باريس المرتاحة إلى نتائج الانتخابات

ليست بعيدة من تفاهم خارجي – داخلي

تاريخ الإضافة السبت 13 حزيران 2009 - 5:48 ص    عدد الزيارات 4336    التعليقات 0    القسم محلية

        


تشير اوساط ديبلوماسية فرنسية ان باريس مرتاحة الى نتائج الانتخابات النيابية في لبنان وان مسار الاحداث يثبت اقتناعها بان السياسة التي اختارتها في لبنان وازاء سوريا كانت صائبة. وكانت التقارير التي وصلت الى العاصمة الفرنسية قبل الانتخابات تشير الى فوز محتم للمعارضة اللبنانية مما جعل الاوساط الديبلوماسية الفرنسية تعتقد ان "حزب الله" سيخرج منتصراً حتى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعدما افاده وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان المعارضة ستنتصر بدأ البحث فعلياً في الموقف التي يمكن ان تتخذه باريس حيال هذا الانتصار. والديبلوماسية الفرنسية مرتاحة الى الطريقة التي جرت فيها الانتخابات وخصوصاً ان جميع التقارير التي صدرت عن المراقبين الدوليين ذكرت انها جرت في جو ديموقراطي رغم تنبؤ البعض بحصول ارتباكات امنية، منوهة بنجاح الديموقراطية اللبنانية في تخطي هذه المرحلة الدقيقة بكل أمان.
وتعتبر هذه الاوساط ان الوضع بمجمله يسير على الطريق الصحيح الذي كانت باريس تدعو اليه منذ متابعتها الملف اللبناني ونوهت بردود الفعل المعتدلة للزعماء السياسيين الخاسرين والفائزين. وهناك شعور لدى هذه الاوساط ان اللبنانيين اختاروا بأكثريتهم مشروع الدولة القوية المسؤولة رافضين الخطاب "الديماغوجي" الذي طرحه البعض، ولهجة التهديد والتشدد.
ورغم ان الوضع السائد ما زال صعباً وباريس لا تريد التدخل حسب المسؤولين فيها في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقبلة والدخول في اللعبة السياسية الداخلية غير انها توجه دعوة الى الافرقاء للتحلي بروح المسؤولية. وهي تعتبر ان على اللبنانيين الافادة من النافذة الديبلوماسية الحالية المؤاتية لحل مشاكلهم الداخلية والاسراع في تشكيل حكومة جديدة والاستقرار في الحوار الوطني الذي يرئسه الرئيس ميشال سلمان.
وتشير هذه الاوساط الى ان دمشق اضطلعت بدور ايجابي على الساحة اللبنانية رغم بعض التصريحات التي صدرت اخيراً. وان سوريا التي تسعى الى انفتاح اميركي عليها تعلم انها تحت المراقبة الاميركية ولا تود في هذه المرحلة القيام باي دور معطل، وفي هذا السياق تلفت هذه الاوساط الى وجود تفاهم سوري سعودي اميركي، وباريس ليست بعيدة منه وهو يشكل الركيزة الاولى بالاضافة الى الافرقاء المحليين لرسم ايقاع سياسي ايجابي على الساحة اللبنانية. وتقوم فرنسا بالاتصالات اللازمة مع الاطراف الاقليميين لحضهم على الاعتدال وتقبل النتائج والتعاطي معها بكل ايجابية كما انها تدعوهم الى تسهيل تشكيل الحكومة. وهذا الواقع الجديد يمكنه ان يؤدي الى التوصل بين الافرقاء المحليين والاقليميين الى تفاهم حول الاستراتيجية الدفاعية وتأمين ضمانات الى "حزب الله" في شأن سلاحه على ان يبقى هذا السلاح المرتبط باعتبارات اقليمية بعيداً من التقلبات السياسية المحلية وتأمين تأليف حكومة اتحاد وطني دون مطالبة المعارضة بالثلث المعطل الذي شل عمل الحكومة الحالية، على ان ينتخب الرئيس نبيه بري رئيساً للبرلمان.
وتعتبر هذه الاوساط ان ليس لدى الاطراف الاقليميين والمحليين حالياً اي مصلحة في معارضة سياسة الانفتاح التي دعا اليها الرئيس الاميركي باراك اوباما، بل ابداء نيات حسنة وايجابية امام الديبلوماسية الاميركية المنفتحة على العرب.
وسيقوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بعد زيارته للبنان وخلال اجتماع مجلس القضايا العامة والعلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي الذي سيعقد الاثنين في بروكسيل بتقويم الوضع على الساحة اللبنانية بعد نتائج الانتخابات النيابية امام وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي الذين يطمحون الى استمرار الدور الذي قاموا به من اجل مساعدة لبنان. كما ان وزير الخارجية والشؤون الاوروبية برنار كوشنير سيستقبل غداً المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل للبحث معه في آخر التطورات على الساحة الاقليمية واللبنانية بعد جولة الأخير على المنطقة.


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,058,778

عدد الزوار: 6,750,541

المتواجدون الآن: 111