ايران: الصدامات تتجدد والشرطة تعتقل مئات الإصلاحيين بينهم شقيق خاتمي

تاريخ الإضافة الإثنين 15 حزيران 2009 - 5:44 ص    عدد الزيارات 5226    التعليقات 0    القسم دولية

        


ايران تنفجر.. تعبير يختصر مشهد الشارع الايراني الذي ما فتئ يعبر عن سخطه حيال اعادة انتخاب "الديموقراطور" محمود احمدي نجاد، وهو تلاعب لغوي يمزج بين الديموقراطي والديكتاتور. فقد تجددت الصدامات امس بين الشرطة الإيرانية ومتظاهرين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على فوز أحمدي نجاد، ما دفع الشرطة الى اطلاق اعيرة نارية، وذلك بعد اعتقالها المئات من الاصلاحيين من بينهم شقيق الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي.
وفي المقابل، كان الرئيس الجديد محمود احمدي نجاد يطلق العنان لتهديداته الى الداخل والخارج على حد سواء خلال اكثر من ظهور له على الملأ امس ليعلن النصر، فدعا منافسيه "الخاسرين" الى "التسليم بالامر"، مؤكدا ان الملف النووي الإيراني ليس مطروحا للبحث، في إشارة إلى أنه لن يكون هناك تغيير في السياسة النووية خلال فترة رئاسته الثانية.
وقال شاهد عيان بعد ظهر امس، ان الصدامات تجددت بين الشرطة الإيرانية ومتظاهرين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على فوز أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية كانوا يرددون "الموت للديكتاتور".
وردت قوات الامن مطلقة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وقال صحافي من وكالة فرانس برس ان الشرطة اقتحمت محال تجارية لجأ اليها بعض المحتجين واقتادت عددا منهم.
وقال مساعد قائد الشرطة احمد رضا رضان في تصريح للتلفزيون الرسمي ان الشرطة "استخدمت الغازات المسيلة للدموع في بعض القطاعات لوضع حد للصدامات واصبح الوضع تحت السيطرة". غير ان المواجهات تواصلت بين الشرطة ومجموعات صغيرة متنقلة.
وتدعم شرطة مكافحة الشغب مجموعات من العناصر باللباس المدني يتنقلون على دراجات نارية ويحملون عصي طويلة ويعتقد انهم عناصر من ميليشيا الباسيج الاسلامية.
ويحصل تراشق بالحجارة بين المحتجين والشرطة.
وكانت شرطة مكافحة الشغب تلاحق احيانا السيارات التي تطلق ابواقها تأييدا للمتظاهرين كما تحطم زجاج سيارات متوقفة في الجزء من الجادة الذي تجري فيه المواجهات.
وطلبت الشرطة من اصحاب المتاجر اغلاقها وذلك على ما يبدو لمنع المتظاهرين من الاحتماء فيها اثناء ملاحقتهم.
غير ان سكان الحي كانوا يتركون ابوابهم مفتوحة حتى يتمكن المتظاهرون من الاختباء فيها.
وانتشرت الشرطة بكثافة في شوارع طهران وتحديدا في محيط وزارة الداخلية غداة حصول مواجهات عنيفة، وفق ما قال صحافي فرانس برس.
وفي وقت سابق، اعلن رضان ان قواته اعتقلت 170 شخصا على الاقل على خلفية اعمال الشغب التي اندلعت في العاصمة اول من امس. وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (ارنا)، "تم اعتقال عشرة اشخاص يعتبرون العقول المدبرة لاعمال الشغب الاخيرة (...) وهناك آخرون سيعتقلون قريبا".
واضاف "من بين مثيري الشغب اكثر من 50 منظما ومنسقا تم اعتقالهم ايضا".
واعتقلت الشرطة 110 اشخاص كانوا "على هامش" التظاهرات، من دون ان يوضح ما اذا كان هؤلاء ناشطين فعليين في الحركة الاحتجاجية ام لا.
واراد رضان بعبارة "العقول المدبرة" العشرة الاشارة الى القادة الاصلاحيين المعتقلين منذ الاول من امس.
وكان قريب من الرئيس السابق محمد خاتمي اعلن صباح امس اعتقال تسعة من هؤلاء القادة الاصلاحيين على الاقل، قبل ان يعلن لاحقا افراج السلطات عن ثلاثة منهم.
من جهة اخرى اوقفت الشرطة ثلاثة مسؤولين آخرين وصحافيين اصلاحيين اثنين، كما اكدت زوجة احد هؤلاء الموقوفين.
وقال الاصلاحي البارز محمد علي أبطحي إن أكثر من 100 إصلاحي إيراني ألقي القبض عليهم مساء اول من امس.
والإصلاحيون الذين ألقي القبض عليهم أعضاء بجبهة المشاركة الإصلاحية البارزة في إيران ومن بينهم محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.
أضاف أبطحي الذي كان يشغل سابقا منصب نائب الرئيس "ألقي القبض عليهم من منازلهم الليلة الماضية (ليل السبت ـ الاحد)، موضحا من المتوقع أن يجرى القبض على المزيد.
وشكا موسوي انتهاكات وتزوير الانتخابات وهي ادعاءات رفضها مسؤولو وزارة الداخلية الايرانية. وقال في بيان "أحذر من أني لن أستسلم لهذه التمثيلية الخطيرة. مثل هذا التصرف من قبل بعض المسؤولين سيقوض أركان الجمهورية الإسلامية ويقيم نظام حكم استبدادياً."
وطلب المرشد الاعلى علي خامنئي من جميع الايرانيين احترام فوز أحمدي نجاد.
وفي غضون ذلك، اعلن احمدي نجاد ان نتائج الانتخابات الرئاسية شكلت صفعة على وجه قوى "الاستكبار" التي تحكم العالم. وقال في اول مؤتمر صحافي يعقده منذ فوزه في انتخابات الجمعة الماضية، ان "نسبة المشاركة التي بلغت 84 في المئة من الناخبين .. تشكل صفعة قوية .. في وجه نظام الاستكبار الذي يحكم العالم". وندد بنزول المحتجين الى الشوارع منذ السبت تنديدا بنتائج الانتخابات. وشبه الانتخابات بـ"مباراة كرة قدم" بين فريقين، داعيا الفريق الخاسر الى "التسليم بالامر".
وقال في اشارة الى انصار خصمه الابرز في الانتخابات المحافظ المعتدل مير حسين موسوي "ان كون البعض يحتج ويطعن في النتائج امراً طبيعياً. كانوا يعتقدون ان في وسعهم الفوز واستعدوا لذلك، وبالتالي فهم مستاؤون".
وفي الملف النووي، قال انه ليس مطروحاً للبحث. اضاف "كما سبق وقلت، الملف النووي اصبح من الماضي"، مشيرا الى ان بلاده مستعدة بالمقابل لاطلاق "دراسة شاملة لنزع الاسلحة النووية في العالم".
وفي ردود الافعال، أعلن البيت الأبيض أنه يراقب "عن كثب" نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في بيان "اننا وكما باقي دول العالم متأثرون بالنقاش الحيوي الذي أثارته هذه العملية الانتخابية، ولا سيما في صفوف الشباب الايراني، ونواصل مراقبة الوضع برمته عن كثب، بما في ذلك التقارير عن وجود مخالفات". وعبرت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي عن "قلقها" من "المخالفات المفترضة" التي سجلت خلال الانتخابات و"اعمال العنف" التي تلت.
وقالت ان "الاتحاد الاوروبي يأمل ان تشكل نتيجة الانتخابات الرئاسية فرصة للحوار حول المسألة النووية وتوضيح الموقف الايراني في هذا الشأن".
وقالت فرنسا ان ما يحدث في ايران ليس بـ"الانباء السارة"، وفق احد مستشاري الرئيس الفرنسي هنري غينو.
ودانت المانيا امس قمع الشرطة الايرانية متظاهرين يحتجون على اعادة انتخاب احمدي نجاد في ايران. وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير في بيان ان "اعمال العنف التي تمارسها قوات الامن بحق المتظاهرين غير مقبولة". ودعا سلطات طهران الى القاء الضوء على المعلومات التي تتحدث عن وقوع مخالفات في الاقتراع.
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان العالم إلى منع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وعقب ليبرمان على نتائج الانتخابات في إيران من خلال بيان نشره موقع وزارة الخارجية الالكتروني امس قائلاً إن "إيران تضع أمام المجتمع الدولي مشكلة ليس لها طابع شخصي بل هي مشكلة سياسية". وأضاف انه "في ظل استمرار السياسة الإيرانية وخاصة في ظل فوز الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في الانتخابات، يجب على الأسرة الدولية مواصلة العمل بحزم لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية ومن دعم التنظيمات الإرهابية وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إنه "مما لا شك فيه أنه تمت فبركة انتخابات الرئاسة الإيرانية، إذ أن النتائج غير منطقية". وأضاف أنه "لا يعقل أن أحمدي نجاد حصل على تأييد واسع كهذا من الجولة الأولى" للانتخابات.
وقالت "هآرتس" إن إسرائيل تعتبر فوز أحمدي نجاد هو أمر جيد لأنه سيمكن من عزل إيران سياسيا واقتصاديا.
كذلك قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان التناقض الحاصل على ضوء نتائج الانتخابات الإيرانية فإن القيادة "في إسرائيل وسوريا وغزة (أي حماس والمنظمات الإسلامية في قطاع غزة) راضون".
واضافت الصحيفة أن معظم المسؤولين الإسرائيليين يرون أنه "مع وجود أحمدي نجاد في الحكم سيكون أسهل على إسرائيل إدارة الحملة من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني".


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,100,427

عدد الزوار: 6,752,707

المتواجدون الآن: 105