أحداث نيجيريا من منظار غربي ... ولبناني: صراع طائفي ومصالح نفطية.. أم أزمة سياسية؟

تركيا تتهم ساركوزي بـ«العنصرية» عقب إقرار «الإبادة»..سفير واشنطن في موسكو خبير «ثورات برتقالية»!..دينس روس: حكم الأسد لن يطول

تاريخ الإضافة الخميس 26 كانون الثاني 2012 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2271    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

سفير واشنطن في موسكو خبير «ثورات برتقالية»!
جريدة الجمهورية...أثار لقاء بين السفير الاميركي الجديد إلى موسكو مايكل ماكفول مع مسؤولين من المعارضة لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين، استنكارا لافتا، إذ طالبَ مسؤول كبير في البرلمان الروسي بفتح تحقيق حول «السلوك الماكِر» للولايات المتحدة.الأربعاء 25 كانون ثاني 2012 والتقى ماكفول صاحب مبدأ "إعادة إطلاق" العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية التي دَعت اليها إدارة باراك اوباما، في 17 كانون الثاني غداة تسلّمه مهامه في موسكو، معارضين روس بينهم عناصر من حزب "روسيا العادلة" (اليسار الوسط) الممثّل في مجلس النواب.
وقال ممثل حزب "روسيا الموحدة الحاكم" النائب اندري ايسايف : "إنّ ممثلي الولايات المتحدة يتصرفون في شكل ماكر سواء تعلّق الأمر بهذا اللقاء مع المعارضة، او بتعيين ماكفول الخبير في الثورات البرتقالية"، في إشارة إلى سلسلة الثورات التي أطاحت بالحكم في بعض دول الاتحاد السوفياتي سابقا، مثل جورجيا واوكرانيا وقرغيزستان.
وتساءل ايسايف امام البرلمان وفق مشاهد عرضها التلفزيون الروسي: "لماذا التقيتم، انتم أعضاء الدوما، السفير على حدة؟ ماذا تخبئون على الناخبين الروس؟".
وطالب اللجنة الاخلاقية بفتح تحقيق لتحديد "لماذا دعي فقط ممثلو الحزب الشيوعي وحزب روسيا العادلة الى اللقاء، بينما شارك فيه ممثلو روسيا العادلة وحدهم؟".
وقدمت التلفزيونات الروسية السفير الجديد على أنّه "خبير" في تلك الثورات. وقال احد مقدمي البرامج في قناة "بيرفي كانال": إنّ ماكفول مؤلف كتاب "الثورة غير المكتملة في روسيا" يسعى الى "إنهاء تلك الثورة".
من جهته، تساءل زعيم الحزب "الليبرالي الديموقراطي" القريب من الكرملين فلاديمير جيرينوفسكي: "لماذا يتوجّه النوّاب الواحد تِلو الاخر الى سفارة أجنبية؟ أي الى سفارة بلد يعدّ لحرب ضدنا؟".
وكان ماكفول كتب على مدوّنته الاسبوع الماضي أنّ اوباما وكل المسؤولين الاميركيين "يلتقون دائما مع ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني على حدّ سواء". (وكالات)
 
السفير الأميركي في صنعاء: صالح لم يطلب اللجوء
 
جريدة الجمهورية..تابع آلاف العسكريين اليمنيين احتجاجاتهم في صنعاء وفي مناطق أخرى، على الرغم من الإعلان عن استبدال قائد القوات الجوّية الذي يطالبون بإقالته ويتهمونه بالفساد، مطالبين بإقالة اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله صالح.الأربعاء 25 كانون ثاني 2012 وتجاوبًا مع هذه الاحتجاجات، قامت اللجنة العسكريّة المناطة إعادة هيكلة القوات الأمنيّة والعسكريّة بموجب اتفاق انتقال السلطة، بتعيين اللواء المستقيل عبدالله اليدومي مكان اللواء الأحمر، حسبما أفادت وسائل إعلام محليّة مقرّبة من المعارضة.
إلا أنّ العسكريين أكّدوا استمرارهم في الاعتصامات لحين صدور مرسوم بإقالة اللواء الأحمر رسميًا. وقال المتحدث باسم المحتجين في صنعاء: "لن نتفاوض مع احد قبل ان يرحل هذا الفاسد، لقد حوّل الجيش الى مؤسسة خاصة".
في المقابل، ذكرت مصادر عسكرية أنّه تمّ اعتقال عشرات العسكريين الذين كانوا يشاركون في الاحتجاجات في قاعدة العند في جنوب البلاد وفي قاعدة طارق في تعز.
من جهة أخرى، أكّد السفير الاميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين أنّ صالح سيتوجه في الأيام القليلة المقبلة إلى الولايات المتحدة وبالتالي لا يزال في مسقط، على عكس ما اعلنته وكالة الأنباء اليمنية حول مغادرته الى الولايات المتحدة، مشيرا الى أنّ مدة "بقائه في اميركا حيث سيتلقى العلاج مرتبطة بما يقرّره الأطباء". وشدد فايرستاين على أنّ صالح لن يطلب اللجوء في الولايات المتحدة، وهو "غير مقيّد الحركة" ويمكنه العودة إلى بلاده متى يشاء. وعمّا إذا كان صالح يسعى للحصول على اللجوء السياسي في اي بلد آخر، قال فايرستاين: "لم نسمعه يوما يتحدث عن طلب اللجوء السياسي، لا هو ولا احد من محيطه تكلم عن ذلك... وليس صحيحا أننا نحاول أن نجد مكانا له". (وكالات)
 
دينس روس: حكم الأسد لن يطول
 
جريدة الجمهورية...تطرّق المساعد الخاص السابق للرئيس الأميركيّ دينيس روس، إلى «الملفّات الساخنة» في المنطقة، وأبرزها الملفّ السوريّ، قائلاً إنّ حُكم الرئيس السوريّ بشّار الأسد لن يطول.الأربعاء 25 كانون ثاني 2012 وأوضح في حديث مع مجلّة "فورين بوليسي": "لا أستطيع التكّهن بمدى استمرار الأسد في الحُكم، لكّني أعتقد أنّه لن يستمرّ طويلاً"، مُحذِّراً من أنّه "كلّما طال أمد نظامه الذي يُعمِّق الانقسام الطائفيّ، ساء الوضع في سوريا أكثر".واعتبر أنّ "الحلّ في سوريا لا يكون عبر الضغط الخارجيّ الاقتصاديّ على دمشق فقط، بل بالتركيز على التعاطي مع المعارضة".
 
الملفّ الإيراني
من جهة ثانية، أشار روس الذي صاغ السياسة الإستراتيجيّة للعقوبات على إيران، إلى أنّ "إدارة الرئيس باراك أوباما تتبنّى سياسة التغيير في الديناميكيّة إذا لم تستجب طهران للضغوط". أمّا عن تأثير ضربة إسرائيليّة محتملة في المنطقة، فلفَت إلى أنّ ذلك "لن يكون على نطاق واسع مثلما يعتبر البعض، على رغم أنّ حزب الله قد يُقدم على تحرّك ما (...) وعلى الإيرانيّين أنفسهم التفكير في مدى التصعيد".
 
السلام
وأيّد فكرة أنّ السلام بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين بات أبعد ما يكون من أيّ وقت مضى، مُحذِّراً من أنّ الجمود يُكلِّف كثيراً، قائلاً: "لسنا على وشك تحقيق أيّ نوع من الاختراق".
وعن مدى استعداد إسرائيل وأميركا للعمل مع الحكومة الفلسطينية الحاليّة، أشار روس إلى أنّ الأمر صعب "لأنّ رئيس السلطة محمود عبّاس لا يزال يفرض شروطاً للتفاوض".
أمّا عن مساعي القيادة الفلسطينيّة للاعتراف بالدولة في الأمم المتّحدة، فقال إنّها "رمزيّة بحتة، ومن شأنها مُعاداة التيّار الرئيسيّ في تلّ أبيب، وإقناعه بأنّها تخفي مساعيَ لنزع الشرعيّة عن إسرائيل".
 
تركيا تتهم ساركوزي بـ«العنصرية» عقب إقرار «الإبادة»
 
جريدة الجمهورية..شنّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجوما على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووصفه بـ»العنصري» على خلفية إقرار البرلمان الفرنسي قانون تجريم إنكار إبادة الأرمن، في حين طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من تركيا «الهدوء».
 
وقال أردوغان في كلمة أمام البرلمان: "إنّ ساركوزي مهما كان عدوا لتركيا وعنصريا، فإنّه لا يستطيع الهروب من حقيقة أنّ جدّه من الأصول اليهودية طرد من إسبانيا وعاش تحت مظلّة الدولة العثمانية".
ووصف أردوغان القانون بأنّه "عنصرية علنية وإعدام لحرية التفكير ومحاولة للملمة الأصوات المعادية لتركيا"، وأكّد أنّ "التاريخ لا يحاكم ولا يكتب في البرلمانات"، مشيرا إلى أنّ "تركيا دولة كبيرة ولن نسمح لدول صغرى بأن تكبر من خلال مخاصمتنا".

وبينما أمل في تراجع فرنسا عن "خطئها"، اعتبر أردوغان أنّ القضية تتجاوز العلاقات التركية الفرنسية، وذلك لأن الصمت على القانون هو صمت على "الفاشية المتنامية في أوروبا". وأوضح أنّ بلاده ستتعامل مع الموقف وفقا للتطورات القادمة، مؤكدا وجود خطة سيتم الإعلان عنها قريبا للشعب التركي. وكانت وزارة الخارجية التركية قد أكدت أنّ أنقرة ستتخذ "كل خطوة لازمة" لمواجهة قرار البرلمان الفرنسي، ووصفت الوزارة تصويت مجلس الشيوخ بالمصادقة على القانون بأنه "طائش".
وتوقع سفير تركيا في فرنسا تحسين بورجو أوغلو، أن يتسبب القانون في إفساد العلاقات بين البلدين، وأشار إلى إمكان تخفيض أنقرة لوجودها الدبلوماسي في باريس إلى مستوى القائم بالأعمال. وردا على سؤال عن عودته إلى تركيا بعد الإعلان عن نتيجة التصويت، قال: "سأفعل على الأرجح، ستكون العلاقات الدبلوماسية على مستوى القائمين بالأعمال لا السفارات".

 
وفي حين أنّ أمام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي طالب بإصدار مشروع القانون مهلة 15 يوما للمصادقة عليه، أمل الرئيس التركي عبد الله غول ان يقوم "60 من اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي بتحرك" في اتجاه إلغاء القانون، محذّرا من أنّه حين تتم المصادقة عليه "من الاكيد أنّ العلاقات التركية-الفرنسية لن تبقى كما كانت عليه".

في المقابل، اشار رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية إلى انّه لن يرفع الى المجلس الدستوري القانون رغم التحفظات على هذا النص. وقال العضو في الاكثرية اليمينية برنار اكواييه: "إنّ اللجوء الى المجلس الدستوري غير مطروح حاليا".

ونظّم حزب قومي تركي تظاهرات امام السفارة الفرنسية في انقرة والقنصلية الفرنسية في اسطنبول للتنديد بتصويت مجلس الشيوخ الفرنسي. وكتب على يافطة "الإبادة الأرمنية كذبة امبريالية".

 وإزاء هذه الردود الغاضبة، وصف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه توقيت إصدار القانون بأنّه غير مناسب، ودعا الأصدقاء الأتراك إلى "الهدوء"، وأشار إلى أنّه "يمدّ يده إلى هذا البلد الكبير".

 
وأمل جوبيه في حديث لشبكة "كانال بلس" التلفزيونية الفرنسية ألا تطغى "الانفعالات" على هذه الحقيقة، وأوضح أنه بعد تخطي هذه "المواقف المبالغ فيها بعض الشيء"، ستتم استعادة العلاقات البناءة مع أنقرة.

وقال جوبيه الذي كان ضمن المعترضين على مشروع القانون: "إنّ هناك شركات فرنسية عدة في تركيا وللبلدين علاقات تجارية واقتصادية في غاية الأهمية"، وأضاف: "نحن بحاجة إلى تركيا وتركيا بحاجة إلينا ولهذا أعتقد أنّ الواقعية ستغلب العاطفة".

 
ترحيب أرميني

 
وقد رحّبت أرمينيا بتبنّي القانون. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن وزير الخارجية الأرميني إدوارد نالبانديان قوله: "إنّ قبول القانون سيتم تسجيله بأحرف من ذهب ليس فقط في كتب التاريخ الخاصة بالصداقة الأرمينية الفرنسية، ولكن أيضا في السجلات العالمية لحماية حقوق الإنسان".
 
أحداث نيجيريا من منظار غربي ... ولبناني: صراع طائفي ومصالح نفطية.. أم أزمة سياسية؟
جريدة السفير...دنيز يمين
لم تهدأ مدينة كانو في شمال نيجيريا كما كان متوقعا. فمنذ الجمعة الماضي والانباء عن «إبداعات» جماعة «بوكو حرام» المتشددة، تتوافد بإسهاب: تفجيرات من هنا، قتلى من هناك، استهداف كنائس، اعتقالات، اطلاق نار، مواجهة بين الشرطة والمقاتلين... المتغيرات الامنية، التي طرأت في الايام القليلة الماضية، كثيرة، اما الثابت الوحيد فيها فهو ان «بوكو حرام» تواصل خرق الامن بـ«احتراف» مفاجئ مقارنة مع نشاطها التخريبي المحدود الذي بدأ فعليا في العام 2009، وأن الثقة بوعود الرئيس غودلاك جوناثان لجهة ضبط الامن سريعا، تتهاوى تدريجيا.
هل بدأت عمليات الكرّ والفرّ الامنية بين «بوكو حرام» والامن النيجيري؟ هل كلّما اعتقلت الشرطة اعضاء في الجماعة المتشددة، كلّما زادت التفجيرات حدةّ واتساعاً طبقاً لمبدأ الانتقام؟ تجيب مجلة «إيكونوميست» البريطانية على هذه التساؤلات متحدثة عن «فشل جوناثان في كبح الجماعة الاسلامية وتقليص العنف منذ تفجيرات الجمعة، اذ يشك كثيرون في قدرة الرئيس على ذلك فيما يقول آخرون ان لا حلّ للازمة خارج اطار تسوية بين الحكومة والحركة، تقضي بالافراج عن اعضاء في بوكو حرام، مقابل وقف اطلاق النار».
لا تتفرّد المجلة البريطانية بنعي المقاربة العسكرية النيجيرية لحلّ التوتر الشمالي، اذ تسابقت الاقلام الغربية على انتقاد خطة الحكومة «لاستعادة الارض» في كانو، وذلك بالتزامن مع مسارعة كل من الاتحاد الاوروبي وواشنطن الى عرض مساعدتها الامنية لنيجيريا تحت عنوان «الامن والسلام والتنمية»، فيما قالت مصادر في نيجيريا لـ«السفير» ان «الاسرائيليين عرضوا القضاء على بوكو حرام في اعلان من سفارتهم في ابوجا». ولا يخفى على احد هنا ان نيجيريا بكل ما تحتضن من ثروة نفطية كبيرة، «تثير لعاب» الغرب المتعطش دائما لكميات اضافية من «الذهب الاسود»...
وفيما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية ان «خطوات الحكومة النيجيرية جاءت غير حاسمة حتى اللحظة اذ لم تتمكّن من كبح العنف في كانو وذلك بموازاة التوتر الذي احدثه حجبها للدعم عن الوقود وازمة ارتفاع الاسعار الغذائية»، رأى الكاتب في مجلة «تايم» أليكس بيري ان «الجيش صبّ الزيت على النار في الشمال»، لكنه دافع في الوقت عينه عن نهج جوناثان في محاربة الفساد، اذ «يواجه الرئيس منذ وصوله الى الحكم قبل حوالي العام، اكثر من جبهة.. وبالرغم من تلبيته مطالب المتظاهرين ضد رفع الدعم عن الوقود، ولو بشكل جزئي، بقي المحتجون في الشارع، علما بأن خطوة جوناثان في هذا الاتجاه هدفت الى وقف شلال الفساد الذي كبر على حساب المواطن». واضاف بيري «ففي العام الماضي فقط، تم دفع ما مجموعه 8 مليارات دولار في دعم الوقود، حيث استفاد رجال النخبة في البلاد من معظمها خصوصا انهم يملكون علاقات سياسية كافية لحصولهم على رخصة لاستيراد الوقود».
اذاً، لم تستطع الحكومة السيطرة على نشاط «بوكو حرام» المفرط، في وقت يتخوّف محللون غربيون من «نجاحها في حشد شباب مسلمين ساخطين من سياسة رئيس مسيحي» لم يلبّ طلباتهم... وكالعادة، تتصدّر الفرضية الطائفية قائمة التحليلات المرافقة لأحداث امنية من هذا النوع، قبل الغوص في الخلفيات الايديولوجية للحركة الاسلامية. ويرى درو هينشاور في «وول ستريت جورنال» ان «المظالم الاقتصادية والدينية تجتمع امنيا لتهديد استقرار نيجيريا ما يعكس تحديات امنية جديدة في القارة الافريقية»، مضيفا ان «الاشتباكات الاخيرة في كانو، كما في السودان والصومال، القت الضوء على خطر توحيد القوى بين بعض الجماعات المتشددة المتطورة.. ففي وقت تنسحب القوات الاميركية من العراق وأفغانستان، يقول مسؤولون امنيون ان القرن الأفريقي يتحوّل الى ساحة معركة جديدة للحرب ضد تنظيم القاعدة».
بدوره، يذهب بيري لتأكيد هذه المعلومات وتوسيعها قائلا ان «الولايات المتحدة تقول ان بوكو حرام تملك علاقات وطيدة مع تنظيم القاعدة في المغرب الذي يخطف الاجانب ويقتلهم في مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر.. كما ان علاقة بوكو حرام وحركة الشباب في الصومال شبه مؤكدة»...
لبنانيو نيجيريا
تكثر التحليلات الغربية التي تضع «بوكو حرام» في صفوف التنظيم الارهابي الافغاني المنشأ، والتي تصف ما يجري بـ«الصراع الطائفي». قد تصحّ كما قد تخطئ. لكن هل تتلاقى وقراءة التطورات من داخل نيجيريا؟
للبنانيين، المقيمين منذ عقود في اكبر البلدان الافريقية تعداداً للسكان، وجهة نظر مختلفة لما يدور من حولهم. يروي حسن فواز، رجل الاعمال اللبناني الذي يعمل في قطاع النقل، ان «من غير الدقيق وضع ما يجري في نيجيريا في خانة الصراع بين المسلمين والمسيحيين. لا اقول ذلك لأن مثل هذه الاشتباكات لم يحصل ابدا من قبل في البلاد، اذ هكذا كانت الحال بعيد وفاة الرئيس ساني اباشا العام 1998 مع انتهاء الحكم العسكري والتحوّل باتجاه النظام الانتخابي. لكن هذا التحوّل بالذات نحو الديموقراطية أزال الستار عن الصراع الحقيقي هنا في نيجيريا، وهو الصراع القبلي (بين قبيلة «الهاوسا» المسلمة في الشمال وقبيلتي «ايبو» و«يوروبا» في الشرق والجنوب ذات الغالبية المسيحية)». ويضيف فواز لـ«السفير» ان «الصراع يتغذى على يد سياسيين نيجيريين فاسدين، يتسابقون دوما على كرسي الرئاسة، شمالي ام جنوبي.. قبل ان تشتعل المواجهات اكثر في الفترة الانتخابية، فيقع المواطن الفقير ضحية ذلك.. تماما كما هي الحال في لبنان».
اما بالنسبة لـ«بوكو حرام» التي اسسها المتشدد محمد يوسف من قبيلة «كانوري» الشمالية الشرقية المقربة من قبيلة «الهاوسا» المسلمة، فيقول فواز «بدانا نسمع فعليا بهذا التنظيم قبل حوالي العام، اي قبل وفاة الرئيس السابق عمر يارادوا ببعض الوقت.. برأيي اذا نظرنا الى صعود الحركة المفاجئ وخطاباتها وتسليحها وفقرها، لا يمكن تصوّر انها نشأت من لا شيء. ذهبت بعيدا الى حد اختراق الأمن والدولة، ما يعني أن هناك من يقف خلفها لتنفيذ اجندات خارجية (وكلاء حروب يريدون تقسيم البلاد تماما كما حصل في السودان وبالتالي الاستيلاء على الثروة النفطية)».
يوافق رجل الاعمال اللبناني اميل ابو ديوان على قراءة فواز مؤكدا لـ«السفير» ان «توجه جماعة بوكو حرام قبلي ـ اثني وليس دينيا»، مذكرا بأن ما كان يطرأ من ازمات امنية محدودة في جوس وكادونا وكانو في الماضي، لم يتعدّ يوما الخلافات بين تجار محليين، لا تلبث ان تتحوّل وفقا لوكالات الانباء الاجنبية الى صراعات طائفية.. الدين في نيجيريا ليس اولوية كما في الشرق الاوسط، لذا لا يمكن قراءة ما يجري في كانو من منظار لبناني». ويعود ابو ديوان الذي عايش نيجيريا لعقود الى السنوات الماضية ليقول «ان العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عمل على دعم الاسلمة في تشاد ونيجيريا وغيرهما، اذ كانت زياراته كثيرة الى هذه الدول.. هي من جملة ممارسات ساهمت في زيادة التعصب الاسلامي اكثر منه لدى المسيحيين، دون ان ننسى ان صلات قبيلة الهاوسا المسلمة في الشمال مع ليبيا والسعودية كانت معروفة». ويختم ابو ديوان بالقول «ما تفعله بوكو حرام يأتي منسجما بعد اجندات سياسية معينة تهدف الى ضرب الرئيس المسيحي الذي ربما لم يف بوعد ما لقبيلة الهاوسا كان قد قطعه قبل تولي الحكم».
 

المصدر: مصادر مختلفة

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,363,307

عدد الزوار: 6,888,746

المتواجدون الآن: 94