بري وميقاتي ينتظران لقاء الملك - الأسد .. والحكومة في <علم الغيب>

تاريخ الإضافة الجمعة 25 شباط 2011 - 5:23 ص    عدد الزيارات 2766    التعليقات 0    القسم محلية

        


بري وميقاتي ينتظران لقاء الملك - الأسد .. والحكومة في <علم الغيب>
مَنْ يريد حرق البلد بالبنزين؟
موقف 14 آذار من المشاركة خلال 48 ساعة... وفيتو من فرنجية على سالم

بعدما وضعت عملية تأليف الحكومة الميقاتية على نار خفيفة، نظراً لوجود رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الفاتيكان، حيث شارك البابا بنيديكتوس السادس عشر في رفع الستارة عن تمثال القديس مارون في باحة بازيليك القديس بطرس، في حضور حشد مسيحي لبناني وعالمي، بقيت انظار اللبنانيين مشدودة الى الحدث الليبي والتطورات الجارية في اكثر من عاصمة عربية، فيما قلوبهم على ازماتهم المعيشية، في ظل التخوف من الارتفاعات الهائلة في اسعار المحروقات عالمياً، بسبب الاحداث في ليبيا، الامر الذي دفع وزارة الطاقة الىعدم اصدار جدول بالاسعار لهذا الاسبوع، وامتناع شركات النفط عن تسليم المحروقات الى المحطات، علماً ان هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل لم تصدر قرارها بعد في صدد الخلاف الحاصل بين وزارتي المال والطاقة على تخفيض سعر الرسم على صفيحة البنزين.

وكشفت مصادر معنية في قطاع النفط لـ<اللواء> ان تجمع الشركات المستوردة للنفط لن توزع البنزين بدون جدول تركيب الاسعار، خصوصاً وان التجمع سبق ان وضع المعنيين في صورة ما يجري وما تتكبده الشركات من خسارة، وما يتسبب به غياب الجدول من فوضى وبلبلة في السوق.

وقال رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ<اللواء> انه مهما كان القرار في شأن خفض سعر الرسم على الصفيحة او تأجيل القرار للحكومة المقبلة، فنحن بإنتظار الجدول كي نسلم البنزين.. وهو امر يطرح السؤال عن المسؤول عن الازمة التي سيواجهها لبنان مجدداً في هذا القطاع.

والى جانب هذه المسألة، عادت قضية اخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الى واجهة الاهتمام في ضوء التطورات الحاصلة في ليبيا، حيث تضاربت المعلومات الواردة من هناك، وكان آخرها ما كشف مصدر ديبلوماسي ليبي انشق من نظام العقيد معمر القذافي بأن الإمام الصدر ما زال على قيد الحياة في عهدة الاجهزة الليبية وفي مكان خاص جداً، وكذلك تأكيد ابنته السيدة حوراء الصدر في مؤتمر صحافي عقدته في طهران بأن الايام المقبلة تحمل آمالاً كبيرة حول مصير والدها، فيما كان لافتاً ما بثته قناة <العالم> الايرانية بأن طائرة صغيرة نقلت شخصاً يشبه الصدر الى مكان لم يعرف لكن القناة عادت ونفت الخبر..

اما وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال ابراهيم نجار فقد طلب من النيابة العامة التمييزية والمجلس العدلي الذي سينظر في قضية الصدر في الاسبوع المقبل، مخاطبة الانتربول سعياً إلى المزيد من التحقيق والملاحقة لمعرفة مصير الإمام المغيب.

الأسد يهنئ الملك في غضون ذلك، أكدت مصادر لبنانية الزيارة الوشيكة التي سيقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض لتهنئة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بسلامة عودته إلى المملكة، بعد الجراحة التي أجراها في الولايات المتحدة، والبحث معه في ملفات المنطقة وخاصة الوضع في لبنان والمنطقة.

وقالت المصادر لـ <اللواء> أن الزيارة قريبة جداً، علماً أن معلومات كانت ترددت في بيروت أمس، بأن الأسد سيكون في استقبال الملك لدى وصوله إلى الرياض، لكن ذلك لم يحصل.

وكانت عودة خادم الحرمين الشريفين قوبلت أمس في بيروت بترحيب من قبل المرجعيات السياسية اللبنانية، حيث ابرق كل من الرئيس نبيه برّي، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي إلى الملك عبد الله مهنئين بسلامة عودته، فيما عبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن <فرحة كل العرب الذين يجدون في عافية الملك عبد الله عافية لحاضرهم ومستقبلهم وعافية لتضامنهم ولصوت الحق في مواجهة الظلم>.

وقال <إن اللبنانيين يقدرون بشكل خاص الجهد الكبير الذي تولاه خادم الحرمين الشريفين شخصياً لتجنيب لبنان عوامل الانقسام الأهلي والفتنة بين ابنائه>، مشيراً إلى أن <المبادرة الأخيرة بشأن لبنان لجمع شمل اللبنانيين ومصالحتهم وفتح أبواب التسامح في ما بينهم، ستبقى محل تقدير جميع اللبنانيين، ومحل تقديري الشخصي وامتناني>.

وقالت مصادر لبنانية متابعة، انها تعول بشكل خاص على اللقاء الذي سيجمع الملك عبد الله والرئيس الأسد، وما يمكن أن يترتب عليه بالنسبة إلى لبنان، وخصوصاً بالنسبة لمسألة تشكيل الحكومة الجديدة، في ظل العقد التي يواجهها الرئيس المكلف، سواء على صعيد رئيس تكتل <التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون، أو بالنسبة لمشاركة قوى 14 آذار في تشكيلة وطنية جامعة.

مشاركة 14 آذار ولم تستبعد المصادر أن تفتح الهجمة الحادّة التي تستهدف المواقع الدستورية، ولا سيما رئاسة الجمهورية، أو حتى - استطراداً - رئاسة مجلس الوزراء، الباب امام حوار جديد قد يؤدي إلى مشاركة قوى 14 آذار، خصوصاً وان الرئيس ميقاتي - بحسب مصادره - لا يزال متمسكاً بحكومة الشراكة، وأن سعيه لذلك ليس مناورة وليس لكسب الوقت المستقطع، بل هو التزام وقناعة للتعاون مع الجميع سعياً لانتاج حالة سياسية لبنانية هادئة تسمح للجميع الإفادة منها>.

وفيما يتوقع أن تعلن قوى 14 آذار موقفها النهائي من المشاركة غداً الجمعة أو السبت، مع انها لم تتبلغ من الرئيس ميقاتي أي جواب بعد على اسئلتها.

وقالت مصادر الأخير انه يسعى لتوفيركل ظروف مشاركة 14 آذار في الحكومة من دون تقديم تعهدات لأي من الفرقاء في 8 ولا في 14، كما يسعى في المقابل لتمثيل متوازن للقوى التي يسمع صوتها عالياً هذه الأيام، من دون التسبب باحراج أحد، وبعيداً عن الإمساك بالقرار داخل الحكومة من قبل اي فريق، اذ انه يعتقد جازماً ان الحل الامثل داخل مجلس الوزراء هو بالاداء الدستوري الذي يضمن دور رئاسة الجمهورية ومن ثم رئاسة مجلس الوزراء وصولاً الى دور مجلس الوزراء مجتمعاً.

وكان الرئيس ميقاتي قد عرض المعطيات المحيطة بعملية تأليف الحكومة مع الرئيس بري الذي أشارت مصادره إلى أن هذه العملية يجب أن تكون بعيدة بتفاصيلها عن الإعلام، لافتة إلى أن مناقشة المطالب حتى ولو كانت مشروعة تتم مع الرئيس المكلّف، مشددة على أن لا مصلحة لأحد لأن يكون عامل الوقت مفتوحاً.

وأكدت مصادر بري أن الحكومة العتيدة ستكون ثلاثينية، إلا أن الأمور الأخرى المتعلقة بتوزيع الحقائب والوزراء لا تزال موضع نقاش وبحث، مشيرة إلى أن لا مصلحة لأحد في المماطلة وتأخير تشكيلها.

أما أوساط الرئيس المكلّف، فقد أكدت من جهتها لـ <اللواء> أنه مستمر في مشاوراته ولن ييأس، لكنه بالتأكيد لن يشكل إلا الحكومة التي ترضي طموحه وتكون على مستوى تطلعاته، وبالتالي فإنه لن يغامر في الاقدام على تشكيل حكومة غير متجانسة أو أن تكون مفروضة عليه من قبل هذا الفريق أو ذاك، فالدستور يعطيه الحق وحده بتشكيل الحكومة، ومن ثم عرضها على رئيس الجمهورية.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن ما تردد من أن الرئيس المكلّف سيفاجئ الجميع بالإعلان عن تشكيلة لم يتوقعها أحد، كحل وحيد لوضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها هو غير صحيح، وأن تشكيل حكومة أمر واقع لم يطرح، عدا عن أن ذلك سيترتب عليه مشاكل سياسية ودستورية عدة.

وكشفت أن البحث حول حقيبة الداخلية يدور حول شخص ثالث ليس زياد بارود ولا جبران باسيل، يقبله الرئيس سليمان ولا يرفضه عون.

ولفتت مصادر سياسية، إلى أن الرئيس ميقاتي، يواجه عدا عن عقدة المطالب العونية، مشكلة دستورية تتصل باحتمال امتناع رئيس الجمهورية عن التوقيع على مراسيم حكومة لا يرضى عنها، أو لا تتوافق مع رؤيته لطبيعة وشكل الحكومة التي يراها مناسبة، ولا تلبي مطالبه هو الآخر، وهو أمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار ليس من قبل الرئيس المكلّف، بل أيضاً من قبل القوى السياسية، فإذا كان العماد عون يصرّ على الحقائب التي يريدها والوزراء الذين يسميهم، فإن عليه أن يدرك بأن ولادة الحكومة في هذه الحالة قد تكون غير متيسرة للسبب الدستوري المشار إليه.

وكشفت أيضاً أن النائب سليمان فرنجية اعترض على توزير بول سالم من الكورة، لأسباب تتصل بترشيحه النائب السابق فايز غصن، وهو من الكورة أيضاً.

وهّاب وأبو زينب في المقابل، رأى الوزير السابق وئام وهّاب أن الرئيس المكلّف لا يملك خطة لتشكيل الحكومة، لافتاً نظره الى ان البلد امام مشروعين مشروع اسرائيلي - أميركي ومشروع وطني مقاوم، وعلينا الاختيار، معتبرا ان الكلام عن الوفاق الوطني وحكومة الوحدة الوطنية كذبة يضحكون بها على الناس.

واوضح وهاب بعد زيارته الرئيس عمر كرامي امس ان لا تواصل بينه وبين الرئيس ميقاتي، مشيرا الى ان الاخير شمله بمن يعتبرهم استفزازيين، بينما هؤلاء هم من اوصلوا ميقاتي الى رئاسة الحكومة.

ومن جهته، رأى عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب، ان لبنان يتجه الى تشكيل حكومة وطنية تراعي مصالح اللبنانيين جميعا، وتمثل الخط الوطني الصحيح الذي يرى نفسه امتداداً فعلياً لما يجري في الوطن العربي من ثورات، وتكون منسجمة مع نبض الشارع اللبناني، داعياً الحكومة المقبلة الى المزاوجة بين الحفاظ على المقاومة وقوتها من جهة والشروع في بناء الدولة وتصفية كل الشوائب التي حولتها الى ما يشبه الامارة او المؤسسة الخاصة والتخلص من التعيينات الفئوية والارث العائلي، والبناء السياسي الذي كان قائما على نمط الامير والحاشية المنتفعة، لا سيما في وزارة المال التي تحولت الى ما يشبه <مغارة علي بابا>.

احتفال مار مارون وبعيداً عن ازمات البنزين والحكومة والمحكمة الدولية، ازاح البابا بنيديكتوس السادس عشر الستار، امس، عن تمثال القديس مارون في حفل اقيم للمناسبة في باحة القديس بطرس في الفاتيكان في حضور الرئيس سليمان وعقيلته وفاء والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ونواب وشخصيات لبنانية من مختلف التيارات السياسية المسيحية، وحشد من ابناء الطائفة المارونية من لبنان وانحاء العالم الذين قدروا بنحو 4 آلاف شخص.

وبارك البابا التمثال ورشه بالمياه المقدسة، ثم صافح الرئيس سليمان والبطريرك صفير، ورفع الصلاة من اجل الاستقرار والامان والعيش بسلام بين مختلف الطوائف في لبنان، آملاً ان يبسط القديس مارون جناح حمايته على جميع أبناء لبنان حينما أقاموا وارتحلوا.

وترأس البطريرك صفير قداساً إحتفالياً في كنيسة القديس بطرس، كما شارك إلى جانب الرئيس سليمان في مأدبة غداء أقامها رئيس المؤسسة اللبنانية للإنتشار الوزير السابق ميشال اده في روما، حضرها عدد من المشاركين في الإحتفال.

واعتبر الرئيس سليمان في كلمة، أثناء الغداء، أن مصير المسيحيين في لبنان كمصير أي مجموعة أخرى في هذا الشرق، غير مرتبط بمنطق الحماية الذاتية أو الخارجية، وانما بقدرتهم على الانضواء في كنف دولة عادلة وحاضنة وضامنة للحريات العامة، في مواجهة الإرهاب ومحاربة الفساد وساعية للخير العام على قاعدة المواطنية. داعياً إلى العمل على المستويات الرئيسية الأربعة: على الصعيد المسيحي، المسيحي داخل الطوائف، وعلى صعيد علاقة الموارنة والمسيحيين مع الطوائف الأخرى، وعلى صعيد النظام الذي نريد العيش في كنفه وفي العلاقة مع المحيط.

أما صفير، فأمل أن تشكل الحكومة في القريب العاجل لمعالجة شؤون البلاد والعباد لما فيه ضمان حقوق الجميع بعدل وانصاف وتدبير شؤونهم المعيشية التي يشكلون منها.

وفي مقابلة مع محطة o.t.v, اعلن صفير ان استقالته أصبحت في عهدة البابا الذي لم يرد عليها بعد، مشيراً إلى أنه إذا قبلت الإستقالة يجري إنتخاب بطريرك آخر من قبل مجلس الأساقفة، لافتاً إلى أن روما لا تتدخل إلا إذا حدث أمر خطير، ويجتمع المطارنة ويكون بينهم من هو أكبر سناً فيترأس المجلس الإنتخابي، ومن ينال أكثر عدد من الاصوات يعلن بطريرك. أما إذا طال الإنتخاب ولم يصل إلى نتيجة يرفع الأمر إلى روما.

وأوضح أنه رأى أنه عندما بلغ الـ 90 من عمره، فمن الأجدى أن يستقيل وأن يأتي بطريرك أفتى منه لإدارة شؤون الطائفة.

 

عملية التأليف تراوح مكانها··· وعقدة عون تُربك الحلفاء
الرئيس المكلَّف يشكو من الوصاية ويتشبّث بحكومة الإنقاذ
لم تُسجل الساعات الأربع والعشرين الماضية، أي جديد يشي بإمكان فتح ثغرة في جدار أزمة التأليف التي اقتربت من الدخول في شهرها الثاني، وغابت أي عوامل جديدة تدفع خطوة إلى الأمام ما حدا بالرئيس المكلّف إلى التحرك في اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري بحثاً عن صيغة للخروج من حال المراوحة· وعزت مصادر مطلعة التعثّر في التقليع إلى مجموعة من عوامل داخلية وخارجية مترابطة في ما بينها، وأحد أوجه العوامل الداخلية عقدة العماد ميشال عون الذي تؤكد مواقفه، وطريقة تعامله مع الرئيس المكلّف، منذ التكليف وبدء مرحلة التأليف أنه يتصرّف على أساس أنه هو الذي قام بالانقلاب على حكومة سعد الحريري ويجب أن يكون الأب الفعلي للحكومة، وعرّاب تشكيلها لكي يصفي حساباته القديمة - الجديدة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بوصفه قطع عليه طريق الوصول الى قصر بعبدا، ومارس معه سياسة لا تخلو من الكيدية، سواء في الانتخابات النيابية والبلدية، وفي كثير من المحطات السياسية التي تعاطت معها الحكومة التي يتباهى علناً بأنه كان عرّاب إسقاطها عندما أعلن وزراء المعارضة الاستقالة من مقرّ إقامته في الرابية·

فمنذ التكليف وضع العماد عون للرئيس نجيب ميقاتي دفتر شروط ممنوع عليه مناقشته في أي بند فيه، وفيه تمسّكه بتسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة على أن لا تقل حصة التيار الوطني الحر عن إثني عشر وزيراً في حال تألفت الحكومة من ثلاثين وزيراً ولا تقل عن عشرة وزراء في حال تألفت من 24 وزيراً، إضافة إلى الإصرار على التمسّك بوزارتي الداخلية والدفاع الوطني اللتين هما من حصة رئيس الجمهورية ما يشكّل ليس فقد تعدياً على صلاحياته، بل محاولة جدية لعزله واغتياله سياسياً، وربما تمهيداً للانتقال الى مرحلة العمل على إزاحته من قصر بعبدا والحلول محله، تحقيقاً لحلمه الدائم، خصوصاً وأن إمساكه بالداخلية يجعل منه حاكماً إدارياً مطلق الصلاحيات في إدارة شؤون البلاد، بدءاً بالإمساك بمفاصل الأمن الداخلي، والمحافظين، والبلديات وما بينها جميعاً·

وكان من البديهي، أن يرفض الرئيس ميقاتي الاستجابة لدفتر شروط الجنرال، ما أدى عملياً إلى تعثّر عملية التأليف، وإلي المراوحة على هذا الصعيد، حتى أن مصادر مطلعة على مجريات الاتصالات بين الجنرال والرئيس المكلّف تجزم بأنها لم تحرز أي تقدّم، وما زالت بالتالي تراوح مكانها، خصوصاً وأن حزب الله الذي يعتبر بأنه المسؤول عن إنجاح الرئيس ميقاتي في مهمته، لم يبدِ حتى الآن، أي تحفّظ على دفتر الشروط العونية، إذا لم يكن يتعامل معها بشيء من الرضى أو غضّ الطرف، ما ولّد شعوراً بخيبة أمل عند الرئيس المكلّف وبأن الحزب ليس ببعيد عن هذه الشروط، في حال لم يكن شريكاً في وضعها، ومحرّضاً للعماد عون على التمسّك بها·

ولا تستبعد المصادر المطلعة إحتمال وجود تنسيق بين الحزب والعماد عون حول كل مواقفه سواء المتعلقة منها بتشكيل الحكومة والحصص، وسواء المتعلق بوزارتي الداخلية والدفاع اللتين كانتا في الحكومة السابقة من حصة رئيس الجمهورية بالنظر لأهميتهما الأمنية في حسابات الحزب الاستراتيجية· وإلا ما معنى أن يبقى الحزب حتى الآن يتفرج على الكباش بين الرئيس المكلّف والعماد عون، ولم يقدم حتى الآن، على أي مبادرة للتقريب في وجهات النظر والخروج من حال المراوحة على صعيد عملية تأليف الحكومة·

ولاحظت هذه المصادر أن الرئيس المكلّف لا يُخفي خيبة أمله من تصرف فريق الثامن من آذار تحت عنوان الخلاف على الحصص من جهة، ورفع سقف شروط العماد عون من جهة ثانية، من دون أن تستبعد أن يكون الهدف الأساسي من زيارته أمس إلى الرئيس نبيه بري في عين التينة وضعه في معاناته مع الأكثرية الجديدة، ومع مطالبها التي لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستجابة لها·

وكان الرئيس ميقاتي عبّر في لقائه الأخير مع عدد من الصحافيين عن المرارة من طريقة تعاطي الاغلبية الجديدة معه من دون أن يُغفل تصميمه على متابعة مساعيه للوصول إلى حكومة تنسجم مع متطلبات الإنقاذ الوطني·

وإذا كانت عقدة العماد عون، شكّلت العقبة الكأداء للرئيس المكلّف، فإن ثمة عوامل أخرى لا علاقة لها بالوضع الداخلي، ما زالت تؤخر ولادة الحكومة، وهذه العوامل مرتبطة بشكل مباشر بالموقف السوري من التطورات التي تشهدها المنطقة والتي تتسارع بشكل غير مسبوق، وما يجعل العاصمة السورية تتريّث في الدخول على خط حلحلة العقد التي يصطدم بها الرئيس المكلّف وتؤخّر التشكيل· وقد سمع زوار دمشق مؤخراً كلاماً من هذا القبيل، مضافاً إليه كلاماً عن امتعاض سوري من تصرف بعض الحلفاء·

د· عامر مشموشي

 

<منذ التكليف وضع العماد عون للرئيس نجيب ميقاتي دفتر شروط بتسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة على أن لا تقل حصة التيار الوطني الحر عن إثني عشر وزيراً في حال تألفت الحكومة من ثلاثين وزيراً وعشرة وزراء في حال تألفت من 24، والتمسّك بوزارتي الداخلية والدفاع>


 

 

 

 

استهداف رئاستي الجمهورية والحكومة معاً يفتح الباب أمام حوار يؤدي لمشاركة 14 آذار
تمسك ميقاتي بحكومة الشراكة ليس مناورة ولا لكسب الوقت بل إلتزام
محمد الحسن: لا يختلف اثنان على القول، ان ولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ليست ولادة سريعة، وعلى الارجح فإنها لن تكون قبل توفر مؤشرات عدة منها السياسي ومنها ما ينطلق من حسابات الرئيس المكلف ورغباته·

الاكيد ان ولادة الحكومة لن تكون قيصرية، ولن تكون ولادة الطوارئ ولا الغفلة، ولنعتبر انها ولادة الولد البكر وهي قد تأخذ وقت الاعداد المفترض·· وزيادة·

وبالانتظار تبدو ملامح الصورة التذكارية المفترضة غير واضحة المعالم، وبالتالي فإن ما يروّج ويعلن ويسرب من اسماء وزراء مفترضين هو اولا بأول مادة للمداولات، ومرّات للتسريب والافادة من ردات فعل الجمهور السياسي المعني بالتأليف والتوزير والاستيزار·

وبالطبع فإن التسريبات لا تصدر عن الرئيس المكلف باعتبار ان الاخير لا يعتمد هذه القاعدة، وهو من مدرسة السرية في المداولات التي تكفل حسن الاداء وصولا الى افضل النتائج، وبذلك فإن الكلام الذي يرشح وزيراً هنا او يستبعد وزيراً هناك ليس قاعدة ولا حتى استثناء· ومن هنا فإن الحديث عنه والتسليم به هو ضرب من ضروب التبصير السياسي الذي تمتهنه بعض القوى في محاولة منها لكسب اما المزيد من الوقت او لاصطياد الحظوظ·

اما الثابت في ظل كل المداولات والخطابات السياسية المباشرة وغير المباشرة، وفي ظل الرسائل التي يحرص البعض على توجيهها اما ابتغاء الضغط او ابتغاء للوجهة السياسية، الثابت هو ان الرئيس نجيب ميقاتي مستمر في مهمته الدستورية الى الاخر وحتى اعلان اسماء الوزراء ثم اصدار المرسوم الاشتراعي موقعاً من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفقاً للاصول·

وليس من المناسب الحديث لا عن اعتذاره، ولا عن تسرعه او ذهابه نحو حكومة مزعجة لقوى الرابع عشر من آذار او مزعجة لقوى الثامن من آذار·

وعقلاني القول ان الميقاتي متمسك بالتوصل الى حكومة وحدة وطنية وحكومة شراكة، وهو اعلن ذلك ويعنيه ولم يعلن ذلك لا من باب المناورة ولا حتى من باب كسب الوقت او الافادة من الوقت الحالي المستقطع· اما ما يحصل فالمزيد من المشاورات التي تفتح الباب أمام كل الاحتمالات بما في ذلك مشاركة قوى الرابع عشر من آذار في الحكومة·

وتؤكد مصادر مطلعة وموثوقة ان ميقاتي يسعي لتوفير كل ظروف مشاركة قوى الرابع عشر من آذار دون تقديم تعهدات لأي من الفرقاء في 8 ولا في 14· كما يسعى ميقاتي في المقابل لتمثيل متوازن للقوى التي يُسمع صوتها عالياً هذه الايام دون التسبب بإحراج لنفسه ولا التسبب لهم بذلك ايضاً، وذلك بعيداً عن مسألة الامساك بالقرار داخل الحكومة من قبل اي فريق، فميقاتي يعتقد جازماً ان الحل الامثل داخل مجلس الوزراء هو بالأداء الدستوري الذي يضمن دور رئاسة الجمهورية ومن ثم رئاسة مجلس الوزراء وصولاً الى دور مجلس الوزراء مجتمعاً·

لذلك كله يبدو الاتجاه لاشتراك كل القوى مسألة جدية ولو اعترضت ذلك بعض العقبات وهي عقبات محلية لا مكان فيها للمداولات بالقضايا الاساسية خاصة التي يعتبر ميقاتي نفسه ملتزماً بها امام المجتمع الدولي وامام مصلحة لبنان، وامام مصلحة البلد اولا بأول·

ويبدو ميقاتي متريثاً، نعم، انما قادراً على احداث صدمة ايجابية امام الرأي العام السياسي - ثم الرأي العام اللبناني، وعلى الحصول على ثقة لتشكيلة متوفرة حالياً لديه· الا ان التريث نابع من قرار وقناعة بمشاركة الجميع·

ويظهر الرئيس المكلف وكأنه يترقّب ان تنحسر ردة فعل قوى الرابع عشر من آذار،ربما بعضهم، والعودة الى مسألة الحوار المباشر معه من دون <ثغرات> وهواجس· والحرص الميقاتي ينطلق من مبدأ وحدة الصف وطنياً، ثم قبل ذلك وحدة الصف السني·

وهل من دوافع للخوف على انقسام ما؟

على الرغم من حرص ميقاتي على وحدة الصف، الا ان مسألة الانقسامات، وردات الفعل تبقى واردة، لذلك على الآخرين، ربما على الرئيس سعد الحريري خاصة ان يلاقيه الى منتصف الطريق في مثل هذا الحرص·

ولماذا ذلك؟

اولاً: يمسك الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس والشمال بشارعه الملتزم وعبره بشارعه المتعاطف معه ومع تسميته رئيساً وهو بذلك يضمن في طرابلس والشمال بعض نتائج ما يطلبه من انضباط وعدم الانجرار وراء كلام الاتهام وصولاً الى التخوين ، الرائج مثلاً عبر الفايس بوك·

ولكن·· لا يبدو الرئيس ميقاتي قادراً على امساك آخرين حيث يتعاطف الشارع معه دون ان يمسك به كما حصل في الطريق الجديدة·

وبالتالي فإن الحرص على مسألة تلافي الخلافات والانقسامات هو المادة التي يفترض بها ان تدفع الى الحوار والاتفاق الحتمي·

ثانياً: لا يخفى على احد ان ثمة هجمة حادة على المواقع الدستورية، سواء مقام رئاسة الجمهورية او حتى رئاسة مجلس الوزراء وبهذا فإن الرئيس المكلف وبعد تشكيل الحكومة لن يكون كما هو واضح اليوم بمنأى عن الرمايات نفسها التي تسجل الآن، وبالتالي فإن الانسجام مع الرئيس ميقاتي وخاصة من قبل التيار السني العريض الذي يمثله الآن الرئيس سعد الحريري، تحت عنوان الحفاظ على مقام المؤسسات الدستورية، سيكون انسجاماً في محله وله دواعي واسباب·

ثالثاً: تشهد المنطقة بطبيعة الحال تغيّرات وانهيارات عدة لمعسكرات سياسية هي بالنسبة للبنان متغيرات مهمة على الجميع التعاطي معها بوحدة صف لبنانية وربما اكثر من ذلك·

رابعاً: لا يمكن لميقاتي ان يتراجع عما هو مقدم عليه، والاعتبارات بذلك كثيرة بدءاً من قناعته بأنه يريد التعاون مع الجميع سعيا لانتاج حالة سياسية لبنانية هادئة تسمح للجميع الافادة منها·

اذا ومع الوقت المستقطع الذي فرضته الظروف والوقائع، وقبل الانتهاء من طبخة الحكومة العتيدة، تفتح المشاورات كل ابواب الحوار، كما فتح الباب امام كل الاحتمالات في ظل حوار هادئ وايجابي، حوار يفترض به ان ينتج التزاماً من الجميع بأولويات المرحلة المقبلة اولها الاستقرار الداخلي، وليس آخرها التفاهم على اساسيات المرحلة المقبلة·

 

 


 

 

 


المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,524,745

عدد الزوار: 7,031,852

المتواجدون الآن: 69