تقرير

أوباما يتمثّل بترومان بعد روزفلت ...موقع لبنان على خارطة <الإمبريالية الديمقراطية>؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 أيار 2011 - 5:20 ص    عدد الزيارات 3048    التعليقات 0    القسم دولية

        


تقرير إخباري
أوباما يتمثّل بترومان بعد روزفلت ...موقع لبنان على خارطة <الإمبريالية الديمقراطية>؟
في العام 1947، خرج الرئيس الأميركي هاري ترومان (1884-1972) بنظرية أو مبدأ عُرف بمبدأ ترومان (Truman Doctrine) تركزت بصورة رئيسية على الخطط الأميركية والغربية لمناهضة المدّ الشيوعي في العالم· والعام المذكور يُعدّ تاريخاً لبدء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي السابق·

والرئيس ترومان، الذي خرج من الحزب الديمقراطي، وحكم الولايات المتحدة من العام 1945-1953 هو الذي اتّخذ القرار بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما اليابانية، وهو المسؤول عن مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا، فضلاً عن أول مدير فعلي للحرب الباردة، طوال فترته الرئاسية·

في مراجعة بيانية تاريخية يتبيّن أن الحرب الباردة، التي كان حلف وارسو الذي تأسس عام 1955 لمواجهة الحلف الأطلنطي قد حُلّ عام 1990، بسقوط الإتحاد السوفياتي، وسقطت معه تلك الحرب··

وفي مراجعة بيانية تاريخية يتبيّن أن المدّ الشيوعي في العالم، أي خارج الكتلة الشيوعية السابقة قد سقط بالكامل، أمّا الحديث عن بؤر هامشية، مثل كوبا وفيتنام أو سواها، فلا حسابات له، فضلاً عن أن الصين، عاشت بلا سياسة خارجية محورية، مناهضة للولايات المتحدة، وكوريا الشمالية موضوعة على لائحة <دول الشرّ> مع إيران، ودول أخرى صغيرة مارقة··

لكن السؤال، ما المبرّر لهذا المدخل، في معالجة موضوع آني، راهن، وما هو الموضوع؟

من الثابت أن يوم 19 أيار 2011، سيشكِّل حدثاً تاريخياً، لا يمكن فهم أحداثه الطويلة، المقبلة، على عجل، أو كشكل من أشكال التنبّؤ الذي يَقُرب من الضرب بالرمال· والخميس الواقع في 19 أيار الحالي أهميته متأتية، من أنه يوم إعلان الولايات المتحدة على لسان رئيسها أوباما، وهو سياسي أميركي من الحزب الديمقراطي، عن استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية تجاه الشرق الأوسط العربي وشمال أفريقيا، من زاوية الثورات العربية والتغيير الديمقراطي··

ومبرّر المقاربة التاريخية، بعد أكثر من 60 سنة (64 عاماً) هو ما يمكن أن نسميه (مبدأ أوباما Obama Doctrine)، وفيه:

1- إعلان الحرب الساخنة على القاعدة في العالم الإسلامي·

2- إسقاط الأنظمة الشمولية، والحكم الإستبدادي، المرتبط بالحكومات العسكرية في المنطقة العربية والعالم الثالث (Authoritarian)·

3- إطلاق صندوق أوباما لدعم تعميم الديمقراطية في المنطقة العربية·

من الثابت تاريخياً، أن <الحرب الباردة> الأميركية التي أعلنها ترومان ارتبطت بدخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور، وتجريب القنبلة الذرية لهزيمة اليابان، وإخراج هذا النمر الآسيوي من حلبة السياسة العالمية نهائياً··

ومن الثابت في اللحظة الراهنة أن استراتيجية أوباما جاءت غداة ما اعتبره نصراً مدوياً، بقتل أوسامة بن لادن، زعيم القاعدة، و<التيار الجهادي> المناوئ في عموم العالم الإسلامي للسياسات الغربية والأميركية تحديداً، أو ما تُطلق عليه أدبيات القاعدة <العدو الصليبي - الصهيوني>· ومن الثابت أيضاً أن استراتيجية أوباما جاءت في غمرة مخاض الثورات العربية الممتدة من تونس إلى سوريا، فالبحرين واليمن وليبيا ومصر إلخ··

في <الحرب على الإرهاب>، نجح أوباما حيث أخفق الرئيس الجمهوري جورج بوش·

هكذا، وبلا مقدّمات، بدا الرئيس أوباما، يضاهي أرنستو تشي غيفارا في التشجيع والتحريض على الثورات في العالم العربي، معتبراً أن مستقبل بلاده (الولايات المتحدة يرتبط بشكل وثيق بمستقبل الشرق الأوسط)، داعياً لاستراتيجية جديدة، وتغيير سياسة بلاده في هذه المنطقة··

ومن يُمعن النظر في استراتيجية ترومان واستراتيجية أوباما، يُلاحظ على الفور، غياب اسرائيل كدولة احتلال وعدوان عنها، بالكامل، فلا شيء يُذكر بشأنها، يكسب طابع الأولوية، كإنهاء الاحتلال أو إنصاف الشعب الفلسطيني ببناء دولته وإعادة اللاجئين إلى ديارهم··

ومن مراجعة مفاصل الخطاب الرئيسية، وبعيداً عن حملة العلاقات العامة التي تولتها السفارات الأميركية في المنطقة لتلميع صورة الولايات المتحدة يتبيّن:

1- إنتقال الولايات المتحدة من دعم الحكومات والأنظمة إلى دعم الثورات الشعبية·

2- إعتبار الولايات المتحدة نفسها ناطقة باسم المجتمع الدولي، وعن الثورات أيضاً·

3- الكشف عن الحاجة إلى تغيير سياسي إقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا·

4- لا حاجة الآن لسلام في المنطقة، أو لا أولوية لتسوية الصراع العربي - الاسرائيلي·

أمّا الخطة العملية للتنفيذ فهي تجمع ما بين الدعم المباشر واستخدام القوة (Congrent politics)، مستفيدة من تعاظم تأثير تكنولوجيا المعلومات ووسائط الإعلام الجديد من الفايسبوك إلى التويتر، ضمن دعوة لتعزيز الإنترنت في العالم العربي·

وبمعايير الهيمنة على المنطقة لإعادة إنعاش الاقتصاد العالمي، والأميركي على وجه التحديد، يمكن الكلام اصطلاحاً <إمبريالية ديمقراطية>، تعطي الأولوية لاستخدام المال والتكنولوجيا في بلدان الاستعمار القديم، لتعريف شعوب البلدان المستعمرة سابقاً بالديمقراطية وتداول السلطة·

في النطاق الجيواستراتيجي الأميركي، أين يقع لبنان؟ يقع بالضبط في مهمة جيفري فيلتمان، التي تقضي، بإبعاده عن الحلف الإيراني - السوري، من دون الانضمام إلى أي حلف آخر على غرار حلف بغداد عام 1958، الذي أدّى إلى نشوب أول حرب أهلية لبنانية، بعد الاستقلال··

ولعلَّ الثقة التي أعلن عنها الرئيس بري بالقيادات التي التقى معها فيلتمان، بداية لقطع الطريق عن توريط البلد، في تجاذبات ساخنة، بمعزل عن إمكانية تأليف حكومة قريباً أم لا؟

 


 

المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,067,724

عدد الزوار: 7,053,762

المتواجدون الآن: 77