"الهجوم الأخير" على مدينة سرت: حرب شوارع عنيفة

تاريخ الإضافة السبت 8 تشرين الأول 2011 - 8:19 ص    عدد الزيارات 3029    التعليقات 0    القسم عربية

        


بعد ساعات على تحدي العقيد معمر القذافي السلطات الليبية الجديدة ببثه تسجيلاً صوتياً جديداً يدعو أنصاره الى التظاهر "بالملايين" ضدها، شهدت مدينة سرت اشتباكات شوارع دموية أمس في معارك وصفتها قوات النظام الليبي الجديد بأنها "الهجوم الأخير" على مسقط رأس القذافي المحاصرة بعد أن صدرت لهم أوامر بالسيطرة على المدينة "اليوم" (أمس). فيما أشاد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بالحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي في ليبيا.
وقال عاملون طبيون إن 4 من المقاتلين قتلوا وأصيب العشرات في قتال في الجانب الغربي من المدينة، وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن عربات الإسعاف واصلت التوافد على مستشفى ميداني قريب.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر طبية في مستشفى ميداني آخر، أن المستشفى استقبل 18 من المقاتلين المناوئين للقذافي، كانت إصابة معظمهم بشظايا.
وتواصلت حرب الشوارع والقصف الكثيف من ليل الخميس ـ الجمعة عند مركز واغادوغو للمؤتمرات الذي كانت تعقد فيه القمم الافريقية وبات اليوم معقلاً لأنصار القذافي. وتصاعدت أعمدة الدخان من مواقع عدة في المدينة وسط أصوات الرشاشات والانفجارات.
وحلقت طائرات حلف الأطلسي في سماء المدينة، إلا أنه لم ترد أي تقارير عن وقوع غارات جوية. وقال براك أبو هاجر أحد الثوار إنه يشارك في القتال منذ وقت مبكر عند مركز واغادوغو للمؤتمرات ونقل أحد زملائه الجرحى الى المستشفى الميداني. أضاف "إنهم يطلقون القذائف الصاروخية من كل مكان. وتم إخبارنا أن هذا هو الهجوم الأخير. وإن شاء الله سنسيطر على سرت اليوم". وقال المقاتل فيصل عسكر "دخلنا مركز واغادوغو، إلا أننا تراجعنا بسبب القذائف الصاروخية ونيران القناصة. لا يوجد غطاء". وأضاف "لدينا أوامر أن ننهي المهمة اليوم".
وفي مستشفى ميداني على بعد كيلومترات قليلة، قال مراسل "فرانس برس" إن عربات الإسعاف تصل كل دقيقتين. وأوضح أن رجلاً يحمل مكبراً للصوت كان يهتف مع آخرين "الله أكبر" كلما تم نقل أحد الجرحى داخل المبنى الذي أقيم فيه المستشفى الميداني. ووصلت شاحنة بيضاء صغيرة وتجمع عدد من الحضور للصلاة. وداخل الشاحنة سجيت أربع جثث ملفوفة ببطانيات رمادية ومربوطة بحبل أبيض، ووضعت عليها ملصقات تحمل أسماء القتلى.
وقال مراسل آخر لوكالة "فرانس برس" إن اشتباكين عنيفين آخرين وقعا داخل جامعة سرت وحولها بالقرب من مركز المدينة، وفي الحي الموريتاني.
وفي بني وليد، أطبق الثوار أمس حصارهم على قوات القذافي، وأرسلوا وفد وساطة للتفاوض مع قبائلها لإقناعهم بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري "قريب جداً".
وقال القائد الميداني في قوات المجلس الانتقالي عمر فيفاو "نحن حاصرنا... منطقة تنتي، التي هي آخر نقطة قبل مدينة بني وليد والتي تسيطر عليها كتائب (القذافي) وتمركزنا بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة".
أضاف هذا القائد من خط الجبهة الأمامي الواقع على بعد حوالى 40 كلم من المدخل الجنوبي لبني وليد "لم نطلق النار بعد، بل بعثنا وساطة الى قبائل بني وليد وطلبنا منهم الاجتماع اليوم (أمس) أو غداً لغرض حقن الدماء كونهم اخوة لنا ولا نريد سفك دمائهم.. وإذا لم يستجيبوا ولم يتم الاتفاق فلن يكون لنا خيار إلا الهجوم"، مشيراً الى أن المهلة المعطاة للمفاوضات تنقضي بعد يومين.
ومن نابلولي، أشاد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بالحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي في ليبيا أثناء اجتماعه بأفراد من القوات البحرية الأميركية من المشاركين في العمليات في قاعدة قيادة القوات المشتركة في نابولي.
وشكر بانيتا الجنود على دورهم في "عملية جوية أثبتت فاعلية تامة".
كما استمع الى آخر المستجدات والمعلومات التي أمده بها الجنرال الكندي شار بوشار قائد العملية الجوية، فضلاً عن تقارير رفعها مسؤولون كبار آخرون.
وقال إن الحلفاء يدرسون موعد إنهاء الحملة الجوية وإن ذلك سيعتمد جزئياً على وضع القوات المحلية على الأرض التي أحاطت بالموالين للقذافي في معقلين رئيسيين للنظام.
وقال إن وزراء دفاع الحلف الأطلسي توصلوا الى إجماع حول الظروف الواجب توافرها لإنهاء الحرب الجوية الليبية المستمرة منذ ستة أشهر.
وقال بانيتا إن ثمة أربعة "خطوط إرشادية" لقرار إنهاء الحملة الجوية، الأول منها يتعلق بنتيجة المعركة الدائرة للسيطرة على مسقط رأس القذافي في سرت، بينما تتعلق الشروط الثلاثة الأخرى بما إذا كانت قوات القذافي ما تزال قادرة على مهاجمة المدنيين، وما إذا كان بإمكان القذافي بعد قيادة المقاتلين، وما إذا كان بإمكان القادة الجدد للبلاد تأمين ليبيا.
(ا ف ب، رويترز، يو بي اي، بي بي سي)


المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,474,347

عدد الزوار: 6,992,939

المتواجدون الآن: 70