الحريري: للوقوف مع شعب سوريا ولبنان ليس أجيراً عند أي نظام

مئات المتظاهرين في وسط بيروت تضامنا مع الاحتجاجات في سوريا

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 آب 2011 - 7:49 ص    عدد الزيارات 2660    التعليقات 0    القسم محلية

        


شارك مئات الاشخاص في ساحة الشهداء وسط مدينة بيروت مساء الاثنين في تظاهرة مناهضة للنظام السوري دعا اليها عدد من الكتاب والصحافيين والفنانين اللبنانيين.

وجرى التجمع بدعوة اطلقها على موقع فيسبوك عدد من الوجوه الثقافية المعروفة في لبنان مثل الموسيقي مرسيل خليفة والكاتب والروائي الياس خوري والكاتب فواز طرابلسي والكاتب كريم مروة والمخرج روجيه عساف والكاتب الفلسطيني صقر ابو فخر وآخرون.

وبدأت التظاهرة قرابة التاسعة مساء بتوقيت بيروت (18,00 ت.غ)واستمرت قرابة الساعة ونصف الساعة اضاء خلالها المتظاهرون الشموع ورفعوا لافتات كتب عليها "لا للصمت في لبنان" و"واحد واحد لبناني وسوري واحد" و"اسمع يا اسد لا حكم للابد".

واستحضر المتظاهرون الهتافات التي يطلقها المتظاهرون في سوريا مثل "عاشت سوريا يسقط بشار الاسد" و"يا حماة نحن معاك للموت" و"الشعب يريد اسقاط النظام".

وخلت التظاهرة من اي شعارات تتصل بالسياسة اللبنانية الداخلية.وحاول حوالى 30 شخصا من مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد الاقتراب من المتظاهرين مطلقين شتائم بحقهم ومرددين شعارات مؤيدة للنظام السوري، الا ان القوى الامنية التي ضربت طوقا في المكان حالت دون اقترابهم من ساحة التظاهر.

 

المثقّفون في بيروت يتضامنون مع الشعب السوري

تأخّر لكنه أتى، إنّه اعتصام المثقّفين والمفكّرين اللبنانيين، دعما للشعب السوري "المطالب بالحرّية والديمقراطية"، والمندّد باستمرار القمع الحاصل على يد النظام السوري منذ أكثر من أربعة أشهر.

مئات المعتصمين احتشدوا أمس في ساحة الشهداء في بيروت، في خطوة رمزيّة إزاء سقوط عشرات الشهداء في صفوف الشعب السوري كلّ يوم، ولمناجاة ساحة الشهداء في دمشق التي تشهد تاريخيّا كمثيلتها اللبنانية على الاعتقالات وعمليات الإعدام في حقّ المناضلين في سبيل الحرّية ضدّ الحكم العثماني.

وفيما شارك عدد من الفنّانين والإعلاميّين، حرص المعتصمون أن لا يكون لمشاركتهم أيّ لون سياسي أو حزبي، وأكّد أحد الناشطين لـ"الجمهورية"، أنّ عدد المشاركين فاق الألف، وأنّ مشاركتهم أتت عفويّة، ولا صفة حزبيّة لها على الإطلاق، والدليل هو أنّ بعض المعتصمين ينتمي الى تيّارات وأحزاب سياسيّة، في خط 14 آذار، فيما ينتمي البعض الآخر إلى خط 8 آذار، ذلك فضلا عن المستقلّين والفنّانين.

لكن وبما أنّ من غير الممكن فصل التحرّك عن السياسة وتداعياتها بالكامل، لا سيّما وأنه يتعلّق بالشأن السوري، ويتطرّق الى نظام الرئيس الأسد، كان للحساسيّة من مناهضة الأسد فعلها، فالاعتصام الذي دُعي إليه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك"، من أجل إضاءة الشموع عن أرواح شهداء سوريا، وكسر الصمت إزاء ما يجري على يد النظام منذ منتصف آذار الماضي، قطع صفوَه مجموعة من مسؤولي "حزب البعث"، الذين حوّلوا اجتياز الحاجز الحديدي الذي وضعته القوى الأمنية، احتجاجا على الهتافات التي أطلقها بعض المتظاهرين ضدّ شخص الرئيس بشّار الأسد. لكن العناصر الأمنية الموجودة بكثافة في المكان قامت على الفور بمنعهم من التقدّم باتّجاه المتظاهرين، تحاشيا لأيّ احتكاك بين الفريقين، وعملت قوّة من الفهود على إبعادهم.

وكانت القوى الأمنية طوّقت ساحة الشهداء منعا لتكرار ما حصل أمام السفارة السورية في الحمراء من اشتباكات بين متظاهرين مؤيّدين للشعب السوري وآخرين مؤيّدين للأسد.

كما حضرت قوّة من مكافحة الشغب، وشاحنات الدفاع المدني وسيّارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني.

وكان المعتصمون بدأوا بالتوافد قبل الموعد المحدّد بنصف ساعة، حيث تجمّع عند الثامنة والنصف نحو 300 شخص، بعد ذلك قام المعتصمون الذين توافدوا تدريجا، بإضاءة الشموع أمام تمثال الشهداء، وإلى جانب الفنّانين والإعلاميين، سُجّل حضور النائب أحمد فتفت الذي وصل عند التاسعة والربع. ورفع المعتصمون يافطات وأطلقوا هتافات تضامُنا مع الشعب السوري، على غرار "إرحل إرحل يا بشّار"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"سوريا بدّا حرّية".

ورفع المعتصمون يافطات ضدّ موقف الحكومة اللبنانية في الأمم المتحدة والتي نأت بلبنان عن قرار إدانة أعمال العنف في سوريا. وحملت اللافتات شعارات "لا للصمت في لبنان"، و"لبنان في مجلس الأمن يشارك بقتل الأبرياء"، و"لا للمتاجرة الآذاريّة في الثورات العربيّة"، و"إذا كانت الثورة السورية مؤامرة فأنا مع المؤامرة"، و"يا لَلعار". و"ساقط أخلاقيّا مَن يعتبر الثورة السوريّة مؤامرة"، و"لا للشبّيحة في سوريا ولبنان"، و"صوتكم سيحرّركم".

ولم يسجَّل رفع أيّ علم سوى العلمين اللبناني والسوري.

 

سعَيد لـ"الجمهورية": الحكومة ماتت ويجب دفنها فوراً "حزب الله" يكذب وهو يتعامل مع المحكمة الدوليّة

إعتبر منسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعَيد في حديث الى "الجمهورية" أنّ كلّ مسؤولي "حزب الله" هم في دائرة القلق والخوف من انهيار حليفهم الإقليمي النظام السوري، مذكّرا بأنّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله ونوّاب الحزب قد عبّروا من خلال جلسات مناقشات البيان الوزاري عن دعمهم النظام السوري. وأضاف أنّ الأمم المتحدة اتّهمت عناصر من الحزب والحرس الثوري الإيراني بالمشاركة في قمع التظاهرات الشعبية في سوريا، ما يعني أنّ الحزب هو حليف النظام السوري، وهو الذي أجبر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على النأي بنفسها في مناقشات مجلس الأمن الدولي، وهو الذي سيستخدم هذه الحكومة كشريك للنظام السوري الذي يقتل شعبه في سوريا.

وإذ أكّد سعَيد أنّ قوى 14 آذار لا تتدخّل في ما يجري داخل سوريا، لفت الى أنّها لا يمكنها أن تكون مع الحرّيات ومع الديمقراطية ومع الانتخابات الحرّة في لبنان وتكون ضدّها في سوريا، قائلاً: "نحن ندعم الشعب السوري بكلّ ما لدينا من قوى شعبيّة وسياسيّة لأننا نعتبر أنّ النظام نفسه الذي قتل في لبنان هو من يقتل في سوريا، كذلك نعتبر أنّ هذا النظام هو من منع قيام علاقات طبيعية بيننا وبين الشعب السوري منذ أربعين سنة.

وشدّد سعَيد على أنّ النظام السوري محاصَر خارجيّا، لكن من أهمّ عوامل الحصار الداخلي هو شجاعة الشعب السوري الذي يحاصر هذا النظام ويحرجه، ويؤكّد على أنّه وآلة القتل التي يمتلكها غير قادر على خنق الانتفاضة الشعبية.

وقال إنّ وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور ينتمي الى حكومة تدور في فلك سوريا، ومن الطبيعي أن تحاول الحكومة إعطاء الشرعيّة العربية للنظام السوري، مشيرا إلى أنّ حكومة ميقاتي كلّها حتى ولو انتقلت الى قصر المهاجرين في الشام من أجل اتّخاذ قرار تعيين ناطور مياه في لبنان، فهي غير قادرة على إعطاء هذا النظام أيّ صفة شرعيّة بعدما فقد شرعيّته أمام شعبه وأمام العالم والتاريخ.

وأشار إلى أنّ سوريا لم يعد لها تأثير في الداخل السوري، ولكن تأثيرها في حكومة لبنان ما يزال موجودا، منتقدا صمت المسؤولين اللبنانيين عمّا يجري في سوريا، ومستغربا "أن تكون اهتمامات الدولة اللبنانية، في هذه اللحظة، والمعلنة على الأقلّ، وبدءا برئيس الجمهورية، قانون الانتخابات النيابيّة أو الحوار وفقا لمعايير قديمة". وشدد على "أنّ المطلوب اليوم أوّلا التضامن مع شعوب المنطقة التوّاقة الى الحرّية والديمقراطية، وثانيا ضبط الساحة الداخلية في لبنان من أجل استقبال هذا التغيير مع حدّ أقصى من التضامن الداخلي، كما أنّني أستغرب أيضا أن تكون بعض مؤسّسات الدولة في لبنان تهتم بعمليات هامشية وجانبية ولا تأخذ في الاعتبار ما يحصل من حولها ، لا بل على العكس تحاول أن تعطي الشرعية لنظام فقدَ شرعيّته".

وعن اعتراض قوى 14 آذار لمعادلة الردع النفطية التي أعلنها الأمين العام لـ"حزب الله السيّد حسن نصر الله" قال سعَيد: إنّ نصر الله ليس حاكم لبنان أو رئيس جمهورية لبنان، أو الأمين العام للجمهورية اللبنانية، بل هو الأمين العام لـ"حزب الله". إنّ من يعطي لمواطنيه اللبنانيّين إمكانية العيش برفاهية إذا استخرج لبنان نفطه، هو الدولة اللبنانية وليس أيّ حزب أو أيّ فريق آخر.

وعلامَ تراهن 14 آذار، وما هي خطّة عملها للمرحلة المقبلة؟ أجاب سعَيد: من دون أيّ جهد ، الحكومة التي حاولت كسب شرعيّة من خلال تصويت مجلس النوّاب لمصلحتها ومن خلال محاولات رئيسها القول إنّه متمايز، وصورته منفصلة عن صورة "حزب الله"، فقدت هذه الحكومة شرعيّتها من تلقاء نفسها ومن خلال سلوكها، أوّلا بالتصويت الذي حصل الأسبوع الماضي داخل مجلس الأمن، وثانيا من خلال محاولة إعطاء شرعيّة لنظام فقد شرعيته، وثالثا الحكومة باتت غير موجودة فهي ماتت، والمطلوب دفنها فورا.

واعتبر سعَيد أخيرا أنّ ما أعلنه مكتب المدّعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار أنّه يدرس حاليّا عناصر سلّمها شخصيّا ممثلون لـ"حزب الله" الى المدّعي العام في لبنان في 13 تموز 2011"، يؤكّد تعامل الحزب مع المحكمة، ويكشف أنّ الحزب يكذب أمام الرأي العام اللبناني بالقول إنّ المحكمة إسرائيلية وإنه يرفض التعامل معها، لكنه في الواقع لا يستطيع إلّا أن يتعامل معها وقد فعل ذلك".

 

الحريري: للوقوف مع شعب سوريا ولبنان ليس أجيراً عند أي نظام

أكّد الرئيس سعد الحريري في بيان وزّعه مكتبه الإعلامي، أن "في حمأة التطورات التي تشهدها الساحات السوريّة، والعمليات الأمنية والعسكرية التي تودي يوميا بحياة العشرات من أبناء الشعب السوري الشقيق، والإصرار على اعتبار الحلّ الأمني هو المخرج المتاح للقيادة السورية للخروج من عنق الزجاجة، التي تأسر نفسها فيه، وفي ضوء النداءات التي تنطلق يوميا من المدن والبلدات السوريّة الجريحة، في حماة ودير الزور وحمص ودرعا ومعرة النعمان وريف دمشق واللاذقية ودوما وبانياس والقابون وغيرها العديد العديد من المناطق المنضوية في الحراك الشعبي السوري. في ضوء كل ذلك، برزت المواقف العربية الأخيرة، لتشكل حلقة متقدمة من حلقات التضامن مع الشعب السوري، وحقوقه المشروعة في الحرية والإصلاح والتغيير وتحقيق الانتقال نحو نظام ديموقراطي، يحمي وحدة سوريا ويؤسّس لمرحلة متقدمة في تاريخها وتاريخ المنطقة".

وقال: "مما لا شك فيه، أن الخطاب التاريخي الذي توجّه به أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى سوريا وشعبها، جاء في لحظة مفصلية من هذه التطورات، ليتوّج الموقف العربي برؤية صادقة وحازمة، أطلقت التحذير من مخاطر الاستمرار في أعمال العنف وإراقة الدماء والانجرار نحو الفوضى، وأعلنت من موقع القيادة
العربية المسؤولة والحكيمة، أن السعودية لن تترك سوريا وشعبها في مهبّ الريح".

وقال الحريري: "إذا كان من الطبيعي لخطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يتصدّر المواقف العربية والإقليمية والدولية، وأن يشكل منعطفا في مسار الأحداث التي تجري في سوريا، وأن يقول لكل العالم، إن لسوريا أشقاء لها عليهم حق الرعاية والتضامن والأخوة، فإن البيانات التي صدرت عن مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، وعن بعض الهيئات الرسمية والشعبية في عدد من الدول العربية الشقيقة، لا بد أن تشكل حافزا للحكومة اللبنانية، لأن تعي أهمية هذه اللحظة التاريخية، وإعادة النظر في سياسات الالتحاق الكامل، بما يرسم لها من أدوار سياسية وأمنية ودبلوماسية، لا تتوافق مع مبادىء الأخوّة والروابط التاريخية، التي طالما يجري المناداة بها في الخطب والأدبيات المكررة عن العلاقات المميزة مع سوريا".

وأشار إلى أنّ "ألف باء العلاقات الأخوية المميزة مع سوريا، يقتضي في هذه اللحظة الاستثنائية من تاريخ المنطقة أن يعبّر اللبنانيون، بكل مواقعهم الرسمية والسياسية والروحية والثقافية، عن تضامنهم مع الشعب السوري الشقيق، في المحنة التي يتعرّض لها".

وقال: "إن لبنان لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن المجزرة المفتوحة التي تشهدها أقرب الدول الشقيقة إليه. لكن لبنان يجب أن ينأى بنفسه، رئيسا وحكومة ومؤسسات، عن التورط في تبنّي سياسات القمع التي يتعرض لها الشعب السوري، وألا يكون جزءا من منظومة سياسية وإعلامية ودبلوماسية وأمنية، تنخرط في الانحياز إلى الفريق الذي يضعه، العرب وكل العالم، في موقع من يعلن الحرب على أهله وعلى المدن السورية".

أضاف: "إننا نتفهم حقيقة أنّ الحكومة الحالية في لبنان، ما كان لها أن توجد، لو لم تصدر قرارات تكليفها وتأليفها من القيادة السورية. لكن الشعب السوري الجريح، ومعه قطاعات واسعة من الشعب اللبناني، لا يستطيع أن يتفهم إصرار الحكومة اللبنانية على النأي بنفسها وقراراتها وتوجهاتها عن المناخات العربية المستجدة، والاستغراق في حال العزلة، التي تجعل من لبنان شريكا في كل ما يناقض تاريخه الديموقراطي، ورسالته المميزة في هذا الشرق كمنبر متقدّم من منابر الحرية وحق التعبير".

وتابع: "إن لبنان، مدعو بكل أمانة وصدق ومسؤولية، إلى الوقوف مع سوريا، والمؤسّسات الرسمية في لبنان مدعوّة إلى ترجمة العلاقات المميزة مع الشقيقة سوريا، كما يجب أن تكون هذه الترجمة في المنعطفات التاريخية واللحظات الحرجة. والوقوف مع سوريا هذه المرة، يعني الوقوف مع شعبها، وعدم التنكّر لإرادته في اختيار نظامه وتحقيق حرياته وبناء مستقبله".

وختم: "لبنان ليس أجيرا سياسيا ودبلوماسيا وأمنيا عند أي نظام في المنطقة. لبنان دولة لها دور ورسالة وتضامنها مع قضية الشعب السوري، في صميم الرسالة التي نشأ عليها لبنان. حمى الله سوريا وشعبها ورحم الله شهداءها".

 

 


المصدر: جريدة الجمهورية اللبنانية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,650,567

عدد الزوار: 6,959,034

المتواجدون الآن: 64