توقعات بانشقاقات في نظام الأسد.. مع تطور الموقف الدولي...جنبلاط يحذر دروز سوريا من الانجرار خلف زمرة الشبيحة والمرتزقة

بوادر تحول موسكو وبكين.. واتساع مظاهرات دمشق وحلب....حي المزة الذي صفع النظام على حين غرة...حمص تُقصف بالراجمات.. وأهلها صاموا أمس بنية «استجلاب النصر»

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 شباط 2012 - 4:50 ص    عدد الزيارات 11014    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

بوادر تحول موسكو وبكين.. واتساع مظاهرات دمشق وحلب
السعودية: الوضع الإنساني في سوريا خطير * مقتل 15 شخصا.. والجيش يقصف حمص بالراجمات * «الصليب الأحمر» تتفاوض لإرسال مساعدات * المعارضة السورية ستشارك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس.. ونواب في الكونغرس الأميركي يدعون لتسليحها
بيروت: ليال أبو رحال واشنطن: محمد علي صالح دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
كشف نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، أن هناك مؤشرات على احتمال أن تغير روسيا والصين من موقفيهما إزاء سوريا، بعد أن استخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو)، ضد المبادرة العربية التي أيدها أغلب أعضاء مجلس الأمن، والتي تهدف إلى إنهاء العنف هناك عبر تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وتسليم صلاحياته لنائبه. وجاء ذلك في حين سقط في سوريا أمس 15شخصا، أغلبهم في حمص التي دكتها القوات الموالية للأسد بالراجمات.
وبينما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إنها تجري مفاوضات مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بشأن «وقف القتال» لمدة ساعتين في بؤر الصراع، لا سيما حمص، من أجل إدخال المساعدات، استمر الغليان في دمشق، خاصة في حي المزة الراقي، حيث خرجت مظاهرة تطالب بإسقاط نظام الأسد، كما توسعت المظاهرات لتشمل حي أبو رمانة وكفر سوسة. واستمرت القوات الأمنية في تعزيز وجودها، خصوصا في محيط السفارة الإيرانية. كما شهدت جامعة حلب مظاهرات أصيب خلالها عدد من الطلاب.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، أن المجلس الوطني السوري ومجموعات أخرى من المعارضة ستشارك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي يعقد في تونس يوم الجمعة المقبل.
وفي سياق متصل، توقعت المعارضة السورية «انشقاقات نوعية» في بنية النظام. وكشف عضو المجلس الوطني السوري المعارض، محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط» وجود «اتصالات مع دبلوماسيين ومسؤولين سوريين». وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الوطني على اتصال حاليا مع وزير من الحكومة السورية ومع مسؤولين في الإدارة السورية ودبلوماسيين وضباط كبار في الجيش، مشيرا إلى «اتفاق معهم على أن يكونوا مصونين بعد سقوط النظام».
في غضون ذلك، دعا اثنان من كبار أعضاء الكونغرس، السيناتوران الجمهوريان؛ جون ماكين ولندسي غراهام لتسليح المعارضة السورية لمواجهة عمليات القتل التي يقوم بها نظام الأسد.
حي المزة الذي صفع النظام على حين غرة

النظام يعيد حساباته.. فخروج مظاهرة حاشدة في قلب دمشق يعتبر «أقرب إلى الخيال»

لندن: «الشرق الأوسط»... مع أن المظاهرة الحاشدة التي خرجت في حي المزة يوم السبت لم تكن الأولى من حيث عدد الحشود في العاصمة، لكنها الأولى التي جاءت لتوجه صفعة قوية لعملية الحسم العسكري التي روج لها النظام بأنها ستكون الضربة القاضية للاحتجاجات في البلاد، لا سيما أنها جاءت في ظل دعم روسي وصيني، وبزخم من إيران وحزب الله في لبنان.
فبعد أكثر من أسبوعين على دك حي بابا عمرو في حمص، ومحاصرة مدن وبلدات ريف دمشق التي تعرضت لضربات موجعة، خرجت مظاهرة المزة بمشاركة قدرت بأكثر من 30 ألف شخص، لتكون مفاجأة كبيرة انطوت على عدة مؤشرات مفاجئة أيضا، وبحسب ما قاله سكان في المزة من المشاركين في المظاهرة إنهم أيضا تفاجأوا بأعداد المشاركين، خاصة أن يوم الجمعة شهد أيضا تشييع جنازات في المنطقة ذاتها وسار نحو ألفي شخص في موكب التشييع وقطعوا أوتوستراد المزة من الشرق إلى الغرب ذهابا وإيابا وتعرضوا لإطلاق نار سقط خلاله 3 قتلى، وعشرات الجرحى إلا أنهم لم يتوقعوا أن يكون تشييع يوم السبت أكبر من الذي انطلق يوم الجمعة، بل توقعوا أن يكون أقل بعد سقوط 3 قتلى وانتشار الأمن والشبيحة في حي الفاروق.
إلا أن ما جرى يوم السبت الماضي الذي شهد سقوط ثلوج كان أشبه بـ«الأسطورة» بحسب تعبير سيدة تابعت التشييع من شرفة منزلها وتقول «كانت الأعداد تقدر بثلاثة آلاف شخص وهم يخرجون من خلف مشفى الرازي ليعبروا الأوتوستراد إلى الجهة المقابلة، وكان عناصر الأمن والشبيحة يتابعون ذلك باسترخاء ولم يتدخلوا، بينما سكان الأبنية يحتشدون على الشرفات، وما أن قطع الموكب الأوتوستراد واتجه إلى طلعة الإسكان للتوجه إلى الشيخ سعد، حتى انضم إليهم المئات من الناس وصارت الأعداد تقدر بأكثر من 30 ألفا، غالبية الناس من الذين كانوا على الشرفات نزلوا إلى الشارع، وكان المنظر مهيبا»، وتتابع السيدة كلامها «بناتي الأربع نزلن أيضا لقد كان هناك مشاركة نسائية كبيرة جدا».
ويؤكد ناشطون شهادة تلك السيدة بالقول: إن «عدد النساء اللاتي شاركن تجاوز ثلث المتظاهرين، وهي المشاركة الأكبر لهن في عموم المظاهرات التي خرجت في البلاد».. لتكون المشاركة النسائية في المزة واحدة من المفاجآت الكثيرة التي كشفت عنها مظاهرة حي المزة، والتي تقول وقائعها بحسب مشاركين فيها إن الأمن لم يتدخل في البداية، لأن الهتافات اقتصرت على التكبير، تحية الشهيد، و«هي ويالله وما منركع إلا لله»، و«هي المزة هاها». ولكن بعد أن تم الدفن وكانت حشود هائلة قد تجمعت صعد المتظاهرون هتافاتهم لنصرة حمص وبإسقاط النظام وإعدام الرئيس، مع فرد أعلام الاستقلال وكانت 3 أعلام وبأحجام كبيرة، ما ألهب الحناجر فراحت ترفع الصوت إلى أقصاه. يقول رامي وهو أحد المشاركين: «إن المشهد كان مهيبا ورهيبا، وقد جن جنون الأمن وبدأ بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع».
أجمعت الآراء على أن ما جرى في المزة يوم السبت فاجأ النظام، فعدا أن سوء الأحوال الجوية ونزول الثلج فإن هذه المنطقة الذي يسيطر عليه الموالون للنظام يجعل من احتمال خروج مظاهرة حاشدة أمرا «أقرب إلى الخيال»، ولكن ما جرى السبت دفع السلطات لإعادة حساباتها، ولنشر مكثف للأمن والشبيحة في المنطقة، وإجبار ذوي الضحية سامر الخطيب بن زهير الذي سقط السبت على تغيير موعد ومكان صلاة الجنازة، فخرجت في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس الأحد، تحت حراسة أمنية مشددة ومنع مشاركة حتى الأقارب. لمنع تكرار ما حصل السبت والذي خلف توترا كبيرا في العاصمة دمشق، رافعا منسوب الاحتقان.
هذه التطورات دفعت الأجهزة الأمنية إلى تصعيد حملات الاعتقال في حي المزة لا سيما حارتي الفاروق والمصطفى اللتين تشهدان حراكا ثوريا منذ عدة أشهر، وهما في منطقة تسمى أيضا منطقة بساتين المزة وتتصل مع حي كفرسوسة وتمتد خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء. لذا فإن تحولها إلى منطلق لمظاهرات حاشدة تمتد نحو الأوتوستراد أطول طريق في العاصمة يعد تحديا جديدا يترتب عليه عبء أمني ينهك النظام وذلك لعدة عوامل. فعدا أن أوتوستراد المزة أطول الشوارع في العاصمة دمشق، تتركز على جانبيه مبان حديثة فيها مكاتب لشركات خاصة موالية للنظام، كشركتي الهاتف «إم تي إن» و«سيريا تيل» التي يملكها رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد وذراعه الاقتصادية الضاربة، وأيضا مكاتب جمعية البستان الخيرية التي أنشأها رامي مخلوف منذ 8 أشهر، فإن المزة تضم أيضا منازل كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والدولة ومكاتب أبنائهم من رجال الأعمال، وسلاسل من المطاعم تابعة لهم، وعددا من السفارات أبرزها السفارة الإيرانية، والقنصليات أبرزها القنصلية البريطانية، بالإضافة إلى عدد من السفارات الأوروبية والعربية، ومنازل الدبلوماسيين العرب والأجانب، كما توجد هناك المدينة الجامعية وتجمع عدد من كليات جامعة دمشق (الطب والصيدلة والآداب) والتي شهدت أيضا خروج مظاهرات كثيرة منذ بداية الأحداث في سوريا.
وفيها أيضا الكثير من المباني الإدارية ومجمع للمحاكم (قصر العدل) وعدد من المقرات الرسمية كوزارة الإعلام وجريدة البعث وبنك الدم والكثير من المشافي الكبيرة (مشفى المواساة والأطفال والطب النووي والأسد الجامعي) التابعة لوزارة التعليم العالي، ومشفى الرازي المجاور للسفارة الإيرانية عند بداية الأوتوستراد. هذا بالإضافة لأبنية تابعة لبعض النقابات كبناء الفنون الذي يسكنه فنانون وممثلون سوريون، وبناء الصحافة ويسكنه صحافيون وكتاب سوريون، بالإضافة إلى مكاتب المنظمات الدولية وعدد من الفنادق الشيراتون والكارلتون والحياة وغيرها.
وتعتبر منطقة المزة أوتوستراد من أحدث أحياء دمشق، لاحتوائها على الكثير من المباني الحديثة والأبراج السكنية العالية والشوارع الفسيحة والجسور والأنفاق والكثير من المراكز التجارية والمولات الحديثة والمدن الرياضية كمدينة الجلاء ومدينة الشباب، بالإضافة لعدد من المعاهد ومركز ثقافي وجامعات ومعاهد خاصة أخرى. وتعد المزة مدخل مدينة دمشق من الجهة الجنوبية الغربية باتجاه طريق بيروت. كما يمتاز حي المزة عموما بالتنوع الشديد، فعدا الأطياف المتنوعة للمجتمع السوري التي تعيش هناك ومن جميع المحافظات يوجد فيها تجمع للاجئين الفلسطينيين في منطقة حوش سبيس، كما تضم المزة مقرات ومنازل الشخصيات السياسية الفلسطينية إلى جانب مقرات ومنازل للشخصيات العراقية السياسية المعارضة التي جاءت إلى دمشق بعد سقوط نظام صدام حسين.
فالمزة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية والممتدة من جبل المزة نحو الغرب تعد أكبر الأحياء الحديثة في العاصمة، وقد كانت في السابق قرية من قرى غوطة دمشق. وصفها ابن جبير بـ«قرية كبيرة، هي من أحسن القرى». وازدادت أهميتها أيام الانتداب الفرنسي عندما أنشأت فيها سلطة الانتداب مطار المزة العسكري الذي كان سابقا مطار دمشق الرئيسي قبل إنشاء مطار دمشق الدولي في الجهة الجنوبية الشرقية من دمشق. كما أقامت فيها سجن المزة أحد أكبر المعتقلات السياسية في سوريا المعاصرة، والذي تم إغلاقه عام 2000 لدى تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد، فيما اعتبر بداية لمرحلة انفتاح جديدة حينذاك، وازداد العمران في منطقة المزة بعد الاستقلال 1947 لتتصل بمدينة دمشق وتصبح إحدى ضواحي دمشق الحديثة.
وفي السبعينات احتلت المباني الحديثة جانبي أوتوستراد عريض يصل دمشق العاصمة بالربوة ودمر وطريق بيروت، وخلال عهد الأسد الأب تم بناء القصر الجمهوري (قصر الشعب) على جبل مطل على المزة. ولا تزال الأبنية الضخمة المشيدة على جانبي الأوتوستراد تخبئ خلفها أحياء شعبية، كحي الشيخ سعد الذي يقطنه أبناء الطبقة الوسطى وما دون، غالبيتهم موظفون من أبناء القرى الساحلية الذين وفدوا إلى دمشق للتعلم والعمل. وأيضا مناطق عشوائيات كحي مزة 86 الذي كان في الثمانينات معقلا لعائلات ضباط سرايا الدفاع والموالين لرفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد، ويشار إلى أن هذا الحي بعد نفي رفعت الأسد تعرض للتضييق ولأحداث أمنية، جعلته من أفقر المناطق الخارجة عن القانون والحياة، ليعود وينتعش مع تسلم الأسد الابن السلطة بعد تخفيف القبضة على الحي وموالاة معظمهم لبشار الأسد ليصبح منطقة عشوائيات بما تعنيه الكلمة من ملاذ لطبقة من الموظفين من أبناء الريف الذين لا يمكنهم الحصول على منزل في العاصمة بسبب ارتفاع أسعار العقارات بشكل جنوني وأخذت مزة 86 اسمها من الكتيبة 86 التي كانت في نفس المنطقة. وتتركز في هذه المناطق أبناء الطائفة العلوية الفقيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الوافدين من حلب وإدلب، حيث كانت تنتشر هناك العشوائيات رغم أنف السلطة، والتي لم تجد طريقة للحد منها سوى وضع حاجز عسكري، على مدخل الحي لمنع تمرير مواد البناء. ولا تزال هناك بساتين الصبارة التي اشتهرت بها قرية المزة تاريخيا، في تلك المنطقة حيث حارة الفاروق وحارة المصطفى ثمة مشهد ريفي لبيوت طينية قديمة تتمسك بالحياة رغم غزو المباني الحديثة، ومشاريع الاستملاك، ففي تلك المنطقة المتصلة مع منطقة كفرسوسة الممتدة خلف مبنى رئاسة الوزراء، ومن هناك بدأ التحرك الثوري ضد النظام. وأقضت المظاهرات التي انطلقت من هناك مضجع السلطات في دمشق، لقربها من ساحة الأمويين أكبر ساحات دمشق والقريبة من القصر الجمهوري الروضة، التي يحلم المناهضون للنظام بالزحف إليها، والتظاهر هناك لإسقاط نظام الأسد.
الصليب الأحمر يتفاوض لهدنة ساعتين لإغاثة «مصراتة السورية»
 
 

دمشق، نيقوسيا، جنيف - «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز- قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تجري مفاوضات مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة في شأن «وقف القتال» لمدة ساعتين من أجل توصيل المعونات للمدنيين في المناطق الأشد تضرراً من القتال بين الجيش النظامي والمنشقين عنه. وجاءت مساعي الصليب الأحمر، فيما يتدهور الوضع الإنساني في حمص في شكل كبير مع انقطاع العديد من أحياء المدينة عن العالم، بخاصة بابا عمرو والخالدية وحي السباع التي تعرضت لحملات من القصف المدفعي والحصار، ما أدى إلى صعوبة دخول أي مواد غذائية أو أدوية أو محروقات للمدنيين.

وواصل الجيش السوري تعزيز قواته في حمص أمس حيث ارتفعت أصوات تدعو إلى إجلاء النساء والأطفال من حي بابا عمرو بالذات بسبب تدهور الوضع المعيشي والإنساني. في موازاة ذلك تحدث ناشطون عن تواجد امني مكثف في العاصمة دمشق بعد تظاهرات مناهضة للنظام شهدتها دمشق خلال الأيام الماضية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «تعزيزات أمنية تضم حافلات وسيارات صغيرة» توجهت إلى مدينة الزبداني «التي تنتشر فيها القوات العسكرية والأمنية النظامية».

وعن مساعي الصليب الأحمر لوقف القتال في المدن السورية التي تشهد مواجهات بين المعارضة والنظام، قالت مصادر ديبلوماسية لرويترز إن لجنة الصليب الأحمر ومقرها جنيف - وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تتولى نشر عمال معونة في سورية - تسعى إلى وقف الأعمال القتالية لمدة ساعتين في بؤر الصراع لاسيما حمص. وقالت كارلا حداد كبيرة الناطقين باسم الصليب الأحمر لرويترز «تستطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر احتمالات عدة لتسليم معونات إنسانية تشتد الحاجة إليها. ومن بين هذه الاحتمالات وقف القتال في أشد المناطق تضرراً لتسهيل دخول الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بسرعة إلى من يحتاجون العون».

ووسط تلك المساعي، قال نشطاء إن تعزيزات عسكرية أضافية أرسلت إلى حمص في ما يبدو كخطوة من السلطات لاستعادة السيطرة على المدينة.

وقال الناشط السوري مصطفى اوسو لوكالة «اسوشيتد برس» أمس انه لا يعتقد أن النظام السوري سيكون قادراً على استعادة السيطرة على حمص من خلال القوة العسكرية، وزاد: أن السكان «يعتزمون القتال حتى آخر شخص». وأضاف أن حمص تواجه «قصفاً وحشياً لا يفرق بين الأهداف العسكرية والمدنيين».

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه يتوقع أن يسعى النظام لاستعادة السيطرة على حي بابا عمرو، الذي بات الكثير من السوريين يطلقون عليه أسم «مصراتة السورية»، في إشارة إلى مدينة مصراتة الليبية التي قاومت قصف وحصار قوات

العقيد الليبي السابق معمر القذافي لمدة أسابيع وصمدت حتى سقط النظام.

وقال ناشطون إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا أمس في أعمال عنف جديدة في البلاد. كما استمر القصف على مدينة حمص لليوم السادس عشر على التوالي، في شكل متقطع يعنف حيناً ويتراجع أحياناً، وفق ناشطين. كما سقطت قذائف على حيي كرم الزيتون والرفاعي في المدينة.

وأفاد المرصد السوري عن مقتل أربعة مواطنين على الأقل «اثر سقوط قذائف هاون على حي الملعب» في حمص، وخمسة آخرين «نتيجة القصف الذي تعرض له حي بابا عمرو» في المدينة.

ووسط التعزيزات الأمنية الجديدة، تخوف عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من «هجوم وشيك» على بابا عمرو أو أحياء أخرى، متحدثاً عن توجه أليات وشاحنات إلى حمص في تحرك يعتقد على نطاق واسع انه يهدف إلى إنهاء كل أشكال الاحتجاج في حمص.

ودعا العبدالله من حمص «إلى أن يفسح المجال للنساء والأطفال بالخروج من بابا عمرو». وقال «السكان يعيشون وسط برد قارس وظروف مزرية. انهم ينتظرون الموت».

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «التعزيزات عبارة عن جنود وليس دبابات»، مضيفاً «منذ بداية الحملة، هناك حديث عن هجوم محتمل، لكن لا نعرف متى سيحصل».

وباتت الاشتباكات بين المتمردين والقوات السورية أكثر تواتراً. وتمكن المنشقون من السيطرة على قطع صغيرة من الأراضي في شمال حمص وكذلك أجزاء من محافظة حمص.

وواصلت القوات الحكومية حصارها للأحياء الموالية للمعارضة في حمص إلى الجنوب من حماة على الطريق السريع الذي يربط العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب.

ومنذ الرابع من شباط (فبراير)، تطوق القوات السورية عدداً من أحياء مدينة حمص.

في دمشق، تحدث ناشطون عن تعزيز الوجود الأمني في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غير مسبوقة، لاسيما في حي المزة بما فيها محيط السفارة الإيرانية. وأفاد الناطق باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي عن «تواجد امني معزز عند مشفى الرازي والسفارة الإيرانية، وحاجز امني بين المزة وكفرسوسة».

رغم ذلك، أفاد الناشط المعارض أبو حذيفة من حي المزة بأن تظاهرة طالبية من خمسين شاباً خرجت صباح امس من جانب الجامع الشافعي وهتفت لإسقاط النظام.

وذكر المرصد السوري أن «مجموعة من الشبان رفعت علم الاستقلال على جسر الجوزة عند مدخل مدينة دمشق في تحد واضح للنظام وأجهزته الأمنية»، وفق البيان.

وقال رامي عبد الرحمن «بعد التظاهرات المفاجئة، على النظام أن يعيد حساباته على المستوى الأمني»، مضيفاً أن «النظام لن يسمح لدمشق أن تنتفض عليه».

ويضم حي المزة الذي يقع على بعد كيلومتر واحد تقريباً من القصر الرئاسي مباني رسمية عديدة ومراكز أمنية وسفارات.

أما في ريف دمشق، فأفاد المرصد السوري عن «تعزيزات أمنية تضم حافلات وسيارات صغيرة» توجهت إلى الزبداني «التي تنتشر فيها القوات العسكرية والأمنية النظامية».

في ريف حماة، ذكر المرصد أن شاباً قتل «اثر إصابته برصاص الحاجز الأمني العسكري المشترك الواقع بين بلدتي طيبة الإمام وصوران».

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها عن مقتل ضابط في الجيش النظامي في ريف حماة. وقالت الوكالة إن «قوات حرس الحدود اشتبكت اليوم مع مجموعة إرهابية مسلحة في منطقة اثريا التابعة لمنطقة السلمية بحماة، ما أدى إلى استشهاد ضابط برتبة مقدم ورقيب وإصابة عريف». كما أسفر الاشتباك عن «مقتل وإصابة عدد من أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة». وقال ناشطون في مدينة حماة الغربية إن قوات الجيش والشرطة والميليشيا أقامت عشرات المتاريس لعزل الأحياء عن بعضها البعض.

وقال ناشطون إن حماة «عزلت عن العالم الخارجي وقطعت خطوط الهواتف الأرضية كما قطعت شبكة المحمول والإنترنت وإن هناك عمليات اعتقال من بيت لبيت تجري كل يوم بل تتكرر في نفس الأحياء».

وفي ريف إدلب (شمال غرب)، تحدث المرصد عن «قتل ثلاثة جنود اثر تدمير مجموعة منشقة لناقلة جند مدرعة قرب بلدة كفرتخاريم».

من جهة أخرى، سلمت السلطات السورية جثمان عسكري مجند إلى ذويه في مدينة دوما كان قد قضى قبل أيام في حمص، وفق المرصد.

في محافظة درعا، «بدأت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة الحارة ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف». وتم، وفق المرصد، «اعتقال تسعة مواطنين من الحي الشمالي وإحراق دراجات نارية».

 
العميد المنشق الشيخ لـ«الحياة»: لا رصيد لـ «الاخوان» في سورية
 
 

لندن، دمشق، القاهرة - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - قال العميد الركن مصطفى الشيخ الذي اعلن انشقاقه عن الجيش السوري في كانون الثاني (يناير) الماضي ان «الاخوان المسلمين» ليس لهم رصيد في سورية، على عكس ما يشاع، ولا يلعبون دوراً مهماً في الحراك الداخلي ضد النظام. وأكد ان معظم الذي يقودون الحراك في الداخل هم اشخاص مستقلون ليس لهم في معظمهم اي انتماء سياسي. والعميد الشيخ هو اعلى ضابط من حيث الرتبة يعلن انشقاقه عن الجيش السوري. وفي حديث اجرته معه «الحياة» من لندن، انتقد تفكك المعارضة السورية، واشار الى ان «المجلس الوطني السوري» غير قادر على ان يكون منسجماً مع الحراك الداخلي، لأن معظم قياداته كانت موجودة في الخارج لفترة طويلة وليس لها اتصال حقيقي مع الموجودين على الارض. واعتبر ان عدم قيام معارضة حقيقية منظمة في سورية يعود بشكل اساسي الى القمع الطويل الذي مارسه النظام السوري ضد معارضيه.

وأكد الشيخ ان المواجهات التي تنخرط فيها وحدات الجيش السوري ادت الى تراجع الجاهزية القتالية للجيش الى 28 في المئة. كما اشار الى ان الاختلافات بين «المجلس العسكري الاعلى» الذي يقوده و»الجيش السوري الحر» هي مجرد خلافات في وجهات النظر وأن الهدف واحد، وهو سلامة الوطن وقيام قيادة عسكرية منضبطة.

من جهة اخرى، نوه مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سورية، واعتبره دعماً للجهود التي تبذلها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة، مناشداً المجتمع الدولي مراعاة الوضع الإنساني لأبناء الشعب السوري نتيجة التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة السورية.

واكد الرئيس بشار الاسد خلال استقباله امس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس «الدوما» الروسي الكسي بوشكوف ان «مجموعات ارهابية مسلحة» تستهدف الدولة والمجتمع السوري وتتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية. وقال ان ما يجري هو «بهدف زعزعة استقرار سورية وافشال اي جهد للحل وخصوصا بعد الاصلاحات التي انجزت».

وعلق الرئيس الحالي للجمعية العامة للامم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر على الازمة السورية خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ولفت الى ان هناك مشكلة في مجلس الامن مما يجعل المجتمع الدولي غير قادر على اتخاذ اي اجراء ودعا المجلس الى اتخاذ الاجراء الذي هو من اختصاصه نتيجة ما يحصل في سورية.

واعلن العربي عن وجود مؤشرات من الصين والى حد ما من روسيا تشير الى انه ربما هناك تغيير في الموقف من الازمة السورية. وقال ان قرار وقف اطلاق النار في سورية وانهاء العنف يجب ان يصدر عن مجلس الامن. ولفت الى ان الدول العربية عانت الامرين من وجود حق النقض (الفيتو) وخصوصا فلسطين.

ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية ان عشرين شخصاً على الاقل قتلوا امس في المواجهات وقتل ثلاثة جنود اثر تدمير مجموعة منشقة لناقلة جند مدرعة قرب بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب. كما قتل عسكريان احدهما ضابط برتبة مقدم في ريف حماة.

واستمر القصف على حي بابا عمرو في حمص لليوم السادس عشر على التوالي. وفي دمشق قامت القوات الامنية بتعزيز وجودها في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غير مسبوقة، لا سيما في حي المزة وفي محيط السفارة الايرانية واقامت حاجزاً امنياً بين المزة وكفرسوسة.

وفي حماة قال ناشطون ان قوات الجيش والشرطة أقامت عشرات المتاريس لعزل الاحياء عن بعضها البعض. وجاء في بيان للمعارضة ان حماة عزلت عن العالم الخارجي وقطعت خطوط الهواتف الارضية كما قطعت شبكة الهاتف النقال والانترنت وان هناك عمليات اعتقال من بيت لبيت تجري كل يوم وتتكرر في نفس الاحياء.

العميد المنشق مصطفى الشيخ: لا خلافات مع «الجيش الحر»
لندن - «الحياة»

قال العميد الركن مصطفى الشيخ، الذي سبق ان اعلن انشقاقه عن الجيش السوري، إن «المجلس العسكري الاعلى» الذي يتولى قيادته، هو «شيء واحد» مع «الجيش السوري الحر». لكنه ذكر ان هناك اختلافات في وجهات النظر، خصوصاً حول هيكلية هذا الجيش التي كانت «فوضوية»، وان الهدف للجانبين هو ضمان سلامة الوطن وان تكون لهذا الجيش قيادة عسكرية منضبطة. وذكر ان نتيجة تشرذم المعارضة وضعفها تفرض قوى خارجية اجنداتها عليها.

ومنذ اعلن الشيخ انشقاقه عن الجيش السوري في مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، ظهرت تقارير اخبارية كثيرة تتعلق بالتنسيق بينه وبين قيادة «الجيش السوري الحر»، التي سبق ان اعلن العقيد رياض الاسعد عن تشكيلها في وقت سابق بحيث يضم هذا الجيش الضباط والعناصر الذين ينشقون عن الجيش النظامي. وبالفعل، بدأ هذا الجيش الاعلان عن عمليات يقوم بها في مختلف المناطق السورية التي تحصل فيها مواجهات، بهدف «حماية الأهالي»، كما تقول بياناته، كما تولى في مراحل مختلفة، السيطرةَ على بعض المناطق، كما حصل في بلدة الزبداني القريبة من دمشق، والتي قيل ان «الجيش الحر» تولى الامن فيها بعد مفاوضات مع الاجهزة الامنية للنظام.

وبالنسبة الى الخيارات امام الانتفاضة السورية وفرص نجاحها، قال العميد الشيخ ان هناك خيارين امام هذه الانتفاضة: اما دعمها عن طريق التدخل الخارجي كما حصل في ليبيا، لحسم المعركة بسرعة، وهذا التدخل له محاذير، لأن الدول الغربية لديها أجندات تتصل بمصالحها في سورية في المرحلة المقبلة، اما الخيار الثاني، فهو ترك الانتفاضة تستمر من دون تدخل، غير ان الشعب لن يستطيع بمفرده ان يسقط النظام، كما ان الشرق والغرب لن يسمحا بإسقاطه، وهذا سيؤدي الى مزيد من الدماء والى تفكك البلد. وذكر انه بين هذين الخيارين يفضل التدخل الخارجي على رغم المحاذير المحيطة، به لأنه يمكن ان يحسم الامور بسرعة.

وفي معرض اشارته الى تفكك المعارضة بين معارضة الداخل والخارج، أشار الشيخ الى ان «المجلس الوطني السوري» غير قادر على ان يكون منسجماً مع الحراك في الداخل، لأن قياداته كانت موجودة في الخارج لفترة طويلة وليس لها اتصال حقيقي بالتالي مع الموجودين على الارض. وذكر أنه بنتيجة القمع الطويل الذي مارسه النظام، تعطل كل عمل سياسي في سورية، وبالتالي كان من شبه المستحيل قيام تنظيمات معارضة في الداخل. وأكد في هذا الاطار ان «الاخوان المسلمين» ليس لهم رصيد في داخل سورية، على عكس ما يشاع، وقال ان الذين يقودون الحراك الداخلي هم اشخاص مستقلون ليس لهم في معظمهم اي انتماء سياسي.

وفي رده على سؤال حول الظروف التي تمنع اتساع نطاق الانشقاقات في صفوف الجيش، قال الشيخ ان النظام القمعي في سورية هو الذي يمنع اتساع هذه الانشقاقات، ولكن بمجرد الشعور بأن هناك قراراً دولياً بإسقاط النظام، فان هذا الوضع سيتغير. وأوضح ان النظام عمل على تقسيم المجتمع السوري أفقياً وعمودياً، ليستفيد من ذلك في إحكام سيطرته، مؤكداً ان كل قادة العمليات في المناطق التي ينفّذ فيها الجيش عمليات في سورية، هم من الضباط العلويين. وذكر ان النظام بعمله هذا «ورّط الطائفة والبلد»، وقال ان نسبة الجاهزية القتالية في صفوف الجيش انخفضت الى 28 بالمئة، ما يعني ان الجيش لن يستطيع الاستمرار في مواجهة الانتفاضة بقوته الحالية لفترة طويلة.

وكان الشيخ أهاب في البيان الذي اعلن فيه انشقاقه «بجميع أفراد القوات المسلحة ومن كل الرتب، أن يحسموا أمرهم بالانحياز للشعب، ويبروا بقسمهم العسكري في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي ستحسم مصير بلدنا»، وأكد أن «سورية الغد هي سوريا الأمن والأمان والعدل والسلام، ولن تكون إلا إحدى أهم ركائز الاستقرار في المنطقة والعالم»، مذكراً بأنه «كان من أبرز شعارات ثورتنا (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)».

والعميد الركن مصطفى الشيخ كان قبل انشقاقه في قيادة المنطقة الشمالية بصفة رئيس فرع الكيمياء وضابط أمن المنطقة. وشغل بين عامي 1984 و2005 منصب ضابط أمن مركز الدراسات والبحوث العلمية.

 
الأسد:« المجموعات الإرهابية المسلحة» تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية
دمشق - «الحياة»

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الرئيس بشار الأسد استقبل امس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف.

ونقلت الوكالة عن بوشكوف تأكيده خلال اللقاء الذي حضرته المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، دعم روسيا الإصلاحات الجارية في سورية و»ضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ومن دون تدخل خارجي»، مشدداً على «أهمية الأمن والاستقرار في سورية كجزء أساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم».

وتابعت «سانا» أن بوشكوف «عبر عن رفض بلاده أي تدخل من القوى الخارجية في شؤون سورية الداخلية»، وأنه قال إن موقف روسيا «ينطلق من حرصها على التمسك بمبادئ القانون الدولي وتحقيق مصالح الشعب السوري»، مؤكداً «أهمية ألا يكون مجلس الأمن منحازاً لأي طرف في الموضوع السوري».

وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن الرئيس الأسد «عبر عن تقديره مواقف الشعب الروسي الصديق والقيادة الروسية تجاه سورية وحرصها على الاطلاع في شكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على يد مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية بهدف زعزعة استقرار سورية وإفشال أي جهد للحل وخصوصاً بعد الإصلاحات التي أنجزت».

وأضافت «سانا» أن بوشكوف بحث مع رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش «حقيقة ما تتعرض له سورية من هجمة إعلامية والضغوطات الاقتصادية بهدف ثنيها عن مواقفها المبدئية». كما التقى لاحقاً وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم.

وقال بوشكوف في تصريح إلى الصحافيين عقب اللقاء مع الأبرش انه أجرى «محادثات شاملة ومفيدة» مع الرئيس الأسد ووزير الخارجية والمغتربين «تبلورت من خلالها وجهة نظرنا حول الأحداث في سورية بما يساعد في رسم صورة حقيقية لدى النواب الروس وبلورة الموقف الروسي في شكل أفضل».

وتابع:»هناك بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي تحت مبدأ التدخل الإنساني الذي يتحول في النهاية إلى تدخل غير إنساني»، مشيراً إلى أن مجلس الدوما «يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية»، داعياً إلى «الحد من استخدام المنظمات الدولية لتحقيق مصالح الدول الكبرى ذات النفوذ عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى ذات السيادة». وأشار إلى بيان اصدره مجلس الدوما قبل أيام دعا فيه إلى «حل سياسي للأزمة في سورية ورفض أشكال التدخل الخارجي كافة»، لافتاً إلى أن هذا البيان «حصل على تأييد كامل من قبل أعضاء المجلس الذين يمثلون أطياف المجتمع الروسي كافة على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية».

 
السفينتان الإيرانيتان ترسوان في طرطوس.. والبنتاغون يراقب

مسؤول عسكري أميركي لـ«الشرق الأوسط»: تصريحات طهران الاستفزازية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط»... وصلت سفينتان حربيتان أرسلتهما إيران الأسبوع الماضي نحو المتوسط، إلى مرفأ طرطوس بسوريا في مهمة «تدريب» للبحرية السورية، وفي غضون ذلك قال مصدر عسكري أميركي لـ«الشرق الأوسط» إن سفن الأسطول الأميركي في البحر الأبيض المتوسط تراقب السفينتين الإيرانيتين منذ مغادرتهما ميناء بوشهر الإيراني قبل أسابيع. وأفادت شبكة «إيرين» التلفزيونية الإخبارية على موقعها الإلكتروني بأن السفينتين الإيرانيتين وهما سفينة الإمداد «خارك» والمدمرة «شهيد قندي»، «ستقدمان تدريبا للبحرية السورية بموجب الاتفاقية (العسكرية) القائمة» بين طهران ودمشق، غير أنها لم تكشف أي تفاصيل حول طبيعة هذا «التدريب». وأعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أمس لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، أن هذه المهمة الجديدة في المتوسط تهدف إلى «تعزيز وجود إيران في المياه الدولية وهو حقها الطبيعي ويشكل مؤشرا إلى قوتنا البحرية».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإنها المرة الثانية التي تدخل فيها سفن حربية إيرانية مياه البحر المتوسط منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وخلال المهمة الأولى للبحرية الإيرانية في المتوسط في فبراير (شباط) 2011، توجهت بارجتان هما «خارك» والفرقاطة «الوند» إلى سوريا، وتحديدا إلى ميناء اللاذقية قبل أن تعودا إلى البحر الأحمر ثم إلى إيران. وأثار هذا التحرك الإيراني الأول منذ 1979 عبر قناة السويس ردا حادا من جانب إسرائيل التي اعتبرت أنه «استفزازي» ووضعت بحريتها في حال استنفار. وأعلنت إسرائيل السبت أنها «ستتابع عن كثب تحركات السفينتين للتثبت من أنهما لا تقتربان من السواحل الإسرائيلية». وتأتي هذه المهمة الثانية لسفن حربية إيرانية في مرفأ سوريا في وقت يواجه فيه نظام دمشق حليفة طهران الرئيسية في الشرق الأوسط حركة احتجاجية غير مسبوقة يواجهها بحملة قمع أوقعت آلاف القتلى منذ نحو سنة وتسببت في فرض عزلة دولية على سوريا. وتتهم إيران إسرائيل والغرب بالوقوف خلف هذه الحركة سعيا لإضعاف جبهة الدول المعادية للدولة العبرية التي تدعو طهران إلى «إزالتها عن الخريطة».
من جانبها، وجهت الولايات المتحدة تحذيرا إلى السفن الإيرانية، داعية إياها إلى «التزام القوانين الدولية وعدم القيام بأي عمل من شأنه تعريض الأمن» للخطر. وقال مصدر عسكري أميركي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن سفن الأسطول الأميركي في البحر الأبيض المتوسط تراقب السفينتين الإيرانيتين اللتين وصلتا عن طريق قناة السويس إلى ميناء طرطوس في سوريا، وإن المراقبة بدأت قبل أكثر من ثلاثة أسابيع عندما غادرت السفينتان ميناء بندر بوشهر، وعبرتا مضيق هرمز، وفي ذلك الوقت راقبتهما سفن الأسطول الأميركي في الخليج وبحر العرب.
وقال المصدر إن التقارير العسكرية الأولية قالت إن السفينتين بهما أسلحة ونفط وذلك لمواجهة الحصار العربي والدولي على سوريا. لكنه قال إنه لا يعرف تفاصيل عن الموضوع. وتعليقا على تصريح أحمد وحيدي، وزير الدفاع الإيراني، بأن «إيران تملك حق إرسال سفنها إلى أي مكان»، قال المصدر إن الإيرانيين يكثرون من تصريحات وطنية حماسية. لكنه يخشى من أن التصريحات الإيرانية والتحركات العسكرية «التي تشم منها رائحة الاستفزاز»، يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.
وكان تلفزيون «إن بي سي» نقل، أول من أمس، أن طائرات «درون» (بدون طيار) عسكرية تحلق فوق سوريا «لجمع معلومات عن عنف أجهزة الأمن السورية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، بهدف تقديم وحشد ردود فعل عالمية». ونقل التلفزيون على لسان مسؤولين أميركيين قولهم إن «الولايات المتحدة لا تريد التدخل العسكري على الأرض في سوريا، ولكن فقط لجمع معلومات عن عنف الرئيس السوري بشار الأسد». وقالوا إن عدد هذه الطائرات «ليس قليلا»، وإن إرسال طائرات «درون» إلى سماء سوريا بدأ بعد مناقشات في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض حضره مندوبون من وزارتي الدفاع والخارجية، وإن المناقشات شملت أيضا إرسال مساعدات إنسانية إلى السوريين، بصرف النظر عن تأييدهم أو عدم تأييدهم لنظام الأسد، وإنه، أثناء المناقشات، عبر مسؤولون عن تخوفهم من أن إسقاط سوريا لطائرة عسكرية أميركية، أو سقوط طائرة تلقائيا في مناطق تسيطر عليها حكومة الأسد، يمكن أن يقود إلى تدخل أميركي عسكري مكثف في سوريا.
مظاهرة في حي المزة تطالب بإسقاط النظام.. والأمن يستمر في تعزيز تواجده قرب السفارة الإيرانية

مقتل 15 شخصا أغلبهم في حمص.. والمعارضة تدعو لإجلاء النساء والأطفال من بابا عمرو

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال... بينما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أنها تجري محادثات مع السلطات السورية للتفاوض بشأن وقف العمليات العسكرية من أجل إرسال مساعدة إنسانية إلى السكان. استمر توتر الأوضاع في العاصمة دمشق حيث عززت القوات الأمنية تواجدها، خصوصا في محيط السفارة الإيرانية، في وقت استمرت فيه العمليات الأمنية في حمص وقصف حي بابا عمرو الذي دعت المعارضة إلى إخراج النساء والأطفال منه بسبب الظروف الإنسانية المزرية. وفي حصيلة أولية سقط 15 سوريا أمس أغلبهم سقطوا في حمص. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إنها تجري مفاوضات مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بشأن «وقف القتال» من أجل توصيل المعونات للمدنيين الأشد تضررا جراء الصراع.
وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة رويترز إن اللجنة ومقرها جنيف - وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تتولى نشر عمال معونة في سوريا - تسعى إلى وقف الأعمال القتالية لمدة ساعتين في بؤر الصراع لا سيما حمص. وقالت كارلا حداد كبيرة المتحدثين باسم الصليب الأحمر «تستطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدة احتمالات لتسليم معونات إنسانية تشتد الحاجة إليها. ومن بين هذه الاحتمالات وقف القتال في أشد المناطق تضررا لتسهيل دخول الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بسرعة إلى من يحتاجون إلى العون».
وفي دمشق، أفيد عن تعزيز الوجود الأمني في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين مظاهرات غير مسبوقة، لا سيما في حي المزة بما فيها محيط السفارة الإيرانية. وشهد حي أبو رمانة الراقي في دمشق مظاهرات للمرة الاولى أمس. وأفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي أمس عن «تواجد أمني معزز عند مشفى الرازي والسفارة الإيرانية، وحاجز أمني بين المزة وكفرسوسة». ورغم ذلك، أفاد الناشط المعارض أبو حذيفة من حي المزة أن مظاهرة طلابية من 50 شابا خرجت صباحا من جانب الجامع الشافعي وهتفت لإسقاط النظام. وتتألف المظاهرات «الطيارة» التي تسير في دمشق من مجموعات غالبا قليلة العدد، وذلك بسبب التدابير الأمنية المشددة في العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن «مجموعة من الشبان رفعت (علم الاستقلال) صباحا على جسر الجوزة عند مدخل مدينة دمشق في تحد واضح للنظام وأجهزته الأمنية»، بحسب البيان. ويضم حي المزة الذي يقع على بعد كيلومتر واحد تقريبا من القصر الرئاسي مباني رسمية كثيرة ومراكز أمنية وسفارات. وقال رئيس المرصد السوري رامي عبد الرحمن «بعد المظاهرات المفاجئة، على النظام أن يعيد حساباته على المستوى الأمني»، مضيفا أن «النظام لن يسمح لدمشق أن تنتفض عليه». كما قال ناشطون إن قوات الأمن السورية أقدمت على إطلاق النار بشكل عشوائي على عائلات تجمعت بصمت عند بوابة مشفى تشرين العسكري، للمطالبة بجثامين أبنائهم الذين قضوا برصاص الأمن.
وكانت مظاهرة طيارة قد خرجت في حي أبو رمانة الراقي وسط العاصمة دمشق، وعلى مقربة من آمرية الطيران، حيث تنتشر بكثافة الحواجز والجنود والأمن بالعتاد الكامل، وتمكنت مجموعة من الشباب من تصوير دقائق معدودة لمظاهرتهم السريعة، التي هتفوا خلالها «هيه ويالله ما منركع إلا لله». ولوحظ يوم أمس زيادة عدد الحواجز في حي أبو رمانة وفي محيط آمرية الطيران، وقطع طريق الذهاب والإياب الذي يمر من أمام الآمرية ويصل أبو رمانة مع ساحة الأمويين. وكان طريق الذهاب تم قطعه منذ نحو شهر، ويوم أمس أغلق بالكامل لعدة ساعات، ولم يسمح لأحد بالمرور ما لم يكن من سكان الحي، كما أغلقت عدة شوارع في محيط الآمرية.
إلى ذلك، أعلن «مجلس قيادة الثورة السورية» في ريف دمشق مدن الزبداني ورنكوس ومضايا «مناطق منكوبة» بعد تعرضها للقصف المتواصل طيلة 15 يوما، بالتزامن مع إعلان «لجان التنسيق المحلية» في سوريا استئناف جيش النظام قصفه مدينة الأتارب في ريف حلب بالمدفعية الثقيلة.
وذكرت «لجان التنسيق» أن «المدينة (الاتارب) لا تزال تعيش في حالة عزلة تامة مع قطع كل وسائل الاتصال عنها»، ووثق الأهالي مقتل 11 شخصا من ضحايا مجزرة المدينة التي تتعرض للقصف منذ أيام، في ظل سقوط العشرات من الجرحى ومن قتلى الجيش المنشقين عن جيش النظام. وأشارت إلى أنه «لم يتم التعرف على عددهم بشكل دقيق نظرا لتقطيع أوصال المنطقة والانتشار العسكري واستمرار القصف».
وناشد أهالي الأتارب «المنظمات الإنسانية والحقوقية والمجتمع الدولي التدخل لمساعدة الجرحى والمحاصرين وتأمين حليب الأطفال والأدوية لمنع حدوث كارثة إنسانية جديدة في الأتارب التي لا تزال تخضع لحصار شديد لليوم السادس على التوالي». وكانت قوات الأمن استأنفت أمس القصف على المدينة بالدبابات والرشاشات الثقيلة، في ظل انتشار للقناصة على أسطح المباني الحكومية والجوامع والمنازل مع فرض حظر التجول في المدينة وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي.
وفي كلية العلوم في جامعة حلب، قال «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» إن «حالات إغماء واختناق حصلت بين صفوف الطلاب لدى خروجهم في مظاهرة من الكلية بسبب ضربهم من قبل قوات الأمن والشبيحة بقنابل غازية سامة». كما خرجت مظاهرة أخرى أمام كلية الصيدلة تضامنا مع طلاب كلية العلوم الذين تظاهروا أمام المكتبة المركزية.
وفي ريف دمشق، أعلن مجلس قيادة الثورة السورية مدن الزبداني ورنكوس ومضايا في ريف دمشق مناطق «منكوبة»، وأفاد بأن «مدن الريف وبلداته لا تزال قابعة تحت الحصار الخانق وسط انقطاع الحاجات الأساسية للحياة اليومية»، لافتا إلى أنه «منذ بداية الحملة البربرية الوحشية لعصابات الأسد على مدن الزبداني ومضايا ورنكوس المنكوبة، لا تزال المحاولات مستمرة لتركيع السكان هناك».
وذكر «مجلس قيادة الثورة» أن المنطقة «تمر بأوضاع إنسانية سيئة وسط أجواء الثلج والبرد القارس، فلا ماء ولا كهرباء ولا خبز ولا حليب أطفال»، موضحا أنه في «ظل انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والمحروقات والغاز والاتصالات، يذيب الناس الثلج للحصول على المياه ويحرقون الشجر ليدفئوا أطفالهم». ولفت إلى أن «الأهالي يقبعون أسرى في بيوتهم بسبب الانتشار الكثيف لعصابات الأمن والشبيحة والتنكيل الذي يمارسونه بالمواطنين الأمني»، منددا «بحملة الاعتقالات المستمرة وقطع الاتصالات والكهرباء المستمر منذ 28 يوما عن كامل ريف دمشق». وذكرت لجان التنسيق المحلية، أنه تم اعتقال 5 شبان في حملة مداهمات واعتقالات من قبل قوات النظام في بلدة الغزلانية (ريف دمشق)، فيما انشق كامل عناصر مخفر السبينة مع عتادهم والذخيرة والسيارات عن الجيش النظامي. وفي حرستا، استولت قوات الأمن على «محلين تجاريين عند دوار جامع الحسن، حيث حولت أحدهما لمخزن ذخيرة وعتاد والآخر لإقامة الجنود»، بحسب «لجان التنسيق».
وفي حماه، واصلت قوات الأمن السورية قطع كل أنواع الاتصالات عن المدينة منذ 20 يوما، وأحصى ناشطون اعتقال ما يزيد عن 500 شخص خلال هذه الفترة، وسط استمرار تقطيع أوصال المدينة بأكثر من 50 حاجزا مدعومين بالمدرعات، ومعاناة أحيائها من شح كبير في كل المواد الأساسية وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة. وذكر ناشطون أن «قوات الأمن اقتحمت قرية خنيزير في حماه، مدعومة بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي، أدى إلى سقوط جرحى، ونزوح جماعي للأهالي إلى قرية التريمسة المجاورة، في موازاة انتشار عسكري على طريق شرعايا المؤدي إلى كازو والضاهرية». وذكر المرصد أن شابا قتل «إثر إصابته برصاص الحاجز الأمني العسكري المشترك الواقع بين بلدتي طيبة الإمام وصوران». وفي ريف إدلب (شمال غرب)، أشار المرصد في بيان منفصل إلى «قتل 3 جنود إثر تدمير مجموعة منشقة لناقلة جند مدرعة قرب بلدة كفرتخاريم». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «قوات حرس الحدود اشتبكت اليوم (أمس) مع مجموعة إرهابية مسلحة في منطقة أثريا التابعة لمنطقة السلمية (ريف حماه) ما أدى إلى استشهاد ضابط برتبة مقدم ورقيب وإصابة عريف».
وفي دير الزور، تواجدت أعداد كبيرة من قوات الأمن و«الشبيحة» في إحدى المدارس في شارع السجن الواقع في منطقة الجورة، وقاموا بوضع متاريس ترابية على سطح المدرسة. وفي الميادين، خرجت مظاهرة حاشدة من مسجد الروضة هتفت للمدن المحاصرة، وحيت «الجيش السوري الحر»، داعية العالم لدعمه. أما في الرقة، فقد أفاد ناشطون عن «تحليق خفيف للطيران الحربي في سماء المدينة منذ ساعات الصباح الباكر لأسباب مجهولة»، فيما اعتقلت قوات النظام 50 شخصا على الأقل بينهم أطفال في قرية نامر في درعا. وفي بلدة الحميدية في القنيطرة، طالت حملة اعتقالات 6 أشخاص على الأقل هم العقيد المتقاعد منصور شبيب و4 آخرين من العائلة نفسها، وهم مهند وشبيب وسلطان وأنس شبيب، والمدرس شتيوي شبلي، في وقت استمرت الحواجز تقطع أوصال البلدة منذ أيام عدة.
توقعات بانشقاقات في نظام الأسد.. مع تطور الموقف الدولي

مسؤولون ودبلوماسيون أجروا اتصالات بالمعارضة.. شرط أن يكونوا «مصونين» بعد السقوط

بيروت: «الشرق الأوسط»... صمدت هيكلية النظام السوري الإدارية والدبلوماسية والعسكرية إلى حد بعيد، على الرغم من مرور نحو سنة على الانتفاضة الشعبية ضد النظام، وهو ما يرده المعارضون إلى القبضة الحديدية للنظام و«قدرته على البطش بمعارضيه دونما اعتبار لمعيار أخلاقي أو سياسي».
غير أن التحول الجديد في الموقف الدولي، والجدية التي أبداها المجتمع الدولي، والعرب تحديدا، قد تكون المفتاح الذي من شأنه أن يفتح باب الانشقاقات في النظام على مصراعيه. وتتوقع المعارضة السورية «انشقاقات نوعية» في بنية النظام نتيجة المعطيات التي تتوفر لديها، وآخرها ما كشف عنه عضو المجلس الوطني السوري المعارض، محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط» من وجود «اتصالات مع دبلوماسيين ومسؤولين سوريين».
وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الوطني على اتصال حاليا مع وزير من الحكومة السورية ومع مسؤولين في الإدارة السورية ودبلوماسيين وضباط كبار في الجيش، مشيرا إلى «أن المجلس تلقى هذه الاتصالات بعد تحول الموقف الدولي مؤخرا، وأن الوزير أبدى استعداده للقيام بما نريد»، مشيرا إلى «تحول حقيقي واستجابة فعالة لدى ضباط في الجيش وقياديين في النظام للقيام بالأمر نفسه»، موضحا أن هؤلاء ينتظرون الفرصة المناسبة لإعلان الانشقاق. وتوقع المعارض أن تشهد الأيام المقبلة نقلة نوعية في هذا الإطار قد تؤدي إلى هز النظام فعليا.
ودعا سرميني باسم المجلس الوطني «جميع الشرفاء في المؤسسة العسكرية والسياسية السورية إلى الانشقاق عن النظام فورا، والالتحاق بركب المعارضة المصممة على إسقاط هذا النظام (الذي يخالف مسار التاريخ)»، مشيرا إلى أن الجميع أصبحوا الآن أمام اختبار الولاء للوطن أو الأسد. وقال: «نحن في المجلس الوطني لدينا خط ساخن يومي مع بعض رموز النظام الذين ارتأينا بقاءهم في السلطة من أجل زعزعة النظام في الداخل.. وهم من جميع المستويات»، مشيرا إلى «اتفاق معهم على أن يكونوا مصونين بعد سقوط النظام».
وبينما يتوقع قادة «الجيش الحر» «تداعي النظام فعليا في حال توفير منطقة عازلة»، كان البارز ما قاله مدير المدرسة العسكرية الجوية في حلب، العميد الركن فايز عمرو، الذي أعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى الجيش السوري الحر، إذ رد عمرو سبب انشقاقه إلى «خروج المؤسسة العسكرية عن أداء واجبها الوطني وتحولها إلى الدفاع عن النظام»، معتبرا أن «ساعة القصاص من النظام قد اقترب وقتها». وكان الأسبوع الماضي شهد أكبر انشقاق جماعي قدرته مصادر المعارضة بأكثر من 2500 جندي، ظهر بعضهم في فيلم فيديو بث على «يوتيوب» يؤدون القسم على «بذل دمائهم وأرواحهم في سبيل إسقاط نظام الأسد، وحماية المتظاهرين المدنيين».
يذكر أن الانشقاقات في الجيش النظامي السوري قد تزايدت بشكل كبير مؤخرا، بعد أن وصلت موجة الانشقاقات إلى ضباط ومسؤولين كبار في وزارة الدفاع. وقال قياديون في «الجيش الحر» إن زملاء لهم في الجيش يتصلون بهم سرا لإبداء التضامن، مشيرين إلى أنهم ينتظرون «اللحظة المناسبة» للانقضاض على النظام وإسقاطه.
حمص تُقصف بالراجمات.. وأهلها صاموا أمس بنية «استجلاب النصر»

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: عدد ضحايا «الجيش الحر» ضئيل مقارنة بالمدنيين

بيروت: يوسف دياب... لا تزال مدينة حمص تتصدر مشهد الأحداث السورية، بسبب اشتداد الحصار العسكري عليها من كل الاتجاهات، واستهداف أحيائها ومناطقها بالقصف العنيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون وارتفاع أعداد الضحايا.
وأكد الناشط في تنسيقية حمص، أبو علي حسن، أن «الوضع الإنساني في المدينة مأساوي للغاية، إلا أن معنويات الناس مرتفعة، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها في هذه المرحلة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم الحصار والدمار والمآسي فإن الأهالي يرفضون أن توصف حمص بالمدينة المنكوبة؛ لأنها مدينة عز وتضحية وإباء؛ فالناس لم يعودوا يراهنون لا على المجلس الوطني السوري ولا على قرارات الجامعة العربية ولا على العالم كله، بل على أبنائهم من الثوار ومن عناصر (الجيش الحر)، وكل الناس في حمص صائمون اليوم (أمس) بنية استجلاب النصر من الله تعالى». وأعلن أن «كل مناطق حمص تتعرض اليوم (أمس) لقصف عنيف براجمات الصواريخ ومدافع الهاون، من مركز كلية الدفاع الجوي جنوبي حمص، ومن مركز الكلية الحربية في منطقة الوعر غرب المدينة»، مشيرا إلى أن «ما يكسر ظهر (الجيش الحر) هو القصف البعيد الذي يطال المنازل ويوقع الشهداء من الأطفال والمدنيين الأبرياء، بينما يكون عدد شهداء (الجيش الحر) ضئيلا جدا مقارنة مع المدنيين». وردا على سؤال عمَّا يُحكى عن استعدادات الجيش السوري لاقتحام بابا عمرو والقضاء على المظاهر المسلحة، أعلن أن «جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد، أجبن من أن يتجرأ على اقتحام حي بابا عمرو أو أي منطقة في حمص». وقال: «يمكنهم الدخول ميدانيا لدقائق، لكنهم سرعان ما ينسحبون أمام ضربات عناصر (الجيش الحر) الذين يخرجون من تحصيناتهم».
وعن كيفية حصول الثوار في حمص على الأسلحة والذخائر على الرغم من الحصار المحكم على المدينة، أوضح أن «السلاح نحصل عليه من بعض التجار، أو من الجنود المنشقين أو من الغنائم التي يحصدها (الجيش الحر) نتيجة عملياته ضد الجيش النظامي». ولفت إلى أن «الثوار في حمص غير راضين عن أداء المجلس الوطني الذي لم يقدم شيئا للمدينة على الرغم من المجازر التي تتعرض لها والتدمير، وعلى الرغم من المحنة التي يعيشها أبناؤها». وأضاف: «وصلتنا معلومات ونحن بصدد التثبت من صحتها، تفيد بأن شخصيات بارزة في المجلس الوطني لا يرغبون بإسقاط النظام إنما بتقاسم السلطة معه، فإذا صحت هذه المعلومات سنسحب الثقة منه ونطالب بإسقاطه، وبتشكيل مجلس وطني جديد من كبار الضباط في (الجيش الحر) ومن شخصيات مدنية، مثل هيثم المالح وبسام جعارة ومحيي الدين لادقاني والشيخ عدنان العرعور، وغيرهم الكثير من الشخصيات الشريفة».
إلى ذلك، طالب المجلس الوطني السوري، أمس، بـ«توفير ممرات آمنة بحماية دولية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية»، معتبرا أن «أي تأخير يؤذن بمأساة إنسانية لا تُحمد عقابها». وقال ناطق باسم المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: «إن المجلس تواصل مع دبلوماسيين أوروبيين ومع الصليب الأحمر الدولي من أجل إدخال مساعدات عاجلة إلى حمص وبابا عمرو، وجميع المناطق المنكوبة في الأراضي السورية، التي هي في تزايد مستمر لتشمل جميع المحافظات والمدن السورية، وكان جواب لجنة الصليب الأحمر الدولية أنه لا يمكن الذهاب إلا إلى المناطق التي يسمح الجيش السوري للهلال الأحمر العربي السوري بالذهاب إليها، كي لا تكون القوافل عرضة للاستهداف».
العربي: مؤشرات على احتمال تغيير موقف الصين وروسيا من النظام

الأسد يتهم جهات خارجية بدعم «المجموعات الإرهابية».. وموسكو تبحث ما بعد النظام

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»... كشف نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، عن أن هناك مؤشرات على احتمال أن تغير روسيا والصين من موقفيهما إزاء سوريا بعد أن استخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو) ضد المبادرة العربية التي أيدها أغلب أعضاء مجلس الأمن، والتي تهدف إلى إنهاء العنف هناك عبر تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتسليم صلاحياته لنائبه وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية. في غضون ذلك، استمر الأسد على نهجه في اتهام جهات خارجية بدعم وتمويل الجماعات «الإرهابية» في بلاده. وقال العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة: «هناك مؤشرات تأتي بالذات من الصين، وإلى حد ما من روسيا، بأنه قد يكون هناك تغيير في الموقف»، وأضاف: «هناك اجتماع في الـ24 من هذا الشهر في تونس سوف يكون فيه عدد كبير من الدول، والهدف من هذا الاجتماع هو وضع المزيد من الضغوط على سوريا».
في غضون ذلك، قال الأسد: إن «المجموعات الإرهابية المسلحة» تتلقى الدعم «بالمال والسلاح» من جهات خارجية «بهدف زعزعة استقرار سوريا»، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن الأسد، خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس «الدوما» الروسي، ألكسي بوشكوف، تقديره «لمواقف روسيا قيادة وشعبا»، لحرصها على الاطلاع «بشكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على أيدي مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية». وأضاف الرئيس السوري أن ما يجري يأتي «بهدف زعزعة استقرار سوريا وإفشال أي جهد للحل، خصوصا بعد الإصلاحات التي أُنجزت». كان الرئيس السوري قد أصدر، الأربعاء، مرسوما يقضي بإجراء استفتاء على مشروع دستور جديد في سوريا ينهي الدور القيادي لحزب البعث ويحدد الولاية الرئاسية بـ7 سنوات تجدَّد لمرة واحدة.
واتخذت الحكومة السورية، في أبريل (نيسان) 2011، قرارا بإلغاء حالة الطوارئ، وتبنت، في يوليو (تموز) الماضي، قانونا يسمح بالتعددية في إطار الإصلاحات السياسية التي أُعلنت لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد منذ منتصف مارس (آذار)، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، وفق منظمات حقوقية. وترفض المعارضة السورية هذه الخطوات، متمسكة بالمطالبة بإسقاط النظام. وجدد بوشكوف، من جهته «دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سوريا وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ودون تدخل خارجي»، كما شدد على «أهمية الأمن والاستقرار في سوريا كجزء أساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم». وأضاف أن موقف بلاده «ينطلق من حرصها على التمسك بمبادئ القانون الدولي وتحقيق مصالح الشعب السوري»، مؤكدا ضرورة ألا يكون «مجلس الأمن منحازا إلى أي طرف في الموضوع السوري».
وقال بوشكوف، في تصريح للصحافيين عقب لقائه رئيس مجلس الشعب، محمود الأبرش: «إن بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي على مبدأ التدخل الإنساني، الذي يتحول في النهاية إلى تدخل غير إنساني». وأشار إلى أن «مجلس (الدوما) يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية»، ويدعو إلى «الحد من استخدام المنظمات الدولية لتحقيق مصالح الدول الكبرى ذات النفوذ عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى ذات السيادة».
ونشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (الصحيفة الروسية) الرسمية، أمس، مقالا تحت عنوان «الحرب الدبلوماسية بين روسيا والغرب»، قالت فيه إن الغرب أصيب بحالة وصفتها بـ«الهستيرية»، وصلت إلى حد التهديد بشطب روسيا من مجموعة «أصدقاء سوريا». وقالت الصحيفة إن موسكو تحاول الحصول على إجابات حول مدى سريان طلب وقف العنف والكف عن إطلاق النار على القوات الحكومية فقط أو انسحابه أيضا على المعارضة المسلحة. وأضافت تساؤلها الذي طرحته على النحو التالي: «لنفترض جدلا أن الأسد أعلن عن استعداده التخلي عن منصبه، فما المستقبل الذي ينتظر سوريا بعد الأسد؟»، وهو ما يعني ضمنا أن قضية تنحي الأسد ورحيله باتت ضمن دائرة الرؤية، الأمر الذي يقول كذلك إنها كانت مدرجة ضمن مواضيع الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسية لدمشق، مصحوبا بمدير المخابرات الخارجية الروسية، ميخائيل فرادكوف، بتكليف من الرئيس، ديمتري ميدفيديف.
وأضافت الصحيفة الروسية أن الفرنسيين «يفترضون، بسذاجة، أن الأوضاع في سوريا ستعود إلى طبيعتها بشكل تلقائي، بعد تنحي الأسد. ومن غير الممكن الوثوق في ما يقوله الغرب؛ ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأميركيون أنهم لا ينوون مهاجمة سوريا، تتوارد معلومات تقول بتحليق طائرات استطلاع أميركية من دون طيار فوق الأجواء السورية، في حين أعادت إلى الأذهان أن الحرب التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا بدأت بطلعات استطلاعية قامت بها طائرات من دون طيار، وهو ما يؤكد أن الوعود الغربية تفقد مصداقيتها».
وقالت الصحيفة إن حل الأزمة السورية يمكن أن يتحقق بطرق دبلوماسية من خلال تعاون الغرب مع روسيا والصين في مجلس الأمن، وليس باللجوء إلى الجمعية العمومية لتسويق قرار وصفته بـ«الهزيل»، أو من خلال نبرة التهديد في الحديث مع موسكو وبكين، على حد قولها. وأضافت أنه يبدو أن الاستقرار في سوريا لم يعد يحوز اهتمام الغرب، بقدر اهتمامه بمعاقبة روسيا والصين لموقفهما «المتعنت»، كما يرى الغرب، واستخدامهما حق «الفيتو» في مجلس الأمن. وأعربت الصحيفة عن أمل موسكو في أن يسفر المؤتمر، الذي تنوي عقده مجموعة دول «أصدقاء سوريا» في 24 فبراير (شباط) الحالي، عن تهدئة «الهستيريا الغربية». وقالت إنه إذا استمر الغرب في سعيه إلى توسيع الأزمة فإن ذلك يعني أنه لم يعد بحاجة إلى «أصدقاء سوريا»؛ لأن المجموعة تشكلت لوقف نزيف الدم السوري.
دعوة للمعارضة للمشاركة في «أصدقاء سوريا».. و«الجيش الحر» سيكون حاضرا

جوبيه: على المعارضة أن تشمل جميع التوجهات

بيروت - روما: «الشرق الأوسط»... أعلن وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، أن المجلس الوطني السوري ومجموعات أخرى من المعارضة ستشارك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي يعقد في تونس الجمعة، فيما أكد مصدر بارز في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة المجلس عبر «وفد متنوع يضم جميع الأطياف السياسية والطوائف السورية»، كاشفا عن أن «الجيش السوري الحر» سوف يتمثل بدوره في هذا الوفد وسيكون حاضرا في المؤتمر.
وأوضح المصدر أن «الدعوات التي توجه لأصدقاء سوريا تتم على مستوى الدول وعلى المستوى السياسي». وقال: «الدولة المضيفة (أي تونس) هي المخولة بإرسال الدعوات بالتنسيق مع بعض الدول العربية، كما مع فرنسا وتركيا اللتين ستترأسان هذا المؤتمر»، متوقعا مشاركة «أكثر من 80 دولة في أعماله».
واستبعد المصدر مشاركة «هيئة التنسيق»، لكنه أوضح أن «عددا كبيرا من الشخصيات المندرجة في إطار هيئة التنسيق قد انفصلت عنها مؤخرا، وشكلت (تجمع الحرية والكرامة)، الذي انضم للمجلس الوطني، كما أن الاتحاد الاشتراكي الذي يعد مكونا أساسيا في الهيئة، قد انفصل عنها وطلب الانضمام إلى المجلس الوطني». وأضاف: «جمدت الأحزاب الكردية بدورها عضويتها في الهيئة، وهي تحاور المجلس الوطني للانضمام إليه».
وكان وزير الخارجية التونسي أكد أمس أن المجلس الوطني السوري ومجموعات أخرى من المعارضة ستشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يعقد في تونس الجمعة. وقال للصحافيين في روما في ختام اجتماع لوزراء خارجية عشر دول متوسطية برئاسة مشتركة إيطالية - تونسية إن «المجلس الوطني السوري ومجموعات معارضة أخرى ستكون ممثلة في مؤتمر تونس». وكان وزير الخارجية التونسي أعلن الجمعة الماضي أن المجلس الوطني السوري لن يكون ممثلا بشكل رسمي في هذا المؤتمر. من جانب آخر حذر عبد السلام أمس من «سيناريو عراقي» في سوريا، وقال عبد السلام «لا نريد حصول سيناريو عراقي آخر في سوريا، علينا الحفاظ على وحدة أراضي سوريا» موضحا أن ذلك هو «موقف مشترك». وأضاف الوزير التونسي «كلنا متفقون على حث الحكومة السورية على وقف القمع. نعتقد أنه علينا في 24 الجاري أن نوجه رسالة قوية إلى الحكومة السورية. لقد حصل ما يكفي من القتل، ويجب أن يحصل تغيير سياسي». وأوضح قائلا «لا أعتقد أن أي دولة عربية تطالب بتدخل أجنبي، والدول الأوروبية لا تريد ذلك أيضا».
من جهته قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي إن روما تريد تطبيق خطة الجامعة العربية من أجل سوريا. ودعت الجامعة الأمم المتحدة إلى الموافقة على قوة مشتركة بين الطرفين لحفظ السلام. وبخصوص لقاء يوم الجمعة في تونس قال تيرزي «بالتاكيد يجب أن تكون المعارضة حاضرة» معتبرا أن اجتماع تونس يجب أن يكون «شاملا». وبدوره، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه على المعارضة السورية أن تشمل «جميع التوجهات» و«الفئات» في البلاد إن أرادت أن تصبح «شريكة في الحوار السياسي». وتحدث جوبيه في روما مرحبا بدعوة الحكومة التونسية مجموعات مختلفة من المعارضة السورية إلى المشاركة في «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري».
جنبلاط يحذر دروز سوريا من الانجرار خلف زمرة الشبيحة والمرتزقة

لبنان يرد اليوم على الدعوة لمؤتمر «أصدقاء سوريا».. وتوقعات برد يتماشى مع «النأي بالنفس»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح.... حذر رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، المناضلين العرب في جبل الدروز (في سوريا) من «الانجرار خلف زمرة من الشبيحة والمرتزقة، تراثنا هو العيش مع المحيط العربي الإسلامي»، مستهجنا «الانحدار في المواقف الغربية من الأزمة السورية التي تتلاقى مع الموقف اللبناني الرسمي السخيف والمتفلسف».
وانتقد الزعيم الدرزي في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى «الاستفتاء على الدستور السوري بوصفها مسرحية». وقال: «إنها بدعة جديدة لم يشهد لها التاريخ القديم أو التاريخ المعاصر مثيلا، ولم نقرأ عنها في أي من الكتب أو الدراسات، وهي تذكر ببدعة الرفع النظري لحالة الطوارئ فيما استمر التطبيق العملي للطوارئ وأضيفت إليها ضروب جديدة من التعذيب والسادية كحالات أطفال درعا وحمزة الخطيب والمئات من الذين قضوا بالتعذيب». ورأى أن «أكثر الأنظمة قسوة من ستالين إلى شاوشيسكو مرورا بصدام حسين وصولا إلى بعض الحكام العرب الذين رحلوا غير مأسوف عليهم، كانوا يملكون شيئا من الحياء ولا ينظمون استفتاءات شعبية فوق بحور من الدماء».
أضاف: «يا لها من بدعة جديدة ستتمثل بالإلغاء النظري للمادة الثامنة من الدستور التي تقول بحزب البعث كحزب قائد للمجتمع والدولة، بينما سوف يتم استيلاد العشرات من الأحزاب الهجينة المماثلة للبعث ودائما بهدف الإمساك التام بكل مفاصل الدولة ومرافقها ومؤسساتها، والاستمرار في الإطباق على الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه السياسية المشروعة والتي حرم منها لسنوات طويلة». واعتبر أن «تأييد دول كبرى لهذه المسرحية المسماة استفتاء بدعة جديدة، وهي التي تقدم الدعم العسكري والاستخباراتي والأمني للنظام السوري وترسل أساطيلها البحرية المتعددة والمتنوعة وخبرائها ووحدات النخبة، فيما تكرر في الوقت ذاته معزوفة رفض التدخل الخارجي ليلا ونهارا».
ورأى جنبلاط أنه «بدل أن تسعى هذه الدول لتأمين مخارج لزمرة تحكمت بسوريا وأهلها على مدى 4 عقود نراها متمسكة بالنظام حتى ولو على حساب وحدة سوريا ومستقبلها بينما هي باستطاعتها توفير تلك المخارج إما في أرياف سيبيريا البعيدة احتراما لمشاعر المواطن الروسي، أو في قلب بلوشستان حيث معاقل (القاعدة) ما يتيح عندئذ تبادل الخبرات في الإرهاب مع شكوكنا بأن (القاعدة) ذاتها قد تتوب عند الاستماع لخبرات النظام وتجاربه في الإرهاب».
وإذ سخر جنبلاط من «تلك البدعة تلك التي تحدث بها الرئيس السوري عن مؤامرة تقسيم سوريا، وهو كرر بذلك ما سبق وذكره أمام البعض من زواره اللبنانيين من أن النظام سيبقى حتى ولو تم تقسيم سوريا، فكأنه بذلك يمهد لما سيأتي على قاعدة أنا وبعدي الطوفان». لفت إلى أن «رؤية هذا الانحدار في المواقف الغربية - التي، للمناسبة، تلتقي مع الموقف الرسمي اللبناني السخيف والمتفلسف تحت شعار (النأي بالنفس« - وهي المواقف التي بدأت في دعم واضح لمطالب الشعب السوري، وتراجعت لتتحول إلى ما يسمى ممرات إنسانية أو صليب أحمر بدعة جديدة».
الى ذلك كشف وزير الخارجية اللبنانية، عدنان منصور، لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «تلقى دعوة من وزير الخارجية التونسي للمشاركة في المؤتمر يوم أول من أمس»، لافتا إلى أنه «سيتم الرد عليها اليوم». وبينما توقع وزير مقرب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عدم مشاركة لبنان تماشيا مع سياسة «النأي بالنفس» في ما خص الأزمة السورية، قال الوزير منصور «إن القرار بهذا الشأن هو قرار الدولة اللبنانية وليس قرارا شخصيا، وبالتالي نحن ننسق بالموضوع مع رئيسي الجمهورية والحكومة».
ورجح وزير الاقتصاد، نقولا نحاس، أن «تستمر الحكومة بسياسة النأي بالنفس فيما يتعلق بمؤتمر تونس»، مشددا على أنها «السياسة المثلى لتجنيب المجتمع اللبناني أي (خضات) من أي نوع كانت». وعما إذا كان تعليق عمل الحكومة حاليا يجنبها اتخاذ قرار بهذا الشأن، قال نحاس لـ«الشرق الأوسط»: «نحن غير محرجين في هذا الإطار وموقفنا واضح». ودعا نحاس «مكونات المجتمع السوري كافة للتوافق لتجنيب سوريا المزيد من الأزمات التي يعرفها لبنان تماما ليجتاز هذا البلد العزيز كل المطبات التي قد تعترضه».
الإعلان عن تأسيس رابطة للصحافيين السوريين تلتزم مضامين «ثورة السوريين»

ستتخذ من دمشق مقرا لها وتضم إعلاميين في الداخل

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال.... أعلن قرابة مائة صحافي وإعلامي سوري أمس تأسيس «رابطة الصحافيين السوريين»، كـ«نوع من التضامن والمشاركة في الثورة السورية»، على غرار ما فعلته مجموعات سورية أخرى من كتاب وتشكيليين وفنانين، منتقدين «اتحاد الصحافيين السوريين» الرسمي، الذي وصفوه بأنه «منظمة بيروقراطية هدفها ضبط العاملين في الإعلام وإخضاعهم لسيطرة وخدمة النظام الحاكم». وجاء في تعريف الرابطة التي ستتخذ من دمشق مركزها الرئيسي، وفق بيانها التأسيسي، أنها «تجمع ديمقراطي مستقل، ملتزم بمضامين ثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة، ونزوعهم إلى إقامة دولة ديمقراطية تعددية، توفر العدالة والمساواة والحريات وحكم القانون لكل مواطنيها دون تمييز».
واتهم الإعلاميون والصحافيون، الموقعون على البيان التأسيسي، النظام السوري بـ«تغييب الإعلام السوري بصورة شبه مطلقة منذ عام 1963، تاريخ انقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي واستيلائه على السلطة»، وهو الأمر الذي أدى، بحسب البيان إلى «إلحاق الأذى بالصحافيين السوريين».
وقال عضو الهيئة التأسيسية للرابطة ومدير الشبكة العربية العالمية من لندن غسان إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة تأسيس الرابطة انطلقت من كون اتحاد الصحافيين الرسمي جهازا تابعا للنظام ويقوم ببروباغندا (دعاية) لعصابات الشبيحة، وبات جزءا من أجهزة النظام المكملة لأجهزة الأمن وعصابات القتل التي يقودها النظام ضد الشعب»، مشددا على أنها «تستمد شرعيتها من دعمها للثورة وتبنيها لأفكارها لناحية بناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية».
واعتبر إبراهيم أن «ولادة الرابطة تأتي في إطار سلسلة من المؤسسات والهيئات التي ستولد تباعا في المرحلة الانتقالية، ومهمتها تندرج في إطار حماية الصحافيين السوريين والدفاع عن حقوقهم، وهي ستقوم بالتواصل مع الاتحادات والنقابات المماثلة في الدول الشقيقة والصديقة، باعتبارها الممثل الشرعي للصحافيين السوريين». ولفت إلى أنه «من مميزات الرابطة أنها أول منظمة صحافية تعترف بلغات أخرى غير العربية، كالكردية والآشورية وسواها من اللغات المحكية في سوريا، ولا تمارس ديكتاتورية البعث».
وعما إذا كانوا يتخوفون من ممارسات انتقامية من النظام السوري باعتبار أن الرابطة ستتخذ من دمشق مقرا لها وتضم إعلاميين في الداخل السوري، أوضح إبراهيم أن «السوريين بعد أن أسقطوا القناع عن النظام الأسدي سقط الخوف من قلوبهم»، معتبرا أنه «أولى بنا كإعلاميين أن نقتدي بهم، بينما يفترض أن يكون الإعلامي هو القدوة». وقال: «الإنسان العادي في سوريا اليوم يقول (الموت ولا المذلة)، فما حال الصحافي؟».
السعودية: الوضع الإنساني في سوريا خطير.. والجامعة العربية تسعى لحل سلمي للأزمة
الرياض: «الشرق الأوسط».... ناشدت المملكة العربية السعودية أمس المجتمع الدولي مراعاة الوضع الإنساني لأبناء الشعب السوري نتيجة التصعيد الذي تشهده الساحة السورية، والذي وصفته الرياض بالخطير. ونوه مجلس الوزراء الذي عقد جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بقصر اليمامة بالرياض أمس, بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سوريا، وعده دعما للجهود التي تبذلها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة.
الرقص على إيقاع دمشق
طارق الحميد.. جريدة الشرق الاوسط
تظاهرت المزة، في قلب دمشق، فاهتز الجميع؛ النظام، وبعض الدول، إقليميا ودوليا، خصوصا المتلكئين، وبالطبع أنصار الأسد، والأمر نفسه انطبق على الساسة، مما يعني أن الجميع سيرقص في قادم الأيام على إيقاع دمشق.
فسيلحظ المتابع للشأن السوري تغيرات في المواقف، وتقلبات لم تكن متوقعة، وقد يصل الأمر إلى انشقاقات عن النظام الأسدي نفسه! فإقليميا، ها هي مصر تسحب سفيرها من دمشق، والحديث الآن هو عن ضرورة قطع العلاقات المصرية الأسدية، بل إن هناك استغرابا من تأخر الموقف المصري، داخل مصر نفسها، ويعزو البعض الموقف المصري الأخير إلى التصعيد الإخواني في مصر ضد نظام الأسد مما أحرج صناع القرار المصريين، وقد يكون ذلك صحيحا، لكن السبب الأهم هو ما حدث بدمشق. فبعد أن خرجت المظاهرات هناك، وبشكل كبير - وهو ما لم يحدث حتى في طرابلس أيام الثورة على القذافي - لم يتبقَّ شيء يشفع لمريدي الأسد، أو المتلكئين، فما لم يتنبه إليه البعض أن مظاهرات دمشق كانت على بعد سبعمائة متر فقط من قصر الأسد! ومن شأن ذلك أن ينعكس على تركيبة النظام الأسدي نفسه، مما يعجل بالانشقاقات الداخلية، كما أسلفنا، خصوصا أن هناك معلومات عن اقتراب لحظة الانشقاقات تلك، وهو ما سيتضح مع قادم الأيام. فاهتزاز العاصمة، أي عاصمة، يعني أن النظام بدأ يهتز. فالحديث الآن بات صريحا عن خروج بعض رجال الأعمال من سوريا حفاظا على أنفسهم، وأبنائهم، وأموالهم، هذا عدا عن الحديث عن أن الحكومة الأسدية باتت مفككة عمليا اليوم على أرض الواقع.
المؤشر الآخر على أن الساسة سيرقصون على إيقاع دمشق، هو التصريح الصادر عن الخارجية الصينية، والذي يناقض ما نقلته وكالة أنباء النظام الأسدي بعد زيارة نائب وزير الخارجية الصيني، فبينما قالت الوكالة الأسدية إن المبعوث الصيني نقل للأسد تأييد بلاده الكامل له، قال بيان الخارجية الصينية إن نائب وزير خارجيتها أبلغ الأسد بأن بكين تتبنى المبادرة العربية، وهذه دلالة مهمة جدا، فمعناها أن الصين تحاول مداواة خطئها الفادح بمجلس الأمن مؤخرا، كما أنها تحاول تبرئة ساحتها من جرائم النظام الأسدي الأخيرة.
والأمر الآخر هنا أيضا هو قول الروس علنا بأن موسكو ما زالت تنتظر ردا خليجيا على طلبها للاجتماع معهم، وهو ما كشفناه الأسبوع الماضي، وبالتأكيد فإن السؤال الذي سيتبادر إلى ذهن القارئ هنا هو: لماذا تغيرت النغمة الصينية الروسية الآن؟ والإجابة المنطقية لذلك هي أن تحرك دمشق أجبر، وسيجبر، الجميع، بمن فيهم موسكو وبكين، على الرقص على إيقاع دمشق، كما أن فظاعة المجازر الأسدية المرتكبة في سوريا لن تسمح بأن تجاهر أي دولة بالتحالف مع قاتل الأطفال. وقد يقول قائل: وماذا عن إيران؟ هنا تكون الإجابة مختلفة تماما، فبقاء الأسد بالنسبة لطهران مسألة حياة أو موت، لأن سقوط الأسد يعني قطع أيدي إيران في المنطقة من دون شك!
وعليه، فبعد أن ثمل الأسد بدماء السوريين، وأكل «المزة»، فعلينا ترقب أن يطرحه إيقاع دمشق؟
 
 
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,739,971

عدد الزوار: 7,040,817

المتواجدون الآن: 86