المرأة العراقية: الحريات في تراجع والحقوق مجرد ادعاءات

تاريخ الإضافة الأربعاء 9 آذار 2011 - 7:22 ص    عدد الزيارات 3138    التعليقات 0    القسم عربية

        


بين ضغط الأحزاب الدينية واضطهاد الرجل
 

المرأة العراقية: الحريات في تراجع والحقوق مجرد ادعاءات
 

 

عبدالجبار العتابي


 

 


أعرب عدد من العراقيات عن آسفهن للواقع الذي تعيشه المرأة من ناحية التراجع الخطير لحقوقهن، وأكدن أن ما يقال عن الحرية والحقوق مجرد ادعاءات وشعارات، إذ أن الرجل ما زال ينظر إلى المرأة بدونية.

 


 

 

 

 

 

 

 

 

بغداد: اكدت مجموعة من النساء العراقيات في احاديث خاصة لـ (ايلاف) لمناسبة يوم المرأة العالمي، وهن يمزجن كلماتهن بالتأوهات أن المرأة موجودة في اغلب مفاصل الحياة العراقية، ولكن الجميع يضطهدها ويعتبرها جنساً ثانيًا أو درجة ثانية أدنى من الرجل.

وقالت تانيا طلعت عضو مجلس النواب العراقي: مع الأسف الشديد هناك تراجع كبير في حقوق المرأة العراقية وبالاخص مع التراجع الواضح في الحريات في عموم العراق، وليس في محافظات معينة فقط، وما سمعناه مؤخرًا من احاديث تؤكد أن الوضع العام ليس بالجيد حيث سمعنا أن البعض يسعى إلى الفصل ما بين الذكور والاناث في الجامعات والمدارس، وهذا يشكل تدهورا خطيرا كما هو واضح، فنحن نناضل من اجل تأخذ المرأة العراقية دورها في الحياة العراقية وتنال حقوقها وليس العكس.

واضافت: اتمنى في يوم المرأة العالمي في مئويته أن نحتفي به، ونحن لا نتمنى ولا نطالب بحقوق وحريات أكبر وأن لا تكون هذه الحقوق في تراجع.

أما  الكاتبة زينب القصاب فقالت: المرأة العراقية ومن خلال عملي وتجربتي البسيطة أرى أنها اخذت دورها ولكن بعنوة، يعني مثلما يقال بذراعها، اخذته بجهدها، فمن غير الممكن ان يعطى للمرأة منصب او جائزة او حتى (كتاب شكر) من الرجل دون أن تبذل جهدا استثنائيا ومضاعفا، ومع هذا هناك ملاحظة، وهي انه مع هذا الجهد الكبير ارى قليلا من المسؤولين، اي مسؤول، حتى في القطاع الخاص، يفكر في مكافأة المرأة، يكافؤها لجهد امرأة وليس لاسم معين او شكل معين، في حين لو كان هو في مكانها لطالب بالتكريم، ارى ان المرأة العراقية انسانة استطاعت ان تثبت ذاتها بطريقة عجيبة، لا اتحدث فقط عن المثقفة العراقية بل حتى عن المرأة البسيطة، قبل ايام شاهدت امرأة عراقية عمرها 70 سنة تتكفل بنفسها، وهي تصنع ورودا جميلة من خيوط النايلون على الرغم من ضعف بصرها، وتبيعها بسعر 250 دينار اي ما يعادل 20 سنتا حتى تشتري لنفسها كيلو طماطة ورغيف خبز، اذا هذا انجاز اكبر من انجازي انا كأعلامية وكاتبة.

واضافت: الواقع العراقي الجديد لم يعط المرأة حقها، وعليها ان تأخذه بقوة، وعليها ان تفرض نفسها رغم الصعوبات، هناك حرية للمرأة في الحديث وخذ مثلا السيدة النائبة الاء طالباني التي القت كلمة في مجلس النواب ودافعت عن المرأة، وكان صوتها مدويا، وانا استقرأت انفاسها وليس كلماتها، وكانت منفعلة، واستطاعت ان تشد اليها كل الرجال الذين لم يجدوا بدا من التصفيق لها، انا اعتبر هذا انجاز.

ومن جهتها، قالت الفنانة التشكيلية، ندى عثمان: لا يوجد تقييما حقيقيا للمرأة ولا تقدير وكل ما يقال عن حقوقها مجرد شعار، انها أخر ركب في القطار، هناك معاناة كبير للمرأة العراقية مع الاسف، وما نسمعه عن احترامها وتقديرها شكل صوري نحن النساء نفرح انفسنا به، ومن حقنا ان نفرح، ولكن نتمنى ان لا تكون شعارات فقط تحكى ولا تنفذ.

 واضافت: الواقع العراقي الجديد للاسف لم يعط المرأة حقها، بل لم ينفذ احد كل ما يتم القول به بخصوص المرأة، هل ثمة جديد للمرأة في العراثق الجديد، انا اسأل، وحين تريد مني اجابة سوف اقول ليس هنالك اي جديد، فالحديث عن حقوق المرأة وحريتها مجرد كلام لا غير، المرأة العراقية لم تحصل على ابسط حقوقها وما يقال عكس ذلك ادعاء ليس إلا.

وقالت الفنانة بتول عزيز: "أنا اعتقد أن المرأة إلى حد الآن لم تأخذ حقها الطبيعي، واعتقد اننا رجعنا الى الخلف، ولو قارنا بين السنوات لوجدنا أننا في السبعينيات افضل بكثير من المرحلة الحالية التي نعيشها، ربما للوضع الأمني والانتكاسات التي مر بها البلد اكثر من اللازم، وظهور بعض الاحزاب  ادى الى تحجيم دور المرأة، وحالة الفوضى التي نعيشها حاليا عموما تؤثر بشكل او بآخر الى المرأة وعلى كل انسان عراقي، الخلاصة ان المرأة العراقية ما زالت لم تنل حقها.

اما الصحافية في جريدة الصباح بلقيس كاووش، فقالت: المرأة العراقية لم تأخذ حقها، ولا أي شيء من حقوقها، على الرغم من انها متحملة لنحو 90 % من الحال، المرأة العراقية مضطدة وكل من يقول إن المرأة نالت حريتها هي مجرد ادعاءات وشعارات، كل الرجال ما زالوا شرقيين بل ما زالوا بدويين، فالمرأة موجودة في اغلب مفاصل الحياة، ولكن الجميع يضطهدها ويعتبرها جنسا ثانيا أو درجة ثانية ادنى من الرجل، ومع ذلك اثبتت المرأة أنها تستطيع التقدم اكثر، بدليل انها تتحمل اكثر هموم العراق، وهي تعيش الكثير من المعوقات في حياتها والكثير من المشاكل في الشارع والمجتمع والاسرة وفي كل مكان.

واضافت:  التأثير السلبي على المرأة نسبته مليون بالمئة من الاحزاب الدينية، فهي دائما تعتم على المرأة وتحسسها انها ضعيفة ولا تستطيع ان تفعل شيئا، وانها مخلوق من الدرجة الثانية، وعليها ان تجلس في البيت وتنتظر الزواج او من ينفق عليها، وبالتالي تبقى دون قوة ارادة ولا الحرية، والكثير الكثير من الاوجاع التي لا يمكن التحدث عنها.

وقالت المخرجة النلفزيونية عبير الزبيدي:  الله يا المرأة، لا ادري كيف اقول عن واقعنا السيء، واتمنى ان يتم اعلاء شأن المرأة، قد تختلف الظروف الحالية عن السابقة وبدأت تتطزر وتعمل وتقارن نفسها بالرجل، وتثبت شخصيتها القوية التي تستطيع بها ان تنال حقوقها، وان لم تستطع ان تنال سوى القليل بسبب ان الرجل ما زال ينظر اليها نظرة دونية، ويعتبر نفسه فقط صاحبة الكلمة والرأي وهو امر خاطيء بالطبع، فالمرأة لها مكانتها وهي نصف المجتمع وتتحمل من الهموم اكثر مما يتحمل الرجل، وهي انسانة لابد ان تطون صنوا للرجل لا ان يجعلها اقل منها قيمة. واضافت:  ومما لاشك فيه ان الاحزاب الدينية حدت من حرية المرأة وهناك من يريد ان يفرض عليها شكل الملبس ويعتبر وجودها في العمل عيبا.

اما الاعلامية رقاء الصالحي فقالت:  للاسف ان المرأة العراقية في كل عام تعاني من ظروف ومشاكل اكثر من العام الذي سبقه، فنحن في السابق كنا نعاني من نقص في الحريات، ولكن للاسف بدأنا نتراجع ولم نحصل على مكاسب، وبدأنا نحصل على خسائر، المرأة العراقية غير مقدرة شأنها شأن الانسان العراقي، أنا لا أريد ان اميز، انا ضد الجنس، ضد ان اقول انني امرأة، الانسان العراقي بشكل عام ظروفه صعبة واعماله وجهوده واحلامه كلها ليست ذات اهمية، اعتبر كل النساء العراقيات سواسية في المشاكل سواء كانت في اعلى المراكز العلمية والثقافية ام كانت امرأة عادية، المشاكل واحدة والصعوبات تزداد والاحلام لم تتحقق، وان شاء الله في هذه السنة أو السنة المقبلة نرى انفراجا في الوضع.

واضافت: الحريات للمرأة العراقية غير موجودة، وما زالت محاربة على الأقل من زملائها في العمل، بالاضافة الى القيود من عائلتها بحكم المجتمع، يكفي ان اسمها (امرأة) لتتعرض للاضظهاد، وكأن هذه التسمية تشير الى كائن ناقص، على الرغم من أن المرأة العراقية مبدعة ومجاهدة، بالاضافة الى أن وجود الكثير من الاحزاب الاسلامية يجعلها لا تتمتع  بالحرية، المرأة العراقية تمتلك ذكاء وحضورا ولكن ينقصعا فعلا الثقة بالنفس التي اثرت عليها وهذه متأتية من العائلة والمجتمع، والمفروض ان تمنح العائلة العراقية المرأة حرية وثقة اكثر، انا اعتقد ان الثقة والحرية تبدءان من البيت، ونصيحتي لكل فتاة عراقية ان تبدأ التغيير من نفسها وانا ابسط مثال انا انسانة جئت الى بغداد من محافظة فيها تقاليد وعادات، وكان فيها الارهاب، ولكن عندي روح التحدي وروح الاصرار ووقفت في وجه اقرب الناس لي من اجل ان اكون اعلامية ناجحة، فأن لم استطع ان اغير الذي في داخلي ولم اقدر أن افرض شخصيتي فسوف لن احقق اي شيء، فأنا سأكون اما وصاحبة عائلة وصاحبة قرار فلابد ان اقود بيتي بشكل صحيح، فالقوة تبدأ منا نحن النساء وليس من المجتمع فقط.

 

 


المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,574,462

عدد الزوار: 6,901,847

المتواجدون الآن: 90