سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرج عن رأس الشرعية الفلسطينية بعد اعتقال دام ثلاث سنوات
 الأربعاء 24 حزيران 2009 - 9:52 ص  5246  0  عربية |
طالب الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي أمس، بضرورة العمل على تبيض كافة السجون الإسرائيلية، مناشداً في الوقت ذاته بضرورة الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال الدويك، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بعد ساعات قليلة من الافراج عنه من سجون الاحتلال، من أمام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني برام الله، "لقد جئتكم برسالة الأسرى والتي ناشدوا فيها بضرورة المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، مضيفا: "أنا أضم صوتي لصوت الأسرى وسأعمل جاهدا على تحقيق ذلك".
وكشف الدويك أن النواب والقادة الأسرى يعملون على بلورة موقف لرأب الصدع الفلسطيني واستعادة اللحمة الفلسطينية، بالإضافة إلى استعادة المجلس التشريعي لدوره السياسي من أجل إنهاء الانقسام.
وناشد الدويك، الجميع بالعمل من أجل إخراج كافة الأسرى من داخل السجون الإسرائيلية ليساهموا في بناء الوطن والقضية الفلسطينية".
وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أطلقت أمس سراح رأس الشرعية الفلسطينية الدكتور الدويك أحد أبرز قيادات حركة حماس في الضفة الغربية بعد ثلاث سنوات من الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والى جانب الدويك، افرج كذلك أمس عن النائب عن حركة فتح جمال حويل الذي اعتقل قبل سبع سنوات.
ووصل الدويك إلى مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية في طريقه لمقر المجلس التشريعي في مدينة رام الله بالضفة، وكان في استقباله قيادات من حركة فتح وحماس في الضفة الغربية وعدد من أبناء عائلته.
واتصل محمود عباس بالدويك هاتفيا لدى دخوله مناطق السلطة الفلسطينية للاطمئنان عنه وهنأه بسلامة الإفراج عنه من سجون الاحتلال، كما اعتبر الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الإفراج عن الدويك انتصاراً للشرعية الفلسطينية.
وكان الدويك قال في أول تصريح له عقب الإفراج عنه على حاجز طولكرم: " لقد تركت روحي عند أهلي وأحبتي الأسرى وأخواتي الأسيرات وأطفالنا الأسرى، تركت روحي مع النواب في السجون عوفر والنقب وجلبوع ونفحة، فهؤلاء رمز العمل السياسي الفلسطيني تم تغيبهم عن الساحة".
وأوضح الدويك أنه سمع لهجة تصالحية من قبل قادة الفصائل الفلسطينية، معربا عن أمله في أن يكتب النجاح للجهود التي تبذل من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام، قائلا: " وسأكون تحت تصرفهم في تطبيق المصالحة، وهذا ما يطلبه الشعب من رئيس المجلس التشريعي".
كما تعهد الدويك بالعمل على إعادة الدور الريادي للمجلس التشريعي الفلسطيني الذي حاول الاحتلال تعطيله عندما اختطف غالبية أعضائه.
حماس تهنئ
وتقدمت حركة حماس في بيان لها بـ"عظيم التهنئة للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية" بمناسبة الإفراج عن الدويك.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري: "إن الإفراج عن الدويك جاء بعد انتهاء محكوميته البالغة ثلاث سنوات وليس لهذا الأمر علاقة بأي اعتبارات أخرى"، وأكد أن الإفراج عن الدكتور الدويك يعني "عودة الروح إلى السلطة التشريعية وتعزيز دورها وسيمثل نقلة في إعادة التوازن في الضفة الغربية في ظل حالة التغول الذي تمارسه حركة فتح وأجهزة أمنها هناك".
وتقدمت حماس بالشكر والتقدير لكل الجهات والشخصيات العربية والإسلامية والدولية التي "بذلت جهدا كبيراً لإنهاء أسر الدكتور عزيز دويك"، ودعت لاستمرار هذا الجهد لإنهاء قضية اختطاف بقية نواب المجلس التشريعي والأسرى الفلسطينيين.
بدورها هنأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدويك، وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها داود شهاب: "نحن سعداء بحرية الدكتور دويك هذا التحرير ليس منة من العدو وإنما هو بفضل الله أولا ثم بصمود الدكتور الدويك"، وأضاف:" لقد أراد العدو أن ينال من عزيمته لكنه صمد وتمسك بقناعاته وأصر على مواقفه وكسر سطوة السجان وانتصرت إرادة الحرية". وتمنى المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي أن يشكل تحرر الدكتور دويك من سجون الاحتلال داعما للحوار الوطني الشامل وأعرب عن ثقته بدور الأسرى في وحدة جبهتنا الداخلية في مواجهة الاحتلال الغاصب والاستمرار في مشوار التحرير واستعادة الحقوق. عودة التشريعي مرهون بصدق النوايا من جانبه قال الدكتور حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في تصريحات صحفية، إنه منذ بداية الانقسام، ساهم الدويك من داخل سجنه بإبرام اتفاق مكة، مؤكدا أنه إذا صدقت النوايا، فإن المجلس التشريعي سيعود لأخذ دوره الطبيعي في الساحة الفلسطينية، وأن يصبح جزءا من الحل وليس من الأزمة الداخلية كما هو حاصل حاليا. وحول الأجواء المصاحبة لإطلاق الدويك في الضفة الغربية، أوضح خريشة، أن لا علاقة بين الأمرين، حيث إن محكمة احتلالية هي من قررت الإفراج عن الدويك، كما أنه لم يسمع عن إطلاق سراح معتقلين سياسيين بشكل جدي من سجون السلطة. وحول إمكانية عقد اجتماع بين رئيس السلطة محمود عباس والدويك، رأى خريشة أن هذا أمر طبيعي بين رئيس السلطة التنفيذية ورئيس السلطة التشريعية، متوقعا عدم ظهور نتائج سريعة للاجتماع، ولكن حصول الاجتماع سيكون له تأثيرات إيجابية على الوضع الداخلي الفلسطيني. راعي الحوار الفلسطيني والدويك هو راعي اول حوار فلسطيني فلسطيني جرى عقب الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 تمخض عنه ما عرف حينها بوثيقة "الوفاق الوطني" أو "وثيقة الأسرى". ولا تعترف حركة حماس بشرعية عباس بعد انتهاء ولايته في كانون ثاني عام 2009، وتقول إ رئيس المجلس التشريعي (دويك) يتولى منصب الرئاسة الفلسطينية حتى يتم إجراء الانتخابات الرئاسية مرة أخرى ، الأمر الذي ترفضه حركة فتح. وسبق للدكتور دويك أن اعتقل خمس سنوات في سجون الاحتلال في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987، كما أبعد إلي مرج الزهور حينما قررت "اسرائيل" إضعاف حركة حماس وإبعاد 400 من قادتها عام 1992 إلي جنوب لبنان . وخلال رحلة الإبعاد التي استمرت عامين عمل الدويك ناطقا باسم المبعدين باللغة الانجليزية ورافق في تلك الفترة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان ناطقا باللغة العربية، حتى انه لقب بـ"رنتيسي الضفة". كما أن الدويك يعد أحد العقول العلمية في حركة حماس، فهو أستاذ جامعي وحاصل على شهادة الدكتوراه في التخطيط الإقليمي والعمراني من جامعة بنسلفانيا- فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية. وللدويك العديد من المراجع والمؤلفات العلمية الهامة، فقد رأس فريق تأليف كتاب المجتمع الفلسطيني (وزع منه نحو 300 ألف نسخة) وهو محاضر جامعي في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس. وهو مؤسس ورئيس قسم الجغرافيا في جامعة النجاح، وقد شغل منصب عضو لجنة البحث العلمي في الجامعة، كما شغل منصب عضو مجلس كلية الآداب في نفس الجامعة، وشغل أيضاً منصب أمين سر نقابة العاملين فيها. وهو حاصل أيضا على ثلاث شهادات ماجستير الأولي في التربية، والثانية في تخطيط المدن، والثالثة في التخطيط الإقليمي والحضري، والي جانب ذلك فهو داعية وخطيب ورجل إصلاح. يشار الى ان حماس فازت باغلبية مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات الاخيرة التي نظمت مطلع 2006، واعتقلت "اسرائيل" الدويك (60 عاما) في شهر اب 2006 في سياق حملة اعتقال واسعة طالت العشرات من مسؤولي حركة حماس وبينهم 40 نائبا ووزيرا، لعرقلة عمل المجلس التشريعي، ووجهت المحكمة الاسرائيلية لنواب حماس تهمة الانتماء لتنظيم محظور، بعد ان اصدرت قرارا باعتبار كتلة التغيير والاصلاح التي ينتمي اليها النواب تنظيما محظورا.
حركة الجهاد تشيد بصموده
المصدر: مجلة السبيل الأردنية
