> التفاصيل التي تكمن فيها <الشياطين>·

ويأتي مأزق 8 آذار، في الصدارة، رغم ان الفريق الشيعي فيه يريد الانتهاء من عملية التأليف امس قبل اليوم، لكن المشكلة تكمن في حليفها المسيحي العماد ميشال عون· الذي يريد الاستئثار بالحصة المسيحية كلها، بدون اية شراكة معه من المسيحيين الآخرين، او من رئيس الجمهورية، الى جانب انه يريد ان يتفرد بتأليف الحكومة منفرداً، وكأنه الزعيم المسيحي الأوحد·

واللافت ان الثنائي الشيعي لم يمارس حتى الآن أي ضغط ملموس على عون لتليين مطالبه، او تخفيض سقف هذه المطالب، على الرغم من الاتصالات التي يجريها معه، والتي لم تتوقف، ولكن من دون فعالية مؤثرة·

اما مأزق فريق 14 آذار، فلعله يعطي صورة المشاورات الحكومية، مزيداً من الوضوح، في ظل عدم تمكن هذا الفريق من حسم خياراته، بين المشاركة في الحكومة، وبالتالي التضحية بالحصة الوزارية التي يرغب بها، في مقابل المكاسب التي سيجنيها في ظل وجوده في الحكومة، وبالتالي منع الفريق الآخر من الاستئثار بالوضع الحكومي، والتفرد بكل ما سوف تواجهه الحكومة من استحقاقات ومن مشاريع ومن تعيينات، خصوصاً اذا ما تمكن من تشكيل ثلث معطّل بالاشتراك مع فريق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف· لكن المعروف أن ثمة جناحاً آخر في 14 آذار لا يرغب بالمشاركة في المطلق، من زاوية انه لا يريد أن يكون <شاهد زور>، في حال لم تأت حصته على قدر ما يأمل من ان يلعب نفس الدور الذي لعبته المعارضة السابقة في تعطيل الأداء الحكومي·· فضلاً عن أن الرئيس المكلف لم يعط جواباً واضحاً في شأن الثوابت التي طرحها في مذكرته حول المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي·

اما الرئيس المكلف، فالثابت انه يستعجل التأليف، ولكن الذي يحول دون إعلانه التشكيلة بعدما أصبحت هيكليتها شبه واضحة، هي العقدة العونية المتمثلة بإصرار عون على حقيبة الداخلية، في مقابل إصرار رئيس الجمهورية، ومعه الرئيس المكلف، بأن تبقى في عهدة الرئيس ميشال سليمان·

وأوضحت مصادر مطلعة أن الرئيس المكلف ما زال ينتظر الرد الأخير من الوزير بطرس حرب، الذي استمهله في آخر اتصال تمّ بينهما لحين عودة الرئيس سعد الحريري من باريس·

لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال تجنّب، خلال لقائه في <بيت الوسط> مجالس منسقية بيروت في تيّار <المستقبل> التطرق إلى الموضوع الحكومي، على غرار خطابه في <البيال>، الا انه أكّد انه <من الآن فصاعداً سيتحدث بصراحة ووضوح عن كل الأمور، لأنه ليس من المصلحة الوطنية بشيء العودة إلى سياسة تدوير الزوايا>·

وقال: <علينا أن لا نخفي رؤوسنا في الرمال، فعندما يصبح السلاح وسيلة للضغط على الحياة السياسية في البلاد، فهذا الموضوع غير مقبول، ونحن لا يمكننا أن نبني وطناً على هذا النحو>· نافياً أن يكون المقصود من الحديث عن السلاح محاولة للالتفاف على سلاح المقاومة، فالحقيقة غير ذلك على الإطلاق، والذي يعنينا ويبقى في اولوياتنا، أن لا يكون أي سلاح من أي جهة وسيلة للانقضاض على السلم الاهلي والنظام الديمقراطي·

وطمأن الحريري الجميع، ولا سيما الذين يريدون الاصطياد في المناسبات، أن العلاقة مع المملكة العربية السعودية اقوى من ان تعصف في جذورها أي رياح، مؤكداً انه من مدرسة الوفاء التي اسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والركن الأوّل من أركان هذا الوفاء هو الامتنان للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والشعب السعودي الشقيق·

إلى ذلك، أوضح الوزير حرب لـ?<اللواء> أن الاتصالات ما زالت قائمة مع الرئيس ميقاتي، وليس لدينا رغبة بقطع هذه الاتصالات، ولا هو، مشيراً إلى أن البحث ما زال يدور حول المبادئ العامة ولم ندخل في التفاصيل، لافتاً الى أن المفاوضات تتم تحت سقف ما أعلنته قوى 14 آذار، لكن المشكلة تكمن في أن الرئيس المكلّف يعيش مشكلة مع الفريق الذي سمّاه في الاستشارات النيابية، ولا سيما مع العماد عون الذي يتعامل معه بسقوف عالية، ويريد الاستئثار بكل الحكومة ويعطّل دور رئيسي الجمهورية والحكومة·

وكشفت مصادر الرئيس المكلّف أن الاتجاه بات نحو أن تكون الحكومة سياسية بالكامل، بعد أن رفضت قوى 8 آذار حكومة التكنوقراط أو المطعّمة بسياسيين، بحجة مواجهة الاستحقاقات السياسية المقبلة على لبنان والمنطقة، مشيرة إلى أن العدد ما زال يتأرجح بين 24 و30 وزيراً·

وقال مصدر وزاري مقرّب من بعبدا إن الرئيس ميقاتي يستعجل التأليف لكنه يصطدم بعقبات السقوف العالية التي يرفعها عون، لافتاً إلى أن دعوات الرئيس المكلّف لتخفيض هذه السقوف لا تلاقي تجاوباً، حتى من قبل المسؤولين السوريين الذين ما زالوا متريثين، ربما بانتظار الموقف الأميركي، أو تطورات المنطقة·

ولاحظ المصدر أن <حزب الله> يبدو أنه غير مستعجل، رغم أن أمينه العام شدد على ضرورة وجود حكومة سواء شاركت قوى 14 آذار أو لم تشارك، كاشفاً بأن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أبلغه بأن الحزب لا يتدخل في تشكيل الحكومة، وهو يتفرج، وأن قوى 8 آذار لم تعد تقبل بحكومة تكنوقراط، وتصرّ على أن يكون لفريقها 20 وزيراً من حكومة 30 و10 وزراء لكل من الرئيسين سليمان وميقاتي والنائب وليد جنبلاط·

وقالت المصادر ان اسماء وزراء رئيس الجمهورية والرئيس بري والرئيس ميقاتي مع جنبلاط وفرنجية وحزب الله باتت شبه نهائية بانتظار حل عقدة عون، لافتة الى ان الرئيس المكلف يسعى لان تكون له نسبة وازنة مع رئيس الجمهورية·

من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة على اجواء رئيس الجمهورية انه ليس على استعداد لخوض اي مواجهات، لا في وسائل الاعلام ولا في مواقع اخرى مع العماد عون، واذ ابدت اسفها العميق لحجم ونوعية الخطاب التي ميز مقابلة عون ليل امس الاول، فقد عبرت المصادر نفسها عن اصرارها على عدم الدخول في بازار الخلافات السياسية، بالرغم من اعتقادها بأن العقدة التي افتعلها عون بحصوله على حقيبة الداخلية تستهدف اساسا الرئيس سليمان، علماً ان مشروع عون بالنسبة الى هذه الحقيبة، بات معروفا وهو يستهدف احداث انقلاب في اجهزة قوى الامن، الى جانب رغبته بالاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، بعدما يتمكن من القبض على اجهزة الداخلية من خلال تعيين قائمقامين جدد لمختلف المناطق اللبنانية·

تجدر الاشارة الى ان الرئيس المكلف التقى امس مجددا الوزير جبران باسيل، وكذلك النائب طلال ارسلان في محاولة جديدة لتلافي ازمة مع عون او مع غيره·

ولفتت مصادره في هذا السياق، الى ان قوى اخرى تقدمت بمقترحات لا تقل اهمية في مضمونها عن مطالب عون مشيرة الى ان الحالة الراهنة ليست ازمة عمليا، كما يطلق البعض عليها، الا انها وقت مستقطع لصالح المزيد من المشاورات التي تؤدي الى ولادة حكومة قادرة على القيام بما هو مطلوب منها في هذه المرحلة المهمة، وفي ظل الكثير من المشكلات والملفات العالقة سواء منها الاقتصادية او حتى الاجتماعية·

ونقلت المصادر عن الرئيس ميقاتي تأكيده انه من حق اي رئيس كتلة المطالبة بالحصص التي يريدها فيما يعود للرئيس المكلف ان يعمل على دوزنة هذه المطالب والقيام بما يراه بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وبما يحول دون التسبب بأزمة مع اي من الفرقاء·

 


 

المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,199,987

عدد الزوار: 6,940,161

المتواجدون الآن: 127