تقارير ...لبنانية تعتصم أمام مكتب نتانياهو ... وتلف نفسها بعلم إسرائيل....أوروبا تحذر من تدخل إيراني... حمص تشتعل والجولان على سكونه..فساد وفشل الشراكة في العراق

أربعة أسباب تزيد من احتمالية ضرب إسرائيل لإيران عما قريب...«إخوان» الأردن بدأوا حواراً مع الأميركيين...لاختبار النيات

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 شباط 2012 - 6:22 ص    عدد الزيارات 2393    التعليقات 0    القسم عربية

        


«إخوان» الأردن بدأوا حواراً مع الأميركيين...لاختبار النيات
الحياة..عمان - تامر الصمادي
 

الحوار بين جماعة «الاخوان المسلمين» في الأردن والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، قضية أثيرت كثيراً خلال السنوات الماضية داخل الغرف المغلقة للجماعة.

ويبدو أن الانفتاح بين الطرفين يزداد قوة وكثافة يوماً بعد يوم، وذلك بالتوازي مع النتائج التي أحرزها إسلاميو تونس والمغرب ومصر في انتخابات ما بعد الربيع العربي، وهي التحولات التي دشنت مرحلة جديدة من العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة.

خضعت علاقة الإسلاميين في الأردن مع أميركا وبريطانيا لـ «فيتو» متبادل استمر لسنوات، فالجماعة وذراعها السياسي ممثلاً بحزب جبهة العمل الإسلامي تمسكا منذ العام 2003 بقرار القطع مع أميركا وبريطانيا نتيجة غزوهما العراق، بالمقابل استثنت سفارتا البلدين قيادات الجماعة من سلسلة اللقاءات والدعوات العامة التي تعقدها بشكل دوري لقوى المجتمع المدني، فإخوان الأردن لا يخفون دعمهم غير المحدود لحركة حماس الفلسطينية المصنفة أميركياً وبريطانياً ضمن المنظمات الإرهابية.

القطيعة لم تكن كاملة، وحوار الإسلاميين الأردنيين مع الأميركيين والبريطانيين خلال السنوات الماضية جرى بصورة توصف بـ «العرضية»، ومن خلال قنوات غير رسمية تمثلت بباحثين، وإعلاميين سياسيين، وأمنيين سابقين.

لا تقرأ مسارات الحوار بمعزل عما تشهده المنطقة والإقليم من تغيرات، إذ أن الشعوب التي أوصلت حركات إسلامية إلى سدة الحكم فرضت على الغرب والولايات المتحدة معطيات جديدة في التعامل معها، وفق سياسيين بارزين في عمان حاورتهم «الحياة».

والربيع العربي الذي قاد القوى الإسلامية إلى احتلال مواقع الديكتاتوريات العربية التي طالما اتهمت بممالأة الغرب وحراسة مصالحه، هو ذاته الذي دفع المسؤولين الأميركيين إلى زيارة مقرات الإخوان المسلمين في مصر (الجماعة الأم) ولقاء قادتها، وصولاً إلى تفاهمات مع أجنحتها، بحثاً عن إجابات تتعلق بالحريات الدينية، والديموقراطية، وحقوق المرأة، والأهم من ذلك احترام القادة الجدد للمواثيق الخاصة بدولهم، في إشارة إلى الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.

تحولات العلاقة بين إسلاميي الأردن والغرب بدأت مع بريطانيا، وهو ما كشفت عنه لـ «الحياة» قيادات بارزة في الجماعة، أكدت كسر الحظر على الحوار مع المسؤولين البريطانيين، والجلوس قبل أيام إلى طاولة البحث عبر السفارة البريطانية في عمان، في جلسة لم تخلو من المجاملات.

وغدت مقرات الإسلاميين أشبه بخلية نحل ديبلوماسية، مع وفود دول أوروبية على وجه الخصوص؛ حرصت على عقد لقاءات مستمرة مع قادة الجماعة.

دعوات متكررة

وتكشف معلومات «الحياة» عن دعوات متكررة وغير معلنة وجهها مسؤولون أميركيون عبر سفارتهم في عمان إلى قيادة الجماعة تعكس رغبة قوية في تدشين الحوار، وصولاً إلى توافقات حول ملفات محلية وصلت إلى درجة ترحيب واشنطن بمشاركة الإسلاميين الفعالة في تشكيل الحكومة القادمة.

آخر هذه الدعوات جرت الشهر الماضي، إذ توجهت السفارة إلى الشخصية الأكثر جدلاً في الجماعة زكي بني ارشيد، وأكدت له عبر وسطاء أردنيين وأوروبيين ضرورة إنجاز الحوار في أسرع وقت ممكن، لكن الجماعة المنهمكة بترتيب بيتها الداخلي أبدت رغبة في تأجيل اللقاءات إلى ما بعد الانتخابات الداخلية التي من المتوقع أن تجري أواخر الشهر الجاري.

وطلبت رسائل أميركية سرية نقلها وسطاء لقيادات إسلامية تحديد المكان والزمان لبحث بعض الملفات بعيداً من دائرة الضوء، ومرة أخرى فضلت تلك القيادات التريث، لعدم توافر الظروف المناسبة، وخوفاً من اتهامهم بعقد صفقات تضمن وصولهم إلى الحكم مقابل غضهم الطرف عن الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وهو أمر غير وارد، وفق قيادي إسلامي فضل عدم ذكر اسمه.

ولم يستبعد القيادي ذاته حصول لقاءات لم يعلن عنها مع الأميركيين، مشيراً إلى أنها على الأرجح عقدت مع قيادات إسلامية بصفتها الشخصية.

وكانت إحدى وثائق «ويكيليكس» المسربة كشفت عن لقاء سابق جمع قادة من الحركة الإسلامية في الأردن مع مسؤولين بالسفارة الأميركية في عمان، وتحدث عن السياسات الانتخابية في المملكة، وعلاقة أميركا بالجماعات الإسلامية.

وسيط بارز بين السفارة والإخوان قال لـ «الحياة»، إن «المرحلة القادمة هدفها اختبار النيات وجس النبض بين الطرفين». وبينما تتجنب السفارة الأميركية الكشف عن طبيعة نشاطها في عقد اللقاءات وفق مقربين منها، أكد الوسيط وجود تفاصيل أخرى لا يستطيع الكشف عنها حرصاً على إنجاز الحوار.

وأضاف أن «العلاقة الثنائية التي بدأت بالتشكل، تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى استكشاف الحركة الأردنية بشكل مباشر لمعرفة موقفها من الديموقراطية، وحقوق الأقليات، والمرأة، واقتصاد السوق، والعلاقة مع إسرائيل».

وكشف الوسيط الذي فضل عدم الكشف عن هويته، وجود اتفاق مبدئي بين الطرفين على النقاط الأربع الأولى، باستثناء الموقف من إسرائيل، التي ترفض الحركة الإسلامية الاعتراف بها.

لكنه توقع تحييد الملف الإسرائيلي عن النقاش في هذه المرحلة، وصولاً إلى اتفاق مشابه لما أكدته حركات إسلامية أخرى، حول احترامها الاتفاقات التي وقعتها دولها.

توصية إخوانية

وفي الأثناء كشفت مصادر إسلامية لـ «الحياة» عن توصية إخوانية أكدت ضرورة الانفتاح على أميركا عبر سفارتها في عمان، تبنتها اللجنة السياسية في الجماعة والحزب.

وأشار مصدرو التوصية إلى أن إخوان الأردن جزء من النسيج العام للحركات الإسلامية في دول الربيع العربي، التي دخلت في حوار مباشر مع المسؤولين الأميركيين. ورأوا انه ليس من المنطق رفض الدعوات الأميركية، والانفراد بموقف مخالف للتوجه العام.

ودعت التوصية إلى حوار يقوم على أساس تحقيق المصالح المشتركة على قاعدة الندية والاحترام المتبادل بين الطرفين، بعيداً عما سمته بـ «الهيمنة الأميركية».

وتكمن أهمية الحوار - استناداً للتوصية - في توضيح الصورة الحقيقية للحركة الإسلامية بعيداً عن تشويه المواقف، وطمأنة الطرف الآخر الى ما وصفتها التوصية بأنها «هواجس وأوهام عززتها مخاوف اسرائيل وأنظمة عربية».

في المقابل، أكدت التوصية رفضها الاستقواء بالخارج لتحقيق ما قالت إنها «مطالب داخلية ملحة».

ويبدو أن إجماعاً داخل التيارات الإخوانية المختلفة، أفضى إلى قبول مسبق للحوار مع الولايات المتحدة قبل أن تقرره القيادة الجديدة، رغم تمنع قيادات تاريخية عن ذلك، ذهبت إلى حد القول إن فكرة الانفتاح على أميركا خطيئة يجب التراجع عنها.

زكي بني ارشيد، القيادي المحسوب على التيار المتشدد داخل الجماعة، ردد أكثر من مرة لـ «الحياة» إن الولايات المتحدة قوة كبيرة لا يمكن تجاهلها. واعتبر أنه ليس من المصلحة أن ينعزل الإخوان بعيداً من المجتمع الدولي.

لكن القيادي المحسوب على تيار الصقور التقليدي محمد أبو فارس، قال لـ «الحياة» إنه لا يرى مبرراً للدخول في حوار مع الولايات المتحدة والغرب.

وأبو فارس المتخصص في العلوم الشرعية هو صاحب الفتوى الشهيرة التي وصفت أحد أبرز أعداء أميركا أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق عام 2006 بالشهيد.

لكن القيادي رحيل الغرايبة، المحسوب على التيار الإصلاحي، يجادل بأن المبدأ العام للحركة الإسلامية هو الانفتاح على كل دول العالم باستثناء إسرائيل، نافياً وجود صفقة بين الإخوان والغرب.

رئيس مجلس شورى الإخوان عبد اللطيف عربيات، المحسوب تاريخياً على تيار الحمائم التقليدي، حرص في حديثه لـ «الحياة» على القول إن الحوار مع الغرب واجب شرعي هدفه تبادل الأفكار.

لكن الموقف الرسمي للجماعة يقرره الناطق باسمها جميل أبو بكر، الذي اكتفى بالقول إن قيادة الإخوان «ما زالت تدرس طلبات الحوار».

وعلى الصعيد السياسي الرسمي لا يوجد موقف موحد داخل مطبخ القرار الأردني في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الإخوان. وتتحدث معلومات عن وجود تيار تقليدي داخل الدولة لا يتردد في التعبير عن قلقه من صعود التيار الإسلامي، وتتبنى هذا الموقف قيادات في المؤسسة الأمنية، في حين تحرص قيادات بالديوان الملكي على حضور الإسلاميين في أي حكومة قادمة ضمن شروط محددة تقع في خانة إبقاء حدود صلبة للعبة الديموقراطية، والتصدي لجموح الإخوان بالحد من الصلاحيات الممنوحة للملك.

نحو تفاهمات؟

ويجري تداول موضوع الإسلاميين على نطاق واسع داخل الأوساط السياسية، على اعتبار أن الجماعة قد تشكل الحكومة بعد تحقيقها حصة معتبرة من مقاعد مجلس النواب المقبل.

وفي الوقت الذي تبدي قيادات في الدولة حماستها لحوار الإخوان مع أميركا والغرب، معتبرة أنه سيشجع على إندماج الإسلاميين في الدولة، تعبّر قيادات أخرى عن قلقها من تشكل مؤامرة إخوانية أميركية تهيئ الأجواء لإعلان الوطن البديل.

حوار الإخوان مع الغرب وأميركا على وجه الخصوص، سيقود إلى تفاهمات ضمنية على المرحلة القادمة، أهمها الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل، والاعتماد على المساعدات الخارجية في حال نجح الإسلاميون بتشكيل الحكومة القادمة، وذلك وفق رؤية الكاتب سامي الزبيدي.

لكن الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية محمد أبو رمان؛ يعتقد بأن الحوار سيؤدي إلى نتائج غير عميقة، باعتبار أن الإسلاميين لن يشكلوا الحكومة القادمة، بل سيكونون جزءاً منها.

 

 

لبنانية تعتصم أمام مكتب نتانياهو ... وتلف نفسها بعلم إسرائيل
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة
 

لا يمكن تفادي المشاعر المتناقضة التي تنتابك عندما تشاهد تلك الفتاة عبر شاشات قنوات التلفزيون الإسرائيلية في الليلة ذاتها. للوهلة الأولى يظهر التقرير عادياً. فتاة جميلة تجلس أمام مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في القدس مع عدد من الإسرائيليين المتضامنين معها. ثم تتجول مع أحدهم، الذي اعتبر نفسه في ما بعد ولي أمرها بغياب والدها.

لغتها العبرية متقنة وفي لكنتها بعض الحروف العبرية تلفظها مثل الأشكنازيين البيض الذين أقاموا إسرائيل ولا يزالون يحكمونها، والتي يستخدمها البعض كأسلوب مفاخرة. جميع هذه العناصر تظهر أن موضوع التقرير فتاة يهودية.

أما اسمها «طال» فيقطع الشك باليقين. لكن سرعان ما يظهر على الشاشة تعريفها ليتبين أن هذه الفتاة لبنانية، وهي ابنة أحد ضباط «جيش لبنان الجنوبي». وصلت مع عائلتها إلى إسرائيل، وكان عمرها سنتين، عندما هرب ستة آلاف لبناني من جنوب لبنان في عام 2000.

الفتاة اللبنانية لا تتحدث العربية وتقول إنه لا يربطها شيء بوطنها لبنان. وعندما تتحدث عن احتمال عودتها إلى الوطن تستخدم مصطلح «لا سمح الله». مشاهدات كهذه تثيرك فتشعر بغضب واشمئزاز ممزوجين بالشفقة.

هذه الفتاة ومعها نحو ألف ومئتي لبناني ولبنانية، يعيشون في إسرائيل، منهم سبعون شاباً يخدمون في الجيش الإسرائيلي. والغالبية العظمى من الشبان والشابات لا تتقن العربية، كتابة ولا لفظاً، ذاك أن مدارسها عبرية بالكامل، فهي لم تنخرط بمجتمع الإسرائيليين العرب، الذين بدورهم لم يتقبلوا محاولات بعضهم الاقتراب. ولعل الفتاة «طال» هي مثل صارخ لوضعية هؤلاء الفتية اللبنانيين.

حاولنا لقاء «طال»، حيث تعتصم أمام مكتب بنيامين نتانياهو في القدس، لكننا منعنا. والسبب؟ والد الفتاة لا يرافقها ومن يتولى أمرها ناشط من قيادة حزب الليكود اسمه «بيتار» في طبريا والفتاة عضو ناشط في حزبه. بيتار منعها من الحديث مع صحافيين عرب! لم تقبل «طال» الحديث معنا فيما لفّت جسدها بعلم إسرائيل ليلتقطوا لها الصور ولتنشرها الصحف الإسرائيلية.

صهيونية كبيرة

«طال» هي فاطمة اللبنانية قبل أن تصبح إسرائيلية وتغير اسمها، أو «قبل أن يطلق عليها أصدقاء وجيران أهلها اليهود هذا الاسم. وتقول، وفق وسائل الإعلام العبرية: «أنا صهيونية كبيرة. تكبرني شقيقتان واحدة أنهت الخدمة المدنية والثانية تستعد للذهاب للخدمة في الجيش الإسرائيلي». وتقول إنها لا ترغب في العودة إلى لبنان «إذا عدنا إلى لبنان، لا سمح الله، فحياتنا ستصبح جهنم».

ولدت في بنت جبيل. والدها كان قائد وحدة مدرعات في «جيش لحد» لمدة 12 عاماً. عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، وصلت طال مع عائلتها وسكنت في طبريا. اليوم للعائلة خمسة أولاد. والدتها عاملة نظافة في بيوت وفنادق في طبريا. تعمل ساعات طويلة وتعود أحياناً عند الحادية عشرة ليلاً. احد أشقائها يعاني مشاكل في الكبد وقد أجريت له عمليات جراحية عدة. أما الوالد فلا يوجد في مكان عمل ثابت ولا مهنة محددة وأطلق على ولديه اللذين ولدا في إسرائيل بعد اللجوء اسمي «عومري» و«لئور».

وعندما سأل صحافي طال: «كيف كان وضعكم في لبنان؟ أجابت: «تركنا في لبنان جزءاً مهماً من حياتنا ووصلنا هنا لوحدنا. وأنا اليوم أشعر بأنني جزء من هذه البلاد (شقيقتي الكبيرة صابرينا أنهت خدمة مدنية قبل أسابيع وشقيقتي الثانية تنتظر تجنيدها في الجيش الإسرائيلي».

وتروي «طال»: والدي قال مرات عدة لأمي، إذا استمر الوضع على حاله فسيقرر العودة إلى لبنان مهما كلفه الثمن. وعندما أسمعه أسأل نفسي، لماذا فجأة لبنان؟ أنا أعيش هنا منذ سنوات واليوم أنا إسرائيلية».

أريد لقاء نتانياهو

تقول إنها لن توقف اعتصامها وإضرابها عن الطعام قبل أن يخرج إليها بنيامين نتانياهو ويلتقيها. وقد اتخذت قرار الاعتصام هذا بعد أن بعثت برسالة إلى رئيس الحكومة تشرح فيها وضع عائلتها المأسوي، وتطالب بتأمين بيت للعائلة يضمن الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية وبمساعدة تضمن لهم لقمة خبز. فوفق الفتاة ينام الإخوة ليالي كثيرة «بأمعاء خالية» وملابس خفيفة من دون تدفئة كافية. وشرحت وضعية بيتهم المأسوية. ففيه غرفتان بوضعية سيئة، البرد القارس يخترق الجدران والمدفأة لا تكفي العائلة عندما تجتمع حولها. وتضيف المزيد من التفاصيل في رسالة كتبتها لرئيس الحكومة. تقول «شرحت معاناتنا وكنت على ثقة بأن الرسالة ستلقى آذاناً صاغية وبأن عند قراءتها سأدعى لسماع المزيد. لكن شيئاً لم يحدث فقررت أن أصل بنفسي لنقل رسالة أخرى إلى نتانياهو وهذه المرة بالإضراب عن الطعام أمام مكتبه في القدس. وسأواصل إضرابي حتى ألتقيه».

طال ليست الفتاة اللبنانية الوحيدة التي يتم استغلالها لإطلاق صرخة اللبنانيين الذين بقوا في إسرائيل منذ سنة 2000. وقضية السكن بالذات تحولت إلى أزمة وكابوس لديهم. وقد سبق أن وصلت إلى نتانياهو رسالة موقعة من «الجيل الثاني من اللبنانيين» تطالبه بحل أزمة السكن.

وتضمنت الرسالة احتجاجاً على التمييز في التعامل مع العائلات اللبنانية والمطالبة بوضع حد لمعاناتهم الإنسانية والاجتماعية، بخاصة ما يتعلق بالسكن. ويعتبر الفتية اللبنانيون أنفسهم «سفراء السلام، المخلصين لهويتنا اللبنانية ولدولتنا الثانية إسرائيل». ويضيفون في رسالتهم في محاولة لاستعطاف الحكومة الإسرائيلية ورئيسها: «عائلات جيش جنوب لبنان فقدت 1100 شخص ويعيش فيها 1400 معاق أصيبوا خلال مشاركتهم في الحرب إلى جانب دولة إسرائيل وقد دفعت ثمناً باهظاً مع انسحاب الجيش من جنوب لبنان»، ويختتمون الرسالة بالقول «ما أصعب أن يقتلع الإنسان من بيته ويفقد حياة أبناء عائلته».

 

 

داود أوغلو في واشنطن: من يضغط على من؟

جريدة السفير..محمد نور الدين
في ظل الحالة الصحية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وعدم قدرته على ركوب الطائرة والقيام بجولات خارجية، والصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية عبد الله غول في السياسة الخارجية، تحول وزير الخارجية أحمد داود اوغلو إلى "زعيم مؤقت" لتركيا وبات الناطق الحصري باسم بلاده في المحافل الدولية.
اهتمت الولايات المتحدة بزيارة الوزير التركي الحالية إلى واشنطن كما لم تهتم من قبل. مسؤولون وسياسيون أميركيون كبار التقوه الأسبوع الماضي على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ أصروا على لقائه مجددا في واشنطن.
وتنقل الصحف التركية أن أبواب الكونغرس الأميركي وممراته وقاعاته فتحت لـ"الضيف الكبير" فجالوا معه في أرجائه، وهو المعقل الأقوى للنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة.
لم يتم التطرق لا من بعيد ولا من قريب في محادثات داود اوغلو إلى إسرائيل. قبل أكثر من سنة كانت احتجاجات من أعضاء في الكونغرس على سياسة أنقرة تجاه إسرائيل، ووجه أحدهم كلاما قاسيا بحق الوزير التركي. لكن الحرص على نجاح الزيارة واستمرار تركيا على موقفها من إسرائيل ومسألة سفينة "مرمرة" تحديدا كان وراء تجاهل الموضوع الإسرائيلي.
تنقل الصحافة التركية أن شهر العسل التركي - الأميركي مستمر، بل إن العلاقات بين الدولتين هي الأقوى منذ 60 عاما أي منذ التحاق تركيا بالمشروع الغربي في الشرق الأوسط.
سببان رئيسيان للعلامة المرتفعة التي يعطيها الأميركيون لتركيا: الأول هو موافقة أنقرة على نشر الدرع الصاروخية على أراضيها، وهذه مصلحة استراتيجية جدا للغرب وتاليا لإسرائيل، والثاني هو موقف تركيا من "الربيع العربي" ولا سيما مشاركتها بغزوة حلف شمال الأطلسي لليبيا.
تعددت الموضوعات التي بحثها داود اوغلو مع المسؤولين الأميركيين وكلهم من العيار الثقيل، من وزير الخارجية إلى وزير الدفاع إلى كبير مستشاري الأمن القومي.
كان موقف تركيا واضحاً لجهة معارضة أي ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران لأنها ستقلب الوضع في المنطقة رأسا على عقب.
لكن عندما يتعلق الأمر بالمسألة السورية تتبدل الصورة وتظهر تفاصيل عدم انسجام بين الموقفين التركي والأميركي. تقول أصلي أين طاش باش في "ميللييت" والمرافقة لداود اوغلو في زيارته إن المبدأ في الماضي كان ممارسة الولايات المتحدة ضغوطات على تركيا بشأن سوريا وغير سوريا، لكن الصورة انقلبت اليوم حيث جاء داود اوغلو ليمارس هو ضغوطاً على واشنطن بشأن الأزمة السورية.
تقول الكاتبة إن موقف المسؤولين الأميركيين بعد الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن هو انه لا يمكن إقامة منطقة عازلة ولا ممرات إنسانية ولا التدخل العسكري من دون قرار من مجلس الأمن الدولي، وبالتالي "ليس من سيناريوهات سهلة مع الأسف". حتى تسليح "الجيش السوري الحر" هو عمل خطير والمعارضة السورية لم تثبت حضورها.
وتضيف الكاتبة انه من الواضح أن الموقف الأميركي لا يخرج عن كونه عبارة عن تصريحات حادة ودبلوماسية ناعمة. وبتعبير مسؤولين أميركيين انه ليس هناك حلول سحرية للوضع في سوريا.
في المقابل يهدف داود اوغلو من زيارته إلى الضغط على واشنطن لتغير موقفها بعدما كانت واشنطن هي التي تضغط على تركيا في السنوات القليلة الماضية في العديد من الملفات. فهو يرى أن "الجيش السوري الحر" يتحول إلى قوة مؤثرة على الأرض وعديده وصل إلى 40 ألف جندي منشق، وأن إقامة ممرات إنسانية أمر ممكن، وان تركيا ليست ضد إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا قريبا من ادلب وإنطاكية كما على الحدود الأردنية، لكن بغياب قرار عن مجلس الأمن يمكن البحث في ذلك بالشراكة مع جامعة الدول العربية مع دعم أميركي.
كما أن داود اوغلو هو الذي يقترح تأسيس "تحالف طوعي" لأصدقاء سوريا شبيه بما جرى في ليبيا، وهو يقول للأميركيين إن سياسة اللاحل ليست حلا بل يجب الانتقال إلى التحرك الفاعل.
وقالت الكاتبة إن داود اوغلو نقل مطلباً محدداً إلى الأميركيين "لا تسمحوا بتحويل سوريا إلى بوسنة ثانية. لا نريد أن نرى على حدودنا سراييفو ثانية في حمص".
وبخلاف ما يظهر في وسائل الإعلام عن إمكانية تراجع الحدة في الدور التركي فإن أنقرة لم تتخل عن كل الوسائل الممكنة لمواصلة الضغط على سوريا من أجل عدم تمكين النظام السوري من "أخذ نفس" وصولا إلى لحظة يمكن أن تتغير فيها موازين القوى. وفي هذا الإطار كانت قرارات جامعة الدول العربية في إنهاء مهمة المراقبين وطرد السفراء السوريين والدخول في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي هو مقترح تركي في الأساس.
وفي ظل توتر العلاقات مع قبرص وفرنسا يبدو أن تركيا، وفقا لمعظم التحليلات، عادت بالكامل إلى المربع الأميركي الذي كانت فيه قبل وصول حزب العدالة والتنمية.
دبلوماسية تركية لا تهدأ في ظل عاملين، الأول أن صورة تركيا ودورها الإقليمي على المحك بسبب الأزمة في سوريا، والثاني أن داود اوغلو الذي يحتفي به الجمهوريون والديموقراطيون على حد سواء يحفر الطريق بخطى وئيدة نحو الزعامة التركية في أي لحظة قد تسنح، ولأكثر من سبب.
 
عولمة لبنان ولبننة العالم
جريدة السفير..سليمان تقي الدين
تدل اشتباكات طرابلس التي تتجدد منذ زمن بين جبل محسن وباب التبانة على حالة نموذجية مصغرة عن الواقع اللبناني كله. خط تماس طائفي يتقاتل عليه الفقراء، بل الأكثر فقراً، تديره قوى سياسية وتستخدمه لأهداف لبنانية بعيدة غير منفصلة عن النزاعات الإقليمية.
يتقاتل الفقراء من دون أن تكون لهم مصالح مباشرة في تغيير واقع يخص عيشهم وحياتهم ومن دون أن يكون بينهم تعارض في نمط الحياة اليومية. يحرّض هؤلاء حافز له علاقة بتوازن السلطة الطائفية في البلد ويغذي مشاعرهم إرث ثقافة مذهبية.
يعتقد المتقاتلون أنهم يساهمون بشكل أو بآخر في انتصار أو نصرة متغيّر إقليمي يوفر شروطاً أو بيئة أفضل لطموحهم أو لموقعهم ودورهم في المعادلة الداخلية. في هذا النزاع تتجسّم على نحو مصغر صراعات كبرى. يجد ابن هذه المدينة المهمّشة اقتصادياً أن له رأياً في الصراع السني الشيعي، في الحرب العربية الإسرائيلية، بسلاح آخر على الطرف الآخر من البلد وفي النظام الإقليمي. اللبنانيون في هذا النموذج من النزاع الأهلي العنيف لا يعترفون بمرجعية الكيان والدولة والنظام والمؤسسات الأمنية الشرعية ولا يعتقدون أن أولوياتهم متجهة لتطورهم وتقدّمهم الاجتماعي بل لانتصار «سياسي» معنوي يؤدي إلى قوتهم كجماعة وليس كمواطنين. هذه الصورة هي نفسها موجودة في كل بيئة وجماعة ومنطقة، وفي تفكير القيادات السياسية وسلوكياتها.
يكشف هذا الواقع عن خلل عميق في الاجتماع السياسي اللبناني. ليس بين اللبنانيين (هذا التعبير المعنوي الشامل) مشتركات كافية وقواعد ضامنة وملزمة لكي يعيشوا معاً كلبنانيين، بل هم ما زالوا يتصرفون على أنهم جماعات طائفية أو حزبية تغطي بنية اجتماعية قبلية، ويتنافسون في سبيل إيجاد توازن قوى بينهم ليكون لهذه أو تلك من الجماعات الحصانات والضمانات والامتيازات.
يقوم النظام السياسي أو الصيغة الشرعية القانونية على إدارة هذا النزاع بدلاً من حله لأن نخب الجماعات السياسية والاقتصادية يوافقها هذا النوع من الجمهور وهذا النوع من النزاع كي تستثمره سلطة ونفوذاً يعزز موقعها وحصتها في السلطة المركزية حيناً، وعلى جغرافيتها الطائفية والسياسية حيناً آخر.
لا يملك اللبنانيون وسائل لكي يعبّروا عن أنفسهم إلا وفق هذه الآليات فلا يوجد في نظامهم مكان لغير هذه المعطيات الطائفية. إنتاج السلطة الشرعية أو إنتاج مؤسسات التمثيل الرسمي والشعبي التي لا تسمح باستفتاء الجمهور على ما هو خارج التوازن الطائفي. نحن لا نعرف بالضبط ماذا يريد اللبنانيون (الملايين الأربعة) ولا نعرف ماذا يريد اللبنانيون كمواطنين منتجين ومستهلكين وطلاب علم ومرضى وأصحاب هموم اجتماعية، بل فقط نعرف هوياتهم السياسية المفترضة المصادرة أصلاً بقرار مؤسساتهم الدينية وزعاماتهم السياسية والنخب المتربعة على أعلى درجات سلم الثروة والسلطة. خلال هذه التجربة اللبنانية نعرف وقائع ثابتة عن أن الجماعات الطائفية بدّلت مواقفها وخياراتها وأدوارها ووظائفها. فلم تكن لهذه الجماعات في المستوى التاريخي مواقف «جوهرانية» أو مسارات خارج التاريخ والجغرافيا والتطورات الاجتماعية. كما لم تكن لها هويات مغلقة. ففي كل طائفة شكل من التعددية يظهر أو يختفي بحسب الظروف وقد طرأت على هذه الجماعات الكثير من عوامل التغيير. من بين أهم الظاهرات التي عرفها اللبنانيون أنهم أنشأوا أحزاباً حديثة وانتموا إلى تيارات فكرية وثقافية غير دينية وغير طائفية وأنهم أنشأوا مؤسسات مهنية ونقابية مدنية وأنتجوا ثقافة وأدباً وفناً وعلماً خارج المشهد الطائفي وتمردوا عليه وقاوموه وحطّموا قداسته وهيبته وكانوا رواد نهضة وأبدعوا وغيّروا في طبيعة بلادهم وحفروا فيها الكثير من الابتكارات واستثمروا في بيئتها.
طرأت على اللبنانيين موجات من التفكير ومن السياسات الوافدة فشوّهت الكثير من تقاليدهم وحطّمت الكثير من مكتسباتهم وعطّلت تطورهم الاجتماعي والسياسي وفرزتهم مجدداً على خطوط انقسام لم تكن موجودة من قبل. نحن الآن في خط معاكس لتطور الوطنية اللبنانية تشدنا تيارات سياسية وقوى في خلاف منجزاتنا وتهيمن على إرادتنا جماعات هي مزيج من سلطات المال والسلاح والعنف والإيديولوجيا المتنافرة والمتآلفة في آن واحد لقطع تطور المشروع اللبناني، مشروع الدولة والمواطنة.
في كل ما يجري الآن يغيب المشروع اللبناني (العربي تلقائياً والإنساني حتماً) لمصلحة ظاهرات شاذة تتجلى في خطاب غير عقلاني فئوي متخلّف غير توحيدي وذي وظيفة نزاعية يسعى إلى الهيمنة تحت لافتات غير صادقة تهدف إلى توطيد قوة وسلطة الجماعات بمعزل عن وجود الآخر والاعتراف به. هنا يظهر اللبنانيون ويخادعون أنفسهم في ذلك أنهم شركاء في مصير المنطقة والعالم في حين أنهم بكل مكوّناتهم وقواهم ليسوا إلا أتباعاً لقوى خارجية تتدرّج في القوة والنفوذ من الإقليمي إلى الدولي وهي التي تملك القدرة والقرار والخيار. يعيش اللبنانيون هذا الوهم على أنهم شركاء حتى لا نقول أصحاب قرار في مصائر منطقة أُلحقت بصراعات دولية كبرى وباتت مسرحاً لها.
لا يطعن ذلك في الدور اللبناني أو الفعل اللبناني إلا لأن لبنان ليس دولة تعكس هوية شعب وتعبّر عنها، وليس شعباً موحداً وهو يغامر المرة تلو الأخرى في أن يبالغ في دوره أو يضحّي بمصالحه ويقامر في وحدته في ما يشبه سياسة التحدي والنكايات والكيد وهو لا يوفر لنفسه الحد الأدنى من وسائل العيش والسلامة.
مشكلة لبنان أن جماعاته، وهي طوائف كلها صغيرة بكل المقاييس، تفرض خياراتها على الآخرين ولا تحسب حساباً للعيش معاً أو للشراكة في ما تقرره أو ترتجيه. فليس في لبنان «شركة ومحبة» وليس في لبنان «توافقية» ولا وطنية ولا مشروع إصلاح، بل «أحزاب» و«عصبيات» منتفخة بالأوهام ومسكونة بلعبة السلطة.
لا نظن أن اللبنانيين استفادوا من تجاربهم، لكننا معنيون بالقول لهم، جماعات وأفراداً، إن ما يجري حولنا أكبر بكثير من أن يتوقف على مساهمتنا فيه، خاصة أننا لم ننجز بناء دولة ولم ننجز بناء وحدة وطنية. إن ربط لبنان بنزاعات المنطقة مجدداً وخاصة من باب الأمن والنزاعات المسلحة ليس إلا وصفة لتفكك هذا البلد.
فهل فات أوان «الصحوة اللبنانية»!؟
 
حمص تشتعل والجولان على سكونه
جريدة المستقبل...أسعد حيدر
طالب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي "بوقف العنف قبل البدء بالحوار بين النظام في سوريا والمعارضة". هذا الطلب واقعي وشرعي، يجب العمل به، لذلك ما على الوزير الروسي، إلا أن يشير الى رئيسه القيصر الجديد بوتين"، فيأمر الأخير الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف، فيتوقف. "القيصر" الجديد فلاديمير بوتين، "يمون" على الرئيس الى الأبد، أليس هو من "يحميه" و"يلعب" عنه، ويدعمه بكل الخبرات الروسية في قمع الشيشان وغيرها حتى يبقى في السلطة وينفذ "الإصلاحات" التي وعد بتنفيذها قبل 11 سنة وما زال على الوعد دون التنفيذ.
قبل 11 شهراً، عندما اشتعلت درعا بعد الاعتداء على الأطفال وقلع أظافرهم وطلب ابن خالة الأسد من آبائهم وهم الرجال الرجال، مساعدتهم في انجاب أطفال آخرين، لم يكن يطالب أحد الأسد أكثر من اجراء إصلاحات تقوي وجوده في السلطة. العنف الذي مارسه النظام الأسدي ضد المدنيين ولد الرفض والتشدد والتصلب والتصعيد في المطالب وصولاً الى المطالبة بتنحية" الرئيس الى الأبد". ايضاً، الدم استسقى الدم. القتل بجميع الأسلحة، دفع الجنود الوطنيين الى رفض القتل والمدنيين الى حمل السلاح للدفاع عن حياتهم ومنازلهم وأملاكهم وأعراضهم. ألم يحصل ما يعيشه أبناء حمص ودرعا وأدلب وريف دمشق، ما حصل مثله في لبنان طوال 17 سنة، حتى إذا وقعت الواقعة في 14 شباط واغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري تحقق الاستقلال الثاني وخرجت ميليشيات الأسد من لبنان ومعها كل ضباطها الذين أكبرهم لم يكن أكثر من "شاويش" ارتقى حتى أصبح جنرالاً لأنه لا يرد أمراً ولا يتوانى عن القتل واهانة كرامات الجميع من حلفاء وخصوم؟
موسكو ـ بوتين، أمام مأزق كبير حتى ولو بدت منتصرة لأنها عادت الى الطاولة للمشاركة في رسم خريطة النظام الدولي الجديد على حساب دماء السوريين. منذ استقر الوضع في روسيا بعد عشرية نهاية القرن الأخير" تجددت طموحاتها الجيوسياسية. لم تعد روسيا في العقد الأول من القرن تكتفي بالتطلع نحو آسيا والتعاون والتفاهم وصولاً الى نوع من التحالف مع الصين والهند واليابان، حالياً تتطلع موسكو باتجاه الشرق الأوسط وحتى للعودة بقوة الى كوبا. أيضاً موسكو تنظر الى سوريا من زمن ليس بعيد وكما حدد ذلك وزير الدفاع الأسبق سيرغي ايفانوف الى أن التعاون مع سوريا يولد مكاسب اقتصادية وسياسية ملموسة". الخبراء الروس اليوم يقولون إن علاقتهم مع سوريا هي أصلاً "علاقة زبائنية". دمشق تستورد عشرة بالمئة من صادرات الأسلحة الروسية.
لوبيان يدعمان في موسكو بقوة النظام الأسدي:
لوبي الصناعات الحربية القوي جداً بعد أن استعاد حضوره في صياغة الاقتصاد الروسي والعسكرية الروسية.
"اللوبي" اليهودي ـ الصهيوني وهو قوي الى درجة أن البعض من الخبراء يرون انه أقوى نفوذاً في موسكو من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية. الهجرة اليهودية وغير اليهودية الروسية الى إسرائيل وحضورها القوي في السلطة الإسرائيلية ودورها المتصاعد كونها الأكثر تطرفاً وعنصرية بين كل القوى، يقوي بشكل تبادلي اللوبي اليهودي في موسكو.
موسكو تنظر في علاقاتها مع سوريا الى البعيد "القيصر الجديد" يلعب بقوة على الوتر القومي الروسي، ويعتقد أنه قادر على اخذ تنازلات مهمة من الغرب ومن العرب في وقت واحد. إسقاط مشروع الدرع الصاروخي في تركيا أحد أبرز أهدافه الى جانب المحافظة على حصته في سوق السلاح في الشرق الأوسط. رغم ذلك فإن الرأي ليس موحداً في موسكو. توجد قناعة لدى بعض الأوساط الروسية المؤثرة كما يقول اليكسي ماكناركين من المركز الروسي للتقنيات السياسية. "بأن روسيا ستخسر في نهاية المطاف في سوريا".
خبراء روس يضيفون "أن المشكلة لا تكمن في رفض خصوم الأسد الحوار، وانما في الأسد نفسه الذي تأخر كثيراً في إجراء الإصلاحات. لقد فشل النظام في تحقيق النتائج المتوخاة منه وانه بذلك فقد شرعيته". حالياً يكمن المأزق الذي تواجهه كل الأطراف" أن الحل العسكري لن ينجح والحوار لن يبدأ حتى يتوقف القتال لذلك يبدو الأفق مسدوداً". كان يمكن لموسكو ان تعود الى المنطقة برغبة وترحيب واسعين من العرب أو معظمهم، لاقامة التوازن مع واشنطن، اما وقد اختارت العبور على دماء السوريين، فإن عودتها مرفوضة اليوم وغداً.
يبقى ان السوريين سيتابعون ضريبة الحرية والديموقراطية والتعددية من دمائهم وممتلكاتهم. وان حمص تتحول الى حماه ثانية انما على قاعدة "القضم فالهضم"، في جميع الأحوال يروي أهل حمص الذين اثبتوا أن شجاعتهم وصمودهم يتجاوزان ظرفهم التاريخي، "أن حمصي استيقظ من نومه المتقطع تحت القصف المدفعي لعدة أيام، فإذا كل شيء هادئ على الجبهة، فصرخ بزوجته: استيقظي نحن في الجولان".
 
الترقب يتصاعد حول ما إن كان العد التنازلي للمواجهة قد بدأ بالفعل
أربعة أسباب تزيد من احتمالية ضرب إسرائيل لإيران عما قريب
موقع إيلاف..أشرف أبو جلالة من القاهرة..... رغم تعدد التكهنات عن إحتمالية إقدام إسرائيل على مهاجمة إيران، نظراً إلى تزايد الأخطار المتعلقة بمنشآتها النووية، كانت تذهب جميعاً أدراج الرياح، ويتضح أنها لم تكون سوى مجرد شائعات إعلامية، إلا أن العديد من متغيرات الأحداث يفضي إلى أن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة.
  إسرائيل تستعد لسيناريو الحرب
القاهرة: أدى المقال الذي كتبه في الأسبوع الماضي الكاتب الشهير، دافيد أغناتيوس، في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، والذي أبرز فيه تنبؤ وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، بأن تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران ومنشآتها النووية في أحد أشهر نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو المقبلين، أدى إلى تأكيد حقيقة أن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة، بالنظر إلى هذا التنبؤ المثير، وكذلك للعديد من متغيرات الأحداث.
ورغم أن قيام إسرائيل بهجوم جوي على إيران سوف يبدو عملاً طائشاً وغير ضروري، خاصة مع تشديد حزمة العقوبات الدولية الصادرة بحق سوق النفط والبنوك الإيرانية بصورة كبيرة، إلا أن إسرائيل ترى من وجهة نظرها أن الوقت بدأ ينفد بالفعل، وأن العقوبات قد جاءت متأخرة للغاية.
في هذا السياق ترى مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن هناك أسبابًا عدة ربما تبرر سر تحمس إسرائيل للهجوم هذه المرة، ولخصتها في أربع نقاط، أبرزتها كما يلي:
الضغوط الزمنية
فعلى الرغم من استمرار خضوع برنامج إيران النووي لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن تقريرًا صادرًا حديثاً من مركز سياسة الحزبين أظهر أن الجهود التي تبذلها إيران لتخصيب اليورانيوم مازالت متواصلة، حتى بعد الهجوم الحاسوبي الذي تم شنّه بوساطة فيروس "ستوكسنت" واغتيال عدد من علمائها النوويين.
ووفقاً لما ورد في التقرير، فإن إيران تركِّب بنجاح على ما يبدو أجهزة طرد مركزي تعنى بتخضيب اليورانيوم، وتتميز بتطورها وكفاءاتها العالية. والأكثر من ذلك، بحسب وجهة النظر الإسرائيلية، هو أن إيران تقوم الآن بتركيب سلسلة أجهزة طرد مركزي في موقع فوردو الجبلي بالقرب من مدينة قم.
وفي حال تمكنت طهران من طرد المراقبين الدوليين، ونجحت في تخصيب اليورانيوم بصورة سريعة، فإن تلك الخطوة ستليها على الفور إقدام إسرائيل على شنّ هجماتها العسكرية على إيران.
ولفتت صحيفة "النيويورك تايمز" في السياق نفسه إلى أن هناك اختلافًا بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بشأن حساباتهم المتعلقة بحقيقة وضع إيران النووي.
نقص بدائل العمل العسكري في الوقت الراهن
يدرك القادة الإسرائيليون بلا شك أن بدء الحرب مع الجانب الإيراني خطوة محفوفة بالمخاطر، فلابد وأن تكون هناك أسباب مقنعةً لنبذ البدائل غير العسكرية.
وأشارت المجلة إلى أن جهود العقوبات الدولية المفروضة ضد النظام المصرفي الإيراني وصناعة النفط تلحق الضرر باقتصاد البلاد، وتعاقب النظام الحاكم سياسياً على ما يبدو.
مع هذا، فإنها لم تبطئ البرنامج النووي، ومن غير الوارد أن تحظى بأي تأثير على الجدول الزمني الذي سبق وأن تم التحدث عنه.
ولطالما استمرت روسيا والصين والهند ودول أخرى في تقديم الدعم لإيران اقتصادياً وسياسياً، فإن نظام العقوبات من غير المحتمل أن يكون مؤثراً بما فيه الكفاية لتغيير حسابات إسرائيل للمخاطر.
كما اعتبرت المجلة أن ترسانة إسرائيل النووية السرية والمعروفة على نطاق واسع في الوقت عينه لا يمكنها ردع هجوم نووي إيراني، نظراً إلى صغر المساحة وعدد السكان في إسرائيل.
وحتى إن سعت إيران إلى امتلاك قدرات نووية بمفردها لإنشاء قوتها الدفاعية الرادعة، فإن المحصلة ستكون نشوب حالة كبيرة من عدم الاستقرار في المنطقة.
فوائد التصعيد
أوضحت المجلة في تلك الجزئية أن القيام بهجوم على المجمع النووي الإيراني سيقف على الحدود الخارجية لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي.
فالأهداف المهمة في إيران تقف على مقربة من النطاق الأقصى للقاذفات المقاتلة الإسرائيلية، ومن المحتمل أن يحظى الهجوم الإسرائيلي فحسب بتأثير محدود ومؤقت على برنامج إيران النووي.
وتابعت المجلة بقولها إن قادة إسرائيل ربما يفضلون بالفعل صراعاً موسعاً، خاصة قبل أن تصبح إيران دولة مالكة للسلاح النووي.
وبموجب تلك النظرية، ستتخذ إسرائيل المبادرة من خلال شنّ هجوم مفصل على نطاق ضيق على المنشآت النووية الإيرانية.
وربما يعتقد قادة إسرائيل الآن أن "حزب الله" و"حماس"، حلفاء إيران شمال وجنوب إسرائيل، أفضل بكثير على صعيد الاستعداد عما كانا عليه في عام 2006.
حرب ام لا حرب؟
إدارة المرحلة النهائية
ومن غير المحتمل أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيران النووية إلى حدوث انهيار دائم للبرنامج.
وقد يتصور القادة الإسرائيليون حرب استنزاف طويلة الأمد ضد البرنامج الإيراني، على أمل إبطاء تطوره وانتظار حدوث تغيير في طهران.
ومن خلال القيام بهجمات متتابعة ومتفرقة ضد الأهداف النووية، ستحاول إسرائيل أن تضعف معنويات القوى العاملة في هذه الصناعة وتعطل عملياتها وتزيد تكلفة البرنامج بشكل كبير.
وربما يأمل القادة الإسرائيليون أن تعمل أساليب الاستنزاف الخاصة بهم على تعطيل البرنامج النووي، وأن تضعف العقوبات الدولية الاقتصاد المدني وتُخفَّض مستوى الدعم السياسي للنظام. وسوف ترتكز إسرائيل على الأمل أكثر من ارتكازها على مجموعة مقنعة من الأعمال، التي ترمي إلى تحقيق تلك النتائج.
لكن الأمر الحتمي بالنسبة إلى إسرائيل في تلك الأثناء هو أن توقف برنامج طهران النووي، خاصة وأنه لا توجد دولة أخرى تتعرض للضغوط الزمنية نفسها التي تتعرض لها.
لكن على إسرائيل أن تتوقع تصدي طهران لها بدفاعات قوية، حيث ستحاول إيران أن تحصل على أنظمة دفاع جوي جديدة من روسيا أو الصين، وسوف تحاول أن تحشد دعم دولي ضد العدوان الإسرائيلي، ورفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، وفرضها على إسرائيل بدلاً من ذلك. وليس من المحتمل أن تثني أية عواقب المسؤولين الإسرائيليين عن اتخاذهم ذلك القرار المتعلق بمهاجمة إيران. 
 
 مشاركة واسعة في الاستفتاء الشعبي الصدري على ميثاق الشرف
أوروبا تحذر من تدخل إيراني... فساد وفشل الشراكة في العراق
موقع إيلاف...أسامة مهدي من لندن.... حذر البرلمان الأوروبي من التدخلات الإيرانية في شؤون العراق، واعتبر أن هذا البلد يعاني فسادًا كبيرًا، إذ فشلت حكومته في تحقيق الشراكة الوطنية، فيما أكد التيار الصدري أن الاستفتاء الشعبي على ميثاق الشرف، الذي أعلنه قائده مقتدى الصدر، يلقى إقبالاً شعبيًا واسعًا.
لندن: أعلن رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي النائب أستراون ستيفنسون أن موقف الهيئة من الأزمة العراقية الراهنة واضح، ويرى أن العراق عقب مغادرة القوات الأميركية (في أواخر العام الماضي) يتجه مرة أخرى على ما يبدو نحو صراع وعنف سياسيين في داخله، وأن هناك تدخلاً واضحًا في الشأن العراقي الداخلي من قبل النظام الإيراني.
وأضاف ستيفنسون في تصريح صحافي اليوم، تسلمت نسخة منه "إيلاف" إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "أخفق تمامًا في تطبيق مواد توافق أربيل، الذي كان من المفروض أن تتشكل حكومته الشراكية على أساسه". واعتبر أنه "مازال هنالك فساد واسع ينتاب البلد في مقياس غير مقبول، ويبدو أن ما يكسب من شراء الذخائر النفطية العراقية الغنية لا يخدم المواطن العراقي البسيط بشيء". وشدد ستيفنسون على أن علاج هذه الأوضاع المتدهورة يقتضي تشكيل حكومة وطنية موحدة.
وأوضح في مقابلة أجرتها معه قناة "العراقية" الرسمية في التاسع من الشهر الحالي "أن العراق ينبغي أن تمثله حكومة وطنية علمانية غير طائفية، تمثل مصالح المواطنين العراقيين جميعًا، وليس مصلحة شريحة واحدة من المجتمع العراقي فحسب". بيد أنه "شعر باستياء" بعد ما إطلع على الطريقة التي استعملتها قناة "العراقية" لبثّ تقريرها حول المقابلة، وما نقلته كالآتي: "حثّ البرلمان الأوروبي، وعلى لسان إستراون إستيفنسون رئيس لجنة شؤون العراق، الأطراف العراقية على الحوار، والعودة إلى الدستور، وعد إستيفنسون أن الدستور العراقي الذي صوّت له الشعب العراقي بأطيافه كافة هو كفيل بحلّ الإشكالات العالقة بين جميع الأطراف".
ورأى "أن ذلك تحريف كامل لما أعربت عنه أنا في موقفي من الأزمة العراقية الراهنة". وأكد السيد إستيفنسون أن الأزمة العراقية ستنفرج إذا ما استمع جميع الأطراف إلى بعضهم البعض". وقال نحن في الاتحاد الأوروبي نحضّ جميع الأطراف العراقية المنتخبة على تأليف تحالف عراقي موحد، فإعاقة الحكومة من تأدية مهامها هو خذلان لنا جميعًا، نحن الذين نتطلع إلى عراق مدني مزدهر وحكومة عراقية مدنية، ونحن نحثّ السيد نوري المالكي على اختيار وزراء وقادة أكفاء، كي ينهض العراق من جديد".
على صعيد آخر، بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع السفير الأميركي جيمس جيفري خطوات عقد الاجتماع الوطني المنتظر ومستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، كما ناقشا "مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدولتين".
وتم أيضًا "بحث خطوات التقدم على طريق عقد الاجتماع الوطني المرتقب، وما تمخضت عنه الاجتماعات التحضيرية وأوراق العمل المقدمة من قبل الكتل السياسية" كما قال بيان صحافي تسلمته "إيلاف".
وقد حذرت مصادر عراقية من أن فشل المؤتمر العام المنتظر، سينهي العملية السياسية الراهنة برمتها، ويقود العراق إلى فراغ، قد يؤدي إلى حلّ مجلس النواب، وإجراء انتخابات عامة مبكرة، الأمر الذي سيدفع باتجاه انهيار أمني خطر، بدأت ملامحه الحالية تظهر، من خلال توسع عمليات التفجير في أكثر من مدينة عراقية.
يذكر أن الخلافات بين المالكي وشركائه في القائمة العراقية، قد تصاعدت إثر إقامة دعوى ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في العراقية طارق الهاشمي بتهمة "قيادة فرق موت"، وكذلك مطالبة رئيس الوزراء من مجلس النواب حجب الثقة عن نائبه القيادي في العراقية صالح المطلك إثر اتهامه للمالكي بـ"الدكتاتورية" و"الانفراد" بالسلطة، ما دعا وزراء ونواب القائمة إلى مقاطعة اجتماعات مجلسي الحكومة والنواب، لكن الهاشمي، الذي لجأ إلى إقليم كردستان الشمالي، ينفي بشدة التهم الموجّهة إليه بدعم الإرهاب، ويطالب بنقل محاكمته إلى كردستان، الأمر الذي تعارضه بغداد.
التيار الصدري: مشاركة واسعة في الاستفتاء على ميثاق الشرف
أكد التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم أن عملية الاستفتاء على ميثاق الشرف، الذي أعلن عنه أخيرًا، تجري في أنحاء البلاد بمشاركة واسعة من المواطنين.
وأعلن الشيخ صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم الصدر أن المعطيات الأولية للاستفتاء الشعبي الخاص بميثاق الشرف الوطني تبين مشاركة طيبة وتجاوبًا واسعًا من جميع أطياف الشعب العراقي في كل محافظات العراق.
وقال في تصريح، وزّعه المركز الإعلامي للهيئة السياسية للتيار الصدري، إن الاستفتاء يجري بانسيابية عالية وتنظيم جيد، من خلال منظمات المجتمع المدني غير الحكومية والمستقلة، وهناك إقبال وتقبل شعبي لهذا الاستفتاء، الذي سيستمر أسبوعين.
وأضاف "إن ثمرة الاستفتاء مفيدة لجميع أبناء الشعب العراقي وأطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية، للوقوف على تطلعات أبناء شعبنا ومشاركتهم في صنع الحياة العامة، واختيار المواقف والقرارات، وهذا يعزز الانتماء الوطني والتلاحم الشعبي بين أبناء الشعب الواحد".
وكان التيار الصدري بدأ أمس الأحد استفتاءه الشعبي في كل المحافظات العراقية، بما فيها الثلاث في إقليم كردستان، وذلك من خلال توزيع نصف مليون استمارة استفتاء في أنحاء البلاد.
وأشار العبيدي إلى أن هذا الاستفتاء يمثل خطوة ثانية، بعد التوقيع على الميثاق من قبل عدد كبير من ممثلي مختلف شرائح المجتمع السياسية والعشائرية والأكاديمية والعلمائية والعلمية. 
وأضاف إن الخط الصدري يسعى، وبكل قوة وجهد، إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، ولملمة البيت العراقي، ومشاركة الجميع في بناء هذا البلاد، من دون أخطاء أو تهميش لأي طرف على حساب آخر.
من جهته، قال المشرف على الاستفتاء فلاح الياسري إن العشرات من منظمات المجتمع المدني والإتحادات والنقابات تتولى عملية إجراء الإستفتاء، من خلال استمارات جاهزة، تم توزيعها على المواطنين في المحافظات كافة.
وأوضح أنه تم الاتفاق على أن تشرف لجنة رئيسة واحدة على الاستفتاء في كل واحدة من محافظات البلاد الـ18، وذلك بالتعاون مع عشرات المنظمات الأخرى، حيث تضم اللجنة مديرًا تنفيذيًا وعددًا من الموظفين والمعاونين.
وكان الصدر قد أصدر ميثاق الشرف الوطني في الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي من أجل حقن الدماء وصون المال والعرض ولحلّ الأزمات السياسية، وضمان حياة مستقرة، وقعت عليه غالبية الكتل السياسية والفعاليات الدينية والعشائرية والأكاديمية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، ليحظى بالتنفيذ والالتزام ببنوده.
وقد لقي الميثاق دعمًا واسعًا من تلك القوى وشخصياتها، التي بلغ عدد الموقع منها عليه 123 شخصية، اعتبرته محاولة لإنقاذ العملية السياسية بعد الانسحاب الأميركي، ومواجهة التطورات الإقليمية، وإدارة العراق بروح الشراكة، ومنع الدكتاتورية.
يأتي الاستفتاء في وقت لم يستطع السياسيون العراقيون التوصل إلى اتفاق لمعالجة كثير من القضايا العالقة، بينها تسمية وزيري الداخلية والدفاع، رغم تشكيل الحكومة الحالية قبل أكثر من عام.. كما يعاني العراق أزمات، سببها صراعات سياسية داخلية، وأخرى خارجية، أدت إلى عدم استقرار البلاد أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وعدم التوصل إلى معالجات لكثير من المشاكل.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,716,954

عدد الزوار: 6,962,587

المتواجدون الآن: 81