نعم في قوى 14 آذار وجهتا نظر في مواكبة ما يجري في سوريا. وجهة ترى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد حتمياً وخلال أشهر، وأخرى تسأل ماذا إذا تحوّلت الثورة حرباً أهلية طويلة، ولماذا نتورّط إلى هذا الحد في شؤون الدولة الجارة؟

لعلّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في أسعد أيامه هذه الأيام . في ما مضى دار دولاب الزمن ضده فذهب إلى السجن متروكاً وحيداً انفض من حوله قريبون وبعيدون، لكن الدولاب نفسه عاد ودار لمصلحته ويبدو أن لا شيء يوقفه.
يجمع الحلفاء والخصوم على أن الرجل الذي يهوى الصراع السياسي حتى أصبح جزءاً من تركيبته  البيولوجية لا ينفك منذ خروجه إلى الحرية يجمع نقط الفوز واحدة تلو آخرى. من مقره الشاهق في معراب ينظر بعين نسر إلى نقط ضعف خصومه لئلا يلتف عليه أحد من الخلف. في الماضي كادت خسارات اللحظات الأخيرة تدمغ مسيرته السياسية بفعل أخطاء وهفوات، أما اليوم فيظهر لاعباً عالي المستوى باعتراف كارهيه، وشعاره "صفر أخطاء" في اللعبة الكبيرة.  
يعمل جعجع، كما حليفه رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، بلا كلل وبكل جدية للمعركة التي وضعاها نصب أعينهم. أدركا أن ثمة قراراً عربياً ودولياً لا تراجع عنه بتقليص نفوذ إيران في المنطقة، وأن ترجمة هذا القرار تمرّ بمدن سوريا وأريافها، وأن سقوط النظام السوري عاجلاً أم آجلاً سينعكس على لبنان لا محالة. على هذا الأساس يندفعان في مواجهة فاصلة يربح كثيراً من يربح فيها.
إلا أن حلفاء للحريري وجعجع في 14 آذار يدعون إلى قراءة هادئة وأن تؤخذ في الاعتبار نقط اختلاف بين النظام السوري والأنظمة التي أطاحها الربيع. منها مثلاً أن التنوع الطائفي والإثني في سوريا غير موجود في مصر ولا ليبيا وتونس واليمن. ويحتمل أن تدخل سوريا حرب طوائف ومذاهب، تقاتل فيها كل طائفة حتى آخر رجل مهما بلغت التضحيات. والأهم أن سقوط نظام الأسد ينقل سوريا من محور إيران وروسيا والصين الى محور دول الغرب والخليج، وستمانع الدول التي تدعم الأسد في إسقاطه وربما تمده بما يحتاج إليه من دعم ديبلوماسي وعسكري ومالي كي يحاول فرض تسوية تناسبه. ثم ان الدول المحيطة بسوريا وخلفها الدول العربية بأكملها لا تريد ولا تقدر على التورط مباشرة. وفي كل الأحوال قد لا يكون من مصلحة فريق لبناني أن يتدخل واضعاً كل ثقله، وإن سياسياً ومعنوياً، وراء الثورة السورية التي لم تنضج بعد ظروف انتصارها.
يرد مؤيدو وجهة نظر الحريري وجعجع بأن المدة التي سيستغرقها سقوط نظام الأسد رهن بتوافر الإقتناع والظروف لدى الدول العربية بخوض معركة إسقاطه صراحة حتى لو كانت كلفتها عالية، وبعد ذلك سيتحرك المجتمع الدولي لمؤازرة الثوار السوريين الذين يبدون عزماً هائلاً على الإنتصار "حتى لو كلفت 200 ألف شهيد"، كما قال قادتهم الذي زار بيروت أخيراً.
في هذه الحال سيكون "حزب الله" أمام سؤال يجب أن يؤرق قيادته: والآن ماذا عن السلاح؟ حتى اليوم ترى هذه القيادة  الموضوع سابقاً لأوانه أو أن طرحه غير وارد على الإطلاق. فنظام الأسد في رأيها باق وأي قول خلاف ذلك مراهنة ووهم. وحتى لو سقط فإن السلاح  المقاوم في لبنان يدافع عن السلاح المقاوم إذا لزم الأمر.
أمام هذه الحسابات المتقابلة تبرز حملة على جعجع في مجالس قوى 8 آذار وبعض الإعلام،  تصوّره عملاقاً شعبياً سيكتسح حزبه "القوات" المقاعد النيابية في مناطق شاسعة السنة المقبلة، وذلك لإثارة مخاوف خصومه المسيحيين، لا سيما العونيين وشد عصبهم، وكذلك مخاوف حلفائه المسيحيين من حزبيين ومستقلين من ترجمة "الإحتضان العربي"، الخليجي تحديداً لابن بشري؛ هل يُحتمل أن يفكروا وأن يفكر هو في الرئاسة، وسنة 2014 خلف الباب؟
الأكيد أن جعجع مرتاح إلى درجة التصدي للبطريرك الماروني بشارة الراعي في ما ذهب إلى قوله عن "ديموقراطية النظام السوري"، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه. لو ردّ قبل سنة على البطريرك أو على الجنرال ميشال عون قبل أن يُستنزفا في المواقف والتصريحات هنا وهناك لكان خسر كثيراً. أما اليوم فهو يكسب.

فيما أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن المجلس الاعلى للدفاع شدد على منع تهريب السلاح الى سوريا ومنع قيام تجمعات عسكرية او انطلاق عمليات عسكرية من لبنان واليه، سلك الملف المالي المتعلق بالانفاق الاضافي من خارج الموازنة مساره في مجلس الوزراء أمس عبر تكليف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اعداد صيغة حل للحسابات عن الاعوام بين 2006 و 2010 صمنا.
وكان مجلس الوزراء عقد جلسة قبل ظهر امس برئاسة سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا لدرس المشروع المقدم من وزير المال محمد الصفدي حول الانفاق المالي اضافة الى بنود جدول الاعمال. وغاب عنها الوزراء وائل ابو فاعور وسليم كرم واحمد كرامي وعدنان منصور.
وسبق الجلسة خلوة بين سليمان وميقاتي تناولت الاوضاع وجدول الاعمال.
وبعدها تلا وزير الاعلام وليد الداعوق بيانا جاء فيه: "افتتح رئيس الجمهورية الجلسة قائلا ان الجلسة ستبحث في مشروع قانون يتعلق بالنفقات العامة عن الاعوام 2006 الى 2010 ضمنا، فضلا عن مشروع اعطاء سلفة خزينة بقيمة 8900 مليار ليرة لتغطية نفقات الادارات العامة عن سنة 2012 كما ورد في جدول الاعمال".
واوضح ان المجلس الاعلى للدفاع انعقد (اول من) امس برئاسة رئيس الجمهورية وبحث في امور القادمين من سوريا واتخذ قرارات في هذا الشأن. وقال: "على رغم ان قرارات المجلس هي سرية، غير ان المجلس شدد على منع تهريب السلاح ومنع قيام تجمعات امنية وعسكرية في لبنان ومنع انطلاق اي عملية امنية اوعسكرية من لبنان واليه وضرورة احالة المسلحين على القضاء المختص وفق القوانين النافذة والتشدد في التنسيق بين كل الاجهزة الامنية ووضع اسس التعاون في ما بينها والتشاور وتبادل المعلومات وتنسيقها وعقد الاجتماعات اسبوعيا برعاية قائد الجيش.
ثم اشار الرئيس الى ان المجلس الاعلى للدفاع استمع من القادة الامنيين الى التدابير المتخذة على الحدود، مؤكدا ان القوى العسكرية حاصلة على التغطية السياسية اللازمة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم واحد الصادر بعد اتفاق الطائف ولا حاجة لتكرار هذا الامر مجددا، وابدى فخامة الرئيس ارتياح المجلس الاعلى للدفاع للاوضاع في البلاد وعدم الحاجة الى تضخيم الامور واخافة المواطنين، مثنيا على عمل القوى الامنية ودورها في حفظ الامن في البلاد وجهودها للمحافظة على الاستقرار.
واستنكر مجلس الوزراء تعرض احدى العاملات من الجنسية الاثيوبية للعنف في الشارع العام وامام العموم، وطلب اجراء التحقيق بذلك واحالة الفاعلين على القضاء المختص لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم.
وتقرر بعد الاستماع الى الاقتراحات المختلفة الواردة من بعض الوزراء، ان يعد دولة رئيس مجلس الوزراء صيغة حل للحسابات عن عام 2006 حتى 2010 وعرضها على مجلس الوزراء. ومن ابرز المقررات المتخذة:
- الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع شركة "برايس ووترز هاوس كوبرز" للاستعانة في اعمال التدقيق وانجاز حساب المهمة وقطع حساب الموازنة العامة من عام 1993 حتى 2010.
- الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه.
- الموافقة على استضافة بيروت المؤتمر الثاني لمسؤولي التعليم الهندسي في الوطن العربي.
ودعا رئيس مجلس الوزراء، المجلس الى الانعقاد العاشرة قبل ظهر الاربعاء في 14 آذار في القصر الجمهوري في بعبدا".
وأكد الداعوق أن الصياغة الجديدة التي سيعدها رئيس الحكومة ستعرض على الجلسة المقبلة، مشيرا الى "انها صيغة معدلة تتضمن عبارات دقيقة وتقنية بحيث ستعود الى الخبراء لصياغة صحيحة للمشروع". وأكد الاجماع داخل مجلس الوزراء على هذا الموضوع.

يجمع أبناء عكار على ان سياسة "ادارة الظهر" التي مارستها الحكومات المتعاقبة لم تعد مقبولة، مع اعتراف الجميع بتفاقم الاوضاع المعيشية لابناء هذه المحافظة المحرومة والتي تشكل ثمن مساحة لبنان ويعيش فيها ما يزيد على الـ 500 الف شخص، والانماء فيها الى تراجع وقطاع الخدمات هو الأسوأ بين مختلف المناطق اللبنانية. ذلك ان حصة عكار من المشاريع الانمائية تكاد تكون غائبة وقت تتراجع انتاجية كل القطاعات وبخاصة القطاع الزراعي الذي يعتبر العمود الاساسي لاقتصادات ابناء المنطقة.
ويرى متابعون ان الحراك القائم اليوم على خلفية القانون 246 الذي اعترض عليه النائب معين المرعبي داخل لجنة الاشغال النيابية، مهددا بالاستقالة ما لم يعدل ويلحظ حصة لعكار تتناسب وحجمها الجغرافي والشعبي ويلبي حاجات ابنائها، لا بد ان يتوسع ويخرج النقاش بشأنه من الدوائر الضيقة الى الشارع في حال كان ثمة اصرار من المسؤولين المعنيين خصوصا في قوى 14 اذار التي شكلت عكار الخزان البشري لها منذ "ثورة الارز"، على الاستمرار بسياسة النعامة ازاء ما هو مطروح لهذه المنطقة.
واللقاء الذي عقد في قصر القنطاري بدعوة من رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ودعي اليه رؤساء بلديات عكار وحضره 40 رئيس بلدية من اصل 102 رئيس بلدية في مجمل محافظة عكار، كان العلامة الابرز في هذا السياق،اذ ان صاحب الدعوة الذي أراد وفق متابعين قطع الطريق على كل الجدل الحاصل، لم يوفق في رأب الصدع بين نواب المنطقة الذي امتد ليطاول رؤساء الاتحادات البلدية ورؤساء البلديات والمخاتير بين مؤيد لهذا النائب ورافض لذاك في وقت وقف منسقو "تيار المستقبل" في عكار موقف العاجز عن الابقاء على زمام المبادرة.
وجاء لقاء القنطاري على خلفية لقاءين منفصلين: الاول في بلدية خريبة الجندي وجمع عددا من رؤساء البلديات وحضره النائب معين المرعبي بناء لطلب رؤساء البلديات،استتبع بلقاء ثان في دارة النائب هادي حبيش في بلدة القبيات.
وأكد السنيورة في اللقاء الذي حضره منسقو "تيار المستقبل" في عكار، وقيادات في التيار في بيروت، الى رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر واستمر اكثر من 3 ساعات بعد تأخير ساعة في انتظار حضور المزيد من رؤساء البلديات، مشددا على ان "عدم انتظام عمل المؤسسات منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ساهم في تفاقم الوضع وفي تأخير تنفيذ المشاريع".
 لكن مجريات النقاشات الصريحة لهموم عكار ومشاريعها وما يثار حول تعديل القانون 246 رفعت حدة الكلام والصوت العالي النبرة لبعض رؤساء البلديات، الذين طالبوا بانصاف عكار والوفاء بكل الوعود التي قطعت، مما استدعى مداخلة عبر الهاتف، لم تكن مقررة، للرئيس سعد الحريري خاطب فيها الحاضرين بلغة متفهمة لهواجس ابناء عكار ولهمومهم مما سمح باعادة الهدوء الى جو اللقاء على نحو افسح في المجال للدعوة الى عقد لقاء ثان في "بيت الوسط" وبرئاسة السنيورة يحضّر له بشكل جيد بما يؤمن حضورا اوسع لرؤساء البلديات ولجميع نواب عكار وبخاصة النائبين حبيش والمرعبي.

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "ان الربيع العربي ليس موضوعاً سياسياً بل هو موضوع مبدأي بامتياز، فنحن في لبنان لا يمكننا ان نكون ديموقراطيين، وفيما نرفض الديموقراطية لدى الآخرين". وانتقد "القول "لسنا مع ربيع العنف والدمار والقتل" تعليقاً على ما يحصل في سوريا، وذكر بانه "في أول ستة اشهر من الثورة في سوريا كان يسقط يوميا من 30 الى 40 قتيلا من دون ضربة عصا من الثوار، ولكن ككل الثورات في التاريخ عندما بدأت السلطة بقمعها تحولت ثورة عنفية". وجدد التأكيد ان "كل سلاح موجود خارج الدولة اللبنانية هو ضد العيش المشترك لان لا مكان له في الدستور الذي ينص على وجود سلاح واحد يكون بيد الجيش اللبناني".
تحدث جعجع، خلال عشاء اقيم على شرف رؤساء بلديات ومخاتير قضاء بعبدا، في حضور الوزير السابق طوني كرم ومسؤولين "قواتيين". وبعد ترحيب بالحضور خص فيه "الاخوان من الموحدين الدروز"، قال: "ان حضوركم شرف كبير لنا، واريدكم ان تعلموا انكم حين تدخلون معراب فكأنكم تدخلون المختارة كما نحن نعتبر ان المختارة هي بيتنا ايضا، متمنيا "ان يضم العشاء المقبل، الذي لا اعلم متى سيكون، جميع رؤساء بلديات الضاحية ومخاتيرها في هذه الدار". واعتبر "ان الضاحية هي جزء عزيز من منطقة بعبدا ومن بيروت، ولكن ياللاسف بعض الاشخاص حولوها جزءا عزيزاً من طهران او من دمشق".
وذكر بأن "منطقة بعبدا والمتن الجنوبي والمتن الاعلى اعطت شخصيات كانت رمزاً للتعايش، مثل الرئيس الياس سركيس، ادوار حنين، نجيب صالحة، بشير الاعور. وتطرق الى بيع الاراضي في المنطقة، معتبرا "ان البيع امر طبيعي، ولكن لجهة الساحل تجري عملية بيع وشراء منظمة لاسباب واهداف ابعد من المواطن العادي، اذ تحصل عملية شراء للاراضي بكميات كبيرة من واجهات تجارية معينة باموال مشكوك في امرها، ومن جهات مشكوك في امرها عبر اجتياح كبير لعقارات كبيرة لاهداف تتعدى باشواط التبادل العادي بين المواطنين اللبنانيين".
وعن الاحداث السورية سأل جعجع "اين ينزل الآلاف اليوم في العالم العربي الى الشوارع فتقوم السلطات بقصفها وبدك المدن؟. يقول البعض ان الاقرب الى الديموقراطية في المنطقة هي سوريا، انا لا اعلم وفق اي مقياس، فأي دولة من الدول العربية الاخرى سقط فيها هذا الكم من القتلى، فاذا كانت سوريا اكثر دولة ديموقراطية في هذه المنطقة فعلينا ان نوضب حاجياتنا ونترك هذه المنطقة".
ورد جعجع على من يقول "اذا سقط هذا النظام ماذا سيحل بالمسيحيين؟"، فقال "اذا بقي هذا النظام ماذا سيحل بالمسيحيين؟ اين هم المسيحيون في سوريا؟ فهم يعيشون بدون حرية ولا كرامة ولا تنظيم احزاب ولا مسؤولين سياسيين، ومن قصم ظهر المسيحيين في لبنان غير النظام السوري؟ ومن اغتال شخصيات لبنان من كمال جنبلاط الى بشير الجميل والشيخ حسن خالد والرئيس رينه معوض؟ ولن اكمل في تسمية الشهداء الآخرين الى حين صدور نتائج المحكمة الدولية التي لن استبقها، ولكنني آسف ان يقفز البعض فوق كل هذه الوقائع ليأتي بطروحات لا علاقة لها بالواقع، وبالتالي نحن مع الربيع العربي الى النهاية ومع ترك الحرية للشعب السوري ليختار من يريد (...)".
بدوره، القى رئيس رابطة مختاري قضاء بعبدا المختار نديم شعبان، كلمة، وتلاه منسق منطقة بعبدا في "القوات اللبنانية" جان انطون.

اكد رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب انه يجب "المحاسبة على إهدار المال العام وليس التسوية، اذ يمكن ان يتغيب الوزراء عن جلسات المجلس، ولكن لا يمكن تمرير موضوع الـ 16 مليار دولار، اذ هناك حديث عن اهدار لـ 16 مليارا وليس لـ 11 مليار دولار.
وقال "اننا نرى السفيرة الاميركية مورا كونيللي تنتقل بين مكتب وآخر كأنها وصية على المسؤولين في هذا البلد، وكأنهم يخافون من آرائها فيهم وفي مواقفهم".
واشار ان "القاضي صقر صقر، اطلق في الساعات الماضية مسلحين سوريين تسللوا الى الاراضي اللبنانية، والمبدأ يا حضرة القاضي، يقول انه من الممنوع دخول مسلحين من دولة اخرى الى لبنان، وممنوع عليك ايضا عدم تطبيق القانون"، مناشدا "وزير العدل ومجلس القضاء الاعلى التحرك لوضع حد لهذه التصرفات، لانه لا يجوز ان تصبح الساحة اللبنانية مستباحة من مجموعة من المسلحين والقتلة".
وختم: "سقوط سوريا مستحيل، فاما ان تبقى كما هي واما لن يعود هناك ما يسمى "سوريا"، واذا اصبح هناك سوريا اخرى، فلن تكون لاعبا على الساحة اللبنانية ولا الدولية، ولا يتوهم احد انه يستطيع استعمال الوضع في سوريا ضدنا، لان افكاره ستبقى اوهاما ولن يتم استهداف المقاومة عبرها".

"تداعيات بيع الأراضي على الوطـن" عنوان الندوة الثانية التي نظمتها اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكي للإعلام، في اطار تسليط الضوء على مأساة بيع اراضي المسيحيين ونتائجها المدمرة على الصعيد الوطني ودور الكنيسة في تثبيت المسيحيين في أرضهم.
ترأس الندوة رئيس اللجنة المطران بولس مطر، في حضور المعاون البطريركي الماروني المطران كميل زيدان، رئيس "كاريتاس لبنان" الخوري سيمون فضول، المدير العام للصندوق الماروني الاجتماعي الأب نادر نادر، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، ومسؤولين في الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار وجمعية "الكتاب المقدس" ومهتمين واعلاميين.
واعتبر مطر في تقديمه لمشكلة بيع الأراضي "ان لبنان ليس للبيع وأرضه مقدّسة، وان الفرز والبيع يتناقضان مع العيش المشترك". ثم تحدث زيدان عن "الهويّة والأرض"، معتبراً ان "الأرض ليست سلعة نتصرّف بها على هوانا، بل إرثٌ من الآباء والأجداد، وهي أشبه بوديعةٍ ثمينة أئتمنّا عليها. واقترح مسودة خطة عمل عن تملك الأجانب وانتقال الملكيّة بين الطوائف، ومتابعة المراسيم التي تصدر في الجريدة الرسميّة. وحض المعنيين على ملاحقة المراسيم التي انتهت فيها مهل التنفيذ ولم يبادر أصحابها الى تجديد هذه المهل، طالباً متابعة مشروع تعديل قانون تملّك الأجانب في المجلس النيابي. وعن انتقال الملكيّة بين الطوائف، قال يجب أولاً متابعة العمل على ترسيخ الوعي لأهميّة الأرض في الحفاظ على الخصوصيّة وعلى غنى لبنان في تعدّديته".
 بدوره تحدث الخوري فضول عن الإنجازات التي قامت بها "كاريتاس لبنان" والمشاريع الانمائية الهادفة في المناطق الريفية والحدودية".
وأشار الأب نادر الى أن "الارض مقدسة مثل الانسان"، وعرض لأنشطة الصندوق الاجتماعي الماروني في "إحياء المناطق وتعزيز سبل العيش المشترك في وطن الرسالة". واختتمت الندوة بكلمة الخوري أبو كسم الذي شدد على أهمية دور الكنيسة في الدفاع عن الارض.

شدّد رؤساء المؤسسات الاسلامية السلفية في لبنان على اغاثة النازحين السوريين. واستغربوا "الهجوم المتواصل على الدعوة السلفية". وعقدوا اجتماعاً أمس اصدروا على اثره بياناً استنكروا فيه "المجازر البشعة ضد الشعب السوري، والتي تعتبر انتهاكاً صارخاً لجميع الشرائع السموية والاعراف الانسانية، والقوانين الدولية". وطالبوا "الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه النازحين السوريين، والقيام بواجبها الانساني والاخلاقي نحوهم".
ودعوا الدول الاسلامية والعربية والعالمية الى "الوقوف بجانب الشعب السوري المظلوم، وتأييد ثورته ومطالبه العادلة والمحقة".
واستغربوا "الهجوم المتواصل من بعض وسائل الاعلام على الدعوة السلفية واتهامها بما هي بريئة" منه، مؤكدين "حرصهم الشديد على السلم الاهلي في لبنان، واستتباب الامن، ورفض الاعمال المخلة بالاستقرار".

انطلقت بعد صلاة ظهر أمس، تظاهرتا تأييد لانتفاضة الشعب السوري في طرابلس وعكار، في حين أقيم اعتصام تضامني في البقاع الغربي، وتخللت ذلك دعوات الى نصرة معارضي النظام.
في القبة بطرابلس ("النهار")، خرجت تظاهرة من أمام مسجد حمزة رافعة اعلام الثورة السورية واللافتات المنددة بقمع المتظاهرين السلميين. وردد المشاركون فيها هتافات التأييد للشعب والثورة، والتنديد بالرئيس السوري والنظام الحاكم. وتوقفت في ساحة ابن سينا حيث أحرق متظاهرون أعلاماً لـ"حزب الله" وروسيا، والقيت كلمات واختتمت باقامة صلاة الغائب عن أرواح الشهداء.
وامام مسجد التقوى عند مستديرة ابو علي، عمل متطوعون على جمع التبرعات من المصلين لمصلحة الشعب السوري، بعدما استمعوا الى خطبة الجمعة من "الشيخ احمد" وهو من حي بابا عمرو في حمص.
وفي اطار نشاطات "التضامن مع الشعب السوري ودعما للنازحين السوريين"، وبدعوة من منسقية "تيار المستقبل" في الدريب - عكار ("النهار")، سارت مسيرة ضخمة ضمت ألوفاً من العكاريين والنازحين السوريين، رفعت فيها رايات سود ولافتات مناصرة لثورة الشعب السوري. وتجمعت الحشود وسط الشارع الرئيسي لوادي خالد، في حضور النائب معين المرعبي والمفتي الشيخ اسامة الرفاعي وعضو المكتب السياسي لـ"المستقبل" محمد المراد ومسؤولين في التيار ووجهاء وادي خالد وفاعلياتها.
بعد كلمتين لمصطفى علي باسم التيار في وادي خالد وخالد طه منسق منطقة الدريب، القى المفتي الرفاعي كلمة اعتبر فيها "تخاذل حكومتنا عن نصرة الاخوة في سوريا وعن تقديم يد العون اليهم، واجب الدين والاخلاق والانسانية والوفاء والشرف، تجميعاً لحبات الظلم وانتم تعلمون ان السيل انما هو تجمع النقاط (...)".
وتحت شعار "تضامنا مع الشعب السوري، واستجابة لنداء الحق وواجب نصرة المجهول"، نظم شباب بلدة لالا في البقاع الغربي ("النهار") تعاونا مع المركز الاسلامي في البلدة، اعتصاما بعد صلاة الجمعة في قاعة مسجد عمر بن عبد العزيز، كان جامعا لجهة المشاركين فيه: مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن، مدير الاوقاف الاسلامية في البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن ممثلا مفتي زحلة والبقاع الغربي، وجمع من الائمة، "تيار المستقبل"، "الجماعة الاسلامية"، "حزب التحرير"، وحشد من الأهالي. وترافق الاعتصام مع حملة تبرعات لاغاثة النازحين السوريين.