حاكم المصرف المركزي السوري: على السوريين شد الأحزمة.. وسنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات

عشرات الآلاف يتظاهرون في جمعة «الصبر والثبات».. والأمن يرد بإطلاق الرصاص الحي

تاريخ الإضافة الأحد 28 آب 2011 - 3:37 ص    عدد الزيارات 2452    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حماه تصعد.. والبنك المركزي السوري: شدوا الأحزمة
تزايد شعارات: «الشعب يريد إعدام الرئيس» و«اشتريتم ثياب العيد.. واشترينا الأكفان»
لندن - دمشق: «الشرق الأوسط»
تردد مشهد كل يوم جمعة في سوريا، أمس، إذ خرج عشرات الآلاف من المواطنين في مظاهرات في أنحاء البلاد يطالبون النظام بالرحيل، بينما ردت القوى الأمنية السورية باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل، مما أدى إلى سقوط 3 قتلى على الأقل وعدد من الجرحى في دير الزور ودرعا وحمص, بينما صعد أهالي حماه احتجاجاتهم المناوئة للنظام.
وأعلن ناشطون حقوقيون مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «إن شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون، عندما أطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن أبي طالب في دير الزور». وبعد أن تمكن الأمن من قمع أكبر المظاهرات وأكثرها تنظيما وانضباطا في مدينة حماه، عبر حملة عسكرية شرسة على المدينة، خرج أمس عشرات الشبان الحمويين بصدور عارية وهتفوا في ساحة داخلية، بين عدة أبنية: «الشعب يريد إعدام الرئيس», وهتف السوريون أمس «اشتريتم ثياب العيد.. واشترينا الأكفان».
وجاء ذلك في وقت أنهت فيه بعثة الأمم المتحدة مهمتها في سوريا، ورفعت تقريرا تحدثت فيه عن «حاجة ملحة لحماية المدنيين»، كما قال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أمس. وقال حق في تصريح صحافي: «خلصت البعثة إلى أنه على الرغم من عدم وجود أزمة إنسانية على المستوى الوطني، فإن هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة».
وللمرة الأولى منذ بدء فرض عقوبات على النظام السوري، اعترف النظام بتأثير العقوبات، إذ قال حاكم المصرف المركزي السوري، أديب ميالة، إنه سيكون على السوريين «شد الأحزمة»، وقال: «سنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات والأحداث».
 
عشرات الآلاف يتظاهرون في جمعة «الصبر والثبات».. والأمن يرد بإطلاق الرصاص الحي
مقتل 3 أشخاص في دير الزور ودرعا وجرح العديد في حمص
لندن: «الشرق الأوسط»
خرجت أمس مظاهرات في عدة مدن سوريا في يوم جمعة «الصبر والثبات»، فيما واجهت القوات الأمنية المتظاهرين العزل بالرصاص الحي، وقتلت ثلاثة أشخاص على الأقل، في دير الزور ودرعا.
وأعلن ناشطون حقوقيون مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون عندما أطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن أبي طالب في دير الزور». وأضاف أن «شابا أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين». وتابع أن «شخصا قتل وأصيب ثلاثة آخرون عندما أطلق عناصر الأمن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى» في ريف درعا (جنوب).
وقال أحد سكان دير الزور لـ«رويترز»، إن قوات الأمن فتحت النار لتفريق عشرات المحتجين فقتلت اثنين منهم أحدهما يدعى مرعي الفتحي (26 عاما) والثاني عدي البهلول (22 عاما). وقال: «كان هناك إطلاق نار في شارع قرب مقهى الجندول وأخذت عربة أمن بيضاء جثتيهما»، مضيفا أن شابا آخر يدعى إبراهيم محمد نقل إلى المستشفى مصابا بجروح خطيرة ناجمة عن أعيرة نارية. وفي نوى، وهي بلدة في سهل حوران بجنوب البلاد تشهد احتجاجات منتظمة، قال سكان وناشطون لـ«رويترز» إن محتجا لقي حتفه عندما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على متظاهرين أثناء خروجهم من أحد المساجد.
وفي حمص (وسط) «جرح مواطن إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب السباع، خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة» مساء أول من أمس، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار بشكل عشوائي في حي باب الدريب في حمص». وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى «إصابة ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات عسكرية في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص».
وفي ريف دمشق، قال المرصد إن «شابا أصيب في مدينة داريا بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته». وأضاف المرصد أن «داريا شهدت انتشارا كثيفا لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى وتمركزوا في عدة نقاط أمام الجامع وعند المداخل». وتابع أن «خمسة متظاهرين أصيبوا بينهم جريح حالته خطرة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة بالقرب من مقر الأمن المركزي في دوما».
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي الذي أطلق سراحه مؤخرا بعد أن اعتقل 12 يوما دون توجيه تهمة إليه أن «قوات الأمن فرقت مظاهرة في الكسوة (ريف دمشق) مما أسفر عن إصابة متظاهر».
وفي حمص التي تشهد غليانا أمنيا وعسكريا منذ أيام، خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية بالإضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمرو وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير في ريف حمص. وفي بلدة الكسوة جنوبي دمشق والتي تضم نازحين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، عرض موقع «يوتيوب» تسجيلات مصورة لمحتجين يحملون لافتات تطالب الأسد بأن يأخذ العبرة مما حدث لغيره.
وشرقا، خرجت مظاهرة ضمت الآلاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة إضافة إلى مظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص جرت في القامشلي (شمال شرق) هتفوا بحسب شريط فيديو «ما منحبك ارحل عنا انت وحزبك».
وفي دمشق، فرق رجال الأمن بالقوة مظاهرتين خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان بالإضافة إلى مظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الأمني الكثيف الذي يشهده هذا الحي. وفي ريف دمشق تظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما مطالبين بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الأمني الكثيف ومظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. وهتف المتظاهرون بحسب شريط فيديو بثته مواقع إلكترونية «نحن رجال الحرية واحدنا بيسوا ميه».
وخرجت مظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف إدلب وريف درعا. ودعا ناشطون إلى مواصلة التظاهر، مؤكدين أن «الحق سينتصر».
من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي أن «اثنين من المسلحين قتلا في دير الزور بعد أن فتحا النار على نقطة تفتيش فأصابا ثلاثة من ضباط الأمن».
 
السوريون هتفوا «نحن لم نختر بشار فهو ترأس وراثة وكراهية».. وحملوا صور علي فرزات
رفعوا لافتات كتب عليها «اشتريتم الثياب لكم ولأطفالكم واشترينا الأكفان لنا ولأطفالنا»
لندن: «الشرق الأوسط»
أرخت الأحداث العربية والمحلية ظلالها على أجواء المظاهرات التي خرجت في سوريا أمس (الجمعة)، بدءا من انهيار النظام الليبي ومرورا بمطالبة الثورة المصرية بطرد السفير الإسرائيلي وليس انتهاء بالاعتداء الوحشي الذي تعرض له الفنان السوري علي فرزات على يد شبيحة النظام، والجدل الدائر حول التمسك بسلمية الثورة ومطالب التدخل الخارجي لإنقاذ السوريين.. كل تلك القضايا عبر المتظاهرون عن مواقفهم حيالها وهم يرددون «الشعب يريد إعدام الرئيس» ليسجل هذا الهتاف تقدما كاسحا على سواه من الهتافات التي اعتاد السوريون ترديدها طيلة ستة أشهر ماضية، حفلت بالقتل والممارسات الوحشية.
فالشعب وردا على ما يتعرض له لم يعد يريد إسقاط النظام وحسب، ولا حتى محاكمة الرئيس بل إعدامه. ومع أن هذا الهتاف ليس جديدا بل يتردد منذ عدة أسابيع لكنه أمس «جمعة الثبات والصبر»، بدا أكثر شيوعا. وأخذ في المظاهرة الطيارة الصغيرة التي شهدها أحد أحياء مدينة حماه أبعاد تعبير أكثر بلاغة، بعدما تمكنت آلة النظام العسكرية من قمع أكبر مظاهرات وأكثرها تنظيما وانضباطا خرجت في البلاد ومنع خروجها مرة أخرى. فعشرات الشبان الحمويين الذين خرجوا بصدور عارية هتفوا في ساحة داخلية بين عدة أبنية «الشعب يريد إعدام الرئيس» و«والله والله والله عن مطالبنا ما نتخلى» و«ما في للأبد ما في للأبد عاشت سوريا ويسقط الأسد»، في رسالة واضحة على ثبات الحمويين على مواقفهم المناهضة لنظام الأسد.
وقد أكد على ذلك متظاهرون في أماكن أخرى بعبارات «لم (نختار) بشار رئيسا بل ترأس وراثة وكراهية». فهذا النظام بات في نظر كثير من المتظاهرين، «نظاما يكفر بالله والإسلام». وبسخرية لاذعة كتبوا لافتة تقول: «أركان الإسلام عند النظام: الإله بشار، الحج إلى مقر الفرقة الرابعة، رمضان كله مجازر».
وفي محاولة لهز ضمير العالم الإسلامي بمناسبة عيد الفطر، كتب المتظاهرون «اشتريتم الثياب لكم ولأطفالكم واشترينا الأكفان لنا ولأطفالنا». وحيال هذا الألم لا يتبقى للسوريين سوى «الثبات والصبر» الذي كان اسم يوم جمعة أمس، ومنه استمد المتظاهرون مضامين لافتات رفعت في أنحاء البلاد، وكتبوا عبارات تؤكد على صبر السوريين على ما يصيبهم من ظلم وقمع وحشي من قوات النظام.
وكانت اللافتة الأبرز التي رفعت أمس «واصبر على ما أصابك إن الصبر من عزائم الأمور». وفي برزة، رفعت لافتة تقول «المصاب السوري واحد وسيبقى الشعب (صامد)». لكن في حوران بدا الأمر مختلفا إلى حد ما، إذ ورغم التأكيد على الثبات فقد نبه المتظاهرون على أن للصبر حدودا، وكتبوا على لافتة «ثابتون حتى نحقق مطالبنا.. إنما للصبر حدود». وإن كان يضمر هذا الشعار تهديدا باحتمال التحول عن الخيار السلمي، فهو يعبر عن أصوات بدأت تنتقد في الفترة الأخيرة التمسك بسلمية الثورة، حيال استمرار آلة القتل في حصد الأرواح، لكن هذه الآراء لا تزال مرفوضة من قبل الغالبية. ولعل لافتة قماشية بعرض الشارع كتب عليها «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك»، تعبر عن خيار المتظاهرين في غالبية المظاهرات التي خرجت أمس بحمل أغصان الزيتون، وتوجيه نداء الإغاثة الإنسانية «SOS». ففي حمص، طالب المتظاهرون الأمم المتحدة بتدخل إنساني وإعلامي لحمايتهم من عصابات الأسد.
وبينما رفعت لافتات حملت رسوم كاريكاتير للفنان علي فرزات التي تنتقد الآلة القمعية لنظام بشار الأسد، وتعبر عن تضامنهم معه كتبوا على لافتات قماشية «علي فرزات نحن معك للموت»، ورددت مرارا وتكرارا في أحياء حمص، وعدة مناطق أخرى، استنكارا لما حل به على يد «الشبيحة».
ولم ينس المتظاهرون في حمص التذكير بمجازر نظام عائلة الأسد، وأن مجازر اليوم هي امتداد لمجازر ارتكبت بالأمس. وحملوا لافتة كبيرة «مجازر الرمل الجنوبي تعيد إلى الذاكرة مجازر تل الزعتر.. هل مهمة نظام بشار تنفيذ مخططات إسرائيل؟»، في إشارة إلى أن استهداف المخيم الفلسطيني في مدينة اللاذقية في الأيام الأخيرة هو ذاته الاستهداف الذي طال الفلسطينيين في تل الزعتر بلبنان في عهد الرئيس حافظ الأسد.
ولم تتوقف إدانة المتظاهرين للنظام عند حد اتهامه بخدمة إسرائيل، بل في لافتة أخرى رفعت في حوران وجهت رسالة إلى ثوار مصر الذين يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية مطالبين بطرد السفير، تمت المساواة بين السفيرين السوري والإسرائيلي، وكتبوا على اللافتة «يا ثوار مصر.. ما الفرق بين السفير السوري والسفير الإسرائيلي؟.. كلاهما يشرب الدم العربي».
المتظاهرون السوريون الذين هنأوا أشقاءهم الليبيين، وتمنوا النجاح لنظرائهم في اليمن، انتقدوا بشدة مواقف الجامعة العربية ورفعوا ما يشبه البيان «رجال الثورة السورية لا يعترفون بأي ممثل لسوريا لدى الجامعة العربية وذلك للأسباب التالية:
- أمين الجامعة العربية غير عربي ومجرد من صفات الإنسانية والحياء واسمه نبيل الفارسي.
- فقدت شرعية الجامعة العربية لدى الشعب العربي.
- بيع دماء العربي بابتسامة وطأطأة الرأس وخذلان وصمت».
ووجه متظاهرون آخرون نداء استغاثة مفاده «نداء عاجل.. نبيل الغربي بحاجة للدم زمرة (o) عربي (صافي)».
 
حاكم المصرف المركزي السوري: على السوريين شد الأحزمة.. وسنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات
نفى أن تكون إيران قد أودعت 6 مليارات دولار لدعم الليرة.. وأكد مغادرة مليوني دولار البلاد
لندن: «الشرق الأوسط»
قال حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة إنه سيكون على السوريين «شد الأحزمة» بعد فرض عقوبات أوروبية وأميركية قاسية على بلدهم الذي أضعفته اقتصاديا الحركة الاحتجاجية الجارية، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستضر بالمواطن السوري. وقال ميالة في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية «سنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات والأحداث، وسيكون علينا شد الأحزمة». وأضاف أن «القطاع الأول الذي تضرر هو السياحة التي تراجعت عائداتها بنسبة تسعين في المائة، والمواطن هو المتضرر الأول. النقل والواردات والصناعات ستضطرب أكثر فأكثر وسيزداد الفقر والبطالة».
وللضغط على سوريا وإدانة قمع المظاهرات الذي أسفر عن سقوط أكثر من 2200 قتيل، حسب الأمم المتحدة، أعلنت الأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة فرض عقوبات تجارية قاسية جدا على دمشق. وقال ميالة إن «الحظر عقوبة ضد كل السوريين خصوصا الأكثر ضعفا. تأكيدهم (الأوروبيين والأميركيين) أنهم لا يريدون معاقبة الشعب هراء. هو وحده يتضرر وليس النظام»، مشيرا إلى أن «الحظر يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار يضرب الأكثر فقرا».
وتحدث ميالة الذي يحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة ايكس أون بروفانس جنوب فرنسا، عن حادثة في تاريخ فرنسا، قائلا «أقول عكس ما دعت إليه ماري أنطوانيت عندما طلبت من الشعب أن يأكل البسكويت إذا لم يكن لديه خبز». وأضاف «أعتقد أنه سيكون علينا التخلي عن تناول البسكويت لنأكل الخبز الأسمر». ومن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة منع استيراد النفط والمشتقات النفطية السورية إلى الولايات المتحدة، وتجميد كل أموال الدولة السورية التي قد تكون موجودة في أراض تخضع لقوانينها. وبعد فرض العقوبات، أوقفت سوريا إبرام أي صفقات بالدولار، وتحولت بالكامل إلى اليورو.
وقال ميالة (55 عاما) الذي يشغل منصب حاكم المصرف المركزي السوري منذ ست سنوات «توقف (إبرام الصفقات بالدولار).. إنها المرة الأولى في تاريخ البلاد». إلا أنه أوضح أن بلده فكر في هذا الاحتمال من قبل. وقال آسفا «منذ 2005 شجعنا كل القطاعات الاقتصادية على إبرام صفقات باليورو، لكن أغلبهم واصلوا مع الأسف إبرامها بالدولار». وصرح ميالة بأن احتياطيات بلده من القطع تبلغ حاليا 17.4 مليار دولار أي أقل بـ800 مليون دولار عما كانت عليه في منتصف مارس (آذار) في بداية الحركة الاحتجاجية. وقال إن «سعر صرف الليرة السورية بقي مستقرا إلى حد ما، وهذا هو هدفنا منذ بداية الأزمة»، مؤكدا أن سعر الدولار في السوق الموازية بلغ 50.4 ليرة سورية وسعره الرسمي 47.69 ليرة.
ونفى الإشاعات عن تحويل ستة مليارات دولار من إيران لدعم الليرة السورية، والتي تحدث عنها دبلوماسيون. وقال «إنها مسخرة. كيف جاءت المليارات؟ هذا مثير للسخرية». وتابع أن استقرار الليرة السورية ناجم عن إنشاء «صندوق لتقلبات أسعار صرف العملة» قبل سنتين. وقال إن ملياري دولار غادرت سوريا خلال خمسة أشهر، حسب تقديره. أما الودائع المصرفية «فإذا كانت المبالغ التي سحبت في بداية الأزمة وصلت إلى ثلاثين مليار ليرة سورية (600 مليون دولار)، فقد عادت 24 مليارا (480 مليار دولار) إلى المصارف. هناك فرق يبلغ ستة مليارات وهذا أمر طبيعي لأن الناس يريدون الإبقاء على سيولة لديهم». ومؤخرا وجه ميالة تحذيرا إلى الأوروبيين، وقال «يمكننا أن نحل مشكلاتنا بمساعدة الصين. إذا انسحب الأوروبيون فسيحل الصينيون محلهم بسهولة ويسدون الفراغ. روسيا أيضا يمكن أن تساعدنا».
 
مسلحون يختطفون سوريين اثنين في منطقة البقاع اللبنانية
مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط»: لا أبعاد سياسية للعملية وقد تكون ناتجة عن خلافات مالية
بيروت: بولا أسطيح
أكدت مصادر أمنية لبنانية أن سوريين اثنين اختطفا على طريق بر إلياس الدولية في البقاع الأوسط، حين قطعت سيارة من نوع «جيب» مجهولة المواصفات، الطريق على سيارة من نوع «جاكوار»، فنزل من «الجيب» مسلحون قاموا بخطف السوريين محمد أيمن بشير عمار ونور جميل حاج قدورة، واقتادوهما إلى مكان مجهول. وقد ترك الخاطفون صاحب السيارة خليل صالح آغا الذي عرف عن هوية المخطوفين اللذين كان يقلهما وهما من التابعية السورية. وقد حضرت على الفور دورية من فصيلة شتورا في قوى الأمن الداخلي عملت على رفع السيارة إلى مركز الفصيلة، وحققت مع السائق، في وقت أفاد شهود عيان من المنطقة بأن «(الجيب) شوهد يتتبع سيارة الـ(جاكوار) من داخل الأراضي السورية إلى حيث وقعت عملية الخطف».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، استبعدت مصادر أمنية لبنانية أن «تكون للعملية أبعاد سياسية»، مرجحة «وبحسب المعلومات الأولية، أن تكون ناتجة عن خلاف مالي بين المخطوفين والخاطفين». وأوضحت المصادر أن «البحث والتحقيقات جارية لمعرفة التفاصيل، تحرير السوريين وإلقاء القبض على الخاطفين».
 
أمير قطر: الحل الأمني فشل في سوريا وعلى القيادة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب
نجاد بعد لقائه الشيخ حمد بن خليفة يدعو دول المنطقة لتسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين
لندن: «الشرق الأوسط»
قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، إن الحل الأمني في سوريا «فشل»، داعيا القيادة السورية إلى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب السوري». وقال أمير قطر في تصريح أدلى به بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء القطرية إن «الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن». وأضاف أن «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالبا بالتغيير والعدالة والحرية (...) وحاولنا جميعا نحن الذين وقفنا مع سوريا في ظروفها الصعبة أن نشجع الإخوة في سوريا على اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية». وتابع: «نأمل أن يستنتج صناع القرار في سوريا ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار».
وجاءت تصريحات أمير قطر بعد لقاء استغرق ساعتين مساء أول من أمس مع الرئيس الإيراني الذي دعا دول منطقة الشرق الأوسط إلى «تسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين». ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن الرئيس الإيراني قوله: «بإمكان دول المنطقة تسوية مشاكلها عبر حلول إسلامية وإنسانية ودون تدخل الغربيين»، معتبرا أن «تدخل الأجانب والقوى المهيمنة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعقد الوضع». وقال موقع الرئاسة الإيرانية إن اللقاء تركز على «مشاكل المنطقة».
كما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن أمير قطر قوله إن زيارته إلى طهران ومحادثاته مع أحمدي نجاد تندرج «في إطار العلاقات الودية التي تجمعنا بإيران». وأضاف: «بحثنا بطبيعة الحال العلاقات الثنائية والقضايا المتعلقة بالتعاون فيما بيننا وأمور أخرى ذات اهتمام مشترك». وقد غادر أمير قطر طهران ليل الخميس/ الجمعة.
وتدعم إيران نظام الأسد حليفها الأساسي في المنطقة، بينما دانت معظم دول الخليج العربية قمع السلطات السورية واستدعت سفراءها في دمشق. في المقابل تدعم إيران الحركة الاحتجاجية في البحرين التي يشكل الشيعة غالبية سكانها وتحكمها عائلة خليفة السنية، بينما تساند دول الخليج النظام القائم فيها.
وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني صرح الثلاثاء الماضي عقب اجتماع للجنة المبادرة العربية في الدوحة أن اجتماعا عربيا سيعقد اليوم في القاهرة لبحث ملفي ليبيا وسوريا. ودعا المسؤول القطري القيادة السورية إلى «اتخاذ إجراءات البدء بإجراء إصلاحات سريعة» لاحتواء الموقف. وتوترت العلاقات بين الدوحة ودمشق منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بسبب تغطية قناة «الجزيرة» للأحداث هناك التي أثارت غضب المسؤولين السوريين، بينما جرت محاولة الاعتداء على السفارة القطرية بدمشق. وقررت قطر تعليق عمل بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية منذ ذلك الوقت. ولم يعد السفير القطري إلى دمشق رغم إعلان قطر أنها تسلمت رسالة اعتذار عما حدث لسفارتها هناك.
وشهدت العاصمة القطرية قبل أيام مظاهرة شارك فيها نحو ألفي شخص من الجالية السورية طالبوا بطرد السفير السوري من الدوحة. وتملك قطر في سوريا عدة مشاريع استثمارية تقدر أوساط مالية حجمها بخمسة مليارات دولار. وكانت القيادتان القطرية والسورية تنسقان عن قرب مواقفهما السياسية بالإضافة إلى إيران قبل خلافات عميقة بينهما إثر اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا.
 
انقسام في مجلس الأمن حول قرار لإدانة سوريا.. وروسيا والصين تقاطعان الجلسات وتهددان بالفيتو
الولايات المتحدة تصف الاعتداء على الرسام علي فرزات بأنه مثير للأسى
واشنطن: هبة القدسي
قاطعت كل من روسيا والصين المحادثات التي أجراها مجلس الأمن خلال يومي الخميس والجمعة حول سوريا، وخلت المقاعد المخصصة للدولتين في مجلس الأمن من أي مندوب أو ممثل للدولتين. وأعلنت روسيا معارضتها الحاسمة لفرض أي عقوبات جديدة ضد دمشق، ودعت النظام السوري إلى تنفيذ الإصلاحات التي تعهد بها. وتعد كل من روسيا والصين من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (المكون من 15 دولة، بينهم خمسة دول دائمة العضوية) التي يحق لها استخدام حق الفيتو ضد أي قرار.
وسادت موجة من التردد والرجوع عن تأييد قرار إدانة سوريا بين عدد من الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا. وأبدت عدة دول تحفظاتها على مطلب المفوضة العامة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، لمجلس الأمن بتحويل ملف الانتهاكات السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة جرائم الحرب الدائمة بالعاصمة الهولندية لاهاي. وبدا مجلس الأمن منقسما حول الإجراءات العقابية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فيتالي تشوركين، قد أوضح للصحافيين أن موقف بلاده هو استخدام الحوار لإقناع سوريا بإنهاء حملتها العنيفة ضد المتظاهرين. وقال: «بدلا من معاقبة سوريا، ينبغي للمجلس أن يلجأ إلى استخدام الحوار والدبلوماسية للمساعدة في إنهاء العنف».
ولمح السفير الروسي إلى أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار لفرض حظر على توريد أسلحة إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. ويدعو مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن إلى تجميد أصول 23 من الشخصيات الرئيسية في نظام الأسد، ومنهم شقيقه الأصغر ماهر، الذي يعتقد أنه المدبر الرئيسي لكثير من حملات القمع ضد المتظاهرين، ورجل الأعمال المعروف، رامي مخلوف، ابن خال الرئيس الأسد، الذي يسيطر على شركات كثيرة منها شركة للهاتف النقال. ويدعو مشروع القرار إلى تجميد أصول شركتين يسيطر عليهما مخلوف، وهما «بينا» للممتلكات و«المشرق» للاستثمارات، كما يدعو إلى تجميد أصول مؤسسة الإسكان العسكرية والمخابرات السورية العامة، ويفرض القرار حظرا على سفر 21 شخصا من بينهم رامي مخلوف، لكنه لا يشمل الرئيس الأسد أو شقيقه الأصغر ماهر الأسد.
وقد تقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة بهذا المشروع لفرض عقوبات على النظام السوري، ويقضي مشروع القرار بإدانة السلطات السورية لقيامها بانتهاكات جسيمة وممنهجة لحقوق الإنسان، مثل الإعدام التعسفي والاستخدام المفرط للقوة، واضطهاد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، والتعذيب وسوء معاملة المعتقلين ومنهم الأطفال.
وقال السفير الروسي: «إن مثل هذه العقوبات يمكن أن تشجع على مزيد من المواجهة، ونحن بحاجة إلى الحوار بدلا من العنف».
في الوقت نفسه قال سفير جنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، باسو سانغكو، إن بلاده ما زالت تدرس مشروع القرار، وإن بلاده تدعم خيارات «مسار الحل السلمي» للتعامل مع الوضع في سوريا. فيما عبر السفير الهندي، سينغ هارديب بوري، عن أن لدى الهند مخاوف وتساؤلات حول نص القرار. وقد أعلن وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، يوم الخميس، أن تركيا سوف تقف إلى جانب الشعب السوري إذا كان عليها أن تختار بين الحكومة أو الشعب.
ولا يزال الاتحاد الأوروبي يدرس قرارا لفرض حظر على استيراد النفط السوري، على غرار العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد السلطات السورية، ويتوقع أن يكون لقرار الحظر الأوروبي تأثيرا كبيرا، نظرا لأن أوروبا تشتري معظم صادرات سوريا من النفط الخام، التي تمثل ثلث عائدات الاقتصاد السوري. فيما أوضح محللون أن الأسد قد يتجه إلى بيع النفط السوري إلى الهند والصين في حال صدور هذا القرار الأوروبي.
في سياق متصل أدانت جماعات حقوق الإنسان الهجوم على رسام الكاريكاتير السوري، علي فرزات، وأدت أخبار الاعتداء والصور التي تناقلتها مواقع الإنترنت والـ«فيس بوك» لفرزات ووجهه متورما والضمادات تلف يديه، إلى ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية لمساندة الرسام السوري.
واتهمت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة السورية باستهداف الرسام السوري والقيام بهجوم وحشي ضده، وطالبت نظام الأسد بالتوقف فورا عن حملته الإرهابية والتعذيب والسجن غير القانوني للمتظاهرين. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «إن قيام الحكومة السورية باستهداف الرسام السوري صاحب الشعبية الواسعة، علي فرزات، والهجوم الوحشي عليه، أمر يرثى له، ومثير للأسى». وأشارت إلى أن المعتدين عليه ركزوا على ضرب وكسر أصابع فرزات ويديه، في رسالة واضحة أنه يجب أن يتوقف عن الرسم، ثم ألقوه على جانب الطريق، حيث نقله المارة إلى المستشفى بدمشق.
وأضافت نولاند: «إن النظام قدم وعودا فارغة حول إجراء حوار مع الشعب السوري، فيما استمر نظام الأسد في حملته الوحشية ضد السوريين الذين يحاولون ممارسة حقوقهم العالمية في التعبير عن آرائهم». وأشارت إلى قيام السلطات السورية باعتقال وسجن عدد كبير من النشطاء المعتدلين الذين يعارضون العنف ويتحدثون علنا ضد النظام، ومنهم وليد البوي ونواف بشار وجورجيس صبره ومحمد غليوني وعبد الله الخليل.
 
نصر الله: يجب أن نقف مع سوريا كي لا تتنازل وكي تتمكن من تحقيق الإصلاحات
قال إن المتهمين باغتيال الحريري سيؤجرون يوم القيامة ويتحملون تبعات انتصارات المقاومة
بيروت: «الشرق الأوسط»
دعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله «كل دولة صديقة تقول إنها حريصة على شعب سوريا ووحدتها الوطنية لتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع وقيام حوار جدي هناك»، مشددا على أن «أي دفع باتجاه آخر هو خطر على سوريا والمنطقة»، متسائلا: «من يريد دخول قوات (ناتو) أيعمل لمصلحة سوريا؟ وهل الذين يدعون إلى تعصب طائفي ومذهبي هم مع سوريا؟» معتبرا أن «هؤلاء يريدون سوريا كلبنان مجزّأة طائفية، وأن من يحرض سوريا ويحضّر النعرات يريد تفتيتها، خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد».
وفي خطاب ألقاه خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة يوم «القدس العالمي»، شدّد نصر الله على أن «الكل يؤيد قيام إصلاحات في سوريا لتتطور وتصبح أفضل»، وأضاف: «نريد سوريا القوية بالموقف القومي وبالإصلاحات والتطوير». وقال: «إن الإخلاص للقدس ولفلسطين وللبنان يقتضي دعم سوريا، وحتى أولئك الذي يرسلون السلاح من لبنان إلى سوريا هؤلاء لن يبقوا إذا حصل تطور سلبي في سوريا لأن أي تطور سلبي في سوريا سيؤثر على المنطقة. فآخر ما يهم أميركا هو الإصلاحات، المسألة ليست مسألة إصلاحات بل تنازلات، ويجب أن نقف جميعا مع سوريا كي لا تتنازل وكي تقوم بالإصلاحات، ولكن تحت الضغط لا يمكن أن تمشي إصلاحات، فسوريا بحاجة إلى الطمأنينة والهدوء والحرص على الوحدة الوطنية، ونعرف مدى جدية القيادة في الإصلاح».
وشدد نصر الله على أن «لهذه القيادة السورية الفضل في صيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها»، لافتا إلى أن «بقاء هذا الموقف السوري شرط أساسي لبقاء القضية الفلسطينية»، وقال: «مارون الراس ما كانت لتتحرر لولا المقاومة وما كانت المقاومة لتنتصر عام 2000 لولا الدعم السوري، تجلسون على أرض مارون الراس التي رفعت رأس لبنان والعرب.. هذه الأرض قاتلت بدعم من سوريا».
وفي سياق متصل، أكّد نصر الله أن «أي معالجة للقضية الفلسطينية لن تكون على حساب لبنان لأنّه لم يعد الحلقة الأضعف في المنطقة، بل لبنان قوي يحمي مصالحه، وعندما يتحدث البعض عن مخاوف التوطين، فببقاء لبنان قويا لن يحصل توطين، والفلسطينيون يرفضون التوطين في لبنان، ودماؤهم الذكية في مارون الراس شهادة على أنهم يرفضونه رفضا قاطعا» وأضاف: «طالما أن اللبنانيين ملتفون حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة فلن يحصل التوطين، نعم إذا كان بعض اللبنانيين متواطئين مع الأميركيين وكانوا في السلطة، نعم يمكن أن يوافقوا على التوطين، ودائما كان يخشى أن يحصل تنفيس الوضع الإقليمي على حساب لبنان، وهذا لم يعد ممكنا، لأن لبنان أصبح مأزقا لإسرائيل تهرب منه ولا تهرب إليه، وأصبح فخا لإسرائيل تقع به ولا توقع به أحدا» مشددا على أن من مسؤولية اللبنانيين المحافظة على معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي تشكل قوة لبنان.
وفي موضوع المحكمة الدولية، جدد نصر الله التأكيد على أن «قرارها الاتهامي مسيس»، معتبرا أن «ما صدر عنها لا قيمة له» ومشددا على أن «من اتّهموا هم مظلومون وسيؤجَرون في يوم القيامة على ما تبعهم من ظلم وهم يتحملون تبعات انتصارات المقاومة».
 
عبد الحميد درويش لـ «الشرق الأوسط»: الدور التركي في سوريا انتهازي.. وعندما تتوحد المعارضة تقرر ما يجب فعله
قيادي سوري كردي ونائب رئيس «إعلان دمشق» يدافع عن دور الأكراد في الانتفاضة ويتحدث عن جهود لعقد مؤتمر كردي وطني
شيرزاد شيخاني
أكد الزعيم السوري الكردي البارز عبد الحميد درويش أن «السلطة الحاكمة في سوريا باعتمادها الحل الأمني حتى الآن ترتكب خطأ فادحا يدفع بالبلاد إلى مزالق خطيرة، ولكن ذلك لا يعني أن نحمل السلاح في وجه السلطة». وأضاف درويش، رئيس الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي الذي يعتبر أحد أعرق الأحزاب الكردية في سوريا، ويتبوأ منصب نائب رئيس «إعلان دمشق»، أن «الحرب الأهلية شيء مخيف ومدمر، والشعب السوري شعب مثقف وواع، ولا يمكن أن ينجر إلى هذا المنزلق الخطير». وفي حوار مع «الشرق الأوسط»، تطرق عبد الحميد درويش إلى العديد من القضايا الآنية المتعلقة بالحدث السوري، منها أسباب ضعف الدور الكردي ونظرة الأكراد إلى مستقبل سوريا.. وإلى نص الحوار:
* منذ بدء الانتفاضة السورية يؤخذ على الأكراد موقفهم الباهت والضعيف في التعامل مع الأحداث، وهناك من يتهمونهم بمهادنة النظام، فما أسباب ضعف الدور الكردي في هذه الانتفاضة؟
- ليس من الإنصاف أن يتهم الأكراد بأن موقفهم يختلف عن موقف باقي المواطنين السوريين، فالكرد كانوا وما زالوا من أشد الدعاة والمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية في سوريا، لأنهم عانوا أكثر من غيرهم من النظام الشمولي والشوفيني، وكانت معاناتهم مزدوجة، كسوريين من جهة، وكأكراد من جهة أخرى. ومن المهم أن نعلم أن للأكراد وضعا خاصا وحساسا في المناطق التي يعيشون فيها مع إخوانهم العرب والسريان، وكانت خشيتهم كبيرة في بداية الأحداث بأن يواجهوا مرة أخرى بتهمة الانفصالية والانعزالية وما إلى ذلك من التهم الجاهزة.
* أثناء الأحداث التي شهدتها المدن الكردية تلقيتم من النظام وعودا بمنح الجنسية السورية للأكراد المحرومين منها، ولكن على أرض الواقع لم ينفذ هذا الطلب الذي كان أساسيا في البداية، هل تتوقعون من النظام الحالي أن يحقق لكم الحقوق القومية الأخرى التي تنادون بها؟
- إن الأحداث التي شهدتها المدن الكردية عام 2004 كانت مدبرة من بعض الجهات والأوساط الحاكمة، وقد زادت هذه الأحداث من معاناة الكرد، واستغلت لتشديد الخناق وزيادة وتيرة سياسة القمع والاضطهاد ضد الكرد. وإصدار المرسوم «49» بمنح الجنسية للأكراد جاء بعد الانتفاضة وفي ظرف استثنائي بالنسبة إلى السلطة الحاكمة، ولا أتوقع أن تمنح السلطة القائمة أي حقوق قومية للشعب الكردي.
* من خلال التصريحات التي صدرت عن بعض القيادات الكردية السورية هناك رفع في سقف المطالب القومية للشعب الكردي، وصولا إلى حد الفيدرالية، هل تعتقد بإمكانية تثبيت هذا الحق في ظل النظام الحالي؟ وهل هناك إمكانية للاستجابة لهذا الطلب بعد نجاح الثورة السورية؟
- ينصب نضال الأكراد على إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا، وهذا الحل وشكله سيتم بأسلوب توافقي بين العرب والكرد. أما التصريحات التي يدلي بها شخص أو جهة معينة فهي تعبر عن وجهة نظر شخصية أو حزبية. وفي هذا الصدد فإنني لست متفائلا بأن السلطة الحالية ستجد الحل المناسب للقضية الكردية، وفي الوقت نفسه فإنني أتطلع إلى المستقبل بعيدا عن الشكوك والريبة، وأن سوريا ستكون لمواطنيها عربا وكردا وآشوريين، خالية من الاضطهاد القومي بعد نجاح الانتفاضة.
* علاقاتكم مع أطراف المعارضة العربية السورية ضعيفة، وتكاد تكون معدومة، فيما عدا «إعلان دمشق» وأنتم نائب لرئيسه، فغير ذلك لا يوجد أي جامع يجمعكم مع القوى العربية.. فكيف يمكن للمعارضة الكردية أن يكون لها دور فاعل في رسم مستقبل سوريا بعيدا عن التنسيق والتفاهم المسبق مع المعارضة العربية؟
- هذا غير صحيح ومخالف للواقع، فنحن لدينا علاقات جيدة مع جميع مكونات المعارضة بما فيها «إعلان دمشق» الذي أفتخر بأنني نائب رئيسه، وكان الإطار الأكبر للمعارضة في وقته.
* عقدت مؤتمرات عديدة للمعارضة في الفترة الأخيرة، وكانت هناك احتجاجات كردية لوجود تهميش متعمد للدور الكردي، ما هي أسباب هذا التهميش؟
- نعم عقدت عدة مؤتمرات في الخارج وكان للأكراد في بعضها دور ضعيف ولا أقول مهمشا. وفي كل الأحوال فإننا نعتمد على المعارضة في الداخل وهي الأساس، وإن كنا نقدر جهود المعارضة في الخارج.
* هناك مخاوف كردية حقيقية من تعاظم دور الإخوان المسلمين في المستقبل، وهذا الدور يحظى بدعم تركي واضح بدليل المؤتمرات التي عقدت فوق الأراضي التركية، لماذا هذا الخوف من دور «الإخوان»؟
- دعني أقولها لكم بصراحة، إنني لا أتخوف من دور الإخوان المسلمين أو غيرهم من التيارات الإسلامية المسالمة، وخاصة أن المناطق الكردية لا توجد فيها تنظيمات «الإخوان» أو غيرهم من التنظيمات الدينية، وأرى ألا يدفعنا الخوف من «الإخوان» إلى استبعادهم من الحياة السياسية أو اضطهادهم بشكل أو بآخر.
* كانت هناك دعوات متعددة لعقد مؤتمر وطني للقوى الكردية في سوريا، إلى أين وصلت جهود عقد المؤتمر؟ وما توقعاتكم حوله؟ وهل بالإمكان إنجاحه في ظل الخلافات الموجودة على صعيد الشارع الكردي؟
- هناك جهود تبذل من قبل الأحزاب الكردية لعقد مؤتمر وطني كردي، وقد قطعت هذه الجهود أشواطا في هذا المضمار وآمل أن ننجح في تحقيقه رغم المصاعب والعراقيل التي تواجه هذه الجهود.
* كيف ترون مستقبل سوريا في ظل إصرار النظام الحالي على ترجيح الحلول الأمنية على الحلول السياسية، وهناك سيناريوهات متعددة ترشحها بعض مصادر المعارضة لتطبيقها في ظل استمرار الأزمة الحالية، منها السيناريو الليبي، أي حمل السلاح لمواجهة السلطة؟ هل أنتم مع هذا السيناريو؟
- إن السلطة الحاكمة في اعتمادها على الحل الأمني حتى الآن ترتكب خطأ فادحا، فهذا التوجه لا يمكن أن يشكل حلا بأي شكل من الأشكال، وإنما يدفع بالبلاد إلى مزالق خطيرة.. وإنني لست مع تلك الجهات التي تدعو إلى حمل السلاح في وجه السلطة إن وجدت تلك الجهات كما تدعون.
* أثيرت مخاوف من شبح الحرب الأهلية في الداخل، وكانت هناك بعض الإشارات في هذا الاتجاه، منها تهديدات العشائر العربية القاطنين في المناطق الكردية التي ألصقت بيانات تهديدية ضد المظاهرات الشعبية بالمدن الكردية، هل ما زالت هذه المخاوف قائمة؟ وهل تتوقعون حدوث أي صدام مستقبلي مع العشائر العربية أو المسيحية في المستقبل؟
- إن الحرب الأهلية شيء مخيف ومدمر، والشعب السوري شعب مثقف وواع، ولا يمكن أن ينجر إلى هذا المنزلق الخطير. والكرد في سوريا جزء من هذا الشعب، ولهم علاقات وطيدة مع إخوانهم العرب والمسيحيين في سوريا، ولا يمكن أن يعطوا أي مجال لفرصة الاقتتال فيما بينهم وبين إخوانهم الآخرين.
* «إعلان دمشق» الذي انطلق بقوة في بداية تأسيسه أصبح الآن مجرد إطار مهمش في خضم الأحداث السورية الساخنة، هل تتوقعون إمكانية إحيائه ليكون له دور مستقبلي في سوريا؟
- لا أخفيكم بأن «إعلان دمشق» فقد كثيرا من قوته واندفاعه منذ انطلاقته، وكان هذا بسبب القمع والاضطهاد الذي مارسته السلطة الحاكمة ضد قيادة وقواعد «إعلان دمشق»، ولكن رغم ذلك فإن هذا الإطار يتمتع بقسط وافر من التأثير في أوساط المجتمع السوري، ولا بد أن يحتل مكانا بارزا في المستقبل.
* الثوار الليبيون شكلوا مع تصاعد الأحداث هناك مجلسا انتقاليا حظي بقبول معظم دول العالم، واستجلب معه تعاونا من حلف «الناتو» مع الثوار المنتفضين أسفر عن إسقاط نظام القذافي، هل تعتقد أن هناك حاجة إلى تشكيل مجلس انتقالي لقيادة الثورة السورية؟
- المعارضة الوطنية ما زالت مقسمة في الداخل ونحن نبذل الجهود لتوحيدها قبل كل شيء، وعندما تتوحد ستقرر ماذا تفعل وماذا يجب فعله.
* هل تؤيدون تدخلا مدعوما من المجتمع الدولي بهذا الشأن؟
- إننا لسنا مع التدخل العسكري الخارجي، ولكن هذا لا يعني رفض الضغط السياسي على السلطة الحاكمة كي تستجيب لمطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية.
* تركيا تتدخل بشكل واضح في الأحداث السورية، هل تقبلون بهذا التدخل الإقليمي، وخصوصا أن تركيا لها مخاوف من تنامي الدور الكردي في سوريا؟
- دور تركيا بالنسبة إلى ما يجري في سوريا دور انتهازي ومتردد، وهم يحاولون تحين الفرص لتوجيه مسار الأحداث في الاتجاه الذي يخدم مصالحهم.
* في إطار الدور الإقليمي، هل جرى أي اتصال بين الأحزاب الكردية السورية وبين قيادة إقليم كردستان، وخاصة أن حزبكم يرتبط بعلاقات متينة مع الأحزاب الكردية العريقة في كردستان العراق، خصوصا علاقات حزبكم مع الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني؟
- لنا علاقات وطيدة مع سائر أحزاب كردستان، خاصة مع الاتحاد الوطني الكردستاني وقائده الرئيس جلال طالباني، إلا أن سياستنا تنبع من واقعنا وخصائصنا القومية في سوريا.. وهذا لا يتعارض مع علاقاتنا الطيبة والأخوية مع الأحزاب الكردستانية.
* الموقف الأميركي من الأحداث في سوريا بدأ في التصاعد والتشديد على رحيل الرئيس بشار الأسد، وبقراءة واقع المعارضة لم تتمكن أطرافها إلى الآن من طرح البديل، فهل ترون أن الأزمة مرشحة للإطالة أكثر من ذلك في ظل القمع اليومي الذي يمارسه النظام؟ وما هو المخرج في رأيكم؟
- إن المخرج من هذه الأزمة في رأيي هو أن يستجيب النظام لمطالب الشعب، وهذا يمكن أن يتحقق بعد أن تتم وحدة المعارضة وتتخلص من هذا التشتت الذي تستفيد منه السلطة، وخاصة أن الضغط السياسي الممارس من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والرأي العام العالمي وصل اليوم إلى حد يؤثر على أحداث سوريا بشكل فعال لمصلحة نضال الشعب من أجل الحرية والديمقراطية.
* هل ترجحون قيام انقلاب عسكري من داخل النظام؟ وكيف ستتعاطون معه في حال حصل؟
- إن احتمال عمل ما داخل السلطة من أجل وضع حد للأحداث الجارية والأزمة التي تعيشها البلاد وارد وممكن، وقد يكون الحل الأكثر انسجاما مع الواقع ومصالح الشعب السوري.
 
فنانون ومفكرون سوريون: ضرب علي فرزات رسالة همجية لبث الخوف في أوساط المثقفين
استنكروا خطفه وتعرضه للضرب على أيدي مسلحين مؤيدين لنظام الأسد
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
أصدرت مجموعة من الفنانين والمفكرين السوريين بيانا استنكروا فيه التعرض للرسام علي فرزات، أول من أمس، الذي خطف وتعرض للضرب على أيدي مسلحين مؤيدين للنظام السوري. وجاء في البيان: «بعد أن تعرض عشرات من الفنانين السوريين لصنوف التضييق والمحاصرة والإهانة والمحاربة بلقمة العيش، بغية سل أي تصريح أو موقف مؤيد، ها هي السلطات الحاكمة تنتقل إلى خانة العنف الجسدي في تعاطيها مع المثقفين السوريين».
وأضاف البيان أن فرزات تعرض «لاعتداء وحشي من قبل عدد من شبيحة النظام، فخطفوه من وسط دمشق وقيدوه وكمموه، ثم انهالوا عليه ضربا وركلا، ملحقين أذى كبيرا بصدره وأصابعه وعينه اليسرى، ثم رموه على طريق المطار والدماء تنزف منه». وتابع البيان: «إن المثقفين السوريين يستنكرون هذه الجريمة بحق أحد رموز الثقافة السورية المعاصرة وأحد أكثر فنانين الكاريكاتير موهبة ونقدا، ويدينون مرتكبيها، ويحملون مسؤوليتها كاملة لأجهزة الأمن السورية، ويعتبرونها رسالة بربرية لبث الخوف في أوساط المثقفين في محاولة للجم تضامنهم مع حركة الحرية التي تعم المدن السورية وقراها منذ ستة أشهر. وأخيرا يناشدون كل المثقفين والفنانين في البلاد العربية والعالم إدانة هذه الجريمة النكراء والتضامن مع أبناء شعبنا ومثقفيه وفنانيه».
ووقع على البيان صادق جلال العظم (مفكر)، رياض سيف (نائب سابق)، برهان غليون (مفكر)، يوسف عبدلكي (رسام)، ميشيل كيلو (كاتب)، فارس الحلو (ممثل)، حيدر حيدر (روائي)، د. طيب تيزيني (مفكر)، عبد العزيز الخير (طبيب)، أسامة غنم (مسرحي)، منير الشعراني (خطاط)، ناصر حسين (فنان تشكيلي)، غزوان زركلي (موسيقي)، منذر المصري (شاعر)، بسمة قضماني (باحثة)، سلام كواكبي (باحث)، عائشة أرناؤوط (شاعرة)، سمر يزبك (روائية)، بيليكان رياض (ناشطة سياسية)، أسامة محمد (سينمائي)، مرام المصري (شاعرة)، دارينا الجندي (مسرحية)، حسان عباس (باحث)، علي اتاسي (صحافي)، فؤاد كحل (شاعر)، بيان صفدي (كاتب)، صبحي حديدي (ناقد)، محمد عمران (فنان تشكيلي)، عبد القادر عزوز (فنان تشكيلي)، ناهد بدوية (مهندسة)، زهير دباغ (فنان تشكيلي)، جاد الكريم جباعي (كاتب)، إدوار شهدا (فنان تشكيلي)، ياسر صافي (فنان تشكيلي)، هالة العبد الله (سينمائية)، إبراهيم صموئيل (كاتب)، محمد رضوان (كاتب)، رشا عمران (شاعرة)، عادل محمود (شاعر)، ريم جحا (ناشطة)، نبيل سليمان (روائي)، ثائر ديب (مترجم)، رباب هلال (كاتبة)، منذر حلوم (روائي)، منذر خدام (باحث)، دريد جبور (طبيب)، علي رحمون (رجل أعمال)، مازن شمسين (مهندس)، جمال صالح (مهندس)، هنادي درقة (شاعرة)، رولا ركبي (رجل أعمال)، شادي أبو كرم (شاعر)، جود كوراني (سينمائية)، إياد العبد الله (كاتب)، عامر مطر (صحافي)، إياد الإبراهيم (فنان تشكيلي)، فادي يازجي (فنان تشكيلي)، علي الكردي (كاتب قصة)، ريم خوري (صحافية)، حسام الشاه (ممثل)، نوار بلبل (ممثل)، عبد القادر حصني (كاتب قصة)، خطيب بدلة (كاتب قصة)، نذير جعفر (روائي)، تاج الدين موسى (كاتب)، عبد العزيز الموسى (روائي)، خير الدين عبيد (كاتب)، ماهر شرف الدين (كاتب)، سليمان عوكان، عساف العساف (طبيب)، فياض الشعار (فنان تشكيلي)، مأمون الشرع (باحث مسرحي)، عبد القادر عبد اللي (مترجم)، غسان نعنع (فنان تشكيلي)، ضياء الحموي (فنان تشكيلي)، نجاح بقاعي (فنان تشكيلي)، عبد الرزق شبلوط (فنان تشكيلي)، محمد مسعود (ناشط حقوقي)، الحارث النبهان (مترجم)، منير شحود (كاتب)، جمال سعيد (مترجم).
 
الأسد يقول إنها أزمة أخلاقية!
طارق الحميد
نقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس بشار الأسد قوله إن الأزمة في سوريا سببها أخلاقي، وجاءت تصريحاته تلك بحفل إفطار أقامه في القاعة الدمشقية تكريما لرجال الدين السوريين الذين لم تنقل عنهم وكالة الأنباء رأيا حول الجرائم التي تقع بسوريا، سواء ضد المواطنين أو الدين!
فالأزمة في سوريا أخلاقية بالفعل، فكيف يمكن القول بعكس ذلك ونحن نرى نظاما بعثيا لا يتوانى عن قتل قرابة 2200 مواطن سوري، ويعتقل آلافا آخرين، مثل ما يقوم بتهجير الآلاف.. نظام يجز حنجرة من غنى، ويكسر أطراف من يرسم.. كيف لا تكون أزمة أخلاقية ونحن نرى بشهر رمضان الفضيل المآذن وهي تقصف بسوريا من قبل أمن النظام الأسدي، ووسط صمت مخزٍ من قبل دول عربية كثيرة؟ وهذا ليس كل شيء بالطبع، فعدا عن قتل البشر، وتدمير سوريا، فإن رجال النظام الأسدي يقومون بترديد عبارات على مسامع السوريين مثل إن «ربهم بشار»، كما يقومون بكل منطقة تتعرض لاجتياح الشبيحة والأمن بالكتابة على الجدران «ربكم بشار» أو «رب العرب بشار»، حتى أنه بات مألوفا رؤية أشرطة الفيديو المسربة من داخل سوريا وتظهر رجال النظام الأسدي وهم يجبرون السوريين، بالضرب والإهانة، على ترديد «لا إله إلا بشار» أو «لا إله إلا ماهر»، عدا عن عبارات أخرى لا يجرؤ المرء على ترديدها!
وعندما نقول إنها أزمة أخلاقية فلسبب بسيط جدا، فكيف يمكن الرد على من يصفون العرب والمسلمين بالنفاق والازدواجية حين يمارس العرب والمسلمون الصمت تجاه هذا الكفر البواح من قبل رجال نظام الأسد مقابل كل الصخب الذي أحدثه العرب والمسلمون تجاه الرسوم الكرتونية الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام بأوروبا، مثلا، أو تجاه القس الذي أحرق القرآن الكريم بأميركا، أو تكفير سلمان رشدي على روايته الرديئة أصلا؟ فهل يعقل أن يقبل علماء سوريا بحدوث هذا دون إنكاره، وقول كلمة حق عند سلطان جائر، خصوصا أن بعض علماء سوريا كانوا من ضمن الحضور في حفل الإفطار الذي أقامه الأسد بدمشق، وتحديدا وزير الأوقاف محمد عبد الستار، والمفتي العام أحمد بدر الدين حسون، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ومفتي حمص، وغيرهم؟
والأمر لا يتعلق بسوريا وحدها، بل بمن يدعمون النظام الأسدي أيضا، فأين السيد السيستاني وفتاواه مما يحدث بسوريا، وأين المرشد الأعلى الإيراني الذي يصف نفسه بـ«ولي أمر المسلمين»، وأين أئمة المساجد بطهران، خصوصا من يحرمون ويحللون، ويتحدثون من على المنابر حول حماية الدين الإسلامي، ويهاجمون أعداء الدين، فأين هم اليوم من حماية الدين؟ أين هم من الاعتداء على المساجد، والتطاول على رب العزة والجلال بعبارات موغلة بالزندقة والإلحاد؟ وإمعانا بالسخرية، والتذاكي بالطبع، فها هو حسن نصر الله، رأس الفتنة بمنطقتنا، يحذر من الفتنة الطائفية بسوريا نصرة للأسد، ودون أن يكترث بالاعتداء على بيوت الله، أو إهدار دماء الأبرياء، ناهيك عن التطاول على الذات الإلهية! ولذا فهي أزمة أخلاقية بالفعل، ومن صنع النظام الأسدي وأعوانه!

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,297,060

عدد الزوار: 6,986,299

المتواجدون الآن: 68