تقارير ...التطرف يخيّم على المغرب ودعوات إلى التصدي لمحركي عجلته...تغيير النظام السوري سيشكل صفعة قوية بالنسبة إلى حزب الله وطهران

سيناريو الحرب الإسرائيلية المتوقعة على إيران وضعه خبراء اميركيون وبريطانيون ...ليبيا ما بعد القذافي وكتابه الأخضر...بغداد وهرمز: اتصالات مع واشنطن وطهران وبدائل لتصدير النفط..استراتيجية الخروج من النزاع الأفغاني... معضلة تواجه أوباما

تاريخ الإضافة الثلاثاء 20 آذار 2012 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2688    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تقرير إخباري...جريدة اللواء..
من المستنقع اللبناني إلى المستنقع السوري تفكيك النظام وتصفية الحسابات الشخصية!
لا مراء في أن الساسة اللبنانيين، في مكان ما، من الأزمة السورية، الذاهبة من تصعيد إلى تعقيد، ومن انقسام إلى انقسام أخطر منه، أتقنوا «براعة اللعب» على الاحتمالات، فلا هم أغضبوا بالكامل المجتمعين العربي والدولي، المناوئين لنظام بشار الأسد، لدرجة انتفت معها سياسة «خط العودة»، ولا هم أرضوا بالكامل النظام، الذي لطالما راهن على أصدقائه في حكومة «كلنا للعمل... كلنا للوطن»، وهو يرتبط بعلاقات مع مكوناتها، لدرجة أن بعضهم حليف استراتيجي، والآخر حليف «ظرفي»، والثالث لا هو بالحليف، ولا هو بالخصم، كان هذا التصنيف، قبل أن يضع وليد جنبلاط، النائب الوسطي في البرلمان اللبناني علم «الثورة السورية» على ضريح والده، مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية المتحالفة مع الثورة الفلسطينية عندما اغتيل عام 1978، واتهم الحزب الاشتراكي ورئيسه الذي بويع للزعامة الجنبلاطية، على الفور، النظام السوري، برئاسة حافظ الأسد، الذي أسقط عنه «زعيم المختارة» مقولة «القائد التاريخي الملهم» ليصفه بعبارات هي على الأرجح، من نوع تصفية الحسابات، المملوءة بالكره التاريخي لعائلة الأسد، ولنظام البعث، وربما لأركان الطائفة العلوية، التي يسميها جنبلاط الأب «بالنصيرية» نسبة إلى مؤسسها محمد بن نصير، والتي تغذىعليها من أيام والده، ضمن حسابات مذهبية وطائفية، ليس من السهل سبر «تمظهراتها السياسية» المرتبطة دائماً «بالحيث و الريث» أي بالمكان والزمان وتقدير المصلحة الملائمة في وقتها المحدّد.
قبل 15 آذار 2011، كانت إرهاصات الحدث السوري، وضعت على الطاولة، كانت القيادة هناك، تنظر بعين الريبة حيناً، وبعين الثقة حيناً آخر، لما يمكن أن تسفر عنه حركة «الفايسبوك» وما يجري في المحافل، التي قررت «هز الاستقرار العربي» الثقيل، الذي بات يشكّل عبئاً على المجتمعات، وترتيبات المنطقة من ضفاف المتوسط إلى بحر قزوين، مروراً بخليج العرب وصولاً إلى المحيط الهادي وبحر الصين.
ظنت القيادة في سوريا مرّة أن «الهيبة» التي بناها الرئيس حافظ الأسد لمنعة نظامه، صارت «بديهة سياسية» من نوعAXIO اكسيوماتيكMATIQUEالهندي، ولم يدر في خلد القيادة هذه، أن المسلمات الإقليدية نفسها ضربها «مسّ العلم» فصارت مخلخلة لدرجة يعرفها علماء الهندسة والرياضيات المعاصرة. لم يدر في حسابات القيادة أن الممانعة ودعم المقاومة، ليست ما يعني المجتمع الآن، بعد سنوات صارت فيها هذه القضية على أهميتها أشبه «بمعزوفة ممجوجة» كمن يدق على «طبل مفخوت».
وضمن لعبة الحسابات الخاطئة، تحرّكت المسألة السورية، وهي التي لا تعني سوريا وحدها، بل مجموعة من الدول المشرقية، من ضمنها لبنان والأردن وفلسطين، وذهب النظام إلى «القبضة الحديدية» يسعى لاسترجاع الهيبة أو التذكير بها... وتطور الموقف هناك، أي في سوريا، إلى انقسام حاد، بدأت معه معالم «الدولة الحديدية» التي بنيت بقوة المؤسسة العسكرية والحزبية، ويقال الطائفية أيضاً، على الرغم من المنحى العلماني، تتفكك:
1 - فليس أمراً مألوفاً، أن يخرج صغير أو كبير، يطالب بإسقاط النظام، ولو كان من نوع مزحة أولاد المدرسة في درعا، الذين تحرّكت الدبابة، لأول مرّة، لإسكاتهم.
2 - وليس أمراً مألوفاً أن تتحرك عشرات التظاهرات، في معظم المدن السورية، تطالب برحيل النظام وإسقاطه، وأن الشعب لا يريد الرئيس.
3 - وليس أمراً مألوفاً في «سوريا الحديثة» أن يسقط القتلى بالعشرات، وأن يشتد الخناق بالقوة المسلحة على الأحياء المقاومة (بصرف النظر عن مشروعية هذه المقاومة)، وأن تستمر الانتفاضة، وأن تتمرّد «العساكر».
4 - ما يجري في سوريا اليوم، هو إمعان في خلخلة «الدولة والمجتمع»، في تفكيك البنى المؤسسية لسلطة، ظنت، لوقت من الأوقات، أنها خالدة، باقية، لأن (شعبها يحبها!).
5 - إن ضعضعة المؤسسة العسكرية، وضعضعة المؤسسة الحزبية (التي تبدو وكأنها جثة هامدة) والعبث بالاستقرار النقدي، في ظل معلومات تتحدث عن انهيارات في سعر صرف الليرة السورية، فضلاً عن الحصار على المواد الغذائية، وفرض الحظر على السفر، وعلى الأموال، وسائر الإجراءات العقابية، وصولاً إلى حظر وصول الأسلحة للسلطة والنظام، كلها مؤشرات تصب في سياق قرار عربي، وبعض إقليمي، وبعض دولي، بتفكيك بنى الدولة السورية، وربما تفكيك بنى المجتمع السوري.
6 - عندما خرج النظام السوري من لبنان، بعسكره ومخابراته، ظن، بعد المظاهرات، التي طرحت سوريا أولاً، في شوارع دمشق وحلب وغيرها أن الفرصة حانت، لإعادة ترتيب البيت السوري، تمهيداً للاستمرار في الحياة السياسية الإقليمية كلاعب، شديد الاعتبار، فنسج النظام علاقات مع تركيا وقطر وفرنسا، وأعادت الولايات المتحدة الأميركية سفيرها إلى هناك، أي إلى سوريا. في اللحظة هذه، ظن منظرو النظام واستراتيجيوه، أن صدمة الخروج غير الطبيعي من لبنان، غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قد تم احتواء تداعياتها، وعادت سوريا إلى قلب المعادلة الإقليمية لاعباً، لكن تطوّر الأحداث، لاحقاً، كشف النقاب عن تحوّل سوريا إلى «مستنقع» أو ملعب، يتحرك على مساحته آخرون، في سباق، قل نظيره، للسيطرة على سوريا، كمفتاح سحري، لإعادة تقاسم مناطق النفوذ في الشرق العربي، الذي يشكّل «آسيا الأمامية» في لعبة إعادة صياغة المصالح العليا للدول الاستعمارية والنيوامبريالية.
كان نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، يتحدث منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، عن «المستنقع اللبناني»... تبدّلت الصورة، وانقلب المشهد، في عهد ما يعرف «بالربيع العربي»، وصار لبنان «الملاذ الآمن» لبناء سياسات في عموم المنطقة، من دون أن يتحوّل إلى لاعب، في ظل «سياسة النأي» الرسمية.
تحوّلت سوريا إلى «مستنقع» يغرق فيه كثيرون... في الخلفية، سلاح ومسلحون، وقاعدة ومتطرفون، وجيش نظامي وآخر «حر» إلى آخر التسميات، التي تتكاثر على طريقة الفطريات في الجسم المريض.
في الخلفية هنا، في لبنان، تتقدّم المسألة الشخصية على ما عداها، وتبدو الفرصة سانحة اليوم، لتحصيل الحقوق الشخصية، من علم وليد جنبلاط في المختارة، وهو علم الثورة السورية، إلى نهج الرئيس سعد الحريري، المعروف، بالمقابل، يتمالك حلفاء النظام أنفسهم، وهم يقرأون، صحاً وخطأ... تداعيات الأزمة، التي بلغت بهم حدّ الاعتراف بالقوة المسلحة للمعارضة.
ثمة تداخل، لا يمكن إنكاره، بين الآليات السياسية في لبنان وسوريا، فإذا كان المسار الواحد، سقط إلى غير رجعة، إلا أن العلاقة العضوية، لا يمكن لأحد القفز فوقها، سواء أكان في المختارة أم البيال أم الضاحية الجنوبية؟!.
 
وضعه خبراء اميركيون وبريطانيون
سيناريو الحرب الإسرائيلية المتوقعة على إيران
موقع إيلاف...محمد نعيم
وضع خبراء عسكريون تصوراً استراتيجياً لحرب متوقعة على إيران، حال قرار إسرائيلي بتبني الخيار العسكري مع منشآت طهران النووية، ورأى الخبراء حتمية مشاركة 100 طائرة هجومية في المعركة، ودخول الأراضي الإيرانية عبر 3 مسارات أفضلها مسار الوسط عبر الأردن والعراق، وتفادي المسارين السعودي والتركي.
الطائرات..العمود الفقري لاي هجوم إسرائيلي على ايران
في وقت تحاول الإدارة الأميركية إقناع تل ابيب بالتخلي عن خيار التعامل العسكري مع الملف النووي الايراني، المح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حديث مع وكالة CNN الإخبارية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "مناحم بيغن" لم يحصل على إذن من واشنطن عندما قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، وعزت دوائر أميركية تصريحات نتانياهو إلى عزم أجهزته العسكرية ضرب المنشآت النووية الإيرانية دون التشاور على اقل تقدير مع الإدارة الأميركية.
الدوائر الأميركية بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، تجاوزت إشكالية، هل ستُقدم إسرائيل على قصف البرنامج النووي الإيراني؟، إلى إشكالية أخرى وهى الشكل الذي ستدار بموجبه رحى المعارك، ففي حين تتحدث تل أبيب عن تجاربها السابقة في قصف المفاعل العراقي أو نظيره السوري في منطقة دير الزور، تشير تقارير تقدير الموقف الأميركية إلى ان الوضع بالنسبة لمنشآت إيران النووية يختلف جملة وتفصيلاً، إذ ستكون العملية في ايران أكثر اختلافاً وأكثر تعقيداً، وفي محاولة لتصور سيناريو الحرب المتوقعة ومسارها، استنطقت شبكة CNN عدداً من الخبراء الأميركيين والبريطانيين للوقوف على ما هو اقرب للواقع المنظور في تلك الإشكالية.
 أكثر العمليات العسكرية تعقيداً
ويشير الخبراء إلى أن عملية قصف المنشآت النووية الإيرانية ستكون أكثر تعقيداً من العمليات العسكرية، التي قصفت إسرائيل خلالها المفاعل النووي العراقي عام 81 ونظيره السوري في منطقة دير الزور، إذ من اللازم أن تشارك ما لا يقل عن 100 طائرة في الحرب الوشيكة، بداية من الطائرات المقاتلة وحتى طائرات الإمداد بالوقود، حيث ستضطر تلك الطائرات للتحليق مئات الكيلومترات لقصف ثمانية أهداف في مختلف الأراضي الإيرانية، وذلك على عكس ما حدث في العراق وسوريا، حيث كان سلاح الجو الإسرائيلي قصف هدفاً منعزلاً، أما المنشآت النووية الإيرانية فتنتشر على مساحات شاسعة ومتفرقة من الاراضي الإيرانية، كما تقوم قوات الدفاع الجوي الإيرانية بالدفاع عنها، خاصة مفاعل بوردو المتاخم لمدينة قُم، فسيكون من الصعب جداً المساس بهذا المفاعل على وجه التحديد، بحسب تقديرات خبراء الولايات المتحدة.
"إفرايم كان" نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، رأى من جانبه أن قصف منشآت ايران النووية سيكون معقداً للغاية، وعلى حد قوله ستكون العمليات العسكرية على نطاق واسع جداً، ومن اللازم ان تعتمد على طرازات معينة من الطائرات الهجومية، وفي مقدمتها F 15، و F16، وليس على صواريخ يتم إطلاقها من الغواصات، كما انه ينبغي استخدام آليات قتالية بالغة الدقة، لإلحاق الخسائر والأضرار بالمنشآت النووية الإيرانية، وأعرب "كان" عن تقديراته بأن الاعتماد على الصواريخ لن يكون كافياً في دقة إصابة الهدف.
 ووفقاً لمعلومات نشرتها مجلة "جينس" الأمنية تمتلك إسرائيل سرباً واحداً من طائرات F15 التي تطلق عليه "رعام" ويبلغ عدد طائرات هذا السرب 25 طائرة، بالإضافة الى اربعة اسراب من طراز F16، التي تطلق عليها اسرائيل "سوفا". وبسبب بعد المسافة واتساع ساحة القتال، سيضطر سلاح الجو الإسرائيلي لاستخدام جميع طائراتة الخاصة بإمداد الوقود.
4 طائرات من طراز "هيركولس"
اما "دجلاس باري" احد الخبراء البارزين في معهد الأبحاث الإستراتيجية في لندن، فيؤكد ان الجيش الاسرائيلي يمتلك سبع حاويات وقود من طراز KC- 707، وبوينغ 707 بعد إجراء التعديلات عليها، كما تمتلك إسرائيل اربع طائرات من طراز "هيركولس" المعدلة (KC-130H)، غير انه يبدو على حد تقديرات باري، ان اسرائيل لن تستخدم هذا النوع من الطائرات حال قصف منشآت ايران النووية بسبب سرعته البطيئة.
وأعرب الخبير الامني البريطاني عن تقديره بأن الطائرات الاسرائيلية المقاتلة ستحمل على متنها خلال الحرب المرتقبة قنابل مخترقة للحصون من طراز GBU-28، وتزن القنبلة الواحدة 2.200 كيلو جرام، ويخصص هذا النوع من القنابل لتدمير الاهداف الحصينة تحت سطح الارض، وتستطيع كل طائرة من طراز F-15 حمل ثلاثة قنابل من هذا النوع، غير ان الجيش الاميركي يمتلك قنابل معدلة عن النوع الذي تمتلكة اسرائيل وهى من طراز GBU- 57 وتزن القنبلة الاميركية الواحدة من هذا الطراز 13.600 كيلو غرام، غير انه لا توجد معلومات حول ما اذا كانت اسرائيل حصلت من الولايات المتحدة على هذا النوع من القنابل.
ويشير الخبير البريطاني الى ان اسرائيل لا تمتلك ايضاً قاذفات من طراز B-2 او B52، وهى القاذفات التي تستطيع حمل القنابل الاميركية من طراز GBU- 57، جاء ذلك في وقت يميل فيه عدد من الخبراء الى انه اذا قررت اسرائيل ضرب منشآت ايران النووية، فإنها لن تعتمد على مساعدات اميركية.
اما "إميلي تشورالي" الخبيرة الأمنية في مجلة "جينس"، فتقول انه امام اسرائيل أربعة اهداف اساسية في الهجوم على إيران، أولها منشآت التخصيب في ناتنز وبوردو، ومنشأة تحويل اليورانيوم في اصفهان، والمنشأة النووية في أراك، وتقول تشورالي: "ان المنشآت النووية في اصفهان واراك توجدان على سطح الارض، ومن الممكن نسبياً إصابتها عن طريق القصف الجوي، وفي المقابل يوجد مفاعل ناتنز تحت سطح الأرض، الامر الذي يزيد جداً من صعوبة قصفه، وكذلك الحال ويزيد بالنسبة لمفاعل بوردو المتاخم لمدينة قُم، خاصة انه يوجد في باطن الجبل".
تدمير منشأة "بردو" يقود لنتائج عكسية
وتشير الخبيرة البريطانية إلى أن قصف منشأة بوردو النووية قد يقود الى نتائج عكسية، خاصة ان تدمير المدخل المؤدي اليها دون تدمير المنشأة عينها سيجعلها أكثر حصانة عند أي قصف جديد، وأضافت: "لست على ثقة بأن اسرائيل ستتمكن من تدمير منشأة بوردو عبر قصفها جواً، كما ان الوصول الى ناتنز وأراك دون تدمير مفاعل بوردو لا يستدعي هذه المخاطرة".
واوضح خبير الدفاع الجوي الاميركي"جيم اوهلوران" وهو كاتب في المجلة البريطانية، انه تم نقل العديد من اجهزة الطرد المركزي المتقدمة إلى منشأة بوردو النووية، المتاخمة للمدينة الشيعية المقدسة قُم، ويعكف على الدفاع عن تلك المنشأة منظومات صاروخية مضادة للطائرات من طراز S-200، و"هوك".
وعودة إلى الخبيرة البريطانية "إميلي تشورالي"، التي اعربت عن شكوكها في تحديد المواقع النووية الإيرانية بأربعة مواقع فقط، وقالت انه أمام إسرائيل هدفين آخرين حال تبني الخيار العسكري ضد طهران، وهذان الهدفان هما قواعد "تبريز" العسكرية، و"الامام علي" التابعة لسلاح الجو الايراني، فقصف هذين الهدفين يحول دون اي رد ايراني، بالاضافة الى ذلك ينبغي على الجيش الاسرائيلي محاولة قصف قاعدة "برتشين" العسكرية المتاخمة لطهران، خاصة بعد ان جرى الحديث عنها بشكل مكثف في وسائل الاعلام خلال الشهر الماضي فقط، كما منعت ايران مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الى تلك القاعدة، واتضح بعد ذلك ان طهران أجرت في "برتشين" تجربة نووية.
الى ذلك اوصت الخبيرة البريطانية اسرائيل بقصف قاعدة "بجدنا" التي وقع بها انفجار عنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ويرتفع بذلك عدد الاهداف التي يجب على اسرائيل العمل عليها لنجاح مهمتها المتوقعة في ايران الى ثمانية اهداف، وعلى حد تقدير تشورالي: "لن تحاول اسرائيل قصف المفاعل النووي الايراني المدني الوحيد في بوشهر، خاصة ان المساس به سيؤدي الى تلوث نووي، ويُفضي الى الاضرار بالروس، الذين بنوا تلك المنشأة، الأمر الذي ينعكس سلباً على العلاقات الروسية – الإسرائيلية".
مسارات 3 للهجوم على إيران أفضلها الأوسط
وحول كيفية وصول إسرائيل إلى إيران، رأت مجلة جينس البريطانية أن هناك ثلاثة مسارات هجومية لوصول المقاتلات الاسرائيلية الى ايران، الاول شمالي ويمر بالأراضي التركية، وجنوبي عبر الاراضي السعودية، ووسط (اقصر المسارات) عبر الأراضي العراقية والأردنية، الا ان اي من هذه المسارات له بعض القيود المفروضة عليه امام إسرائيل، فالعلاقات السياسية والدبلوماسية متوترة جداً بين تل ابيب وأنقرة، كما ان السعودية لا تقيم اية علاقة دبلوماسية مع إسرائيل، فضلاً عن انه ليس من المؤكد سماح الأردنيين بمرور المقاتلات الإسرائيلية عبر اراضيهم لضرب ايران، بالاضافة الى ذلك لن يستطيع سلاح الجو العراقي منع خرق أجواء بلاده، لذلك يرى الخبير في موسوعة جينس "شارلز هالوسي" ان إسرائيل ستستخدم مسار الوسط، حال تبنيها للخيار العسكري في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
 من جهة أخرى سيكون الجيش الإسرائيلي في حاجة ماسة لاتخاذ قرار حول نسبة الارتفاع التي من المقرر ان تحلق بها الطائرات الإسرائيلية المقاتلة، فالطيران بارتفاع كبير سيحمي الطائرات من قوات الدفاع الجوي، للدول التي ستمر عبر اجوائها الطائرات الإسرائيلية، غير ان ذلك سيكشف الطائرات ذاتها لأجهزة الرادار الإيرانية، وعن ذلك يقول الخبير البريطاني "دجلاس باري": "سيظل الطيار الإسرائيلي في مقصورته خلال عملية التحليق لمدة لا تقل عن 3 ساعات قبل قصف الأهداف الإيرانية، الا إذا استخدمت إسرائيل مسار الوسط فستكون المدة عندئذ اقل من ذلك".
كما اعرب الخبير البريطاني عن تقديراته ان وقت التحذير من هجوم إسرائيلي لن يكون طويلاً لدى الجمهورية الايرانية، واضاف: "لا أثق في انهم سيتلقون تحذيراً من هجوم إسرائيلي قبل ساعتين، إذ سيحاول الإسرائيليون باستماتة طول الوقت عدم كشف طائراتهم أمام منظومات الرادار الإيرانية".
واستشهد الخبير البريطاني على رجاحة تقديراته بقصف المقاتلات الإسرائيلية لمفاعل دير الزور السوري عام 2007، دون أن ترصدها منظومات الرادار السورية، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي في حينه ما يُعرف بـ "دمج الحرب الاليكترونية، الأمر الذي قلَص من قدرات قوات الدفاع الجوي السوري، كما حال دون رصد النقطة التي وصلت اليها المقاتلات الإسرائيلية.
 
ليبيا ما بعد القذافي وكتابه الأخضر
جهود وتحديات لوضع نظام وطني جديد وحكومة شرعية
موقع إيلاف...لميس فرحات
في البلاد العربية، حيث باتت الثورة أقرب إلى مرحلة طمس النظام القديم، يبدأ الليبيون الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل نحو إعادة إحياء دولتهم. ويبدو أن كراهية الليبيين للقذافي الأمر الوحيد الذي نجح في توحيدهم، في الوقت الذي تخوض فيه السلطة الجديدة في ليبيا سلسلة من المحادثات الصعبة حول ما يريدونه من الحكومة المرتقبة.
إعادة إحياء الدولة تحدّ صعب يواجه الليبيين
لميس فرحات: لعل المشروع الأصعب بالنسبة إلى ليبيا هو تعزيز المجتمع المدني والمبادئ الديمقراطية في مجتمع خضع لفترة طويلة لسيطرة الديكتاتور الراحل العقيد معمّر القذافي.
محمود جبريل هو أحد اللاعبين السياسيين في ليبيا ما بعد سقوط نظام القذافي، والرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي، والذي ينظم تشكيل ائتلاف سياسي جديد من العاصمة طرابلس.
في حديث خاص مع صحيفة الـ "فورين بوليسي"، قال جبريل إن ليبيا بحاجة "إما إلى زعيم قوي أو شرعية قوية في النظام"، مضيفاً أنه في حال اختارت ليبيا الزعيم القوي، فإن العملية ستكون سريعة، لكن "ليس هناك ما يضمن أن لا تنزلق ليبيا مرة أخرى إلى الديكتاتورية. علينا إنشاء نظام قوي، وسوف يستغرق الأمر مزيداً من الوقت، ولكن هذا أفضل هدف".
أما بشأن التقارير عن الانتهاكات الواسعة ضد السجناء، أشار جبريل إلى أن "إعادة تأهيل الفائزين مهمة أصعب بكثير من إعادة تأهيل الخاسرين".
"تحالف الوطنيين في ليبيا" هو اسم تحالف جبريل السياسي الجديد، وهو واحد من عشرات الأحزاب والتحالفات التي برزت قبل الانتخابات الأولى التي ستجري في مرحلة ما بعد القذافي في حزيران/يونيو.
يتألف التحالف من الأحزاب والشخصيات المحلية القوية، والنوادي الرياضية، وغيرها من الفئات الاجتماعية من كل أنحاء ليبيا. وتعهدت كل من الجهات بتثقيف مجتمعها حول عملية الانتخابات الديمقراطية عن طريق النشرات والكتيبات التي تعرض بالتفصيل أهداف الانتخابات، وتعريف المؤسسات والأحزاب.
وأصرّ جبريل على أن هدف حكومته الائتلافية في المقام الأول هو تعليم الناس عن الديموقراطية بدلاً من الدفع نحو منصة سياسية معينة. وقال في مؤتمر صحافي في شباط/فبراير الماضي "ليست لديّ أيديولوجية. نحن في حاجة إلى رعاية صحية أفضل، وتحسين التعليم، وتحسين الاتصالات. لدينا بعض الوجود الإسلامي المعتدل في التحالف، وبعض الليبراليين، وبعض العلمانيين. سواء كنت ليبراليًا أو إسلاميًا، ما يهمّ بالنسبة إليّ هو نتائج ملموسة".
واعتبرت الـ "فورين بوليسي" أن المشاكل التي ورثتها ليبيا من نظام القذافي، لا تقتصر على النقص في المعرفة الديمقراطية وحسب، بل تتعداه لتصل إلى مستويات من الفساد على نطاق واسع. الحكومة المؤقتة غير شفافة، ويزعم العديد من المحللين أن أي شخص خدم في عهد القذافي - بما في ذلك جبريل الذي كان مساعداً لسيف الإسلام القذافي – غير موثوق بهم ليكونوا في موقع الحكم في ليبيا الجديدة.
أما التحالف السياسي المنافس لجبريل، فيطلق على نفسه اسم "الاتحاد من أجل الوطن"، ويعبّر عن رفضه للسلطة الحالية في البلاد، معتبراً أن "ليبيا الجديدة تحتاج وجوهًا جديدة". تأسس الاتحاد برئاسة عبد الرحمن السويحلي، أحد المنشقين المسجونين من قبل نظام القذافي في بداية الثورة، الذي أنشأ التجمع السياسي مع ليبيين كانوا في الخارج في ظل النظام القديم.
في هذا السياق، يقول صلاح بكوش، أحد مؤسسي "الاتحاد من أجل الوطن" إن اللقاءات التي عقدها جبريل من أجل تأسيس تحالفه الجديد، "أدت إلى جمع شمل جميع الشخصيات التي كانت في الحكم القديم، باستثناء القذافي. وأشار إلى أن مشاريع مثل "النهر العظيم من صنع الإنسان"، الذي يكلف البلاد ملايين الدولارات منذ الثمانينات "دليل واضح على كيفية عمل الحكومة القديمة التي أهدرت أموال الشعب وأثرت نفسها. وأضاف: "على الناس أن تعرف أنها تتحمل جزءاً من المسؤولية عن هدر هذه الأموال".
كما هو الحال في مصر وتونس، أدى النجاخ في إسقاط الديكتاتوريات إلى فتح الطريق أمام المجموعات السياسية الاسلامية، بعدما أغلق في وجههم لفترة طويلة.
يوم 3 آذار/مارس، أعلن فرع ليبيا لجماعة الإخوان المسلمين عن تشكيل حزبه السياسي، "حزب العدالة والتنمية". وعلى الرغم من أنه تفتقر الدعم الشعبي الواسع، الذي تتمتع به جماعة الإخوان في مصر وتونس، إلا أن الحزب عبّر عن تشجيعه ورضاه عن إعلان زعيم السلطة المؤقتة مصطفى عبد الجليل في تشرين الأول/أكتوبر، الذي قال فيه إن الشريعة الإسلامية يجب أن تكون أساساً للنظام القانوني الليبي في المستقبل.
لكن الأحزاب الإسلامية ليست هي الوحيدة التي أعلنت نفسها في المشهد السياسي في ليبيا، فقد أطلق علي ترحوني، وزير المالية السابق في المجلس الانتقالي الليبي، حزبه الوطني يوم 27 شباط/فبراير. وفي حديث مع الـ "فورين بوليسي"، قال ترحوني: "نحن بلد إسلامية معتدلة. وهذا حزب سياسي على مستوى القاعدة، ونحن نتطلع إلى أن يكون قوة سياسية جدية في هذا البلد".
كما لو أن تلك التيارات السياسية المتنافسة لم تكن كافية، يتطلع بعض الليبيين في شرق البلاد إلى تقليص جذري للسلطة التي تمارسها طرابلس في السيطرة على شؤونهم. فيوم 6 آذار/مارس، أعلن عضو المجلس الانتقالي الليبي أحمد الزبير السنوسي، من جانب واحد عن دولة فيدرالية في الجزء الشرقي من البلاد، وعاصمتها بنغازي.
مع ذلك، انتقد البعض هذه الخطوة باعتبارها "مبالغًا فيها"، وأنها تحرك مبكر للغاية بالنسبة إلى الدولة الليبية الوليدة. "لقد ثرنا ضد القرارات الفردية والدكتاتورية"، قال حنا شرم جلال، من مواليد بنغازي الذي يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وكان ناشطًا في الثورة منذ بدايتها. وأضاف: "لن نقبل الفدرالية إلا إذا أتت من حكومة منتخبة من قبل الشعب، إنها فكرة نريد أن نضعها على الطاولة، لكن لا بد من طرحها أمام الشعب كله".
واعتبرت الصحيفة أن القضية السياسية الأكثر إلحاحاً التي تواجه ليبيا الجديدة هي ما الذي يجب القيام به بشأن المقاتلين الثوار الذين أطاحوا بالقذافي، لكنهم يعيثون في الأرض فساداً، إلى حد كبير أدى إلى استياء العديد من الليبيين.
بذلت الحكومة الليبية الجديدة تقدماً متقطعاً في إخضاع الميليشيات لسيطرتها. وإحدى هذه الجهود، إنشاء اللجنة الأمنية العليا بإشراف نائب وزير الداخلية عمر خضراوي، والتي شُكلت حديثاً بهدف دمج الجماعات المختلفة في صفوف الشرطة والجيش الوطني. وقال خضراوي إن أكثر من 15.000 مقاتلاً يعملون مع اللجنة، وسيحصلون على ثلاثة أشهر من التدريب في الأردن وقطر وتركيا، أو دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف إلى إعدادهم لوقف الاتجار بالمخدرات وغيرها من الأعمال الإجرامية.
وأضاف: "بعد بضعة أسابيع، أي بالنسبة إلى الثوار الذين لم يوقعوا على الإشتراك في التدريب من خلال هذه اللجنة سيعتبرون غير قانونيين". لكن رداً على سؤال عمّا إذا كانت قوات الأمن الوطني قوية بما فيه الكفاية لإجبارهم على نزع سلاح، أجاب: "لا، هم ليسوا كذلك." التحدي الذي يواجه الحكومة الليبية الجديدة لا يقتصر فقط على دمج مقاتلين جدد، إنما تمكين بعض قوات الأمن القدامى من النهوض من جديد.
خلال الثورة، اعتبر المعارضون في ليبيا أن الشرطة كانت أداة تنفيذية في يد القذافي، ورداً على ذلك، قاموا بحرق مراكزهم في كل أنحاء البلاد.
وقال خضراوي: "قوات الشرطة تشعر بأنها بمثابة جيش مهزوم، ولا يحظى أفرادها بترحيب أو دعم الليبيين، لذلك نحن بحاجة إلى تقديم الدعم إليهم".
وأشار خضراوي إلى أنه من الصعب معرفة مَن مِن رجال الشرطة يعتبرون من الموالين للقذافي، إلا أنه تم تسريح مئات الأفراد الموالين في الأشهر الأخيرة، فيما غادر غيرهم من تلقاء أنفسهم. وأضاف "ما إن تحررت مدينة طرابلس، استدعينا الشرطة للعودة، و70 في المئة منهم عادوا إلى وظائفهم".
المواطنون في ليبيا يسعون إلى دولة جديدة. وباتوا يشعرون بالضيق من كلمة "جماهيرية" - مصطلح القذافي لنظام حكمه الذي كان في الحقيقة مجرد غطاء لحكمه المطلق – حتى إنهم عمدوا إلى محوه أو إلغائه، وحتى تغطيته بعلم الثورة على معظم لوحات سياراتهم.
السياسة الجديدة في ليبيا، شبيهة جداً بهذا الأسلوب، وفقًا للصحيفة: "ففي الوقت الذي تسعى فيه السلطات إلى إحلال الديمقراطية الحديثة محل النظام القديم، يبدو معدل التغير غير متكافئ، إذ يقبع تحت علم الثورة بألوانه الثلاثة تنافرٌ واضح مع التفكير القديم الذي كان سائداً في عهد القذافي، جنباً إلى جنب مع الوحشية وانعدام القانون".
 
العراقيّة تدعم بارزاني ازاء الهاشمي... وتدمير أوكار أسلحة في الصحراء
بغداد وهرمز: اتصالات مع واشنطن وطهران وبدائل لتصدير النفط
موقع إيلاف...أسامة مهدي
أعلن العراق اليوم الاحد عن اجراءات سياسية واقتصادية لمواجهة احتمال إغلاق مضيق هرمز، وذلك من خلال محاولة إقناع واشنطن وطهران بعدم اللجوء لهذا الخيار وتأمين تصدير النفط العراقي بواسطة خطوط نقل بديلة عبر سوريا وتركيا والسعودية. بينما أكدت القائمة العراقية دعم موقف بارزاني برفضه تسليم الهاشمي، في وقت انتهت القوات العراقية من حملة ضد المسلحين وأوكارهم في صحراء غرب البلاد.
قالت السلطات العراقية إنها ستجري اتصالات مع الجانبين الأميركي والإيراني لاقناعهما بالإبتعاد عن تنفيذ خيار إغلاق مضيق هرمز، كما ستقوم بتأمين التصدير عن طريق خطي النقل السوري (ميناء بانياس) واللبناني (ميناء طرابلس) والعمل على إنشاء خط تصديري ناقل عن طريق الأردن (ميناء العقبة) بطريقة الإستثمار، وكذلك العمل على تشغيل (خط ينبع) عن طريق المملكة العربية السعودية في حال حُسمت القضايا العالقة بين البلدين.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف" اليوم بأن مجلس الوزراء قرر الموافقة على إقرار توصيات لجنتي الشؤون الاقتصادية وشؤون الطاقة في شأن دراسة إحتمالات إغلاق مضيق هرمز ووقوع الأزمة في الخليج العربي وآثارها على العراق والطلب من هيئة المستشارين دراسة الموضوع من كافة جوانب تأثيراته على الميزانية والعملة والنفط والبطاقة التموينية والكهرباء.
وأشار الدباغ إلى أن الموافقة على إقرار توصيات لجنتي الشؤون الإقتصادية والطاقة حول موضوع مضيق هرمز تأتي للأهمية التي يتمتع بها هذا المنفذ الحيوي حيث أن إغلاقه سيؤدي الى إيقاف صادرات العراق من المناطق الجنوبية بشكل كامل، والتي تبلغ (1.7) مليون برميل يومياً من إجمالي صادرات العراق الحالية والبالغة بالمعدل (2.2) مليون برميل يومياً. أما بعد المباشرة بتشغيل رصيف التحميل العائم (SPM) رقم 2 والجاري العمل به حالياً لغرض زيادة طاقات التصدير في ميناء البصرة النفطي، فإن الصادرات الجنوبية ستصل الى (2.2) مليون برميل يومياً من إجمالي الصادرات المخطط لها والبالغة (2.6) مليون برميل يومياً أي توقف ما يقارب الـ (80)% من صادرات العراق النفطية بسبب عدم توفر منافذ تصديرية أخرى لنفط خام البصرة في الوقت الحاضر.
وأوضح الدباغ أن لجنتي الشؤون الإقتصادية والطاقة قامتا بدراسة إحتمالات وقوع الأزمة في الخليج العربي وآثارها على العراق والحلول المقترحة للخروج منها وخرجتا بمجموعة من المعالجات والحلول والبدائل الممكنة لإيجاد مرونات أخرى لتصريف النفط الخام العراقي على المدى البعيد والمتوسط والقصير لتطويق إحتمال وقوع الأزمة في مضيق هرمز.
وأضاف الدباغ أن توصيات لجنة الشؤون الإقتصادية على المديين المتوسط والقصير قد تمثلت بزيادة طاقة الضخ وتنشيط التصدير عن طريق ميناء جيهان التركي، وكذلك زيادة عدد الصهاريج الناقلة للنفط عبر الطريق البري والمباشرة وبشكل عاجل بصيانة وتشغيل خطوط نقل النفط الحالية وإعادتها الى الإستخدام وبطاقاتها القصوى. أما على المدى البعيد، فقد تم الإقتراح بتأمين التصدير عن طريق خطي النقل السوري (ميناء بانياس) واللبناني (ميناء طرابلس) والعمل على إنشاء خط تصديري ناقل عن طريق الأردن (ميناء العقبة) بطريقة الإستثمار وكذلك العمل على تشغيل (خط ينبع) عن طريق المملكة العربية السعودية في حال حُسمت القضايا العالقة بين البلدين.
وأضاف الدباغ أن توصيات لجنة شؤون الطاقة قد اعتمدت على توصيات وزارة النفط، والتي تمثلت وعلى المدى القصير ببذل الجهود، وعلى جميع المستويات، لإقناع الجانب الإيراني والأميركي بضرورة تلافي غلق مضيق هرمز لإضراره بالإقتصاد العالمي بصورة عامة ودول منطقة الخليج بصورة خاصة وتسريع العمل لإكمال الخط الإستراتيجي الشمالي وتفعيل ربطه بالخط العراقي التركي لإيصال نفط خام البصرة الى ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط كمرحلة أولى (قيد التنفيذ) والعمل على زيادة الطاقة التصديرية للأنابيب والميناء كمرحلة ثانية. اما على المدى المتوسط، فتمثلت بتسريع العمل في تنفيذ مشروع الخط العراقي السوري لإيصال نفط خام البصرة الى ميناء بانياس على البحر الأبيض المتوسط وإعادة تفعيل المباحثات للإنبوب العراقي السعودي لنقل النفط الخام العراقي الى ميناء ينبع على البحر الأحمر رغم صعوبة ذلك، حيث أن انشاءه في حينه كان لأسباب سياسية تتعلق بمساعدة العراق لتقليل الآثار الناجمة عن إنخفاض التصدير عبر الخليج العربي بسبب الحرب العراقية الإيرانية.
وأشار الدباغ الى أن مضيق هرمز يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم والاكثر حركة للسفن المخصصة لنقل النفط، إذ تمر من خلاله ما بين (20-30) ناقلة نفط يومياً ،أي يمثل (40)% من النفط الخام المنقول بحراً على مستوى العالم، وهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر وأحد المنافذ المهمة بالنسبة إلى إيران والسعودية والإمارات، حيث لن يكون العراق بعيداً عن التأثيرات السلبية للتوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على خلفية تهديد الاخيرة بإغلاق مضيق هرمز أو بوابة الخليج العربي.
وأضاف أن مخاوف المسؤولين والسياسيين العراقيين من تضرر الاقتصاد العراقي ستكون مبررة لاسيما أن 70% من صادرات العراق النفطية تمر عبر مضيق هرمز، وقد لا تقف المخاوف عند حدود الاقتصاد. فبالنسبة إلى المراقبين، قد تتحول الأرض العراقية إلى ميدان مواجهة بين واشنطن وطهران التي هددت بقتل الأميركيين في العراق وضرب مصالحهم إذا ما تعرضت إلى أي ضرر بفعل عدائي أميركي. لكن على الرغم من سلبية التوقعات هذه فإن بعض المسؤولين يعتبرون أن هذا التوتر قد يتيح فرصة للعراق بلعب دور الوساطة بين الدولتين العدوتين، بما يعيد له دوره الريادي.
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد استضاف في العام 2007 جلسات عدة للتفاوض بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران وحضرها ديبلوماسيون على مستوى السفراء، إذ مثل واشنطن سفيرها في بغداد آنذاك ريان كروكر، ومثل إيران سفيرها انذاك حسن كاظمي قمي، ولكن تلك المفاوضات لم تخرج بنتائج ايجابية. وكانت الرئاسة الإيرانية حذرت في 27 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي من أن فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية بسبب برنامجها النووي سيؤدي إلى وقف مرور النفط عبر مضيق هرمز في الخليج، وألحقت تهديداتها بمناورات بحرية في المضيق نفسه استمرت أياماً عدة.
 ومضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم والاكثر حركة للسفن، ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر وتطل عليه من الشمال إيران محافظة بندر عباس ومن الجنوب سلطنة عمان محافظة مسندم التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه، على اعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية وعرضه 50 كيلومتراً وعمقه 60 متراً، ويعبره ما بين ثلث و40% من النفط المنقول بحراً في العالم.
وينبع الخلاف الدولي مع إيران على خلفية برنامجها النووي وعدم اكتراثها بالاعتراضات الدولية عليه، حيث أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نشر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن إيران ركبت أجهزة طرد مركزية لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الموجودة في قلب جبل في قاعدة عسكرية سابقة، وأن المواد النووية نقلت إلى هناك مما فسره المجتمع الدولي على أنه توجه لبدء التخصيب في هذا الموقع، خاصة وأن إيران تمكنت من تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% ، وهي نسبة تقول دول غربية إنها أكثر مما تحتاجه الطاقة النووية السلمية.
وتقابل الطموح الإيراني النووي مخاوف تبديها الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تعتبران أن تسلح إيران نووياً يمثل تهديداً لوجودهما وتلوحان بضربة لمنشآتها، فيما تهدد إيران بأن ردها على أي عمل عسكري من الولايات المتحدة أو اسرائيل سيكون "مؤلماً".
العراقية: بارزاني انتصر للحق وليس للقوة في قضية الهاشمي
هذا، ووصفت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي رفض رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بالارهاب الى السلطات العراقية بأنه تأكيد على أن القوى الكردية ليست مع القوي بل مع الحق.
وقالت النائبة ميسون الدملوجي، الناطقة باسم الكتلة، في تصريح صحافي تسلمت "ايلاف" نسخة منه اليوم، إن الجميع يعلم أن البارزاني زعيم سياسي عراقي وسليل أسرة وطنية تمتلك قيماً اخلاقية راسخة، وليس بمهرب يقوم بتسهيل هروب المتهمين، كما يتصور ويعتقد البعض من الطارئين على الحياة السياسية العراقية. وقالت: "لقد اخطأ البعض ممن يمسكون السلطة حالياً بأن بامكانهم توريط الاكراد بقضية الهاشمي وأنهم سيقفون معهم كونهم الجانب القوي الا أن الاكراد اثبتوا أنهم مع الحق انطلاقاً من ادراكهم أنه يجب مجابهة جميع التوجهات الدكتاتورية التي ستكون لها، في حال ظهورها، نتائج سلبية على العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص".
وأكدت الدملوجي أن قضية الهاشمي ليست سوى إحدى واجهات استهداف الكتلة العراقية التي تقف بدورها بوجه كل توجه دكتاتوري ودعت الى ضرورة الاستفادة من تجارب الماضي الاليمة ومنع ظهور أية نوازع لدى البعض للتفرد بالحكم أو تسييس القضاء أو الهيمنة على الاجهزة الامنية والهيئات المستقلة. وكان بارزاني قدم الشهر الماضي مقترحاً لحسم قضية الهاشمي سياسياً من خلال اجتماع للرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان مع القائمة العراقية واتخاذ الموقف المناسب، وهو ما اعتبره ائتلاف دولة القانون "تجاوزاً" على السلطة القضائية واستخفافاً بأرواح الابرياء.
وكان بارزاني أكد الخميس الماضي رفضه تسليم الهاشمي وقال إن "اقليم كردستان لن يسلم الهاشمي لأن اخلاق الكرد لا تسمح بتسليمه"، وأشار إلى أنّ "الهاشمي لا يزال نائباً لرئيس الجمهورية وعندما جاء إلى الاقليم جاء للاجتماع مع رئيس الجمهورية جلال طالباني وبعدها حصلت المشكلة".
واتهم الحكومة المركزية بـ"محاولة توريط الاقليم بقضية تهريب الهاشمي" وأوضح "وصل بهم الأمر أن يقترحوا علينا بأن نقدم تسهيلات للهاشمي لكي يهرب إلى خارج البلاد".. وقال إن "رد الاقليم كان واضحاً بأننا لسنا مهربين ولن نقبل بهذا الامر". وأضاف: "اذا اراد الهاشمي أن يخرج فيجب أن يكون خروجه علنياً من العراق"، متساءلاً: "اذا كان الهاشمي متهماً إلى الحد الذي وصلت اليه الحكومة، فلماذا تريد من الاقليم أن يهرب متهماً". وأكد أن "لمشكلة الهاشمي جانباً قضائياً لايمكن التدخل فيه "، مجدداً دعوته "لإيجاد حل للجانب السياسي لهذه القضية من خلال عقد اجتماع للرئاسات الثلاث"، كما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز" من اربيل اليوم.
 وكانت وزارة الداخلية العراقية قد طالبت نظيرتها الكردية في 26 من الشهر الماضي قائلة إنه "بناء على طلب الهيئة القضائية بتسليم المتهم طارق احمد بكر الهاشمي لتحديد موعد محاكمته، فقد طلبت وزارة الداخلية من وزارة داخلية حكومة اقليم كردستان تنفيذ أمر القبض الصادر بحقه وتسليمه الى الجهات القضائية". وأضافت في بيان صحافي أن معلومات مؤكدة وردت اليها "بنية هروب المتهم اعلاه من الاقليم الى خارج العراق".
ولجأ الهاشمي الى إقليم كردستان وحل ضيفاً على الرئيس العراقي جلال طالباني عقب اتهام السلطات له بالارهاب في التاسع عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. فيما اعلنت الهيئة التحقيقية في شأن القضية، الاسبوع الماضي، تحديد الثالث من ايار (مايو) المقبل موعداً لمحاكمة الهاشمي وصهره غيابياً عن ثلاث جرائم ارهابية انتهى التحقيق فيها. وأشارت إلى أنّ الدعاوى الثلاث المتهم بها الهاشمي، التي تتعلق باغتيال محامية وضابط وتفجير سيارة مفخخة موضحة،قد تم حسمها، كما اشارت الى وجود دعاوى أخرى تتعلق بنائب الرئيس لم تحسمها الهيئة التحقيقية بعد.
 يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية إصدار مذكرة قبض ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي بعد اتهامه بدعم الإرهاب، وذلك في 19 من الشهر نفسه، وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصف الأخير للمالكي بأنه "ديكتاتور لا يبني"، الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديمها طلباً إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في 29 من كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب ثم تعود في السادس من شباط (فبراير) الماضي لتقرر إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء وعودة جميع وزرائها لحضور جلسات المجلس.
تدمير اوكار مسلحين والاستيلاء على أسلحة في صحراء غرب العراق
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن انتهاء عملية عسكرية استمرت اسبوعاً، نفذتها صنوف عسكرية متعددة لملاحقة منفذي جريمة حديثة في محافظة الانبار الغربية، التي استهدفت عناصر نقاط تفتيش وضباطاً مطلع الشهر الحالي، وأدت الى مقتل حوالي 30 عسكرياً عراقياً.
وقال مدير شرطة حديثة العقيد فاروق الجغيفي إن العملية الأمنية التي اشتركت فيها مختلف الصنوف الأمنية من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى قد انتهت حيث تم تدمير جميع الأوكار التي كان يتخذها المسلحون في الصحراء، فضلاً عن العثور على قطع سلاح في عدد من المناطق مخبأة في الأوكار، إضافة إلى ملابس عسكرية بمختلف الرتب وبعض العجلات التي تم الاستيلاء عليها بعد قتل حائزيها. وأضاف أن العملية العسكرية أسفرت أيضاً عن العثور على معدات معمل لتحوير وطلاء السيارات.
وأوضح الجغيفي أن القوات الأمنية التي مشطت الصحراء بإسناد مباشر من قبل القوة الجوية قامت خلال العملية بنصب كمائن وتحديد نقاط التقاء لغرض السيطرة على الطرق الصحراوية. وأشار إلى أنّه تم تشكيل لجنة خاصة من وزارة الداخلية أخذت جميع العينات ورفعت البصمات وبدأت بتحليلها ودراستها ومطابقتها مع المتهمين والمشتبه بهم. موضحاً أن قوات الأمن بانتظار نتائج الفحص والتحليل للوقوف على الأشخاص المتورطين في العملية والقاء القبض عليهم، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك خط تواصل ما بين المحافظات الثلاث لتبادل الأخبار والمعلومات بشكل فوري.
وكانت القوات العراقية باشرت الاحد الماضي حملة عسكرية موسعة لملاحقة المسلحين في صحراء غرب العراق وحفظ الحدود مع سوريا لمنع اختراقها من قبل المسلحين أو تهريب أسلحة عبرها، وذلك قبل أيام من انعقاد القمة العربية في بغداد في 29 من الشهر الحالي. وشاركت في الحملة قوات من محافظتي الانبار وصلاح الدين الغربيتين ومحافظة نينوى الشمالية، حيث اتمت عمليات تمشيط للمناطق الصحراوية المحاذية للحدود مع سوريا التي تعرف بالجزيرة بحثاً عن المسلحين وتطهير المنطقة من أوكارهم. وجاءت الحملة إثر التوصل الى معلومات استخباراتية تفيد بوجود عناصر مسلحة تتخذ من هذه المنطقة ملاذاً أمناً لتحركاتها، حيث تحاول القوات العراقية من خلال حملتها هذه السيطرة على المنطقة وتأمينها.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد خلال اجتماع لخلية الأزمة الاسبوع الماضي على الاجهزة الامنية إتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز السيطرة على الحدود مع سوريا التي تشهد أحداثاً وإضطرابات تنشط معها عمليات التسلل والتهريب بكل أنواعها خصوصاً الأسلحة.
وشدد على "أهمية أن تأخذ الاجهزة الامنية المعلومات الأمنية على محمل الجد مهما كانت ضعيفة لأن الموضوع الأمني أمر إحترازي"، مشيراً الى "أنه تم تشكيل لجنة لمراقبة الحدود مع سوريا وإجراء تقييم شامل لها وتقديم رؤية بالإجراءات التي يجب إتخاذها لمنع أية حركة على هذه الحدود لاسيما في مجال تهريب السلاح".
وناقش المالكي مع القادة العسكريين أمن الحدود وكيفية العمل على سد جميع الثغرات التي يتسلل منها المسلحون وبعض العصابات حيث تأتي هذه الاجراءات "إنسجاماً مع سياسة الحكومة القاضية بمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعدم السماح لها بالتدخل في شؤون العراق الداخلية".
وتشهد المنطقة منذ أسابيع عمليات نوعية ينفذها المسلحون كان آخرها استهداف مسلحين للقوات الامنية مطلع الشهر الحالي في مدينة حديثة في محافظة الانبار حين سيطر مسلحون عليها وقاموا بتنفيذ عمليات اعدام جماعية راح ضحيتها حوالي 30 ضابطاً وشرطياً وقيادياً في منظمات الصحوة.
 
تشكيك في القدرة على الانسحاب وتوفير حكم مستقرّ والقضاء على القاعدة
استراتيجية الخروج من النزاع الأفغاني... معضلة تواجه أوباما
موقع إيلاف..أ. ف. ب.
تحولت استراتيجية الخروج من النزاع الافغاني على ما يبدو الى معضلة حقيقية امام الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يواجه نكسات وضغوط مع رئيس افغاني غاضب ورأي عام سئم من الحرب.
الانسحاب الأميركيّ من أفغانستان يواجه عراقيل عديدة
واشنطن: الهدف الذي وضعه الرئيس الاميركيّ باراك أوباما بانسحاب القوات اواخر العام 2014 من افغانستان على رأسها حكومة مستقرة قادرة على توفير الأمن على أراضيها ومنع نهوض تنظيم القاعدة، أصبح موضع تشكيك أكثر فأكثر.
وجاء تضافر أحداث مثل احراق مصاحف وقيام جندي اميركي بقتل قرويين وجنود أفغان يصوبون اسلحتهم الى زملائهم في القوة الدولية، ليزيد من توتر العلاقات بين الرئيس حميد كرزاي ونظيره الاميركي.
كل هذا دفع كثيرين من الخبراء الى التساؤل عن جدوى استمرار الحرب. واعلان حركة طالبان الخميس بأنها ستنسحب من المحادثات التمهيدية التي بدأت مع الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع زاد الطين بلة في الوقت الذي يعتبر فيه الأمل في حل تفاوضي الخيار الوحيد القابل للاستمرار لما بعد العام 2014، كما يرى عدد من المحللين. الى ذلك أثار نقل الجندي الذي قام بقتل 16 مدنياً افغانياً الجمعة الى سجن عسكري اميركي غضب حميد كرزاي، الذي انتقد بحدة غياب التعاون الاميركي الذي "لم يعد من الممكن السماح به"، ما اضطر باراك اوباما للاتصال به مرتين خلال الاسبوع. ورأى مؤيد يوسف من المعهد الاميركي للسلام أنه نظراً لهذه الاحداث المتكررة أصبح "التفاهم" بين الرئيسين اكثر تعقيداً. واضاف: "اذا استمرت الحالة على هذا المنوال لا أرى كيف يمكن التمسك بهذه الاستراتيجية التي تتعلق الى حد كبير بحسن نية الافغاني المتوسط الحال"، كما قال يوسف لوكالة فرانس برس.
وما زاد الشكوك في امكانية نجاح القوة الدولية في انجاز مهمتها في تأمين البلاد، اعلان كرزاي عزم كابول على تولي مسؤولية الامن في البلاد بدلاً من حلف شمال الاطلسي اعتباراً من 2013 وليس أواخر 2014 ، كما هو مقرر.
وتوقع ستيفن بيدل، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، أنه "سيكون هناك مأزق في أفضل الحالات"، في اشارة الى الوضع العسكري بعد انسحاب قوات التحالف. وقال في هذا الصدد: " لا أحد يمكنه منطقياً أن يتوقع أن تكون القوات الافغانية قادرة على تأمين مناطق غير تلك التي سنسلمها اياها". ويعتبر بعض الخبراء على غرار العديد من الاميركيين أنه آن الاوان لخفض الانفاق وتبني استراتيجية تحدّ من تعرض الجنود المنتشرين في المكان (90 ألف جندي اميركي و30 ألف جندي من الحلف الاطلسي)، للخطر.
ورأى تشارلز دانلوب من جامعة ديوك أنه للحد من الوجود العسكري الاجنبي في افغانستان يجب أن يتم تدريب الجنود الافغان خارج البلاد. وقال إن "ما اقترحه هو وجود أقل بكثير مع تولي الافغان المسؤولية. هذا ما يحصل لكن اعتقد أنه يجب تسريع الحركة".
ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة 23 ألف جندي من افغانستان بحلول نهاية الصيف. واكد الرئيس باراك اوباما مجدداً أنه لا يفكر في تغيير "مفاجىء" لهذه الاستراتيجية. لكنّ كثيرين يتوقعون تخفيضات اضافية لعديد القوات في العام 2013.
وفي هذه السنة الانتخابية، يفخر الرئيس اوباما بأنه وضع حداً للتدخل الاميركي في العراق ويتمنى أن يستطيع القول بأنه أعاد الجنود من افغانستان الى بلادهم. ويشير استطلاع للرأي أجرته محطة اي بي سي إلى أن 60 في المئة من الاميركيين يعتبرون أن هذه الحرب لم تكن تستحق عناء خوضها. لكنه يعلم ايضاً أن أي انسحاب متسرع قد تكون نتائجه قاتمة سيتوجب ادارتها اثناء ولاية ثانية محتملة.
تغيير النظام السوري سيشكل صفعة قوية بالنسبة إلى حزب الله وطهران
الأزمة السورية تزعزع "محور الممانعة" بقيادة إيران
موقع إيلاف...لميس فرحات من بيروت
يرى المحللون أنّ الأزمة السورية تحظى بأثر استراتيجي يمتد إلى ما بعد الانتفاضات في العالم العربي التي أسقطت الحكام المستبدين. وتتعقد الأزمة السورية في ظل الحرب الباردة في المنطقة التي استعرت لسنوات بين «قوى المقاومة» مثل إيران وسوريا وحزب الله، وبين حلفاء الغرب في المنطقة.
على أرض الواقع، قد تبدو أحداث الثورة السورية مثل أي ثورة من ثورات الربيع العربية الأخرى، مع احتجاجات واسعة النطاق ضد الحكم الديكتاتوري للرئيس السوري بشار الأسد، والحملات التي تشنها القوات العسكرية والأمنية في محاولة لسحق المعارضين.
لكن يعتبر العديد من المحللين أن الازمة السورية تحظى بأثر استراتيجي عالمي يمتد إلى ما بعد الانتفاضات في العالم العربي، التي أسقطت الحكام المستبدين في تونس، مصر، ليبيا، واليمن.
وتدخل الاضطرابات الثورية في سوريا عامها الثاني، مع أكثر من 8000 قتيل، في الوقت الذي تعيد فيه إحياء التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط. ولا يقتصر التوتر عند حدود هذه الدول، إذ يمتد أيضاً إلى إيران التي تقود "محور الممانعة" ضد المصالح الغربية في المنطقة.
وتماشياً مع الحرب الباردة الإقليمية التي تعتمل في المنطقة منذ سنوات عدة، دعمت إيران حزب الله اللبناني تماماً مثل حليفه السوري، لكن في الشهر الماضي، تخلت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" فجأة عن راعيها السوري وانتقل قادتها إلى مصر وقطر.
وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "كريستيان ساينس مونيتور" أن دور سوريا في تحالف "المقاومة" يرتبط ببقاء الأسد في الحكم. ففي حال أجبر على الخروج، يحتمل أن ينقطع طريق وصول الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض حاد في قدرة إيران على المحافظة على قوة حزب الله كوكيل ضد إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن رامي خوري، محلل في الشرق الاوسط في الجامعة الأميركية في بيروت، قوله: "محور المقاومة المتمثل بسوريا وإيران وحزب الله وحماس بدأ بالتزعزع، فحماس بدأت بالإنسحاب، فيما تواجه سوريا تحديات في الداخل، وهذا يستدعي إعادة النظر في المعادلة كلها".
وأضاف: "في حال تغيّر النظام السوري، سيشكل الأمر صفعة قوية على حد سواء بالنسبة إلى حزب الله وإيران".
واعتبر خوري أن الأزمة السورية ولّدت "عودة للمنافسة العالمية"، فروسيا والصين تستخدمان حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي في شأن سوريا، وتحبطان المحاولات الأميركية والأوروبية لاتخاذ إجراءات ضد نظام الأسد. ومنذ ذلك الحين، تشن القوات السورية اعتداءات وحشية على معاقل الثوار الرئيسية، في حمص وإدلب ودرعا.
وقال خوري: "إن الفيتو الروسي والصيني أعطى النظام السوري دفعاً قوياً"، مشيراً إلى أن الروس يدفعون بوضوح مرة أخرى ضد ما يعتبرونه "حملة أميركية للسيطرة على المنطقة، والروس لا يريدون للأميركيين أن يعملوا على تغيير الأنظمة كما يريدون".
مخاطر عالية
هذا ومن المقرر أن يطلع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي آنان، مجلس الامن الدولي حول جهوده التي يبدو أنها باءت بالفشل حتى الآن لتحقيق وقف إطلاق النار.
ويقول فواز جرجس، رئيس مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد: "ما حدث في الصورة الكبيرة هو أن الأزمة السورية حوصرت في حرب إقليمية باردة". و يقول رامي خوري :"إن محور المقاومة هذا أشبه بجبهة افتراضية"، مضيفاً: "لقد كان دائماً بمثابة غرض على الرف، وكل طرف يختار منه الشيء المعين الذي يستفيد منه".
وأشار خوري إلى أنه "من المؤكد أن الإيرانيين سوف يساعدون على إبقاء النظام السوري في السلطة، لأن النظام السوري هو واحد من عدد قليل من النجاحات في مجال السياسة الخارجية في العالم العربي، والآخر هو حزب الله".
وأشارت الصحيفة نقلاً عن خوري إلى أن الرهانات كبيرة أيضاً بالنسبة إلى روسيا، التي لديها عقود بيع الأسلحة بقيمة 5 مليارات دولار مع النظام السوري، ولهذا اتخذت موقفاَ دولياً ضد التدخل الخارجي في سوريا.
 ويفسر أن عدم وجود توافق دولي في الآراء، مع انقسامات بين جماعات المعارضة السورية المختلفة، وعدم قدرة المقاتلين على تأمين الأسلحة الكافية للجيش السوري الحر، ستحول الثورة السورية إلى أطول انتفاضة شعبية عربية وأكثرها فتكاً.
وتؤدي هذه المتغيرات الاقليمية والدولية الى تعقيد الأزمة السورية، على النقيض من ليبيا في الربيع الماضي، حيث كان هناك توافق في الآراء بشأن قرار ضد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في مجلس الأمن.
في هذا السياق، يقول جرجس:"في حالة الأسد، ما يثير الدهشة حقاً هو حق النقض المزدوج، من قبل اثنتين من أعظم القوى في النظام الدولي. وهذه دلالة كبيرة، فحتى روسيا قالت إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم من الجانبين (النظام والثوار)".
الكراسي المتحركة
في حين أن معظم المحللين يتوقعون سقوط الأسد في نهاية المطاف، مشيرين إلى أن السوريين لم ييأسوا من النزول إلى الشارع والتظاهر بعد عام من العنف الوحشي ضدهم، في محاولة لانهاء حكم آل الأسد الذي بدأ منذ 40 عاماً، قلة هم على استعداد لتخمين توقيت هذا السقوط.
أما إيران، التي تذكر أن والد الرئيس السوري الحالي، الرئيس السابق حافظ الأسد، كان الزعيم العربي الوحيد الذي وقف الى جانبها خلال حربها مع العراق في الثمانينات، فوضعت دعمها الكامل بتصرف سوريا لأن النظام السوري الحالي يلعب دوراً رئيسياً في استراتيجيتها الإقليمية، لكن احتمال انهياره في نهاية المطاف بدأ يتردد في الأوساط الإيرانية.
وأعلن القادة الإيرانيون دعمهم للإنتفاضة العربية ضد "طغيان" الحكام الموالين للغرب كجزء من "الصحوة الاسلامية" الأوسع نطاقاً التي يزعمون أنها امتداد طبيعي للثورة الاسلامية في إيران العام 1979. لكن الأمر لا ينطبق على الثورة السورية، التي تعتبر إيران أنها مختلفة عن سياقات الثورات السابقة، وأنها نتيجة لتلاعب و"فتنة" من قبل الغرب واسرائيل.
"الجميع في حالة تغيّر مستمر، جميع اللاعبين في المنطقة، والمعايير الدولية، وحتى الولايات المتحدة نفسها بدأت في الخروج من المنطقة وفقدان تأثيرها ببطء" يقول خوري، مضيفاً: "الأمر أشبه بلعبة الكراسي المتحركة: الجميع يتحرك، وسيستغرق الأمر بضع سنوات ليستقر كل من الأطراف في مكانه".
الأمن يتعقب التوحيد والجهاد بعد تفكيك الجماعة المهداوية
التطرف يخيّم على المغرب ودعوات إلى التصدي لمحركي عجلته
موقع إيلاف..أيمن بن التهامي
عادت مظاهر التطرف لتخيم شيئًا ما على المغرب، إذ بعد "اللجان الشعبية"، التي نظمت "حملات تطهيرية" في مدينة عين اللوح، وتمزيق سلفيين ثياب فتاة في الشارع العام، فككت مصالح الأمن "الجماعة المهداوي"، بعدما رفعت التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، إثر إصدار جماعة تطلق على نفسها "التوحيد والجهاد في المغرب الأقصى"، بيانًا توعدت فيه بالقيام بعمليات دموية على أرض المغرب، كما إنها شنت هجومًا لاذعًا في حق الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية.
أيمن بن التهامي من الرباط: يأتي هذا في وقت باتت تعجّ المنتديات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، برسائل ودعوات من سلفيين مغاربة تحثّ على "العنف".
وقال سعيد لكحل، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن "الشهور الأخيرة شهدت ظهور ما بات يعرف بـ (اللجان الشعبية) في عدد من المدن المغربية تتولى فرض (النظام) كما تتصوره، والاعتداء على عينة من المواطنين، نساء ورجالاً بدون سند قانوني"، مبرزًا أن "هذه الجماعات نصبت نفسها بديلاً من الدولة، واستولت على اختصاصات الأجهزة الأمنية والقضائية، وهي بهذه الخروقات تعتدي على الدولة والدستور وتهدد الأمن العام، بل تضرب الأسس التي قامت عليها الدولة عبر التاريخ، وهي حماية أمن المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم ضد أي جهة غير الدولة".
وأشار سعيد لكحل، في تصريح لـ "إيلاف"، إلى أنه "عندما تبين للعناصر السلفية أن تلك اللجان تعمل بحرية، سارع الأفراد إلى الاعتداء على المواطنين في الشارع العام، كما حدث مع الفتاة التي مزّق السلفيون ثيابها في الشارع العام، وأمام مرأى المارة، من دون أن تتدخل الأجهزة الأمنية. والأمر نفسه بدأ في تونس بحوادث اعتبرت (معزولة) حتى وصل الأمر إلى تمزيق العلم التونسي، ووضع مكانه علم تنظيم القاعدة، فضلاً عن إغلاق جامعة منوبة ومنع الدروس فيها، ثم أخيرًا الاغتيال كما وقع للشيخ لطفي القلال".
وأضاف المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية إن "الحريق يبدأ من شرارة (معزولة)، ومن يلعب بالنار ستحرقه وتحرق الجميع إذا لم يتم تدارك الشرارة في مهدها".
من جهته، قال الداعية عبد الباري الزمزمي، أحد أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب العربي، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن مظاهر كثيرة سجلت أخيرًا، وهي ليست جديدة على المجتمع، كما هو الحال بالنسبة إلى "الجماعة المهداوية"، مشيرًا إلى أن "الكثير إدعى المهداوية، سواء في الشرق أو الغرب".
وأوضح عبد الباري الزمزمي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "المقصود من مثل هذه المظاهر هو حب الظهور، وابتزاز الناس وأصحاب العقول الصغيرة والضيفة"، مبرزًا أن "المتصوفين يدعون بأنهم يرون الرسول (ص). وهذه مجرد خزعبلات، والغر ضمنها استغلال ذوي العقول الضعيفة".
وأكد عبد الباري الزمزمي أن "الكرامات كلام فارغ، والمعجزات هي التي تبقى معروفة على الأنبياء فقط"، مضيفًا أن "هذه المظاهر يجب التصدي لها، وإذا كانت مرتبطة بجرم يجب أن يقدم المتهم فيها إلى العدالة".
وحسب بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، فإن أنصار هذه الطائفة يتبنون "معتقدات شاذة تقوم على تبجيل هذا الزعيم إلى حد القداسة، والاقتناع بما يروّج له من أفكار منحرفة، حيث أصبحوا يطيعون أوامره من قبيل تغيير الأسماء بدعوى أنها مدنسة، والتخلص من ممتلكاتهم والتبرع بها لفائدة هذه الجماعة، وطلب الإذن للمعاشرة الزوجية".
ووفق البلاغ فإن "زعيم هذه الجماعة يتوصل، بمبالغ مالية من الخارج، يتم صرفها على بعض مريديه"، لتقوية روابط التبعية له، وضمان الانضباط لممارساته "العقائدية المنحرفة".

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,254,094

عدد الزوار: 6,942,248

المتواجدون الآن: 132