بعد إغلاق المساجد.. السوريون: أين سيصلي الرئيس صلاة العيد؟

المبادرة فشلت ونظام الأسد يؤنب الوزراء العرب

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 آب 2011 - 4:28 ص    عدد الزيارات 3199    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المبادرة فشلت ونظام الأسد يؤنب الوزراء العرب
بعد إغلاق المساجد.. السوريون: أين سيصلي الرئيس صلاة العيد؟
دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت دمشق امس تحفظها رسميا على مبادرة أطلقتها الجامعة العربية، خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب، اول من امس في القاهرة، تهدف لوضع حد للعنف في سوريا، وارسال لجنة لتقصي الحقائق. ورفضت دمشق ما جاء في بيان الوزراء العرب الذي دعا إلى «وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان»، وأنبت الوزراء وأكدت أنها تعتبر بيانهم «كأن لم يصدر» فيما أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي استعداده لزيارة سوريا ما أن تصله الموافقة من حكومتها.
وفي السياق نفسه, استمرت العمليات العسكرية والأمنية في سوريا أمس، وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «أن 10 دبابات تتبعها 3 سيارات تابعة للأمن أطلقت النار عبر رشاشات ثقيلة ثبتت عليها فور اقتحامها مدينة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 9 آخرين». وبعد اقتحام عدد من المساجد في العاصمة دمشق ومن بينها مسجد عبد الكريم الرفاعي في كفرسوسه من قبل الشبيحة والأمن عقب إحياء ليلة القدر، وإغلاق معظم المساجد ومنع المصلين من دخولها ومحاصرة المساجد التي تقام فيها الصلاة, تساءل السوريون على صفحات الـ«فيس بوك»، والإنترنت: «ترى أين سيصلي الرئيس الأسد هذا العيد؟».
 
الخطوط العريضة للمبادرة العربية بشأن الأزمة السورية
* قبول سوريا للجنة وزارية عربية برئاسة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، رئيس الدورة الحالية، والأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، ووزراء 6 دول عربية أخرى تكون مقبولة لدى دمشق للوقوف على حقيقة الأوضاع في سوريا.
* ضرورة وقف فوري لإطلاق النار على أبناء الشعب السوري.
* الإفراج عن المعتقلين في السجون السورية.
* فتح باب الحوار بين كل الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية في سوريا.
* إجراء إصلاحات سياسية وتعديلات دستورية، خاصة المادة 8 من الدستور، التي تنص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية.
ومن المنتظر أن يحمل الأمين العام للجامعة العربية المبادرة إلى دمشق لعرضها على القيادة السورية، خلال الأيام المقبلة.
 
دمشق ترفض «مبادرة الجامعة العربية» لوقف القمع.. وتعتبر بيان الوزراء العرب «كأنه لم يصدر»
دبلوماسي لـ «الشرق الأوسط» : المبادرة تنص على وقف العنف.. وتعديل المادة «8» من الدستور واستقبال لجنة تقص عربية
القاهرة: سوسن أبو حسين
في حين تحفظت دمشق رسميا أمس على بيان الجامعة العربية الذي دعا إلى «وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان»، معتبرة أن البيان «كأن لم يصدر»، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي استعداده لزيارة سوريا ما إن تصل إليه الموافقة من حكومتها. وتأتي جولة العربي في محاولة لإقناع النظام السوري بالمبادرة العربية التي صدرت عن الاجتماع الوزاري الطارئ للمجلس أول من أمس، وأحيطت بالسرية الكاملة، لكن مصدرا دبلوماسيا سوريا نفى وجود مبادرة عربية قائلا إن زيارة العربي لعرض نتائج المشاورات التي تمت خلال الاجتماع.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الخطوط العريضة للمبادرة العربية تركزت على قبول سوريا الوقف الفوري لإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، والبدء في مسيرة الإصلاح السياسي مع التشديد على تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة.
وكان وزراء الخارجية العرب قد بحثوا اقتراحا عرضه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لتشكيل لجنة عربية وزارية لزيارة سوريا لتفقد الأوضاع والقيام بجولة في المدن السورية لاتخاذ القرار المناسب بشأن الأزمة السورية، لكنه اصطدم بالرفض السوري.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن «الخطوط العامة للمبادرة العربية التي يحملها الدكتور نبيل العربي إلى الرئيس السوري بشار الأسد تنص على قبول سوريا استقبال دمشق لجنة وزارية عربية برئاسة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي رئيس الدورة الحالية والأمين العام ووزراء ست دول عربية أخرى تكون مقبولة لدى سوريا للوقوف على حقيقة الأوضاع في سوريا».
وأضاف المصدر أن المبادرة تتناول في خطوطها العريضة ضرورة وقف إطلاق النار على أبناء الشعب السوري، والإفراج عن المعتقلين في السجون السورية، وفتح باب الحوار بين كل الأطراف، وإجراء إصلاحات سياسية وتعديلات دستورية، خاصة المادة «8» من الدستور. وتابع بقوله إن «رئيس الوفد السوري السفير يوسف الأحمد اعتبر هذه المطالب تدخلا في الشأن السوري وتأثرا بما تناقلته وسائل الإعلام» التي وصفها بـ«المغرضة» والتي تحاول «النيل من أمن واستقرار سوريا».
لكن مصدرا سوريا، رفض الكشف عن هويته، نفى وجود «مبادرة عربية»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمين العام للجامعة سينقل للرئيس السوري نتائج المشاورات التي تمت خلال الاجتماع».
من جهته، صرح الأمين العام في معرض رده على سؤال للصحافيين حول موعد زيارته إلى سوريا، بأنه «على استعداد لزيارة سوريا اليوم قبل الغد من أجل حمل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية»، مضيفا أنه ينتظر رد الحكومة السورية على طلب الزيارة.
وصدر عن الاجتماع الوزاري في ساعة مبكرة من يوم أمس (الأحد) بيان عبرت فيه الجامعة عن انزعاجها الشديد إزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري، وشدد البيان على ضرورة وضع حد لإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان واحترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة، وتطلعاته المشروعة نحو تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يستشعرها الشعب السوري وتحقق تطلعاته نحو العزة والكرامة.
وشدد البيان على استقرار سوريا باعتبارها ركيزة أساسية في استقرار الوطن العربي والمنطقة بأكملها، واختتم البيان ببندين هما: «حرصا من المجلس على معالجة الأزمة السورية داخل إطارها العربي طلب من الأمين العام للجامعة العربية، القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق، ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة إلى القيادة السورية – وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات».
وأكدت مندوبية سوريا لدى الجامعة العربية في مذكرة أرسلتها إلى الأمانة العامة للجامعة ووزعتها على سفارات الدول العربية في القاهرة أنها «سجلت رسميا تحفظها المطلق» على البيان، وأنها «تعتبره كأن لم يصدر، خصوصا أنه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجلسة شهدت حالة من التوتر الشديد، خاصة حينما عرض السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد ومندوبها الدائم لدى الجامعة، فيلما عما قال إنه عصابات مسلحة تروع المواطنين، وعناصر الجيش السوري والقوى الأمنية.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد انتقد بشكل ضمني قمع المظاهرات في سوريا في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع، وقال إن المنطقة العربية تشهد ثورات ومظاهرات تطالب بالإصلاحات، والتغييرات الجذرية، وقال إن هذه الثورات ليست من الصدف العابرة، بل هي نتائج إرهاصات، أملتها طبيعة التطور، وهي مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي المواكب لعصره، مؤكدا ضرورة التجاوب مع هذه المطالب دون تأخير.
وتابع العربي بقوله إن «التجارب أثبتت عدم جدوى المنحى الأمني واستعمال العنف ضد الثورات والانتفاضات والمظاهرات التي تطالب بإحداث التغييرات الجذرية في العالم العربي»، معتبرا أنها «مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي الواعد ولا بد أن نتجاوب مع هذه المطالب دون تأخير». وأضاف أن الجامعة العربية تتعرض لضغط متزايد من الرأي العالم العربي فيما يتعلق بهذه التطورات، وهي تحتاج إلى مواكبتها، وأردف قائلا «أنا أنوي أن أتقدم للمجلس في دورته القادمة، بتصور حول هذا الموضوع ودور الجامعة العربية في المرحلة القادمة».
وأكد العربي في كلمته على متابعة جامعة الدول العربية للتطورات في ليبيا، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني، مشددا على ضرورة الإفراج عن جميع الأموال الليبية المجمدة للاستفادة منها في إعادة البناء والإعمار، وبناء المؤسسات الدستورية، في إطار الحفاظ على وحدة ليبيا، وكذلك العمل على إطلاق مشاريع لإعادة البناء. ونبه إلى أهمية الدعم العربي لتوجه فلسطين لطلب عضوية الأمم المتحدة، مجددا الدعوة في هذا الإطار إلى الالتزام العربي بدفع الحصص المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.
 
معارضون سوريون: قرارات وزراء الخارجية العرب لم تلب طموح الشعب
قالوا إن رفض النظام للجنة العربية «مخز».. وطالبوا بفرض منطقة حظر جوي
القاهرة: محمد عجم
قال معارضون سوريون بالقاهرة إن قرارات الجامعة العربية لم تلب طموحات الشعب السوري، الذي يواصل منذ خمسة أشهر انتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ورغم ذلك رحب المعارضون بما اعتبروه «خطوة أولى ومتقدمة في الموقف العربي»، على خلفية عرض اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية إرسال لجنة وزارية عربية إلى دمشق لبحث الأزمة، واصفين رفض النظام السوري لمقترح الجامعة بـ«المخزي»، وطالبوا بـ«ضرورة التدخل العربي لفرض منطقة حظر جوي». وقال النائب السابق محمد مأمون الحمصي، لـ«الشرق الأوسط» معلقا على الاجتماع: «كنا نتمنى أن ينتصر صوت الحق، وتصدر كلمة تنصف الشعب السوري وتشفي قليلا من جراحه، وأن يكون هناك قرار يوقف المجازر التي ترتكب في حقه، والتي ازدادت وتيرتها منذ بداية شهر رمضان، وما خرج به الاجتماع هو خطوة في اتجاه تعزيز جبهة عربية تقابل النظام، بعد الأصوات الخليجية المتمثلة في السعودية وقطر والكويت التي قالت كلمتها من قبل». وأضاف أن المعارضة السورية كانت تطالب الجامعة بتعليق عضوية سوريا في الجامعة مثل ما حدث مع ليبيا، والتوصية بسحب السفراء العرب من دمشق، معتبرا أن «فرض منطقة حظر جوي على سوريا هو مطلب للمعارضة السورية الذي من شأنه أن يوقف السلاح المتدفق على سوريا من إيران وروسيا من جهة، وحماية المدنيين من جهة أخرى». كان الحمصي قد دعا أفراد الشعب المصري إلى المشاركة في اعتصام الجالية السورية وعدد من المعارضين والنشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية من الموجودين في القاهرة، وذلك أثناء عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ مساء أول من أمس (السبت)، راجيا منهم تلبية النداء ودعم الشعب السوري الصامد ضد مجازر وانتهاكات نظام الأسد، وهو ما وجد صدى كبيرا، حيث احتشد المئات من السوريين والمصريين أمام مقر الجامعة بهدف تشكيل ضغط على مسؤولي الجامعة لاتخاذ قرار وموقف إيجابي ضد المعارك الدائرة في المدن السورية.
وقال أحد الطلاب السوريين الدارسين في القاهرة، شارك في الاعتصام الذي استمر حتى فجر الأحد: «اعتصامنا جاء للضغط على وزراء الخارجية لكي نطلب منهم إعلان موقف إيجابي مما يحدث داخل سوريا»، مضيفا أن كل ما خرج به الوزراء هو الدعوة إلى احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية، لكننا نأمل بأن تقف الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي في صف الشعب السوري بشكل أكثر عملية يوقف جرائم نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، بعد أن أسفرت أعمال القمع التي يمارسها عن سقوط أكثر من 2200 قتيل منذ 15 مارس (آذار) وحتى الآن.
من جانبه، قال المعارض السوري مؤمن كويفاتية، لـ«الشرق الأوسط»، معلقا على رفض السلطات السورية للجنة العربية: «إنه لأمر مخز، ما يحدث تمثيلية بين النظام وأمين الجامعة»، متهما الجامعة بالوقوف حائلا لاتخاذ موقف دولي تجاه سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.
وقال كويفاتية إن قرار تشكيل لجنة وزارية وترؤس نبيل العربي لها، لا ينسجم مع حمامات الدم التي تشهدها سوريا منذ 6 أشهر، وهو ما يعوق اتخاذ موقف دولي «والنتيجة أن أصبح الشعب السوري مثل كرة يتم تقاذفها بين الجامعة والمجتمع الدولي».
وأضاف: «الاتفاق على إيفاد لجنة وزارية أو غيرها لا يلبي طموحات الشعب السوري، فقد سبق أن طالبت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بحماية دولية، لذا فهذه القرارات تعد فرصة للنظام لكي يواصل انتهاكاته ضد الشعب الأعزل». من جانب آخر، وتضامنا مع الثوار في البلاد العربية المختلفة، قام «اتحاد الثوار العرب» وهيئة المحاكمة الشعبية التي تقيمها لجنة الشؤون السياسية بنقابة المحامين المصرية، مساء أمس (الأحد)، بعقد محاكمة شعبية للرئيس السوري بشار الأسد، حيث وجهت إليه تهم قتل الثوار وارتكاب جرائم إبادة بحق الشعب السوري، وذلك بحضور عدد من أفراد الجالية السورية في مصر وعدد كبير من المحامين المصريين وعدد من ثوار 25 يناير (كانون الثاني)، وثوار 17 فبراير (شباط)، وثوار تونس، واليمن وسوريا والعراق وفلسطين، ورؤساء الأحزاب والجمعيات المدنية ورجال الفن والأدب والسياسة والقانون، بالإضافة إلى وسائل الإعلام العالمية والمحلية. يذكر أن تلك المحاكمة تعقد دعما لثورات الشعوب العربية وتطالب بإسقاط الأنظمة الفاسدة، وكانت قد بدأت بمحاكمة العقيد الليبي معمر القذافي.
وقال المعارض السوري رياض غنام، لـ«الشرق الأوسط»، إن المحاكمة رغم كونها محاكمة رمزية، فإنها تهدف إلى إبراز قيمة العدالة، وتحطيم صورة الرئيس السوري لدى الشعب العربي، وإعطاء رسالة بأنه لن يفلت أحد من العقاب، وأن الدماء التي تسبب في إراقتها سوف يحاسب عليها.
 
دمشق تمنع 3 معارضين بارزين من السفر إلى بيروت بدعوى الحفاظ على سلامتهم
لؤي حسين: الأولى بهم إيجاد حلول لحماية السوريين في الداخل
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
منعت السلطات السورية، أمس، 3 معارضين بارزين من مغادرة البلاد عند محاولتهم عبور الحدود إلى لبنان. وقال المعارض فايز سارة لـ«الشرق الأوسط»، إن ضباطا على الحدود منعوه هو وزميليه ميشيل كيلو، ولؤي حسين، من مغادرة سوريا، في طريقهم إلى بيروت. وأضاف فايز سارة أنهم كانوا يريدون المشاركة في مناقشة تلفزيونية عن الانتفاضة السورية، ولكن منعوا على الجانب السوري من الحدود وطلب منهم العودة.
وفي التفاصيل قال سارة لـ«الشرق الأوسط» إنهم «وصلوا عند الحدود وتقدم منهم شرطي كان مهذبا للغاية، ولكنه طلب منهم عدم السفر وأبلغهم أن التعليمات بمنعهم من المغادرة صدرت صباح الأحد». وأضاف: «كنت متوجها إلى بيروت بصحبة الأستاذ ميشيل كيلو، وفوجئنا عند وصولنا إلى مركز الجديدة بمنعنا من السفر إلى لبنان، وقد انضم إلينا هناك الأستاذ لؤي حسين الذي فوجئ هو الآخر بمنعه من السفر من قبل ضابطي الهجرة والجوازات اللذين قابلناهما». وأضاف: «قالا إن المنع كان خوفا على حياتنا في لبنان، فأخبرتهم أني لا أخاف من أهلي في لبنان على نحو أني لا أخاف على حياتي من أهلي في سوريا، لكنهما أصرا على المنع، مؤكدين أن قرار المنع كان شفهيا».
وحول ما إذا كان قرار المنع هذا دائما، قال سارة: «لقد سألت الضابط هناك عما إذا كان قرار المنع دائما أم أنه فقط اليوم، فلم نحصل على إجابة، ولكن سمعت أحد الموظفين يقول إن المنع جاءهم شفهيا وليومين». ويضيف سارة: «علمنا أيضا أن قرار منعنا من السفر صدر شفويا في نفس يوم السفر، وربما لدى وصولنا معبر جديدة عرطوز».
ولفت سارة إلى أن هذه هي أول رحلة له إلى خارج سوريا منذ نحو أربع سنوات، وقال «كنت خلال معظمها سجينا، وانتظرت أكثر من عام حتى تم رفع منع السفر عني، وعندما قررت زيارة لبنان الذي أحبه، ورؤية أصدقائي هناك، فوجئت بمنع السفر». وتساءل: «إلى متى سوف يستمر المنع هذه المرة؟».
وكان كل من فايز سارة وميشيل كيلو ولؤي حسين، والمخرج السينمائي محمد ملص، والصحافي ثابت سالم، قد تلقوا دعوة للمشاركة في ندوة حوارية تلفزيونية من قناة «الحرة» مكتب بيروت، كان من المقرر عقدها اليوم الاثنين، والوحيد الذي سمح له بالسفر ثابت سالم الذي وصل إلى الفندق في الوقت الذي كان ميشيل وفايز ولؤي يأخذون فيه طريق العودة إلى دمشق، أما المخرج ملص فلم يسافر بالأساس.
من جانبه، كتب لؤي حسين على صفحته في موقع «فيس بوك»: «تم منعي وفايز سارة وميشيل كيلو من مغادرة الحدود عندما كنا في طريقنا إلى بيروت للمشاركة في ندوة تلفزيونية على قناة (الحرة)، استنادا إلى أوامر شفهية تقول إن منعنا من السفر هو حفاظ على سلامتنا، إذ إننا كمواطنين سوريين معرضون للخطر في لبنان».
وأضاف: «لن أسخر من هذا الادعاء ولا من الصيغة الشفوية للقرار، ولا من القرار ذاته، ولا من انشغال الجهات العليا المسؤولة عن الموضوع التي وجدت لديها الوقت الكافي لمراقبتنا ومتابعتنا، وإصدار الأوامر بمنعنا من السفر، إذ كان من الأفضل لنا أن تحمي سلامتنا وسلامة الآخرين، مثل الفنان علي فرزات والشيخ أسامة الرفاعي، داخل البلاد، بل الأولى بها أن تجد الحلول الكفيلة لحماية سلامة المواطنين السوريين من مدنيين وعسكريين، الذين يسقطون قتلى كل يوم داخل الحدود وليس خارجها».
وردا على انتقاد وجه للؤي حسين في الصفحة لعدم قبول المعارضة المشاركة في الحوار في المؤتمر التشاوري الذي دعا إليه النظام، بينما يذهبون إلى بيروت تلبية لدعوة قناة «الحرة» الأميركية، قال لؤي حسين: «منذ نحو ثلاثة أشهر وأنا أطالب السلطات بإقامة برنامج تلفزيوني حواري مستقل عن السلطات الإعلامية والأمنية، وأن يدار من قبل هيئة تحرير مهنية من دون الاهتمام بخلفياتها البعثية أو ما شابهها، وذلك لكي يتعرف المشاهد على وجهات النظر السورية ويسمع جميع الآراء. وطلبت أن يتم الشيء نفسه في إحدى الصحف الرسمية. لكن لا تجرؤ السلطات على السماح لنا بعرض آرائنا على إعلامنا، ولا تسمح لنا أيضا بعرض آرائنا على الشاشات الأخرى من داخل البلاد، واليوم أكدت أنها تمنعنا من عرض آرائنا خارج البلاد».
 
تواصل القتل.. والدبابات تقتحم خان شيخون وعمليات دهم في دير الزور
إيران تحذر الناتو من الانزلاق في مستنقع سوريا.. الأسد يصدر مرسوما خاصا بقانون الإعلام
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
استمرت العمليات العسكرية والأمنية في سوريا، أمس، حيث قتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون في مناطق شمال وجنوب البلاد، على الرغم من دعوة وجهتها الجامعة العربية وجهات إقليمية، منها تركيا وإيران، بوقف القمع، والاستجابة لمطالب الشعب. ودعا محتجون عبر صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى الصلاة على شهداء الحرية في مساجد وكنائس 32 مدينة حول العالم، من دون تسميتها.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «إن عشر دبابات تتبعها 3 سيارات تابعة للأمن أطلقت النار عبر رشاشات ثقيلة ثبتت عليها فور اقتحامها مدينة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 9 آخرين». وتحدث عن اعتقال 9 أشخاص في الدير الشرقي قرب معرة النعمان.
وتحدث المرصد أيضا عن مقتل شخص ثالث في بلدة أنخل القريبة من درعا (جنوب) التي شكلت مهد الحركة الاحتجاجية منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. كما اقتحمت قوات عسكرية تضم مئات العناصر ونحو 150 آلية، صباح الأحد، قرى عياش والخريطة والحوايج، الواقعة في محافظة دير الزور (شرق)، وذكر المرصد أن القوات «نفذت عملية دهم للمنازل بحثا عن نشطاء واعتقلت العشرات». ونقل المرصد عن بعض الأهالي: «إن هذه القوات أحرقت منازل لنشطاء متوارين عن الأنظار».
وقالت مصادر محلية في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تشييع الشهيدين: سامر الأفندي وعمران حمامة، في مدينة حرستا، يوم أمس، اللذين سقطا لدى قيام قوات الأمن السورية بإطلاق النار على متظاهرين زحفوا من ريف دمشق، فجر السبت، نحو ساحة العباسيين لنصرة المحاصرين في مسجد عبد الكريم الرفاعي، وأسفر عن ذلك إصابة عشرة أشخاص واستشهاد شابين، وأضافت المصادر أن «المتظاهرين خرجوا من حرستا باتجاه العباسيين إلا أن قوات الأمن قامت بإطلاق النار على الفور».
وأكدت المصادر أن «عددا من الجنود انشقوا وانضموا للأهالي ومعهم سلاحهم، وراحوا يحمونهم من قوات الأمن، وقاموا بكسر الحصار والفرار إلى منطقة بساتين القابون، وجرت ملاحقات استمرت لعدة ساعات صاحبها إطلاق نار من أسلحة متوسطة ورشاشات ثقيلة، وسمعت في منطقة البساتين بين برزة والقابون أصوات انفجارات مدفعية مع تحليق مروحي في المنطقة».
وشهد مساء السبت وصباح الأحد تصعيدا كبيرا في الأحداث، حيث أفاد ناشطون بأن شهيدا وعشرات الإصابات وقعت في بلدة مارع في محافظة حلب (شمال) برصاص الأمن والشبيحة، كما استشهد ثلاثة أشخاص في اللاذقية (ساحل) واثنان في معرة النعمان (شمال غرب) وواحد في حي البياضة بمدينة حمص.
كما أطلقت قوات الأمن والشبيحة النار أيضا لتفريق المتظاهرين في بلدة إعزاز في ريف حلب، كما اقتحمت بلدة نيرب سرمين بمحافظة إدلب، وشنت حملة اعتقالات واسعة في عدة مناطق من البلاد. وقالت تنسيقيات الثورة السورية إن إطلاق نار متقطعا وقع إثر اقتحام الجيش والشبيحة بلدة سراقب في إدلب، كما أطلقت قوات الأمن النار خلال محاصرتها جامع القزازين وسط دمشق، وحاصرت مسجد زيد بن ثابت في المدينة نفسها، وقامت بتفريق متظاهرين في حي القابون.
وانطلقت في مدينة الكسوة بريف دمشق مظاهرات تطالب بإعدام الرئيس الأسد. وفي بلدة حمورية بريف دمشق خرجت مظاهرة عقب صلاة التراويح تطالب بالحرية وبإسقاط النظام، وقال ناشطون في حمورية لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المعتقلين في ريف دمشق تجاوز الـ300 معتقل خلال الأيام الأربعة الأخيرة. في حين قال شهود عيان إن دورية من نحو 100 عنصر أمن وشبيحة داهمت منطقة عقربا، مساء أول من أمس السبت، لإلقاء القبض على الهتيف (أبو شفيق) وقد سمع إطلاق نار وجرت مواجهات بين الأهالي وقوات الأمن. وأخرى في منطقة الحميدية بدير الزور بعد صلاة التراويح تضامنا مع دمشق.
وفي حي الميدان في العاصمة دمشق اجتمع عدد من الشباب والشابات في حي الميدان على طاولة الإفطار سموه (إفطار المحبة) ووقعوا على بيان أعلنوا فيه التزامهم «بصيانة البلد مما يصيبه من أخطار من قبل الأفراد والجهات»، والمضي نحو «سوريا حرة ديمقراطية يحكمها القانون، ودولة المؤسسات، وتصان فيها حريات الجميع دون تمييز».
وفي حمص قال سكان إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في شارع الملعب في حمص، أدى إلى وقوع الكثير من الإصابات. ولم تتوقف المظاهرات في مدينة حمص، حيث شهد حي بابا عمرو مظاهرة حاشدة بعد صلاة التراويح، مساء السبت، تسقط الأسد وتناصر أهالي كفر سوسة في دمشق. وفي حي باب هود بحمص خرجت مظاهرات استنكار لاقتحام قوات الأمن والشبيحة مسجد الرفاعي بحي كفر سوسة، واعتدائها على المصلين وإمام المسجد الشيخ أسامة الرفاعي.
وشهدت قرى ومدن محافظة درعا مظاهرات مسائية مناهضة للنظام في سوريا تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد، وخاصة في كفر شمس وبصرى الحرير. وفي بلدة مليحة العطش بدرعا انطلقت بعد صلاة التراويح مظاهرة للمطالبة برحيل النظام السوري، ولمؤازرة أهالي كفر سوسة في دمشق. وعلى المنوال نفسه خرجت مظاهرات ليلية في عدة مدن أخرى ومناطق، منها بلدات في ريف دمشق، وكذا بلدات مجاورة لمدينة درعا، وفي مدينة دير الزور ومدينة إدلب والقامشلي وبانياس وغيرها.
إلى ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما خاصا بقانون الإعلام، ضمن البرنامج الإصلاحي الذي أعلن عنه لتهدئة موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا، والمتضمن بشكل خاص منع حبس الصحافي، وحرية حصوله على المعلومة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الرئيس السوري «أصدر المرسوم التشريعي الخاص بقانون الإعلام»، دون المزيد من التفاصيل. وذكر رئيس اتحاد الصحافيين، إلياس مراد، لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا القانون «هو مطلب قديم لاتحاد الصحافيين، للوصول إلى قانون أكثر عصرية يعطي الفرصة للإعلام السوري والصحافي السوري ليأخذ دورا أشمل باتجاه تقديم الحقيقة، والتعامل مع المعلومة بما يخدم المجتمع». وأشار مراد إلى «فقرة مهمة» في القانون تتعلق «بمنع حبس الصحافي عبر مادة خاصة». وأكد رئيس الاتحاد أن «القانون يتيح حرية أوسع للصحافيين في الحصول على المعلومات، ويلزم المسؤولين في الحكومة والمؤسسات العامة والخاصة بإعطاء المعلومات للصحافي ليمارس مهنته».
إلى ذلك, حذرت إيران حلف شمال الأطلسي أمس من الانسياق وراء أي رغبة للتدخل في سوريا، وقالت إنه بدلا من هزيمة نظام، سيجد الحلف نفسه غارقا في «مستنقع» كما حدث في العراق وأفغانستان.
 
الجيش السوري يقاتل منشقين في ريف دمشق
زيادة لـ «الشرق الأوسط»: قد يتم اللجوء إلى اجبار فرض منطقة عازلة على الحدود التركية
بيروت: بولا أسطيح
قال شهود سوريون إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد خاضت معارك بالأسلحة مع منشقين عن الجيش كانوا رفضوا إطلاق النار على احتجاج مطالب بالديمقراطية، الليلة قبل الماضية قرب ضاحية بشمال شرقي دمشق. وكشف رئيس المركز السوري للدراسات الاستراتيجية رضوان زيادة أنه قد يتم اللجوء لخيار فرض منطقة عازلة على الحدود التركية تتجمع فيها الوحدات المنشقة من الجيش تحظى بغطاء عربي ودولي، مشددا على أن «المعارضة تدرس حاليا خيارات وآليات تسمح بحماية المدنيين ووضع حد لآلة القتل».
وقال مقيمون إن عشرات الجنود فروا إلى الغوطة وهي منطقة بساتين وأراض زراعية بعدما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة إلى العاصمة في تحد لأمر أصدرته وزارة الداخلية بعدم التظاهر في دمشق. وقال أحد سكان حرستا لـ«رويترز» بالهاتف: «الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة وكان يلقى ردا من بنادق أصغر». وهذا أول انشقاق يجري الإبلاغ عنه حول العاصمة حيث تتمركز القوات الأساسية للأسد.
وجاء في بيان على الإنترنت للضباط الأحرار وهي مجموعة تقول: إنها تمثل المنشقين أن «انشقاقات كبيرة» وقعت في حرستا وأن قوات الأمن والشبيحة الموالين للأسد تطارد المنشقين في اتجاه البساتين والأحياء داخل دمشق. وقال البيان إن عقيدا في مخابرات سلاح الجو كان مسؤولا عن الغارات والاعتقالات التي تقوم بها الشرطة السرية أصيب برصاصة في رأسه قرب ضاحية سقبا.
من جهته كشف رئيس المركز السوري للدراسات الاستراتيجية رضوان زيادة أنه «وفي حال استمر النظام بعمليات القتل والقمع مع صدور قرار عن مجلس الأمن فإنه قد يتم اللجوء لخيار فرض منطقة عازلة على الحدود التركية تتجمع فيها الوحدات المنشقة من الجيش تحظى بغطاء عربي ودولي»، مشددا على أن «المعارضة تدرس حاليا خيارات وآليات تسمح بحماية المدنيين ووضع حد لآلة القتل».
وتوقع زيادة وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «يصدر قرار قريب عن مجلس الأمن في ظل تزايد ضغوط المملكة العربية السعودية وأميركا على روسيا لعدم استخدام حقها بالفيتو لمواجهة أي قرار يدين ما يحصل في سوريا ويفرض عليها عقوبات محددة».
إلى ذلك، نفى زيادة كل ما يحكى عن وساطة إيرانية قطرية لجمع المعارضة بالنظام وقال: «الدور القطري يقتصر على تحييد الدعم الإيراني للنظام السوري وقد تلقت المعارضة السورية بإيجابية ما صدر مؤخرا عن أمير قطر الذي شدد على رفض الحل الأمني».
ولفت زيادة إلى أن «قيام أي نوع من الوساطة مع النظام مستبعد كونه يرفض أي شكل من أشكال اللقاءات مع المعارضة داخل سوريا لاعتباره أنه بذلك يعترف بها ويعطيها شرعية تفتقد لها بنظره» وأضاف: «في حال قادت قطر هكذا نوع من المفاوضات فلدينا شروط أساسية لن نحيد عنها لتبيان مدى حسن نوايا النظام وهي تبدأ بسحب قوى الأمن من الشارع، والسماح بتسيير المظاهرات، ووقف عمليات القتل، ومحاسبة القادة الأمنيين على جرائمهم».
وعما يحكى عن تراجع زخم الانتفاضة السورية قال زيادة: «لا تراجع بزخم الثورة بل بالعكس فإن المظاهرات تزداد يوما بعد يوم كما ونوعا وهي تطال مساحة أكبر من مساحة الوطن، ولو توقفت عمليات القتل والقمع لكان أكثر من 6 ملايين سوري نزلوا إلى الشوارع لينادوا بالإصلاح. الكثيرون يترددون اليوم بالمشاركة في المظاهرات لأنهم يعون تماما أن الخروج إلى الشارع سيكلفهم حياتهم».
وانتقد زيادة بعض الأصوات التي تدعو لتسليح الثورة فقال: «هي أصوات منفردة لا تمثل الإطار العام للجماهير التي تتمسك بالحفاظ على سلمية المظاهرات» معتبرا أن «دعوات مماثلة ستكلف الشعب السوري الكثير من الأرواح وعشرات آلاف الشهداء لأن النظام سيواجه عندها بشكل عنيف وأعمى».
وتابع زيادة قائلا: «هذا لا يعني أنه ليس من حق الناس الدفاع عن نفسها ولكننا لا نزال نعول على الضغوط الدولية خاصة من خلال مجلس الأمن وقراره المرتقب بحظر السلاح عن النظام وتجميد أرصدة الأسد ومعاونيه وإحالة جرائمه للمحكمة الجنائية الدولية بهدف الضغط على النظام للوصول لتفككه». وعن إعلان تأسيس المجلس الوطني السوري والتريث بتشكيله، قال زيادة: «نتريث بإعلان أسماء الأعضاء لأننا نسعى إلى أن يكون هذا المجلس يمثل كل فئات الشعب السوري وأن يكون أعضاؤه فاعلين ويضمنون التعددية المطلوبة».
 
السوريون يتساءلون: أين سيصلي الرئيس في العيد؟
دعوات لرفع رايات سوداء على الشرفات حدادا على الشهداء
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
يصعب التوقع في أي جامع سيتم إحياء صلاة العيد رسميا، بعد اقتحام مسجد عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسه من قبل الشبيحة والأمن، عقب إحياء ليلة القدر، والاعتداء على إمام الجامع الشيخ أسامة الرفاعي، وهناك من تساءل: «ترى في أي جامع سيصلي الرئيس العيد؟»، دون أن يتلقى إجابة، فقد درجت العادة على أن يصلي الرئيس وكبار المسؤولين في الدولة العيد في الجامع الأموي، أو أحد أكبر مساجد العاصمة، كجامع عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسه.. ولكن مع إغلاق معظم المساجد ومنع المصلين من دخولها، ومحاصرة المساجد التي تقام فيها الصلاة، سيبقى السؤال: ترى أين سيصلي الرئيس الأسد هذا العيد؟
ولهذا ربما دعا ناشطون المواطنين السوريين لرفع رايات سوداء على شرفات منازلهم، أو نشر قطع غسيل أسود على مناشر الغسيل على الشرفات والأسطح؛ تعبيرا عن الحزن على الشهداء، كشكل من أشكال الاحتجاج المدني على القتل الذي مارسه النظام ضد المحتجين السوريين خلال شهر رمضان.
وقال ناشط إن العيد لن يمر على الكثير من البيوت السورية، لأن غالبيتها مصابة، فهي إما ثكلى لفقدها ابنا أو أكثر من أبنائها، أو قلقة على ابن، أو ابنة، معتقل أو مفقود. ناديا كتبت على صفحتها: «إن أكثر العبارات بلاغة في التعبير عن حال السوريين هي: أنتم اشتريتم الملابس لكم ولأطفالكم ونحن اشتريتنا الأكفان لنا ولأطفالنا»، وتتابع: «سأرفع على نافذتي قطعة قماش أسود، وسأكتب عليها: كل سوري مشروع شهيد».
أما بائع الشوكولاته وسط دمشق فقد شكا من قلة الإقبال على شراء سكاكر العيد، وقال إنه لم يشعر هذا العام بأي مظهر من مظاهر الشهر الفضيل ولا العيد، «الناس كلها تشعر بالقنوط، ما يجري سرق الفرح.. الجميع يفكرون في شراء الضروريات ولا يفكرون في العيد والاحتفال ولا حتى في أكل السكاكر». إلى ذلك، اختفت من شوارع دمشق والمدن السورية مظاهر الاحتفاء بقرب موعد العيد، ففي المناسبات السابقة كانت الزينات والأنوار تملأ الشوارع، منذ منتصف شهر رمضان، وفي المناطق الشعبية تعرض الحلويات خارج المحلات، وتبدو أنها تعيش مهرجانا من الأضواء والحلوى، لكن هذا العام لا تبدو هذه المظاهر للعيان، ومعظم المحلات بضائعها قديمة، ما عدا البسطات التي انتشرت بكثافة واحتلت عموم الأرصفة لتخلق ازدحاما وفوضى، يظن غالبية السوريين أن أصحابها موظفون تابعون للأجهزة الأمنية لمنع خروج أي احتجاج.
 
مدينة دير الزور.. القبضة الأمنية لم تمنع أهاليها من الاستمرار في تحركاتهم
ناشطون يخشون من اقتحام القرى المجاورة بعد تقطيع أوصال المدينة
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم تستعد مدينة دير الزور، التي اقتحمتها دبابات الجيش السوري ومدرعاته العسكرية منذ أسبوعين، زخمها الاحتجاجي في جمعة «الصبر والثبات»، إذ خرجت من بعض أحياء المدينة المحاصرة والمقطعة أمنيا مظاهرات قليلة مطالبة بـ«إعدام الرئيس بشار الأسد وإسقاط نظامه الاستبدادي».
ووفقا لناشطين، فإن المتظاهرين تحدوا الحصار، الذي تحكم قوات الأمن إطباقه على المدينة وخرجوا من مساجد عدة وهم يهتفون للحرية، مما دفع قوات الأمن و«الشبيحة» إلى إطلاق النار عشوائيا وشن حملة اعتقالات كبيرة بين صفوف المتظاهرين المطالبين بالحرية. وأدى ذلك إلى مقتل شخصين هما مرعي الحمود وإبراهيم الدخول، كما تم جرح العشرات ومعالجتهم في المنازل خوفا من اعتقالهم في حال نقلهم إلى مستشفيات المدينة.
ويشير شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ريف مدينة دير الزور والقرى المحيطة بها بدأت تتحرك بشكل أكبر وتشارك في المظاهرات نصرة للمدينة التي نزح أعداد كبيرة من أهلها. ونشر ناشطون على مواقع الإنترنت مقاطع فيديو للعديد من المظاهرات في القرى والبلدات المحاذية للدير، أبرزها مظاهرة بلدة الشحيل التي نزل أهلها بالآلاف للتنديد بممارسات نظام الحكم والمطالبة بإسقاطه.
ويبدي ناشطون خشيتهم من أن تتوسع العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري، لتشمل هذه البلدات والقرى فيتم اقتحامها والتنكيل بأهلها كما حدث في المدينة.
ويتحدث أحد الناشطين من مدينة دير الزور لـ«الشرق الأوسط» عن أجواء المظاهرات التي عمت المدينة قبل اقتحامها من قبل دبابات الجيش السوري ويشير إلى انتهاكات بشرية ومادية خلفتها عملية الاقتحام. ويلفت إلى أنه في «البداية كانت المظاهرات محصورة في يوم الجمعة، وكنا نخرج نصرة لدرعا واحتجاجا على الممارسات القمعية بحق أهلها، وكانت دوريات الأمن تقوم بتفريقنا وتشن حملات اعتقال وفقا لصور يلتقطها مخبروها للمتظاهرين ويزودون الأمن بها». ويوضح أن «أجهزة الأمن اتبعت أسلوب تجنيد (الشبيحة)، حيث استدعوا جميع الحشاشين ومتعاطي المخدرات في المدينة وزودوهم بتعليمات لقمع المتظاهرين وضربهم، لقاء أجر مادي، إضافة إلى أنهم حاولوا زرع الفتنة بين العشائر عبر تجنيد أفراد من عشيرة معينة لقتل أبناء عشيرة أخرى، لأنها معارضة للنظام».
ويؤكد الناشط الذي تم اعتقاله ستة أيام مع العشرات من زملائه وأجبر على كتابة تعهد بعدم الخروج في مظاهرات معارضة، أن «التحول في احتجاجات دير الزور حصل حين انتشرت صور حمزة الخطيب وأخته هاجر وبقية الانتهاكات في مدينة درعا، إضافة إلى مجازر حماه وقتل أكثر من مائة شخص في يوم واحد في مختلف أحياء المدينة الجريحة منذ الثمانينات.
ويبدي الشاب اعتزازه «لأننا استطعنا أن نجذب أنظار العالم إلى مطالبنا بأساليب مختلفة، فتم استقدام شعراء باللهجة المحلية ليقولوا قصائد منددة بنظام بشار الأسد، وفي إحدى الليالي تم زف عروسين داخل أجواء المظاهرات، ووقفت العروس أمام الجميع وقالت: (ليسقط بشار الأسد)».
ويتحدث الناشط عن «انشقاقات كثيرة حصلت في صفوف الجيش السوري وأحدها في ثكنة (الجيش الشعبي)، حيث أمر ضابط برتبة عقيد جنوده بإطلاق النار على المتظاهرين، وحين رأى الجنود أن الأهالي سلميون، ويسقطون أمامهم بشكل وحشي، وجهوا سلاحهم إلى رئيسهم وقتلوه وانضموا إلى المتظاهرين».
ويلفت إلى أنه «بعد هذه الحادثة، أمر جامع جامع مسؤول الأمن العسكري في المدينة عناصره بإطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين وقتلهم بدم بارد».
وكان تم اجتياح المدينة، التي يصل عدد سكانها إلى 1,516 مليون نسمة، من قبل الجيش السوري بتاريخ 7-8-2011 وقصف أحيائها بالقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة. ويقول الناشط الديري: «قام الجيش باقتحام البيوت وإهانة الأهالي، كانوا يضربون الناس بأعقاب البنادق، ويأمرون السكان رجالا ونساء وأطفالا بالنزول من منازلهم بثياب النوم»، لافتا إلى أن «أعداد القتلى تفوق بكثير ما تردد في وسائل الإعلام، إذ قاموا بتصفية عشرات الشباب، فضلا عن الذين ماتوا تحت التعذيب وهناك مقابر جماعية يضعون عليها حراسا كي لا يفتضح أمرها».
وفي حين يبدو من الصعوبة بمكان أن يتراجع أهالي دير الزور عن حقهم في التظاهر والمطالبة بإسقاط النظام بسبب «الدم وعدد الشهداء والجرحى والمفقودين الذين لن يذهب حقهم سدى»، يدحض الناشط السوري محاولة التلفزيون السوري تسويق وجود «عصابات مسلحة» في دير الزور. ويقول: «نحن مجتمع عشائري مترابط، جميعنا أقرباء، ونعرف بعضنا جيدا إلى درجة أن أي غريب يأتي إلى المدينة نلحظ حضوره فمن أين ستأتي العصابات المسلحة؟».
وتعتبر مدينة دير الزور امتدادا طبيعيا لبلاد الشام، وهي واحدة من أبرز المدن السياحية في سوريا، وتقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات على مسافة 450 كلم شمال شرقي دمشق و320 كلم جنوب شرقي حلب.
وتعد محافظة دير الزور ثاني أكبر المحافظات السورية مساحة بعد محافظة حمص، أي ما يشكل 17.9 في المائة من مساحة البلاد. وتعتبر حقول النفط في بادية دير الزور الوحيدة في سوريا ومن أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، إلا أن أهالي المدينة لا يستفيدون من وجود هذه الثروة النفطية. ويقول الناشط السوري في هذا السياق: «تم إحضار أكثر من عشرة آلاف موظف من محافظات الساحل السوري ليشغلوا جميع الوظائف الحكومية في معظم الشركات المعنية باستثمار النفط بالدير في ظل تهميش واضح لأهالي المدينة وانتشار كبير للبطالة في صفوف شبابها».
 
شظايا الثورة السورية تلامس شمال لبنان وتنذر بـ«سيناريو» أمني خطير
الضاهر لـ «الشرق الأوسط»: حزب الله يخطط لتوريط 14 آذار مع الجيش
الصفحة: أخبــــــار
تسابق الاتصالات السياسية في شمال لبنان الزمن لضبط الوضع الأمني في المنطقة، والحؤول دون انزلاقه إلى «المحظور»، على خلفية تنامي الشائعات عن سيناريو يتم حبكه بدقة متناهية لتوريط التيارات المناصرة لفريق 14 آذار، في مؤامرة أمنية تصب في مصلحة الفريق السياسي الموالي لقوى 8 آذار.
وتكشف المعلومات المتداولة في الشارع الشمالي، وتحديدا في مناطق عكار، عن عمليات تهريب سلاح وتسلح لأطراف عدة بموازاة الحملات الإعلامية العنيفة ضد تيارات إسلامية، في مقدمها «الجماعة الإسلامية»، وأبرزها الاتهامات الموجهة إليها بالتحضير لعمليات اغتيال تستهدف فاعليات وحلفاء حزب الله في المنطقة، على غرار إطلاق النار الذي حصل خلال حفل إفطار في عكار من دون أن تتضح ملابساته، على الأقل من الناحية الرسمية.
ولا تقتصر التوترات الأمنية الشمالية على منطقة معينة، بل امتدت في الأسبوع الماضي إلى إهدن، حيث سجل إطلاق نار «مجهول» على قصر الرئيس سليمان فرنجية، علما بأن النائب فرنجية سارع إلى حصر العملية في الإطار الفردي البحت، وابتعد عن تأويلها وتحليلها. وكان سبق هاتين الحادثتين مسلسل إشكالات أمنية محدودة في قرى شمالية عدة بين مناصرين لـ«القوات اللبنانية» وآخرين من «المردة»، وقد تم تطويقها على الفور.
وبدأت القصة مع تعرض حفل إفطار أقامه الشيخ عبد السلام الحراش في قرية عيات العكارية لإطلاق نار ذهب ضحيته عضو المجلس الإسلامي العلوي، الشيخ بسام المحمود، وانطلقت على أثره مواجهة سياسية وإعلامية في المنطقة لم يسلم الجيش اللبناني وأجهزته الأمنية من شظاياها؛ فقد وصف النائب خالد الضاهر الإجراءات الأمنية بـ«القمعية»، واستعار لعناصر مخابرات الجيش لقب «الشبّيحة»، بعد اعتقالهم عددا من المواطنين في القرية.
وأتت الردود قاسية ومن كل الأطراف على هجوم النائب الضاهر، ولم يحل توقف هذا الهجوم من دون تسريب معلومات في أوساط فريق 8 آذار عن ملف يجري إعداده للنائب الضاهر يتضمن اتهامات بجرائم وبتصفية بعض الأشخاص في حقبات سابقة.
«الجمر يشتعل تحت الرماد والزمن الصعب آت لا محالة»، بهذه الكلمات اختصر الضاهر الوضع الأمني الراهن في منطقة عكار. وكشف لـ«الشرق الأوسط» عما قال إنه «مؤامرة» يجري تنفيذها تستهدف توريط المستقبل والجماعة الإسلامية، والقيام بأعمال أمنية ضدهم، من خلال تلفيق التهم والافتراء على نواب وشخصيات من 14 آذار.
وحول حادثة إطلاق النار على إفطار بلدة عيات، أكد الضاهر أن الشيخ الحراش، وهو ليس برجل دين بل منتحل صفة ومخبر لدى النظام السوري وسبق أن ترشح للانتخابات النيابية في العام 1996 ولم يحالفه الحظ، أقام إفطارا في البلدة وأحضر إلى قلب معاقل «المستقبل» شخصيات من قوى 8 آذار، ورتب لعملية إطلاق النار على المدعوين، وذلك في سيناريو مشابه لسيناريو الشيخ محمد المجذوب الذي ادعى أنه تعرض للاختطاف في البقاع ثم تبين لاحقا أنه اختطف نفسه. ووصف الحادثة بأنها جزء من المؤامرة، والدليل على ذلك مسارعة استغلالها من قبل فريق 8 آذار بهدف الضغط على مناطق السنة والمسيحيين، وهو نهج لطالما استخدمه النظام السوري.
وفي هذا السياق، أشار الضاهر إلى أنه تلقى معلومات في شهر أغسطس (آب) الحالي، تفيد بأن «المخابرات اللبنانية، التي تنسق في الفترة الأخيرة مع المخابرات السورية، تعمل على إعداد خطة تقضي بتلفيق التهم لي شخصيا من خلال إعداد لائحة ببعض جرائم الاغتيال التي حصلت في منطقة الشمال وتحميلي مسؤوليتها، وهذا ما اتضح لي لاحقا عندما حصلت عملية إطلاق النار على حفل إفطار تم إعداده وتنسيقه في منطقة عكار، وبشكل مفتعل».
وعن هجومه الصاعق على الجيش، وموجة الاستياء التي أثارها، أوضح الضاهر أنه يقف مع المؤسسة العسكرية في وجه الإرهاب وضد المجرمين ويدعم الجيش، ولكنه يفاجأ بأن الجيش يهين «جماعته» في عكار، و«لا يميز بين الميليشيا المسلحة، (أي حزب الله) والمواطنين»، كاشفا عن وجود «عناصر مندسة في الجيش والمخابرات تعمل لتوريط المنطقة وتسعى لاستغلال الجيش، وهؤلاء المندسون قريبون من النظام السوري، لذلك على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن تعالج الثغرات ويتراجع الضجيج في الإعلام ويتوقف الكذب من قبل فرقاء 8 آذار حول «غيرتهم المفاجئة» على الجيش واتهامنا بالانقلاب عليه».
وكان لقاء تضامني مع ضاهر عقد أمس في منزله في طرابلس، حضره أعضاء كتلة المستقبل؛ النواب أحمد فتفت، محمد كبارة، معين المرعبي وكاظم الخير، وعضو قيادة تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش وعضو تجمع علماء الصحوة الشيخ زكريا عبد الرزاق المصري. وعقب اللقاء، أكد فتفت أننا «في تيار المستقبل، التزمنا المؤسسات قبل أي طرف، ونحن من دعمنا الجيش اللبناني في كل الظروف، وما زلنا ندعمه وجميع القوى الأمنية في عملها المؤسسات». وقال: «فليسمحوا لنا، وليسمحوا لنا بكلام واضح، إننا لن نقبل الاتهامات التي وُجّهت، ولكن في الوقت نفسه نحن نعلن أن هناك ممارسات غير مقبولة من بعض الضباط، وتحديدا في مخابرات الجيش اللبناني، ولا نخجل أن نقول بكل صراحة إن بعض الممارسات تشبه بشكل واضح الممارسات التي كانت تقوم بها المخابرات السورية وبخاصة في الشمال، وسبق أن أوضحنا هذا الموقف لقائد الجيش والمسؤولين، ولكن للأسف لم تؤخذ الإجراءات».
وشدد فتفت على أننا «عندما ننتقد أي مؤسسة، إنما نفعل ذلك لتحسين وضع هذه المؤسسة، وما أدلى به الزميل الكريم أوصلناه إلى قيادة الجيش، وأوصلناه لأكثر من مسؤول، ولكن للأسف لم نلقَ جوابا شافيا، فمن هذا المنطلق نحن نطالب الآن بدلا من الكلام الذي لا معنى له، أي رفع الحصانة، نطالب المؤسسة بتصحيح الوضع وتحديدا في موضوع المخابرات في الشمال، وأيضا يبدو في البقاع».
 
غل: فقدنا الثقة بالأسد.. وعهد الأنظمة القمعية المغلقة انتهى
مصادر تركية: سنلتزم بأي قرار يصدر في مجلس الأمن بشأن سوريا
بيروت: ثائر عباس
واصلت تركيا إطلاق إشارات «اليأس» من النظام السوري، عبر مسار تصاعدي للتصريحات التي يطلقها مسؤولوها حول الأزمة السورية التي قال الرئيس التركي عبد الله غل أمس إنها بلغت «مرحلة اللاعودة»، بينما أشارت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أنقرة سوف تلتزم بأي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بحق سورية، وهو المتوقع في حال استمر المسار الحالي للنظام.
ونفت المصادر وجود خطط تركية خاصة لفرض منطقة عازلة على طول حدودها، مشيرة إلى أن أمرا كهذا لا بد أن يكون بقرار دولي على غرار ما جرى في العراق، موضحة أن تركيا سوف تلتزم بما تنص عليه القرارات الدولية بشأن سوريا، رافضة الخوض فيما إذا كانت تركيا مستعدة للقيام بفرض هذا الحظر إذا صدر قرار بشأنه عن مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن على الشعب السوري أن يتولى زمام المبادرة في التغيير كما حصل في اليمن وفي ليبيا لا أن ينتظر تدخلات من هنا أو هناك. وكررت المصادر دعوة المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها حتى يستطيع المجتمع الدولي الوقوف معها بفاعلية.
وفي تصريحات أطلقها بمناسبة مرور 4 سنوات على توليه منصبه، تصدر الموضوع السوري المواضيع التي تطرق إليها الرئيس التركي لوكالة الأنباء الرسمية التركية، متقدما على الوضع في ليبيا ومكافحة تركيا للإرهاب (الصراع مع حزب العمال الكردستاني) وإعداد دستور جديد للبلاد».
وقال غل: «في الواقع، وصل الوضع (في سوريا) إلى حد أنه لم يعد أي شيء يكفي إذ جاء بعد فوات الاوان»، مشيرا إلى وعود الرئيس السوري بشار الأسد بوقف الحملة، التي لم تتحقق. وأكد الرئيس التركي أن بلاده قدمت «مساهمات ملحوظة لدمشق كي تحقق التحوّل الديمقراطي في البلاد، غير أنه فقد ثقته بالنظام السوري جراء مواقفه الأخيرة إزاء شعبه المطالب بالديمقراطية والحرية». وأعلن أنه يتابع آخر التطورات في سوريا عن كثب، ويتلقى يوميا تقارير استخباراتية عن تفاصيل الأحداث الجارية هناك، ذلك لأن تركيا تولي أهمية كبرى لسعادة الشعب السوري، وأمن واستقرار بلادهم». وقال: «لقد مضى، في ظروف العالم الحالية، عهد الأنظمة القمعية المغلقة، واستيلاء حزب واحد على السلطات في البلاد، فهذه الأنظمة إما ستتغير بالمبادرات الإيجابية من قبل حكامها، أو ستضطر للتغير بضغوط من شعوبهم الظامئة إلى الحرية والديمقراطية». وقال: «نشعر بحزن عميق بالفعل. يقال إن الأحداث انتهت ثم يقتل 17 آخرون، متسائلا: «كم سيكون العدد (القتلى) اليوم.. من الواضح أننا بلغنا نقطة سيكون معها أي شيء غير كاف وفات أوانه. لقد فقدنا الثقة». وأضاف: «لا بد أن يعرف الجميع أننا نقف إلى جانب الشعب السوري.. الأمر الأساسي هو الشعب». وفي السياق ذاته أكد كبير مستشاري الرئيس التركي، أرشاد هورموزلو أن «كل ما تحقق من إصلاحات في سوريا كان قليلا جدا، خصوصا مع استمرار العمليات الأمنية»، وقال: «نحن طلبنا الإسراع في الإصلاح، فوجدنا تسرعا وإسراعا في أعمال القتل والترهيب للشعب السوري، وما وجدناه في سوريا أقوال عن الإصلاح وليس أفعالا، حيث إن الأفعال تتعارض مع ما يقوله النظام السوري»، ولفت هورموزلو إلى أن «جميع الوعود بالإصلاح لم تتحقق على أرض الواقع»، وجدد القول إن «تركيا إذا خُيِّرت بين الشعب والنظام، فسوف تختار الشعب»، وتابع: «إن من يخيّرنا في هذا الأمر هو تسارع الأحداث التي حتمت علينا الخيار، ولقد اخترنا الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والآن الحل هو بيد الشعب السوري، وعليه أن يقرر مصيره، وعلى القوى الوطنية السورية أن تكون موحدة، وعندها ستجد كل القوى تقف إلى جانبها». وكانت أنقرة التي انتعشت علاقاتها مع دمشق في السنوات الأخيرة قد كررت الدعوة للأسد للبدء بإصلاحات، دون أن تصل إلى حد مطالبته بالرحيل. ويسعى النظام السوري لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ شهور عبر انتهاج القوة المفرطة؛ حيث قتل أكثر من 1600 مدني، واعتقل أكثر من 12 ألف معارض بحسب نشطاء حقوق الإنسان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا أول من أمس (السبت) مع استمرار القمع.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب عن «انزعاجه» إزاء الإخفاق المتكرر للرئيس الأسد في الوفاء بالوعود التي قطعها، بما في ذلك وقف حملته العسكرية على المحتجين.
 
هل فات في سوريا وقت التغيير من داخل النظام؟
إياد أبو شقرا
«من دون التغيير فإن شيئا ما بداخلنا ينام ونادرا ما يستيقظ، بينما على المرء أن يستيقظ»
(فرانك هربرت)
* طبيعي جدا أن تقلق بعض الجهات الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. ومن الطبيعي أيضا أن تتخوف جهات محلية وإقليمية من عواقب سقوطه. فالنظام السوري الحالي، بجيليه الأول والثاني الذي هو امتداد أقل حصافة وأكثر ميلا إلى المغامرة من سابقه، ملأ حيزا سياسيا إقليميا لمدة تزيد على أربعة عقود. وورث الجيل الثاني وحمل حتى اليوم تركة ثقيلة من الممارسات السيئة حكوميا وحزبيا وفرديا.
عالم السياسة يكره «الفراغ» ويخشاه. ونظام دمشق بجيليه أشرف على حقبة طويلة ألغى فيها واقعيا أي «ثقافة سياسية» مؤسساتية تقوم على مبادئ فصل السلطات وتداول الحكم وحماية المجتمع بقواه الذاتية الفاعلة والواعية بمعزل عن رضا «قيادة تاريخية» أحادية أفهمت الشارع بشتى الطرق باستحالة الاستغناء عنها والعيش خارج ظلها.
على امتداد أربعة عقود وأكثر، كان «القائد» يفكر نيابة عن الشعب - الممنوع من التفكير -، وبالتالي، يقرر عنه ويناور باسمه، فيبني تحالفات هنا ويزرع عداوات هناك ويعقد صفقات، هنا وهناك، مع أي كان ولقاء أي ثمن مناسب، شرط الإبقاء على «ورقة توت».. اسمها «الممانعة».
وفي ظل انعدام القدرة على التفكير المستقل، بالكاد سأل سائل عن معنى «الممانعة» إذا كان السلام - كما كان الرئيس السابق حافظ الأسد يكرر - «خيارا استراتيجيا»؟!
وبوجود «الحزب القائد»، المضمونة هيمنته دستوريا على مختلف أجهزة الدولة، قلما شكك أحد بقيمة تمثيل أحزاب «كومبارس» تحت خيمة «جبهة وطنية».. و«تقدمية»، في برلمان مهمته الأساسية المبايعة والهتاف.. ولا يعبر عن الشورى والديمقراطية إلا بالشكل، وآخر همه التعددية والشفافية والمحاسبة.
بل إن من درس مسيرة «الحزب القائد» الحافلة يحق له أن يسال، بأمانة، عن أي علاقة تربط القيادة الحالية بتاريخ الحزب وتراثه، وذلك لفرط ما تشقق وانقسم على نفسه.. فخرج منه من خرج، وسجن من سجن - غالبا بلا تهم -، واغتيل أو «انتحر» أو صُفي كل من حان أجله.
ثم إذا كانت العلمانية والاشتراكية، بجانب العروبة، في قمة أولويات «الحزب القائد»، فكيف انتهت حقبة «الأربعة عقود وكسور» باستفحال الطائفية كما تخبرنا وسائل الإعلام الرسمية، وكيف تكدست الثروات الطائلة عند المقربين والمحاسيب.. كي لا نشير إلى غيرهم، وكيف تدهورت علاقات سوريا بعالمها العربي؟
وحول الطائفية، بالذات، إذا كان النظام الذي يعتبر نفسه منزها عن الطائفية قد بات الملاذ الأخير للأقليات الدينية والمذهبية في الشرق الأوسط.. فهل منجزاته «العلمانية» في لبنان أولا والعراق ثانيا وفلسطين ثالثا.. كافية لبث الطمأنينة في قلوب أبناء الأقليات داخل سوريا؟
قرب نهاية الأسبوع الماضي حذر السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني من تغيير النظام في دمشق بحجة أن غيابه عن المشهد الإقليمي سيفتح باب الفتنة في عموم المنطقة (؟!) وأن تغييبه يصب في خانة خدمة مخططات إسرائيل، ثم صدر كلام بالمعنى نفسه عن وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي أكبر صالحي. أما موسكو فما زالت تناور لتعطيل أي قرار رادع في مجلس الأمن الدولي من شأنه حقن دماء السوريين، وتوجيه الرسالة الوحيدة التي يمكن أن تغير سلوك قيادة ترفض حتى اللحظة الاعتراف بسقوط ضحايا مدنيين في القمع المستمر منذ ما يقارب الستة أشهر.
موقف السيد نصر الله مفهوم، فهو أيد نظام دمشق علنا يوم 8 مارس (آذار) عام 2005 حتى عندما كانت غالبية الشعب اللبناني - بما فيها تابعه «البرتقالي» اليوم - تتهمه بهدر دم رفيق الحريري ورفاقه. ثم إن حزب الله ما كان ليحقق سيطرته على مقدرات الدولة، بل يلغي الوجود الفعلي للدولة، لولا العلاقة الاستراتيجية بين دمشق وطهران. وهذه علاقة تدرك القوى العالمية الكبرى حقيقتها جيدا مع أنها اختارت غير مرة تجاهلها والتقليل من شأنها. ويبقى أن إلغاء وجود «الدولة» ومؤسساتها في لبنان هدف مشترك بين دمشق و«الحزب» ومن خلفهما، وأيضا من يدعي عداوتهما معا.. مع أنه المستفيد الأكبر من الوضع الإقليمي الراهن.
وعطفا على ما سبق، يصبح بديهيا الموقف الرسمي الإيراني الذي يربط صدقيته في العالم الإسلامي وأجزاء واسعة من العالم العربي، برفعه شعارات على غرار «تحرير فلسطين» و«مواجهة أطماع الغرب».
وتاليا بما يخص روسيا، مع تذكر التنافس الطويل والمضني بين موسكو وواشنطن، واستخفاف واشنطن بالمصالح الحيوية الروسية بعد حسم واشنطن «الحرب الباردة» لصالحها - وتحديدا في البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى -، لا يعود مستغربا حرص «الكرملين» على ابتزاز القيادة الأميركية ومشاكستها. وما يغري على ذلك أكثر وجود رئيس ديمقراطي ليبرالي في «البيت الأبيض». إن ما تفعله موسكو اليوم داخل مجلس الأمن وخارجه في الشأن السوري متصل أساسا بالحسابات والمستحقات الأميركية - الروسية.. وليس بسبب «محورية» سوريا في المعادلة الدولية.
استيعاب دمشق هذا الواقع أمر مستبعد، لأن نظام الأسد - الذي ألغى أخيرا وجود أوروبا عن الخريطة - ما زال مقتنعا بأن في يديه أوراقا يناور بها أكثر مما في أيدي خصومه. وهنا تكمن المشكلة مع الجهات التي ما زالت تحث النظام على تغيير سلوكه، أو تلك التي تتبرع من دون داع لطمأنته إلى أنها لا تنوي أن تستخدم معه غير خياري الإقناع والدبلوماسية.
في أي حال، قد يكون أفضل للشعب السوري - ولو بكلفة إنسانية عالية ومؤلمة - أن تصل المحاولات المبذولة لإنقاذ النظام من سوء تصرفه إلى طريق مسدود، فمعظم السوريين باتوا مدركين أن النظام عاجز حقا عن تغيير نفسه، وأن التغيير الكامل هو الحل الوحيد.
هذا إدراك موجود في عواصم دولية عديدة، وهي كلما عجلت بترجمته على الأرض قصرت مدة معاناة أبناء سوريا الذين فجروا أشجع انتفاضة في تاريخ العرب المعاصر.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,094

عدد الزوار: 6,759,292

المتواجدون الآن: 127