نصرالله: موقف الحريري من إيران خطأ كبير.. في إطلالة تميّزت بالدفاع عن برّي ولم تتطرق الى ما يجري في سوريا

الإثنين 11 نيسان 2011 - 5:28 ص     2739     0     محلية

في إطلالة تميّزت بالدفاع عن برّي ولم تتطرق الى ما يجري في سوريا
نصرالله: موقف الحريري من إيران خطأ كبير
14 آذار: قرر عن ميقاتي صيغة تأليف الحكومة

تناول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية مساء امس مواضيع داخلية عدة ولم يقتصر كلامه على الدفاع عن ايران كما كان متوقعاً، فيما بدت نبرته هادئة عموماً وغير حادة على غرار السجال الداخلي والايراني الذي اندلع على خلفية موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري من تدخل الجمهورية الاسلامية في لبنان وعدد من الدول العربية.

 

من جهة أخرى، علمت "النهار" ان صيغة تأليف الحكومة القائمة على توزيع 11 – 19 والتي سبق لـ"النهار" أن طرحتها أولاً، هي حالياً قيد التداول. وفهم من المتابعين من أكثر من طرف أنه في موازاة البحث في هذه الصيغة يبدو من غير الوارد اعطاء الثلث المعطل لأي طرف أو تصوير موضوع وزارة الداخلية وكأنه انتصار لطرف على الآخرين. وجرت اتصالات مكثفة يومي الجمعة والسبت الماضيين وسط تكتم شديد بتوافق كل القوى المعنية لضمان نجاح ما يتم بحثه في التشكيل الحكومي. وقد بلغ البحث موضوع الاسماء والحقائب وسط استعجال للتأليف بفعل التطورات الامنية الاخيرة في لبنان والمستجدات في المحيط العربي والاقليمي لتحصين الساحة الداخلية. وثمة مؤشرات لنية البعض افتعال بلبلة على الساحة الداخلية، وفق المعنيين بالتأليف، وذلك بالاستفادة من المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد.
ونقلت مصادر رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي عنه ارتياحه الى سير الاتصالات، لكنه يبدي حذراً شديداً في الكشف عن أي اجتماع أو لقاء أو تسريب أي معلومة عما يدور في كواليس الاتصالات. وفهم ان ميقاتي منزعج من محاولة البعض تحميله المسؤولية في تأخير تأليف الحكومة، وقال ان هذا البعض يستفيد من قرار ميقاتي عدم الدخول في سجال مع أحد لرمي الاتهامات ومحاولة العودة الى ما سبق أن نفاه عن ارتباط التأخير باعتبارات خاصة لها علاقة بمصالحه او بضغوط يتعرض لها في هذا المجال. واشار الى أن هناك معلومات مفبركة بالكامل تهدف الى التشويش على الاتصالات الجارية بعد أن يعمد البعض الى رمي الاتهامات عبر وسائل الاعلام وتحميل ميقاتي المسؤولية، والأحرى به ان يتجاوب مع المساعي المكثفة التي يقوم بها الرئيس المكلف ولا يبتكر التعقيدات كل مرة تتقدم فيها مساعي التأليف. وتؤكد هذه الاوساط أن ميقاتي يعمل وفق القواعد الدستورية ومبدأ اختيار الكفايات للمشاركة في الحكومة، وينبغي على الآخرين ملاقاته في هذا الاطار والاقتناع بأنه ينطلق من مبادىء دستورية بحتة، وانه ليس في وارد التنازل عن صلاحياته تحت اي ضغط أو ظرف.

 

السيد نصرالله وفي كلمة متلفزة عبر قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" حرص على "طمأنة" قيادة وجمهور حركة "امل" قائلا "ان التعاون والتكامل الذي تم تكريسه خلال 20 عاما على الاقل وبالاخص منذ 2005، أعمق من ان ينال منه احد"، في اشارة الى ما ورد عن الرئيس نبيه بري في اوراق "ويكيليكس". كما برأ ما له علاقة بشخصيات محسوبة على العماد ميشال عون، لكنه في المقابل، واستنادا الى هذه الاوراق، اتهم قوى 14 آذار بمحاولة "ضرب المقاومة مقابل السلطة".
وتناول نصرالله موقف الرئيس الحريري الاخير حيال ايران وقال: "نحن نفتخر بعلاقتنا مع ايران وتحالفنا مع سوريا". واضاف: "عندما يشار الى دولة وقفت الى جانب شعب لبنان سياسيا ومعنويا ومادياً وانسانياً وخدماتياً، فان الوفاء يقول لك بعدم الصمت". ووصف موقف الحريري من ايران بـ"الخطأ الكبير لأنه رئيس حكومة". وقال: "عندما نرى تطابقا بين اتهام ايران في لبنان مع اتهام اسرائيل لها لا يكون تخوينا".
وخاطب الحريري بالقول: "عندما تترك الحكومة قل ما تشاء، وعندما تطالبنا بترك لبنان بعيداً من سياسة المحاور، ان تترك علاقاتك من دون محاور". ووصف ما قيل بأنه "تقديم اوراق اعتماد للخارج للحصول على مال".
واستغرب ان يقال "ان حكومة البحرين ستطرد لبنانيين بسبب موقف احد الاحزاب في لبنان، في حين ان سوريا لم تطرد اي لبناني من ارضها على رغم ما قيل عنها من قوى 14 آذار". ووصف معالجة حكومة البحرين بـ"الخطأ"، قائلا "اذا اعتقدوا ان الضغط على اللبنانيين في البحرين قد يعدل من موقفنا السياسي، فهذا اشتباه... لا احد يطلب منا تغيير موقفنا"، داعيا حكومة البحرين الى "عدم الاقدام على هذه الخطوة، لأنها خاطئة وستؤدي الى تعقيد الامور"، مضيفا "الى الآن لم نفهم سبب طرد لبنانيين من الامارات".
وأكد "ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن"، ملمحاً الى انها "حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط".

 

مصدر قيادي في 14 آذار قال لـ"النهار" ان ما اشار اليه نصرالله حول نية ميقاتي الاتيان بحكومة تكنوقراط من 24 وزيراً ولا تضم المعارضة السنية انتهى الى القول ان الاتفاق جرى على تأليف حكومة سياسية من 30 وزيراً وتضم فيصل كرامي، مع حرص الامين العام لـ"حزب الله" على ان رئيس الوزراء المكلف هو من يشكل الحكومة ولن تكون الحكومة حكومة الحزب الحاكم. وهكذا اكد نصرالله ان الحكومة لن تكون كما ارادها ميقاتي، انما بالتأكيد ستكون حكومة كما يريدها "حزب الله".
واشار الى اكثار نصرالله من أخبار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فقال: "انه مع اخلاق الرئيس الشهيد وضد حقوقه القانونية".
ولفت الى ان حرفاً لم يرد على لسانه حول ما يجري في سوريا.

 

ولاحظ المراقبون ان السيد نصرالله تناول كل مواضيع الساعة من موقع دفاعي، وهذا ما بدا في الكلام عن الرئيس بري واداء وزارة الخارجية في أبيدجان والموقف من البحرين والاحتجاجات في سجن رومية والتأخر في تأليف الحكومة. ورأوا انه كان من المتوقع أن يكون كلامه أعنف في الدفاع عن ايران لكنه لم يفعل، فيما التزم في موضوع البحرين عدم التعرّض للسعودية، ملمحاً فقط الى دولة الامارات. ولفت هؤلاء الى إشادة نصرالله بالمساهمات المالية لايران في لبنان، متجاهلاً كلياً المساهمات العربية وفي مقدمها قطر والسعودية. ورأوا أن اسهابه في توضيح موقفه من أوراق "ويكيليكس" هو لحفظ وحدة الطائفة الشيعية التي تعرضت للاهتزاز بفعل ما اصاب الرئيس بري وفريقه النيابي والوزاري منها.

 

وفي قراءة اولية لكلمة نصرالله، لاحظ منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد "انه لم يتناول موضوعي المحكمة الدولية والتطورات في سوريا من قريب او بعيد، كما انه تحاشى اي مشكلة مع حليفيه الرئيس بري والعماد عون ومع النائب وليد جنبلاط، ولا حتى مع الرئيس سعد الحريري. وفي موضوع تأليف الحكومة لم يدعُ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى التعجيل في مهمته. والأهم انه بدا كمن يبلّغ اللبنانيين الشيعة في الخليج عموماً وساحل العاج انهم امام خطر فعلي وان حزبه عاجز عن فعل اي شيء لهم".
ورأى ان نصرالله اختار في كلمته المكتوبة موقف الضحية، مستخدماً عبارة "هذا ظلم" عشرات المرات. وقال: "صحيح انه وجه اتهامات، لكنه نأى بنفسه عن السجال الذي بادرت اليه طهران، بعدما ردت وزارة خارجيتها على رفع الرئيس سعد الحريري السقف السياسي باعلانه ان سلاح حزب الله هو جزء من المنظومة التي تحركها ايران في العالم العربي وأنه بات يهدد استقرار المنطقة وليس لبنان فحسب. كلام نصرالله لم يعد يخيف اللبنانيين".
 

نصرالله: بري ناضل لحماية لبنان وتحقيق النصر
14 آذار تريد ضرب المقاومة وايران لم تسقط الحريري

السيد نصرالله متحدثاً من على شاشة "المنار" مساء أمس.

 كتب عباس الصباغ:
طمأن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قيادة حركة "امل" وجمهورها الى "ان التعاون الذي تم تكريسه خلال 20 عاما على الاقل وبالأخص منذ 2005 الى اليوم بين الحزبين الشيعيين اعمق من أن ينال منه احد".
ورفض نصرالله تحميل رئيس مجلس النواب نبيه بري تبعة ما كشفته بعض وثائق "ويكيليكس" عن احاديث نسبت الى وزراء ونواب مقربين من "امل" خلال عدوان تموز 2006 وبعده، كاشفاً عن توزيع الادوار بين الحزب و"امل" منذ الساعات الاولى للعدوان، ونافياً اي تدخل لـ"حزب الله" في سياسة جريدة "الاخبار". ومن جهة اخرى، اعتبر ان هدف قوى 14 آذار هو "ضرب المقاومة ونزع سلاحها مقابل الحصول على السلطة".
 وانتقد تصريحات رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري حول الموقف الايراني من المتغيرات، مؤكداً ان "لا دور ايرانياً في اسقاط حكومة الحريري، وان تأليف الحكومة سيحصل في أقرب وقت".
كلام نصر الله جاء خلال اطلالة تلفزيونية عبر قناة "المنار"، ومما قاله: "نشرت  جريدة "الاخبار" مجموعة من الوثائق الاميركية التي حصلت عليها من موقع "ويكيليكس"، وما قرأناه حتى الآن يمكن تصنيفه من زوايا متعددة. في ضوء المضمون، هناك صنف عن اللقاءات وصنف عن استنتاجات السفير الاميركي، وصنف ثالث هو تقييم وانطباعات للسفير عن شخصيات معينة. في موضوع التقويم والاستنتاجات، ليس شرطا أن يكون صحيحا أو خطأ. ما دام لم يصدر نفي، تبقى لهذه المحاضر قيمتها، كما ان هناك تصنيفا آخر له علاقة بالشخصيات التي طالتها الوثائق، الأول وعدده قليل والذي تناول قيادات وشخصيات من قوى 8 آذار، والصنف الثاني تناول لقاءات لها علاقة بشخصيات من 14 آذار".

 

واكد متانة العلاقة مع "امل"، وقال ان "البعض حاول استغلال ما حصل لايجاد شرج بيننا وبين بعض حلفائنا وخصوصا في حركة "امل" و"التيار الوطني الحر" او محاولة النيل من التحالف المستجد مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، تارة بتوظيف ما قيل وتارة بالقول ان ما نُشر في "الاخبار" هو بطلب حزب الله او على الاقل بعلمه ورضاه"، لافتاً إلى أنه "منذ اليوم الأول لحرب تموز والى انتهائها كان رئيس مجلس النواب نبيه بري شريكا كاملا في قيادة هذه المعركة، وكنا معاً نحمل  الاهداف والهموم نفسها، وكنا ننسق يوميا". والرئيس "بري تحمل امانة دماء الشهداء وتضحيات المهجرين وناضل وفاوض وخاطر لحماية لبنان والمقاومة وتحقيق الانتصار، و"لولا جهوده وذكاؤه لا اعلم ما اذا كانت النتائج السياسية التي وصلنا اليها هي التي حصلت. ومن اليوم الاول اتفقنا على توزيع المسؤولية بشكل اساسي انا كنت اتابع الميدان ولم اكن غائبا عن السياسية وهو كان يتابع التفاوض ااسياسي وليس غائبا عن الميدان، كان هدفنا ان تنتهي الحرب على قاعدة استعادة مزارع شبعا، وهذا الموضوع كنا نشهده ليل نهار، ولا يمكن استنتاجات (السفير الاميركي السابق جيفري) فيلتمان ان تنال من حقيقته وصحته، وعندما يُنقل او يُقال شيء ما هذا لا يؤثر عندما نعلم دور الرئيس بري خلال الحرب، كذلك حركة "أمل" كانت الشريك الكامل في الميدان وفي الصمود ومعاناة التهجير والسياسة والموقف وكل الاعباء، ولم نر كل ايام الحرب من "امل" الا التلاحم والاخوة، ولولا هذا لما امكن تحقيق الانتصار و"في مسألة العلاقة بين "حزب الله" و"امل"، كان هناك رهان عند من يستهدفون المقاومة وموقعها وقوتها على العمل على موضوع التفرقة بيننا وهذا واضح في ويكيليكس، اقول لكل هؤلاء عليهم ان ييأسوا من هذا الامر لأن التعاون الذي تم تكريسه خلال 20 عاما على الاقل وبالأخص منذ 2005 اعمق من ان ينال منه احد".
ولفت الى ان ما نشرته "ويكيليكس" عن "التيار الوطني الحر" لا يؤثر على العلاقة مع الحزب، وتطرق الى ما اعلنه جنبلاط عن المرحلة السابقة.
وانه كان في موقع معين واليوم اصبح الى جانب المقاومة.
وشدد على ان "الاخبار" غير تابعة لـ"حزب الله" الذي يتحمل "مسؤولية ما تقوله اذاعة النور والمنار وصفحات الانترنت التابعة لنا، اما الصحف والاذاعات الصديقة والتلفزيونات الصديقة فلا نملي عليها، واحيانا نختلف معها، فلا يبنين احد حسابات خاطئة".
وتحدث عما سماه الصنف الثاني لـ"ويكيليكس "وهي الوثائق التي لها علاقة بـ14 آذار. لم يصدر نفي بل صدر تأكيد احيانا، بالاجمال هناك مضمون واحد يوصل الى نتيجة واحدة، عندما نستنتج نجد اننا كنا امام واقع خطير جدا في ما مضى، وما زلنا امام واقع خطير جدا في ما سيأتي، وفريق 14 آذار منذ بداية 2005 ما زال بعد تحقيق هدف خروج سوريا من لبنان الهدف المركزي الذي ركز عليه وربما الوحيد هو ضرب المقاومة ونزع سلاحها وعزلها والنيل منها، والسؤال، الهدف الذي اشتغل له هذا الفريق، ما سببه؟ وخدمة لمن؟ وما هو الثمن؟ الثمن عندي واضح وهو ان هناك صفقة بين قوى 14 آذار واميركا، مفادها أن نعطيكم السلطة في لبنان مقابل رأس المقاومة، لذلك كل المخطط ارتكز على أنهاء المقاومة في لبنان(...)". وأوضح ان "الهدف كان تدمير حزب الله وكل فصائل المقاومة وبالتالي يتسنى تحقيق الهدف، اليس هذا امرا مؤلما؟ اننا في بلد هذه قياداته السياسية عند الفريق الآخر، جريمة حزب الله انه شوكة في مشروع اسرائيل وانه يحمل همّ الامة، والمطلوب اميركيا واسرائيليا ان يُعاقب الحزب عليها، وقوى 14 آذار تسخر كل امكاناتها لتحقيق هذا الغرض والمقابل الحصول على السلطة".
 وقال: "بقيت المقاومة وذهبت السلطة ولم تستطيعوا ان تفعلوا شيئا مع المقاومة، لا انتم ولا اسرائيل ولا المال ولا اقوى جيش في المنطقة، ولن تستيطعوا القيام بأي شي، وأدعو من خسروا السلطة الى ان يقوموا بمراجعة ولا يذهبوا بعيدا في ارتكاب الاخطاء، وما كان يقال بالسر والكواليس اصبح الآن يقال في العلن، وهذا لا يحتاج الى استدلال. حرصا ومحبة واخلاصا لهذا البلد والشعب انصح هؤلاء بالتخلي عن هذه العقلية التي لن توصل الى مكان ولن تنقل هذا الفريق الا من فشل الى فشل".  في لبنان لا احد له مصلحة في الغاء احد ومصلحة اللبنانيين تجاوز مشاكلهم والتطلع الى المستقبل، ولكن هذا لا يمنع ان تذهب الناس الى القضاء، ومن يريد اخذنا الى قضاء فنحن جاهزون، وقالوا انهم يريدون تحضير ملف عن اعتقالنا لجنديين اسرائيليين، فليحضروا، ونحن ايضا لدينا ملف قضائي".
وتطرق الى ازمة اللبنانيين قي ساحل العاج  "كنا نتمنى ألا يفتح احد سجالاً في الموضوع لأن الجالية اللبنانية هناك من كل المناطق والطوائف ونحن امام كارثة وطنية وانسانية، وعشرات آلاف العائلات اللبنانية تعيش في ابيدجان ورزقها هناك، واذا اردنا فتح سجال نقول اين كانت الحكومة عندما كانت حكومة فعلية؟ اين خلية الازمة؟ وما هي السياسات التي رُسمت"؟ المطلوب تقديم المساعدة الفعلية للبنانيين القادمين من ساحل العاج وليس الاكتفاء بالعواطف".

 

وتوقف الامين العام لـ"حزب الله" عند المواقف الاخيرة للحريري  عن ايران: "نحن نفتخر ونعتز بعلاقتنا مع ايران وتحالفنا معها، وعلاقتنا وتحالفنا مع سوريا ودول اخرى، ولن نسكت عندما يُساء الى دولة وقفت الى جانب لبنان". "عندما يقول احد ان ايران عدو وانها سبب التأزيم في لبنان وليس اسرائيل واميركا، خصوصا انه رئيس حكومة، ثم اقول انه كلام اسرائيل فهل اتجنى؟ هذه اللغة والمنطق لاسرائيل".
وذكر بدور ايران في اعمار لبنان بعد عدوان تموز واتهم الحريري بتخريب علاقات لبنان الدولية، وقال: "هذا تقديم اوراق اعتماد أنهم قادرون على القيام بشيء في هذا الموضوع ويحتاجون الى تمويل، واقول ان هذا خطأ ويسيء الى علاقة لبنان بدول وقفت الى جانب لبنان وما زالت، ولحساب من؟".
وانتقل الى الحديث عن الاوضاع في البحرين وعما تردد ان "هناك 10 لبنانيين ستطردهم البحرين "واصفاً الخطة" بالموقف الخاطىء، ومذكراً بالشتائم ضد سوريا و"ان الاخيرة لم تطرد اللبنانيين ولم تصنف الناس طائفيا او مذهبيا". واضاف: "رئيس حكومة تصريف الاعمال اتخذ موقفا حادا من ايران، فهل ترد بطرد اللبنانيين من اراضيها؟"، "هذا يدل على ضيق صدر حكومة البحرين وانها لا تتصرف بعقل ومسؤولية، واذا كانوا يعتقدون انه من خلال الضغط على اللبنانيين في البحرين، الامر يمكن ان يعدل من مواقفنا فهذا خطأ لأن هناك اشخاصا في البحرين يقدمون تضحيات في البحرين ومستوى التضحية من لبنان يهون امام التضحيات في البحرين" وسأل عن اسباب ابعاد عشرات اللبنانيين من الامارات العربية المتحدة قبل اكثر من عام.
ثم تناول الاوضاع في سجن رومية مشيراً الى "ان المشكلة الحقيقة ان الكثافة كبيرة ولا تسع السجون هذه الكمية، وهذا فيه ظلم للناس، اضافة الى تأخير المحاكمات، والناس لم تتحمل هذا الوضع والاهالي اعتصموا. هذا ظلم لن نسكت عنه وموضوع سجن رومية يتحمل مسؤوليته كل من تعاقب على الحكم في السنوات الماضية، ويجب تحسين الادارة والقيام بالعديد من الخطوات والا سيبقى هذا الجرح مفتوحاً، ونحن جاهزون للقيام بكل جهد للمساعدة لأن هذا الموضوع انساني بالدرجة الاولى.

 

اما عن تشكيل الحكومة فقال: "كل ما يقال عن نية لدى أحد في الأكثرية الجديدة لتعطيل تشكيل الحكومة أمر عار من الصحة، وعلى الناس أن "تطوّل بالها" قليلاً، وكلنا أمل أن نتمكن قريباً جداً من تأليف الحكومة. نحن جميعاً في الغالبية الجديدة في مركب واحد، وتوزيع الأعداد إنما هو فقط لتمثيل الكتل النيابية ليس إلا". وعلى الناس ان تصبر قليلا، ونأمل ان نتمكن وخصوصا رئيس الحكومة المكلف من ان يؤلف حكومة تتحمل الامور في البلد، ونحن في الغالبية الجديدة كلنا مع بعضنا ومصممون وعازمون ومتعاونون على مواجهة كل الصعوبات والضغوط لتشكيل حكومة في أقرب وقت تستطيع تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة".
وختم: "كنا نتحدث مع الرئيس رفيق الحريري عما يقوله البعض لنا أننا جالية إيرانية أو سورية، كنا نقول له نحن لبنانيون منذ آلاف السنين، ونحن هنا ولدنا وهنا كبرنا وليس لدينا جوازا سفر ولا بيتان واحد هنا وآخر في الخارج، نحن هنا عشنا وسنموت، ولأننا هكذا صمدنا 33 يوماً في تموز 2006، فلبنان قدرنا لا خيارنا".
 

 

توأمة بين الإلهام والالتزام

السجالات في لبنان والتي تعكس تباينات وخلافات اقليمية، غير ضرورية مطلقاً. ثم ان طبيعة الحدة تهدد بتعطيل ما هو معطّل أصلاً، فيما المطلوب قيام حكومة قادرة على إبقاء مسيرة الحكم سليمة ومستقيمة في مرحلة قد تكون من الادق والاكثر تعقيداً، وبالتالي اخطر المراحل التي تمر بها المنطقة العربية. فالاولوية لابقاء لبنان منيعاً في وحدته الوطنية وتأهيله واسترجاع بوصلة تدير التعقيدات القائمة على المستويين الوطني اللبناني والمستوى العربي بشكل عام. والمخاض في معظم الاقطار العربية كان ملهماً في بداياته، لكن نشاهد تعثر مسيراته وما قد ينجم عن هذا التبعثر من آثار اذا لم تستعد هذه الانتفاضات الحيوية التي من شأن مرجعيات موثوق بها ان تستولدها. وفي هذا السياق، على لبنان استباق اي اخفاقات تنطوي عليها البعثرة. وبدون وضوح، الالتزام المبرمج يؤول الى نقص في الانجاز. لذا، فإن شعارات مكتفية بـ"ارحل" او "نريد اسقاط النظام" تتحول الى عبء اذا لم يستتبعها وضوح مسيرة البدائل المرغوبة.
ان التعجيل في تأليف حكومة في لبنان قادرة على تجاوز اسباب التعطيل، هو الاولوية، والا فإن لبنان يفقد حده الأدنى من المناعة التي وحدها تمكّنه من الاسهام في ايجاد الوصل بين الالهام ووضوح البدائل، وتقيه تداعيات البعثرة. فلبنان، الى حد كبير، يختصر النواقص القائمة في الأوضاع العربية بسبب استعمال الطائفية في نظامه وفي ثراء طاقات مجتمعه المدني المتميز بابداعات عطاءاته والذي يجب على النظام توفير فرص مشاركته في صناعة القرارات المصيرية حتى يتم تعزيزه ليستطيع لبنان لما له من رصيد عربي وعالمي المشاركة في تأكيد استقامة المعادلة المطلوبة من خلال توأمة الالهام الذي حصل بالالتزام الذي يجب ان يحصل... وهو على ذلك قادر.