تقرير «راند» لمواجهة «حزب الله»: خصم صعب غير متوقع....هل يخضع الجنوب لإرادة إيران؟

مهرجان مركزي في ذكرى 14 شباط يُعلَن فيه إطلاق المجلس الوطني لـ «14 آذار»..طرابلس تتظاهر تضامناً مع الشعب السوري...هل «الخيار الشيعي الثالث» قادر على فرض نفسه؟

تاريخ الإضافة الأحد 22 كانون الثاني 2012 - 6:18 ص    عدد الزيارات 3150    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الاستعدادات داخل دوائر «المستقبل» لعودة الحريري جارية على قدم وساق
مهرجان مركزي في ذكرى 14 شباط يُعلَن فيه إطلاق المجلس الوطني لـ «14 آذار»
جريدة اللواء..بقلم محمد مزهر
على مقربة من الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط، بدأت قوى الرابع عشر من آذار، تعد العدّة لإقامة احتفال مركزي، سوف يكون بمثابة انطلاقة متجددة لهذه القوى الاستقلالية، إن على الصعيد التنظيمي، أو على صعيد الخطاب السياسي، الذي سوف تتوجه فيه هذه القوى إلى جمهورها، في ظل المتغيرات الحاصلة في المنطقة العربية، من جرّاء الثورات الحاصلة فيها.
وإزاء الموقف الذي أعلنه رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، بالعودة إلى لبنان بعد غياب قسري عن الساحة السياسية، من جرّاء التهديدات الجدية باغتياله، تكتمل مشهديّة الاحتفال، الذي وفق المعلومات المتوافرة لـ «اللواء» سوف يقام على الأرجح في «البيال»، مع احتمال حصول تغييرات في الأيام المقبلة، خصوصا وأنّ التحضيرات لا تزال في بداياتها، وفق ما يشير مصدر في قوى الرابع عشر من آذار، ووفق المعلومات أيضا فإن النقاش يدور فقط حول احتفال مركزي، قد يتبعه مهرجان شعبي حاشد في ذكرى الرابع عشر من آذار، إنما كل ذلك يبقى رهن الظروف والتطورات التي تشهدها البلاد.
ومع عودة الرئيس الحريري، التي باتت بحكم المؤكّد وفق ما يشير المصدر عينه لـ «اللواء»، يمكن القول أنّ التحضيرات الفعلية لاحتفال الرابع عشر من شباط، ستنطلق وبشكل سريع ومتواتر، ما يعني أنّ موعد العودة، لن يتأخرّ طويلا، وعلى الأرجح سوف يكون في الأيام المقبلة، أو على بعد تقدير، مطلع الشهر المقبل، وعلى هذا الصعيد يرفض مصدر مستقبلي بارز عبر «اللواء» الدخول في تفاصيل موعد عودة الحريري، وكل ما يؤكّده هو أنّ زعيم تيار المستقبل سوف يكون بين جمهور تيار المستقبل والرابع عشر من آذار في وقت قريب جدّا، مشيرا إلى أنّ الضوء الأخضر للعودة وحده مناط بالرئيس الحريري، وهو أعلن أنه سوف يأتي إلى لبنان، وبالتالي لا رجوع عن هذا القرار.
المعلومات المتوافرة لـ «اللواء» تشير إلى أنّ قوى الرابع عشر من آذار، بصدد الإعلان في خلال المهرجان الخطابي لقوى الرابع عشر من آذار، عن الهيكلية التنظيمية الجديدة، وربّما يشهد المهرجان إعلان المجلس الوطني لـ «14 آذار» خصوصا وأنّ العمل على إنشاء هذا المجلس، كانت تفعّلت في الفترة الماضية، من قبل منسّق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، النائب السابق الدكتور فارس سعيد، وعلى هذا الصعيد، يشير عضو بارز في الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار لـ «اللواء» إلى أنه في ظل التطورات الدراماتيكية الحاصلة في الوطن العربي، فإنّ الحاجة باتت ملحّة لإدخال دم جديد إلى قوى الرابع عشر من آذار، بما يتناسب مع هذه المتغيرّات، ومن الطبيعي أن يبدأ العمل على إحداث تغييرات في البنية الهيكلية لقوى الرابع عشر من آذار، بحيث تصير الأمور منظّمة أكثر، ويوضح المصدر أنه ليس منطقيا، وفي ظل الحراك الشعبي العربي، أن نظل على شعارات ومرتكزات صارت وراءنا.
وبانتظار عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، فإنّ الاتصالات واللقاءات بين القيادات الآذارية المتواجدة في لبنان، ولا سيّما رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، قائمة وبشكل مستمر، وعلى هذا الصعيد علمت «اللواء» أنّ لقاء عقد بين هذه الأضلع الآذارية الثلاثة، وبوجود عدد من نواب 14 آذار ومنسق الأمانة العامة لهذه القوى، بعد أيّام من عودة الدكتور جعجع من المملكة العربية السعودية، حيث زارها قبل فترة، والتقى في خلالها الرئيس سعد الحريري، وكبار المسؤولين السعوديين، ووفق المعلومات فإنّ جعجع نقل أجواء إيجابية إلى السنيورة والجميّل، إن على صعيد الوضع الداخلي أو على الصعيد الخارجي، ولا سيّما ما يجري في سوريا، وفي هذا الإطار فإنّ مصدر مقرب جدّا من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية يشير لـ «اللواء» إلى أنّ الاتصالات واللقاءات بين قيادات ومكونات الرابع عشر من آذار، لم تنقطع يوما، مشيرة إلى أن لا خلافات بين مكونات المعارضة، على الرغم من وجود وجهات نظر متباينة بين الفرقاء، لافتاً إلى أنّ كل الأمور مطروحة للبحث والنقاش، لافتا إلى أنّ عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، سوف تساهم أكثر في تقريب وجهات النظر، من أجل استعادة زمام المبادرة، واستكمال المسيرة الاستقلالية.
 
مذكِّرة توقيف تايلاندية للبناني ثانٍ من «حزب الله» خطّط لاعتداء
أصدرت المحكمة الجنائية في تايلاند مذكرة اعتقال بحق لبناني ثان يدعى جيمس سامي بابلو، بتهمة التواطؤ مع اللبناني الآخر حسين عتريس لتنفيذ عمل إرهابي في بانكوك، وتقول السلطات التايلاندية أن اللبنانيين ينتميان إلى «حزب الله».
وأفاد قائد الشرطة الوطنية الجنرال بريوبان دامابونغ لصحيفة «بانكوك بوست» التايلاندية أن «مذكرة اعتقال أصبحت نافذة بحق اللبناني جيمس سامي بابلو البالغ من العمر 40 سنة، الذي يواجه نفس التهم التي يواجهها عتريس وهي امتلاك مواد كيميائية محظورة».
وأشار الى أن «بابلو كان يقيم مع عتريس في المنزل نفسه الذي عثرت فيه الشرطة على 4 أطنان من مخصب يمكن أن يستخدم في تصنيع عدة قنابل».
ولفت الى أن «الشرطة تحاول تحديد ما إذا كان بابلو ما زال على الأراضي التايلاندية، وطلبت مساعدة «الإنتربول» لتعقب أثره».
وأوضح قائد الشرطة أن «عتريس قال للشرطة أنه وباولو كانا يخططان لإرسال المواد الكيميائية إلى بلد آخر واستأجرا 10 مستوعبات لنقلها، وأنه نفى أن يكون من عناصر حزب الله، ولذا لا يمكن للشرطة إلا أن تصدر بحقه تهمة جنائية وحسب.
وكانت الشرطة اعلنت أنه تم الاثنين توجيه الاتهام الى لبناني يشتبه في محاولته التخطيط لاعتداء في بانكوك بعد العثور على مواد كيميائية قابلة للانفجار، وذلك بعد بضعة أيام على اصدار السفارة الاميركية في بانكوك تحذيران من هجوم ارهابي محتمل.
وكان قد أوضح قائد الشرطة بانسيري براباوات أن المشتبه به الذي أوقف الخميس الفائت لديه على ما يبدو علاقات مع حزب الله.
 
وفد أميركي تفقّد قاعدة القليعات الجويّة وعكار تتضامن مع إعادة تشغيلها مدنياً
جريدة اللواء..عكار – رضوان يعقوب:
أكد النائب السابق مصطفى هاشم بأن عدم تشغيل مطار الرئيس رينة معوض في القليعات هو مؤامرة على عكار والشمال ولبنان وطالب بفتحه وتشغيله بأسرع وقت.
كلام هاشم جاء خلال لقاء موسع عقد في دارته في بلدة ببنين بحضور رؤساء إتحادات بلديات الجومة وجرد القيطع وساحل ووسط القيطع المهندس سجيع عطية وعبد الإله زكريا وأحمد المير الى رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من المنطقة، وتم التداول بأهمية مطار القليعات وضرورة تشغيله.
وإثر اللقاء انتقد هاشم «معارضي قرار الحكومة باعادة افتتاح المطار الذين يحاولون حجب الانماء عن هذه المنطقة». وقال «في العام 2001 وبتوجيه من الرئيس الشهيد رفيق الحريري أقمنا ندوة مع الرئيس نجيب ميقاتي حيث كان آنذاك وزيرا للأشغال العامة والنقل حول تشغيل المطار وأهميته الانمائية لمنطقة عكار والشمال. كما كنا قد اتخذنا توصية في العام 2006 في لجنة الأشغال العامة النيابية برئاسة النائب محمد قباني بتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وقد تم شراء معظم المعدات اللازمة لتشغيله».
أضاف: «اننا نشد على يد وزير الأشغال العامة غازي العريضي وله منّا ومن عكار كل الدعم بموقفه المبدئي وقراره بفتح مطار رينيه معوض في القليعات، ونتمنى على الرئيس ميقاتي وهو ابن الشمال بدعم موقف الوزير العريضي وتسهيل قرار تشغيل المطار وألا يعطي آذانا صاغية للأبواق التي تعتبر تشغيل المطار مؤامرة، لأن عدم تشغيل المطار هو مؤامرة على عكار والشمال وكل لبنان».
وصدر عن المجتمعين توصية تلاها رئيس اتحاد بلديات ساحل القيطع أحمد المير جاء فيها:«اعتبر المجتمعون اعادة تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات أمراً في غاية الأهمية ودعامة أساسية لإنماء المنطقة التي طبعت بالحرمان. والمطار يؤمن آلاف فرص العمل وينعش المنطقة اقتصاديا ويضعها على الخريطة الانمائية للبنان».
وثمّنوا موقف وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي للجهد الكبير الذي يبذله من أجل اعادة فتح المطار ويرحبون بزيارته للمنطقة. وناشدوا الرؤساء الثلاثة وخاصة الرئيس ميقاتي بدعم موقف الوزير العريضي في مجلس الوزراء حيث يعتبر المطار حجر الزاوية في انماء منطقة عكار والشمال.
ومن جهته اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب نضال طعمة ان «اعادة فتح مطار الشهيد رينيه معوض (القليعات) من المشاريع المهمة التي من شأنه إخراج عكار من دائرة النسيان والإهمال، لما يؤمنه من مجالات عمل عديدة ومتنوعة تقدر بعشرين ألف فرصة، مما يسبب حراكا اقتصاديا في المنطقة، وينعكس إيجابا على تنشيط السياحة البيئية والدينية والعمرانية التي تمتاز بها عكار».
وسأل «القوى التي تعلن أنها نصيرة المحرومين، لماذا ترفض أن يرفع الحرمان عن كاهل أهل عكار؟ ونسأل قوى الأمر الواقع بأي حجة تقطعون اللقمة عن فم أبناء عكار؟»، معتبرا ان «مهزلة الادعاء بإقامة منطقة عازلة شمالا وربط الموضوع بما يجري في الداخل السوري، يفتقر إلى الحد الأدنى من الموضوعية. فالمنطقة الشمالية بالمعنى السياسي معروفة الهوية والهوى ولا يمكن لأهلها أن يشكلوا عزلا وانقطاعا، بل هم رمز الانفتاح على قيم الحرية والديموقراطية، فلا يمكن عزلهم عنها مهما هوَّلوا ومارسوا تعنُّتاً في استعمال السلطة».
ولفت إلى أن «القول بأن أميركا تريد فتح المطار ليكون ممرا لها بعيدا عن عيون حزب الله، ينطوي على مغالطتين أساسيتين، الأولى تسيء إلى أهل المنطقة وقواها السياسية وتصورهما وكأنهما اداة في يد الغريب، فيما همنا الأوحد هو مصلحة أهلنا. والثانية تؤكد سطوة حزب مسلح على مرافق الدولة وإخضاعها لسلطته وسيطرته وهذا مرفوض ولا يمكن أن يساهم في بناء دولة في لبنان».
وختم: «ليكفّ الجميع عن إدخال هذا الموضوع الحيوي في المتاهات السياسية ولتسارع الحكومة وكل المعنيين في إنصاف عكار وأهلها، عسى الدولة ترد غيضاً من فيض عطائها للبنان على كل المستويات».
في غضون ذلك أفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» في عكار أن وفدين من السفارة الاميركية في بيروت زارا أمس منطقة عكار، بعيداً عن الإعلام، وزار الوفد الأول، وهو عسكري، قاعدة القليعات الجوية، حيث كان في استقباله ضباط القاعدة الجوية.
أما الوفد الثاني فزار مدرسة النور الرسمية وتفقد أوضاعها واحتياجاتها، في إطار مشروع التعاون الأميركي لإعادة تأهيل عدد من المدارس الرسمية، في بعض المناطق اللبنانية. كما زار الوفد أيضاً روضة القبيات الرسمية.
 
"القوات": قطع شبه تام للاتصالات الخلوية
عن قرى ومناطق على الحدود مع سوريا
جريدة المستقبل..
أفاد موقع "القوات اللبنانية" ان "المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا في الشمال والبقاع عانت (امس)، انقطاعا شبه تام على صعيد الإتصالات الخلوية، بعد ان كانت بدأت تعاني صعوبات كبيرة في الإتصال ابتداء من (أول من أمس) الخميس"، مشيرا الى ان "المواطنين أكدوا ان الإتصالات الخلوية في تلك المناطق تكاد تكون مستحيلة".
وكشف الموقع نقلا عن معلومات خاصة أمس، ان "وزارة الإتصالات وجهت (أمس) الجمعة كتابا رسميا الى الشركتين المشغلتين لقطاع الخلوي ALFA وMTC تطلب فيه القطع الكامل للإتصالات الخلوية في المناطق الحدودية المتاخمة لسوريا شمالا وبقاعا بعد ان كانت وجهت كتابا مماثلا (أول من أمس) الخميس تطلب فيه القطع بحوالى 90% وقد استجابت الشركتان لطلب الوزارة".
أضاف: "وفي حين عمد عدد كبير من المواطنين الى مراجعة الشركتين عن أسباب رداءة الإتصالات، جاء جواب موحد من شركة MTC ومفاده أن الكهرباء مقطوعة عن محطات الإرسال، التي تغذي تلك المناطق في حين تمنعت شركة ALFA صباح (أمس) الجمعة عن إعطاء أي تفسير". وأفادت المعلومات بأن "ثمة سعي في ALFA لإعطاء تبرير موحد أيضا".
وأشار، الى أن "إجراء وزارة الإتصالات قد يكون مرده طلبا سوريا في مساعدة النظام السوري لمنع عمليات المساعدة الإنسانية، التي تأتي من بعض القرى الحدودية للمصابين والنازحين السوريين"، لافتا الى ان "من المناطق التي قطعت عنها شركة الفا الاتصالات: وادي خالد، العبودية، البارد، الحميرة، البيرة، حنيدر، النفيسة، عندقت، القبيات، اكروم، القصر، الهرمل والقاع".
 
طرابلس تتظاهر تضامناً مع الشعب السوري
واعتصام في البداوي يطالب الجامعة بقرارات أفعل
طرابلس ـ "المستقبل"
في اطار الفعاليات التضامنية مع الشعب السوري، خرجت من امام مسجد حمزة في حي القبة شرقي طرابلس أمس، تظاهرة جوالة، سارت في الشوارع القريبة من المسجد قبل ان تنتهي في ساحة ابن سينا، حيث القيت كلمات من وحي جمعة "المعتقلون في السجون" تلتها اقامة لصلاة الغائب عن ارواح الشهداء واضرام النار بصور الرئيس السوري بشار الأسد.
وقد حمل المتظاهرون اللافتات المنددة بالنظام في سوريا والمطالبة بإسقاط الاسد، وصورا لضحايا الحراك الشعبي في مختلف المدن والبلدات السورية.
والقى امام وخطيب مسجد حمزة، عضو هيئة علماء الصحوة الاسلامية في لبنان الشيخ زكريا عبد الرزاق المصري، خطبة الجمعة وتطرق في ختامها الى الاوضاع في سوريا والى موضوع الاتهامات المساقة ضد بلدة عرسال البقاعية. وانتقد من وصفهم بـ "الشبيحة"، قائلا: "أين هؤلاء الذين يسمون بالشبيحة في سوريا، الذين يعملون على حماية النظام بكل وسيلة ولو أدى بهم ذلك الى ارتكاب الجرائم الكبيرة، من قتل الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا، وانتهك الأعراض ونهب الأموال ودمر الممتلكات، نصرة لزعيمهم الذي أمرهم بالقيام بهذه الأعمال الإجرامية والتصرفات الوحشية، كي يرهب بها خصومه، ويقضي على ثورتهم التي يطالبون فيها بالحرية وتغيير نمط الحكم الذي مارسه ضدهم حزب "البعث العربي الإشتراكي" وتفرّد به لأكثر من أربعين عاما. وأين أولئك الذين يدعمون نظام حزب "البعث" الحاكم في سوريا من الإيرانيين في طهران وحزب "الدعوة" في العراق و"حزب الله" في لبنان، الذين يعلمون الحقيقة ولكنهم يكابرون الواقع وينصرون الظالم ويطمسون الحقائق ويرتكبون الجرائم لتثبيت حكم حزب "البعث" في سوريا، ولو على حساب القيم الأخلاقية والمبادئ الدينية".
وسأل عن "السر في تسليط الأضواء على الوجود المزعوم لـ "القاعدة" في لبنان، وإطفاء هذه الأضواء عن الوجود الحقيقي للحرس الثوري الإيراني فيه بل وفي العراق وسوريا أيضاً، وما يمارسه من أعمال لصالح إيران والصين الشيوعية تحت جناح الليل في المنطقة العربية والإسلامية."
وفي منطقة البداوي، اعتصم عدد من المصلين بعد صلاة الجمعة امام مسجد صلاح الدين تعبيرا عن التضامن مع الشعب السوري، وذلك بدعوة من اللقاء العلمائي في لبنان وتلي في الاعتصام بيان عن خطباء مساجد البداوي، جاء فيه: "امام هول ما يجري في سوريا الحبيبة من زهق للارواح وهتك للاعراض واعتداء على الحرمات واستباحة للحق، تداعى اهلنا في البداوي ومحيطها الى هذا المكان لينصروا اخوانهم المظلومين في سوريا ملبين نداء الواجب، وان المجتمعين يشجبون الممارسات الهمجية التي تمارسها عصابات النظام الجائرة بحق المواطنين العزل".
أضاف: "ويهيب المجتمعون بكل مواطن شريف في لبنان وسوريا والعالم الاسلامي اجمع ان يقفوا وقفة واحدة صادقة ويقولوا في النظام السوري كلمة حق لا تخشى لومة لائم. وطالبوا جامعة الدول العربية بدور افعل وابرز لوقف شلال الدم المتدفق في سوريا وحذروا من استغلال النظام للمهل المعطاة في الامعان في القتل والظلم".
 
هل «الخيار الشيعي الثالث» قادر على فرض نفسه؟
تُحمِّل المعارضة الشيعية قوى 14 آذار ولاسيّما تيار «المستقبل» مسؤولية إجهاض قيام خيار شيعي ثالث في موازاة ثنائيّة «حزب الله» و»حركة أمل»، وهي تعتبر أنّ «الخطيئة الأصليّة» بدأت مع التحالف الرباعي وما نتج عنه برلمانيّا وحكوميّا واستمرّت مع حرب تمّوز بحَصر التعويضات بالثنائيّة المذكورة أو بواسطتها وصولاً إلى الرهان «غير الواقعي» على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بفَك تحالفه مع الحزب.
جريدة الجمهورية..شارل جبّور...قد يكون ما تقدّم صحيحاً، وهذا فضلاً عن عوامل أخرى أبرزها السلاح الذي يشكّل عامل ضغط معنويّ بأقلّ تقدير، لأنّ أيّ مواطن شيعي يحيا في قلب البيئة الشيعية عليه أن يحسب ألف حساب قبل اتّخاذ أيّ موقف أو خطوة، وذلك ربطاً بالجوّ والمناخ القائمين والسائدين، لأنّه لم يثبت، لغاية اللحظة، أنّ الحزب أو الحركة قاما بممارسة تهديدات أو اعتداءات طالت معارضيهما داخل هذه البيئة، والدليل الانتخابات البلدية التي أظهرت تعدّدية تؤشّر إلى الحيوية التي تختزنها هذه الطائفة.
ولعلّ مناسبة هذا الكلام مردُّها إمّا لظاهرة ولادة أطُر سياسية شيعية أو ساعية إلى ذلك، أو "نغمة" رفع الشخصيّات الشيعيّة المعارضة المسؤولية عنها ووضع اللائمة على غيرها بـ"نجاح" الثنائية الحزبية في الإمساك بقرار الطائفة ومصيرها. ولكن ما يستدعي التوقّف عنده، من باب الحرص والتقاطع السياسي الموضوعي مع شخصيّات وحركات تجسّد البعد الشيعي اللبناني، يكمن في الآتي:
أوّلاً، لم تنجح المعارضة أو المعارضات الشيعية في الانتظام داخل إطار سياسي موحّد وعلى أساس مقاربة وطنية مشتركة. وهذا العجز، كي لا نقول الفشل، لا تتحمّل 14 آذار مسؤوليته ولا "المستقبل"، إنّما هذه القوى بحدّ ذاتها التي لم تتمكّن من تجاوز حساسياتها الشخصية لمصلحة الانتظام داخل إطار مشترك، عِلماً أنّ فشلها رتّب ويرتب انعكاسات وطنية بالدرجة الأولى، عبر تغييب الخطاب الشيعي الذي يبدي الأولويتين اللبنانية والميثاقية على ما عداهما، كما ينعكس فشلها على حضورها الذاتي بالدرجة الثانية.
ثانيا، وإذا كان الشيء بالشيء يُذكَر، فإنّ المعارضة المسيحية التي واجهت الاعتقال والإقصاء والعزل والحظر بين عامي 1990 و2005 لم توفّر مناسبة لتوحيد صفوفها في مواجهة الوصاية السوريّة، الأمر الذي تمّت ترجمته في لقاء "قرنة شهوان"، وهي لم توزّع المسؤوليّات في كلّ الاتجاهات تبريراً لتقاعسها، على سبيل المثال، إنّما سعت ونجحت، مع فارق أنّها كانت تعمل بظروف شديدة الصعوبة والتعقيد لا يمكن مقارنتها بوضع المعارضة الشيعية.
ولرُبَّ قائل إنّ المعارضة المسيحية كانت تمثّل النسبة الأكثر تمثيلاً من المسيحيّين، فيما المعارضة الشيعية هي أقلّية، وإنّها استفادت من مرجعيّة بكركي، فيما المرجعية الدينية الشيعية أقرب إلى الثنائية الحزبية منها إلى المعارضة الشيعية، ولكن ما لا يفترض القفز فوقه أنّ المعارضة المسيحية كانت تعمل في ظلّ "طغمة" الوصاية السورية وغياب الأفق الخارجي وعدم تفهّم الشريك الداخلي أو عدم جرأته على الوصل مع الفريق المسيحي، وعلى الرغم من ذلك بادرت وانتظمت وساهمت في التمهيد وخلق الأجواء المؤاتية لانتفاضة الاستقلال.
ولكن ما نراه اليوم أنّ المعارضة الشيعية غير مقدامة وغير مبادرة، فضلاً عن "الاختلاف البنيوي" داخل صفوفها على مسألة "المقاومة" التي لا يبدو أنّها محسومة بالنسبة إلى كلّ أطيافها على قاعدة أنّ هذه "المقاومة" انتفى دورها وعلى "حزب الله" تسليم سلاحه والانخراط في المشروع اللبناني، وبالتالي إذا كان التنافس "السلطوي" داخل المعارضة مفهوما ومبرّراً، إلّا أنّ غياب الرؤية الموحّدة حيال البديهيّات الوطنية من دور لبنان في الصراع العربي-الإسرائيلي إلى الالتزام باتّفاق الطائف والقرارات الدولية يبقى غير مفهوم وغير مبرّر.
بيدَ أنّ ما تجدر الإشارة إليه أخيرا أنّ المسؤولية الأولى والأخيرة في دفع قوى 14 آذار إلى التحالف مع المعارضة الشيعية تقع على هذه المعارضة بالذات التي عليها إثبات حيثيتها التمثيلية والتي من دونها يصعب ترجمة وتسييل هذا التحالف سلطويّاً في ظلّ طبيعة النظام الطائفي، وذلك إلى حين إلغاء الطائفيّة وفقا للآليّة الواردة في المادة 95 من الدستور، وبالتالي أولويّة ما بات يعرف بـ"الخيار الثالث" يجب أن تتركّز على تحويل هذا الخيار من كونه نخبويّا إلى جعله شعبويّا بغية صرفه انتخابيّا، وخلاف ذلك يعني "إبقاء القديم على قدمه"، إذ لا يمكن استبدال الرئيس نبيه برّي بشخصيّة شيعية لا تعكس الوجدان الشيعي.
فليس المهمّ إيصال 10 نوّاب شيعة بأصوات غير شيعيّة، لأنّ انتخابهم على مراكز متقدّمة في الدولة، على غرار الرئاسة الثانية، في حال فوز 14 آذار بالأكثرية النيابية، يعني تحدّي مشاعر الطائفة الشيعية وقهرها، والتجربة المسيحية إبّان الوصاية أكبر برهان، فضلا عن أنّ تكليف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والذي هو للتذكير فقط رئيس حكومة سابق ونائب حالي وله حيثيته بمعزل عن حجمها، اعتبر وعن حقّ بأنّه استفزازا لمشاعر أهل السنّة لأنّه تمّ بطريقة انقلابية واستقالة الرئيس سعد الحريري لم تكن اختيارية.
يفترض بقوى "الخيار الثالث" الاتّكاء على "عضلاتها" وليس "عضلات" غيرها، وعبورها إلى الرئاسة الثانية أو وضعها حدّاً لسيطرة الثنائية الشيعيّة على مفاصل اللعبة السياسية والإدارية داخل الطائفة شرط حيازتها على مشروعية تمثيلية داخل بيئتها، وهذه العملية تتطلّب المثابرة والبناء الطويل والثابت والتراكمي، عِلماً أنّ هذا الخيار يزخر بالنخب والطاقات ما يؤهّله فعلاً لفرض نفسه رقماً صعباً داخل الطائفة الشيعية، إنّما شرط الانتظام والمبادرة والإقدام وعدم ربط حركته بالتطوّرات السياسية التي يجب أن تكون عاملاً مساعداً لا أساسيّا...
 
هل يخضع الجنوب لإرادة إيران؟
جريدة الجمهورية..
جاء كلام قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني، عن أنّ بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأنّ هاتين المنطقتين تخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها، ليؤكد من جهة مخاوف فريق 14 آذار من الامتداد الإيراني على الساحة اللبنانية، ويثير من جهة أخرى هواجس جديدة ترتبط بمدى إمكان خضوع حزب الله لـ «هذه الإرادة».
وقد ذهب سليماني إلى حدّ القول إنّ إيران يمكنها "تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار". ووسط غياب أي توضيح من "حزب الله" لكلام سليماني، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر أن "هذا الكلام يهدّد الأمن القومي العربي، ويُظهر حقيقة المشروع الإيراني للمنطقة"، مشيراً إلى أنّ "فكر تصدير الثورة الإيرانية إلى البلدان العربية أدى إلى حربٍ في العراق، وجرّ الويلات على لبنان".
أضاف: "ومن هذا المنطلق، بدأ بناء "حزب الله" في لبنان تحت شعار فلسطين ومقاومة إسرائيل، على رغم أنّ اللبنانيين مُجمعون على مقاومة العدو لأنه واجب وطني"، مذكّراً بأنّ "مقاومة الحزب في بداياتها عمدت إلى قتل 11 مقاوماً في الحزب الشيوعي، وأطبقت على مواقع للجماعة الإسلامية، كما قتلت القائد المقاوم محمد سليم والعديد من عناصر حركة أمل".
ورداً على سليماني الذي اعتبر أنّ "الثورات العربية هي امتداد للثورة الإيرانية"، ذكّر الضاهر بأنّ "خطيب الجمعة في مصر أعلنها صراحة أنّ الثورات العربية لا تلتزم لا أميركا ولا إيران ولا "حزب الله"، وها نحن نرى كيف أنّ الانتفاضة الشعبية في سوريا تحرق العلم الإيراني وعلم حزب الله".
واعتبر أنّ "المشروع الإيراني وبمعاونة النظام السوري هو الذي اسقط مشروع الوحدة الوطنية في لبنان التي عمل عليها جاهدا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، لأنّ هذا النظام يريد من لبنان ساحة تخدم مشاريعه ومصالحه ومشروعه التوسعي".
وشدد الضاهر على أنّ "كلام سليماني يعبّر عن المأزق الذي وقع فيه النظامان الإيراني والسوري، وهو نوع من التهديد المبطن في محاولة لتهديد المنطقة وتحصيل بعض المكاسب إذا لم يتم مراعاة مصالح إيران"، مشيرا إلى أنّ هذا الكلام "فيه إحراج كبير لـ"حزب الله" لأنه ينزع عنه الصفة الوطنية اللبنانية ويكشف ستره ويظهره على حقيقته أمام الرأي العام اللبناني".
ودعا الضاهر "حزب الله" إلى "الرد في شكل واضح على كلام سليماني الخطير، وأن يغلّب المصلحة الوطنية على المصالح الخارجية، لأنّ من ليس فيه خير لبلده لا يمكن أن يكون فيه خير لبلاد أخرى".
ورأى أن "العناصر التابعة لـ"حزب الله" التي يلقى القبض عليها في مصر أو المغرب أو في دول أخرى ما هي إلا دليل على السياسة التوسعية التي ينهجها النظام الإيراني من خلال "حزب الله".
وأكد أنّ "هذا المشروع أو الحلم الإيراني لن يجد له مكانا في لبنان وهذا غباء من سليماني، لأنه لن يستطيع أن يسيطر على لبنان لا هو ولا حزب الله ولا مئة حزب الله".
أسود
أمّا عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد اسود، فجزم أنّ الكلام المنسوب إلى سليماني، "هو كلام مغلوط ولا يمت إلى الحقيقة بصلة"، وقال لـ "الجمهورية": "في الأساس، لا يوجد تصريح لسليماني من هذا النوع، لأنّ موقعه الأمني لا يسمح له بهكذا تصريح أو ما شابه". أضاف: "قد يكون لسليماني تصريح ما، لكن بالتأكيد ليس في هذا الاتجاه لأنه ليس من مهمّاته".
وشدد على أنّ "مصادرنا الإعلامية تؤكد أنّ هذا التصريح ليس دقيقا، وأنا دققت في هذا الموضوع من باب الحشرية لمعرفة حقيقة ما قيل، فعلمتُ أنّ الكلام المنسوب ليس حقيقيا"، لافتا إلى أنّ "أصدقاءه في "حزب الله" وعلى رأسهم وزير الزراعة حسين الحاج حسن أكدوا له أن الكلام غير دقيق بل منسوب إلى سليماني". وقال: "من الجميل أن نرمي الاتهامات يمينا وشمالا، لكن تبقى المصداقية في التعاطي مع الخبر هي الأساس".
من جهته، رأى منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، أنّ "كلام قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري الإيراني"، قد أسقط القناع عن وجه "حزب الله" من خلال كلامه، أن جنوب لبنان يخضع إلى نفوذ إيران، بينما يسعى الحزب من خلال حركته السياسية إلى إقناع اللبنانيين والعالم أنه حزب لبناني ويعمل من أجل تحقيق أهداف لبنانية".
وأشار سعيد في بيان أمس إلى أنّ "كلام العميد سليماني مرفوض ومردود بحيث أنه ينتهك، وفي شكل واضح لسيادة لبنان من جهة، ويضع أهلنا في الجنوب في دائرة الخطر الشديد، جاعلا منهم صندوق بريد بين إيران وأميركا"، مطالبا "حزب الله" بـ"توضيح هذا الكلام أمام الرأي العام اللبناني".
 
الجيش الأميركي يستخلص دروس حرب تموز 2006
تقرير «راند» لمواجهة «حزب الله»: خصم صعب غير متوقع
جريدة السفير...جنان جمعاوي
قبل غزو أفغانستان في 2001، ومن ثم العراق في 2003، كانت الحروب التي يشنها الجيش الأميركي تقتصر، أو تكاد، على الدول العدوة. لكن، خلال السنوات الأخيرة، أجرى الجيش الأميركي تغييرات «مهمة» في «تدريباته، وطريقة تنظيمه وصيغ تجهيزه، ليتأقلم في مواجهة التهديدات غير التقليدية التي يطرحها اللاعبون غير الحكوميين». للقيام بذلك، كان لا بد على جيش الدولة الأقوى في العالم أن يدرس حرب تموز 2006، حيث عجز الجيش الإسرائيلي عن إطاحة لاعب غير حكومي بقوة «حزب الله»، الذي «أثبت أنه خصم صعب على نحو غير متوقع»، خاصة في «دفاعه المبتكر عن جنوب لبنان».
في تقرير نشره معهد «راند» الأميركي أمس، بطلب من الجيش الأميركي وتمويله، تحت عنوان «القتال الصعب في لبنان وغزة»، قال الباحث ديفيد جونسون إنه في «حربي العراق وأفغانستان، واجه الجيش الأميركي خصوماً استخدموا أسلحة دفاعية فاعلة، مثل الأنظمة الدفاعية الجوية المحمولة (من قبل الأفراد)، وصواريخ موجهة مضادة للمدرعات». كان هذا الاستخدام واسعاً لدرجة أجبرت الجيش الأميركي على «تغيير طريقة عمله». وفي حال توسع هذا الاستخدام الفاعل للاسلحة من قبل الخصوم، أكثر فأكثر، فإن «التحديات التي يواجهها الجيش الأميركي ستتكثف على نحو راديكالي».
بتركيزه «الأوحد» على الحرب غير النظامية، قد يتعين على «القوات الأميركية المسلحة أن تُقارِب وضعاً شبيهاً بما واجهه الإسرائيليون في حرب تموز 2006». تلك هي النصيحة التي يسديها الباحث في «راند» للأميركيين، باعتبار أن «الجيش الإسرائيلي وجد نفسه آنذاك أمام حرب هجينة غير متوقعة». و«الحرب الهجينة» بتعريف الكاتب فرانك هوفمان، في كتابه «النزاع في القرن الحادي والعشرين: صعود الحروب الهجينة»، هي «خليط من وحشية النزاع النظامي (الذي تخوضه الدول) مع أصولية الحرب غير النظامية ونَفَسها الطويل». ويوضح جونسون أن الجيش الأميركي طلب من «راند» «التمحيص في التجارب التي واجهها الإسرائيليون في لبنان وغزة، لاستخلاص الدروس والعبر في كيفية مواجهة هذا النوع من النزاعات، ولفهم مدى اتساع قدرات العدو، التي يتعين على الجيش الأميركي أن يستعد لها وأن يواجهها».
لإعداد تقرير «القتال الصعب»، أجرى الباحث في «راند» مراجعة لما كتب عن حربي لبنان وغزة وقابل مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأميركيين، ومدنيين يعملون في المجال الأمني، وأكاديميين ومحللين عسكريين، كذلك المسؤولين الأميركيين العسكريين في السفارة الأميركية في تل أبيب وأفراد في لبنان وصحافيين إسرائيليين وأميركيين وبريطانيين.
وقال الباحث إنه قبل العدوان على لبنان في صيف 2006، كانت قد وقعت ثلاثة أحداث «أثّرت على الإسرائيليين في توقعاتهم بشأن مستقبل الحروب»، هي حرب كوسوفو في 2009، وغزو أفغانستان في 2001، وغزو العراق في 2003. هذه الحروب الثلاث كشفت عن «ثورة في الشؤون العسكرية وخاصة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وشن الغارات المحددة». كل هذا، عزز لدى بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين «اعتقاداً بأن الهجوم من قبيل الند للند (وخاصة الجوي منه) يعتبر وسيلة ناجعة لكسر عزيمة العدو وتحديد نتائج النزاع سلفاً»، من دون خسارة ضحايا كثر، ومن دون وقوع أضرار جانبية، تؤثر على الرأي العام، ومن دون تكلفة عالية. إضافة إلى ذلك، كانت إسرائيل، قبل عدوانها على لبنان، مشغولة في مواجهة «النزاعات المنخفضة الحدّة» مثل الانتفاضة الثانية، التي أثّرت على ميزانيات التدريب لدى الجيش الإسرائيلي.
لكن «لسوء حظهم»، أثبتت حرب تموز 2006 للإسرائيليين أن «اتخاذ موقع الدفاع أمام قوة هجينة مسلحة بأسلحة مواجهة (مثل الهاون والصواريخ والأنظمة الدفاعية الجوية المحمولة (من قبل الأفراد)، والصواريخ الموجهة المضادة للمدرعات) يتطلّب قوات مدرّبة ومنظمة ومعدَّة لمواجهة تكتيكات المناورة وخلافه».
هكذا، كانت الحرب على لبنان في 2006 بمثابة «ناقوس الخطر»، بحسب تعبير الباحث في «راند»، الذي وصف جنوب لبنان بأنه «ينطوي على منافع كثيرة بالنسبة للمدافعين عنه، فطرقاته المعقدة غالباً ما تجبر المركبات العسكرية على أن تبقى على الطرقات، ما يجعلها أكثر عرضة للكمائن والهجمات». والأهم هو أن «حزب الله» أثبت أنه «خصم صعب على نحو غير متوقع»، بعدما تلقى عناصره تدريبات مكثفة «وتعلّموا كيف يخلطون التكتيكات العسكرية النظامية مع الأسلحة المتوفرة لديهم لخلق مفهوم مبتكر للدفاع عن جنوب لبنان» أمام أي توغل إسرائيلي.
وكرر جونسون ما قيل سابقاً عن ان الجيش الإسرائيلي اعتقد ان بإمكانه تحقيق أهدافه، أي «منع «حزب الله» من السيطرة على لبنان وإعادة الجنديين المخطوفين»، عبر القوة الجوية، ومن دون إرسال قوات كبيرة للتوغل في لبنان، قبل أن «يُرغّم على القيام بذلك فقط، عندما أثبتت المواجهة الجوية أنها لم تحقق نجاحاً». أضف إلى ذلك أن الجيش الإسرائيلي ذهب إلى الحرب «من دون خطة عملانية متوافَق عليها، فيما بدا التوغل مرتجلاً»، خاصة أن قوات المشاة الإسرائيلية كانت «مقتصرة على خوض النزاعات المنخفضة الحدّة»، ولهذا «واجهوا صعوبات حقيقية عندما واجهوا «حزب الله»، ودفعوا ثمناً باهظاً في الأرواح، بسبب عدم استعدادهم لمواجهة خصم هجين». حطّت الحرب أوزارها بعد 34 يوماً، لكنها «ظلّت إشكالية كبرى بالنسبة لإسرائيل»، كما قال جونسون، خاصة أن الجيش الإسرائيلي «أخفق في إتمام الكثير من مهامه، برغم تفوقه العسكري والعددي. فلا أزيل «حزب الله»، ولا توقفت صواريخه.. حتى الساعة الأخيرة للحرب». وشدد الباحث في «راند» على انه «بصموده فقط، وإظهاره القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، تمكن «حزب الله» من تلطيخ سمعة الجيش الذي لا يُقهَر». بعد الهزيمة في لبنان، قرر الجيش الإسرائيلي «العودة إلى الجذور»، لرسم خطة دفاعية جديدة، تتمحور حول بناء قوات المشاة وتدريبهم على نحو «مكثف» خاصة على «تكتيكات المناورة». كل ذلك كان قبل عملية «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة في نهاية 2008.
ومع ذلك، فقد أظهر العدوان على لبنان أن لدى الجيش الإسرائيلي «عجزاً كبيراً على مستوى القدرات.. في الوسط». لشرح ما هو «الوسط»، قال الباحث في «راند» إن «كفاءات الخصوم العسكرية (عموماً) تتدرج على ثلاثة مستويات. كل واحد من هذه المستويات يفرض على القوات العسكرية التي تواجه هؤلاء الخصوم متطلبات عسكرية مختلفة».
والمستويات الثلاثة، كما أوضحها جونسون في رسم بياني، هي «القوى غير النظامية غير الحكومية»، وهذه غالبا ما تكون منظمة غير مدربة بما فيه الكفاية، وغير منضبطة وهي أقرب إلى الخلية المسلحة تسليحاً خفيفاً وتعتمد في قيادتها على الهواتف الخلوية وغيرها من الأجهزة البدائية. في هذه الخانة، وضع جونسون «منظمة التحرير الفلسطينية، وطالبان والقاعدة في العراق». وهناك «القوى الهجينة المدعومة حكومياً»، وهي منظمة مدربة على نحو متوسط ومنضبطة، أما أسلحتها فتشبه تسليح «القوى غير النظامية غير الحكومية» أضف إليها «قدرات المواجهة» أي الصواريخ البعيدة المدى والصواريخ الدفاعية المحمولة وتلك المضادة للمدرعات. في هذه الخانة، وضع جونسون «حزب الله وحماس والمقاتلين الشيشان». ثالث هذه المستويات هو «الدول»، مثل إسرائيل والاتحاد السوفياتي وجورجيا والولايات المتحدة، وهذه تعتمد «التراتبية في قواتها العسكرية، وهي كبيرة ومنظمة ومسلحة تسليحا جيدا ومتطورا».
ويشدد جونسون على أن «اللاعبين غير الحكوميين بإمكانهم ان ينتقلوا بسهولة من الدرجة الأدنى (غير حكوميين غير تقليديين) الى الوسط (قوى هجينة مدعومة حكومياً)». كل ما يتطلّبه هذا الانتقال هو «دعم من دولة ما تؤمن الأسلحة والتدريب للقوى غير النظامية»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة ساعدت مثلاً المجاهدين في أفغانستان على الانتقال من المرتبة الأدنى الى الوسط بتسليحهم وتدريبهم خلال حربهم ضد الاتحاد السوفياتي في الثمانينيات».
وبعدما شرح في رسم بياني آخر، «دور القوات الجوية وقوات المشاة في التعامل مع المستويات الثلاثة للنزاع»، خلص جونسون إلى أن «الدرس الأهم الذي استخلصه» الإسرائيليون من إخفاقاتهم في لبنان هو أن «قدرات العدو هي ما يحدد شكل الحرب التي سيتعين على دولة أن تخوضها»، لأن هذه القدرات «تغيّر شروط اللعبة». فامتلاك العدو أسلحة «مواجهة» يعني أن بإمكان هذا العدو أن «يصعِّد في حدة النزاع». وعليه، فإن هزيمة هذا العدو «تتطلّب مهارات مختلفة عن تلك المستخدمة في عمليات مكافحة التمرد».
وقبل أن يقدّم توصياته، أنذر جونسون الأميركيين وكذلك الإسرائيليين بأنه «لا حل واحد لمواجهة التحديات التي يطرحها الخصم الهجين»، ناصحاً الأميركيين بأن يحذوا حذو الإسرائيليين الذين أجروا «بعد حرب لبنان الثانية»، تعديلات في «تدريباتهم وتنظيمهم، وحتى في العقيدة العسكرية، بحيث شددوا على التنسيق بين القوات الجوية والبرية»، وهو ما «أثبت نجاحه» في العدوان على غزة، وذلك من أجل «الاستعداد لمواجهة الخصوم الهجينة».
وقال الباحث في «راند» إن «التغطية المستمرة من قبل أجهزة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع تعتبر كلها أموراً حيوية في تعقب العدو المتحرك (سواء كان فرداً أو صاروخ هاون أو فرقاً من حملة الأنظمة الدفاعية المحمولة) وفي تحديد الأهداف العالية القيمة مثل الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى»، لافتاً الانتباه إلى ان طائرات الاستطلاع بلا طيار تعد أيضاً «ذات قيمة استثنائية «. بيد ان «المسألة الأكثر حيوية في مهاجمة الأهداف السريعة، وحيث تعتبر المدة الزمنية التي يتطلبها الهجوم أمراً حساساً، تكمن في القدرة على قيادة خليط من القوات البرية والجوية المحددة والمروحيات الهجومية والطائرات بلا طيار والأصول الاخرى، والتي تعمل جميعها في «مشهد موحد» من المعركة».
وختم ديفيد جونسون تقريره بالقول إن «تجارب إسرائيل في لبنان أظهرت أن بإمكان الخصم الهجين أن يشكّل تحديات مهمة أمام الدول التي تركّز قواتها البرية على تقنيات القتال غير النظامي وحيث القوات الجوية مصممة لتكون رادعاً». في لبنان «تعلّمت إسرائيل الدرس بالطريقة الصعبة، لقد تعلّمت أن لدى جيشها عجزاً في قدرته على القيام بعمليات في الوسط» أي في التعامل مع «القوى غير التقليدية المدعومة حكومياً»، مثل «حزب الله».
ترجمة وإعداد: جنان جمعاوي

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,074,785

عدد الزوار: 6,751,554

المتواجدون الآن: 102